رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الخامس والتسعون95بقلم مني عبد العزيز

رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الخامس والتسعون95بقلم مني عبد العزيز

اتعلم  تسمع الاول اللي  قدامك  وأفهم كلامه  قبل ما تحكم  على أفعاله حكمة سمعنها كتير، متقولش لا أنا شفت بعيني ممكن اللي شفته نص الحقيقة والنص التاني  مكنش واضح قدامك. 
ـــــــــــــــــــ
إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )

ــــــــــــــــ
تقف منعزلة عما حولها لا تستمع إلى أي شئ مما يقولون عيونها تتفحص الواقفة بعيدة عنها ببضع خطوات تتفحصها من أعلى رأسها لأخمص قدميها بشوق تقدمت خطوة منها وعيناها مغروة بالدموع تردد  بصوت لا يخرج من بين شفتاها  اسم ابنها الراحل كأنها تراه أمامها رؤيا العين، تجاهد برفع  صوتها منادية  عليها  لتبتلع  كلماتها وهي تراها تصعد الدرج مسرعة عقب سماعها صوت صرخات دوت بالمكان.
لتسرع في أثرها، تصعد الدرج كطفلة فى العاشرة من عمرها تصعد دون توقف او تلتقط انفاسها كأنها بسباق مع أقرنها بصعود الدرج. 
ــــــــ
زين جثي على الأرض يربت على وجه جنة حتى تفيق،  إقتربت آيات  منه تحدثه بالابتعاد وتطلب منه ان يحضر زجاجة عطر من غرفة نومها بالأسفل، تخبره بمكان المفتاح يهبط الدرج  سريعا  يقابل جدته ينظر لها وهى تتجاوزة تمر بجانبه دون أن تلتفت له،  ينظر في إثرها  بذهول، 

تقف الجده عند باب الجناح  تنادى على الجاثية على ركبتيها وهى تخطو مهرولة اتجاهها  لقف زهور وكادت ان تتعثر وجدتها  تلتقطها بين أحضانها تبكى منادية على ابنها بصوت غير مسموع ، تخرجها من أحضانها تنظر لوجهها تكوره بين يديها تتأملها بحب تشهق من قلبها وهى تعاود ضمها من جديد 
ثم تحدثها بصوت يقطع نياط القلوب. 
انتِ قدامي و شايفاك بعنيا ولا بيتهيقلي.
تومئ زهور رأسها وعينيها تفيض دموعها  تهمس بصوت متحشرج من البكاء. 
ايوه انا قدامك وبين ايديكِ  يا جدتى. 

تخرجها تنظر لوجهها ولعينها تقبل كل انش به تختلط دموعها مع لعابها وهي تحدثها. 
_ قولي يا جدتي مرة تانية سمعني صوتك حاسه اني بسمع صوت زياد تقترب منها تستنشق عبيرها  وشمه ريحته فيكِ 
تعالي بحضني متخرجيش منه أبداً. 
تشتد بضمها ويعلو صوت بكائهم. 
آيات تنظر وتسمع ما يتحدثون به  لتسيل دموعها دون إرادة منها من تلك الهالة من المشاعر والحنين تتمعن في وجه زهور وملامحها تنظر لها بعطف فهي على قدر كبير من الشبه بزياد.

يدلف إلى جناح والديه  يلتقط قنينة العطر ويصعد الدرج قاطع عدة درجات بوحدة يدلف جناحه الخاص بذهول مما يرى جدته وزهور ليبتسم بحب وسعادة وهو يستمع لحديث زهور.

زهور: طيب ممكن بس اطمن على جنة واوعدك هفضل باقي اليوم في حضنك مش هخرج منه أبداً لاني حاسه ان بضم ابويا وبشم رحته فيكِ.
الجدة  : لا بلاش تبعدي  عني  آيات جنبها أهي وزين  خاليكِ انتِ في حضني ملحقتش اشبع منك

ـــــــــــــــــــــ
زينب لم تتحمل ما قاله والدها التفت إلى ابنتها بغل وقطعت المسافة بينها وبينها تنظر إلى اللامبالاة  على ملامحها لتتأكد من صدق والدها ترفع  يدها  تمسكها من كتفيها تحدثها بصوت مرتعب وصدرها يعلو ويهبط. 

زينب:  نورين معناه ايه الكلام اللي جدك  قاله، وفعلا انتي تطلقتي من زين من سنة ومقولتليش لتكمل بصراخ انطقي.

نورين بتوتر تومئ برأسها بنعم وصوت غير مسموع: أيوة صح، أنا طلبت الطلاق من زين واتفقت معاه محدش يعرف 
لحد ما اخد مراثي من بابا واقف على رجلى  ويكون عندي شغلي الخاص، والإنسان اللي قلبي اختاره  يجهز ويتقدملى رسمي.

زينب تبتلع لعابها بقهر: وانا فين من دا كله وأخوكي وصلت بيكِ الأنانية تلغيني من حياتك بالشكل ده كل همك ورثك لا وأنا زي العبيطة  وفقت تمسكِ شركة ابوكي وطلبت من جدك والحيت عليه يوافق وبعد كل ده، طلعتي بتضحكِ عليا،وياترى بقى  كنتِ ناويه تعرفيني إمتى لما تتجوزي وتجيبي المحروس هنا ولا اتجوزتي ومستنيه  تفاجئني مرة واحدة.
نورين كما هي: انا انا كنت هقولك خلاص كمان يومين بعد ما انتهي من المشروع  الجديد بنجاح وأعرفك بياسر وتشوفي قد ايه هو بيحبني وواقف جنبي.
زينب ترفع يدها وتهوى على وجنت نورين  بلطمة قوية جعلت  نورين تلتف للجانب لتعيد زينب رفع يدها وتهوى مرة على وجنتها الأخرى  وهي تسبها:
بقي كنتي ناويه تقوليلي بعد كام يوم  وكمان شغلتية  في الشركة من غير ما تعرفيني  فاضل ايه تاني معرفوش ومخبيه عني. 
لتبتعد نورين وتنظر لوالدتها وتصرخ بصوت عالي وهى تتحدث.
_  ايوه عملت كل ده عشان انجح بعيد عن جدي، زي بابا ما عمل نجح وكون شركته من غير مساعدة حد، طلبت الطلاق من  زين عشان مبقاش نسخة تانية منك ومن بابا  عايشين مع بعض بس عشان الولاد، واول ما تيجي فرصة  لواحد فينا ينفد بجلده ويعيش ال تحرم منه بسبب جوازه اتفرضت عليه … انا مش زيك يا ماما  هستسلم واقعد في البيت اندب حظى 
ولا هسيب جدي وخوالي يتحكموا فيه زيك أنا  حبيت واتحبيت من إنسان فهمني واحتواني في عز محنتى مش إنسان دلدول  ماشي ينفذ أوامر جدي وخوالي  من غير تفكير حتى لما جتله فرصه يمسك الشركات ويبقى حاجة  هههه معرفش فشل وكان هيضيعها  وياريته وقف ووجه غلطة  واتحمله الا هرب زي الجبان، لكن ياسر انسان عصامي بنا نفسه بنفسه بعيد عن اهلة، شجعني اكون نورين وأعتمد على نفسي  عرفتي الفرق بينه وبينك.

زينب بقهر: غبية غبية هتفضلي طول عمرك غبية ولا تعرفي حاجه بترددي كلام انشا حافظه  مش فاهمه  ، من امتى ابوكي عنده شركات  لولي جدك عمره ما كان عنده حاجه شركة  ابوكي  اللي بتفتخرى بيه ده جدك اللي اسسها وكان بيديرها لو على ابوكي كان ضيعها زي ما ابوه ضيع شركات العائلة ابوكي اللي هرب وراء نزواته وسابك انتي واخوكي بعد ما باع كل حاجه  ولولي خوالك نجحوا يرجعوا الشركة ولولهم بردة فضلتي عايشة معاهم وبيصرفوا  عليكي  وزين اللي  انتي  بتسخرى منه كان بيحبك وكان  ببتمنالك الرضاء وعمرة ما كان دلدول زي ما بتقولي  حب البنأدم  لعالته عمرة ما كان عيب،  يا خسارة يابنتي يا خسارة خسرتي كل حاجه بما فيهم أنا  اتفضلي من هنا  ما لكيش عيش معانا .

الجد: زينب اسكتى مسمعش ولا كلمة زيادة  يشير إلى نورين: اسمعى  كلامى كويس وحطيه حلقة في ودنك اخرك معانا في العائله دى  يوم جوازك وانك تخرجي عروسة من البيت ده، بعدها كل اللي يربطك بينا هو اسم العائلة وبس.

يوم ما تحبي تزوري إ مك يبقى بره البيت ده  واخر كلام بيني وبينك، الشركة ليكي حق الإدارة بما ان امك فوضتك لكن أخوكي يرجع من السفر  ويوصل للسن القانوني لاستلام الإدارة الشركة بما فيها وهتكون إدارتها من حقه فاهمه.

يرحل الجد صاعدا لأعلى وجواره زيدان يقف الجد على الدرج مستند على الدرابزين  ينكس راسه ويضع يده على صدره بحزن: كل يوم بتكشف قد ايه ظلمتكم بسبب حبي لأخويا  ووعدي لأمي  ضعفي لرغبات عبدالرحمن دمرت اولادى واحفادى، بس خلاص الغلطة دي هتتصلح بداية موت نهال وخروج نورين بخيالها المريض زي عمتها وابوها.

زيدان: إهدي يا بابا  وسيبك من كلام البنت دي لسه صغيرة ومعندهاش خبرة بكرة تفهم وتعرف غلطها.
الجد: انا اللي عرفت غلطي متأخر أوي يا بني، يلا نطلع نطمن علي والدتك ومرات زين.

يصعد الجد وزيدان على بعد خطوات من باب الجناح بعد دلو فهم منه  ينظران إلى  زهور الجده وزهور الحفيدة وكلمات الجده وتقبيلها لكل انش بوجه   زهور

زين وآيات نجحوا في إفاقة جنة وساعدها على الجلوس، ليعتدل زين بجلسته يتنهد براحه بجوار جنة ووالدته على الأريكة يرفع رأسه ينظر تجاه الباب مع سماعه صوت بكاء 
يفتح فاه ببلاهه فهو يرى معجزة أمامة. 
يرى جدة ووالده يقفان  يبكيان ينظر لوالدته التي وقفت واتجهت تجاه والده والجد خطى  
الجد وقف خلف  زهور الجده يضمها من الخلف هى وزهور محاوطهم   بيديه

بعد وقت من البكاء تحدث  عبدالرحيم محاولا إخراجهم من تلك الحالة وهو يزيح دموعه التى تنهمر دون توقف: مش كفاية كده يا زهور انتى و زهور  .
ضحك بخفه ليتابع: لا مش هينفع كده شوفولكم حل؟ 
زهرتين قمرات قدامي لما أجي أنادى على وحده فيهم  والتانية ترد هعمل ايه انا  ولا الباقين. 
يبتسم الجميع على كلماته. 
تتحدث زهور الجده وسط بكائها و شهقاتها: ناديني انا زهور عادي وناديها بزهرتي زي زياد حبيب قلبي ما كان بيقولى ينادى عليا
بزهرته. 

الجد:  امممم وانتي  نسيتي  قوام كده  دلعك يا زهرتي ولا ايه ولا خلاص مبقتيش تحبي تسمعيه مني. 
الحده بخجل:  لا منسيتش بس زهرتنا جات خلاص وهي أحق به مني.

ابتعد الجد بعد همسة في أذن زوجته بأن ترحب بزوجة زين فالفتاة تكاد تنصهر من الخجل ويكفيها ما سمعته بالأسفل. 
تبتعد الجدة  عن أحضان حفيدتها  وتمسكها من يدها وتقترب من جنة وزين الذي وقف يساعد جنة على الوقوف. تمد الجدة يدها الاخري وتسلم على جنة وتقبل وجنتها مرحبة بها وتبارك لها زيجتها من زين.
الجدة: مبروك يا بنتي ألف مبروك نورتي بيتنا ، معلش مرحبتش بيكِ أول ما دخلتم بس عقلي وقلبي كانوا مع زهرتي.
زين محاولا المزح: لا كده زهرتك  هتنسيك كل أحفادك يا تيته بدليل أهو نسياني خالص لا سلمتي عليا ولا باركتيلي.
الجدة: اسكت يا واد انت  واعمل حسابك قدام ابوك وامك، ومراتك كمان  الدلع كله والاهتمام بقي من نصيب زهرتي وبس  انت خلاص كبرت ومتجوز انسى بقى تشوف اي دلع مني.
زين: خلاص بعتني يا تيته طيب ناديني مرة يازيني زي زهرتك كدة.
الجدة  بمرح تغمز له:  عندك مراتك تقولك يا زينها برحتها.
جنة نظرت للأرض بخجل وهي تبتسم على حديث الجدة .
زين: يضرب بطرف يده على يده الأخرى: أخ وأنا اللي كنت بقول هتنسي وتقوليها بس  كده اتاكدت انها راحت عليا خلاص.

يلتف للجميع مع سماعهم صوت من الخلف وضحكة ساخرة.
: مش لوحدك اللي راحت عليه كلنا راحت علينا.
تختفي ابتسامة الجميع  مع سماعهم تلك الكلمات ودولف قائلها للداخل ، ليتحدث الجد  بأمر. 
حمزة بطل هزارك الثقيل ده  ويلا كلكم على تحت وسيبوا العرسان يرتاحوا شوية كفاية عليهم لحد كده  يلا اتفضلوا من كلكم على تحت. 

خرج الجميع من المكان بعد تقديم مباركة أخيرة للعروسان  مغلقين الباب خلفهم  لينظر الجد لنظرات الغل بين زهور وحمزة،  يغمض عينيه بخوف. 
الجد:  ياتري  ناوي علي ايه يا حمزة انت كمان . 

بعد رحيل الجميع  إقترب زين من جنة يمسك يدها ويحدثها بحب. 
زين:  جنة انا عارف أن جوزنا جه بطريقة صعبة ومش لطيفة،   واقسم اني كنت ناوي اتقدم لك  وكلمت جدي في الموضوع بس كنت أحب جوزنا يكون بطريقة تليق بيكِ واتقدملك أنا وكل عائلتي،مع إني سعيد جداً  اننا اتجوزنا بس بردو  كنت حابب اعيش معاكي ايام الخطوبة وتعرفيني أكتر بس خلاص اللي حصل حصل، نعوض ده واحنا مع بعض زوجين، اوعدك يا جنة اني هكون ونعم الزوج اللي تتمنيه. 

جنة تلتفت له وعيناها ملئة بالدموع وبين شهقة أخرى تلتقط انفاسها  تحدثه بوجع:  أنا عارفة  أنك قد كلامك ووثقة فيك لكن انا وضعى هنا مش كويس ومش مرحب بيا،  جدك انسان محترم جدا وربنا يعلم انا حبيته واحترمته قد ايه،  كلامة معانا طمنا، لكن باقي العائلة هنا وولدك ال منطقش بحرف من وقت ما كنا بالبلد لحد ما وصلنا هنا مخوفني و والدتك انا خفت ارفع عيني اشوف ملامحها ألاقي نظرة كره فيهم، غير كده ال حصل تحت وقربتك واللي عملته، مش قادرة  انسى نظرتها ليا مش بس هى كل الموجودين تحت بلا استثناء  نظرات الاحتقار في عيونهم،  مش هقدر اوصفها لك،  كل ده كوم  واللي عرفته كوم، جوزتك من قربتك ازاي متجوز ومراتك عايشه هنا في نفس البيت وتجيبني هنا. 

زين مقاطعها:  متقوليش مراتك دي طلقتي من أكتر من سنة  ،  إحنا مش متجوزين بمعنى جواز كان كتب كتاب وبس وهي طلبت الطلاق  لانها مش حاسة بالسعادة  معايا واني بالنسبة ليها شخصيتي ضعيفة، تخيلي انا كنت فاكر نفسي بحبها وكنت بتمنى ليها الرضا هههه تتخيلي بعد طلاقى ليها 
لا زعلت ولا اتأثرت غير على نفسي لان فضلت سنين واهم نفسي بحب محستوش،  تصدقيني لو قلتلك من لحظة ما شوفتك في اليوم اياه،  هههه يوم الجنية والعفريت وانا حسيت بشعور اول مرة أحس بيه فضلت يومين عنيكي خطفاني صوتك بسمعه حتى بمنامي، تخيلي عمرى لما شفتك وقفه مع شاب كنت هجنن مشاعر غريبة عمرى ما حسيت بيها غيرة خوف ما ارتحتش غير لما سألت جنات وعرفت انه من شركة العطور وقتها بس عرفت اني محبتهاش لان اللي يحب يغير على محبوبة من نفسه والشعور ده عمرى ما حسيت به معها. 

تبتسم له بسعادة وهي تستمع لكلماته ارتجف جسدها مع آخر كلماته 

زين:  انا تعبان جدًا وجسمي مكسر مش يلا بينا ندخل أوضة النوم نرتاح شوية. 
جنة بتوتر:  هو هو مفيش اوضة نوم تانيه و وكمان أنا مجبتش لبس. 
زين اختفت ابتسامته حاول الثبات:  انا معرفش فى اوضة نوم تانيه ولا لا انتي بنفسك سمعتي بابا في العربية وهو بيقول انه فرش القصر كله امبارح  وده اول يوم لينا كلنا فيه 
وعلى العموم لو مفيش اوض تانية هنام هنا عادي مش هتفرق، وبالنسبة للبس هنرتاح شوية وعلى بليل هخرج انا وانتي نشترى لبس لينا احنا الاتنين  اتفضلي ادخلي الاوضه وانا هغير وانام هنا. 
جنة بتوتر اقتربت منه:  انا آسفة مش قصدى ال وصلك بس قدر ظروفي احنا لسه مخدناش على بعض وكمان جوزنا جه بسرعه وانا مش مستعدة. 
زين:  انا فاهم كويس كل كلامك بس كنت حابب نتعود على بعض وحده وحده وده مش هيجي وكل واحد ينام في اوضه  بعيد عن التاني بس برحتك انا مش هفرض نفسي عليكي. 

بعد اذنك هدخل اغير جو وارجع تتفضلي تدخلي. 
جنة بصوت شارف على البكاء:  ز ز زين انت زعلت  بس انا. 
زين وظهره لها:  مزعلتش ولا حاجه  انا مرهق وبقالي كتير منمتش. 
تركها ودلف للغرفه يبدل ملابسة وهو يتمتم،  خرج بعد قليل يرتدى بنطال بدلته وقميصه:  ملقتش هدوم ليا جوه هنام كده وامرى لله تقدرى تدخلى تغيري وارتاحى شوية ان شآء الله هنخرج نجيب لبس بليل لينا احنا الاتنين. 
خطت جنه لداخل الغرفة تدور حول نفسها بانبهار بجمال الغرفة ورقتها وكبر حجمها وحجم التخت،  اسرعت بالخروج  منادية زين بعد أن جال بخاطرها  خاطر. 
جنة:  زين زين متنمش على الكنبة  شويه  بس هغير وشويه هفتح الباب وتدخل تنام على السرير ده طلع كبير وياخدنا احنا الاتنين وفي فيض كبير . 
زين بإبتسامة وفرحة غامرة:  اوك  ياريت تستعجلي انا بنام على نفسى مش قادر أقاوم. 
ابدلت جنة ملابسها وظلت بملابس خفيفه اتجهت لباب الغرفة تنادي على زين من خلف الباب واتجهت للفراش تستلقي عليه وتدثر نفسها جيدًا بالمفرش على الفراش لا يظهر منها شئ. 
يضحك زين عليها يحدثها:  ما كنت نمت بره احسن بدل ما انتي كتمه نفسك تحت الفرشه كده تجحظ عيناه وهو يرى وسادة تفصل بين جهتها وجهته ويبتسم على طفولتها،  ليقترب بهدوء ويلتقط الوسادة ويلقيها  أرضا بهدوء ويستلقي على الفراش بجوارها. 
ــــــــــــــــــــــــــــ. 
آمال إقتربت من زايد فور دلوفه للقصر مع الجميع  تطمئن على حالته يحدثها بصوت هادئ يرسم ابتسامة على وجهه مطمئنها، يجول بعينيه بين الجميع يسألها عن سيسيليا  اين هى لتهمس له مع علو صوت زينب وصرخاتها. 
آمال:  فوق نايمة تعبانة شوية لولي شفت العربيات دخلت القصر من فوق وجيت اطمن عليك مكنتش سبتها. 
زايد  يلتفت لها:  بهلع البنت عندها ايه وهي في أي دور  بالظبط. 
آمال في الدور الثاني جناح بتاعنا. 
يصعد مسرعا غير عابئ بحديث زينب وصراخها وخلفه آمال يدلف للجناح  تشير له آمال على غرفة نومهم ليدخل مناديا على ابنته التي هبت من نومها تلتقي بأحضانه. 
سيسيليا:  بابي  أخيرا جيت وحشتني كتير. 
زايد يضمها بقوة يستنشق عبيرها ويقبل وجهها يحدثها: وانتي كمان وحشتيني اوي اوي،   حبيبتي مالك ايه تعبك حاسة بإيه 
آمال:  شقوتها يا سيدى فضلت تعاند في زينب وزينه وتعوم في البسين الداخلى جوة القصر وتطلع تتمشى وجسمها كله ماية في القصر وترجع تعوم من تاني لحد ما اخدت برد شديد والحمد لله حرارتها نزلت. 
زايد بضحكه ونظرات بينه وبين سيسيليا:  امممم حصل ايه بينك وبين عماتك خلاكي تعملي كده معهم. 
سيسيليا تنظر لوالدتها التي تشير لها بالا تخبره سيسيليا  بتوتر من إشارات امها:  ماهو ماهو  محصلش حاجه  انا كنت بس فرحانه بالبسين وعمتو كل شوية تقول هتاخدى برد وكده. 
زايد اقترب من اذنها:  سيلا قولي الحقيقة. 
سيسيليا:  بهمس  مامي  واقفه مش عارفه اتكلم واقولك حصل ايه. 
زايد: اممم  اكيد عندك كلام كتير. 
سيسيليا:  ياااه  كتير أوى شوفلك حجه تخرج مامي وانا هحكيلك مصايب وحاجات كتير اوى اوى. 

زايد اوك:  آمال بعد اذنك  ممكن تجهزي الحمام بس بعد ما تطمني على حازم وتغيرله على الجرح في رأسه ورجلة نزف كتير. 
آمال بخوف:  ماله ابني حصله ايه وزاهر فين مجاش معاك ليه . 
زايد:   مفيش  حاجه خطيرة بس الجرح محتاج يتنضف  ويتغير عليه وياريت تجهزي له أكل  واي مسكن وهو هيحكيلك كل حاجه.  
آمال اسرعت بالهبوط تاركة الاب وابنته 
زايد ينظر لابنته بحب: سيسيليا  في ايه مخبياه عني. 
قصت سيسيليا له كل ما حدث بين سيدات العائلة من وقت تركهم بالمنزل و رحيله  حتى أتي بهم زيدان للمنزل. 
زايد ابتسم لها:  سيليا حبيبتي  انتي عارفه قد ايه انا بحبك وعشان بحبك هقولك حاجه مهمه انتي خلاص كبرتي ومبقتيش صغيرة ومن هنا ورايح اللي تسمعيه استحالة تنقلية ليا او لاي حد، الحاجة الوحيدة اللي تقوليه لو الكلام خطير ويكون سبب مشكلة تجي تحكي ليا انا او جدو وبس ومن هنا ورايح اياكِ تهددي البنات انك عرفتي أسرارهم، غير العند مع عماتك  ممنوع نهائي الكلام ده مفهوم. 
سيسيليا  :   فيها ايه  يابابا   أقول كل حاجه  بشوفها واسمعها لحضرتك والباقين هتعرفوا ازاي ال حصل.
الأب: فيها كتير اولا دى اسمها فتنة وده حرام وكمان الكل هيخاف يتكلم قدامك هيكرهوكِ وتبقي شهرتك فتانه ومفيش حد هيثق فيكي نهائيّ، ودى عادة مش كويسه  وهتذيد معاكِ لما تكبرى وربنا سبحانه وتعالى نهى عن الفتنة والتجسس، وانا لو سألتك عن ال حصل فده؛ عشان اعرف سبب تعبك، لكن لو اي حاجه في مدرستك او الشارع والنادى مش لطيفة حصلت معاكِ  تعرفينى انا وماما واخواتك زاهر وحازم اوك، وانا هطلب من ماما تفهمك  حاجه مهمه. 
ظل زايد يتحدث مع  ابنته حتى ذهب في النوم. 
ـــــــــــــــــــ
حمزة بعد هبوطة من الجناح الخاص  بزين  يجلس على الأريكة بصحن المنزل  وأمامه حازم  بعد دخول زينب ونورين للداخل بعد شجار بينهما وزينه خلف شقيقتها تحاول تهدئتها وبناتها  لغرفهم،  ينظر لحازم  يحدثه بسخرية:  العائلة  دى امرها غريب يا أخي، هو احنا هواء  شفافين مش شايفنا  محدش واخد باله إننا هنا  محدش سلم علينا ولا حتى  بصونا   وفوق ولا حد عبرني كل ال همهم الكونتيسة زهور هو  مش مفروض اننا بقالنا كتير غايبين. 

حازم:  حتى ماما  ولا أخدت بالها مني مع اني واقف وراء بابا على طول  كل اللى  همها بابا أخذته وطلعت على فوق. 

حمزة: هههه كدة اتأكدت اننا ولا حاجه  للعائلة دى، زين وزاهر  وغادير وزاد الست زهور هم محور اهتمام العائلة  غير كده كلنا هواء. 
ينهى كلامه على صوت آمال تنادي على حازم تقترب منه 
تتفحصه وهي تسأله عن زاهر أين هو. 
حمزة:  ههههه مش قلتلك. 
آمال:  حمزة أنت هنا تقترب منه تشير الى آثار لكمة على وجهه كيف  اصيب بها؟
حمزة:  بإبتسامة ساخرة  لا لسه هناك، في ايه يا خالتو انا هنا دخلت  انا وحازم  وراء عمى بالظبط،  بس نقول ايه من لقي أحبابه . 
آمال:  لا انت مش طبيعى فى ايه مالك كده. 
حمزة: ما هو اللي بيحصل  مش طبيعي، الواحد شاف يومين ما يعلم بيه غير ربنا، وكله كوم واللي عملة جدو كوم تاني. 
آمال: عمي عمل ايه مخليك محروق كده وده مش عوايدك. 
حمزة:  أنا قايم  اطلع اوضتي  مفيش حيل للتريقة والمناهدة  حازم قول لامك اللي حصل. 

آمال تشهق:  هي وصلت لكدة قول لأمك أنت استحالة تكون حمزة ، لالا مش قادره اصدق قول لامك نونونو انت  مش طبيعي ابدا. 
حمزة:  ماهو اللي يعيش معاكم يبقى طبيعى ازاى ولسه بعد ما جات الليدى زهروان شوفوا اللي هيحصل لينا. 
من أعلى أتي صوت استشاط غضبا بداخله ليصمت ويلتف لخالته. 
حمزة:  خالتو قوليلي اوضتي فين قبل ما ارتكب حاجه أندم عليها. 
آمال تخبره بغرفته ليخط تجاهها، لم يتمالك نفسه مما يسمع يلتفت لصاحب الحديث بغل. 
هبط الجميع من عند زين يهبط زيدان وايات للأسفل تاركين الجدين  مع زهور  جالسين في الردهة الفاصلة بين الجناح الخاص بزين والجناح الاخر. 
زيدان:  مالها العيشة معانا يا بشمهندس، وجدك عمل ايه  غير كل يوم يخرجكم من مصيبة شكل. 
حمزة:  بابا بعد اذنك بلاش الكلام ده دلوقتي، حضرتك عارف قصدي ايه، بس انا اللي أستاهل كنت شاكك في طريقته وحركاته مع الكونتيسة  ونظراتهم لبعض بس مكنتش مدى خوانه. 
آيات:  ما تفهمونا حصل ايه مالك يا بني  بدل ما تيجي تسلم عليا  وتطمني عليك داخل اوضتك كده ولا كأنك شيفني. 
حمزة ينظر لها بذهول:  ماما ارجوكي  معنديش قوة تحمل للمناهدة بلاش الدخلة دي،  كفاية اللي حصل لحد كدة بعد اذنكم انا تعبان وعاوز ارتاح. 

آيات:  تنظر في  أثره  تسأل  هو في ايه وماله حمزة  نتعصب ليه كده!؟، تلتفت سريعا لزيدان:  غادير مرجعتش معاكم بنتي فين!؟ 
ـــــــــــــــــــــــ

تقف خلف الباب تستمع لمن بالخارج تضع يدها على فمها تكتم صوت بكائها وصراخها الذي يخرج منها تخطو تجاه الفراش بخطوات بطيئة تشعر بأن المكان يضيق عليها، تصرخ وهي تدفن رأسها بالوسادة من شدة حزنها تحدث نفسها  تتخيل ما يحدث بالغرفة بينهما لتنتفض برعب .
"لا، لا مش معقول استحالة يعمل كده، اوعى تعمل فيا يا زاهر كده بعد ما صبرت السنين دى كلها تهنى وبهدلنى بالشكل ده، انا استحالة افضل هنا دقيقة وحده اموت نفسى ولا انى افضل دقيقه وحده على ذمتك"
لتهب فزعه من مكانها تتجه نحو حقيبتها تفتحها تبحث عن هاتفها، تتذكر انها لم تأخذه منه، لتقترب من الباب وهى تتذكر بأنه قام بوضعه على الطاولة بالخارج.
تفتح الباب بهدوء شديد تخطو خارج الغرفة، تتوقف وهى تراه ممدد على الأريكة، تخطو ببطء تعقد  حاجبيها وهى تلتفت للغرفة تجد بابها موصد.
تسلل بداخلها فرحة غامرة تكاد تنفلت ضحكتها من السعادة، لتضع يدها على فمها وتشير لنفسها بالصمت، تبحث بعينها على هاتفها مكان ما رأته قبل دلوفها الغرفة لم تجده لتبحث عنه بإحباط  وهي تراه جوار زاهر على الأريكه  قريب منه تخطو بخطى هادئة تقترب من الأريكة تحني جزعها  تنهدت بحزن وهي تتفرس بوجه زاهر دون إراده منها  تلمست وجهها بيدها بحب حتى تحسست مكان كدمة شعرت بقشعريرة بوجهه ابعدت يدها سريعا لتشهق مع وضع زاهر يده على يدها يضعها مرة أخرى على مكان الكدمة يحدثها بنعاس. 
زاهر:  سيبي ايدك زي ماهى الوجع خف بمجرد ما لمستيها. 
غادير:  ابعد ايدك عني وعندك عروستك خليها تحسسلك بأيديها هتخف علي طول. 
زاهر يعتدل فجاءة ويجذبها من يدها سريعا واجلسها رغم عنها فوق قدمة كلما حاولت النهوض  أعادها مرة أخرى وتحدث بحدة طفيفة. 
زاهر:  ممكن تسمعني  وتعرفي سبب الجوازة دى ايه في الاول بدل اتهماتك ونظراتك دى. 
غادير وهي تحاول النهوض وبحدة:  واضحة  يا دكتور  البنت احلوت في عنيك،  صغيرة وما شاء الله  غاية في الجمال عينك زاغت عليها. 
زاهر بعصبيه  نهض بها كادت ان تسقط أرضًا  اظن انتِ امتر وحدة عارفه ان ده مش من طبعي ولو على جمالها  اكيد في لندن  بنات اجمل منها بكتير،انت نفسك جيتي وعشتي فترة تعب جدى معايا ونمتي في اوضتي وعلى سريري وإنتي مراتي  قربت منك ولا لمستك مع ان ده حقي شرعي،  وأقربها امبارح وانتى معايا وبين ايديا  انا قربت منك غير بموافقتك.

غادير ببكاء وصوت عالي:  ما هو ده اللي تعبني انك تكون ضعفت لرغبة وحاولت  تعمل علاقة. 
زاهر بعصبيه:  انتي مجنونه انا معملتهاش وانا لسه محبتكيش اعملها وانا متيم بيكي وتعالي معايا عشان تتأكد بنفسك 
  يجذبها من يدها ويسير بإتجاه باب غرفة جنات وقبل أن يفتح بابها جذبت غادير يدها منه، ليشير لها بالصمت وأن تأتي معه دون حديث،  يفتح الباب ويدلف وهو يجذبها  يقف على بعد خطوة واحدة من التخت ليشير لها بأن ترفع طرف الشرشف من جههة اليمين وان تنظر لجسد جنات. 
غادير باستغراب من طلبة تهز براسها بلا والتفت للخروج  ليقوم هو برفعه   ويدير وجهها  تنظر لما يشير عليه تفزع مما رأت وتسرع بالخروج من الغرفة ليعيد الشرشف مرة إخرى ويخرج خلف غادير التي تقف على بعد خطوات 
من الغرفة تتنفس بسرعة ولوعة في معدتها وجسدها ينتفض. 

زاهر من الخلف:  شفتي بعيونك  حالة جنات  شفتي ايديها لونها عامل ازاي شفتي الجرح  بينزف رغم الخياطة  ، عشان بس متقوليش احلوت ومحلوتش  وحاولت اعتدى عليها عشان رغبة ولاشهوة  دلوقتي تسمعيني  ليه اتجوزتها وجبتك معها هنا والسؤال ال شغلك  دكتور  حسن علاقته ايه  . 

بداية انا لما شفت ايد جنات ومع الخياطه لقيت  شكل الجلد غريب ولون دم  الجرح وريحة الجرح نفسة مش طبيعية حاولت أكون طبيعي ومبينش حاجه لاختها قلت الجرح اتجرثم واتلوث وده فعلا حصل وسالت جنه عن مرض وراثي للعائلة  اكدت انه مفيش، طلبت منها تبدل لبس جنات واكيد هكون موجود بساعدها واتاكد من شكوكي لما اشوف دراعها كامل ولون جلد جسمها  لكن جنة اتاخرت هي وزين وانا فضولي وشكوكي زادوا مبقتش قادر وخصوصا الغرز تعتبر انفجرت ونزفت  كتير والمرة دي  الدم كان لونه  جدا ويعتبر متجلط بنسبة كبيرة،  بعد ما نهيت خياطة الغرز وتضميد الجرح قررت ابدل لبسها انا واكتشف اللي شفتيه  بنفسك. 

ليه ما قولتش الكلام ده  وقررت  اتجوزها لسببين مهمين  واحد فيهم مش يتجزأ عن التاني   :  جدو  كلامه وشكة وعدم تصديقه ليا خلاني اهو ده وانا في ضميري هخرج افهمهم  الحقيقة وبعدها اللي عايز يتأكد كنت هخليه يدخل يشوف بنفسه  لكن لما خرجت ولقيتك وقفة وكمان شكه فيا ورفضة تسمعيني  وقتها اتجرحت جداً حسيت اني مفرقش معاكِ و قررت اني  هقول الحقيقة واخليهم يتأكدوا من صدق كلامى  بما فيهم انتِ ولما تتاكدى انك ظلمتيني وقتها بس انفذ طلبك وارمي يمين الطلاق  وهرجع انجلترا  ومش هنزل مصر تاني أبدًا،  سبحان الله وقت ما دخلت لأهل البلد ولسه هنطق لسانى متحركش جه قدام عيني من كام سنه لما جدو تعب وحالته كانت خطر مين اللي  كان بيمرضة   وواخد باله منه لحد ما فاق ورجع  وحده وحده. 
غادير:  ايه وجه الشبة في الموضوع. 
زاهر:  ببساطة جنات عنديه حتى مع نفسها ومرضها،  بدليل انها كانت بتتألم لكن تتحامل على نفسها عشان اختها جنة وممكن  المها من فترة طويلة وهى مش مبينه لأهلها، صحيح ده تخمين مني لكن  شخصيتها تأكد ده ،   هتقولي انتي دخلك ايه هقولك غادير جنات للاسف بتعاني من اكتر من مرض السكر وده اكيد مكنتش تعرف عنه حاجه  كمان  العصبي المحيطي لليد و الشريان المحيطي فوق كده  تجلطات دموية بتمنع وصول الدم  للأطراف اليد  غير اني شاكك في حاجه كمان دكتور حسن اول ما اتصلت عليه وشرحت له الحالة بالظبط  قال من غير ما يشوف الحالة أن الايد لازم تتبتر 
عارفة يعني ايه طبيب يقرر قرار زي ده  من غير ما يكشف على المريض أو يشوف اشاعة او تحليل جزعه من خلايا الايد  فقط عن طريق  شرح جزء من الاعراض  ده معناه ايه. 

غادير بشفقة:  لا حول الله  يارب   طيب  انا برده مش فاهمه  انا دورى ايه. 
زاهر:  انا مش هقولك قلبك كبير  ولا ده خير ولا هستغل تأثرك ببساطة   أنا محتاجك معايا في علاج جنات الفترة دي، ترفعى من روحها المعنوية تخففي المها بوجودك جنبها. 
غادير  :  الموضوع مش محتاج كل اللفة دي، كان فيك تطلب من اختها  كل ده. 

زاهر:  تتخيلي وحده عشان ما تبينش لاختها تعبها وتقلىقها تتحمل  كل الوجع والالم هتبين حاجة لاختها، للاسف  انا  عطيها دلوقتي مخدر  قوى عشان الالم  وتنام فترة طويلة  لأن مقدمناش وقت على بليل دكتور حسن هيكون جهز كل حاجه يبعت اسعاف مجهز تنقلها  وبصفتي جوزها هوافق على الإقرار ونعمل العملية. 
غادير:  هتقطعوا اديها مفيش حل تاني. 
زاهر:  للأسف هو ده الحل الوحيد لو استنينا يوم  الحالة هتدهور، ومفيش مسكن ولا اي مخدر هيعمل مفعول. 
غادير بتردد:  طيب مش لازم تعرفها، الصدمه هتكون قوية لو عملت العملية وفاقت ملقتش ايديها. 
زاهر:  للأسف  مش هتوافق مين هيوافق ان ايد كاملة تتبتر من جسمه غير شهور من الألم وجلسات التأهيل النفسي لتقبل الموضوع، لو كان في وقت كنت بدات بيها لكن حالتها متسمحش بتأخير ساعة واحدة ممكن الغرز تنفجر مرة تانية  وتنزف من جديد ووقتها حالتها هتكون خطر جداً. 

غادير بشفقه وحزن:  طيب اخر سؤال بعد ماتعمل العملية، هتعمل ايه معها هطلقها وتسبها ولا هتعمل ايه. 
زاهر بتفكير :  لو قلتلك مجاش في بالي نهائي ولا فكرت فيه، بس أكيد ده سؤال سابق لأوانه انا مش هقدر اقول هستمر أولا ولا هقدر افكر في اي موضوع غير نجاح العملية واتاكد ان الاصابة دي في ايد واحده مش هيتنقل ايدها التانيه او باقي جسمها انا كل اللي يهمني  نجاتها من مرض للاسف نادر ومش متوفر معلومات كتير عنه. 

غادير  بترجى وصوت مؤثر :  أنا موافقه  بس ممكن طلب ارجوك تنفذه،  بلاش تعمل العمليه من غير ما تعرفها  بلاش الصدمة دى حاول تمهد ليها الموضوع بطريقة سهلة  حتى لو قلتلها  انها تدخل عملية تنظيف للجرح وخياطة جديدة ونظيفة،  وبعد ما تخرج  من العملية هتفهمها وحده وحده والصدمة متكونش قوية عليها  . 

زاهر إقترب منها يضمها إليه:  ما خيبتي ظني يا غادير قلبك الطيب ومشاعرك النبيله فوق كل الاعتبارات واوعدك أول ما نوصل المستشفى هطلب دكتور نفسي وكمان دكتور حسن  يشرح لها الموضوع ويسهل عليا،  ممكن انا اطلب طلب  واعتبريه رجاء انا مرهق جداً ومحتاج ارتاح وقت كافي قبل ما ادخل العمليات. 
غادير تبتعد عنه  :  فيك تدخل الاوضة ال كنت فيها وترتاح وانا هفضل هنا ولو كنت قلقان اني امشي اوعدك انى. 
قاطعها زاهر:  أنا راحتي معاكي وجنبك كل طلبي انك تكوني جنبي لحد ما اروح في النوم.
دلفت غادير للغرفة على مضض تمدد زاهر على الفراش وهي جالسه متكئة على يدها تملس على شعره حتى ذهب في نوم عميق. 
ـــــــــــــــــ
وائل صعد السيارة يتمتم بكلمات غير واضحة يلتفت له  الغفير الجالس  بجواره يسأله عما يشغله.
وائل متمتما: لا عبدالرؤوف ده خطر  عليا مش هستحمل وجوده في البيت اكتر من كده تلات ايام مخرجوش من الاوضة  هو حر في صحته لكن انا ذنبي ايه اسمع الكلام اللي بيقوله  قلقان على أمي  من ايه  يا وائل  أنت نفسك أثبت من كلامه ،  ومن غير ما تقلق هي باينه يا اخي مخرجتش من الاوضة  ولا اكلت ولا شربت  ونسيتك انت شخصيا. 

الغفير:  كفالة الشر يا عمدة  حصل ايه  وخدك كده. 
وائل:  هو وكلامه. 
الغفير:  مين ده وانا  اكدره في المخزن لحد ما يتربي. 
وائل: ها مش مهم دلوقتى  اسمعني كويس هقولك ايه عارف البيت بتاع  عادل ذاكري بتاع مجلس الشعب  .
الغفير: ايوة عارفة.
وائل: تروح ليه البيت وتطلب   تقابله  وتقوله ان العمدة طالب يقابلك عند بيتك الجديد في طرف البلد تقولة كده وتيجي طوالي عند الخص تقولي قالك ايه  . 
بعد قليل  توقف بالسيارة على جانب الطريق  هبط العفير قرب منزل عضو المجلس ورحل وائل تجاه مكانه المفضل 

يوقف السيارة  وقبل ان يترجل منها  لفت انتباهه وجود أحد قرب  مكانة المفضل يتمعن النظر به  يومئ برأسه وابتسامة ساخرة لاحت بوجهه تمتم.
وائل: والله  حاجة ليها العجب ناس ليهم عبد الرؤوف وناس ليها وصفة، يترجل من السيارة  يسير باتجاهها يلقى السلام عليها لتسرع تعتدل بوقفتها وهي تسقي ورودها بالماء  تبتسم له  وبعد وقت من السلام والحديث عن الأحوال قص وائل عليها ما حدث ليلة أمس بعد عتابها عليه بعدم الأتصال عليها كما أخبرها، ظلوا وقت على تلك الحالة يتحدثون عن ما صار وعن ما اتفقوا عليه من البعد عن  اي مال خاص بشفيق،  ابتسم بإعجاب على حديثها وطريقة تناولها لما حدث  وترتيب الأحداث. 

وصفة:  انا متأكدة من وجود سر وراء موافقة الدكتور على الجواز بالشكل ده  حسب كلامك  ده يا امه ينتقم من البنت وده بسبب الكبر ال عنده وياما حبها فعلا وحب يكمل معها 
غير كده  في حاجه  مش وضحة حاسة انه خاص بحالة البنت امكن صعبت عليه يتيمة والموقف صعب وخصوصا ان اهل البلد كلهم ضدها هي واختها. 
وائل:  معاكِ في جزء پ  كلامك مظبوط شخصية زاهر غريبة شوية ثقته وقت ما دخلت عليه وخناقة مع أهل البلد وطريقته بالكلام  يأكد كلامك. 
ظلوا يتحدثون حتى أتي الغفير وأخبر وائل أن عضو المجلس ينتظره بالمنزل كما أخبره.
نهض وائل من على الأرض  يشير للغفير بالرحيل ويمد يده لوصفة  يساعدها على الوقوف  لتضع يدها  بيده لينظر لها بذهول وفور وقوفها ابعد يده سريعا وطلب منها الرحيل لأن لديه موعد هام، رحلت  وصفة  أمامة تتسأل عما أصابه. 

وائل:  منك لله يا عبدالرؤوف  عملتلي  خبله بمخي وبقيت اقارن بينك وبين البنت،  انا لازم اقنع الراجل بالبيع بأي ثمن. 
بعد دقائق وصل وائل  منزل الرجل وبعد ترحيب  تحمحم وائل عدة مرات وتحدث. 

وائل  :  شوف يا سيادة النائب انا هدخل دغري من غير رغي كتير وكلام لا هيودى ولا يجيب انا سمعت انك عاوز تبيع البيت ده وفي ناس كلموني اتوسط ليك يشتروه وانا عشان عارف قد ايه انت تعبت فيه وصرفت فلوس كتير السعر اللي هتقولة هذود عليه خمس تلاف جنيه كمان لو بمليون يبق مليون وخمس الاف والدفع كاش بس نكتب العقد حالا من غير كلام كتير ولا حلفنات.

الرجل:  بحيرة مين وصل لحضرتك اني ببيع البيت ياعمدة انا بفكر أحوله لمدرسة خاصة و.
العمدة: بقولك ايه يا حضرة النائب بلاش شغل التذويق ده انا جبتلك من الاخر تخليك دغرى وقول سعرك انا عارف كل حاجه ومردتش ادخلك في شغل الفصال وزودتك بس انت مش عجبك الكلام يبقى نروح  لبيت الحاج سلمان ابو عابد  ننهي معاه موضوع البيت مع الست ونخلصوا وهي ترضى باقل من السعر ال هقولة بكتير. 
النائب:  ليه كدة يا عمدة انت عارف ان انا ليا النسبة الكبيرة وهي يادوب الربع. 
العمدة:  ربع ربع وقتها هتضغط عليك وهتوافق بالبيع ماهي العضوية قربت ومش من مصلحتك الناس تعرف  بخلافك مع شركتك وانك كتبت ليها ربع البيت مهر قبل الجواز. 
النائب  :  لا انت كده عندك معلومات كتير يا عمدة وبنا اللعب على المكشوف انت عارف انها لعبت عليا هي واخوتها وفي الاخر لقوا عريس تاني قالوا يستفيدوا منه  هو كمان فشرطي اننا هنبيع بسعر بيني وبينك ووقت الدفع هتدفع ليا قدمهم مبلغ اقل بكتير وكده يبقى اخدت حقي منهم مع انه مش حقهم بس الواحد مابيتعلمش بالساهل. 

العمدة:  وانا موافق شوف عاوز قد ايه واتفق معها وحضر عقودك وفلوسك هتوصلك البيت قبل ما العقد يتمضي، نقره الفاتحة وتليفوني معاك اتصل بيا وقت ما تظبط العقد  وآه اكتب العقد بأسم والدتي. 
اتفق وائل  معه على كل البنود الخاصة بالعقد وعاد وائل لمنزله وقبل ان يفتح باب المنزل حدث نفسه. 
وائل  :  طيب دلوقتي  لو لقيتهم لسه في الاوضة هعمل ايه وهعرفه ازاى بموضوع البيت والراجل ال اتفقت معاه.
يفتح الباب: ماهو مش هيفضلوا في الاوضة العمر كله.
بمجرد ان خطى للمنزل اتجه لغرفة رؤوف ودق بابها عدة مرات لم يأتية أي رد  عاود مرة أخرى  أشد مع مناداته باسم والدته عدة مرات ورؤوف ينتابه قلق شديد يفتح الباب  يقف مذهولا من حالة الغرفة والفراش يخرج منها متعجبا.
وائل: هم راحوا فين  وايه اللي عاملينه في الأوضة دى دول لو في حرب الفرش مش هيتبهدل كده، بس السؤال دلوقتي  راحو فين  . 
يرفع رأسه لاعلى ويصعد الدرج سريعا  ويقف أمام غرفة والدته وقبل أن يدق بابها  يستمع لصوت بداخلها  ليدق بابها بحدة طفيفة يكاد يحاول أن يتمالك أعصابه.
رؤوف: غرفتك تنعش القلب متلك يا الغالية لطيفة وحنونة والواحد ما يشبع منك والود ودي ما اتحرك من فراشك لحظة واحدة.
روحية: بس بقي انت متعبتش احنا جينا هنا عشان نرتاح ونام شوية ومفيش فايدة فيك كلامك الحلو وحركاتك موقفوش من وقت ما دخلنا.
رؤوف: والله غصب عنى مو بإراتي بمجرد ما انضر وجهك الجميل واستمع لصوتك جسدي يشتعل وما اقدر أقاوم كاني مراهق  لاول مرة يكون حده مرة ما بيقدر يقاوم ولا يشبع متل هذا الأن ما قادر اقاوم وبدي  مرة تانيه.
روحية: تانيه ايه قول عشرة  كفاية انا خايفك تتعب ارتاح شوية  على ما انزل اجهزلك لقمة تتقوى بها.
وائل بغيرة:  خايفة عليه  وابنك اللي مااكلش من يومين ولا فارق معاكي  وايه الجدع ده بيجيب صحة منين  والله ما انا مهنية لا على نومه ولا على أكلة  ويلا بقي  هو يدلع ويرتاح وانا ولا حد مدور عليا  . 

تنتفض روحية من شدة خبطات الباب ومنادات والدها لها تجذب مفرش الفراش علي جسدها تنظر لرؤوف  تحدثه بهمس:  ده وائل  رجع هنعمل ايه  دلوقتي  . 
عبدالرؤوف:  هدى هدى  ولا يكون في بالك شر انا احدثه واري ويش يريد. 
روحية:  انا مكسوفة اوي منه يعني يعني. 
رؤوف:  وليه الخجل انتي تزوجت على سنة الله ورسوله وما عملنا شيء نخجل منه  هاد طبيعي بين أي زوجين.
ينهض من جوارها يرتدي جلبابه ويخطو تجاه باب الغرفة وهو يحدث وائل بأن يتوقف على الخبط  وأنه قادم. 
عبدالرؤوف:  جيتك ياخي توقف على هد الباب جيتك خلاص.
وائل: انا لو اطول اقلع الباب من مكانه هعملها.
يبتعد خطوات مع فتح رؤوف الباب  ليحدثه وائل سريعا ويهبط الدرج.
وائل دون أن يعطي رؤوف فرصة للحديث فور  رؤيته يفتح الباب:  معلش ازعجتكم  بس قلقت كتير بقالي فترة بخبط علي باب اوضتك  ولما ما لقتش رد قلقت عليكم قلت أجي اشوفكم هنا بس ما سمعتش ليكم صوت قلقت بزيادة  ومن خوفي خبطت جامد، وعلى العموم ياريت تحصلني على تحت عشان انا اتفقت مع صاحب البيت اللي قولتلك عليه والراجل مستنينا نروح ليه بالفلوس عشان نمضى العقد.

بعد قليل هبط عبدالرؤوف برفقة روحيه لنظر وائل لهم وهم ممسكين بيد بعضهما يحدث نفسه:  لا احلويتي يا روحية وصغيرتي يجي عشرين سنة، وشك نور وضحكتك من الودن دى للتانية  عمل فيكي ايه الجدع ده  دلوقتي  هقولهم ايه واسلم عليهم ازاي ابركلهم ولا اتكلم في موضوع البيت على طول،  طيب لو بركتلهم أقولهم ايه صباحية مباركة ولا الف مبروك،  دي حاجه  تبرجل المخ وتخلي الواحد يروح السرايا الصفرة برجليه. 
يفيق وائل من شروده على صوت رؤوف وهو يساعد روحية بالجلوس على الكرسي. 
رؤوف:  إجلسي يا الغالية  ارتاحي لحظة فقط  هدش داري اجيب  المصارى وبرجع حالا مو هتأخر عليكي. 
وائل:  لنفسه الجدع ده ناوي يجلطني بعمايله  دى انا لو هدفع فرق فلوس من جيبي هدفع بس ما اقعدش معاه في بيت واحد أكتر من كده. 
بعد دقيقة واحدة عاد ومعه الصندوق التي أرسلته زهور مع وائل من ايام  يعطيه لرو حية:  آسف يالغالية نسيت والله اعطيك حليك مع انه مو من مقامك لكن اوعدك  ارجع  بيتي بالقاهرة  ووقتها حلالي كله تحت رجليكي.
روحية بحب: تسلملي انا م عاوزة  دهب ولا غيره انت عندى بالدنيا كلها.
وائل ينظر لحديثهم  بذهول ليهب واقفا ويتحدث بعصبية: لا كدة كتير ده مش هو بس اللى ناوي يجنني حتى أمي ولا فارق معها وجودى.
رؤوف: شو فيك يا وائل انطرني لحظة قبل ما تخرج جاي وياك ننهي عقد الشراء  بدي انتقل للبيتي عشان اخد راحتي هنا مو انا واخد.
وائل يضرب كف بأخر  ويتحدث وظهرة له: عاوز ترتاح أكتر من كده ايه، البيت اللي كان بيشفي  من العمال والخدنين بسبب راحتك دى مفيش ولا نفر دخل الدوار وجه، انا اللي عاوز اخلص وارتاح منكم.

بعد ساعات من خروج وائل وعبد الرؤوف: عادوا جميعا بعد انتهاء الشراء واسرع رؤوف دخول المنزل متاديا على روحية: يا الغالية وينك.
روخية قرب طاولة الطعام: انا هنا عند السفرة تعالي عملتلك لقمة تتقوى بها.
وائل يقف عند الباب يستمع لحديثهم وهو يضرب برأسه بحلق الباب: اقسم بالله ما انا نايم النهارده الا لما افرش لهم البيت بتاعهم ويفكني انا خلاص مش مستحمل  جبت أخري منهم، ليعاود الخروج من المنزل 

ــــــــــــــــ
يجلس الجد  مقابل الجدة التي تضم زهور يبتسم وهو ينظر لهن ويتحدث محاولا إخفاء غصة بقلبة لاحت أمامه ذكرى مشابه لزياد  وخالته زهروان  تضمه وتتشبث به بعد نجاتة من موت مأكد بعد جرح نفسة للخلاص من الحدبة بظهرة،  يعود من تلك الذكرى المؤلمة  ويقف. 
الجد:  لا كده كتير عليا  الجدة وحفيدتها أجمل من بعض محتار ابص لمين فيهم،  فأخذها من قصرها وانزل الجناح بتاعنا ارتاح شوية على ما وصلة الجدة  تأخد بالها إن الجد غيران وعاوز شوية حنان  اللي مفتقده من عشرين سنة ما شفهوش. 

ابتعدت زهور الحفيدة  واختفت ابتسامتها  تحدثه بسرعه   :  بعد اذنك يا جدي  انا عاوزة طلب من حضرتك  بس ياريت توافق ومترفضتش غير لما تسمع وجهة نظرى

تعليقات



<>