رواية مرايا الحب الفصل التاسع عشر19 بقلم نورا عبد العزيز

رواية مرايا الحب الفصل التاسع عشر19 بقلم نورا عبد العزيز 
بعنـــوان " مــــرآة "

خرجت "هالة" من المطبخ حاملة بيدها كوب من العصير وتمسك هاتفها فى يدها تتجول به وتسير بقدمي شاردة عن الطريق وبوجه مُبتسم من محادثتها مع "فلك" لتتلاشي بسمتها فجأة بعد أن خرجت صرخة قوية منها بسبب سقوطها على الأرض من الصابون المنثور على الأرضية الرخامية، أنسكب العصير على قميصها الأبيض، خرج "أنس" من غرفة المكتب على صرختها ليُدهش عندما رأها على الأرض وهكذا خرجت "جميلة" من غرفة الخدم وأسرع الأثنين نحوها، مسحت العصير عن وجهها بأستياء لتراه جالسًا على الأرض أمامها فجأةً ويقول:-
-أنتِ كويسة؟

تطلعت "هالة" بوجهه من الدهشة، ظل يحدق بها مُنتظر الجواب لكنها لم تُجيب فألتف يأخذ المنشفة التى تحملها "جميلة" ووضعها على نصفها العلوي بسبب قميصها المبلل الذي يظهر ملابسها الداخلية من أسفله فتشبثت "هالة" بالمنشفة بأندهاش من فعله، فإن كان خجولًا هكذا من النظر إليها فكيف فعل ما فعله بها؟ حاول أن يساعدها فى الوقوف لكنها رفضت يده الممدودة إليها، ووقفت وحدها ثم صعدت، ربتت "جميلة" على ظهره بحنان رغم إشفاقها عليه ثم قالت:-
-بلاش يا أنس

ألتف إليها بتعجب دون فهم لجملتها وسأل:-
-هو ايه اللى بلاش؟

أجابته بنبرة خافتة وعينيه ترمقه بقلق:-
-بلاش تحبها؟ بلاش دى بالذات لأنها مستحيل تحبك، هتجيب الوجع لقلبك وكفاية وجع عقلك يا أنس من اللى حصل 

لم يجيب عليها بل نظر على الدرج حيث صعدت وعادت مُجددًا غلى غرفة مكتبه ومكانه الوحيدة فى هذا المنزل الكبير بعد أن جاءت "هالة" إليه.....
*******************************

كادت أن يجن جنونها على غيابه وأختفائه لأيام دون أن تعرف شيء عنه، شعرت بخوف شديد من أن يكن ذهب إلى "قدر" وتركها وحيدة وحدها بعد خصامها له، حاولت ان تعاقبه على ما ارتكبه بحقها لكن هو من عاقبها بغيابه وحرمها من رؤيته وسماع صوته، كاد قلبها أن يجن من مشاعره المُتخبطة بداخله، لا تعرف أتقلق عليه أم تغار عليه إذا كان مع امرأة أخرى غيرها الآن، جلست "فلك" وحدها فى غرفتها بفراشها لتنهمر دموعها على سهو من التفكير وأفكار كثيرة تضرب عقلها، مسكت الهاتف وقد تنازلت عن كبريائها اللعين الذي منعها لأيام من الأتصال به، وصلت لاسمه وضغطت على الأتصال لكنها سمعت صوت رنين الهاتف بالخارج، ترجلت من فراشها سريعًا وخرجت لتراه واقفًا أمامها ينظر بهاتفه وعندما سمع صوت خطواتها رفع رأسه إليها، رأها واقفة تحدق به مُرتدية فستان قصير يصل لأسفل ركبتيها بقط وتضع على ذراعيها جاكيت من القطن مفتوح وحافية القدمين، شعرها الأسود مسدول على كتفيها بحرية، عينيها باكية ودموعها لم تجف بعد عن وجنتيها الحمراء، استقبال اتصالها ووضع الهاتف على أذنه وعينيه لم تفارقها ثم قال:-
-أخيرًا قررتي تتصلي

أجابته بصوت مبحوح باكية:-
-كنت فين؟ أنت وعدتني مش هتسيبنى وسيبتنى لوحدى

أخذ خطوة واحدة نحوها وهو يقول:-
-حسيتك مش عايزة تشوفينى قدامك

سألته بغيرة شديدة تحرق قلبها من الداخل والفضول يقتلها:-
-روحت لها؟

سار نحوها بعيني عاشقة مُشتاقًا إليها بجنون ثم قال:-
-قدر! سافرت وسابت البلد

تنهدت بأرتياح وكأنه رفع عن أكتافها عبء كبيرة وصخرة ضخمة كانت تخنق قلبها، وصل أمامها ثم سألها بنبرة دافئة وقلبه يتسارع بجنون:-
-وحشتك؟

كان قلبه يكاد يجن من انتظاره للجواب وهى تحدق به بعينيها فى صمت دون أن تلفظ بكلمة واحدة، كانت عينيها وحدها تخبره بهذا الشوق الذي يسأل عنه بل يفيض منهما بوضوح لكنه كان يرغب بسماع هذه الكلمة منها وتنطق بها بشفتيها الناعمتين، تحدث بأستياء من فعلته قائلة:-
-أنت بتعاقبني يا يونس، بتعاقبني عشان مخاصماك ومش قابلة باللى عملته، أنت حتى مفكرتش تصالحني أو تقولي حقك عليا كل اللى همك أنك ترد ليا العقاب والخصام لا مكفاكش كل دا هجرتني وسيبتنى لوحدي خايفة وقلقانة ومش عارفة عنك حاجة، بالظبط زى العيل الصغير اللى بيهرب من اللى عمله، وجاي تقولي وحشتك 
ظل يحدق بها مُستمعًا لحديثها حتى صرخت به بتذمر شديد على فعله قائلة:-
-لا يا يونس موحشتنيش وأتفضل أمشي تاني

قالتها مُتذمرة ثم سارت إلى الصالون لتجلس على الأريكة فى غضب مكبوح بداخلها لا تقوى على إخراجه أو أفراغه بهذه الرجل العنيد، تبسم بعفوية على تذمرها الطفولي وهى تشبه طفلة مُراهقة عاشقة، ذهب خلفها ثم جلس على ركبتيه أمامها وأخرج ذراعه الأخر من خلف ظهره وكان يحمل باقة من الورود الحمراء الجميلة الذي تحمل كلمة واحدة بمعنها وهى (الحب) ثم وضعه على قدميها بلطف لتنظر إلى الورود بدهشة وقلبها بدأت نبضاتها تغلبها ةالقشعريرة سيطرت على جسدها بنعومتها لتستمع إليه حين قال بنبرة دافئة تجذب قلبها وتأسره إليها أسيرًا بلا رجعة:-
-أنا أسف والله مكنش قصدي أنا كنت مضايق وأنت غيظتيني بكلامك، غيران اه غيران يا فلك، بغير عشان بحبك ومتسأليش أزاى أو أمتي ولا الأسئلة دى كلها لأني معرفش، أنتِ اتسرسبتي جوايا من غير ما أحس وفجأة لاقيتك ساكنة قلبي والحُب غلبني، وبقيتي من واحدة أتجوزتها عشان أحميها وأغيظ قدر لأهم حاجة فى حياتي لا أنتِ بقيتي كل حياتي يا فلك..... 

تطلعت "فلك" بعينيه وهو جاثيًا أمامها على ركبتيه ويرمقها بعينيه التى على وشك البكاء وتترجاها بأن تغفر له خطأه الغير مقصود، أن تصلح الشفق الذي فلق قلوبهما وباعد بينهما، بعد أن أعترف بحبه لها دون سابق أنذار، شعرت بضرباتها تتسارع وقلبها يخفق بجنون إليه مُعترفًا بحبه هو الآخر، رفعت يدها ببطيء شديد إلي وجنته ولمستها بحنان وهى تقول بحب شديد:-
-وأنا بحبك يا يونس 

وقف على ركبتيه أمامها بسعادة ثم قبل جبينها بحب شديد ليبتعد عنها وهو يحدق بعينيها ويسألها بهمس:-
-تتجوزيني؟؟ 

ضحكت بعفوية تلقائية عليه ثم قالت بخجل:-
-ما أنا متجوزك يا يونس 

قرص وجنتها بدلال ثم قال:-
-متستعبطيش أنتِ فاهمة قصدي 

تحاشت النظر إليه بخجل شديد وتوردت وجنتيها أحمرارًا وهو يرمقها بعينيه مُنتظر جوابها، أومأت إليه بنعم بأستحياء شديد ليضمها إليه مُبتسمًا على خجلها فتشبث به بحب ودلال لتخرج منها صرخة خافتة حين حملها على ذراعيه ووقف بها لتسقط الورود عن قدميها أرَضًا ليقول:-
-عارفة أنك وحشتينى

خجلت من كلمته خصيصًا وهو يسير بها إلى الغرفة لتقول بتلعثم شديد من توترها:-
-يونس... 

أسكتها بقبلة ناعمة على شفتيها لتغمض عينيها بخجل شديد وهو يبتعد عنها قائلًا:-
-أششش عارفة أنا منتظر اللحظة دى من أمتى؟ 

أبتلعت ريقها بخجل شديد وهو يمر بها من باب الغرفة ثم أنزلها أرضًا بمنتصف الغرفة وتتطلع بوجهها بهيام والهوي قد تمكن منه وغلبه، رفع يديه يلمس وجنتها بدلال وهو يضع خصلات شعرها خلف أذنيها وقال:-
-تعبتني وغلبتينى معاكي يا فلك

تبسمت بعفوية رغم وجنتيها المتوردتين كالفراولتين وقالت بحماس:-
-مستاهلش يعنى

نظر إليها بصمت شديد وقلبه قد ذاب تمامًا فى العشق ثم قال بهمس ونبرة ناعمة:-
-تستاهل يا فلك، تستاهل أتعب وأعافر عشانك وعشان تكوني حبيبتى، تستاهلي الحب يا فلك

تبسمت إليه بحب شديد ثم مسكت يده وأصابعها تتغلغل بين أصابعه بدلال وحُبًا لينظر إلى يدها الصغيرة ورفع يده بها ثم وضع قبلة رقيقة على يدها ثم نظر إليها بحب لتبتسم إليه بإيجاب .......

*****************************

وصل "خالد" غلى مبنى العمارة التى يسكن بها وقبل أن يصعد أستوقفه صوت الحارس يناديه قائلًا:-
-يا أستاذ خالد

ألتف "خالد" إليه بلا مبالاة ليقدم إليه الحارس صندوق من الكرتون متوسط الحجم وقال:-
-الطرد دا وصل لحضرتك النهاردة

أخذه "خالد" من يده وصعد غلى شقته بتعب شديد بعد يوم طويل وألقي بالطرد على الطاولة ثم دلف إلى المطبخ أحضر زجاجة مياه من الثلاجة وبدأ يرتشف الكثير من الماء ونظر إلى الطرد المُلقي على الطاولة وذهب نحوه ليفتح فصُدم عندما رأى مبلغ كبير من المال، أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من ضخامة المبلغ وخصيصًا أنه مدين للكثير من الناس ولا يملك القليل من المال، وجد ورقة فوق النقود ليفتحها وكانت رسالة من "قدر" تعتذر منه على ما اجبرته على فعله مع "فلك" وتركت له هذا المبلغ كأعتذار له ويدفع تكاليف مستشفي والدته، تنهد بأرتياح شديد ثم قال:-
 -واخيرًا

********************************

أستيقظت "فلك" صباحًا وكان صباحها مُختلف عن قبل، لم تكن بغرفتها بل كانت بغرفة "يونس" نائمة بين ذراعيه، تبسمت بخجل شديد وهى تتسلل من بين ذراعيه برفق حتى  لا تقظه وذهبت غلى المرحاض لتأخذ حمتم دافيء ثم شغلت لأغنية أم كلثوم (سيرة الحب) وبدأت بتجهيز الفطار بسعادة تغمرها وهى تدندن مع الأغنية حتى فزعت عندما عانقها "يونس" من الخلف على سهو، قالت بفزع أصابها من ظهوره فجأة دون ان يصدر أى صوت:-
-خضتنى يا يونس

وضع قبلة خاطفة على عنقها ثم قال:-
-صباح الورد والفل يا قلب يونس

تبسمت بعفوية وهى تنكزه فى خصره بينما يديها تكمل ما تفعله وتقول:-
-صباح النور يا حبيبى

أدارها إليه وهو يقول بسعادة تغمره:-
-يااااا أخيرًا ، أنتِ عارفة الكلمة دى حلوة أزاى منك

وضعت يديها على صدره بدلال وبسمتها لم تفارق وجهها بل زادته جمالًا وبراءة وقالت بعفوية:-
-أتفضل يا أستاذ روح خد حمامك عشان أنا رقبت أخلص وجعانة جدًا..... يلا

سرقت قبلة من شفتيها سريعة وأسرع للخارج يُلبي طلبها لتكمل ما تفعله، جهزت السفرة وخرج "يونس" من الداخل مُرتديًا تي شيرت أبيض مبلل من جسده المبلل وجلس يتناول إفطاره معها ليقطعهم صوت هاتفها مُعلن عن أستسلم رسالة لتنظر بالهاتف وفى يدها الأخر قطعة من الخبز، أتسعت عينيها بصدمة عندما رأت اسمه على الهاتف "خالد" لتنظر إلى "يونس" بخوف فقد أمس تصالحا بعد شجارهما بسببه، نظر "يونس" إليها وتقريبًا وصل عقله لما حدث وصاحب الرسالة دون أن ينظر، تنهد بأختناق وتحولت بسمته للغضب المكبوح ثم قال:-
-هو!!

تمتمت بخوف من غضبه هذه المرة:-
-مش هفتحها، أنا مش عايزة أتخانق معاك يا يونس 

أخذ الهاتف منها بهدوء قبل أن يفقد أعصابه ليجد رسالة أعتذار محتواها 
(أنا أسف يا فلك على كل حاجة حصلت، أسف لو أذيتك أو دمرت لك حياتك وصنعت شرخ بينك وبين جوزك، أنا سيبت أستقالتي على مكتب أستاذ يونس وأوعدك مش هتشوفي وشي من تاني ولا حتى صدفة وأتمني تسامحنى على اللى عملته لأن كان عندي أسبابي اللى أحب أحتفظ بيها لنفسي ومرة تانية أسف وأبعتي أسفي لأستاذ يونس وياريت يقبل أستقالتي من غير شرط جزاء)

نظر "يونس" إليها وأغلق الهاتف ووضعه جانبًا لتقول بقلق:-
-يونس والله انا قولت له ميتصلش بيا ولا يكلمنى نهائيًا بس...

بتر حديثها حين قاطعها قائلًا:-
-خلاص يا فلك أقفلي الموضوع دا وأهى جت منه

لم تفهم كلمته لكنها ألتزمت الصمت وبعد أن دلف للداخل بعد أن أنهي إفطاره فتحت الهاتف ورأت الرسالة فتنهدت بأرتياح شديد وأخيرًا تخلصت منه ...

******************************
فى مكتب "يونس" بالشركة كانت "صفاء" موجودة بمكتبه ليقول بدهشة:-
-يعنى قدر حامل!!

أومأت إليه بنعم ثم قالت:-
-اه دى السر اللى كانت مخبياه عليك وحاولت كتير تصلح ما بينكم لكنها فشلت فى دا

ضحكت بسخرية على هذه المرآة التى لجئت للأنتقام على الاعتراف بحقيقة كونها تحمل جنينًا منه وقال:-
-وأختارت فى الأخر الهرب، دايمًا أخترتها غلط، والمطلوب منى أيه دلوقت... أنزل أدور عليها عشان اللى فى بطنها

نظرت "صفاء" لبروده الغير متوقع وقالت:-
-مش دا الطبيعي

تحدث "يونس" بهدوء تام وكأنه لا يبالي بما يسمعه قائلًا:-
-أنا حزنت على فقده مره وأعتبرته مات فأنه يطلع عايش دا ميفرقش معايا كتير، أنا حزنت عليه خلاص أنما كونه ابنى فخلي ليها يمكن دا يكون تعويض كافي ليها على اللى حصل بينا ويمكن الطفل دا اللى يساعدها فى الوقوف من جديد ويقويها على الحياة، حكايتنا مكنتش قدر بس اللى غلط فيها ، أنا كمان أكيد غلطت ووجعت فيها فخلي الطفل دا يكون بمثابة أعتذاري ليها يداوي الوجع اللى انا سببته ليها وأن منجحتش فأنها تكون زوجة سعيدة فأنا متأكد أن قدر تقدر تكون أم ناجحة وطيبة 

لم تتوقع "صفاء" هذا البرود والتضيحة التى رأتها فى عينيه، ضحى بطفله لأجلها لربما يسعدها هذا الطفل ويونس وحدتها ويداوي جرحها الذي يزنف بقلقبها، غادرت المكتب ليبتسم "يونس" بهدوء مُتعجبًا من هذا القدر الذي أخذ منه "قدر" وأعطاه "فلك" وأخذه منه "قدر" ليعطيها طفلًا كتعويضًا، سمع صوت "غزل" جواره تقول:-
-ضحيت بطفلك، لدرجة دى بتحب فلك

ألتف "يونس" إليها ببرود وقال:-
-أنتِ لسه موجودة أنا فكرتك خلاص 

ضحكت بسخرية على عقله الذي ما زال هناك جزءًا به مُتعلقًا بها وقالت:-
-واضح أن لسه جواك حتة بدور عليا يا يونس، وحتى لو مش عايزني، أنت فاكر أن الدكتور المُتخلف بتاعك دا هيقدر يخلصك منى ولا فاكر أن ست فلك بتاعتك دى هتقدر تنتصر عليا وتخلصك منى، دى اوهام بيزرعها دكتور المجانين دا جواك

ألتف إليها بغضب شديد من حديثها عن "فلك" ومسك ذراعيها بقوة وهو يقول:-
-لا هتقدر يا غزل، عارفة ليه عشان بحبها وبتحبنى 

ضحكت بسخرية أكثر وهى تقول بأستفزاز:-
-هههههههه تصدق ضحكتني، فوق يا يونس قدر كمان كانت بتحبك وقالت مش هتسيبك وسيبتك وأخدت ابنك معاها، فلك كمان هتسيبك يا يونس مع الوقت ... عارف ليه لأنك متتعاشرش ومحدش هيستحملك غير نفسك .. اللى هى أنا 
صاح بها بأنفعال شديد من حديثها عن فراق "فلك" قائلًا:-
-أنتِ بتعملي كدة ليه؟! أنتِ عايزة تجنني ونهايتي هتكون على أيدك أنا عارف كدة

أجابته بحزن شديد وكأنها تشعر بالخيانة من حُبه إلى "فلك" هاتفة:-
-أنت السبب يا يونس، أنا أقسمت أنك مش هتعرف تعشق غير غزل وبس.. أنا وبس يا يونس أنت ملكي أنا 

نظر إليها بسخرية ولأول مرة يعترف بحقيقتها حين قال بسخرية:-
-أنتِ مرض يا غزل لكن فلك لا، فلك بتحبنى وأنا بحبها 

تذمرت على ثقته وتشبثه بهذا الحب عندما قالت:-
-تبقي مجنون بجد لو فكرت أن فلك هتعرف تأخدك منى سواء هى أو قدر مراتك، أنا مش فلك يا يونس وفلك عمرها ما هتكون أنا.. أنت فاهم 

أبتعد عنها خطوة للخلف ونظر إليها بجدية من الرأس لأخمص القدم ثم قال بجحود وثقة:-
-امشي يا غزل.. أمشي علشان أنا مش عايزك.. وأختارت فلك تكمل معايا ولا أنتِ ولا قدر 

لم تصدق كلمته عندما طلب منها الرحيل لأول مرة فدومًا ما كان يخبرها بالبقاء فتمتمت بسخرية لا تصدق ما تسمعه:-
-هههههه تصدق ضحكتنى يا يونس، أنت شكلك فرحان بنفسك وفى ثلاثة بيتخانقوا عليك لكن أنا أقوى واحدة فيهم وأنت عارف دا كويس وقدر قدرها تكون مراتك لكن فلك دى عشيقة والعشيقة دايمًا خسرانة لأن مكتوب عليها تفضل فى الضلمة العمر كله 

تبسم إليها بأنتصار وقال بهمس مُخيف:-
-واضح أنك نسيتى أهم حاجة وأنك قوية بسببي أنا، أنتِ أضعفهم يا غزل لدرجة أن محدش بيشوفك ولا يسمعك غيري ولو أنا مش موجود معناه النهاية ليكى، أنتِ مجرد جنية من عالم تاني

تتطلعت به بأشمئزاز ثم قالت:-
-ههههههه مش بقولك أنت شكل أخر نقطة فى عقلك طارت، لتكون فاكر نفسك قديس يا يونس فوق يا حبيبى أنت خاين، بتخون مراتك معايا وبتخونى مع فلك ويا عالم بتخون فلك مع مين، أنت نجاستك واصلة للعالم التانى اللى بتتكلم عنه

أقترب من أذنها ليقول بحزم شديد ولهجة صارمة:-
-قولي اللى تقوليه وأعملى اللى عايزاه أنا مش هكمل معاكى يا غزل، أنا رايح لـ فلك لأن أنتِ زى ما قولتلك زى الجنية  من عالم تانية، عالم أنا اللى صنعته يا غزل وأنا برضو اللى هقضي عليه ولأول مرة بقولها لك يا غزل أمشي أنا مش عايزك فى حياتي، أنا معترف أنك مرض وأنا مريض وهتعالج منك يا غزل... لا أنا بالفعل أتعالجت منك، فلك حبيبتى عالجتني منك وقدامك اهو بقولك أنا بحبها ومش عايز غيرها يا غزل أمشي أمشي

شعر بيد تلف حول عنقه بحنان وفجأة تلاشت "غزل" من أمامه ليرى "فلك" تقف أمامه وتعانقه بحب شديد فضمها بأستمانة وخوف من حديث "غزل" بدأ يبحث عنها فى الغرفة بينما يديه تطوق "فلك" بقوة لتربت "فلك" على ظهره بحب وهى تهمس إليه بحب شديد:-
-أنا هنا يا يونس..... 
تعليقات



<>