رواية مرايا الحب الفصل الثالث عشر13 بقلم نورا عبد العزيز

رواية مرايا الحب الفصل الثالث عشر13 بقلم نورا عبد العزيز
بعنــــوان " ذنــب لم ينتــهي 
دلف "أنس" إلى مكتب الضابط وصُدم عندما رأى وجهها وهى الزائرة التى جاءت لزيارته، كانت "هالة" جالسة فى صمت بوجه ملتهب كجمر من النار مُرتدية بنطلون أسود وجاكيت جلدي أسود طويل يصل لأعلى ركبتيها وتلف حجاب أسود ليُدهش "أنس" من حجابها، غادر العسكرى ليبقيا الأثنين فى المكتب ليقول:-
-جاية ليه؟

لم تُجيبه على هذا السؤال بل وقفت من مكانها لتذهب أمامه، رفعت عينيها به لأول مرة مُنذ ما حدث، تطلعت به على عكسه لم يجرأ على النظر بها ليُصدم عندما نزلت لطمة قوية من يدها الصغيرة على وجهه فرفع نظره بها بصدمة لتقول:-
-يا ريت القلم دا يصلح اللى خربته، واللى كسرته وخربته جوايا مبتصلحش يا أنس بيه، بس تعرف أنت تستاهل اللى أنت فيه ويمكن دا يكفر شوية عن اللى عملته فيا، أنا مش هطلعك من هنا حتى لو أتحكم عليك بالإعدام ...

صمت ولم يُعقب على حديثها أو يُجادلها حتى أنه لم يطلب منها النطق بشهادة كفيلة لإخراجه من هنا ونيل حريته التي لا يستحقها، أتاها صوته المبحوح فلم يلفظ بكلمة واحدة مُنذ ان قبض عليه يقول:-
-وأنا مطلبتش أن أخرج من هنا

بكت بأنهيار شديد وهى تقول بضعف وإنكسار بينما يديها تضرب صدره بقوة بقدر قلة حيلتها وعجزها:-
-أنت فى داهية بس اللى فى بطني هعمل فيه أيه؟ أنا حتى مش عارفة أروح لدكتور ينزله ... منك لله يا أنس حسبي الله ونعم الوكيل فيك على اللى عملته فيا، ربنا ينتقم لي منك أشد أنتقام

جلست على المقعد بتعب وأنهيار وهو يقف أمامها مصدومًا لا يُصدق ما سمعه للتو منها وأتسعت عينيه على مصراعيها جريمة لم تنتهى بهذه الليلة المظلمة وجحيمه الذي صُنعه لها لم يكن لليل طويل معتم ومُرعب، لم يقتصر أبدًا على لحظة ثمالة بل الآن يوجد بذرة جحيمه وكرهها له بداخلها، تحمل طفلًا منه، أقترب منها مصدومًا وهى جالسة على المقعد وتضع يديها الأثنين على وجهها تبكي بأنهيار وضعف شديد ليجثو على ركبتيه أمامها وسأل بنبرة واهنة خوفًا مما سمعه للتو منها:-
-أنتِ حامل؟

رفعت يديها عن وجهها لتحدق به بقوة وأشمئزاز شديد ثم قالت:-
-ناقص تقولي دا منى ولا من واحد تاني، أنت دمرت حياتى يا أنس وحطت رأس أهالي فى الأرض وبسببك أنا حياتى بقيت جحيم، بس أنا مش هعيش فى الجحيم دا كتير أنا جاية أقولك أن ذنبي فى رقبتك يا أنس، أنا كنت مستنية الموت وأن ربنا يخفف عنى عشان مكفرش وأبقى موت نفسي بس بعد اللى فى بطني دا واللى هيزود فضحتي وسط الناس ويخلي الكل يدوس على شرفي ويخلي سيرتى على كل لسان.. لا يا أنس أنا هموت نفسي وأخفي عارى بأيدي وذنبي فى رقبتك أنت وربنا يسامحنى على اللى هعمله بقي 

وقفت من أمامه لتغادر لكنه أستوفقها عندما مسك معصمها مُصدومًا مما هى قادمة على فعله وأنهاء حياتها بسببه، قبل أن يلفظ بشيء زاد صدمته صفعة قوية من يدها الأخرى وهى تصرخ به بأشمئزاز قائلة:-
-أياك تلمسنى مرة تاني يا حيوان

غادرت باكية رغم صرامتها وهو هنا سجينًا بين أسوار السجن لا يستطيع فعل شيء، وبعد نهار طويل فى التفكير داخل زنزانته ولأول مرة يقرر أن يتحدث، وقف قرب باب الزنزانة وتحدث مع العسكرى طالبًا منه الهاتف مقابل مبلغ من المال ليعطيه العسكرى الهاتف....

********************

كان "يونس" يقف تحت صنوبر الماء شاردًا فى حديث الطبيب ويفكر ماذا سيفعل عندما يرى "فلك"، مُتكأ بذراعيه على الحائط مهمومًا على عكس غيره فمن يجد الداء والعلاج يكن فى قمة سعادته، لكنه كان خائفًا من هذا العلاج، خائفًا من فقد "غزل" وبالوقت نفسه كان مذهولًا لم يُصدق أبدًا كون "فلك" حبيبة لقلب وقد أختارها قلبه يطمئن معها ويعشقها مُسلمًا إليها نبضاته ودقاته، كأن هذا القلب لم يتعلم شيء من ألم الفقد والخسارة سابقًا...
فتحت "فلك" باب الشقة بسرعة وهى تلهث بتعب من سرعة خطواتها التى أشبه بالركض وتحمل الهاتف فى يدها لتبحث عنه فى كل مكان ومع مرورها من أمام المرحاض لتسمع صوت الماء فوقفت "فلك" أمام باب المرحاض وقالت بصوت خافت بعد أن طرقت الباب قليلًا
-يونس.. أنس على التليفون عايزك ضروري

لم يصدق "يونس" ما سمعه وأسم أخاه التى لفظه، فتح "يونس" باب المرحاض وخرج منه يلتقط الهاتف من يدها مُرتديًا ببنطلون أبيض فقط وصدر عاري وعلى وجهه هلع ودهشة كبيرة بعد أن سمع اسم أخاه فمُنذ أن قبض عليه ولم يتحدث أبدًا فى كل زيارة والآن يتصل هو، أخذ الهاتف منها ووضعه على أذنه ليقول:-
-أنس

تحدث "أنس" بنبرة جادة صارمة يقول:-
-للتوضيح مش اكثر .. مش بعاكس مراتك بس مش حافظ غير رقمها

تجاهل "يونس" كلماته بعفو وكأنه سمح بهذا الشيء مقابل أخاه وقال بجدية:-
-عارف يا أنس.. فى أيه؟

تنهد "أنس" بتعب شديد وحيرة مُترددًا فى التحدث لكنه حسم أمره وقال:-
-أنا كُنت فى الشركة يومها ولازم أطلع من هنا قبل بكرة يا يونس، موضوع مهم حياة اوموت لازم أطلع

أومأ "يونس" بسعادة وحماس شديد وهو يقول:-
-الشركة، تمام متقلقش يا أنس كدة أتحلت، كل ركن فى الشركة فيه كاميرا مراقبة سهل تطلع

أنهي الاتصال معه وأستدار "يونس" ليراها تقف بجوار باب المرحاض مُغمضة العينين كالصنم لينظر إلى صدره العاري فألتقطت قميصه المتسخ الموجودة على السفرة ولبسه مُسرعًا بحرج وقال وهو يغلق أزرار القميص بتعجل :-
-أنا أسف معلش أتخضيت لما قولتي أنس

أومأت إليه بنعم وما زالت تغمض العينين ليتنحنح بحرج شديد وقال:-
-انا لبست فتحي

فتحت عينيها بخفوت وبطيء شديد خجلًا ووجنتيها مُتوردة بلون الفراولة كفراولتين جميلتين، تحاشت النظر إليه بينما هو يُحدق بها ويتذكر كل كلمة قالها الطبيب عنها، أصابته القشعريرة فى أطرافه وتسارعت نبضات قلبه بجنون مُسحورًا بها رغم عشوائيتها وحجابها الغير مُرتب من الشارع ووجهها الخالي من كل مساحيق التجميل، لكنها بعينيه كانت جميلة وعفوية تشبه أميرة بلدته وعالمه كاملًا، أيقن بهذه اللحظة والربكة التى أصابته أمامها للتو بكل كلمة تفوه بها الطبيب وبذرة حُبها التى زُرعت فى قلبه قد بدأت تنمو، حاول السيطرة على مشاعره وقلبه الخافق بجنون إليها وقال بهدوء مُتجاهلًا حياته وهدفه فى هذه اللحظة حرية أخاه:-
-أنا هطلع على الشركة وأخيرًا حلت موضوع أنس، أدعيله انه يطلع يا فلك، والمشكلة دى تتحل

تبسمت بخفوت إليه وهى تقول:-
-أن شاء الله خير يا يونس

دلفت لغرفته لكى يبدل ملابسه وخرج رأها تقف أمام المرة المُستطيلة بحجمها ذات اللمبات البيضاء الكثير وهندمت حجابها جيدًا فسأل بتعجب:-
-أنتِ خارجة تانية؟

أومأت إليه بنعم وهى تبدل حذائها ذو الكعب العالي وترتدي حذاء أبيض رياضي مُريح وقالت بحماس:-
-هجي معاك

نظر إليها بدهشة من كلماتها وهو يقول:-
-نعم!!

أخذت يده سريعًا وهى تخرجه من دهشته وتقول:-
-مش وقت أندهاش يا يونس، يلا وبعدين أنا هركب جنبك يعنى مش هتشلني على كتفك

تبسم بخباثة وهو ينزل الدرج معها ويغازلها بعفوية:-
-طب ما تيجي أشيلك بجد يا عيوني

ضربته على كتفه بمرح وبسمتها تُنير وجهها الشاحب من التعب لتقول:-
-أتوكس يا يونس، أنت لو شلتني هتقعد أصلًا

ألتف لكي ينظر إليها وهو يرفع حاجبه بغرور شديد قائلًا:-
-أنتِ كام كيلو يا عقلة الأصبع أنت 20

ضربته بغضب سافر من سخريته عليها وتقول بنبرة غليظة:-
-49 يا يونس وأتلم 

ضحك وهو يسبقها على الدرج وقال بكبرياء شديد قائلًا:-
-طب دا قدر 56 وبشيلها بدراع واحد يبقي أنتِ بقي أشيلك بصبع رجلي الصغير

أشتعلت نيران الغيرة فى قلبها وأوشكت على حرق صدرها كاملًا وهو يتحدث عن زوجته الأخرى، لم يأتيه جوابًا منها فضحك وهو يسبقها على الدرج لكن جوابها لم يكن كلمة تتفوه بها بل ضربة قوية على ظهره بيديها الأثنين فكاد أن يسقط على الدرج ليصرخ بصوت خافت قائلًا:-
-يا مجنونة!

نظر إليها لتدفعه بغضب شديد ومرت من أمامه ودفعته بعيدًا عن طريقها لتسبق هى على الدرج وتصل للسيارة قبله، ضحك عليها فقد نال مُراده بكلماته وحقق هدفه من ذكر أسم "قدر" فهذه الفتاة حقًا تكن له المشاعر وتغار بجنون عليه لكنها ترفض بأستماتة الأعتراف بهذا الأمر، أخذها معه إلى الشركة وكان المحامي بأنتظاره بعد أن حدثه "يونس" فى الهاتف وبعد مشاهدة تسجيل الكاميرات رأوا "أنس" يدخل الشركة سكيرًا ويتأرحج وذهبت إليه "هالة"، نظر "يونس" إلى "فلك" بأستغراب شديد وكانت "فلك" مُستغربة جدًا وجود "هالة" رغم أنها لم تتحدث عن هذا الشيء أبدًا ولم تخبرها بوجودها فى الشركة ولا معرفتها بمكان "أنس"، تسجيل توقيت دخول وخروج "أنس" من الشركة كفيل بأن يثبت برائته، تنحنح "يونس" بتوتر شديد وهو يقول:-
-أستنوني برا دقيقة

نظرت "فلك" إليه بحرج شديد من طلبه ثم خرجت مع المحامي للخارج، أدخل "يونس" كلمة السر الخاصة بكاميرا مكتب "أنس" حيث دخل الأثنين بعد أن بدأ يُشك فى موقف وصمت "هالة" طيلة هذه القترة ويأس اخاه الذي جعله يعلم بأنه أرتكب جريمة حقًا ليُصدم مما رأوه وأخاه يعتدي على هالة بالقوة فأتسعت عيني "يونس" على مصراعيها بصدمة قاتلة ألجمته فى عقله لتوقف عن التفكير وأغلق الكاميرا سريعًا قبل أن يرى هذه الجريمة الشنيعة وحمل التسجيل على فلاشة ثم مسحه تمامًا من تسجيلات الكاميرا وغادر من الشركة غاضبًا مُشمئزًا من أخاه الذي يستحق العقاب بحق، أوقف السيارة على الطريق وتنهد بأختناق سافر ثم قال:-
-أشمعنا النهاردة بالذات قرر يخرج ؟

نظرت "فلك" له بتعجب من مُحادتثه المُتمتمة لتقول:-
-بتقول أيه يا يونس؟

نظر إليها بحيرة شديدة لا يعلم أيستحق أخاه الخروج حقًا بعد ما فعله أم يبقي بالسجن بقية حياته جزءًا على ما فعله بفتاة مسكينة كنت تسعى فى عملها لأجل والدتها وأسرتها التى تعولها وحدها، فتح هاتفه وطلب سيارة من التطبيق وقال بجدية:-
-أنزل يا فلك، روحي لهالة أقعدي معها لحد ما اخلص موضوع أنس دا ومتروحش فى حتة تانية غير عند هالة ومتسبهاش لوحدها

نظرت "فلك" له دون أن تفهم شيء أبدًا من كلمات ولما أختر "هالة" وقالت:-
-طب خلاص أروح أحسن

ترجل من سيارته وفتح باب السيارة لها وهو يقول:-
-قولت تروحي لهالة، أنا عرفت أنها تعبانة روحيلها وأنا هعدي عليكي بعد ما أخلص عشان عايزها فى حاجة

لم تفهم شيء من ألحاح زوجها لكن فعلت كما طلب خصيصًا بعد وصول السيارة، أعطي مبلغ من المال أحتياطيًا وفتح لها باب السيارة لتصعد وقبل أن يغلق الباب، نظر إليها بقلق خوفًا من أن يُصيبها شيء وهى بعيدًا عنه ويصلها غضب ومكر "قدر" وقال بلطف:-
-خلي تليفونك مفتوح دايمًا ولو حسيتى بحاجة غريبة أو حد بيضايقك كلمنى على طول

أومأت إليه بنعم وهى ترى قلقه فى عينيه ثم قالت:-
-متقلقش يا يونس 

أومأ إليها بنعم ثم أغلق الباب لتنطلق السيارة ثم صعد بسيارته وأكمل طريقه إلى القسم وطلب رؤية أخاه، وضع الفلاشة أمامه على الطويلة ليقول:-
-أنت ممكن تكون بريء يا أنس من جريمة القتل لكن جريمة الأغتصاب هتطلع منها براءة أزاى، جريمتك اللى هنا هتكفر عنها أزاى..

قاطعه "أنس" بخوف شديد قائلًا:-
-أنا عارف، بس لازم أطلع من هنا يا يونس، قدر ناوية تنهى حياتها وجاتلى النهاردة تقول أنها هنتنحر بسببي

أتسعت عيني "يونس" على مصراعيها مصدومًا من مجيء "هالة" إليه ولم يُصدق أبدًا أنها قررت أنهاء حياتها ليقف من مكانه مُسرعًا وأتصل بـ "فلك" خائفًا مما ستفعله هذه الفتاة المسكينة ضعيفة الحيلة وفور استقبالها الاتصال قال بقلق:-
-أيوة يا فلك أنتِ فين؟

أجابته بعفوية وهى تدرك كما هو قلقان عليها قائلة:-
-على السلم أهو طالعة

تحدث بذعر شديد قائلًا:-
-بسرعة يا فلك، أطلعي شوفي هالة وطمنيني أنها كويسة

أجابته "فلك"ب ضيق شديد وقد بدأت تشعر بأنه يخفي شيئًا عليها قائلة:-
-هو فى أيه يا يونس؟

تحدث بانفعال من مماطلتها للحديث وهناك فتاة على وشك الموت بسبب ذنب لم تقترفه:-
-أخلصي يا فلك أطلعي 

قوست شفتيها للأسفل حزنًا من صراخه بها وأجابته بضيق شديد واضح فى ملامحها قائلة:-
-طالعة يا يونس أهو ما تيجي تضربني أحسن

أغلق الاتصال فى وجهه غضبًا منه ولم تصدق انفعاله، دقت باب الشقة وفتحت والدة "هالة" لها ولم تدخلها بل قالت:-
-هالة مش موجودة يا بنتى

سألت "فلك" بهدوء وحرج من تدخلها فى حياة صديقتها أكثر قائلة:-
-أمال هى فين؟

أعطتها السيدة ورقة بها عنوان تركته "هالة" لتأخذها "فلك" وترحل ووقفت تنتظر سيارة أجرة وهى تتصل بـ "يونس" كان واقفًا فى البهو مُنتظر المحامى و"أنس" وفور أتصال "فلك" أستقبال الأتصال سريعًا وقال:-
-عملتى أيه؟

أجابته بأنفعال وهى تفتح باب السيارة الخلفي:-
-مش موجودة بس مامتها ادتينى عنوان معرفش بتاع أيه؟ أنا هروح على البيت بقي

قبل أن يتحدث رأى المحامي يخرج ومعه "أنس" بعد أن نال حريته وخرج حرًا معه فقال "يونس" بجدية:-
-هالة مش فى البيت؟

أتسعت عيني "أنس" على مصراعيها وقال:-
-أمال فين؟

وضع "يونس" الهاتف على أذنه ليقول:-
-فين العنوان اللى معاكي يا فلك؟

أعطته العنوان فى الهاتف ثم اغلقت الهاتف معه، خرج "أنس" مُسرعًا مُتجهًا إلى العنوان المذكور فى بولاق، وكان معه "يونس" ولم يفهم شيء وعلى ماذا يحتوى هذا المكان؟ ولما ذهبت "هالة" إليها وهى تسعى للأنتحار، وصل "أنس" للمكان ولا يعلم أين يجدها هنا لكن لمح لافتة طبيب نساء وتوليد ليشعر بشيء بداخله يخبره بأنها هنا، دلف إلى المكان بهلع شديد و"يونس" يركض خلفه ليعتقد بأنها جاءت لهذا المكان ربما تستطيع إصلاح ما أفسده أخاه، لكن "أنس" كان وحده يعلم بأنها جاءت لتتخلص من الطفل، دلف بقلق شديد ورأها تجلس هناك مُنتظرة دورها وفور رؤيته أمامها حرًا وتخلص من السجن والعقوبة كاد قلبها أن يتوقف غضبًا وضيقًا مما حدث......

***********************

صعدت "فلك" الدرج غاضبة تمامًا من حديثه وصراخه بها ووقفت أمام باب شقتها وهى تضع المفتاح به فشعرت بأحد يقف خلفها وأنفاسه قريب منها جدًا لترتجف يدها خوفًا ليقطع صوت أنفاسها المُرتجفة رعبًا رنين هاتفها الذي تحمله فى يدها الأخرى ويضيء شاشته باسمه "يونس" لتزدرد لعابها الواقف فى حلقها بصعوبة مذعورة وهى تلتف بقدمي تكاد تُسقطها أرضًا من الخوف وكأن الموت جاء ليواجهها مرة أخرى وقبل أن ترى وجه هذا الشخص سقطت على الأرض فاقدة للوعي ويدها تحتضن الهاتف المُضيء باسمه، ليدهسه حذاء رجالي بقوة حتي كُسر ثم حملها الرجل على كتفه بسهولة من خفة جسدها.......
تعليقات



<>