
ممدد على الفراش لا تعلم هل هو مغمض العينين أم لا يده على مقدمة رأسة سارح في ملكوته ابتسامة تشق وجهه، صوتها يتردد في أسماعه، ابتسامتها التي لا تفارقها، تلك النغزتين على جانبي وجنتيها تزين وجهها، صوتها الحنون
الذي خطف لبه، حكمتها في الحديث، درايتها بمكنون من يجالسها، أشعل فتيل بداخله، يهمس بين حناياه متغنيا بإسمها، أيام قليلة او بالاصح سويعات معرفته بها، شغلت كل تفكيره، يخرج من ملكوته منتفضا فور سماعه لصوتها خارج غرفته، ليهب واقفا يسرع بخطواته متجها للنافذة الخشبية المزخرفة بالارابيسك المطلة على حديقة المنزل ينظر من بين ثقوبها،يرها تحلق كالفراشة يدها بيد من حولها تعد بيدها طاولة الطعام الأرضية بحفاوة، يتراقص قلبه فرحا،وهو يستمع لصوتها تنادي على أحدهم وتشير تجاه غرفته، ليبتعد
من مكان وقفته، يجلس على الأريكة بجوار النافذة قلبه يكاد يخرج من موضعه، لا يعلم ما سبب تلك الانتفاضة بداخلة يسحب نفس براويه ويظفرة سريعا، متسائلا هل رأته وهو يتلصص ويختلس النظرات على نساء البيت،وأرسلت من يوبخه ويحذره؟ ليسمح للطارق بالدخول مع تصاعد دقات على باب غرفته.
ليقف بسعادة قدماه تكاد لا تلامس الأرض مع كل كلمة تخرج
من بين شفاه الواقف أمامه.
يستمع لكلماته بفرحة عارمة.
الشخص: الست بتقول لجنابك اتفضل الأكل جاهز.
بسعادة شكره وخرج خلفه يخطو بخطى واسعة حتى إقترب من مكان جلستها ويلتف حولها عدة سيدات
، يقترب وعلى وجهه ابتسامة تتسع بزيادة قربه لمكانها، يهمس لنفسه: ملكة متوجة وحولها وصيفاتها، شمس المغيب
أينعت بالرحيل وشمس جمالك أشرقت بقلبي، خيوط الظلام كست الآفاق وسهم عيناكِ غز وجدانى؛بعثرتني الايام ولملمتِ
أنتي أحوالي، خطفت الحديث من بين شفتاى وأنا الكتوم الحريص، أتساءل منذ تراقصت مسامعي بالحان كلماتك،
نسيم الصباح بروائحه العطره لم تتخلل أنفاسي، كما تخللتها مسك عبيركِ، مولاتى اه لو ترفقي بحالى وتخبريني، هل أنا مستيقظّ أم في منامي.
يبتلع ريقة بتوتر فور ابتعاد من حولها من النساء وتبتسم بوجهه تحدثة، يعلو صدرة ويهبط فور سماعه صوتها تناديه بإسمه، يتلذذ بجمال وحلاوته مع نطقها له بصوتها وكأنها، تنشد ألحان و تنظم بيت شعرٍ، يجلس مكان ما تشير بيدها مقابل جلستها تحتفل به بضراوة، تمد يدها تضع الطعام أمامه
يلتقطه يضعه بى فاه يلوكه مستمتعًا بمذاقه، ينظر أمامه كأن دلو ماء سكب فوق رأسة يخرجه من لذة ما به وتلك الأحلام
التي ينسجها خياله، مع سماع صوت من خلفه، يحدثها، مثنيا عليها، أو بالادق يمتدح كرمها وحفواتها به.
تجهم واجه وانكسرت عيناه بحزن ينظر أمامه من طعام، ينظر له ونيران تنهش به تحرق داخلة، وهو يراها تقف مهلله ل محدثها، تلتقطه بين ذراعيه تربت بيدها على كتفه وتجذبه، يجلس بجوارها، تطعمه بيدها وهو يتحدث، عما حدث له بعد رحيلة منذ يومين حتى عودته، ليرفع رأسه يجاهد في ثباته
يتحدث بصوت رزين بعض الشئ وهو ينظر تجاه الجالس أمامه محاولا ابعاد نظرة عن الجالسة بقربة، يستأذن بالرحيل
ويهب واقفا يخطو تجاه غرفته بخطي واسعه، يتمت بكلمات
غير مفهومه، لم يلتفت لمناداته عليه، يدخل غرفته يسرع
بالوقوف أمام النافذة يختلس النظرات لهما وتجحظ عيناه ويضرب بيده على قطع الأرابيسك بالنافذة يكاد يكسرها وهو يرى من سلبت عقله تقبل جبين جالسها.
يرتد للخلف مغلق زجاج النافذة ويطلق سباب لمرات متتالية
يقترب من فراشة يرمي نفسة عليها يتقلب يمين ويسار، يجلس ويتمدد مرة أخرى، جسده مشتعل كالجمر، يتسأل بين حالة.
ما حل بك بك رؤوف من متى وانت تترك قلبك يتحكم بك؟ ماذا حدث لك؟ أين عقلك؟ ماذا انت فاعل بنفسك؟ أ تترك نفسك لتلك الموجه تسحبك بداخلة؟ أم ستجدف بعكس التيار
؟!.
رؤوف بحيرة يجيب على الأسئلة بأخرى: ويش دراني، أنا
تائه حيران لا اعلم ما بي!، لا أعرف من أنا! أتساءل متى
وأين حدث ذلك؟ كيف تسللت لداخلى؟ سأجن مما أنا به!
يومان يومان فقط لم ينته أحدهم وأشعر بمعرفتها منذ نعومة
أظافري، صوتها يجعل أنغام القيثارة يشدوا بإذني، إبتسامتها تخجل الشمس من سطوعها، خطفت لُبّي قبل قلبي مشغول بها! صوتها لا يفارقني حتى في نومي يصلني طنينه بمرقدي! لم اشتاق لإنسان مثل اشتياقي لها اشتقها فور التفاتي وابتعدي عنها، وما زاد الطين بله، غيرتي نعم أغار عليها من
ولدها من اقترابه منها من لمستها له ترحيبها به من ابتسامتها بوجه، نيران تشتعل بقلبي وروحي عقلي يكاد يجن ما تلك الحالة التي تنتابني!؟ لم احتاج لمخلوق على الأرض كما أحتاجها! لم أفتقد الأبتعاد عن عشيرتي، كما أفتقد قربي لها.
يسحب نفس عالي كتمه بداخله أخرجه بضيق من صدره وهو يجلس على الفراش، يحدث نفسه مرة أخرى.
رؤوف: تريث يا فتى هل جننت؟ ام مسك شيطان ما هذا الهراء الذي تتحدث به، أنت ضيف على منزلها،اهذا غض بصرك الذي نشأت وتربيت عليه، أ هذا نظير استقبالهم وترحيبهم لك ومعاملتهم الحسنة معك، هذا رد الجميل، هذا وعدك لحالك بأن تغلق قلبك ولا تفتحه لبشر، منذ متى أصبحت متهورا أين عقلك رؤوف أين هو؟
رؤوف: لا أعلم كيف أشرح لك ما أنا به لكن أنا لم أحتاج الى أحد كما أحتاجها، كل خليه بجسمي تريدها!؟
يجيب نفسه: أخبرك أنا بما لا تجيب به نفسك حتى تفيق من تلك الأوهام، كفاك خداع وتوهم، أنت تتوهم صديقي وحدتك التى تعيشها، كم الصدمات التى مررت بها فراغك العاطفي، بعدك عن عائلتك احتياجك لامراءة جعلتك تتوهم ما أنت به، فبمجرد عودتك لحياتك وعملك سوف تضحك على كل هذا وتسب حالك كثيرا على تلك الأوهام.
رؤوف بغضب يتحدث مرة أخرى
لا تقول اني متوهم بعد ما مررت به وهذا وهم سأفيق منه بعد عودتي لحياتى أزول عملى، لا لا أقسم بأن تلك المشاعر حقيقية لا أكذب ولا أتجمل ولا هى مشاعر مراهقين، اعلم أن منذ نعومة أظافري بعيد عن والدي واخواني تعودت على بعدهم قليل ما اشتاق لهم كل منهم له حياته الخاصة والدي مع اولاده وزوجاته وامي مع راجلها وابنائها وكل منهم في عالم بعيد عنى، لا تقول لهذا أحتاجها لفقداني والدي ورأيت دلالها لوحيدها جعلتني اتمنى قربها للحصول على ما فقدته طوال حياتي، لا والف لا تربيت في كنف جدتي لوالدي عوضتني الحنان لم أشعر ببعد امى عنى يوما، تركت لي حلال لا يعد، عندما شعرت لي احتياجي لامرأة تزوجت، لكن مشاعري تجاهها كا كانت بتلك القوة التي تجتاحني وتزيد من إصراري على ما سأقوم به.
ليخرج من الغرفة سريعا.
يقف ينادي عليه بعد رحيلة مسرعا وسط دهشته من عدم الرد عليه يجلس بجوار والدته الشاردة تنظر في أثر الراحل تفكر كيف كان منذ قليل وتلك الابتسامه التي زينت وجهه وحالته وعبوسة بعد عودة ولدها.
وائل: ماله ده ايه حصل له، حتى انا جايب له أخبار حلوة وأمانة كان موصي عليها زهور.
روحية: زهور انت قبلت زهور فين، تعالي هنا قولي يوم بليلة،يوم بليلة معرفش عنك حاجة جالك قلب تمشي ومتعرفنيش انت فين وبتعمل ايه يوم بليلة دماغي هتشت مني وقلبي قايد نار من خوفه عليك وفكري يودي ويجيب ، وأسال عليك الغفير، يقولى نزلت مصر قبل الفجر.
وائل إقترب منها قبل يدها، واعتذر لها وبدأ يقص عليها سبب رحيله دون إخبارها.
وائل : متزعليش يا غالية هحكيلك كل اللي حصل.
يعود بذاكرته قبل يومين يشرد قليلا قبل حديثة.
جفاه النوم بعد استماعه لحديث رؤوف الذي قص لهم كل ما حدث له، وعن مساعده زهور له بالهرب، نيران اندلعت بداخلة قلبه ينبض بسرعه يجوب الغرفة يشعر بضيقها
عليه، رغم اتساعها، يخطو تجاه خزانة ملابسة يفتح إحدي
ضلفها، يبحث عن شئ أسفل ملابسه، حتى وجدها لتتسع ابتسامته فور وصوله لمبتغاه يمسكها بين يديه يتجه لفراشه
يتمدد عليه يفتح يده يخرج صورة صغيرة لزهور من أيام مدرستها الثانوية أثناء مساعدتها فى الالتحاق بها احتفظ بواحدة لا يعلم سبب تلك الرغبة حينها، تنهد بحزن متذكرا
كلمات والدته عن فرق السن بينهما، وشخصية زهور القوية.
لينهض من على فراشه ويبدل ملابسه ويضع عباءته على كتفه ويهبط لأسفل وهو لازال ممسك بتلك الصورة بيده،
يخرج من منزله يسير بالطريق، ليراه الغفير المخصص بحمايته يسير خلفه، حتى ساقته قدماه لمنزل أحلام يجلس أمامه على إحدى الأرائك الخشبية يتنفس رائحة تنعش
القلب أشعرته براحة كبيرة، يلتفت لمن يقف بالقرب منه
يحدثة .
وائل:شامم الريحة الحلوة دي .
الغفير: شامم يا حضرة العمدة، دي ريحة ورد مسك الليل جايه من مشتل الورد ال وراء البيت.
وائل يقف ويخط تجاه مصدر تلك الرائحة بدهشة، يسأل
الغفير.
وائل: مشتل ايه ومن امتى فى مشتل وراء البيت وانا معرفش.
الغفير: ده بقاله يجى سبع تمن شهور بنات سيد أبو علي موأجر الأرض بتدرس فى الزراعه ابصر ايه كده وعمله مشتل للورود ومشتل للاعشاب الطبيه وكل يوم والتانى،
تجي عربيه تاخد الورد ده وتمشي، بس بقالها كام يوم مجتش العربيه ولا البنات جم على المشتل زي عادتهم.
وائل: ياه دا انا بعيد قوي عن البلد معرفش الموضوع ده ازاي ومين سيد ابو على ده وبناتة.
الغفير: ده رجل طيب غريب عن البلد ساكن قرب جامع عفيفي، والست أحلام أجرت له الأرض، وشيخ علي شيخ الجامع هو اللى بباشر معاه كل صغيرة وكبيرة، وبيستلم الإيجار ويبعته للست.
وائل: ايوة ايوة افتكرت من سنتين تلاته الموضوع ده، بس اول مرة اعرف بوجود المشتل واشم الريحه الجميلة دي.
الغفير: الريحه دي من كام يوم يا بيه لما جينا هنا، نشقوا علي الدار بعد صلاة العشاء بس جنابك ملحقتش تشمها عشان دخلت البيت على طول ومشيت على طول.
وائل: هز رأسه وأكمل خطواته حول المشتل بانبهار، ليصدح صوت هاتفه، يخرجه من جيب جلبابه يفتح بسرعه وهو يري رقم هاتف والدته هو الظاهر على شاشة الهاتف.
يصمت نهائيا وهو يستمع لصوت المتحدث.
ويهرول عائدا لمنزله وهو ما زال يستمع للمتحدث، يصعد سيارته ويبعد الهاتف قليلا كاتم الصوت بيده أخبر الغفير بذهابه للقاهرة لأمر هام يخبر والدته.
روحية: هاه ما تحكي مالك سرحان في اية.
وائل: ابتسم لها ووقف من جلسته ومد يده يساعدها بالوقوف،
تعالي ندخل المكتب أحكيلك كل اللى حصل هنا الخدمين
والغفر مش ها ناخد راحتنا .
دلفوا إلى غرفة المكتب أغلقه خلفهما وجلس بالقرب من والدته.
وائل: زهور اتصلت بيا وقالت انها محتجاني في موضوع ضروري ومهم ومش عاوزة بنادم يعرف بيه،فضلت اكلمها لما وصلت العنوان اللي قالت عليه عملت كل كلمة قالتها ونفذتها زي ما اتفقت معاها.
روحية: ايه هو الكلام ده وايه هو الموضوع.
وائل يقترب بشدة منها: زهور عرفت أهل أبوها، وتقولي زهور راحت نجدة ليهم الناس دي وجعه في ضيقة غريبة الله أعلم أمتي هيخرجوا منها، بيتهم وشركاتهم اتحرقوا ربنا نجاهم على أخر لحظة.
روحية: ماتحكي كل حاجه انا مش فاهمه نص كلامك قول كل اللى تعرفه من غير ما تنسي حرف.
وائل: بعد ما وصلت زهور للمحطة واتاكدت من القطار طلع وانا جاي بالطريق رن عليا عمي يحيى، وعرفته إن زهور ركبت القطار و ساعتين بالكتير وتوصل، بعدها رجعت البلد زهور اتصلت بي وكلمتني بعد ما كلمتني وعرفت انها وصلت كانت محتارة تتكلم بالالغاز مفهمتش حاجه منها، بليل لما اتصلت بيا حكتلي على كل حاجه حصلت.
زهور: خالي وائل اسمعني بس ماتردش عليا في موضوع مهم جداً محتجاك فيه، إسمعني للنهاية، وبعدها قول كل اللي انت عايز تقوله.
لتقص له مقابلتها بحسن صديق والدها، وتفاجأت بوجود عمها
وقصت ما أصابه حتى وصولها للمستشفى.
روحية: وزهور عملت ايه واتعرفت ازاي على باقي اهلها وفرحوا بيها ولما كل اللي حيلتهم راح زهور رجعت الحارة ولا راحت فين.
وائل: زهور متعرفتش غير علي عمها وجدها وصاحب أبوها، هحكيلك اللي عرفته بس اصبري على رزقك، لما راحوا المستشفى عمها، دخل في غيبوبة وكان تعبان ومرهق، صديق والدها اخدها المكتب بتاعه تستريح لحد ما يفوق عمها وحكت ال حصل ده.
زهور: دخلت المكتب جسمي ينتفض، شكل عمي وكلامه الغريب ولما كشفوا عليه وشفت جرح كبير في صدرة وحروق على ايديه قلبي وجعني عشانه أوي دموعي نزلت من غير ما أشعر ببها، عمي حسن قرب مني لقيته بيبكي بصوت عالي ويقول فعلا اللي خلف ماماتش فيكى كتير
من زياد يبان قوي بس هو أضعف ما يكون قلبه طيب مع اني كتير كنت بحس قد ايه انه غامض حاجات كتير جدا معرفتهاش غير من جواب سابه ليا بعد وفاته، وقتها معرفتش أزعل منه ولا أحزن عليه أكتر ما أنا حزين، عرفت منه محكمش على إنسان بمجرد موقف حصل ما بينا، اتعلمت منه حاجات لو كان عايش وقتها استحالة كنت عرفتها، أو بمعنى أدق مكنتش شغلت بالي اني اعرفها، منها الاسرار اللي محدش يعرفها غيره، وكمان كنت فضلت بتهم والده بظلمه وهو السبب فى موته، شهور بعد وفاته وانا على الحال
ده، لحد فى يوم وانا بزور قبر زياد زي كل يوم من وفاته ولحد النهاردة وانا بزوره بشكل يومي، في اليوم ده كان جوايا كرة لابوه ميتوصفش قراءت جوابه فوق العشرين مرة و مفهمتش هو يقصد ايه، وانا قريب من قبره لقيت واحد قاعد على الأرض وساند راسه عليه، اول معرفت هو مين، لفيت وكنت ماشي، وقفت على صوت بينادي عليا.
عبد الرحيم : على فين يا حسن ماشى كده من غير ما تزور صاحبك زي كل يوم، ولا عشان انا موجود، على العموم، أنا كنت هاجى ازورك بالمستشفى واكلمك يقف من جلسته ويقترب من حسن الذي اقترب منه يقف أمامه ، فين بنت ابنى يا حسن، أنا ماخليت مكان إلا ودورت فيه، بلد مرات زياد رحتها، ملقتهاش أثر، أهل أبوها اكدولي مشفهاش من يوم وفاة أبوها، أنا دورت فى اماكن كتير ممكن الاقيها فيها، حسن أبوس إيدك عرفنى طرقها، قال ذلك وهو ينحني على يد حسن يقبلها.
حسن يسحب يده ويتحدث بحدة: وده تكفير ذنب ولا ناوي تتخلص منها، زي ما تخلصت من أبوها زمان ووديته لخالته، عشان كنت بتستعر من شكلة سنين وعمرك ما حسسته انه ابنك ولا مرة أخذته بحضنك، مافيش غير أوامر وبس فاكر كام مرة وجعته كام مرة جرحته كام مرة كره نفسه بسبب معاملتك ليه لا مش معقول عاوز تريح ضميرك بعد ما كنت السبب في موت زياد بسهوله كده و اهو تربي بنته كتعويض.
عبدالرحيم ينظر لحسن برغم من حزنه من كلماته الجارحة لكن سعيد بداخله، اهتز قلبه بقهر مع تزايد اتهامات حسن له.
عبدالرحيم: عمرى ما استعريت من زياد بالعكس دايما كنت بقول هو وش السعد عليا وعلي خالته زهروان الله يرحمها
كنت بتفائل بيه اصريت يجي يشتغل بالمجموعة، عشان بتفائل بوجودة الصفقة اللي يحضرها كنت بكسبها، إمكن ده مالوش علاقة بالفال ويكون نصيب، بس أنا شفت بنفسي
معجزات حصلت بوجوده، هحكيلك حاجة محدش يعرفها غير
أنا و زهروان الله يرحمها وزيدان ابني كان شاهد، وعشان زيدان كتوم ومش بس كده إستحالة يقول حاجه لحد ما دام أنا قلت له متقولش.
حسن: هو ايه السر ده.
عبدالرحيم: زهروان الله يرحمها كانت بتأمن بلفال قوي، وللاسف أنا كتير اتكلمت قدمها عن البركة والمكاسب اللي ربنا فتحها علينا من وقت ولادته وزهور شفيت من مرضها وخفت بفضل ربنا ورضاها بعجز زياد،تعرف ليه سميته زياد مع أنا كنت واعد عبد الرحمن أسمي الولد على اسمه عشان لما اتولد الدكتور بلغني انه فيه حدبة في ظهرة وقتها قلتله لو ينفع اعمله عملية تجميل وهو لسه طفل كانت صدمة قالي للاسف الحدبه استحالة تشال او يقلل حجمها انا قلت ده نزل زايد الحمدلله اسمه زايد مش ناقص وسمته زياد.
، جات ليا المكتب وطلبت مني أقنع زهور مراتي إنها تديها
زياد تربية بعد وفاة جوزها لانها متأكدة إن زهور هترفض نهائي، وعملنا خطة زهروان تطلب بنت من البنات تعيش معاها وطبعا أنا هرفض، لان من المستحيل أوافق بنت تخرج برة البيت لوحدها يبال لو نامت، وقتها زياد كان خارج من موضوع الجراحة والتشوه اللي حصله ونفسيته تعبانه جدا وخصوصا لما اخواته حبوا يرفهو عليه وهو افتكر هزارهم تريقه عليه، الدكتور اللي كان يعالجه هو قال زياد قاله هو حابب يعيش بعيد عن البيت لفترة دي وهو ال اقنعني أكتر، مع ان زهروان ربته أفضل تربية وعدلت من سلوكه وصُحّبيِتك ليه ولتانى مرة يدخل في حالة اليأس وصمم يشوه الحدبة من تاني، فاكر انت وقتها زياد كان بين الحياة والموت، وقتها انا الى كنت بموت من حزني عليه زيدان وزايد وقتها راحوا المدرسة وكسروها ومسكوا الولاد اللي تنمرو عليه وضربوهم غير أن كاميرات المراقبة ثبتت، عميلهم فيه وقتها قدمنا شكوى واترفضو من المدرسة، وبعدها زياد نفسيته تحسنت من جديد قوي بيك وبزهر وان، تعرف، مصروف زياد لحد مشتغل أنا اللي كنت ببعته مخلتش زهروان صرفت عليه مليم صممت على شغله بالمجموعة، عشان يفهم كل كبيرة وصغيرة كنت بصمم يحضر الاجتماعات ويلم بالعمل ويجمع خبرة بكل التفاصيل عشان يقدر يحافظ على ورثة ويديره، حتى شجعته يمسك ويدير فندق خالته ويمسك كل شغلها بردة عشان يكون عنده خبرة.
كنت بعرف عنه كل كبيرة وصغيرة، الا موضوع جوازة،
لو كنت عرفته قبل ما اوعد أخويا بإنقاذ شرفه من أفعال بنته وطمعها، وقتها عرفت انه متجوز بنت ملهاش اصل ولا فصل ملحقتش اجمع معلومات عنها، هددته وقلت له هموتها أو سجنها لو متجوزش نهال كنت خايف عليه من البنت تكون اتجوزته عشان فلوسه، وفى نفس الوقت عارف نهال قد ايه طماعه وانانيه بس وعدي لخويا كان أقوي من حبي لابنى، يوم وفاة زياد ده اليوم ال قلبى اتكسر فيه يومها مش بس زياد مات لا أنا انكسرت من كله مراتي اتهمتني بأبشع اتهام، معرفتي إنه خلف الحاجه الوحيدة اللي مصبرني على موته إن ليه بنت من صلبه هيشيله اسمه هشم ريحة ابني فيها
هعوضها عن حرمانها من ابوها، هطلب منها تسامحنى كل لحظه معشتش بين حضن أبوها وأمها.
انا مش بنادم ولا قادر أعيش قلبي بقي ضعيف لدرجة خفت على أحفادي بعتهم عن حضن امهاتهم عشان يجمدوا ويقوي عودهم و يقدرو يكملو امتداد العائلة وفي نفس ما بعدت عنهم كنت ما بينهم عيني عليهم، عارف كل صغيرة وكبيرة عنهم، الا بنت زياد قلبي مش يهدى ولا يرتاح الا لما القيها وأخدها بحضني، و اربيها على ايدي.
حسن بذهول مما يسمع
الفصل الثامن والسبعون
عاد إلى بيته ليجد كالعادة صراع زوجتيه، والجميع يقف حولهم لا يعرف ابناء من فيهم متحيزين لمن من الزوجتين
،يقف يضحك من قلبه بسعادة غامرة كل خلية في جسده تتراقص فرحا،ينظر للجميع و يستمع لحديث كل واحد في أفراد عائلته ليصمتوا جميعا مع تردد صوت ضحكات من خلفهم يلتفوا لمصدر الصوت،ويجروا جميعهم تجاهه وهم يرونه فاتح ذراعيه تتعلق به طفلته الكبرى زوجته نسمة كعادتها منذ صغرها ليرتد للخلف عدة خطوات.
حسن: نسمة حبيبتي إهدي أنا مش قدك كبرت على حركاتك دي.
تذوم وهي لازالت تحيطه بيديها، يربت على ظهرها بحنان كعادته يهمس في اذنها بكلمات جعلت ابتسامتها تتسع وسط نظرات حبيبه التي ترفع حاجبها لأعلى لتقترب منه تضمه وتهمس هي بأذنه ليضيق ما بين حاجبيه ويهز راسه من حركاتها الطفوليه ، يقبل أبناءه واحد تلو الأخري، ينحنى على يد زوجة أبيه ووالدة حبيبه يقبل يدها.
زوجة ابيه: حمد الله على سلامتك يا حسن، سنين وانا مشفتش ضحكتك الحلوة منورة وشك كده.
_حسن يجلس بجوارها خلاص يا ماما من هنا ورايح مفيش غير الضحك والفرح.
_ ربنا يجعل ايامك كلها فرح ياحبيبي، ايه طمني زهروان رجعت.
اقعدوا كلكم وأنا هحكيلكم كل حاجه طبعا كلكم عارفين زياد صديق عمري و حكايته وحكاية بنته بس أنتم متعرفوش أصل الحكاية هاحكيلكم كل حاجه من يوم ما صحبت زياد للساعة دي.
_ زمان وأنا طفل صغير كنت منطوي أوي ماليش أصحاب كنت أسمرانى وشعري مجعد ولابس نظارة سميكة وفوق كل ده كنت ضعيف جداً كان الأولاد بيتنمروا عليا من مدرسة لمدرسة لحد ما استقريت في مدرسة وبالصدفة لقيت ولد تاني والولاد بيتنمروا عليه، كنت أنا وهو بنهرب جوه جنينه المدرسة كنا تقريبا مش بنشوف بعض غير وقت البريك لما بنهرب في الجنينه اتعرفنا علي بعض وبقينا نحكي علي تنمر الولاد علينا،الغريب إحنا نفسنا تنمرنا على بعض وفضلنا نضحك، يومها قالي حاجه غريبه،قال ربنا خلقنا بالشكل ده لحكمه عنده واننا مميزين ولازم نتعامل مع الأولاد على الأساس ده، وفعلا بعدها الاولاد بطلوا يقربوا مننا، وقتها صحوبيتنا قويت يوم ورا يوم بقينا صحاب زياد كان طيب جدا وحنين اوي نظرة عيونه كلها حزن، دايما كان كتوم اوي بيتكلم بالقطارة حزنه دفنه جواه، نسيت أقولكم زياد كان عنده حدبة
فى ظهرة، تعرفوا أنا دخلت طب تخصص جراحة ليه عشان كنت سبب رئيسي في تشوه ظهرة بشكل مباشر، عشان كده تخصصت جراحة كنت بحلم اعالجه واشله الحدبة دي لان كنت فاكر انه سهل انها تشال، المهم. كبرنا مع بعض لينا مكان مخصص نتقابل فيه كنا تقريبا بنعرف عن بعض كل حاجه ده اللي كنت فكرة، بس النهاردة عرفت قد ايه زياد كان كتوم معرفش عنه غير ربع اللي جواه النهاردة عرفت سر حزن عنيه، زياد كان عظيم بدرجة لا توصف، النهاردة بس إتأكدت حزني عليه مجاش من فراغ،افتقادي ليه العشرين سنة الفاتو ولا حاجه جنب شعوري دلوقتي، بعد عشرين سنة عرفت الحقيقة كاملة عرفت سر وفاة زياد اللي أنا دكتور معرفتهاش ولا شكيت انه مات بسبب الصرع ابدا ،
أو ما يعرف بـ واللي أحد أهم أسبابها فعلا الشعور بالحزن المستمر والضيق والضغط العصبي. ده بجانب أمراض تانية كانت عنده، بعد عشرين سنة ظهرت براءة الكل أبوه وأخواته حتى سلسبيل مراته ظهرت براءتهم والغريبة لعشرين سنة كانت بين ايديا الحقيقة ومعرفتهاش غير من بنته زهروان.
حبيبة: انا مقبلتش زياد غير مرة وحدة، بس متهيألي زهروان شبه.
زهوان مش بس شبه شكلا لا دي فولة واتقسمت إتنين، بس تختلف عنه في شخصيتها القوية ونفس الوقت ضعفها، اللي. بدريه ببراعة،كلمها فيه رزانة وهدوء عندها ثقة في نفسها،تشفيها وهى بتكلم عن كل واحد من كلام زياد،كأنها عاشت معاه العمر كله.
_ حبيبة مقاطعة معقولة قصدك على مذكرات زياد.
أيوه هي المذكرات زهروان قريتها كلها وعرفت حقيقة كل فرد في عائلة أبوها .
والغريب ال حصل مافيش عقل يستوعبه لحد دلوقتي.
ليقص عليهم ما حدث من اتصال حبيبه به تخبره بأمر زهروان بالجامعه ويعيد قص ما حدث من وقت مقابلتها في الصباح الباكر أمام محطة القطار ومعرفتها ومقابلتها زايد عمها التي تعرفت عليه وعانقته كأنهم أب وإبنته تلاقيا بعد سفر طويل.
حسن: زايد من شدة الإرهاق وكان باين عليه بقالة فترة ما نمش ولا أخذ أدويته دخل في إغماء وخصوصا مقابلة زهروان له بصدر رحب وانها تعرفة بسهوله فرحة كانت أكبر من قوة تحمله، مش هطول عليكم، أخذته المستشفى
لأول مرة أتأكد من مقولة عمر الدم ما يبقى ميه، زهروان كانت منهارة بمعنى الكلمه، اخدتها لمكتبي تستريح وبالمرة
أخلص ضميري من ربنا لان من فترة طويلة وأنا في صراع مع نفسي بحاول أوصل حلقة مفقودة في حياة زياد والكلام اللي سمعته من والده مرة في زيارة لقبر زياد.
يقص كل كلمة أخبره بها والد زياد، ليتوقف يتنهد بقوة، يرفع عينه علي كل ابن من أبنائه.
_ تخيلوا أب بشكل ده دافن جواه أوجاع وحزن كبير عايش بس يسعد اللي حواليه ويظلم في نفسه، أنسان يضحي بسعادته وراحته في سبيل يوفي بوعده لأخوه، يتهم بكل التهم يفقد ابنه يكتم وجعه جواه كل ده عشان يبري پ قسم أقسمه لوالدته قبل وفاتها إنه هيفضل جنب أخوه ومش هيزعله ابدا.
أنا حكيت ل زهروان كل حاجه عرفتها وقبل ما أكلمها كنت اتصلت بيه ولحسن الحظ مكنش بعيد عن المستشفى، أنا شفت الراجل ده في كل حالاته قوته وجبروته شفت دموعه وكسرتة على موت زياد اللي مظهرهوش غير بين نفسه، بس ال شفته بمقابلته ل زهروان،مهما تخيلت شكل مقابلتهم مكنتش هتكون بالشكل ده.
يعود بذاكرته قبل يوم.
_ باب المكتب انفتح علينا مرة واحده برفع عيني اشوف مين لقيت زهروان مرفوعة من على الأرض وصوت بكاء بيجلجل المكتب كله، لو حد حكالى اللي سمعته وشوفته بعنيا ده لا يمكن كنت أصدق، كنت برسم بخيالي مقابلته هتكون ازاي، الراجل ده خلف كل توقعاتي، حتى البنت نفسها خلفتها.
البنت اول ما الباب انفتح كانت هي اللي رمت نفسها بحضنه وهو كمان كانه يعرفها ومتأكد انها حفيدته بيلف بيها المكتب ويكلمها وصوته مخنوق من البكاء.
عبد الرحيم: سامحيني يا بنت الغالي سامحيني علي سنين بعدك عني سامحيني على حرمانك من أبوكي، يقبل وجنتيها، ويجذبها يضمها لصدره سامحيني على كل لحظه عشتيها من غير سند سامحيني علي سنين تعبك وصبرك، سامحيني على كل دمعة وجع دمعتها عيونك على كل يوم نمتي وانتي بتشتاقي لابوكي، كل لحظه عشتيها في اتهام ووصمة عار مش فيكي سامحيني على كل يوم وانتي بعيده عن عائلتك ، سامحيني على دموعك دي،سامحيني على كل حاجه واي حاجه.
زهروان: انا انسانه أكيد جوايا مشاعر والم سنين طويلة مش في ايدي اسامح ولا أتنازل عن حق من حقوقي أنا عاهدت نفسي هاخد حقي من كل اللي ظلمني أنا ما شفتش يوم حلو في حياتي عارف حضرتك لما تعيش مسجون بتهمة أنت بريئ منها احساس الظلم وحش اوى عاهدت نفسي هاخد حق كل دمعه دمعتها بعيوني هنتقم من كل ال كان السبب فيها ، وبالرغم من كل ده انا نسيت كل حاجه حصلت زمان ، نسيت كل وجعي بضمتك دي سنين عذابي راحت في اللحظه دي، أنا اتولدت من جديد من من وقت ما قريت مذكرات أبويا ، تخرج من بين أحضانه، تحاوط وجه بيدها، تعرف كنت خايفة معرفكش من وصفه ليك بس لقيتك زي ما وصفك بالظبط طبعا مع فرق بسيط وهو شعرك.
عبدالرحيم شعر بدوار ارتد للخلف يسرع حسن بإمساك يده ويساعده بالجلوس ليشكره الجد ويشير لزهور بالاقتراب منه، وهو يوجه الكلام لحسن.
_ سمعت اللي انا سمعته، زياد وصفني لبنته عشان لما تكبر تعرفني متخيل الكلام ده معناه ايه.
زهور: مش بس وصف حضرتك شكلا لا ده وصف طيبتك وحنانك ومش بس كده لا ده حكالي كل حاجه من يوم ما تولد لليوم اللي اتولدت انا فيه، ومكتفاش بده لا وصاني بوصية اوصلها لكل واحد فيكم أولاها لحضرتك ولسه هوصل لكل واحد وصيته الحمد لله قدرت أنفذ اول وصية خلاص.
حسن و عبد الرحيم يسألها ما هي الوصية التي تتحدث عنها،
تقترب زهور من حقيبتها وتخرج منها دفتر مذكرات والدها.
زهور:تجلس مقابلة لجدها ابويا وصانى اول ما اقبلك احضنك واقولك ده حضن متأخر ليك،وانه مش زعلان من
اللي حصل لانه عارف انك لا يمكن تخلف وعد وعدته لأخوك، في كلمتين لازم حضرتك تعرفهم. مكتوبين بخط يده
بيقول فيهم لتقراء ما خطه زياد لوالده .
بابا انا مش زعلان من حضرتك طول عمري بحملك تعبي ووجعي كنت بتهمك بكرهك ليا دايما شيلتك تهم حضرتك بريئ منها كنت بفسر تصرفاتك بالدكتاتورية دايما بعرضك اي حاجه تطلب اعملها كنت بعمل عكسها كبر جوايا العند،كنت فاكر اني كده بكون قوي الشخصيه او بالادق بعيد عن قيودك التي تفرضها علينا مكنتش حابب اكون نسخة ثانية من زيد او زايد كنت دايما بعارض حضرتك قدام الاولاد وقتها كنت فاكر اني بكدة بخليهم يتمردوا عليك،حتى في بداية مذكراتي كتبت كل اللي مريت بيه في حياتي لبنتي من يوم ما اتولدت لحد لحظه اللي كتبت السطور دي لولا جواب وقع بالصدفة بأيدي غيرت كل مفاهيمي غَيِر جوايا حاجات كتير جوايا صراع مش قادر اوصفة.هل أنا ظالم ولا مظلوم ظلمت بنتي ولا لا ظلمتها لما كتبت حاجات تكرهها في عائلتها وممكن تكتفي بل كتبته ومتكملش قرايت باقي المذكرات انا في حيرة وصراع جوايا بيطلب أمحي كل حرف كتبته،والثاني يقول خليه عشان بنتك تتعلم متحكمش على حاجه من غير ما تتأكد منها لازم تتعمق فيها قبل ما تحكم عليها لازم تتعلم إن الظواهر خداعه زي المظاهر بالظبط،لازم تعرف وتتعلم نفوس اللي حواليها،بابا أنا متأكد بإن حضرتك مستغرب كلامي اللي بالالغاز هتعرف أقصد ايه …بابا أنا عرفت قد ايه انت عظيم أب بمعنى الكلمة قد ايه بتتحمل قد ايه بتيجي علي نفسك عشان غيرك كنت فاكر ان حضرتك متملك وأناني ، لحد ما قريت رسالة ماما زهروان بالصدفة بعد ما كتبت جزء كبير من مأساتي زي ما كنت مصدق نفسي وعايش في دور الضحيه لبنتي وقع في ايدي جواب بخط ماما زهروان
قريت كلامها وانا مصدوم من اللي بتقوله ووصيتها ليا حقايق كتير بالأسماء والتواريخ، حكت ليا عن تضحيتك عن اتفاقك معها حكت عن المصاريف اللي صرفتهم عليا ،عن سنين حبك لماما وقد اية انت اتعذبت واشتغلت لحد ما بنيت نفسك ورجعت شركة العايلة جنب والدك واللي جه عمي وضيعها بإهماله وطيشة، بابا أنا موجوع اوي من جوايا موجوع على حرماني،من بنتي موجوع إني كدة كدة هسبها أنا أيامي بالدنيا معدودة،الكلام ده ماحدش يعرفه ابدا
مفيش أمل من شفائه اي وقت ممكن أموت سبحان الله نفس اليوم الي عرفت فيه هو نفس اليوم اللي صممت عليا بجوازي من نهال وقتها مفرقش معايا اني اتجوزها نهال والموت أمر واحد أنا اتوجعت والحسرة ملت قلبي من تهديدك المبطن يا اوافق أجوز نهال يا تسجن سلسبيل وقتها الدنيا اسودت في عيني،كنت برسم في خيالي كلها كام يوم واقابل ربنا وقبلها هوصي حسن يعرفك بإني متجوز ومخلف وانا عارف قد ايه انت هتحافظ على بنتي لانها حفيدتك هتاخدها في حضنك،بس تهديدك بسجن سلسبيل واتهمها بابشع تهم خوفوني عليها وفقت على الجواز واني اطلق سلسبيل بعد ما اكتب كل اللي املكه بإسمها هي وبنتي لان كنت عاجز أن أحميها من حضرتك ومن غدر نهال اللي متأكد منه وزاد،بابا وقتها قلت اصرحك بوجود زهروان بنتي،خفت عليها منك ومن عمي ونهال خفت من كل الموجودين خفت في يوم يتكاتروا ويتفقوا يخلصوا منها سم نهال عارفة بيسري بالدم ومتأكد انها وراء ملعوب الجواز ده وانها اللي اقنعت عمي يضغط علي حضرتك خصوصا والكل عارف ان حضرتك لا يمكن ترجع في وعد اديته لعمي عبد الرحمن، حتى لو الحاجه دي فيها موتك، بابا للاسف انا ضعيف اني احمي بنتي ومراتي طلقتها وبانانيتي ردتها لعصمتي من غير ما اعرف حد يدوب كتبت ليها جواب بده، جواب خلتها فيه تكرة وجدها هنا وتخاف من حضرتك وزايد جواب يخليها تخاف وتبعد لحد ما تقدر ترجع تطالب بحقها وحق بنتي، في النهاية بابا اليوم اللي هيوصلك الكلام ده اعرف اني مسامح حضرتك وياريت تسامحني.
يصمت حسن عن الكلام يجاهد في التحكم في تلك الدموع التي تتزاحم بمقلتيه تتسارع بالهبوط، يسحب نفس عميق ويخرجه وهو يوزع نظراته بين أطفاله لتقع عينه على ابنه الأكبر زياد المصاب بمتلازمة داون الذي غفى وهو جالس يهب واقفا ويخطو تجاهه يساعده في النهوض وهو يطلب من الجميع بالذهاب للنوم وسط تذمرهم فهم يريدون أن يستمعوا لباقي الحكاية، بعد أسرار حسن عليهم توجهوا لغرفهم وساعد هو ابنه حتى اراحته بفراشه، واتجه للخارج ليقف مصدوم وهو يرى حبيبه تشير له بالقدوم لغرفتها ليسير تجاه الغرفة وهو يتلفت يمين ويسار حتى وصل إلي مكان وقوف حبيبة التي تتراجع للخلف تدفع الباب بظهرها وتدخل الغرفه
ليدخل حسن خلفها يفاجأ لمن تحاوط خصره من الخلف تهمس بالقرب من أذنه بكلمات صدم من واقعها عليه لتنتابه قشعريرة بكامل جسده آثار قبلة على رقبته لينتفض مرة واحدة مع إسناد رأسها على ظهره ويدها لازالت تحوطه ليمسك يدها المتشابكة ويديرها إليه ينظر لوجهها الذي اشتاقه
وعينيها التي تلمع بتلك اللامعه الذي افتقدها لسنوات تبوح له باشتياقها له ليفقد كل ذرة تحكم في عقله مع لمسات يدها وهي تفك أزرار قميصه لينحني بعد ان نزعه يحملها تجاه الفراش
يقضي معها وقت لم يناله معها منذ زوجهما قلبه يرفرف فرحا من كلماتها التي تشدو بها كأنها مقطوعة موسيقية تعزفها على أوتار قلبه مر وقت طويل وهم بتلك المعزوفه حتى شعرا بالكمال ليتمدد جوارها،لتزيد من دهشته وهي تضع رأسها على صدره ويدها تحوطه، ليبتسم ويرفع رأسة لأعلي يضحك بصوت تردد في ارجاء الغرفة.
-حبيبة ترفع عينها تجاهه تبتسم على ضحكته، تتحدث بلهفه
بتضحك على ايه.
_ يقبل يدها بضحك على حركاتك برة والكلام اللي قلتيه، مفهمتهوش غير دلوقتي، مع اني اسعد انسان على وجه الأرض بالحصل ده بس مستغرب سر تغيرك المفاجئ.
من هنا ورايح هتلاقيني كده مش هسيبك تاني ابدا، انت مش بس جوزي وأبو ولادي انت حب عمري،اسفة على التأخير في الاعتراف بده بس اللي يشفع لي نظرة العشق في عيونك، صبرك طول الفترة اللي فاتت، تصمت ترفع جسمها لأعلى، أنا عرفت كل حاجه حصلت الفترة اللي فاتت وانك كنت بتنام بالمكتب، في اليوم المخصص ليا حتى في يوم نسمه كنت بتخرج تقعد بالمكتب لحد ما تنام حسن انا بعشقك
وبعشق كل تفصيلة فيك.
حسن: يقبل يدها يحاوطها ويقربها لتضع رأسها موضع قلبه،تعرفي يا حبيبة أنا فرحان أوي بكلامك ده وفرحان برجوع زهروان لعائلتها، بالرغم من حزني إن زياد خبى عليا حاجات كتير،بس اللي شفع له كلامه اللي كتبه لابنته.
حبيبة: احكيلي باقي التفاصيل حصل ايه و زهروان رجعت مع جدها ولا راحت فين.
_ لا زهروان راحت على الفندق بعد ما اتفقت مع جدها على.
____
مسند رأسه على حافة القبر دموعه تسيل دون توقف، يبك بصوت يقطع نياط القلب يهتز جسده من شدة بكائه، يرفع رأسه يجفف دمعاته، ويعتدل بوقفته بعد حديث هامس بينه وبين صاحب القبر، يلقف نفس وراء الآخر ينحني مرة إخري مقبلا أعلى القبر ويتحدث بألم، لصاحبه ويرحل دون الالتفاف، يصعد سيارته ويسرع بقيادتها يشق ظلمة الليل
ودموعه لا تتوقف تسيل على وجنتيه مع تردد كلمات سمعها قبل قليل، يرددها بينه وبين حاله، حتى توقف بسيارته أمام
البناية القانت بها يضع رأسه على مقود السيارة يتنفس بسرعه يجفف دموعه يرفع رأسه ينظر لأعلي يثبت عينه يرى طيف من بعيد يقف بشرفة الشقة القانت بها نغزه قلبه بعد التأكد من هوية الواقف يترجل سريعا من السيارة مطلق لقدمه العنان،
تقف بشرفة الشقة تتوشح بوشاح شقيقتها عينها تفتش بين المارة العابرين الطريق عنه لتعتدل بوقفتها تنظر لأسفل البناية مع توقف سيارة أمام البناية تصاعدت أنفاسها وهي تري من ترجل من السيارة،يقف أمامها تتلاقى الأعين، لتسرع بالابتعاد عن الشرفة تخطوا تجاه باب الشقة تزامننا مع خطواته تجاه البناية بخطوات سريعه دلف للمصعد ضغط زر الصعود يتنفس بصوت مسموع، لم يتمالك حاله فور رؤية من تقف أمام باب الشقة تفتحة على مصراعية تفرد ذراعيها ليرتمي بها تربت على كتفه وتحدثه.
زهور الام: مالك يا نور عيني، خرجت من غير ما تقول، رنيت على تليفونك كتير، قلقتنى عليك، حصل ايه خلاك راجع منهار كده.
ابتعد قليل عنها وامسك يدها تعالي ودلف داخل المنزل.
ليترك يدها ويقف أمام صورة بطول الحائط .
_ شفتها يا زياد قبلتها اخدتها بحضني، شميت رحتك فيها
عنيها نفس عيونك بتكلم وتبوح بل جواها،شفت فيهم سنين
عزابها وحرمانها شفت فيهم عتاب لو خرجته تحتاج قد عمرها تكلم وتخرجه من جواها،شفت فيهم نبته طيبه، وحنان
شفت فيهم عيون أمي وحكمتها والأهم من كل دول تضحيتها.
يلتف لمن تضع يدها على كتفه من الخلف تحدثت بصوت مهتز.
_ في ايه يا عبد الرحيم ايه الكلام اللي بسمعه ده، أنت أنت قبلت زهروان، معقولة تشوفها وتقابلها ومتقوليش، هي فين مجبتهاش معاك ليه، ازاي تروح تقابلها من غير ما تقولي،معقولة رفضت تجي معاك، طيب خدني ليها هي عند احلام مش كدة.
_ شفتها وقلبي رفرف بفرحة محستش بيها من وأنا عيل صغير، تعالي احكيلك كل حاجه.
_ تجلس مقابلة له تنظر إلى عينيه وتلك الدموع التي تسيل منها ترفع يدها لا شعوريا تجففها له ليقبل بطن يدها قبله شاكرها ، ليرفع هو الآخر يده يزيح دموعها التي تسيل من عينيها مع كل كلمة تخرج منه.
عبدالرحيم: حسن اتصل بيا وقالي ان زهروان معاه بالمستشفى وزايد كمان دخلت افرحك واخدك معايا لقيتك نايمه وخده صورة بحضنك،مقدرتش اصحيكى واقولك الخبر ده خفت عليكي وفي نفس الوقت،مستعجل أشوفها،وأطلب انها تسامحني،أخذت مفتاح عربية زيد والحمد لله المستشفى مش بعيد وصلت المستشفى وانا سايق بأقصى سرعه، وساعدني علي ده الطريق فاضي، اتصلت بالمعلم يحيى والست أحلام طمنتهم وهم كمان مكذبوش خبر وجم بعديا بفترة صغيرة،
ليقص عليها لقائه بزهور .
_ طيب ليه مجبتهاش معاك أملي عيوني بشوفتها اخذها بحضني، خدني ليها يا عبدالرحيم وديني الحارة عند أحلام اشوفها واقنعها تعيش معانا هنا.
عبدالرحيم: زهروان مش في الحارة زهروان بالفندق دلوقتي.
_ انت بتقول ايه زهروان بالفندق، انت عقلك جراله ايه ازاى تسيبها تروح الفندق لوحدها، ناسي المجنونه نهال بنت أخوك، ممكن تعمل ايه فى البنت.
_ زهروان مش لوحدها أنا مأمنها كويس أوي خطوة بخطوة، في ناس معها صوت وصورة غير رجالتي مأمنها،ولو على نهال متخفيش قربت تقع والفضل ل زهروان ان شاء الله هتقع في شر أعملها.
_ لا أنا مش هصبر ولا يهدالي بال وانا قعده هنا ومش عارفه البنت فين و جرالها ايه.
اطمنى زهروان هتكون بخير إن شاء الله اللي قلقان عليه هو زايد خايفة يتهور لو قابل نهال، ولا شد مع زهروان، زايد عصبي وممكن يضيع كل حاجه بسبب عصبيته.
_ انت قلقتني أكتر فهمني الحكاية ايه بالضبط.
_ اهدي بس وأنا هحكيلك كل حاجه ليقف فزعا أثر صوت زيد ابنه.
زيد: مش معقولة اللى بيحصل ده راحوا فين تليفوناتهم جرس ومش بيردوا.
_ يجلس يظفر انفاسه بضيق يحدث ابنه.
حضرتك بترن علي مين مش بيرد.
ــــ آيات يابابا آيات من الصبح برن عليها جرس ومش بترد، حتى غادير بتصل عليها مش بترد.
ـــ آيات آيات مافيش ف حياتك غير آيات،كفاية بقي أمته هتفوق، بسبب حبك لها بنعاني كلنا، انا واخواتك كلنا بندفع تمن الحب ده حتى ولادك اللي ولا في دماغك ولا شاغل تفكيرك هم فين وبيعملوا ايه، قولي اتصلت اطمنت على أولادك فين حصلهم ايه، على أخوك كل ال شغلك آيات أنا مش رافض حبك ليها حبها زي ما انت عاوز بس اتحمل مسئولية شويه بسبب حبك ده عبدالرحمن اشتري واتحكم فيا،دايما ماسكني من ايدي اللي بتوجعنى عارف نقطة ضعفي،بيك عارف اني مستحملش اشوفك مهموم سنين استغل حبك لابنته لتضغط عليك وعليا ننفذ كل اللي يؤمر بيه،فلوس ياخد على المكشوف،ظلمت اخواتك عشان يوافق على جوازك منها واكتر واحد اظلم هو زايد،زايد اللي عايش ومش عايش سنين متحمل جوازه من آمال عشان ميحصلش بينك وبين مراتك مشكلة،زايد اللي رغم تعبه ولسه مستر دش صحته بعد العملية لحد دلوقتي بيحمينا احنا هنا متخبين خايفين من نهال ومكايدها وهو من مكان لمكان يواجه كل مخططاتها، انت كل اللي شغلك هي الهانم مراتك، هو مشغول بينا كلنا، يحارب كل الجبهات لوحده معهوش حد يساعده، انا وانت هنا منعرفش عنه حاجه، بس متأكد ان زايد مشغول بالكل،فوق يا زيد انت مش صغير كلها كام سنه وتبقى جد مش بقولك بطل تحبها بس افصل بين حبك وبين عالتك ولادك بردة ليهم حق عليك سألت هم فين نجوا من تدببر نهال ولا لا،يابني أنا مش هفضل عايشلكم اكتر ما عشت، انت واخوك هتمسكوا العايلة من بعدي بلاش ترمى كل الحمل عليه، عارف انك مش مقصر بس دايما محتاج اللي يوجهك ومش مفروض تكون ايات.
زيد: بصوت مخنوق، انا فعلا مريض بحبي لآيات لأنها هي الوحيدة ال بشعر معها بأهميتي بأن ليا لازمه، حضرتك كنت المتصرف الوحيد في حياتنا اعملوا ده متعملوش ده البس دي متلبس دى حتى الاكل مفيش حاجه اخترتها غيرها آيات هي اللي اخترتها، حضرتك اتحكمت فى كل حاجه حتى ولادي حضرتك ال اختارت أسميهم وحياتهم عارف ان عمي الله يرحمه استغل حبي ليها،وظن بعده نهال، صحيح أنا مشغلتش بالي بولادي لان عارف ومتأكد ان حضرتك وزايد اهتموا بالموضوع ده مشغلتش بالي لان عارف انهم في بر الامان طالما عمهم جنبهم مشغلتش بالي غير بآيات لانى عارف محدش منكم هيهتم بيها حتى غادير بنتى مشغلتش بالي بيها لانى متأكد انها هي واخده بالها من الكل وناسيه نفسها ماهي تربيتك يا بابا اقرب مني انا شخصيا لحضرتك.
عبدالرحيم: يربت على كتفه يابني أنا مقصدتش اللي وصلك آيات بنتي أنا مش بنت عبدالرحمن أنا اللي ربتها أنا مش هو هو أبوابها في شهادة الميلاد وبس بس عشان أنا ربتها انا وامك كويس كانت بتسمع كلامه من غير ما تفكر وتناقش،أنا لو اتكلمت معاك بالطريقة دي عشان تأخد بالك انت بعيد عن ولادك اوى مش عايزك انت وأخوك تعيدوا حكايتى مع زياد كفاية اللى بنعنية لحد دلوقتي، وعلي العموم ظنك فى محله فعلاالولاد دلوقتي في مكان أمين بس لا انا ولا زايد السبب دي دي زهروان بنت زايد.
_____
وائل ظل يقص ل روحية كل شئ حتى قدومه للبلدة.
روحية: معقولة اللي بسمعه ده في ناس بالشكل ده، واية جدها ده الراجل ده جبل لو واحد غيره كان وقع من الحمل اللي شيله على كتافة وقلبه، معقولة حبه لأخوه ده هو في أخوات بالشكل دى، فعلا متحكمش على بني آدم غير لما تتعامل معاه متعتمدش على السمع.
وائل: فعلا كلامك صح الراجل ده تشفية تقولي متكبر مغرور شخصيته والهالة اللي حواليه عملاله هيبه، تتكلمى معاه ايه كم التواضع اللي فيه، صوته الرزين عقله نبرة الحزن والقهر بصوته وبالرغم من كل ده محافظ على وقارة.
_ احكيلي زهور قابلته ازاي، اتعملت معاه ولا ايه ال حصل، وطلبت ليه وهتروح تاني ولا لا.
_ حيلك حيلك يا ام وائل وحدة وحدة عليا، هحكيلك كل حاجه بعدين بس دلوقتي خلي الشغالين يحضروا اكل كتير و فرش ، و يبعتو على بيت امى أحلام.
_ ليه هى أحلام جات البلد طب مجتش معاك هنا ليه.
الأكل والفرش مش لامى أحلام دول ل