رواية رسالة من زوجي الميت الفصل السادس عشر16والاخيربقلم السيد عبد الكريم


رواية رسالة من زوجي الميت الفصل السادس عشر16والاخيربقلم السيد عبد الكريم


.يرويه نادر التاجي
السيدة جات واترمت تحت قدمي وفضلت تضحك وتبكي في وقت واحد ، في الأول ظنيت إنّها مجنونة ، مكنتش فاهم هي مين ولا بتعمل كده ليه ، وكانت بتناديني باسم أول مرة اسمعه ( نادر ) ، كمية اللهفة اللى شفتها فى وش السيدة دي لا توصف ، لدرجة إن كل الحضور تركوا منظر غسان بيه المكبل وبدأوا ينظروا للست وهي متمسكة بيا ومنهارة ، ومن بين الحضور كانت رحمة اللى كانت فاتحة فمها وبتنظر وهي في قمة الاستغراب ، السيدة أخرجت من ملابسها تليفون محمول وقالت لي :
ـ مش فاكرني ... مش مهم ... طيب فاكر دي .
وبدأت مخيلتي ترسم لى صورة طفلة صغيرة ...
ـ بابا أنا لما اكبر عاوزه ابقي مهندسة زيك .
ـ بابا أنا مخصماك علشان نسيت تجيبلي الشكولاته اللى بحبها .
ـ بابا نفسي اكبر بسرعة علشان تجبلي عجلة والعب لوحدي فى الشارع .
ـ بابا انا بحبك قد الدنيا دي كلها .
انتهبت من شرودي حينما رأيت رحمة تقول في تعجب :
ـ أنت بتعيط يا بيه .
لاحظت وقتها أن دموعي تنهمر بشدة ، قالت السيدة :
ـ نادر ...انا مراتك .
وبدأت مخيلتي تظهر فيها صور مشوشة 
( شاب يقف أمام المرآة بشارب مصفر منمق يرتدي بدلة انيقة ويحكم ربط رابطة العنق ، ثم يضع البرفان ويمرر يده على شعره ويسمع صوت انثوي يقول ) 
ـ نادر .. الفطار جاهز يا حبيبي .
أفقت من شرودي وقلتُ :
ـ نادية .
كان الجميع قد انصرفوا ماعدا انا ونادية ورحمة وعم حسن ، كنا ندمع جميعا ، لكن رحمة لم تكن تدمع من أجل لقاء زوجتي بي ، أنا اعرف هذه الدمعة جيدا ، غادرت رحمة وهي تمسح دموعها في صمت .

قال عم حسن دامع العينين :
ـ مبروك يا بني ... أنت ابن حلال .
أمسكت يد زوجتي وضغطت عليها في حنان فقالت :
ـ يلا هنسافر .
قلتُ :
ـ هنسافر بس فيه مشوار مهم لازم اعمله بكرة بالليل وبعدها هنسافر .

قضينا ليلتنا في الفيلا ، وتاني يوم استعددنا للسفر ، وفى المساء ناديت على احد الخدم فقلتُ له :
ـ يلا تروح زي ما قلتُلك وتقوله غريب بيه هيستناك هناك .
ثم اصطحبت زوجتي وذهبت إلى بيت عم حسن ، رحب بنا الرجل وزوجته لكن لم نري رحمة ، قدمت لنا زوجة عم حسن الشاي فقلتُ لها :
ـ لا شاي ايه ... اعملي شربات يا مراتي عمي .
قالت في ابتسامة صافية :
ـ والله يابني حكايتك أغرب من الخيال ..بس رجوعك ولم الشمل ده فعلا محتاج شربات .
طبعا مرات عمي حسن فهمت غلط ، بس مش مشكلة .. كمان شوية وهتفهم كل حاجة ، بعد قليل سمعنا طرقات باب ورأيت الأستاذ ( أيمن ) موظف الضرائب الجديد يدخل ، رحبت به ثم طلبت من عم حسن أن ينادي زوجته وحينما حضرت قلتُ :
ـ الأستاذ أيمن شاب محترم وأنا تعاملت معاه كتير وعمري مش شفت منه إلا خير ... وهو جاي يطلب ايد رحمة .. وأنا هموت وأسافر وأشوف بنتي ..بس رحمة برضه زي بنتي فلازم أشوفها سعيدة قبل ما أسافر .
عم حسن قال :
ـ والله يا غريب بيه الأستاذ أيمن محدش يقدر يقول في حقه حاجة بس الأمر يرجع لصاحبة الأمر .
قلتُ :
ـ لا .. العروسة سيبوها عليا انا ... هي فين البت دي .
تعجبت زوجتي مما تسمع بس مفيش وقت اشرح ليها ، المهم نهضت وتوجهت إلى غرفة رحمة ، حينما رأتني دمعت عيناها فقلتُ :
ـ يابت مش انا طلعت عجوز .. أنا طلع عمري 36 سنة ... انتي بقا 20 ولا 19 سنة .... قوليلى يا عمو .
رفعت عيونها الدامعة نحوي فتدفقت الدموع أكثر ولم ترد فقلتُ :
ـ مش انتي بتحبيني ؟
أومات برأسها موافقة بنعم فقلتُ :
ـ خلاص يبقى تسمعي كلامي .. الواد عنده 25 سنة يعني قريب من سنك ... أخلاق واحترام واهم حاجة إنّه بيموت فيكي ... يلا وافقي بقا علشان اروح لبنتي وانا مطمن عليكى .
قالت وهي ترتعش وصدرها يعلو ويهبط :
ـ أنا بحبك .
قلتُ :
ـ ماشي .. واللي بيحب واحد مش يسمع كلامه .. عارفه نورا ...بنتي نورا لما مش بتسمع الكلام بعملها ايه .
اقتربت منها وأمسكت اذنها فابتسمت فقلتُ :
ـ أقول مبروك .
قالت :
ـ وحبي ليك .
قلتُ :
ـ خليه زي ما هو .. بس حب اخوي ... حب ابوي ... ومع الوقت هتعرفي انك كنتي غلطانة .
قالت :
ـ عمري ما أكون غلطانة إني حبيتك .
قلتُ :
ـ طيب يعني أتجوزك على الست اللى قاعدة بره دي اللي مش فاهمة حاجة علشان تكهربنا احنا الاتنين .. ولا ارجع لبنتي بعروسة جديدة تقولها يا مرات ابويا  .. يارحمة ادي نفسك فرصة تفكري كويس ... أنا مجرد عابر سبيل شفتيه في طريقك والقصة انتهت .. وعامة ياستي موافقتك هتكون مبدئية ، قراية فاتحة .. ومفيش كتب كتاب إلا لو حبتيه زى ما هو بيحبك ...ولما تلاقي نفسك حبتيه اتصلي بيا وأنا هاجي أحضر كتب الكتاب والفرح  ... حرام عليكي عايز اسافر بقا ... انا مش بضغط عليكي ...انا علشان بحبك فـ عارف مصلحتك ... انا اقدر اخرج دلوقتي واطرد الواد العسول اللى بيموت فيكي ده واقوله معندناش بنات للجواز ... بس انا طالب منك تدي لنفسك فرصة ... قلتُي إيه .
قالت :
ـ ماشي يا ضياء .
قلتُ :
ـ تعالى بقا هاتي الشربات للواد المسكين اللى تخلل بره ده .

بعد ساعة تركت بيت عم حسن أنا وزوجتي ، لكن لم اتركه إلا بعدما سمعت زغروده تدوي فى البيت ورأيت ابتسامه على وجه رحمة ، وهي تجلس في خجل بجوار الأستاذ أيمن .

وفي العاشرة مساء كنت أنا وزوجتي فى القطار الذي غادر محطة سوهاج إلي القاهرة .

                                 تمت بحمد الله

خاتمة المؤلف ::
أولا : بشكر أي حد شرفني بمتابعة الرواية وأنا عامة مكنتش متوقع كل درود الأفعال الجميلة عن الرواية ومكنتش متوقع كمية المتابعات وكمية الرسايل اللى وصلتني على الخاص بسبب الرواية ودا بفضل ربنا ثم بسببكم .

ثانيا : بما ان ده الفصل الأخير فى الرواية فياريت تعليقاتكم على البوست تكون عن الرواية ورأيكم فيها لأني هاخد الكومنات بتاعتكم واعمل بيها فيديو واحطها في صفحتي الشخصية فياريت بلاش حد يعلق بتم  ياريت التعليق يكون عن إحداث الرواية ورأيكم فيها .

ثالثا : اللى اول مرة يقرأ لي رواية فأحب اقوله ان فايته كتير واتمني يشرفني ويقرأ روايات اخرى من تأليفي مثل :
رواية جزيرة الوشم .. فانتازيا رومانسية
رواية نصف ملتزمة ...دينية رومانسية
رواية مدينة أوكجي .. هى فى معرض الكتاب حاليا
رواية فتاة أشلول .. فانتازيا ورعب
رواية السفر الى أشلول .. مغامرات ورومانسية
رواية انتقام أشلول .... رعب ومغامرات 
رواية قرية المنسيين ..رعب اسود
رواية وعد شاريس .. رعب ورومانسية 
رواية بيت جدتي.... رعب وغموض 

                   تمت
تعليقات



<>