
رواية نبضات لا تعرف المستحيل بقلم اميرة احمد
رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الثالث والعشرون23بقلم اميرة احمد
خرج أنس من المكتب كالبرق، لكنه خلف براكين من النيران تشتعل داخل ليلي، انهت اجتماعها مع سيف وحين همت ان تدخل سيارتها، سمعت صوته القوي يهتف باسمها، استدارت بضيق: أنس ؟ مستنيني ليه؟
نظر لها بتكبر وهو يضع يده في جيب بنطاله: اركبي معايا يا ليلي نص ساعة نروح نشرب حاجة و هارجعك تاخدي عربيتك.
لم يترك لها مجال للموافقة او الرفض، انطلق الي سيارته الفارهة وتبعته هي وهي تزفر.
دخلا معا إحدى الكافيهات، وحين جلست امامه ليلي هتف بضيق واضح وهو ينفخ دخان سيجارته: كنتي بتعملي ايه عند سيف في المكتب؟
عقدت ليلي ذراعيها وقالت بحدة: هو انت بتستجوبني على اي اساس؟
لم يرد عليها، اكتفي بنظراته النارية تجاهها فأردفت بارتباك: قولتلك كان عندي شغل.... الشركة اللي باشتغل فيها هي اللي ماسكة الديكورات لمكتب سيف.
رفع أنس حاجبه وقال مين بين اسنانه: و شغلك بيستدعي الضحك والهزار؟
صمتت ليلي للحظات، ثم صاحت: اولا انا مسمحلكش، ثانيا انت بتحاسبني على اساس إنك مين؟
صاح أنس بعصبية.... لم يعد يستطيع ان يسيطر على أعصابه أكتر من ذلك: تسمحي ولا متسمحيش..... الناس كلها عارفة سمعت سيف اللي انتي كنتي واقفة في مكتبه بتضحكي اوي..... سيف صاحبي من ايام الكلية، وانا حاولت انصحه كتير..... بس هو بتاع بنات.... بيحب يلف شباكه على اي واحدة، انتي مش بس مدياله مساحة، لا واقفة تضحي وتهزري.
نظرت له ليلي نظرات حادة وقالت: سيف بالنسبالي كلاينت وبس.
عقد أنس ذراعيه امام صدره وقال ببرود: و انتي بالنسباله ايه؟ الصيد الجديد؟
رفعت ليلي حاجبها وهتفت: أنس.... هو انت غيران؟
ارتبك أنس من سؤالها المباشر، لكنه حاول ان يسيطر على نبرة صوته وضحك بسخرية: هاغير ليه؟ وعلي مين؟
لم تستطع ان تمنع ابتسامة مشاكسة ظهرت علي جانب شفتيها و همست و هي تسند ظهرها علي المقعد بارتياح: معرفش بس حسيت كده.
ازداد ارتباك أنس وهتف: يلا خلصي قهوتك علشان اوصاك عند عربيتك.
ابتسمت ليلي وهي تحتضن كوب القهوة بين يديها: القهوة لازم تتشرب بمزاج..... وطبعا انت استاذ في إنك تقتل المزاج الحلو.
غضبت ملامح انس، لكن نبرة صوته بقيت هادئة وقال بسخرية: اسف لو ضيعتلك المود الحلو اللي كان عاملهولك سيف.
همست ليلي بثقة وهي تضغط على كلماتها: سيف بالنسبالي كلاينت وبس.
رفع حاجبه: اه ماهو واضح.
رفعت ليلي حاجبها وهتفت بتحدي: ماخلاص بقي متزودهاش...... قولتلك كلاينت وبس و انا باعرف اوقف اي حد زي سيف ده عند حده.
صاح بعصبية: يعني هو حاول يضايقك؟
ابتسمت ليلي بثقة: ميقدرش.... انا بقولك إنه حتى لو عمل حاجة انا هاوقفه عند حدوده.
لانت ملامح انس وهتف: طيب خلصي قهوتك.... ولو سيف او غيره فكر يضايقك قوليلي.
ضحكت ليلي بسخرية وقالت: وانت بقي بتقنعني أنك مش زي صاحبك؟
نظر لها أنس بحدة: أنا مبقنعش حد بحاجة... أنا بس حبيت أنبهك.
في طريق العودة في السيارة.... كان الصمت سيد الموقف.... يقبض أنس علي مقود السيارة بيد واحدة بعنف، ويده الأخرى يضعها فوق جبهته وكأنه يفكر في شيء.... بينما ليلي كانت تنظر من النافذة بجوارها بشرود.
أخيرا كسر أنس الصمت بينهما وقال: بقالك كتير شغالة على مشروع المكتب بتاع سيف؟
تنهدت ليلي ببطء وقالت: أسبوعين تقريبا.... ناوي نروح نكمل التحقيق في النيابة؟
زفر أنس: مش كده يا ليلي.... أنا بس...
صمت أنس... لم يجد كلمات بإمكانه النطق بها.... نظرت له ليلي وقالت بنبرة أهدأ: بس أيه؟
نظر لها أنس للحظة، ثم عاود النظر للطريق: أنا بس محبيتش أشوف واحد زي سيف بيضحك عليكي.... هو يبان انه شخص لطيف بس أنا عارفه كويس مع البنات.
ضحكت ليلي بخفة ولم تعقب.... عاد الصمت يملأ المكان بينهما..... أخيرا توقف أنس بجوار سيارة ليلي... فتحت باب السيارة ونزلت بهدوء بلا كلام.
راقبها أنس تنزل من السيارة وتتجه إلي سيارتها، ثم تنطلق بعيد...أشعل سيجارته من جديد... أسند رأسه علي ظهر مقعد سيارته وبدأت الأفكار تتزاحم في رأسه.
تعجب أنس من تصرفه مع ليلي... من ضيقة صدره حين وقعت عينيه عليها تضحك مع صديقه..... رغبته الشديدة أن يصرخ بها خوفا عليها...غيرته عليها.... غيرة!!! تعجب في نفسه لماذا يغار على فتاة كليلي تثير في نفسه الرغبة في استفزازها وحسب.
تنهد وهو ينفث أخر دخان في سيجارته وهمس لنفسه: انتي عملتي فيا ايه يا ليلي؟؟
——————
وسط الأضواء الساطعة، والموسيقي الحالمة... وقف يوسف في صدر قاعة الاحتفال يشاهد لارا تتهادي امامه... بخطي مرتبكة تقترب... وبقلب واثق ينتظرها... اقتربت حتي صارت امامه تماما... دقاته قلبه كانت أعلي من صوت الموسيقي امسك بيده طرف طرحتها التل المنسدلة على وجهها.... رفعها ببطء ووضع قبلة رقيقة على جبهتها.... ابتسمت لارا ابتسامة خجولة.
تأبطت ذراعه ومشيت إلي جواره... انطفأت الأضواء تدريجيا الا من ضوء في منتصف القاعة مسلط علي العروسين وحدهما... بدأت أصوات الموسيقي تعلو بنغمة لأغنية مميزة لهما... مد يوسف يده إلي لارا... فوضعت يدها في يده بتردد طفولي... أمسك بخصرها بثبات بينما وضعت يدها فوق كتفه.... جذبها إليه برقة.... وبدأت رقصتهما الأولي.
أقترب يوسف منها وهمس بالقرب من اذنها: أنتي أحلي ست في الدنيا.
ابتسمت لارا وهي تدفن رأسها بين تجويف عنقه... ضمها إليه أكثر بينما على الهتاف والتصفيق في القاعة.
في زاوية القاعة وقفت حياة.... ترتدي فستان بلون السماء...يلتف علي جسدها من أعلي برقة، يبرز خصرها النحيل، ثم ينسدل واسعا ومنفوشا حتي الأرض، نسقته مع طرحة بنفس لون الفستان
كانت تقف وحيدة.... تشاهد يوسف ولارا بعينين تترقق فيهما الدموع... تتذكر فارس في ألم ، تتمني وجوده معها في هذا اليوم المليء بالحب...... لم يهاتفها منذ سفره..... لم يرسل اليها برسالة ..... قطع كل سبل التواصل معها... تري هل قابل امرأة اخري هناك؟ هل نسيها ؟..... هل مضي في حياته حقا وتركها هنا خلفه؟، اللعنة على هذا الحب الذي يجعلنا نغير من مبادئنا.... لو عاد فقط من أجلى... سأسافر حتما معه بلا تردد هذه المرة .... همست بتلك الكلمات لنفسها بألم... كانت ذكريات الايام التي امضتها مع فارس تعصف بذهنها حين فوجئت بيد قوية تلتف حول خصرها من الخلف و صوته الدافئ يهمس في اذنها: وحشتيني يا حياتي.
شهقت حياة وهي تنتفض مبتعدة عنه ثم همست: فارس...
اتسعت حدقتي حياة... همست بداخلها: انه هو.... يا إلهي كم يبدو وسيما في تلك البدلة السوداء... كعادته يرفض ان ينصاع لكل ما هو متعارف عليه فلم يرتد رابطة عنق، بل ترك اول زرين في قميصه الابيض مفتوحا بعشوائية تامة جعلت منه اكثر جاذبية.
اقترب منها اكثر وضمها الي صدره في حركة سريعة و همس و هو يضع قبلة حانيه على خدها الذي احمر خجلا من حركته الجريئة : هو انا موحشتكيش؟
ابتعدت عنه وهتفت و قد اعترت الضيق ملامح وجهها: ا... انت ازاي تعمل كده... انت اتجننت يا فارس؟
عيناه كانت معلقة بها و الابتسامة تملأ وجهه همس لها: هو حرام ابوس مراتي؟ ... كان ينهي جملته و هو يقترب منها مرة اخري، لكنها تسمرت مكانها وهتفت بصوت خافت وعيناها مثبتة خلف كتف فارس: بابا.
اقترب منهما زياد بابتسامة وغمز لفارس: قولتلها؟!
اتسعت ابتسامة فارس حتى ظهرت تلك الغمزة علي جانبي خديه: مش مصدقاني تقريبا.
كانت حياة تتنقل بين اعينهما في عدم فهم، لكن اقترب منها زياد وضمها الي صدره في سعادة وقال: مبروك يا حياة قلب بابا.
ابتعدت عنه حياة غير مصدقة اذنيها و همست بصوت متحشرج: مبروك علي ايه؟!
قال زياد بسعادة: فارس كتب كتابك النهاردة.
نظرت لهم حياة بصدمة ظهرت واضحة على ملامحها..... لحظات مضت وهي غير مستوعبة ما قاله والدها .... حقا عاد فارس من اجلها... أصبح زوجها.... لكن.. كيف ومتي؟ كانت تدور الافكار في رأسها ومشاعر مختلطة تعصف بذهنها مزيج من الغضب و السعادة، لكنها تكلمت اخيرا وقالت بحدة: و مين قالك اني موافقة؟
ضحك زياد وهو يميل على اذنها ليهمس: هو مش انا سألتك و قولتي بتحبيه؟ قولتلك لو طلب يتجوزك هتوافقي قولتي اه و هسافر معاه كمان .... انا كنت بسألك لانه كان كلمني فعلا وطلب ايدك..... بس هو مجنون زي ابوه بالظبط... قالي مقولكيش علشان يعملهالك مفاجأة.
تغيرت ملامح حياة صاحت: هو انتوا فاكرني ايه...؟؟ تجوزوني من غير ما اعرف .... انتا ازاي يا بابا تعمل فيا كده!!.... ثم نظرت إلي فارس وقالت بنبرة مرتبكة: أ... أنت أخترت وسافرت يا فارس.... ودلوقتي بتجبرني أنا؟....بتتعاملوا معايا علي أني ملياش رأي في حياتي.
فغر زياد فاه حين سمع كلمات حياة القاتلة قبل ان تندفع مبتعدة عنهم... همس له فارس: انا اسف يا اونكل...
انطلق فارس خلفها، جذبها من ذراعها لتستدير وتصبح في مواجهته وهمس لها: مش عاوزة تتجوزيني يا حياة؟
نظرت له بدمعه ترقرقت في عينيها، وأبت ان ترد على سؤاله، لكن عينيها قالت ما في قلبها... اقترب منها اكثر وهمس بصوته الدافئ: بس انا مش هاسيبك ابدا... وعارف إنك انتي كمان عاوزة كده فبطلي مكابرة... بطلي تهربي من احساسك، انا لو كنت قولتلك كنتي هترفضي و تهربي... انا بحبك يا حياة و مش هاسيبك تبعدي عني ابدا.... انا حاولت اعيش من غيرك بس معرفتش، واعتقد إنك انتي كمان مكنتيش مبسوطة و انا بعيد
ظهرت الابتسامة علي وجه حياة و كأن الحياة ردت اليها من جديد، وترقرقت دمعة سعادة بين مقلتيها من جديد.... اقترب منها فارس مرة اخري وهم ان يضمها إلي صدره، لكنها دفعته بكفها في صدره وابتعدت عنه هامسة: بابا.
نظر له زياد في ضيق وهتف: لأمتي هتفضل مغفل زي ابوك... احترم أنى واقف.....
نظر زياد إلي حياة و هتف: خلاص عقلتي وبطلتي حركات الجنان؟ ثم نظر إلي فارس وقال: عمتا انا هاسيبكوا براحتكوا علشان تتكلموا، ثم مال على اذن فارس: بس متاخدش راحتك اوي.
ضحك فارس وهو يمسك بيد حياة ويجذبها الي خارج القاعة، صاحت به حياة: هنروح فيا يا فارس؟
همس لها وهو يلف يده حول خصرها: كنت جايبلك حاجة و نسيتها فوق في اوضتي، تعالي هنطلع نجيبها.
نظرت الي عينيه المتلونة بلون البحر وهمست بتوتر: طيب أطلع انت و انا هاستناك هنا.
اقترب منها اكثر و نظر اليها بحزم: انتي خايفة تطلعي معايا يا حياة؟ انا جوزك علي فكرة.
همست بارتباك: انا مش متعودة علي كلمة جوزك دي.
جذبها من يدها دون ان ينتظر رد منها..... و صعد بها إلي غرفته بالفندق و ما ان دخلا حتي احاط خصرها بذراعيه و جذبها الي صدره... لحظات غابت فيها عن الدنيا و هي بين احضانه....... شعر كلا منهما انه في حلم جميل... فك يده من على خصرها وامسك بذقنها رافعا وجهها إليه، لتنظر له حياة نظرة مليئة بالحب افقدته رباط نفسه فطبع قبلة طويلة علي شفتيها بث فيها حبه لها....... تعلقت حياة بعنقه، تلف ذراعيها حوله..... اخيرا ابعد شفتيه عن شفتيها ليلتقط كل منهما أنفاسه ..............فهمست له ضاحكة: مش ملاحظ انك بتنسي تقولي حاجات مهمة يا دكتور فارس؟
رفع حاجبه وهتف: هو انتي كنتي هترفضي؟
عقدت ذراعيها وقالت بدلال طفولي: بتضحك عليا علشان متعمليش فرح؟
اقترب منها أكثر، يحاوطها بذراعيه وقبل كل جزء من وجهها وهو يهمس بنبرة دافئة: مين قال اني مش هاعملك فرح... عندك اسبوع جهزي فيه للفرح اللي انتي عايزاه... بس الاسبوع اللي جاي زي النهاردة لازم نكون سوا في اكسفورد.
حرك يده على ذراعها في حنان ثم تحسس جسدها الممشوق في الفستان وهمس: شكلك حلو اوي النهاردة.
تمادي و هو يمرر يديه على مفاتنها فهمست مبتعدة عنه: يلا ننزل نكمل الفرح.
قالتها و هي تتجه نحو باب الغرفة، لكنه جذبها من يدها و ضمها الي صدره و همس في اذنيها: بحبك يا حياتي.
ببطء ابتعدت عنه وخرجت متجهه نحو المصعد في مرح... بينما تبعها فارس والابتسامة لا تفارق شفتيه...
دلفا الي المصعد وما إن غلق الباب عليهما هتفت حياة في سعادة كطفلة صغيرة: انا مش مصدقة بجد اني بقيت... مراتك...... عضت على شفتها السفلية بحياء و هي تنطق كلمتها الأخيرة.... اقترب منها فارس ولامس زاوية شفتيها بيده ليمسح احمر الشفاه الملطخ بوجهها أثر قبلاته........ نظرت حياة لوجه فارس الذى كان ملطخ أيضا بحمرة شفاهها واخرجت من حقيبة يدها منديلا مبللا و اخذت تمرره علي شفتيه ووجهه برقة لتزيل عنه لون احمر الشفاه الخاص بها....... وبمجرد ان لمست اناملها شفتيه، حتي جذبها اليه من جديد لينهل من رحيق شفتيها.
ابعدته بصعوبة وهي تهمس: حد يشوفنا يا فارس.
فتح باب المصعد بعد ان عدلا هندامهما.... وقفا عند باب قاعة الاحتفال مرة اخري.... همت ان تدخل لكنه حاوط خصرها بذراعيه ومشي الي جوارها، لكنها توقفت وابعدت يديه ببطء و همست: محدش يعرف حتي اننا بنحب بعض... الناس هتقول ايه لما يشوفونا كده.
ضحك و هو ينظر داخل عينيها وافتعل اقتضاب جبينه وهتف: اااه يا حياة....... مهتمة انتي بالمظاهر يا دكتورة... عمتا متقلقيش.
لف يده حول خصرها من جديد.... واتجها ناحية الطاولة التي تجلس عليها عائلتهما، غمز فارس الي والدته فأخرجت من حقيبتها علبة من القطيفة الزرقاء... ناولتها لفارس الذي فتحها وامسك بيد حياة واضعا بإصبعها خاتم خطبة من الذهب و تبعه بخاتم اخر مرصع بالألماس.... نظرت اليه بعينين دامعتين وهتفت في سعادة: انت عملت كل ده امتي؟؟ انا نسيت اسألك انت جيت من السفر امتي؟
وضع قبلة علي باطن يديها و اكتفي بان يرد عليها بابتسامته الساحرة..... أمسك خاتمه الفضي في يده و اشار لها به موجها اياه تجاهها: هتنوليني الشرف ده؟
ضحكت و هي تأخذ الخاتم من يديه و تحاوط به اصبعه و همست له: كل حاجة معاك مختلفة.... الناس بتتخطب الاول بعدين تتجوز... انت اتجوزتني وبعدين بتخطبني.
همس في اذنها: اعمل ايه اذا كنتي انتي تقلتي عليا زيادة عن اللزوم... مكنش قدامي حل غير أنى اخطفك.
ضحكت وهي تنظر الي خاتمها وتشير بكفها الي والدتها: شايفة يا ماما حلو ازاي...
ابتسمت نور وهي تقاوم الدموع في عينيها: ربنا يسعدكوا يا بنتي.
عادت حياة تنظر الي فارس بتساؤل وهي تنظر الي الخاتم في اصبعها: غريبة ده مقاسي بالظبط.... عرفت ازاي؟
ضحك بخفة وهو ينظر لوالدتها: طنط نور اللي ساعدتني... راحت مع ماما اشتروهم... يعني الحقيقة ده ذوق طنط نور... طلبت منها تختار حاجة تبقي متأكده انها هتعجبك.
نظرت حياة الي نور وهمست: حتي انتي يا ماما اتأمرتي معاهم ضدي؟
اعادت حياة النظر الي فارس بتعجب و عيناها ممتلئة بالحب: انت منسيتش حاجة ابدا؟
اتسعت ابتسامته و هو يجذبها مرة اخري من خصرها: شوفتي كنت هانسي ارقص معاكي... قال كلمته الاخيرة و هو يتجه بها نحو وسط القاعة يراقصها بجوار العريس و العروس.
أول ما وقعت عين يوسف على حياة وفارس يقتربان منهما... مال على حياة وقبل رأسها وقال: مبروك يا حبيبتي.
نظرت له حياة بتعجب وصاحت بطفولة: حتى أنت يا يوسف؟ هو انا كنت المغفلة الوحيدة.
ضحك الجميع، بينما مالت لارا على حياة: متزعليش.... انا كمان عرفت من كام يوم بس.... المهم انكوا تكونوا مع بعض.
ابتسمت حياة برضا، بينما لف فارس ذراعيه حول خصرها يضمها إلى صدره وهمس: مش هنرقص سوا بقي ولا ايه؟
أقترب زياد من نور التي بدأت عيناها تذرف الدمع وهمس: في حد يعيط وهو بالحلاوة دي؟
ضحكت نور من كلماته، مسح دموعها بأنامله وقال مازحا: هو أي نكد وخلاص؟
هتفت نور بسعادة من وسط دموعها: فرحانة يا زياد... عمري ما كنت أتخيل ان ولادي الاتنين يتجوزوا في يوم واحد.
أمسك زياد كفها بحنان وقال بسخرية: طيب ونعيط بالمناسبة السعيدة دي؟
وكزته في كتفه بدلال: بس يا زياد.
لايزال ممسكا بكفها، جذبها نحوه أكثر وهمس بالقرب من أذنها: اعتقد دلوقتي حقنا نرقص سوا بقي.
وفي خفة جذبها زياد ناحية منتصف القاعة وبدأ يرقص معها...
نظر طارق إلي سما الجالسة إلي جواره تبتسم بسعادة، اقترب منها وهمس قرب أذنها: برضه مش عاوزة تغيري رأيك وترقصي معايا.
ابتسمت له سما بحنان وهمست: يلا نرقص.
صاح طارق بسعادة: لااااا انا مش مصدق نفسي.... ايه سبب التغيير المفاجئ ده؟
ضحكت سما بخفة: خلاص بقي الأولاد كلهم اتجوزوا... يبقي نفوق لنفسنا بقي يا طروئة.
ضحك طارق وهو يمسك يدها بحنان ويجذبها لترقص معه: انا لو أعرف كده كنت جوزتهم من بدري.
حين بدأت الجميع يرقص رقصة رومانسية ثنائية... اتجه مالك إلي الطاولة التي تجلس عليها جميلة بجوار ليلي وأنس... اقترب من جميلة وانحني وهو يمد يده إليها وهتف: تسمحيلي بالرقصة دي؟
ابتسمت جميلة بخجل، وضعت كفها في كف مالك الممدودة إليها وقامت تتجه معه ناحية ساحة الرقص... فهمس لها مازحا وهو يضع يده على خصرها: خلينا نوريهم التناغم اللي بجد.
حين قام الجميع للرقص... وجدت ليلي نفسها تجلس وحيدة على الطاولة مع أنس... قام من مكانه وجلس على المقعد المجاور لها، نظر لها بابتسامة على غير عادته وقال: واضح ان مبقاش في غيرنا.
اجابت بفتور: اه.
نظر لها بتردد قبل أن يقول: طيب تحبي ترقصي؟ يعني بدل ما انتي قاعدة تبصي عليهم وتاكلي في نفسك أوي كده.
رفعت حاجبها وهتفت: معاك؟
نظر لها بتحدي وقال: هو في حد غيري هنا أصلا؟
ابتسمت بسخافة وقالت: ده في أحلامك.
ضحك بسخرية وهتف بثقة: احلامي كلها بعرف احققها على فكرة.
تركها تزفر بحدة خلفه، وقام متجها ناحية باب القاعة ليشعل سيجارته... جلست تراقبه يبتعد وابتسامة بلهاء ترتسم على وجهها