
البارت 93
زهور بنت سلسبيل
منى عبدالعزيز
الخاطرة إهداء من الغالية ملاك نوري.
افاق من نومه وقف متردد خلف الباب بالخروج، لم يعد يقوى على الوقوف فا نداء الطبيعة أقوى من تحمله ليضرب يده بباب الغرفة ينادى بصوت يكاد يخرج من الغرفة: جدو جدو
ليفيق من بالغرفة فزعا ليسبوا على فعلته التي افزعتهم، يلتفت إليهم ويحدثهم بضيق
حازم: ايه مالكم كلكم قائمين عليا هتكلوني، اعمل ايه مش قادر اتحمل بقالي ساعة واقف مكاني مش عارف اتحرك مستني جدو يرجع من الحمام اتاخر أوي وخايف أخرج أقابل زهروان وتعملي تحقيق وسين وجيم ومُثل و انا معنديش واحد في المية قوة تحمل.
ينتفض الثلاثة ويهبون من فراشهم وكادوا يفتكون به وبصوت أفزعه جعله يخرج مسرعا تجاه الحمام.
الثلاثه: انت مجنون يا بني ساعة واقف مستني جدو مقلقتش عليه يكون تعب وقع حصله اي حاجة ابعد عن الباب دا انت غبي.
يدق باب المرحاض أكثر من مرة لا يجد استجابة يدلف بسرعة وبعد قليل خرج وعلامات الراحة على وجهه يرتد فزعا مع وقوف الثلاث شباب امام الباب يصرخ بهم وينادى على الجد يستنجد به .
_ في ايه مالكم ياجدو الحقني من الوحوش دول.
زين: انت ايه يابني ايه اللامبالاة دى مش بنخبط عليك ونسألك على جدو مبتردش ليه.
حازم بتهته: وانا ايش عرفني انا خبطت ملقتش حد رد عليا فتحت الباب ملقتش حد دخلت لقيت الحمام فاضي فالبيت نداء الطبيعة عادى يعنى، وبعدين انا مسمعتش خبط على الباب.
حمزة: يضرب يديه ببعضهما انا هتجنن من ردود البنى ادم ده هروح اشوف جدو على السطح امكن مجالوش نوم وطلع يتهوى.
صعد حمزة درجات السلم الخشبي ورفع رأسه ينظر للسطح لم يجد شئ هبط مرة إخرى ليخبرهم بعدم وجود الجد فوق يجد زاهر يخرج من غرفة الفتيات.
زاهر: محدش هنا خرجوا واحنا نايمين.
زين: ازاي محسناش بيهم.
زاهر: مش دى المشكلة المشكلة حصل ايه خلهم مشيوا من غير ما نحس وأمته خرجوا وكانوا جايين ليه من الأساس.
حمزة ينظر في ساعة يده، دلوقتي الساعه تسعه ممكن جه تليفون لجدو واخد زهروان وغادير معاه ورجعوا.
دقات على باب المنزل جعلتهم يسرعون تجاهه يبتسم زاهر فرحا ويسرع بفتح الباب يتجهم وجهه وهو ينظر لمن يقف أمام الباب وقبل ان ينطق بكلمة وقف مصعوقا مما يرى ويسمع.
زين مرحبًا وبسعادة : أهلا أهلا بشمهندسة جنه اتفضلي ادخلي.
الفتاة بخجل وصوت هادئ ضعيف وبكاء جعل زين يقترب منها.
زين: جنه مالك في ايه وقعتي قلبي ليه البكاء.
جنه : آسفة إنى خبطت عليكم بس جنات اختي بدور مكنة الراي اديها فلتت ونزفت جامد رحنا الوحدة ملقناش دكتور، لو سمحت ممكن دكتور زاهر يجي معايا يشوفها جنات بتتألم أوى والنهاردة الجمعة ومفيش دكاترة فاتحة.
زين: أكيد طبعا تعالي بسرعه يا زاهر هى فين البشمهندسة جنات.
زين ممسك بيد زاهر ويخطو خلف جنه مسرعا لينفض زاهر يده من يد زين ينهره على مسكة بتلك الطريقة.
زاهر: زين ايه اللي بتعمله ده سحبني وراك زى العيل الصغير، ومين قالك اني موافق اروح عند الانسانة المستفزة دي حتى لو بتموت.
زين: زاهر انت بتقول ايه يا زاهر.
زاهر بضيق أتي يتحدث قاطعته جنه معتذرة وأسرعت تركض وهي تبكي تجاه شقيقتها وخلفها زين ينادى عليها بأن تتوقف ليركض زاهر خلفهم وهو يسب جنات وزين في نفس واحد.
جنه: متتعبش نفسك يا باشمهندس زين سيبه براحته و آسفة يا دكتور زاهر، اللي اعرفه ان الطبيب يلبي نداء المريض حتى لو عدوه وأختى أنا ليها ربنا وهنزل بيها المركز لاي مستشفي .
زين: انت ايه يا أخى مش بني أدم عجبك كده احرجت البنت، إستني يا جنة انا جاي معاكي.
زاهر يمسح عن وجهه وينفس بضيق مستغفرا ويركض خلف زين وجنة ليصل لمكان جنات الجالسة تبكي وهي تمسك يدها مغطاه بقطعة قماش ممتلئة بالدم يسرع متجاوزا زين يرفع القماش من فوق يدها ويشهق مما يرى ليحدث زين وجنة.
زاهر: زين انت والانسة تعالوا بسرعة ورايا على البيت نطهر الجرح و نغسله كويس قبل ما يتجرثم شكل الدم ميطمنش وبدون مقدمات انحن يحملها ويسرع راكضا بها وهو يصرخ بها لتتوقف بضربة بيدها السليمة.
زاهر: ممكن تبعدى ايدك اللي نزله ضرب بيها، وقولي الجرح ده بقاله قد ايه.
جنات: نزلي يا سافل انت ازاي تشلني كده نزلني.
زاهر: بقولك إهدى انا لو عليا استحالة اعمل كده هسيبك تمشي بس للاسف لا حالتك ولا الجرح يقدروا على المشي، وياريت تهدى كده لان شوية صغيرة وهيغمى عليكي وانا عاوزك صاحية لحد ما نروح المستشفى ، بسرعة يا زين شوف اي مواصلة على ما اعقم الجرح.
جنة بخوف وصوت باكي: اهدى يا جنات إهدى قلتلك من بدرى نشوف دكتور زاهر عانتي واشتغلتي وقلتي ان مفيش حاجه أدى الجرح اإتلوث.
وصلوا المنزل دلف زاهر بجنات الحمام وفتح صنبور الماء على يدها وسط انتفاضتها ألما ليهديها ويخرج وهو يسندها يجلسها على الأريكة ويلتف لى حمزة يطلب منه إحضار السيروم والمحاليل التي أتى بها إلى زهروان وحازم.
يحضرها حمزة ويبداء زاهر بسكب محلول ملحي على الجرح يعقمه وشاش وقطن طبي يجفف الدماء من يدها ليفزع الجميع من حجم الجرح يصرخ بها ينهارها .
زاهر: انتي مجنونه الجرح ده من امته وازاي تسيبيه لحد دلوقتي من غير ما تطهيره او تكتمي الدم.
جنات : وطى صوتك مكنش الجرح كده معرفش ايه اللي حصل خلاه نزف بالشكل ده.
زاهر: من أمته الجرح ده.
جنات بألم : من بعد الفجر بشوية كانت واقفة بشغل المكنة عادى بس المنفلة بتعتها فلتت مني وسحبت ايدي قريب من المطور ومحستش بحاجه في الأول ودورتها عادى شوية ولقيت دم نزل من ايدى غسلتها بالمية اللي نزله من المكينه وكتمتها بفوطة بمسح بيها ايدى بعد الشغل وبعد شويه حسيت بدم تاني وحرقيه في أيدي روحنا الوحدة ملقناش حد وجنة أصرت نجي لعندك تشوف الجرح بس كان لسه بدرى مقدرناش نخبط عليكم كتمت الجرح بالفوطة وقعدت بالشمس.
زاهر: انتي متأكدة انك طبيعيه انسانه متعلمة بجد ولا انتى ايه بالظبط الجرح يا بشمهندسة إتلوث واتجرثم من المياه الملوثة من الترعة غير القماشة اللي لفها كمان ملوثة وعمل التهاب مقدميش حل دلوقتي غير اخيطه عشان نوقف النزيف وبعد كده نشوف الالتهابات دي هتودينا فين.
جنات بحده وعصبيه تقف : لا طبعا استحاله قبل ان تكمل حديثها سقطت مغشي عليها لتصرخ جنة ويحملها زاهر ويتجه بها للغرفة ويطلب من حمزة احضار بعض الادوية من الصيدلية كما احضر علاج زهور ويجلس على الفراش بجوار جنات ينظف الجرح بقطعة شاش ومحلول ملحي حتى أتى حمزة وهو يلهث من الجرى من المنزل للصيدلية ذهابا وايابا ، طلب من جنة الخروج من الغرفة هى والجميع معادا حمزة يساعده بعد أكثر من ساعة كاملة قضاها في قضب الجرح، نجح في وقف النزيف ليخرج بصحبة حمزة يلقي بنفسه على الأريكة من التعب وحمزة الذي أسرع على المرحاض يخرج ما بجوفه بعد شعوره بالغثيان وهو يضغط على حالة ممسك بيد جنات مساعدا زاهر في قضب الجرح ومنعها من التحرك بعد افاقتها تصرخ من الالم بسبب قلة التخدير بجسدها فقط تخدير موضعي ليخرج بعد وقت يلقي بحالة جوار زاهر ودخول جنة لدى شقيقتها وحازم وزين يجلسون على كراسي الطاولة، يتحدث زين.
زين: حمزة آسف بس انت الوحيد اللي عارف طريق البلد ممكن تروح تجيب اكل وفاكهه وعصاير عشان جنة شكلها مأكلتش ولا شربت وكمان لما جنات تفوق اكيد هتحتاج عصائر وسوائل تعوض الدم اللي نزفته.
حمزة برفع حاجب: نعم انت واعي لل بتقولة مش شايف حالتي انا حاسس انى هيغمى عليا من التعب.
زين: ما هو انا او حد فينا يعرف الطريق ماكنتش طلبت منك وكمان مش هقدر اسيب جنة في الحالة دى نهائيّ وحازم انت شايف حالته هيمشي ازاي.
حمزة بضيق: بس خلاص انا مش هخلص من كلامك وانت بقيت مستفز أكتر من حازم، بس هات فلوس انا شطبت اخر مليم صرفته على العلاج.
خرج حمزة مرة إخرى قاصد البلدة قام بشراء ما طلبه زين وبعض الأدوية والمصلات دونهم زاهر لعلاج جنات وعاد مرة أخرى، اعد الطعام بمساعدة حازم ودلف لغرفة جنات الممددة على الفراش وجوارها جنه جالسة على حافة الفراش من الجهه الاخرى ممسكة بيدها السليمة تبكي وزين يلح عليها بأن تتوقف عن البكاء وان شقيقتها ستصبح بخير.
اخيرا نجح زين والجميع من إسكات جنة واقنعها بتناول شئ من الطعام معهم لتترك جنات وزاهر يعلق لها السيروم بيدها ويخرج يتناول معهم الطعام ويحدث جنة.
زاهر: انسة جنة فى حد في عائلتكم مريض سكر أو أي مرض مزمن.
جنة: بابا الله يرحمه كان عنده سكر، بس حضرتك بتسأل ليه وبكاء جنات فيها ايه يا دكتور.
زاهر: اهدى خالص ده مجرد سؤال وبس اختك مفهاش حاجه نهائي بمجرد ما تفوق كام يوم علاج وهتخف خالص.
مر اليوم وجني الليل ولازالت جنات نائمة غير مدركة لما حولها وجنة تجلس جوارها وزاهر يدخل بين الحين والأخر
يتفقد السيروم ويضع مصل مسكن به، ليحدث جنة.
زاهر: أنسة جنة ممكن تيجي برة شوية.
تومئ براسها وتخرج خلفه يحدثها زاهر: انسة جنه اسف بس في حاجه مهمه جدا لازم تعرفيها قبل ما تتوتري تقلقي جنات جرحها كويس بس في تحليل مهم جدا لازم نعمله في معمل كويس جدا وكمان انا بافضل نوديها مستشفى لانها نزفت دم كتير فياريت تحاولي تصرفي وتبدلي هدومها كلها دم وكمان عشان لما نروح المستشفى مش هيكون شكلها لطيف بالمنظر ده وممكن تتحول لحادث ويتم تحقيق وشرطه.
جنة بهلع طيب هعمل ايه وهغير لها ازاي هنا هو ينفع اخدها البيت وكدة.
زاهر: للأسف لا مش هينفع تتحرك دلوقتي نهائى لو ينفع تروحى تجيبى هدوم ليها وتيجي هيكون أفضل كمان لو تعرفي تتصرفي في أي مواصلة تنقلنا ياريت.
جنة: طيب انا هروح البيت واجي بسرعه واشوف جرنا يودينا المستشفى.
زين: انا جاي معاكي الدنيا ليلة ومش هينفع تمشي لوحدك.
خرجت جنة بعد موافقتها لكلام زين يمشون تجاه منزلهم بأطارف البلدة وسط نظرات بعض المارة لهم باستغراب وجنة تسرع بخطاها هلعه تعصف برأسها ملايين الافكار ودموعها تسيل على وجنتيها بلا توقف وزين يحدثها محاولا التخفيف عنها حتى وصلت للمنزل لتقابل أحد جيرانها الذي نظر لها باحتقار هى وزين وتركهم متوجها لمنزله تدلف جنة منزلها بعد عدة محاولات لفتح الباب ليأخذ زين المفتاح ويفتح هو يدلف خلفها يطلب منها ان تبدل هى الاخرى اولا بسبب تلتخ ملابسها بالدماء، لا يأخذ بالة من الواقفون خارج المنزل يستمعون لما يقول، يجلس هو على احد الكراسي يتلفت حوله منبهر من جمال المنزل وترتيبه رغم بساطته
بعد وقت خرجت جنه بعد أن أبدلت ملابسها واحضرت حقيبة يدها وحقيبة إخرى بها متعلقات جنات الشخصية وملابس لها وحجاب واسرعت بالخروج من المنزل وهي تتحدث لزين.
جنة: انا خلصت معلش اتاخرت على حضرتك يا بشمهندس يلا بينا بسرعه نروح نغير لجنات وهناك هتصل بسواق يحي يودينا المستشفى رقمه على تليفون جنات كانت بتتصل بيه ينقل المحصول للمصنع.
زين خرج خلفها جاذب باب المنزل مغلقة ويسيروا في طريق العودة تخطو بسرعة رغم طلب زين ان تهدى حتى لا تتعب.
وصلوا المنزل وفور دلوفهم للمنزل وجدوا من يقتحم عليهم المنزل.
ــــــــــــــــ
زيدان وصل لمنزل خالته ومعه أكثر من سيارة يطلب من السائقين الانتظار لحين عودته ويصعد إلى والدته وباقي العائلة يطلب منهم الرحيل معه للمنزل يهبطوا جميعا ويشير لهم على العربات يصعدن بها والدته وشقيقاته في سيارة والفتيات باخرى وآيات زوجته معه وآمال وسيسيليا ونورين بسيارة يتوجهوا إلى القصر الجديد يصلوا إليه انبهروا فور وصولهم ليحدثهم بحده طفيفة.
زيدان: من هنا ورايح نظام البيت هيتغير معتش هيبقى في شغالين انتم هتخدموا نفسكم بنفسكم بعد اللي حصل استحالة هنثق فى اي شخص غريب ما بنا، ثانيا البيت طبق الاصل من القصر القديم ماعدا ان بدل ما كل واحد فينا بجناح خاص بيه لا بقي دور كامل ليا انا وزايد وللاولاد بعد الجواز والدور التاني ده اوض البنات وبابا وماما، والدور الارضي ده المعيشة والجزء الغربي منه ده خاص ببنت زياد زهروان فيه كل متعلقات زياد وهو عايش ممنوع حد فيكم يدخله الا بإذن منها مفهوم.
يلا على اوضكم وانتي يا امال وآيات وزينه وزينب مسئولين عن البيت والبنات من ترويق للاكل والشرب، تتفقوا سوى على طريقة ادارة البيت مع ماما وايلك اعرف ان وحده فيكم اعتدت على الثانية بفعل اوقول مفهوم، يلا دلوقتي رتبوا هدمكم وشوفوا اللي نقصكم وبعدين اطلبوه اون لاين.
زيدان: ماما انا تعبت هطلع اوضتي أنام شوية وبعدين هفهمك كل اللي بتفكري فيه دلوقتي.
وكمان في اكل في الثلاجات جوة ياريت تجهزوا الغداء على ما اصحي من النوم نتغدا سواء.
الام: روح يا بني انت بقالك كتير ما نمتش ولا ريحت جسمك وبعدين نتكلم.
زيدان: آيات انتى وآمال البيت ده ليكم فيه زي ما لينا كلنا ده بيت ازواجكم واولادكم ومن قبل مننا بيت عمكم فمش عايز حزازيات ولا كلام كتير ياريت تحتوى بعض كلنا زى زمان.
اوم الجميع بالموافقة وصعد زيدان للنوم وبعد وقت أفاق على صوت هاتفه الذي لا يتوقف على الرنين ليجيب الاتصال وسط نعاسة وينتفض من نومه مسرعا يبدل ملابسة ويهبط الدرج ويخرج من المنزل وسط نداءات زوجته ووالدته ليخبرهم بأن أمر هام خاص بالعمل عليه النهائية وسوف يعود بعد قليل.
ـــــــــــــــــــــ
يترجل من سيارته حامل بعض الاغراض بيده يدلف منزله بعد ان قام بايصال وصفة لمنزلها بعد أن اتفق معها ان ينفذ ما اتفقا عليه وانه سوف يحضر مرة أخرى يجلس معها ويتحدثون في بعض الأمور الخاصة بهم.
فور صعوده أول درجات المنزل وجد أحد الغفر بنادي عليه وهو يلهث ليسقط ما يحمله ويسرع خلفه يصعد سيارته وهو يستمع لما يقوله يشير للغفير بالصعود معه وينطلق بسيارته.
يصل لمنزل احلام وزهور يجد تجمع غفير لاهل البلدة من رجال وسيدات وامام المسجد يقف بالقرب منهم يحاول ان يهدئها يترجل سريعا من السيارة متجها له يتحدث قليلا لإمام المسجد ويدلف للمنزل يجد زين والشباب يقفون وملابسه شبه ممزقة وهناك اثر شجار ودماء طفيفة على وجوههم.
يسرع بسؤالهم عما جرى ويدلف لداخل الغرفه الذي أشار عليها زاهر بعد أن استأذن ليجد جنه محتضنة جنات شقيقتها تبكيان بحرقة.
يقترب منهم يحدثهم بعتاب ويخرج دون أن يستمع لهم يقف ينظر للشباب الاربعة بحزن ويخرج هاتفه ويجري اتصال هاتفي ويخرج خارج المنزل يتحدث مع أهل البلدة وطلب منهم الرحيل وأن ينتظروا بالمسجد بعد صلاة الفجر لتأخر الوقت الآن وهو وإمام المسجد يحلون الموضوع.
اقتنع أهل البلدة بصعوبة ورحلوا جميعا لمنازلهم ليجلس وائل بسيارته وجواره الأمام يتحدثون وبعد قليل ترجل منها ودلف للمنزل يحدث الشباب ليسود الهرج في الحديث ويصمت الجميع مع صوت حديث من الخلف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
زهور نظرت إلى عمها وقبل أن تتحدث قاطعها رنات عالية لهاتف الجد لا تتوقف ليصمت الجميع يصوتون لحديث الجد الذي ابتسم وتبدلت نبرة صوته للفرح ليشكر المتحدث ويغلق الهاتف يلتفت لهم.
الجد : ده المحامى بلغني بأن قضية الأولاد الحمد لله تحفظ التحقيق فيها بعد اعتراف هالة السكرتيرة ومساعد نهال وعاصم وقدموا الأوراق التي تثبت براءة الاولاد وكده يبقى خلصنا من مشكلة تانية الحمد لله.
الجميع الحمد لله .
غادير بفرحة: تمسك بيد زهور الاخرى: يااه انا فرحانه اوي مش قادرة أصدق أن الكابوس ده خلاص هينتهي الحمدلله والفرحة بقت اتنين برجوع زهروان والكل للبيت.
زهور: مبروك بس أنا استحالة هرجع البيت معاكم غير بشرط اني اروح البيت اللي كان عايش فيه أبويا وأمي.
الجد * مفيش مرواح يا زهروان وبلاش تضيعي فرحتنا وعدك اننا هنروح للبيت وانا بنفسي هوديكى الشقة زى ما انتى عاوزة.
زايد برجاء وصوت ضعيف: بابا لو سمحت ودينا شقة خالتو انا كمان محتاج اروح فيها حاسس اني هخف وارتاح لو رحت فيها.
الجد ينظر تجاه غادير الغافية بجواره، حاضر يا بني زى ما انت عاوز بس مفيش بيات هناك صدر رد هتقعدوا شوية ونمشي كلنا على القصر.
زايد يمسك يد زهور لتوزع نظرات بين عينيه ويده ولتلك الابتسامة الحانية على وجهه تحاول سحب يدها ليشتد بالتمسك بها لتجذب يدها وتلتف لجهة النافذة تنظر للطريق بشرود حتى وصلوا لمبنى سكني ضخم ترجلوا جميعا من السيارة خطوا تجاه المنزل لتتوقف أمام المبنى تنظر له بإعجاب شديد تعيد وصف والدها للمبني من الخارج تقارن بين كلامه التي حفظته عن ظهر قلب وبين ما تراه بأم عينها تتسع ابتسامتها مع كل خطوة تشرد مرة إخرى فيما خطه والدها في مذكرته كأنها ترى مشهد أمامها تتخيل شكل أول لقاء لوالديها تتسع ابتسامتها وتسير على وصف والدها دون أن تفصل من شرودها حتى صعدوا جميعا يقفون أمام شقة زهروان الخالة، يبحث الجد عن مفتاحها بين مفاتيحه الخاصة وجواره غادير تتثائب بنعاس وزايد يعيد مشهد أول لقاء بسلسبيل منذ أكثر من عشرون عامًا، يدلف الشقة ويقف مكانه قريب من باب الشقة ينظر للفراغ يتحرك دون وعى كأنه يخطو خلف أحدهم حتى وقف أمام باب غرفة وضع يده على مقبض الباب ودلف داخلها، تلفت يمين ويسار فزعا ليخرج مسرعا عينه لا ترى أمامها من طوفان الدموع التى تسيل دون توقف.
زهور كما هي تعيد تتخيل كل ما كتبه والدها تتخيل كل حدث قرائته لتنتفض فزعه وتعود من شرودها على يد الجد يحدثها قلقًا.
الجد يقف يوزع نظراته مشفقًا على زايد ابنه العاشق المسكين بعد خروجه من غرفة خالته المرحومة، وبين زهور التي تدور بعينها بالمكان ليرأف قلبه بهما يطلب من زايد الجلوس رفقا بحالته ويقترب منه يساعده بالجلوس قرب غادير التى فور دخولها استأذنت جدها بالنوم على الأريكة لى نعاسها الشديد وإرهاق جسدها، يلتفت لزهور والتفافها حول نفسها بالمكان ينادى عليها أكثر من مرة لا تجيبه بمعنى أدق كأنها بعالم أخر لا تسمعه ليقترب منها يضع يده على كتفها حتى تتوقف عن الاستدارة وترد عليه، تنظر له زهور فزعه تغمض عينيها بعد تأكدها من جدها لتطلب منه أن يريها غرفة والديها.
الجد: زهروان يا زهروان فوقي تعالى اقعدى هنا جنب عمك.
زهور بصوت ضعيف: ممكن تشاورلي على أوضة ابويا وامي.
الجد يخرج مفتاح الغرفة من ميدالية مفاتيحه ويفتح الغرفة لها.
زهور: بعد اذنك ممكن ما تدخلش الاوضة عاوزة اكون لوحدي شوية.
أوم الجد وابتعد عن باب الغرفة واتجه لزايد يحاول التحدث معه ليخرجه من حالته وزهور دخلت الغرفة تسحب نفس عميق تتنفس ريح الغرفة تجوب بعينها كل زاوية بها تعيد التنفس بعمق تستنشق هواء الغرفة بهدوء وراحة تسير و تتلمس حائط الغرفه بداية بالباب وكل قطعه تصل إليها حتى توقفت أمام تخت صغير ممتلئ بالألعاب وملابس الاطفال تبتسم بسعادة وتحركه تضحك مع أصوات تلك الأجراس المعلقة به تخرج بعض الالعاب تلعب بها تمسك دمية صغيرة تضمها وتغمض عينها تتخيل حالها بطفولتها ووالديها يحركان التخت ويهدهدها ويلعبون معها حتى تنام، تضع الدمية بحوار باقي الالعاب و تفحص الملابس بألوانها الجميلة تضعها على صدرها وتحرك حالها تبتسم بفرحه كأنها ترتدي تلك الملابس وتدور فرحه بهم، تقع عينها على حقيبة مليئة بملابس تفتحها و تلتقط قطعة ملابس بلون الوردى تتفحصها وتسرع بفتح حقيبتها تخرج مذكرات والدها وتتصفحها حتى أتي حديث والدها عن سبب اختيار ذلك اللون تضمها لصدرها بسعادة وهي تقراء بصوت عالى.
_ النهاردة يوم متعب جداً لفيت انا وسلسبيل كل محلات لبس الاطفال بدور على لون فستان باللون الوردى
بالرغم اللون متوفر بس معجبنيش اي فستان شفته لحد ما شفت فستان بمحل وانا معدى من قدامة سبت سلسبيل وقفة ودخلت اشتريته على طول فستان وردى هادى ومرسوم على صدره عصفور صغير فارد جناحاته ان شآء الله هلبسه لزهرتي بإيدى يوم سبوعها.
تغلق المذكرات وتمسك القطعة بيدها وتتحرك مرة إخرى بالغرفة تقف بانبهار أمام حائط معلق عليه صورة والدها بطولة تقف أمامها تلمسها تنظر لهما تحدثهم كأنهم يروها ويسمعوها.
_ اول مره اشوف صوركم بزمتكم مش حاجه تضحك لو حكيت لحد مش هيصدق، لاول مرة بنت تقابل ابوها وامها في صورة اول مرة تشوف شكلهم، بس مش اول مرة تتوجع
صورتكم قد ايه جميلة كتير تمنيت وحلمت باليوم اللي هقبلكم بس متخيلتش أبداً ان بعد كل العمر ده مقابلتي ليكم هتكون بصورة حلمت بحضنكم، حلمت بشكل البيت ال عشتم فيه للأسف كل حاجه حلمت بيها اتحققت بعيد عنكم شفت البيت ومكان اول مقابلة ليكم اتخيلتها كأنى معاكم كل كلمة او حركة حسيت بيهم، كل ده تحقق ما عدا انكم تخدوني بحضنكم ، ترفع الإطار من مكانة بصعوبة وتحمله وهي تلهث من كبر حجمه وثقله تخطو تجاه الفراش تضعه عليه وتجس ركبتها ملامسة الأرض وجسدها على الفراش تمسح
على الصورة بذلك الفستان الوردى وهى تبكى بشدة .
_ سبتوني ورحتم ليه جالكم قلب تسبوني اتعذب بعيد عنكم، طيب كنتم خذوني معاكم متسبونيش لوحدي في الدنيا الأسية دى من غيركم، مرتاحين كده مع بعض وسيبني اتوجع على فراقكم وموتكم، عارفين النهاردة نفس اليوم اللي اتولدت فيه
شفتم الصدفة اليوم اللي اتعرف عليكم واعرف شكلكم هو نفس اليوم اللي بعدتم فيه عنى، عارفين على قد ما كنت نفسي اقابلكم على قد ما بقول ياريت معرفتش حاجه عنكم ولا عرفت انا مين وبنت مين واهلى فين، بالرغم من الوجع والحزن اللي كنت فيهم وانا معرفش حاجه عنكم والعار اللى كنت فيه، بس كان اهون واخف من النار اللى جوايا وانا عارفكم ومش عارفاكم، ترفع جزعها قليلا تنظر لوالدها بالصورة تتلمس زجاجها.
_ مش عارفه اقول الله يرحمكم ولا انا زعلانه منكم قلبي مش مطاوعني ولساني مش قادر ينطقها.
ظلت وقت على حالتها شعرت بخدر قدميها وألم شديد في جسدها لترفع حالها تضم الصورة وتضع رأسها على مكان صدر والدها وتغمض عينها تسيل دموعها دون توقف.
ترفع رأسها تجاه حقيبتها تهبط من على الفراش بوهن شديد تخرج ذلك الهاتف الذي لا يتوقف على الرنين تنظر للساعة تجدها تجاوزت العاشرة مساءً والمتصل وائل تتردد قليلا في الرد تنفس براحه مع انتهاء الرنين، تضع الهاتف بحقيبتها تزحف على يديها تلتقط مذكرات والدها وتعاود الصعود على الفراش تضع المذكرات بالجهة الأخرى للصورة توزع نظراتها بينهما.
_ مذكراتك وصورتك انت وامي هي كل عالمي، لما اتجوز واخلف هحكي لاولادى عنكم واوصف ليهم قد ايه حبكم لبعض لدرجة مقدرتوش تبعدوا حتى في موتكم هحكلكم ان اول مرة عرفتكم عرفتكم من الورق ده وعرفت ملامحكم من الصورة دي.
تغمض عينها بضيق مع معاودة صوت رنين الهاتف المتواصل لا يتوقف تلك المرة تفتح الأتصال بسرعه
وتنتفض مع سماعها كلمات وائل قبل أن تجيبه، تلتقط حقيبتها وتسرع بفتح باب الغرفة وتخبر جدها وعمها زايد بضرورة الرجوع للبلدة لحدوث مشكلة كبيرة ولابد من تواجدهم هناك في اسرع وقت.
يسرع الجميع بالخروج خلفها ويصعدون للمصعد وأثناء الهبوط يخبرها الجد ان تترك الهاتف وتفهمه اولا لتمد يدها بالهاتف مع طلب وائل لها بإعطائه الهاتف.
وائل فور فتح الهاتف: زهور انتي فين ساعة برن عليكي مش بتردى اسمعني كويس لازم تيجوا البلد الدقيقة دي في مصيبة حصلت وولاد عمك في خطر انا مش عارف اتصرف لوحدي .
يستمع وائل لحديثها مع جدها بطلب اعطائه الهاتف ليستمع الجد لكلمات وائل وهو مذهول.
يقص وائل حديث أهل البلدة وما علمه منهم وحالة أحفاده الرثة والخطر المؤجج لهم يحدثه عبدالرحيم بقلق يفهم منه ظروف وملابسات الأمر.
وائل: للأسف أنا يؤسفني أبلغ حضرتك ان أحفادك غلطوا غلطه شنيعه في حق أنفسهم قبل حق الناس.
أهل البلد اقتحموا عليهم البيت وهم مع بنتين من البلد و.
عبدالرحيم بغمض عينيه ويكور يده صوت أنفاسه ترددت بالمكان فور فتح باب المصعد خطى اولا بخطوات مسرعه وتحدث بصوت مكظوم: بص يا عمدة احفادى مهما وصل بهم الأمر استحالة يرتكبوا معصية والبنات دول عرفوهم امته وازاي ده سؤال مهم لازم تسأله وهم مالهمش اسبوعين في البلد وأكيد عينك عليهم وعارف كل كبيرة وصغيرة بتحصل معاهم ده أولا ثانيا ياريت تهدى الموضوع على ما نوصل مسافة الطريق سايق على اقصى سرعة
اغلق الهاتف واتصل على زيدان ابنه وطلب منه القدوم حالا وارسل له ابلكيشن بالعنوان، زايد وغادير يسألون عما حدث
زهور تحدثت بحده، ينظر لها الجد ويقاطع حديثها.
زهور: مش فاهمة بالظبط ايه اللي حصل اللي عرفته ان البهوات ممسكين بفعل فاضح، أكيد ده عادي بالنسبالهم ماهم ات.
الجد مقاطعها: لحد دلوقتي احنا منعرفش حاجه عن الموضوع يدوب سمعنا كلام، وحطي في معلومك أنا أحفادي متربين أحسن تربية عارفين دينهم كويس اوي وبيحافظوا على صلاتهم الوقت بوقته.
زهور: والله احنا قربنا نوصل وهناك هنشوف الموضوع ده.
غادير بتوتر: جدو هو حصل ايه ومعنى كلام زهروان ايه
الجد: اهدى يا غادير خلاص هانت قربنا نوصل وهناك هنفهم كلنا.
كل هذا وزايد يتابع بصمت لم يتحدث، بعد وقت من القيادة بأقصى سرعة اتي اتصل للجد من زيدان أخبره بأنه خلفه مباشرتًا قريب من مدخل البلدة ليصلا معا يترجلوا جميعا من السيارات قرب المنزل يتفاجئون بأهل البلدة متجمهرين أمام المنزل، وائل فور رؤيته لهم اسرع في استقبالهم ودلف بهم للمنزل بعد ان ابعد أهل البلدة عن الطريق.
دلف الجميع للمنزل اسرعت غادير تجاه الشباب الجالسين حول الطاولة بحالة مزرية فور سماعهم صوت غادير ليهبوا واقفين، يسرع زيدان وغادير بسألوهم.
عما حدث لهم.
يشير الجد لهم بالصمت مقاطعهم قبل أن يقصوا ما حدث.
الجد بعد اذنك يا عمدة احكي اللي حصل ولو احفادى غلطوا هياخدوا عقابهم بالقانون وزي ما تحكموا عليهم.
وائل : والله انا هحكي اللي سمعته من اهل البلد وبردة هحكي اللي سمعته من الشباب بس في الحالتين المشكلة كبيرة ولازم نلاقي حل يرضي اهل البلد خصوصا بعد الكلام اللي قاله دكتور زاهر.
الجد: انا عند وعدى ليك لو غلطوا فعلا الحكم اللي هيتحكم بيه هنينفذوه غصب عنهم، اتفضل احكي.
وائل: الموضوع في واحد من البلد شاف الاخ زين داخل بيت بنت مأجر أرض زهور ولا مؤخزه هدومها مليانه دم وطين وسمعهم وهو بيقولها تستعجل في تغير هدومها عشان محدش ياخد باله من الدم والراجل ده راح قال لاخوه اللي شافه واخوه كمان قال انه شفهم من شوية مشين ودخلين البيت قاموا طالعين الاتنين على بيت البنت لقوا زين والبنت ماشين مستعجلين وفعلا غيرت هدومها مشيوا وراهم لحد ما وصلوا البيت هنا وواحد استنى مراقب البيت والتاني راح على الجامع والناس كانت خارجة من صلاة العشاء وجم هنا واول ما دخلوا شافوا البنت وقفة مع الشباب وسمعوا صوت في الاوضه لقوا الدكتور مع اختها، لا مؤاخذة في الكلمة في وضع مخل ولما دخلوا الاوضة طردهم وقل ادبه بطريقة متصحش وقال عليهم همج وسبهم واتهمهم بالغباء والتخلف.
الشباب استمعوا لكلام وائل بعدم تصديق وبحده وصوت عالى تحدثوا لـ يوقفهم الجد.
الجد: ممكن تسكتوا شوية وواحد بس اللي يتكلم.
حمزة: جدو بابا عمي اسمعونا بلاش تحكموا علينا زى الناس الاغبياء اللي برة دى.
الجد: ايه اللي حصل بالظبط.
زين قص على الجد كل ما حدث حتى هجوم أهل البلدة عليهم، يسبوهم ويتهمهم بالفاحشة، ليكمل حمزة
حاولنا نفهمهم ونقولهم اللي حصل رفضوا يسمعونا وواحد فيهم كبر المشكلة لما دخل الأوضة وكان زاهر بيتابع حالة الأنسة جنات وفضل ينادى على أهل البلد ويقول كلام مش لطيف خلي زاهر فقد أعصابة وكلمة منه على كلمه مننا ماسك في خناقه ولولي جناب العمده جة فصل مابنا، لكن للأسف البنات في حالة صعبة جوه.
وائل: انا مصدقكم يا بشمهندس لكن للأسف كلام زاهر مكنش يصح.
زاهر بحده: هو ايه اللي مكنش يصح يا عمدة انت مكنتش موجود عشان تعرف ال حصل دول دخلوا زي الهمج على الاوضة وانا كنت بعمل كمادات للبنت حرارتها كانت عالية جداً.
أحد أهل البلدة يستمع لما يقال يقاطعه: كمادات يا دكتور بردة ولا كنت تقلعها هدومها بإمارة الحجاب اللي مرمي على الأرض جنبك اهو مكنش في ايدك وقت ما دخلنا عليك وعمال تقلعها الهدوم والفج**رة اول ما دخلنا عليكم استخبت في حضنك.
غادير تضع يدها على فمها وعينها امتلأت بالدموع اقتربت منها زهور تربت على كتفها لتأخذها الحامية وتخطو تجاه الغرفة تفتحها بعنف لتتسمر مكانها وتصرخ بصوت جعل
الجميع يسارعوا اليها زاهر دلف للغرفه وجد إحدى الفتيات سابحة في دما*ئها والثانية ممددة لا تتحرك ليفزع زين ويدلف مناديا باسم جنة ليمسك يده زيدان وينظر له نظرة قوية جعلته يقف مكانه بل سحبه لخارج الغرفة وزاهر يسرع يتلمس يدهم وموضع العرق النابض يتنهد براحة ويحاول كتم الدماء من يد جنات يحدثها ويضرب على وجهها ضربات خفيفه يحاول أن يفيقها فور أن حركت أهدابها، بدأ في فك الشاش ينظر في أثر الدماء يجد ما كان يخشاه وأن القطب مفتوحه وتنزف فور رفعه باقي الشاش الطبي رفع يدها تجاه الواقفون وتحدث بصوت عالي وعينه على وائل وأهل البلدة الذين هرعوا للداخل مع سماعهم الصراخ.
زاهر: اتفضلوا شوفوا ادى البنت اللي كانت في حضنى عريانه وحجابها اللي على راسها قدام عيونكم مرمى برة
شوفوا نتيجة عملتكم البنت البنات كانت هتموت.
ينظر لزهور الواقفة ترتجف مما ترى يحدثها بحدة.
زاهر: زهور قربي هنا حاولي تفوقي جنة على ما اعقم الجرح مرة ثانية واخيطه قبل ما دمها يتصف.
يلتفت للجميع اتفضلوا برة بعد اذنكم أكيد شايفين الوضع والاوضة ضيقة والنفس فيها كتير وحالة البنات متسمحش بوقفكم كلكم، زهور اقتربت من مكان حنة الممددة أرضا جثت على قدميها ورفعت راس جنة عليها تربت على وجهها تحاول إفاقتها بعد محاولات ألقى زاهر قنينة ماء من على الطاولة بجوار الفراش بجوارها يطلب منها سكب الماء على وجهها لتعجل من افاقتها بالفعل نجح الأمر تشهق جنة فزعا وتنتفض من مكانها صارخة باسم شقيقتها تسرع بالاقتراب منها وهى تبكى تحرك شقيقتها نهرها زاهر فهو يقطب الجرح وتحريك جنات بتلك الطريقة قد يخطاء.
زاهر: زهروان خدى جنة واطلعي بره حاولي تهديها وتطمنيها على ما انهي خياطة الغرز.
خرجت زهور بعد فترة من المحايلة على جنة بالفعل نجحت في إقناعها بالخروج تسير ممسكه بيدها وجنة تضمها تغرس وجهها في كتفها تتحرك ببطء مع زهور وبكاها يسمعه كل الموجودين، ينهض زين من مكانه فور خروجهم لعيد والدة مسك يده ويجلسه مكانه، يشير له بعينه على الواقفون، ينهض حمزة وحازم والجد ووائل من على الأريكة تجلس زهور وجنة على حالتها، ترفع وجهها مع حديث زهور الهامس لها.
زهور: جنة انا زهور قريبة الست أحلام صاحبة الأرض، بصي أنا حاسة بيكى وقد ايه انتي مظلومة وموجوعه بس ده اصعب وقت مر و ها يمر عليكي لازم تستجمع ِ قوتك وترفعي راسك وتاخدى حقك من كل اللي ظلموكي انتي واختك، اتاكدى اني في صفك و هقف جنبك بس انتي الوحيده اللي هتخدى حقك وحق اختك بايدك محدش من الوقفين دول كلهم هيأخد حقك وحق اختك لأنهم ببساطة مش منك ولا يعرفوا اللي حصل بالضبط.
حنة ترفع راسها تجفف دموعها تنظر لزهور التي ربتت على يدها لـ تقف بتوتر تتحدث بصوت ضعيف يكاد يسمع موجه كلامها لشيخ المسجد.
جنة ببكاء جعل الجميع ينظر أرضا متألما على حالتها: شيخ على انت اكتر واحد فى البلد دى كلها تعرفنا وانت اللي شجعتنا نرجع للأرض ونفلحها ونكمل شغل أبونا بعد ما قعدنا شهور قفلين على روحنا انا واختى مخرجناش من البيت واسمعونى كلكم والله العظيم والله العظيم مافيش حاجه من الكلام اللي اتقال عليا انا واختى صح، هقولكم على اللى حصل بالظبط وانتم احكموا بس ياريت تدخلوا الناس اللي اتهمونا هنا
تبدأ جنة بسرد كل ما حدث لينتفض وائل يمسك الشاب الذي أخبر الجميع بتلك الأكاذيب يلكمه بوجهه ويصرخ عليه، ليقف الجد.
الجد: أظن سمعتم كلكم اللي حصل وان الولاد معملوش حاجه من اللي قلتوها.
وائل عندك حق يا بيه كلامك صح وليكم عند البلد كلها حق عرب واللي تؤمروا بيه احنا جاهزين بيه.
يقاطعه إمام المسجد: كلامك ماعلهوش غبار يا عمدة بس للأسف سمعت البنات اطلطت، وانا وانت عارفين ان مهما قلنا وحلفنا مليون يمين بالحصل وبرائتهم في اللي هيصدق وفي اللي هيقول ما في الخمر، وأكيد انا مقدر الواجب والشعور النبيل اللي قام بيه الشباب والدكتور، بس قولي كده البنات هيعيشوا ازاي في البلد تاني بعد اللي حصل و هيعيشوا ازاي بنظرات أهل البلد وتلقيح أصحاب النفوس المريضة، ممكن تتخيل هيحصل فيهم ايه بمجرد ما هيكونوا لوحدهم في بيتهم.
زايد أخيرا خرج من سكونه تحدث بصوت حازم: قول من الأخر كل اللي في جوفك وبصراحة كده ترمى على ايه.
الشيخ: الغلط على الاتنين البنات اللي وافقوا يدخلوا بيت كله رجالة حتى لو للعلاج والشباب انهم فضلوا جوه البيت والبنات فيه، كلنا مش معصومين وكمان اصحاب النفوس المريضة كتير واديكم شفتم بنفسكم، فأنا برجح ان واجب والحق على الشباب ضيوفك وضيوف الست احلام زي ما فهمنا تصحيح الغلط ده ويكتبوا على البنات.
يهب الجد من مكانه يصرخ به: ايه الكلام اللي بتقوله ده يا حضرت انت واعي بتقول ايه ده جزاؤهم أنهم علاجهم وساعدوهم.
الشيخ: بعد اذنك يا فندم ممكن تجي كلمتين على جنب اوضحلك كلامي.
الجد بعد نظرات مع ولديه وافق ليدخل الغرفة الأخرى ويتحدث الشيخ.
الشيخ: اولا احنا متعرفناش بحضرتك وهنخلي التعارف ده بعدين ثانيا احب اقولك حاجه انا كنت موجود وقت ما دخلنا على الدكتور الاوضه وفعلا كان بيقلع البنت الله أعلم بنيته وقتها كان غرضه شريف ويحاول يساعدها ولا بيستغل انها مش في وعيها وشطانه غلبه الحجاب واللبس اللي عليها مش هو اللبس اللي كانت لابساه هتقول عرفت ازاي وغض بصر والكلام ده هقولك لو دخلت الاوضة دلوقتي هتلاقي الهدوم اللي كانت لابساهم جنات مرمين على الأرض ومتوسخين وكلهم طين ودم انا سكت عشان احافظ على حياة البنات وسمعتهم لاني عارف طيب اصلهم وانهم استحالة يغلطوا صحيح انا اتصدمت في البداية ومكنتش مصدق كلام الواد اللي جه قال انه شفهم بس لما دخلت وشفتهم بنفسي جنة قاعده معهم والكل بيأكلها ظني راح لنفس كلام الواد وانه صح.
الجد: انت سمعت كلام البنت وهي بتحكي.
الشيخ: عارف ومتأكد انه صح وانها مكدبتش فى كلمة بس انا حكتلك كل حاجه شفتها وربنا يعلم اني ما كذبت ولا زودت كلمه، فاسمحلي لو قلبنا الآية وكان ال حصل لبنت او حفدتك كنت تتصرف ازاي وتصلح اللي حصل ده باى طريقه.
الجد بتفهم كلامك صح ياشيخ بس بردة انا لازم اسمع من حفيدي هل حصل كلامك ولا لا وقبل ما تزعل انا مش بكدب بس انا عارف حفيدى كويس وفوق كده هو متجوز بنت عمه واكيد وصلك اللي انا فيه.
الشيخ: اتفضل اسأل واخد راي احفادك بس انا مش هتنازل على كلامي وان اتنين منهم يكتبوا عليهن.
الجد بتفهم: وانا عند قولك يا شيخ بس لازم اتاكد.
خرج الجد خلفة الشيخ ودلف للغرفة الأخرى، ينظر للأرض ليجد ما قاله الشيخ وإن هناك ملابس بجوار الفراش ملطخه بالدماء ليتأكد من صدق الشيخ يرفع عينه تجاه حفيده الذي يجفف عرقه بعد انتهائه من قطب جروح حنات، ويقف مع دخول الجد.
الجد: قول الحقيقة هم دخلوا عليك وانت بتقلع البنت هدومها، ومن غير كدب اظن الهدوم على الأرض فعلا اهي قدامي.
زاهر بخجل: حاول ان يتهرب لكن كلام الجد كان حازم ليتحدث، انا فعلا كنت بغير ليها بس مش عشان حاجة غلط الهدوم كانوا غارقين ماية ودم وطين وكنت بساعدها تغير لان حرارتها كانت مرتفعة جداً.
الجد: عذر أقبح من ذنب يا دكتور يا متعلم نفسك سولتلك ايه يا دكتور.
زاهر: جدو حضرتك بتقول ايه.
الجد: انت في ورطة كبيرة شوف هتخرج منها ازاي، الشيخ وأهل البلد مصممين انك تكتب كتابك عليها وتجاوزها وانا بقولك لو عندك ضمير تعمل كده.
زاهر: حضرتك بتقول ايه اتجوز مين وغادير.
الجد: كنت فكر فيها قبل ما تعمل عملتك السوده ونفسك تسوي لك الغلطت.
زاهر: برضه بتقول غلط انا طبيب.
الجد: مقاطعة فوق البنت وهاتها وتعالي انت هتكتب عليها وزين على اختها كل واحد فيكم يتحمل نتيجة تسرعه وفعلته.
زاهر: جدوا استني بس حضرتك ناسي غادير ممكن حمزة ولا حازم يكتبوا عليها.
الجد: وترضاه يا دكتور على اخواتك، بعد اللي عملته وكشف جسم البنت.
زاهر: ده جزاتي اني بساعدها.
الجد: الغرض كان نبيل بس للاسف ضعفت يا دكتور والغرض بقي رغبة وياعالم لولي ال حصل كنت عملت ايه.
زاهر بخجل انا أنا.
الجد: خاب ظني فيك اتفضل فوق البنت وتعالي ورايا وهدخل زهروان واختها يفهموها أكيد المسكينة لما تفوق محتاجه حد يفهمها حجم المصيبة ويقنعها بالجواز.
خرج الجد ودلفت بعده زهور وجنة المنهارة من البكاء تهرول تجاه شقيقتها تبعد عنها زاهر الجالس يضرب علي وجنتها يحاول افاقتها، تنادي عليها وتحركها زهور اشارت لزاهر بالخروج ليخرج وفور خروجه قابل غادير بوجهه ليقترب منها يحاول مسك يدها ويحدثها.
غادير تبتعد عنه وبصوت متحشرج من البكاء: ابعد ايدك عني متلمسنيش فاهم واعمل حسابك هنطلق اول ما نرجع البيت، استحالة هفضل على زمتك لانه مايشرفنيش اكون مرات واحد زيك.
زاهر بعصبية وبصوت أجش: اسمعيني كويس انا طلاق مش هطلق وهتجوز جنات، وخاليكي زي جدك مصدقة حاجه محصلتش لو كنت مش موافق على الجواز منها فبعد كلامك ده هتجوزها وطلاق مش هطلق حتي لو رفعتي مليون قضية والدنيا كلها طلبت مني، ليقترب اكثر بكرة كلكم تندموا علي شككم فيا وعدم تصدقكم كلامي وعندك البنت نفسها إساليها بنفسك على اللي حصل.
يتركها زاهر تنظر في أثره لتسرع ترتمي في أحضان زهور الواقفه بجوار باب الغرفة.
زهور: انا مهما قلت كلام اوسيكي بيه مش هلاقي لان مفيش كلمة تهون علي ست جواز جوزها عليها بس هقولك كلمتين البنات ملهمش ذنب ولا انتي ليك ذنب ولا زاهر واخواتك ليهم ذنب، انا مقدرة النار ال جواكي لكن قدرى وضع البنات هيعيشوا ازاي بعد ال حصل اساليني انا علي العيشه دي وعلي نظرات الناس، تعرفي البنات دول اتظلموا مرتين الاولي بال حصل والتانية بجوازهم بالطريقة دي، وقبل ما تتعصبي وتقولي ذنبك انتِ كمان ايه انتي زوجه في النور الدنيا كلها عارفه بجوازك انتى وزاهر، اتجوزتوا برغبتكم وبموافتكم انتم واهليكم لكن البنات دول جواز غصب وبدون ارادتهم وفوق كل ده ملهمش حد يواسيهم ادخلي عندهم جوه شوفي حالتهم عاملة ازاي شوفي كمان جرح البنت وكمية الدم اللي نزفتها وانتي تعرفى انها ملهاش ذنب.
غادير: وانا ذنبي ايه، في اليوم اللي اعترف بحبة ليا يحصل كده ولو هو بريئ ليه يوافق يتجوزها.
زهور: العرف كده هو ال كان معها فب الاوضة لوحدهم حتي لو محصلش مابنهم حاجه لكن ده الصح، بصي يا غادير انتِ ليك كل الحق ترفضي تكملي بس وقتها هتكوني خسرتي خسرتي مرتين مرة بتنازلك عن حبك والمرة التانية بتحديه ليكي فكرى كويس واخرجي متتصرة.
غادير: تزيح دموعها انا مش قادرة افضل هنا لحظة واحدة أنا حاسة بقلبي هيقف وإن نفسي بيتخنق.
زهور: تعالي معايا على برة البيت خدي نفسك واهدى خالص، وياريت تفضلي بالعربية احسن لحد ما ينتهي الوضع ده ونشوف هيحصل ايه.
الجد اشار للشيخ وطلب منه هو وائل ان يحضروا المأذون وانه موافق على تزويج احفادة من الفتيات ليدلف زاهر يتحدث بغضب اسمعوني الاول انا وافقت على جوازي بالطريقة دى مش خوف ولا اني غلطت لكن عشان البنات ووضعهم، وازاي هيعيشوا ما بين ناس عقليتهم بالشكل ده.
وائل: لو سمحت يا دكتور بلاها الكلام ده واتفضل هات بطقتك على ما المأذون يجي.
جلس الجميع في انتظار المأذون ليتحدث الشيخ على ويلقي كلمة.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق سيدنا محمد «صلِّالله عليهوسلم»
ام بعد قدر الله امرا ويسرة بطريقة لانعلم كيف ولْمَ دبرة ويسرة لكن هنا نتوقف ونأخذ درس وعبرة الدرس ان نتريس عند وقوع امر مشابه ولا نتسرع بالأحكام كم فتاة وشاب قضوا نحبهم بسبب التسرع صحيح ان العقل يتوقف عن التفكير في مثل تلك الأمور وتحركنا الحمية والعصبية لكن هنا يكمن الدرس لابد ان نعلم أن الله يعطي عباده الستر وتلك نعمة منسيه كثير منا لا يشكر الله عليها، اللة عز وجل اعطانا رصيد من الستر لا يرفعه عنا الا بعد ضياع رصيدنا بافعالنا وفى حادثة اليوم اجتمع سؤ الظن مع الحظ العثر لحكمة يعلمها الله عز وجل نعم حكمة، ربانية شاب اغراب عن بلدتنا لا نعلم من هم ومتى استوطنوا بلدتنا وفتاتان يتيمتين الاب والام يحدث سؤ الظن ويتزوجان بالرغم من حساسية تلك الزيجة الا انني حسن الظن بالله أولا ثم بالأصل الطيب للشباب وعائلاتهم الكريمة واتسم بهم خيراً.
وهنا نحن اهل البلدة نجزم بأننا جميعا اهل جنة وجنات وكل بيت من بيوت القرية بيتهم ونحن أهلهم وبناء علية ضمان لحقهم وايضا حتى الجميع يثبت حسن نيته فسيتم كتابة ايصال امانه للفتيات غير مدون به رقم لكن ممضى من الأزواج وأهله ويبقى كده ضمنا عدم التخلي عنهما بعد وقت وطلقهما أو معاملتهم معاملة سيئة.
الجد بضيق: مش عبدالرحيم الغمراوي او حد من نسله يهين ست اتجوزها تحت أي سبب وعلى العموم يا شيخ مهر البنتين وشبكتهم ومؤخر صداقهم زيهم زي اي بنت من بناتي
والعمدة وائل وحضرتك يا شيخ واي واحد من البلد تقدروا تيجوا مع البنات وتأكدوا اني هلتزم بكلامي.
ـــــــــــــــــ
زهور دلفت للاختين بعد أن ساعدت غادير على الإسترخاء وتأكدت من جلوسها بالسيارة، وجدت جنة تضم شقيقتها ومنهارتان من البكاء، زهور اقتربت منهما تحدثهم.
انا عارفة انكم مظلومين في ال حصل وكمان ولاد عمي زيكم وعارفة قد ايه طعم الظلم مر بس نظرة الاحتقار في عيون الناس واحساس القهر وقتها أصعب وأصعب.
فعشان كده أسلم حل انكم توافقون على الجواز، صحيح وضع جنة اهون لان زين ابن عمي كلم جدي من كام ساعه انه عاوز يتقدم يطلب اديها وامكن ربنا عمل كده وسرع بالموضوع عشان تفضلوا مع بعض ومتبعدُش، امكن انا وانتم منعرفش بعض كويس لكن اتقبلنا كام مرة بالصدفة في الشارع اعتبروني اختكم واوعدكم ان حقكم محفوظ، وبالنسبة لجنات عارفة وضعك صعب هتتجوز واحد مش بطيقة بالطريقة دى.
جنات تبتعد عن جنة: مش بس بكرهه احنا سمعنا كلامك من شوية مع البنت اللي كانت معاكِ بره ده متجوز، انا استحالة اتجوز واحد متجوز وكمان بالطريقة المهينة دى.
زهور: للأسف معندكيش اختيار الرفض وافقي وبعد كده في
مجال نصلح كل ده بعدين.
صمتت زهور مع دقات على الباب تفتح باب الغرفة تجد وائل والمأذون يقفون خارج الغرفة.
المأذون: ياريت العرايس يقولوا اختاروا مين وكلهم.
زهور: ثواني هسالهم.
الشيخ: لازم اسمع موافقتهم بنفسي.
زهور ابتعدت عن الباب تسمح له بالدخول وسماع موافقتهن ليخرج بعدها بعد نظرات متبادلة بين الأختين وزهور.
ــــــــــــــ
خرج المأذون وتوجه للرجال وأخبرهم بموافقتهم واختيار الشيخ على وكيلهم جلس الشيخ يدون بيانات الأزواج بجواره زين رغم سعادته بزواجه من جنة إلا أن هناك غصة في طريقة الزواج تم عقد قران الأختين مع ارتفاع أصوات أذان الفجر خرج أهل القرية ممن حضروا عقد القران يتقدمهم الشيخ وخلفهم وائل تاركين الجد وأحفاده والفتيات.
زايد أثناء عقد القران ترك المكان وخرج يبحث عن غادير اطمئن حين وجدها بالسيارة تقدم منها وصعد بجوارها، فور دخوله فتح يده ترتمي باحضانه.
زايد: مش هقولك متبكيش ولا هقولك متزعليش الوجع اللي جواكِ احساس الظلم طعمه صعب اوي اوي، هقولك حاجة واحدة متتنازلش عن حقك من زاهر ولا حقك