رواية لطيفها عاشق الفصل العشرون20 الاخير بقلم سميه رشاد

رواية لطيفها عاشق الفصل العشرون20 الاخير بقلم سميه رشاد
 ربما تأتي النهاية على صورة ضحكات"
شعرت بحركة خفيفة بجوارها، فتحت عينيها برفق فوقعت عليه وهو يرتب الأغراض على الكومود، اتسعت ابتسامتها بشدة فور أن وقعت عينيها على ما بيده، نهضت جالسة لتدور عينيها على كل ما وضع أمامها فهللت بحماس، التقطت الجوارب تمرر يديها عليهم بسعادة، جذبت الصندوق الذي رُصت فيه الأخمرة لتشهق بإعجاب فور أن أدركت ألوانهم المتناغمة مع بعضها، ظلت تتفحصهم فترة لا بأس بها إلى أن وضعتهم جانبًا ثم التقطت واحدة من الشوكولاتة التي يحبها هو وفتحتها ثم قربتها منه بينما هو كان واقفًا فانحنى إليها كي تستطيع إطعامه
- مش عارفة أقولك إيه، بجد مش عارفة فرحتي مش قادرة أعبر عنها.

احتضن كتفيها بحنان بعدما جلس جوارها ثم قبل جبينها بهدوء قبل أن ينطق بأسف
- كان المفروض دا يبقى رد فعلي إما جيتي لي أول مرة بس للأسف معرفتش أتصرف وقتها من كتر الصدمة بس بوعدك كل مرة هحاول أخفف عنك على أد ما أقدر.

ابتسمت إليه بصفاء وقد زال كل غضبها منه، لقد تناست ما فعل قديمًا منذ اليوم الأول الذي أغرقها فيه بين أبحر حنانه، ما يفعله لم يفعله أحد لها من قبل، شقيقها فرّ وتركها، والدها لم يتسبب لها سوى في الألم، حتى أمها فرَّت من أبيها في صغرها وبعد فترة استمعوا إلى خبر انتحارها فلم يزدها سوى سوءً.

فاقت من شرودها على سؤاله
-لسة بطنك بتوجعك؟ 

هزت رأسها بالنفي ثم نطقت
- لأ الحمد لله هو الوجع بيكون في أول الوقت بس على ما المسكن يعمل مفعول.. أنا الحمد لله دلوقتي بقيت كويسة هقوم أجيب كتاب وأذاكر وأنا قاعدة.

- عايزة كتاب إيه وأنا أجيبه ليكِ 
فأخبرته باسم المادة التي ترغب مما جعله ينهض ويأتي إليها بها، ثم نهض واقفًا يقول بهدوء
- كريم ومهند عند عمك وكانوا محتاجين رأيي في حاجة.. هنزل أشوفهم وهجيب عشا وأنا جاي.

أومأت إليه بهدوء ليُقبل جبينها قبل أن يولِها ظهره، كادت أن تبدأ في المذاكرة إلا أنها استمعت إلى رنين هاتفها لتعقد حاجبيها فور رؤيتها لاسم المتصل والتي لم تكن سوى ريهام ابنة عمتها
- السلام عليكم.. ريهام وحشتيني.. 

انتظرت أن يأتيها الرد ولكن لم يصلها صوى شهقات مقهورة من الأخرى، ارتسم القلق على وجهها وهي تسألها 
- مالك يا ريهام في إيه يا حبيبتي مالك؟ 

الرد أيضًا كان شهقات مقهورة، لم تقدر الأخرى على الحديث، شعرت بها تحاول الكف عن البكاء إلا أنها لم تستطع فقالت دنيا وهي تنهض من مكانها بعجالة
- أنا جاية لك يا ريهام هلبس وجاية.. 

بعد عدة دقائق كانت واقفة أمام منزل عمها تطرق بابه، لم تمضِ عدة ثوانِ إلا وكانت مريم تفتح لها بوجهٍ بشوش فسألتها 
- عبدالرحمن عندكوا صح 

أومأت إليها مريم بإيجاب وأشارت إليها بالدخول وهي تقول بمرح
- محشور جوة بين مهند وكريم الأول قال عايز أكتب الكتاب والتاني أول ما سمع قال أنا خاطب قبله ومصمم هو كمان.. 

ابتسمت إليها دنيا ابتسامة لم تصل إلى عينيها من فرط قلقها فانتقل التوتر منها إلى مريم التي رمقتها بتساؤل فأخبرتها دنيا بهدوء
- متقلقيش ريهام بس تعبانة شوية وكنت عايزة أروح لها بس مقولتش لعبدالرحمن. 

أومأت إليها مريم بهدوء ثم دلفت إلى الغرفة التي يجلس بها خطيبيّ شقيقتيها وعمها وابنه.

طرقت على باب الغرفة المفتوح برفق لينتبه الجالسون إليها فأشارت إلى عبدالرحمن برفق فنهض والتساؤل يتشكل على وجهه.

كاد أن يسألها عما تريد إلا أن رؤيته لدنيا تقف بالخلف جعلته يهرع تجاهها يسألها بقلقٍ بدا على وجهه
- دنيا.. في إيه تعبانة لسة.. مالك 

رحمته من قلقه الذي ينهش بعقله وهي تحاول رسم ابتسامة على وجهه قبل أن تخبره بصوتٍ حاني
- أنا كويسة متقلقيش.. ريهام بس كانت تعبانة شوية وكنت عايزة أعرفك إني هروح ليها.

زفر براحة فور سماعه الجزء الأول من جملتها ولم يلبث أن أشار إليها بإيجاب وهو يتقدمها
- طيب تعالى أوصلك..

هزت رأسها بالنفي وأتبعت نفيها بقولها
- خليك متتعبش نفسك اقعد زي ما كنت أنا هروح.

إلا أنه أبى أن يتركها وهو يرفض رفض صارم قبل أن يستقل درجات السلم ويسبقها إلى حيث يضع دراجته البخارية.

لم تمضِ عدة دقائق إلا وكانت تحتضن ريهام التي لم تتوقف عن بكائها بعد، لا تدري ماذا دهاها والأخرى لا تقدر على قصّ ما أصابها من فرط انهيارها.

ربتت دنيا على كتفها بحنان وهي تكبح دموعها التي تتسارع للنزول هي الأخرى، دائمًا ما أضعفتها دموع الآخرين ولا سيما لو كانت ريهام، صديقة عمرها، تلك التي وإن أجبرتهما الحياة على قلة اللقاء إلا أن كلتاهما تكن للآخرى مشاعر قوية لا تهزم..

شعرت باستكانتها فتأملت وجهها بشيء من الجهل إلى أن سألتها بتقرير
- فارس ضايقك تاني صح؟ 

لتنهار الأخرى من فرط بكائها فور ذكرها لهذا الأمر فأدركت دنيا أن السبب لا يكمن سوى فيه، ذاك الذي يتصف بصفات أبعد ما تكون عن اسمه، أحد جيران ريهام الذي يزعم بحبه لها منذ الصغر فيتعرض لها كلما رآها، بل بإحدى المرات أرسل والدته للتقدم لخطبتها إلا أن ريهام وجميع العائلة قد رفضوا رفضًا قاطع فكيف يسلمون ابنتهم لمن يعرفون حق المعرفة أنه لا يرافق سوى رفقاء السوء بل ويتناول المواد المخدرة بشراهة وكأنها إكسير الحياة بالنسبة له.

تأملتها دنيا بشفقة، لا تدري ماذا تفعل كي تساعدها بهذا الأمر، فكرت كثيرًا بإخبار أحد رجال العائلة بما يفعل كي يردعونه عن التضييق عليها إلا أن ريهام أبت خشية حدوث ما لا تحمد عقباه.

قاطع تفكيرها ريهام التي تجاهد كي تستطيع قص ما حدث فخرج صوتها متقطعًا 
- المرة دي مكتفاش بإنه يهددني بس.. دا شدني من إيدي يا دنيا.. بيستغل إني خايفة من المشاكل فبيتمادى. 

تساقطت ثاني دمعات دنيا مرة ثانية بقلة حيلة ليأخذها الغضب وهي تقرنه بقولها
- لازم نعرف حد يا ريهام.. مش هيسكت إلا ما حد يقف له.. خليني أعرف حد.

هزت ريهام رأسها عدة مرات بالنفي، وكأنها أصابها مس شيطاني فأومأت إليها دنيا وهي تردد بشفقة
- خلاص اهدي.. خلاص مش هعرف حد يا حبيبتي بس اهدي. 

ظلت تحاول تهدئتها لفترة لا بأس بها حتى سكنت الثانية تمامًا فجلست بجوارها دون حديث عازمة على تصعيد الأمر لأحد أفراد العائلة إن حدث من ذلك السفيه أكثر من ذلك، فلن تنتظر وترضخ لتوسلات ريهام حتى يفعل يؤذها فلن تستطيعا حل الأمر آنذاك. 

دلفت دنيا إلى شقة عمها برفقة عبدالرحمن الذي أخبرها أن موعد عقد قران ابنتي عمها سيكون بعد ثلاثة أيام في المسجد على يد أحد الشيوخ ليكون إشهارًا بالزواج أمام أهل القرية على أن يتم العقد الرسمي بيوم الزفاف.
- كانوا عريسين زي الورد بكامل عقلهم وهما جايين يخطبوهم دلوقتي كل واحد مُصر يعملوا إشهار في المسجد مش صابرين المأذون يخلص الأوراق بتاعته.

ابتسمت بهدوء وعقلها يتصور ابنتي عمها اللتان أصابتا عقلي الرجال بالجنون فتأملها قليلًا قبل أن يسألها للمرة التي لا تعلم عددها
- أنتِ متأكدة إنك كويسة 

هزت رأسها بالإيجاب تطمئنه بقولها
- كويسة والله متقلقش ريهام بس تعبانة شوية واتضايقت عشانها.

أومأ إليها متفهمًا وسرعان ما عقد حاجبيه بغضب وصوت كريم المُختلي بابنتة عمه يصل إليه 
" أنتِ روحي يا رحمة هتفضلي زعلانة مني كتير" 

ليدلف عبدالرحمن إليهما دون استئذان، فأي استئذان سيفعل وهذا الغريب ينتهك حياء ابنة عمه بكلماته، أهناك استئذان لقطع الخلوة بين الرجل وخطيبته! 
- وشكلها هتفضل زعلانة منك لآخر العمر.

تلون وجه كريم خجلًا فور سماعه لصوت عبدالرحمن، فبالطبع لم يكن يريد لأحد أن يستمع ما يدور بينه وبين خطيبته، لا ينكر أنه كثيرًا ما يشعر بالضيق من عبدالرحمن الذي يضيق عليهما ولا يجعلهما يهنئان بفترة خطبتهما متعللًا بضوابط الخطبة وأنه يحل محل عمه الراحل الذي أوصاه على بناته الثلاث قبل وفاته فصرن بمثابة إخوته، يشعر بالضيق منه إلا أنه يحترمه ولا يستطيع الاعتراض على أحد أقوله الذي يدرك جيدًا أنه على حق بجميعها.

- كريم المفروض نلتزم بحدود مينفعش الكلام دا قبل العقد، أنا سامح تقعدوا لواحدكوا عشان باب الأوضة مفتوح وإخواتها قاعدين قصادكوا لكن اللي حصل دا ياريت ميتكررش تاني.

احتقن وجه كريم بشدة، تمنى لو تنشق الأرض وتبتلعه ولكن أليس هو المخطيء! ألم تخبره رحمة بأهمية الالتزام بضوابط الخطبة ولكنه يأبى أن يفعل، ألم تردد على مسامعه كثيرًا أن تجاوزهما ربما سبب أساسي في حدوث عدة مشاكل بينهما ولكنه لم يستمع! لينطق باقتضاب ضائقًا من حدة عبدالرحمن معه
- إن شاء الله 

شعر عبدالرحمن بضيقه فتابع حديثه بنبرة هادئة عن سابقتها
- كلمة الحق متزعلش يا كريم ودا حقي صح؟ 

أومأ إليه كريم بهدوء ليتصنع الابتسامه وهو ينطق
- مفيش زعل يا حبيبتي. 

فبادله عبدالرحمن الابتسامه وهو يشير لزوجة عمه ألا تجعله ينفرد بابنتها ثم أخذ دنيا وصعد إلى شقته بينما رمق كريم رحمة بضيق قبل أن ينهض واقفًا 
- أنا ماشي. 
- مش هتختار معايا الفستان! 

تأملها قليلًا يعلم أنها تحاول إصلاح ما فعله ابن عمها، فهي منذ دقائق كانت تتمنع عليه وترفض اختيار الفستان بل وتصطنع عدم رغبتها في عقد القران الآن، فرسم ابتسامة صادقة ممتنًا لمحاولتها في إرضائه ثم نطق برفق 
- نختار مع بعض على الواتس.. اللي يعجبك ابعتيه ليا وأنا هقولك رأيي وننزل نجيبه عشان حقيقي اتأخرت والمفروض كنت مشيت من بدري.

أومأت إليه بهدوء شاعرة بالراحة لمساعدتها في إزالة القليل من ضيقه، تعلم أن عبدالرحمن على حق ولكن ليس بهذه الحدة، فقد أحرجه أمام الجميع ولكن أليس هذا عبدالرحمن وهذه طريقته في قول الحق التي اعتاد الجميع عليها أم أن ضيقها لأجل خطيبها جعلها ترفض ما كانت تقرُّه وتُعجب به من قبل! 

-أحرجته أدامنا كلنا يا عبدالرحمن
صاحت دنيا باستنكار فور إغلاقها لباب المنزل بعد دخولها فالتفت إليها صائحًا بتعجب
- عايزاني أسمعه بيقولها يا روحي وهو غريب عنها مفيش بينهم أي رابط يحلل إنه يقولها كدا وأسكت! 

- أنت غيران عليها !

سألته بضيق ليجيبها بما لا يقبل الشك
- طبعًا.. دي بنت عمي! مش غيران عليها الغيرة اللي بتفكري فيها عشان بس تفكيرك ميروحش بعيد، غيران على دمي.. على عرضي اللي بيستبيحه وهو ملهوش حق فيه.

صمتت، أمام كلماته صمتت، فهي من البداية لا تقتنع بترديد أحدهم كلمات الغرام أمام أحد أقارب المرأة دون احترام لوجوده، فماذا إن كان هو عبدالرحمن ذاته، من لا يسمح للخطأ بالمرور أمام عتبة بيته.

خلعت حجابها والفستان الخارجي لتظل جالسة بتلك المنامة البنفسجية التي كانت ترتديها قبل خروجها، جلست على الفراش بشرود، تارة تفكر في إخبار عبدالرحمن بأمر ريهام عله يجد لها حلًا وتارة أخرى تخشى العواقب، فقد ثار وأحرج كريم لتغزله بخطيبته فماذا سيفعل إذا إن علم بأمر ريهام؟ ربما ريهام على حق في الخوف من حدوث المشاكل، ستصمت هذه المرة وتفي بعهدها الذي قطعته مع ريهام ولكنها تقسم أن ذاك السفيه إن تكررت إحدى حماقاته مرة ثانية فلن يمر الأمر مرور الكرام.

فاقت من شرودها على ذاك الذي جلس جوارها ويبدو على عقله التفكير، رمقته بترقب فابتسم إليها مطمئنًا قبل أن يعقد حاجبيه بتذكر وينهض إلى خزانته يخرج منها أحد الأكياس الصغار ويقترب منها.

نظرت إلى ما بيده بترقب وفضول وسرعان ما وأد فضولها وهو يخرج منه عُلبة صغيرة وردية اللون بغطاء شفاف ظهرت من تحته عدة قنينات صغيرات من طلاء الأظافر بألوان متعددة.

اتسعت ابتسامتها بسعادة، لطالما علم نقاط ضعفها واستخدمها في إسعادها، يعرف جيدًا ما يسعدها فيأتي به إليها..

نظرت إليه بترقب وهو يفتح إحداهن بلون مشابه لمنامتها ثم التقط كفها وبدأ برسم الطلاء على أظافرها وكأنه أب يفعل مع ابنته الصغيرة، دمعت عينيها بتأثر لما يفعل، لطالما شكت إليه في صغرها سوء معاملة أبيها الذي يأبى تدليلها بينما عمها كان يرسم لبناته ما تريدن دون اعتراض، والآن أثبت لها أنه لم ينسَ أي من شكواها، بل سيستخدم مخزون ذاكرته في تعويضها وإسعادها.

شهقت بسعادة بعدما انتهى من يديها الإثنتان، كادت أن تتحدث لتجده ينتقل إلى قدمها اليمنى ويحاول طلائها هي الأخرى، حاولت سحب قدمها برفق خجلًا إلا أنه عاتبها بعينيه فتركته يفعل ما يريد إلى أن انتهى من أظافرها فانتقل إلى قدميها من الأمام ورسم أسفل صابعيها الكبار قلبين صغيرين.

أسرت حركته قلبها فانحنت عليه تحتضنه بسعادة مما جعله يقبل أعلى رأسها وهو يهمس بتحذير راق لها
- تلبسي جوانتي وشراب.. مفيش حد يشوف الحاجات دي غيري.. 

أومأت إليه بإيجاب، فوضع قنينة الطلاء بالعلبة مرة ثانية ثم وضعهم جانبًا وجذب مصحفه قبل أن يميل برأسه نائمًا على قدميها يقرأ ورده اليومي بينما أناملها تعيث فسادًا في خصلات شعره الناعمة.

تعالت الزغاريد فور انتهاء الشيخ من عقد قران مهند ورقية اللذان تبعا كريم الذي أصر على عقد قرانه هو بأول الأمر متعللًا بكونه الخاطب الأقدم، هلل الفتيات فرحًا بالطابق الأعلى من المسجد وتزاحم الجميع على العروسان للمباركة لهما، انتقلت رقية بخفة بين النساء تتلقى التهاني بينما رحمة فكانت الأكثر شغبًا فارتمت ببدنها فوق رقية تحتضنها بسعادة غافلة عن نظرات حماتها التي كانت تجلس وكأنها تتمنى أن ينتهي الوقت لتنصرف على الفور على عكس والدة مهند التي تكاد تطير فرحًا من كثرة سعادتها..

تأملت مريم شقيقتها بسعادة ممزوجة بالقلق مما هو قادم، تخشى من زواجهما وخلو المنزل عليها فقط، التفتت بعينيها إلى الشباك الصغير الذي يطل على الرجال بالأسفل لتقع عينيها على أحمد، لتشيح وجهها على الفور وكأن هناك ما يتبعها، فهي اعتادت منذ الصغر ألا تجرؤ وتنظر إليه وإن فعلت فكانت تتلصص كاللصوص، فأحمد كان لرقية ورقية كانت لأحمد أما مريم فينبغي عليها تناسي مشاعرها التي كانت تترعرع رغمًا عنها وتجعلها تعاني طيلة حياتها!

صعد كريم ومهند على الدرج ليقف كلًا منهما أما الباب الخاص بمسجد النساء، كاد مهند أن يتقدم ليصطحب رقية التي رآها إلا أن كريم حدجه بحدة وهو يتقدم عليه ويصطحب هو رحمة التي طالعته بسعادة متناسبة كل ما مر عليهما من أحزان فاليوم للفرح.. الفرح فقط ولا مجال للحزن بأن يشاركهم اليوم. 

تقدم مهند من رقية بعدما انصرف كريم بزوجته لتنحني بوجهها إلى الأسفل بخجل جعله يبتسم وهو يهمس لها فور أن تعانقت أيديهما
- مبارك يا زوجة مهند سيد.

لتحل الابتسامة محل الخجل فور سماعها لإسمه الغير متناسق كامًلًا فسارا خلف شقيقتها يقتنصان شطرًا من سعادة لن يسمحان لها بالفرار.

دارت دنيا بعينيها تبحث عن زوجها وحبيبها، ذاك الذي حذرها من الانصراف برفقة النساء وأمرها بانتظاره، اقتربت بهدوء منه فور رؤيته قادمًا إليها بينما أخرج هو هاتفه من جيبه لتغيم عينيه ضيقًا فور رؤيته لاسم المتصل والذي لم يكن سوى ناصر، ذاك الذي يحاول محادثته منذ أمس وهو يأبى الرد، فإن بات الآن يعلم بكامل الأمر وأن الآخر لم يكن يعرف أنها زوجته إلا أنه لن يستطيع أن يجعل علاقتهما تعود كما السابق، ربما بمرور الوقت سيتبادل معه السلام فقط كي لا يتمادى في الخصام فيغضب الله ولكن لن يكلف قلبه مالا يطيق ويتمادى في استرداد صداقة لم يكتب لها بالاكتمال.

احتضن كف دنيا بين كفيه براحة ثم مال على أذنيها يهمس بخفوت أخجلها
- أعتقد أن عدوتي قد رحلت عنكِ صباح اليوم.

عقدت حاجبيها بعدم فهم وسرعان ما شهقت بخجل فور إدراكها لما يقصد فارتفعت ضحكاته التي تجعل قلبها يتراقص وتتعالى خفقاته من سعادة زائدة عن الحد
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
            💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل جديد
حصري ورومانسى وشيق ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا ليصلك اشعار بكل جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
                  تمت بحمد الله  

تعليقات



<>