رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثامن والتسعون98بقلم مني عبد العزيز

رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثامن والتسعون98بقلم مني عبد العزيز

خد بالك مش كل اللي تشوفه وتسمعه بكلام الناس دليل على حسن نواياهم وصدقهم فى ناس تصدقها بمجرد ما تتكلم وناس دايما يكون جواك تخوف منهم وتقول مش مرتاح ليهم مع انهم يثبتوا انهم رقم واحد وعكس فكرتك عنهم وفي ناس تانية يقنعوك بصدقهم وحلاوة كلامهم  انك اهم شخص عندهم عكس اللي في قلوبهم. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم 

غادرت زهور القصر في طريقها للبلدة بعد يوم حافل من التجوال على المحلات مع غادير ومساعدتها  في شراء فستان زفافها وباقي جهازها  أصرت زهور على الذهاب لزفاف وائل فور الإنتهاء من شراء ما تريده غادير وبعد جولة صباحية في عدة محلات اختارت غادير فستان زفاف بسيط وشيك وفي طريقهم لاختيار باقي مستلزماتها  لفت فستان رقيق إنتباه زهور توقفت لحظات أمامها وأكملت تجوال مع غادير التي دلفت الى محل بجوار ما توقفت أمامه زهور لتعود لها تبحث عنها.

غادير: زهور واقفه عندك كده ليه تعالي شوفي كده انا عجبني كام لانجيرى هنا جنان.

زهور: ها  مفيش انا كنت بتفرج على حاجه وريني كده ايه اللي عجبك.

أشارت غادير على مليكان  يعرض عليه أحد اللانجيري تلتفت لها زهور بدهشة.

زهور: هو ايه اللي عجبك في البتاع ده.

غادير: تهمس لها  وطى صوتك الناس بتبص علينا، وماله مش عجبك فى ايه ده شيك وماركة عالمية كمان وخامته عالية جداً.

زهور: هو ده اللي فارق معاكي ومش وخده بالك انه قصير اوي ومقطع من كل ناحية هيدارى ايه ده لبسه زي عدم لبسه.

غدير: بس بس خلاص هشوف غيره، مع انه عجبني جدا جداً، انتي غريبة يابنتي طيب شوفي.

تذهب للبائعة تطلب منها اللانجيرى التي تحدث زهور عنه 

وتضعه على زهور شفتي شيك ازاي والمتريال بتاعته تحفة.  

زهور:  ابعدى يا بنتي البتاع ده عني ده على الهدوم وحاسة اني مش لابسه هدوم.

غادير.:  يا بنتي انتي غريبة جداً في ستات بتلبس فساتين سواريه  عريانه عن ده. 

زهور: استغفر الله العظيم  دول كاسيات عاريات ربنا يبعدهم عنا ويبعدنا عنهم  اسمعيني يا قلبي  انا عندى فكرة اختاري انتي كل اللي يعجبك وانا هستناكى بره، اتفرجي براحتك واختاري اللي يعجبكبس الله يكرمك، ياريت متتأخريش صلاة الجمعة خلاص خلصت وانا عايزة اصلي والحق اروح البلد وكمان نسلم على عمي زايد وخالتي  آمال قبل ما امشي.

غدير: اوك زى ما تحبي.

زهور تخرج من المحل تهز رأسها وتبتسم بعفوية وهي تحدث نفسها:  والله  حاجة تجنن عروسة بتجهز نفسها يوم فرحها وعرسها راح يشوف مراته التانيه والاغرب ابو العريس وأمه مسافرين شئ لا يصدقه عقل عائلة غريبه والله. 

تنظر في أثر أحدهم خيل أنها تعرف هذا الشخص، ترفع كتفيها وتحدث حالها:  حمزة معقولة هو لا اكيد حد شبهوه، 

تدخل المحل التي رأت به الفستان الذي أعجبها أشارت لفتاة تعمل بالمحل عليه بعد دقائق خرجت من المحل عائدة لغادير التي لازالت بمحل اللانجيري اقتربت منها تصرخ عليها  وتخبرها  تأخرهم، أنهت غادير  مشترواتها  وحملت ما اشترته  بمساعدة زهور وغادروا المول عائدين للقصر،  دخلت زهور غرفتها  وصعدت غادير لجناحها مع زاهر رتبت ما أحضرته بسعادة وهبطت للدور الأرضي  بعد اتصال والدتها عليها تخبرها بحضور الميكب ارتست.

زهور وضعت ما تحمله في يدها على الفراش ودلفت الى مرحاض الغرفة  اخذت حمام وخرجت أبدلت ملابسها وارتدت ملابسها وأدت فرضها وهندمت ملابسها وحجابها وغادرت غرفتها متوجهه لغرفة جديها طرقت باب الغرفة ودلفت بعد سماعها صوت جدها ينادى عليها ويطلب دخولها

تدخل زهور ترسم إبتسامة صافية على وجهها تتسع بمحبة وتنظر للارض خجلا من حديث جدها وضحكات الجدة على خجلها.

الجد: ادخلى يا زهروان  خبطتك  على الباب بميزها من  وسط كل اللي في البيت يقف من مكانه يطلق صفير من فمه بعفويه وهو يمتدح جمالها وشياكتها. 

الجد: ايه الجمال والحلاوة والشياكة دى يا زهرة، انا عنيا مش قادر افتحها من النور اللي هالل علينا، زهور، الا ليت الشباب يعود يوما  ينظر لها مطولا ويعاود الحديث لا لا زهروان انا استحالة هوافق انك تروحي الفرح ده  . 

زهور بخوف:  ليه يا جدي ما حضرتك كنت موافق. 

الجد:  ما هو يا بنتي يا تتحسدى على الجمال ده، يا هتجنني الرجالة اللي في الفرح ومش بعيد يطلبوكي للجواز يااما هيطلقوا ستاتهم بسببك. 

الجدة: قول انت في الاول بسم الله ماشاء الله وان شاء الله ربنا يحميها، زهرتي  وخده جمال وحلاوة سلسبيل ورقة وطيبة زياد.

الجد: الزهرة الصغيرة نسخة  من زهرة الكبيرة  مش هنسي اول مرة شفتك فيها واحنا شباب، زهروان وهى دخله علينا فكرتني باليوم ده نفس الجمال والابتسامة اللي منورة وشها وخجلها كانى ده حصل من كام يوم يومها جننتني مقدرتش اتحمل حد يبصلك ضربت نص الشباب  اللي كانوا موجدين بما فيهم عبدالرحمن أخويا.

زهور الجدة: يااه متفكرنيش يومها اللي عملته محدش يصدقه، تعرفي جدك عمل ايه عشان اروح البيت، اتعمد يخبط بالجرسون وهو بيقدم المشاريب وقع كل العصير على فستاني خلي شكلى زبالة،وياريت اكتف بكدة.

زهور: بفضول  عمل ايه بعدها. 

الجدة:  جه ورايا البيت وطلب ايدي وممشيش غير وهو كاتب كتابنا  ومصمم ياخدني معاه البيت ولولي بابا مسك اعصابه واقنعه اني لازم نعمل فرح وقريبنا يحضروا مكنش مشي. 

الجد يمسك بيد زوجته يقبلها ما انتي خطفتي قلبي وعقلي من لحظة ما شفتك متخيلتش ان  قلبي يتخطف بالشكل ده وانا العاقل اللي حياته كلها شغل ولسه قلبي ينبض بحبك وعقلي مش شايف غيرك. 

الجدة: ربنا ما يحرمنيش منك يارب ويخليك ليا. 

زهور محمحمه:  طيب  انا هستأذن بقى  واللحق  امشي  وماكونش عزول ولا مقطف هنا. 

الجد: هههه  اه يا شقيه تعالى هنا  قوليلى هتروحي ازاي. 

زهور:  هاخد تاكسي للمحطة ومنها أي مواصلة للبلد. 

الجد:  انتي بعقلك يا بنتي  ده انتي  هتسببي كارثة في البلد لو مشيتي  ااقل حاجه تنخطفي يا اما  هتجنني كل اللي يشوفك،وتعالي هنا  بقي زهروان الغمراوي صاحبة أكبر سلسلة فنادق وشركات ميكونش عندها عربية خاصة بسائق يوصلها منين ما تروح.

الجدة:  متقلقنيش على البنت، تلتفت لزهور،  مبلاش المشوار ده يابنتى كلام جدك قلقني. 

زهور:  جدي بيهزر يا ستي ما انا طول عمري بطلع وبروح واجي لوحدى والناس بتشوفني عادي يلا بعد اذنكم همشي  عشان ارجع بدرى واحضر فرح غادير ونورين. 

الجد:  انا مش بهزر يا زهروان أنا بتكلم بجد انتي سبحان الله النهاردة غير كل يوم بفستانك الجميل ده  وحجابك اللي زاين وشك مغطي نص فستانك، ينطقوا عليكي يابنتي انا خايف فعلا عليكي وطالما انتي مصممه تروحي يبق حد من ولاد عمك يوصلك. 

زهور:  جدي متقلقش انا متعودة وكمان ولاد عمامي مشغولين زاهر فرحة النهاردة وحازم وحمزة مشغولين معاه وبالتجهيزات فبلاش أتسبب في مشكلة و اكون عبئ عليهم عشان متقلقش ايه راي حضرتك السائق الخاص بحضرتك هو اللي يوصلني.

الجد:كده كده الاسطى عبدالله هيوصلك بس بردة لازم حد معاكي.

زهور: سيبها على الله يا جدي يلا سلام  بقى اتاخرت اوي. 

الجد:  استني اوصلك للعربية وكمان في هدية عاوزك توصليها للعمدة، نقوط ليه وشكر على اللي عمله مع ولاد عمامك. 

خرجت زهور مع الجد يبتسم على هيئة كل العائلة عند رؤيتهم لزهور بفستانها الوردي ذو الورود البيضاء رغم بساطته وفضفاضة علي زهور والحجاب الوردى عليه جعل زهور مثل الفراشة تخطف العين بجمالها. 

زهور بعد اذن حضرتك يا جدي  هروح اسلم على عمي زايد على ما تجيب الهدية. 

صعدت زهور لجناح عمها زايد دقت الجرس الخاص به وفتح زايد  الباب  زهور تقف مذهولة  تبتسم وهي تراه يرتدي جلباب أبيض وهو تسمر مكانه  عينيه لا تحيد عنها تمد زهور يدها تسلم عليه وتخبره بانها سوف تذهب للبلدة لحضور زفاف وائل، وانها ارادت السلام عليه خوفا من سفرة قبل عودتها من البلد،  مد زايد يده لها وعيناه ممتلئة بالدموع وضع يده الاخرى على قلبه يشعر بنغزة به يبتسم لها ويوم برأسة غير قادر على التحدث ابعد يده عن زهور مع اقتراب سيسيليا وآمال تهدئها وتحدث زايد بإقناع سيسيليا التوقف عن البكاء،تقترب زهور من سيسيليا تحدثها ويجلس زايد على أقرب كرسي  بعد أن تراخت قدماه.

زهور: سيلي مالك ياقلبي ليه البكى ده كله بابا وماما مسافرين كام يوم وراجعين بالسلامة.

سيسيليا: ببكاء اول مرة يسبوني هم الاتنين انا هعيش ازاي من غيرهم الكام يوم دول.

زهور:  انا معاكي وغادير وحازم   وكل العائلة. 

سيسيليا تزيح دموعها وهي تنظر لزهور وبعفوية:  انتم كلكم هتخرجوا وتسبوني انا هفضل لوحدى وكمان انتي هتمشي وتروحي  لقريبك  بابي ومامي هيسافروا ومحدش بيفكر فيا.

آمال: ازاي بس وخالتو آيات وحازم وزاهر وغادير ونانا وجدوا والباقين. 

سيسيليا تتجه إلى زايد الجالس يتنفس بالم: بابي خدني معاك الحج.

زايد بابتسامة: سيلا حبيبتي لو كان ينفع مكنتش اتاخرت وبعدين مامي وزهور قالولك أنتِ مش لوحدك والكل هيهتم بيكِ وانا هتصل بيكِ كل ساعة اطمن انا ومامي عليكِ. 

زهور:  طيب عندي فكرة ايه رايك وانتِ قمر كده تيجي معايا الفرح في البلد ده بعد اذن حضرتك ياعمي  انتِ وخالتي آمال لو مفيش مانع منها تسلي معايا ومنها تسافروا وانتم مطمنين .

آمال بتحفظ وسخرية: خالتي آمال  لا طبعا مينفعش وأكيد في مانع  سيلا مش هتعرف تتأقلم معاكِ وهتقيد تقيد حركتك ومش هتاخدى راحتك . 

زايد بتفهم يتحدث بإبتسامة لسيسيليا : سيلا اهدى يا حبيبتى ايه رايك في كلام زهروان تحبي تروحي معها. 

امال بحده: انت بتقول ايه يا زايد.

زهور بحزن: بعد اذنكم انا اتاخرت.

ينظر زايد بعتاب لزوجته ويتنهد بحزن ويغمض عينيه، يفتحهم ويقف مع حديث زهور يبعد ابنته قليلا عنه يتمسك بيد الكرسي المجاور له و يشعر بـ زلزلة الارض تحت قدميه يبتلع لعابه بصعوبة. 

تسير زهور في اتجاه الباب بحزن لتقف وتلتف للخلف خالتي آمال ليه واخده مني موقف من يوم ما جيت مع انك لا تعاملتي معايا ولا حتى كلمتيني كلمتين على بعض وكل ما تلاقي سيسيليا معايا تبعديها عني بأي طريقة، لو على الماضي انا ماليش ذنب فيه ليه تعاملني بالجفاء ده مش ذنبي إن عمي.

تقطع حديثها وتغمض عينها بحزن وتكمل حديثها.

_ أنا أنا آسفة  انِا صحيح ماليش حق اعاتبك بس أنا تعبت من نظرات حضرتك ومعاملتك ومعاملت عماتي  لو تكلموا وتقولوا اللي جواتكم هترتاحوا وتريحوني لكن موقفكم مني وانتم ما شفتوش مني  خير، ولا شر يبعدكم عني،لو على الماضي فده ادفن مع امي خلاص مش موجوده عشان تحملني ذنب لا هي ولا أنا لينا دخل فيه.

زايد  انعقد لسانه لم يقدر على الكلام ينظر لزهور بحزن يرجوها بعد البوح بكلام أكثر مما قالته وآمال تستمع لها بآلم وحزن تنهدت بقوة ونظرت إلى زايد نظرة طويلة، ثم رفعت عينها لزهور. 

آمال: كفاية كلام ارجوكِ كفاية تحسسيني قد ايه أنا قليلة في نظر نفسي وجوزي وبنتي، انا لو بعدت عنك وتجنبت الكلام معاكي لاني خايفه  من الماضي بأوجاعه وأحزانه من أول لحظة عيني جات في عينكِ اترعبت وخفت حسيت اني شفت زياد الله يرحمه قدامي،   بعدت واخدت جنب قلت أكيد  انك هتأخذني بذنب نهال أختي ومعاملتك معايا هتكون على اساسة انها السبب الرئيسي في كل مشاكلك ، لو عاملتك بجفاء ولا مبالاة عشان محسش

اني ضعيفة وموقفي  ضعيف بسبب ماضى لا أنا ولا انتِ لينا فيه، ووالدتك الله يرحمها مالهاش علاقة لا اعرفها ولا تعرفني ولا اذتني ولا أذتها ولو قصدك على حب ز.

لم يتحمل زايد الحديث ينظر لزهور يهز رأسه ويعاتبها بنظراته. 

تصمت تلتقط أنفاسها وتبلع رمقها وقف زايد من جلسته يفتح زر جلبابه يشعر بضيق في نفسه لا تسعفه الكلمات، وزهور حالها لا يقل عنه تبلع رمقها مرات متتالية شعرت بهلام قدميها لولي اكمال آمال الحديث  كانت سقطت مغشي عليها. 

آمال: حب زياد وجوازه  منها ورفض نهال أختي بردة هي ملهاش ذنب  الإنسان ما ميملكش قلبة العضو الوحيد اللي بيتحكم فينا مش إحنا اللي بنتحكم فيه. 

 زايد تنفس الصعداء حمداً الله على  حديث آمال الصادق وعدم معرفتها بمكنون قلبه يقترب منها  وينظر لها بحنان وعطف يحدث نفسه: قد ايه انتي طيبه وحنينه يا آمال  بالرغم من سنين بعدى عنك الا انك لازلتِ  وثقة فيا ومتحملة وضعك  وبعدي عنك   . 

زايد بصوت أجش من الرهبة وتحمله الضغط العصبي ينظر لها بتعاطف شديد يلوم نفسه على ظلمه لها طوال الأعوام الماضية  :  كلامى  ممكن يكون مش عجبك وممكن  تعتبرين متحامل عليكِ بكلامي  

آمال لا زهروان ولا انتِ ولا آيات ليكم ذنب في اللي  حصل زمان، لكن خوفك ده مكنش يصح  ملوش  مبرر، ترحيب برجوع زهور ملهوش علاقة بمشاعر الخوف والقلق من ماضي راح وانتهى،بدليل آيات نفس موقفك واسبابك وبالرغم من حزنها ووجعها على زين الا انها اتعملت مع زهور ورحبت بيها واعتذرت لها على تأخرها بالسلام عليها.

يلتف لزهور نصف التفافة يمد يده لها يبتسم لها ويحدثها: كل لحظة بتثبتلي قد ايه انك رزينه وعقلك يوزن بلد بالرغم من كلامك بعفوية  ومفهوش تكلف و واضح  الا انه بيكون في محلة بالضبط، أشكرك يا بنتي على نبل اخلاقك ومواجهتك مع آمال بمشاعرك وحرصك على تغير سؤ الفهم ملكمش اي ذنب فيه. 

زهور تقترب منه بابتسامتها الصافية وعين مغروه بالدمع: انا مش عارفه اقول بس بجد انا ارتحت من جوايا لما خرجت خوفي واحساسي  وبردة مقدرة كلام خالتي أمال وخوفها وبشكرها على صدق نيتها ومشاعرها  واطمنها انا نسيت الماضي من لحظة دخولي البيت هنا رغم انها كانت كانت غريبة ومش متوقعه بس قررت اكون منكم كاني عشت كل عمري معاكم وما بينكم.  

آمال بصوت مخنوق من التأثر والبكاء:  انتِ طيبه أوى يا زهروان  بتفكريني بزياد الله يرحمة قد ايه كان طيب وحنون لما كان يلقيني زعلانه ووخده جنب لوحدى  كان ما يمشيش غير وهو مخرجني من كل وجعي ويدني طاقة بكلامه و يحفزني أنى أكمل ومتستسلمش، بشكرك على كلامك وأدبك في الحديث وحده غيرك كانت قالت كلام  غير  ولو قولتيه كان هيبقى عندك حق فيه  انتي خلافتي كل توقعاتي أحييكِ على اخلاقك العالية  ممكن بقى تسمحيلي احضنك واسلم عليكِ وارحب بيكِ كابنت تانية ليا أنا وعمك زايد، وآه بلاش خالتي دى وحياتي  فيك ِ تقوللي طنط وهكون سعيدة جداً لو قولتلي  ماما وعمك زايد بابا.

زهور بتوتر تبلع ريقها: اكيد يشرفني بس خليها تجي بظروفها ومعلش لو ناديت حضرتك خالتي  بحكم التعود وانا من النوع اللي مابيعرفش يغير طبيعته وحتى لو حاولت  لساني هياخد فترة على ما يتعود.

آمال تهز راسها بتفهم: تمام وانا منتظراكِ تسلم عليها وتقبلها تقترب سيسيليا منهم بعفوية طفلة.

سيسيليا: مامى كده بقي ليا اخت صح.

زهور بضحكه: ايوه اخت جات على كبر.

سيسيليا: يااه انا فرحانه اوى كنت بتحايل على مامى تجيب لي أخت كل يوم ومكنتش بتوافق.

آمال: تعالي يا غلابوية اجهزك عشان تروحي مع زهروان الفرح بس بلاش تتعبيها  بشقاوتك وأسئلتك الكتير. 

آمال  : ثواني هغير لسيلا واجهزها تروح معاكِ.

دلفت آمال للغرفه توجه نظر زايد لزهور لم يتمالك نفسه جذبها لاحضانه يهمس لها بأذنه، ليه يا زهروان ليه توجعي قلبي كده من لحظة ما فتحت لك الباب وانا قلبي هيقف.

زهور بخوف: عملت ايه ياعمى كفالة الشر والله انا كلمت خالتي آمال لاني خفت تكون خايفة اني أذي سيسيليا وكمان عشان اعيش ما بينكم وأنا ضميرى مرتاح وعلاقتي كويسه مع الكل.

زياد: هششش مش كده خالص انتِ فكرتني باول يوم شفت فيه سلسبيل نفس برأة الوش و نظرتها الخجولة وهي بتبص للأرض ولما رفعت عينيك نفس النظرة ونفس صفيان الوش وحمرة الأنف حسيت كأنك هي سامحني بس غصب عني.

زهور بتفهم: ارجوك تمالك اعصابك ياعمي متخليش الهواجس ترجع ليا وتبعدني عنك من تاني.

زايد يبتعد عنها يكور وجهها بين يديه: بلاش وعقلك يوديكِ لأفكار غلط كل الحكاية انك بلبسك ده شبها اوى والموقف مشابه حتى الفستان والحجاب تقريبا هو هو.

ابتعد زايد عنها يجفف دموعه مع خروج سيسيليا بسعادة تدير حول نفسها: ايه رايكم جميلة صح.

زايد: قمر يا حبيبتي.

زهور: اممم نقول سنو وايت بالظبط. 

تنظر لأمال الواقفة قرب باب الغرفه:  متقلقيش عليها ان شاء الله هتكون في عنيا يلا بعد اذنكم عشان متأخرش اكتر من كده. 

تمد يدها لسيسيليا  وتخطوا للخارج  مع اشارة سيسيليا بيدها لوالديها:  باي باي يامامي باي يا بابي. 

زايد يشير لها وقبل أن ينطق خرجت مسرعه تغلق الباب خلفها. 

زايد:  دى حتى ما سلمتش عليا ولا ودعتني. 

آمال:  هههه نسيت حالها بفرحتها بالخروج، دي وانا بغيرلها هدومها قالت ان دى اول مرة تروح مكان غير المدرسة والنادى، صعبت عليا اوي وجعتني وخلتني لعنت نهال ألف مرة بسبب خوفي من استغلالها حبك وتعلقك لسيسيليا تعمل فيها حاجه حبستها في البيت وكنت بخاف انها تخرج الجنينة. 

زايد:  كل شئ بميعاد يا آمال بشكرك على كلامك مع زهروان و موافقتك بإن سيلا تروح معها.

أومأت برأسها  امال بمحبة  : هدخل اجهز عشان منتأخرش على الطائرة مع اني زعلانه مش هنلحق نسلم على زاهر وغادير ونحضر فرحهم. 

زايد:  اجهزى بس وان شاء الله  قدمنا وقت نحضر جزء من الفرح ونسلم عليهم ونمشي. 

خرجت زهور وسيسيليا بعد حديثها مع الجد قبل صعودها للسيارة واخبارة  بوضع حقيبة الهدايا بالسيارة قبلها وودعها هي وسيلا وانطلق السائق متوجها للبلدة في الطريق انشغلت زهور بالحديث مع سيسيليا وقرب البلدة وقف السائق بالسيارة مرة واحدة بعد وقوف سيارة أمامها وقيام أحدهم بفتح باب السائق.

ـــــــــــــــــــــــــــــ اللهم  ارزقنا حبك وحب من يحبك ونادي بالسماء بحبك لنا يحبنا من في السماء ومن في الأرض.

زاهر يعاين حالة زين بعد نقلة لغرفة عادية  يتجاذب معه أطراف الحديث أخبره بزفافه على غادير اليوم بهمس خرصا على مشاعر جنة يقترب من زين.

زاهر: زين مش معني انك اتنقلت لهنا انك اتعافيت تتكلم بقي وتجهد نفسك وتستغل خوف البنت المسكينة عليك وتفهمها ان البوس علاج هدخلك العناية من تاني ومش هخليك تشوفها غير من وراء القزاز ايوه انا بقولك اهو. 

زين:  انت اتجننت قالها بصعوبه اعملها كده  والله العظيم اكون مبهدلك باصص في كام بوسة يتيمه وانت هتغرق فيه بعد شوية. 

زاهر بضحكه:  مبحسبشكش  حقودي  بالشكل ده يا أخي، على العموم دكتور العلاج الفيزيائي هيبتدي جلسات العلاج على ايدك واعصاب وشك النهاردة ويومين تلاته بالكتير وان شاء الله تبدأ تستجيب للعلاج  مع اني شايف انه ملهوش لزوم بوجود جنة قالها وهو يغمز بعينه. 

زين بغيظ:  اخرج يا زاهر قبل ما اتهور واعمل فيك اصابة. 

 زاهر وهو يلعب حاجبيه لزين ويحدث  جنة: جنة مش هوصيكِ على زين خلي بالك منه  الكام يوم اللي جايين هتتعبي شوية معلش استحملي والدكتور حسن يتابع  معاكِ لحظة بلحظة حالة زين وجنات، وصحيح  متقلقيش الدكتور حسن قرر أن جنات تفضل نايمة  كمان يومين الجرح يكون خف شويه  وتقدر تتحمل الوجع. 

غادر الغرفة متوجها لجنات بغرفة العناية تابع حالتها بمهنية دون ملاحظاته وفحوصاته وأشار للممرضة بالخروج وجلس على كرسي قرب فراش جنات  ينظر لها ووجهها الشاحب رغم شحوبها ونومها الا ان ملامحها الجميلة واضحة  اقترب بيده يتلمس ذراعها السليم يحدثها.

زاهر: سبحان الله كل يوم ربنا بيقربني منه بطريقة غريبة، ويردني لنفسي بطريقة أغرب، تعرفي يا جنات انا وصل بيا الحال فترة من الفترات توقفت عن الصلاة وبعدت كل البعد عن الدين  صحيح ما وصلش الأمر الحمد لله  للإلحاد ولا الشرك والعياذ و بالله، بس كنت بشكك في حاجات كتيره 

اوى وخصوصا إنى كنت في سن صغير بدرس طب تقريبا عشرة خمستاشر شاب في سني كانوا يدرسون نظام  التوأمة 

تخيلي تدرسي في جامعتين مختلفتين كل جامعة في مدينة 

و تتحدى كل الصعوبات وتتفوق في نظام دراسة الساعات المعتمدة عشان تدرسي  تخصصين وتنجحي فيهم بتفوق

وفوق كل ده تقدمي على الماجستير وتسافرى من قارة لقارة 

لدراسة التخصص وتذكرى اربعة وعشرين ساعة في الأربعة وعشرين ساعة وبردة تنجحي وتتفوقي في خلال سنتين وترجعي من جديد تدرسي الدكتوراه وتشتغلي في أشهر مستشفي في انجلترا كل ده تفتكري انه بشطارتك وذكائك لحد ما تجيلكِ أول صفعة تخليكِ تفوقي هقولك على سر محدش يعرفه لا هم اتنين الاول  في يوم كنت بعمل عملية خطيرة لبنت صغيرة  عشر سنين وحالتها كانت خطيرة جداً  واحتمال كبير لو نجت المخ يتأثر لان الورم حجمه كبير وحاجات كتير كده مش هتعب دماغك بيها، وانا بتابع حالتها قبل العملية وبكلم معها وبشجعها لقيت البنت بتقول انها مش خايفة نهائى لان الله معها في اي وقت ووثقة انه هيقف معها وينجيها، لان زميلتها مسلمة  في المدرسة قالت ليها كده ،وحاجات كتير البنت قالتها وانها سعيدة انى دكتور مسلم  ووثقة ان دى اشارة من الله بنجاح عمليتها وشفائها  وقتها أنا جسمى كله اتنفض حسيت برعشة قوية دخلت العمليات وكلمها بيتعاد فى وداني معايا الله تخيلى طفلة مؤمنه ان ربنا معها وهينجيها عملت ليها العملية وانا جوايا  بقول يارب يارب يارب تنجح العملية ست ساعات متواصلة والحمدلله نجحت العملية وخرجنا الورم من مخ البنت، اول حاجه بعد ما نهيت العملية سجدت لله شكر ويومها ما نمتش بعد اربع سنين مصلتش فيهم غير مرتين تلاته تقريبا كده نسيت الوضؤ دخلت اتوضيت وخرجت وقفت اصلي ولنا قلبي برتعش وبعدها التزمت بالصلاة على سطر وسطر لا هههه ايوة زي ما بقولك كده تاني مرة لما رجعت مصر وقلت في نفسي لو السماء انطبقت على الأرض  مش هرجع اعيش هنا تاني وكلام كده يكسف، حصلت كوارث ومصايب للعائلة وفضلت غصب عني وسط كل ده ااقابلك ويحصل ال حصل عشان اكتشف مرضك النادر واعمل لك العملية وقتها الدكتور حسن واحنا بنتكلم قال سبحان االله ربنا جابك من اقصي الغرب  ووداك البلد دى عشان تنقذ البنت دى فاكيد البنت دى فيها شئ لله وربنا بيحبها وزلل ليها حكمته عشان اكون سبب شفائها بعد ربنا، تخيلي اول حاجه سالت جنة عليها، حنات كانت علا قتها ايه بربنا، واللي سمعته خلاني متأكد ان لسه في عوض ربنا ليكى ولو ايد أتقطعت هيرزقك بالف غيرها يساعدوكي، يلا انا مضطر أسيبك دلوقتي  ويومين ان شآء الله وهاجي أتطمن عليكى  وان شاء الله تكوني فوقتىي. 

خرج زاهر من عند جنات بعد أن قبل جبينها ووقف ينظر قليلا لها وخرج على وجهه ابتسامة وخرج يجري اتصالا 

حمزة وحازم  شقيقة تختفي ابتسامته ويسب تحت انفاسه 

بحمزة وغبائه. 

زاهر:  يعني ايه مش لقيه مش كان معاك ورجعت البيت سوى.

حازم: ايوه وطلعنا الحاجة للجناح زى ما قلت وحطنها في نفس المكان  ونزل على اوضة ينزل بدلته وبعدها معرفش هو راح فين خرج بعربيته زي المجنون.

زاهر:  طول عمره غبي أنا كنت محتاجه في حاجه مهمه بس هقول ايه غبي يلا اقفل هضطر اتصل بدكتور حسن.

اتصل على حسن. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ربي انت أعلم ما في نفسي وارزقني حلاوة الإيمان والصبر على الطاعة والأحزان وبر الابناء. 

حسن عاد الى بيته بعد يوم عمل شاق دخل الى غرفة نومه بعد حديث مع زوجاته وأولاده جلس على الفراش يستعد للنوم 

وهو بين الغفوة والاستيقاظ  صدح هاتفه يعتدل وهو يسب في المتصل فور رؤية اسمه على شاشة الهاتف. 

حسن:  انا مش قايلك اني خلاص قطعت علاقتي بيكم عاوز ايه تاني. 

زاهر بضحكه:  من وراء قلبك الكلام ده  ياعمو حسن انا متاكد. 

حسن:  تصدق انك ولا بلاش لما اشوفك هقولهالك شجني في مصيبة ايه طالب مساعدتي فيها. 

زاهر:  ولا اي حاجه  كل الموضوع  انا النهاردة فرحى على غادير وطبعا مش هاجي المستشفى كام يوم ما انا عريس وانت عارف يعني مش هينفع اجي وطبعا مين هياخد باله من حالة جنات وزين ويبلغني أول بأول غيرك. 

اغلق حسن الهاتف في وجه زاهر وهو يسبه ويلعنه. 

زاهر ينظر للهاتف بضحكه:  طيب دكتور حسن ده مقدرش يستحمل تلاقيه جاي بالطريق. 

حسن اغلق الهاتف وألقاه على الفراش:  استحالة العايلة دي تكون طبيعية  من يوم ما عرفتهم لحد اللحظة دى وانا شاكك فيهم ينهي كلامه تتسع ابتسامته وهو يرى من دلفت من باب الغرفة تمشي على أصابع قدميها تقترب من الفراش بعد أن أغمض عينه مدعي النوم تقترب منه تتلمس وجهه ليفاجئها   

ويمسك يدها حاذبها للفراش وهو يضحك على صراخها يكتم فمها بيده. 

حسن:  مش خايفة من سلمي تقفشك هنا وتزعل. 

نسمة بتهته:  سلمى مشيت من نص ساعة على جامعة  في تلاته محاضرة عندها اش تيجى بدرى. 

حسن:  اممم مش تيجي بدري يعني الدنيا أمان برة والأمن مستتب وهنعيد أمجاد الماضي. 

نسمة:  كل ولاد  يلعبون بالجنينة وماما اوضة يرتاح. 

حسن:  اممم ماما اوضته يرتاح ونسمة مع حسن وسلمي بالجامعه والولاد بيلعبوا طيب  تعالي بقي.

بعد وقت قبل جبينها وضمها لصدره يبتسم لها ويحدثها:  سنة يا نسمة مقربتش مني ولا كنتي بتوفيق ادخلي الأوضة عليا طول  ما انا نايم. 

نسمة:  سلمي كان زعلان ومخاصم حسن انا شفت انت حزين عشانه خفت انك تزعل نسمة  لكن سلمى صالح حسن نام عنده كتير نسمة حب حسن نام عنده جديد. 

حسن: هههه نام عنده  جديد، لا حسن  كل يوم نام يوم عند سلمي  ويوم عند نسمة. 

وبما ان خلاص مفيش نوم ايه رايك بقي ناخد شور ونخرج للولاد من زمان ما قعدتش  معهم من زمان. 

خرج حسن بالفعل لأولاده وجلس معهم وكعادته قص لهم عن زياد وصداقتهم. 

ــــــــــــــــــــــــ اللهم استرنا تحت  الارض وفوق  الارض ويوم العرض عليك. 

تنهدت براحه  وهي ترى من فتح  باب السياره يحدث السائق. 

تصرخ سيسيليا فرحا برؤيته:  أبية حمزة. 

حمزة: عم عبدالله جدوا بيرن على تليفونك وانت مش بترد بعتني انا هوصل الهانم مشوارها وانت ارجع بعربيتي للقصر. 

السائق:  يهبط من السيارة:  التليفون اهو يا حمزة بية مجاليش اى اتصال من الباشا نهائي. 

حمزة:  يلا ياعم عبدالله  هتتأخر على جدو خد مفاتيح العربية أهي يلا سلام يقترب من اذنه بقولك ايه ياعم عبدالله  تلاقي ولادك وحشوك ايه رأيك تقضي معهم النهارده وترجع  القصر من بكرة، قالها وهو يضع مبلغ مالي بجيب السائق الامامي  

عبدالله  وهو يخرج المال: هي العبارة ايه يا بيه بالظبط. 

حمزة ينظر للسيارة:  كلك مفهومية ياعم عبدالله  يلا سلام قبل ما بنت زياد تتصل على جدو وضيعنا. 

صعد حمزة السيارة وهو يغمز للسائق الذي ابتعد عن الطريق 

وانطلق بالسيارة. 

زهور شعرت بخطب ما من حديث حمزة مع السائق وفور صعود حمزة السيارة سألته:  ممكن تفهمني حصل ايه وايه الفلوس اللى ادتها  للسواق.

حمزة: مفيش جدو محتاجه في مشوار مهم والفلوس دي عشان لو العربية احتاجت بنزين وهو راجع. 

زهور:  انا قلقت هتصل على جدوا اطمن حصل ايه. 

حمزة انطلق بالسيارة  بعد ما شغل جهاز الچي بي اس 

وهو يحدثها:  متتصليش جدو مبعتليش انا اللي جيت من نفسي، من الاخر كده ميصحش البيت يكون في كل الرجالة دى فيسبوكى  وتيجي فرح واحد غريب لوحدك. 

زهور:  نعم لو سمحت اوقف  ايه الكلام اللي بتقوله ده. 

حمزة اسرع بالسيارة غير عابئ بحديثها  يكلمها بلا مبالاة يهددها  ويسلط مرآة السيارة على وجهها ويوجه الحديث لسيسيليا. 

حمزة: مش عايز كلام كتير انا لو وقفت بالعربية هيبق في مكان من الاتنين يا عند العمدة يا في القصر فاختاري مكان فيهم. 

زهور بضيق: يعني ايه كلامك ده بتهددني. 

حمزة:  بصي يا بنت عمي تهديد انا مش بتهدد أنا بنفذ على طول ومن الأخر تسكتِ وعرفني طريق البلد فين. 

زهور:  التفت للجهه الاخرى ولم تتحدث تعض على شفتها بغيظ تفكر فيما يفعله حمزة. 

زهور:  ياترى بتعمل معايا كده ليه، اللي يشوف عميلك في الجامعة والشركة وطريقتك، وكلامك دلوقتي  وتهديدك بيأكد انك تكرهني و عاوزني ابعد عن البيت والعائلة، طب ليه معقولة بسبب الطريق طيب ماحازم وزين كانوا معاك معملوش زيك كده،  ولا كرهني ليه زى ما نورين قالت من يومين لنا دخلت اتكلم معها واتعرف عليها لولى مسكت نفسي كنت بهدلتها  شردت قليلا. 

تقترب وعلى وجهها ابتسامة بعد عودتها من الشركة  وهي ترى نورين جالسة على أرجوحة بالحديقة دنت منها وألقت السلام عليها، لتنظر نورين من فوق لاسفل وتحدثها بغرور،  تغاضت زهور عن طريقتها. 

زهور:  السلام عليكم  ازيك نورين عاملة ايه  جتش مناسبة نتعرف على بعض  وسعيده اني شفتك دلوقتي و حبيت اسلم عليك ِ ونتعرف على بعض. 

نورين باشمئزاز:  أهلا. 

زهور مدت يدها تجاهلتها نورين تشعر بغصة تحاول ان ضبط اعصابها  كورت جزء من ملابسها بيدها.

زهور:  شكلك مشغولة  فى حاجه مهمه هسيبك دلوقتي  ونتعرف بعدين،  مع دي كانت أنسب فرصة نتعرف فيها وخصوصا أنا اللي بأت ودي كبيرة اوي في حقي  وكان مفروض تيجي منك انتِ  وتعرفي عليا وترحبي بيا بس يلا انتِ أكبر مني وواجب عليا أنا احترم الكبير سنا مش مقاما. 

 والتفت لترحل وهي تحاول تظهر إنها غير مبالية،  لتتوقف على بعض خطوتين تستمع لحديث نورين. 

نورين اغلفت  ما تقرأ به ووضعته جوارها وهي ترى رحيل 

زهور لتوجه لها الحديث

نورين:  اسمعي يا  لو فكره ان بطريقتك دي اخاف واكش لا يا اسمك ايه يبقى متعرفنيش أنا نورين الغمراوي وقت انتِ ما كنتِ بتلبسي مقطع و تمدى ايدك وتشحتِ كنت انا بدرس في أعرق مدرسة في البلد، ومن غير كلام كتير، انا مش مامي وخالتو عشان أخاف واتحرج من نفسي لما تقولي كلمتيني في حقي ولا يسوى معايا  شئ لانه مبيفرقش معايا. 

مبدأ خدوهم بالصوت و اللي تغلبكم ده مش عليا انا فى متلعبيش معايا يا شاطره لعبة الكلام الجارح من تحت لتحت عشان انا  با فهمها وهي طايرة، ومش عشان جدو كبر وخايف من قرب آخرته وشايل همك يقوم يمسكك  الشركة فده لا انا ولا حد من اولاد اخوالي واولاد خالتو هيوافق ان بنت بياعة في سوق تمسك الشركة ده معناه سفه وعته، وانا استحالة اوافق انه يضيع المجموعة اللي هيا حقنا، وورثنا اعملى حسابك انا بقولك يوم ما تمسكى الشركة هنرفع قضية حجر على جدوا ووقتها متلوميش غير نفسك وخليكِ ادربي واتعلمى، وغرقي الشركة كمان وكمان عشان لما ادرها بنفسي  وانجحها الكل يعرف مين نورين ومين بياعة الخضار 

قالتها وهى تشير بيدها من أعلى لأسفل. 

زهور بدهشة من كلامها:  عته وسفه وحقك،  تربيتك  وأهي وضحة قدامي من اول ما رجالية خطت عتبة البيت وده ميشغلنيش بشئ، تغلطي في جدك وترفعى عليه قضية ده مش هسمح بيه نهائي ويوم ما تفكرى ترفعيها اليوم ده لا انتِ ولا اللي هيفكر يساعدك هيكون اخر يوم ليهم في العائلة واسمائهم تنمحي من سجلات العائلة والغمراوي، واللي بتفتخري ونفشه ريشك وانت ِ بتنطقيها مش هتحلمي بس تنطقي بحرف منها ، ووقتها قولِ زهور بياعة الخضار قالت وأنا وانتِ والأيام ما بنا وابقي وريني شطارتك ياعسل.

 قالتها وهي ترحل من امامها. 

تفوق من ذكرياتها تحدث نفسها: قلبها  طعن اليوم مرتين وكبريائها جرح نورين الآن بكلمتها أكدت لها ان معظم افراد العائلة  ورافض لوجودها وها هو حمزة وما يفعلة خير دليل على ذلك، وثبتت الرؤى وعليها استشارة أحد في الأمر ينصحها ويوجهها. 

تلتفت لسيسيليا تضحك بصوت صاخب بجوارها على حديث حمزة. 

حمزة وعينة على المرآة ينظر لها ويحدث سيسيليا. 

حمزة:  ايه الجمال  والشياكة دى يا سيلى قمر كده و فستانك يجنن ذؤقك حلو اووي. 

سيسيليا:  مرسي يا أبية مامي هى اللي مخترهولي. 

حمزة وعينه على زهور:  مش محتاجة  مساعدة يا سيلا فى المذكرة حاجة مش فهماها بحث اساعدك فيه. 

سيسيليا  :  بجد يا ابيه انت غريب اوى النهاردة  احنا رايحين فرح فرح يعني انا نسيت اسمى مش المذكرة. 

حمزة يلعن زهور التي تتابع الحديث ولا تفهم  كلماته واشاراته المبطنه، ليلقى بأخر كلماتها ويتمتم  بسب  ولعنة غباء زهور بين أنفاسه. 

حمزة:  عادى يا سيلا لما تروحي كده وترتاحي من المشوار فكرى كويس هتلاقي نفسك متأخرة في البحث او مش فاهمة آخر محاضرة. 

سيسيليا وهي تضم شفتها وتنظر لحمزة بطريقة كوميدى تحدث حمزة  بطفوليه وضحكه خفيفة:  محاضرة ايه يا أ بيه أنا لسه في مدرسة  مش بناخد محاضرة. 

حمزة بحده وهو يرى صمت زهور وضحكتها على تعبيرات سيسيليا وهي تتحدث:  خلاص يا سيلا انا اللي غلطان انى عرضت عليكِ  مساعدتي، قالها وهو يكاد ينفجر لم تعيره أي اهتمام او حتى تكلف نفسها بالرد فقط تبتسم على كلام  سيسيليا لينفخ بضيق ويوجه الحديث لها. 

حمزة: زهروان في أي طريق أدخل البلد وبيت سى وائل ده فين بالضبط . 

زهور تنظر من زجاج السيارة  تنظر للطريق:  امشي طوالي وأكسر يمين في شمال وهناك هدلك على بيت خالى وائل. 

بعد قليل أخبرته زهور بمكان منزل وائل ليتوقف حمزة أمام

المنزل وينظر للصوان المقام وأعداد المدعوين و السيارات المصطفة  لا يجد مكان يصف السيارة به قرب المنزل ويلتف لـ زهور ويحذرها من الترجل من السيارة. 

حمزة:  زهروان استني هنا انتِ هتنزلي ازاى وتدخلِ قدام الناس دى كلها ازاى. 

زهور:  وفيها ايه الصوان بعيد عن مدخل البيت وهم كام متر اللي هنمشيهم على رجلينا، يعني عادي هكون بعيد عنهم وهندخل انا وسيلا وانت مع الرجالة. 

حمزة يمسح على وجهه ويلتف لها: استغفر الله العظيم يارب اللهم ما طولك يا روح شكلي هارتكب جناية بسبب غباء بنت زياد النهاردة ينظر لها بحده   بقولك ايه يوجه لها مرآة العربة يشير لها شايفه نفسك يا هانم  عاملة ازاي بذكائك ده لو مشيتي فى الطريق خطوتين بس الناس مش هتشوفك ومش بعيد حد يتحرش بيكِ وقتها انا هسكت مش هتخانق ومش بعيد امد ايدي عليهم. 

زهور:  ايه الخيال وشغل المسلسلات ده  لا طبعاً  مفيش حاجه من دى هتحصل طول عمرى عايشة هنا واهل البلد عرفني شكلى مش غريب عليهم.

حمزة * زهروان اسمعى الكلام شكلك من كام  ساعه حاجة ودلوقتى حاجة تانية، واستحالة  هسمح لك تنزلى  من العربية غير لو رجعتك القصر. 

زهور:  لا انت مجنون رسمى وانا هنزل، أتت تفتح باب السيارة لم يفتح قام حمزة بغلقه الكترونيا تتحدث بحده وغضب ليكسو وجهها وانفها حمرة من شدة عصبيتها لينظر لها حمزة بذهول ليحدثها بتحدى شديد. 

زهور:  افتح باب العربية لو سمحت بدل ما اصرخ والم عليك كل اللي في الصوان دول ووقتها مش انت اللي هتمد ايدك انت مش  هتلاقيها من اساسة. 

حمزة بذهول:  اعملي اللي تعمليه كل اللي اقوله يتنفذ  شرط واحد تعمليه عشان تنزلي وإلا مفيش نزول وهنرجع للقصر. 

زهور تسحب نفس تهدئ حالها:  اتفضل قول شرطك. 

حمزة:  وشك ده يداره ميبنش منه غير عنيكِ لولي الطريق مش هتعرفي تمشي كنت قلت عيونك كمان تغطيها،  وهدخل معاكِ البيت استحالة هسيبك انت وسيلا لوحدكم. 

زهور: ماشي ده اللي هيخليك تفتح الباب اهو. 

أخذت جانب من جوانب حجابها ووضعته  كاللثام على وجهها 

وثبتته جيدا  ترفع عينها ليبتسم حمزة لها ويومئ برئاسة ويفتح باب السيارة ويشير لها بالهبوط ويحدث سيسيليا ليستفز زهور أكثر وهو يحضر حقيبة الهدايا التي حدثها الجد عليها . 

حمزة: سيلا امسكي في ايد زهور ويتجه للجهه الاخرى  يسير بجانب زهور كلما اقتربوا من صوان الفرح اقترب من زهور لا يفصله عنها غير انش واحد لتنفس زهور بضيق من حركته تلك ظنا منها انه يضايقها بفعلته حتى وصلوا لمدخل المنزل وقام بعض الغفر بإطلاق الأعيرة النارية ترحيبا بالضيوف وصراخ سيلا لتهدئها زهور وتشرح لها انه ترحيب بهم، وصلت اخيرا زهور لداخل المنزل اقتربت منها إحدى الفتيات العاملات ترحب بها وتشير لها عن مكان جلوس روحية. 

تخطوا زهور تجاه  المكان تسرع بخطاها فور رؤيتها لأحلام تجلس  بجوار  امرأة منتقبة ولا وجود لـ روحيه تحدث أحلام بفرحة وحنين . 

زهور: ستي أحلام  . 

أحلام باستغراب:  زهور ايه اللي عمله ده مغطية وشك كده ليه. 

زهور وهي تبعد الحجاب من على وجهها وتنظر تجاه حمزة بغيظ مفيش حاجة  هفهمك بعدين السبب. 

أحلام تضمها وتقبلها وهي تسم الله وتقرأ اية الكرسي وهي تضمها تهمس في اذنها بالآيات، وتحدثها  بسم الله ماشاء الله يا زهور اسم على مسمى يا بنتي زهور وانتي اجمل زهرة ربنا يحميكى ويحفظك من شر عيون الناس. 

تبتعد زهور بضيق من حمحمة حمزة تشير عليه تعرف أحلام به:  الدكتور حمزة ابن عمي زيدان يا ستي، ودي ستي أحلام اللي ربتني. 

أحلام  تبتسم له وترحب به:  اهلا يا دكتور حمزة نورت البلد والفرح تنظر لسيلا بنتك دي. 

حمزة تختفي ابتسامته ينظر لها بذهول وإلى ما تشير إليه،  لتضحك زهور بعفوية وتعرف احلام بسيسيليا تقبل احلام الفتاة و تجلسها ويجلس حمزة بجوارها. 

حمزة: بعيد عن انك عجزتني خالص اتشرفت بمعرفتك يقترب منها هو جينات عائلتكم كلها كده قمامير وعسولات

في نفسكم كده انا اول ما شفتك قلت انك خالت زهور بنت خالتها لكن جدتها لا لا متجيش. 

احلام بخجل من حديثه:  متشكرة على مجاملتك دى احنا نيجي فين جنب السكر اللي جنبك دى قالتها وهي تربت على كتف سيسيليا. 

زهور تتلفت في المكان 

زهور * اومال ستى روحية فين مش شايفها. 

روحية  تقف خلفها أنا هو يا ست زهور توك ما افتكرتي تسالي عليا،  ترفع زهور عينها وتقف بذهول تنظر لسيدة تقف امامها لا يظهر منها اي شئ ترتدى ملابس سوداء ونقاب على وجهها لا يظهر حتى عينها تسأل باستغراب. 

زهور:  سيتي روحية معقولة اللي انا شايفه رجعتي تتنقبي من تاني حصل ايه جديد معرفهوش . 

روحية  بضحكة:  مفيش حاجه حصلت، تقترب من زهور تضمها وتقبلها:  عقبالك يا حبيبتي لما نفرح بيك ويرزقك بابن الحلال. 

حمزة بتمني ينظر لزهور ويأمن  على دعوات روحية:  يارب  واكون أنا ابن الحلال ده يارب. 

زهور:  فين العريس مشفتهوش لابرة ولا هنا. 

روحية:  بيلبس في اوضته ومعه  جوز ستك احلام وابنه  ورؤوف فوق. 

روحية تشير الى احدى الخدمات وتهمس لها وبعد قليل عادت الخادمة تحدثها تومي لها براسها وتشير لها بالابتعاد. 

روحية يلا يازهور انتي والقمر الصغيرة والاستاذ اللي معاكي على الغداء بعد إصرار روحية تناولوا طعامهم وقامت زهور بإطعام سيسيليا دون ان توجه أي حديث لـ حمزة الذي ظل طوال الطعام يحدث أحلام ويتجاذب أطراف الحديث معها ويلقي بعض الاطراء عليها وعينه على زهور ولا يجد منها أي ردة فعل كتم غيظه و اكمل طعامه وهو ينعتها بالغباء مرات متتالية  . 

استأذنت أحلام لتصلي فرضها واكملت زهور ومن معها تناول الطعام 

بعد الانتهاء من الطعام ا أثنى عليه حمزة محاولا جذب زهور للحديث معه  .

حمزة: الاكل حلو أوى والجماعة هنا كرمة. 

زهور:  ايه رايك يا سيلا الاكل عجبك. 

سيسيليا:  اوى انا اول مرة أكل الانواع دى. 

حمزة بحده:  مش بكلمك ليه مش بتردى عليا ايه شفاف انا هواء مش سمعاني. 

زهور: سيسيليا  تعالي نقعد مع الجماعة هنا. 

حمزة يمسك زهور من مرفقها ويجذبها له أنا بكلمك مش بتردى عليا ليه. 

زهور شاهقة من جذبه لها ترفع عينها تقابل عينيه  ليتوه بهما حمزة ويقترب من زهور أكثر و يبتلع لعابه ويحدثها بصوت هادئ. 

_ لما أكلمك ردى عليا فاهمة ولا لا، ينظر لها بوله. 

زهور تبعد عنه وهي تجذب مرفقها بعيدا عنه وترفع اصبعها 

ولم تحدثه وخططت بعيدا عنه  ، تجلس  مع احلام وروحية تهمس احلام لزهور عن حمزة ولما هي غاضبة منه وتتجاهله تهمس لها زهور برغبتها استشارتها بموضوع مهم. 

احلام تنحني بجذعها تجلس وجهها لوجه زهور قولي ايه شغلك. 

زهور تجلس بنفس جلسة أحلام بعد القائها النظر على حمزة الذي شغل نفسه بالحديث مع سيسيليا، وكل حواسة مع حديث زهور واحلام. 

تقص زهور كل ما حدث من نورين وأفعال حمزة  لأحلام ويذهل حمزة من تفكير زهور ويلعن غبائها وحظه العاثر. 

حمزة:  يانهار الوان  الغبية مفكر اني كاره وجودها ومتفق مع الحيوانه نورين وبعمل كل ده عشان تمشي اعمل فيها ايه الغبية دي تنهي أحلام الحديث مع زهور وهي تخبرها. 

أحلام:  البنت واضح انها غيرانه منك لكن حمزة ابن عمك لا كلامه وافعالة بيدل على انه مهتم بيكِ وبيخاف عليك ِ متظلمهوش وبكرة الايام تثبتلك كلامى تبتعد احلام وتقف هي وزهور  تبتسم لمن يحدثها. 

زهور تحتمي بأحلام تخفي حالها وهي تدير وجهها للخلف وهي تسمع حديث من قدم مع يحيى. 

الشاب:  مين القمر اللي وقفه جنبك دي يا ست احلام، هم قريبك كلهم كده زبادى فراولة مفهمش حد كده زبادى سادة ولا حتى جبنه قريش. 

يحيى الله يكسفك يا اخي كسفت البنت انا غلطان اني وافقت انك تيجي معانا. 

الشاب:  ليه يابا بتعاملني كده انا ابنك الوحيد ها الوحيد افتكر دي كويس يعني مفروض قلبك عليا وتقدر حالتي. 

أحلام ببتسامة وهي ترى علامات الغضب على حمزة:  يحيى  اعرفك بدكتور حمزة ابن عم زهور والقمر دى سيلا بنت عم زهور بردة. 

يحيى مرحبا به ويسلم عليه  ليمد حمزة يده بإقتضاب يحاول ضبط اعصابة والتروى قبل  الفتك بذلك الذي يحاول أن يقترب من زهور يحدثها يهدئ من روعه وقلبة يطير من السعادة  وهو يرى زهور تلثم وجهها بطرف  الحجاب وتبتعد عن احلام وتقف بجواره هو دون ارادة منها تمسكت بملابسه وابن يحيى يقترب من مكان حمزة. 

كاد حمزة يتهور ويلكمه لولى تدخل يحيى  بعد اذنكم هنخرج احنا برة العريس خلاص شوية ونازل. 

يدفع يحيى ابنه للخارج وهو ينهره على ما يفعله  يدخل بعد قليل يتأسف لزهور التي لازالت ملثمة بالحجاب. 

يحيى:  متأسف يا جماعة  ابنى بيحب الهزار شوية خدى راحتك يا زهور يا بنتي هو خلاص رجع على القاهرة. 

زهور تبتعد عن حمزة تفك اللثام مرة اخرى تتنفس براحة : الحمد لله. 

يجلس يحيى بجوار احلام  يتحدثان،  ويوجه الحديث لزهور يطمئن عليها بعد قليل حضر رؤوف الذي اتجه الى روحية مباشرتًا دون النظر لأي من الجلوس سوى إلقاء السلام. 

روحية: انت مختدتش بالك ومشيت كده، زهور هنا سلم عليها وعلى ابن عمها. 

رؤوف يقترب منها: والله ما اخدت بالي يا شغالة البال والقلب والعين ما شايفين غيرك. 

روحية:  اعمل فيك ايه بس كلامك الحلو ده بتجيبه منين. 

رؤوف:  من قلبي يا بعد قلبي والله والله  لساني ينطق بيه ما برتبه ولا بفكر فيه هيك لحالة. 

يلتف تجاه زهور يرحب بها ويحدثها يسلم عليها ويشكرها على مافعلته معه وإحضاره للبلده دون أن يرفع عينه تجاهها ولا يمد يده للسلام عليها، يقف الجميع وتنطلق السيدات بإطلاق الزغاريد  مع هبوط وائل الدرج بجلبابه الأبيض وعبائته باللون الجملي الهادئ فوقها ينظر وائل على رؤوف ووقوفه أمام والدته  يعدل لها نقابها غير عابئ بالجميع ويحيى الممسك بيد احلام كطفلة يخلل اصابعه بين اصابعها 

وائل:  استغفر الله العظيم يارب هو انا فوقت من سي رؤوف وعميلة جايلي سي يحيى كمان هو انا ناقص ياربي يقف مكانه على الدرج عينه على زهور يحاول الثبات وهو يرها تقف وقد زاد جمالها:  هو انا ناقص يا زهور مش كفاية رؤوف ويحيى وعمايلهم من الصبح والحسرة اللي انا فيها والندم بالتسرع من جوازي من وصفة جاي انتي كمان بجمالك وحلوتك تكملي عليا. 

بلع رمقه بحزن واقترب من الجميع  يسلم عليهم  قدم له حمزة حقيبة الهداية فور أن مد يده يسلم على زهور وأكمل هو السلام،  استأذن وائل وخرج من المنزل متجها لبيت وصفه يحضرها بسيارته فور خروجه اندلعت موجة من إطلاق الاعيرة الن$ارية والزفة بالاحصنة والمزمار البلدى تقف السيدات في شرفات المنزل ينظرون وسيسيليا تهلل بسادة وتعلق على كل ما تراه فور ابتعاد وائل والزفة حمزة توجه إلى زهور يخبرها تأخرهم وضرورة عودتهم للحاق بزفاف غادير وزاهر،  استأذنت زهور تحدثت مع اخلام قليلا وخرجت مع حمزة الذي أخبرها مرة أخرى على لثلم وجهها، صعدوا الثلاثة السيارة وانطلق حمزة عائد للقاهرة توقفه زهور وتشير له على طريق المدينه ورغبتها بزيارة قريب لها لأمر هام بعد مجادلة  طويلة رضخ حمزة لطلبها وتوقف بالسيارة تهبطت زهور مع سيلا وتتجه مسرعه تدلف إلى مستشفى  غير عابئة بطلب حمزة لها بانتظاره،  تسأل موظفة الاستقبال عن شخص ما وتسرع تجاه مكان اخبارها بتواجده تقف امام باب الغرفة تأخذ  نفس عميق وتطرق الباب وتدخل تنادي باسم الشخص  ليقف من مكانه ملقي ما بيده أرضا قاطع المسافة بينهم تلقي بنفسها بين أحضانه تبكي مطالبة السماح منه  . 

زهور:  بابا سامحني وقتها كنت موجوعة وعاوزة اخرج وجعي ده ومكنش هاممني ازاي وليه. 

سيسيليا تنظر الى حمزة تجذبه من سروالة  ينظر لها ويسألها بحده. 

حمزة:  في ايه ياسيلا انتي كمان مش كفاية عليا اللي شيفه قدامى. 

سيسيليا  :  ابيه حمزة ابيه حمزة رد عيا هو مش عمو زياد مات من سنين كتير. 

حمزة بقلة حيلة:  ايوة. 

سيسيليا:  طيب ده بابها ازاي. 

حمزة:  سيبني يا سيلا في اللي انا فيه وهي عندك اهي روحي اساليها امكن تبعد قبل ما اتهور عليها. 

سيسيليا:  زهروان هو ده عمو زياد اللي مات هو رجع مرة تانية. 

زهور تبتعد عن أحمد وهي تضحك وتزيح دموعها:  سيسيليا يابابا بنت عمى وده  دكتور حمزة ابن عمي زيدان. 

زهور:  وده ياسيلا دكتور احمد المغربي هو مش بابا الحقيقي لكن هو اول واحد اناديه بابا وقف جنبي في اصعب ايام حياتي حماني من نفسي ولولاه هو وستى أحلام ممكن ده أكيد مكنتش كملت تعليمي ولا كنت عرفت انكم أهلى،بابا أحمد ليه فضل كبير كمان اني وقفه على رجليا دلوقتي هحكيلك بعدين على الموضوع ده.

أحمد يمد يده يصافح  حمزة:  اهلا بيك يا دكتور حمزة. 

حمزة:  أهلا بحضرتك اتشرفت بمعرفتك. 

أحمد وهو يصافح سيسيليا:  الشرف ليا يا دكتور اني اتعرفت عليك انت والانسة الصغيرة دى.. 

بعد اكثر من ساعة كاملة  قضتها زهور تتبادل الحديث مع دكتور احمد،  متناسية حمزة وسيلا نهائيا   ينظر حمزة  الجالس قريب منهم بغيظ شديد وحقد تجاه أحمد الذي يحدث زهور وهو ممسك بيدها يربت عليها يقف ويحدث زهور بحدة. 

حمزة:  مش كفاية كده  سيلا نامت وانت ولا وخده بالك. 

زهور تنظر لى احمد:  آسفة يابابا  همشي ا سيلا نامت من تعب السفر وكمان  اتاخرنا على فرح بنت عمي  الحمدلله دلوقتي ارقامك معايا  هتصل بيك  نكمل كلامنا  كمان كام يوم. 

قبلها احمد وضمها له يهمس في إذنها.

أحمد: ابن عمك بيغير عليكِ يا وردتي باينه بيحبك اوي.

زهور تخرج من احضانه وهي تشهق وتخبره بان ذلك غير صحيح.

 احمد مد يده وصافح حمزة يضغط على يده وينظران  لبعضهما بنظرات توعد وتهديد ويخرج حمزة يحمل سيسيليا النا ئمه 

يضعها حمزة في الكرسي الخلفي ويشير لزهور بالجلوس بالسيارة في الامام بعد شد وجذب وافقت زهور بعد  تجمع بعض المارة  قربهم. 

انطلق بالسيارة بضيق لم يتحمل الصمت وفضولة في معرفة كل شئ عن دكتور احمد  . 

حمزة:  ايه حكاية دكتور احمد ده تعرفية منين وليه بتقوليله بابا وياريت تتكلمى بلاش تتجاهليني ولا تختبرى صبري،  وكمان ازاي تسمحيله يا هانم يحضنك واحنا مشين وقالك ايه وانتي شهقتي. 

زهور تستمع لحديثه وحدته تلتفت تنظرله وتنهره لتقطع كلامها وتحدثه بصوت هادئ وهي ترى وجهه الغاضب وقيادتة السيارة على أقصي سرعه.

زهور: ممكن تهدى السرعة شوية بعد اذنك في الأول  وانا هحكيلك كل حاجه. 

حمزة:  اوك اتفضلي احكي. 

تروى له زهور كل شئ من أول يوم تعرفت فيه على احمد  حتى اليوم تروى له كل شئ بتأثر حتى  توقفت من شدة تأثرها بفترة تعرضها للحادث، تبكى بحرقة شديدة  يتوقف حمزة على جانب الطريق وترجل من السيارة يقف قليلا بعيدوعن السيارة  يصرخ بصوت عالى ويتجه لجهة زهور يفتح الباب جوارها وينحني بجزعه.

حمزة: زهور إهدى يا حبيبتي  الحمدلله دى فترة وعادت ونحمد ربنا انك خرجتِ قويه واهو بتكملي دراستك ورجعتنا 

وبسم الله ما شاء الله ناجحه جداً.

زهور تجفف دموعها  وتنظر له تبتسم له ابتسامة  هادئة: انا كويسة يا أبية  الحمد لله بس افتكرت قد ايه انا اتوجعت. 

حمزة إقترب منها بعطف أراد أن يضمها اعتدلت بجلستها  تزيح دموعها:  يلا يا أبيه تأخرنا على غادير وهتزعل مننا. 

حمزة: يعني دلوقتي اتاخرتي  ما شي يا زهور. 

يدور حول السيارة ينفس بغيض تحضن وتبوس الناس كلها وتيجى عندى و هتتأخر.

انطلق حمزة بالسيارة مرة أخرى عائد للمنزل ليصل بعد وقت يترجل من السيارة  وخلفه زهور يحمل سيسيليا النائمه

زهور بصوت هامس: أبيه سيسيليا لو فاقت ملقتش بابها ومامتها  هتبكى. 

حمزة:  تخيلي انا كنت هطلع الجناح عند عمى، دلوقتي الكل تلاقيهم مشغولين بالفرح انيمها فين.

زهور: في أوضتي  لو صحيت من النوم تلقيني جنبها. 

حمزة بسعادة لا يعلم لما:  اوك روحي انتي عند الجماعة 

وانا هدخلها وأجي. 

زهور:  تمام بس لو صحيت  خليك جنبها ورن عليا اجي اقعد معها.

ذهب حمزة في اتجاه المنزل وتوجهت زهور لمكان جلوس جدها وجدتها جلست جوارهم  بعد السلام عليهم وعلى عمها زيدان. 

 حمزة توقف أمام باب غرفة زهور بسعادة  يقبل وجنتي سيسيليا:  ياوش السعد  انتِ أخيراً هدخل اشوف اوضتها عاملة ازاي  دخل الغرفة وضع سيسيليا على الفراش وخلع حذائها وضعه قرب الفراش ودثرها قليلا واعتدل يجوب الغرفة يري صور عمه تملأ المكان توقف قليلا امام احدى الصور يتذكر ماضي طفولته يبتسم وهو يجفف دموعه تدحرجت تأثرا ساقته قدماه تجاه مكتب زهور أخذ ينظر حتى وقعت عيناه على ملف كتب عليه اسم البحث الذي طلبه، تصفح صفحاته وجده مازال ناقص. 

حمزة:  ايه ده ده لسه ناقص كتير هتلحق تخلصه امته  وتنام امتى جلس على الكرسي يقرأ ما دونته التقط قلم وبدأ يدون ما نقص بعد نصف ساعة اعتدل واقفا يبتسم متخيلا حالة زهور وهي ترى ما فعله يتوقع فرحتها. 

يخرج من الغرفة متوجه للعائلة توقف على بعد خطوات يستمع لحديث الجد وبكاء عمته زينب، يعود بظهرة للخلف 

ثم استدار عائد للداخل يصعد الي غرفته وهو يتمت. 

حمزة:  سورى يا جدو بس انا معنديش اي طاقة اسمع ولا 

اتعاطف مع حد كفاية اللي شفته وسمعته النهاردة. 

دخل غرفته رمي حالة على الفراش قليا وهب واقفا يبدل ملابسه ويلقيها أرضا وذهب للمرحاض وبعد قليل عاد يجفف شعره  لايىتدى سوى سروال ملابس النوم والقي نفسها على الفراش حتي راح في النوم، بعد قليل افاق على صوت رنات جرس الباب. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ربي اهدنا وعفو عنا وتولنا برحمتك انك على كل شئ قدير. 

حل المساء واجتمعت عائلة الغمراوى بعد رحيل زايد وزوجته للمطار، يجلسون بحديقة القصر ومقابلهم خطيب نورين وأهله يمجد والدي اسلام بأخلاقه وتربيته وتدينة وبره بهما ونظرات اسلام المتبادلة بينه وبين نورين بدأ توافد  

قلة من اقرب الاقرباء والاصدقاء منهم من يتعجب من سرعة الزفاف والعائلة لازالت في حداد على نهال التي لم يمر على وفاتها غير أيام قليل وآخرون يتحدثون عن القصر كيف شيدوه ومتى ويجزم البعض منهم أنهم تعمدوا حرق الآخر لأجل مبالغ التأمين،  حضر المأذون وتم عقد القران وبعد الانتهاء بدأ الاحتفال بزفاف غادير وزاهر ونورين  واسلام ، زفاف بسيط ليس هناك مظاهر للإحتفال بزفاف سوى تلك الكوشة الجالس بها كل كابلز بعد فترة استأذن زاهر من الجد والجميع وخرج من القصر صاعد سيارته بجوارة غادير   الذي فاجئها  برحلة شهر عسل في تايلند،  نورين جالسة بجوار اسلام تنظر إلى امها وشقيقها بتوتر، لم يقم أي فرد من العائلة  ومباركتها او التقط صورة تذكارية لها حتى والدتها 

لم تنظر لها نهائيا، نفست بضيق وهى ترى زهور قادمة تجلس جوار جديها التفت تجاه اسلام تحاول تشتيته من النظر تجاه زهور حمدت الله على جلوس زهور مقابل جدها وظهرها لها ولاأسامة، بعد وقت رحلت نورين من القصر بصحبة زوجها وأهله، وبكاء زينب لتضمها والدتها تهدئها. 

عبدالرحيم:  زينب عارف انك ام وان قلبك وجعك على جواز بنتك بالطريقة دي بس ده اختيارها رغم اني خيرتها وكان قدمها وقت للتراجع بس هي اختارت طريقها و حياتها ومتقلقيش يا بنتي دي في الاول والاخر حفيدتي وحملة اسم الغمراوي استحالة  هرميها وأبعدها عن حضنك،  هي فترة تتعلم فيها أن عائلتها  أهم من نفسها ومن طموحها  ومهما بعدت ففي الاخر عائلتها هي السند ليها،  يابتي انا فعلا وافقت على الولد ده لان سالت عليه وعلى أهله صحيح هو عكس ما يظهر لأهله لكن والده ووالدته الكل بيشهد بأخلاقهم 

واحترامهم في شغلهم وفي مكان سكنهم، اخواتك عرفوا عنهم كل كبيرة وصغيرة والدته مديرة مدرسة في اسكندرية  ووالدة  دكتور جامعي،  يعني مركزهم مرموقة واصل وعائلة،  ولو على الولد انتِ بنفسك شفتي الولد شاري ومضي على الشروط اللي كتبتها عليه. 

زينب:  انا صعبان عليا نفسي يا بابا، ضاعت تضحيتي وتربيتي  رغم انها كانت كبيرة ووعيه و عارفة  وفاهمة كل حاجة  الا انها  مقدرتش كل ده. 

زيدان شقيقها بحده:  للأسف  يا زينب انتِ مربتيش ولا قومتي انتِ اعتمدتِ على  وعي البنت وفهمها كنتِ بعيدة عنها محاولتيش تفهميها الاسباب اللي خلت حياتك انت واحمد كلها مشاكل، بعدتِ عنها وانشغلتِ بحياتك وازاي ترجعى أحمد ليك حتى لما مات وعرفتي انه اتجوز بنت صغيرة ونهال السبب كنتِ دائماً بتشبهيها بيها كل ما تغلط او درجاتها تكون أقل من زميلاتها كنتِ بتقولها يافشلة وبردة تشبهيها بنهال، الحقى يازينب صلحي اللي فات قدامك وقت زوريها وطمني عليها متبعديش عنها دايما خليكى قريبا منها متحسسيش جوزها ولا أهله انها وحيدة ملهاش أهل ظروف  جوزهم  شئ وحياتهم شئ تاني. 

يلتف لزينة:  وانت ِ كمان يا زينة  الوقت قدامك تصلحي علاقتك ببناتك، والكلام لآيات   الوقت مافاتش الحقوا عوضوا أولادكم العمر الباقي من حقكم  وحقهم  تعيشوا  

واستقرار ومحبة، اتجهوا لربنا وخاليه نصب أعينكم في معاملتكم مع الناس ومع نفسكم  الحمدلله رغم المشاكل والمصايب اللي وجهتنا قدرنا نخرج منها كل ده ليه لان بابا وماما زمان علمونا الحق ومنطمعش في اللي مش لينا علمونا أن الرزق مقسوم ولكن السعي واجب علمونا نخرج حق ربنا في شغلنا و مكاسبنا واديكم شفتم الحمدلله كل قرش خسرناه بوقت أقل عوضناه القصر اتحرق ونجينا منه كلنا  مش شطاره مننا لا ده توفيق من ربنا، احتو بعض خليكم يد واحدة جيل ولا جيل لو احنا مابنكم فبعدين هنكون عند ربنا . 

عبدالرحيم:  ربنا يديك ويديهم طولت العمر يابني  ويرزقك بر اولادك  بيك انت واخواتك، كلامك طمني على العائلة من بعدي، يلا يا ولاد نكمل سهرتنا جوا ونتعشى سوى بقالنا فترة ما تجمعنا ش على العشاء مع بعض.

استأذنت زهور من جدها بعد اخباره بتناول العشاء  وان لديها يوم حافل غدا في الجامعه وعليها ان تنام.

بعد شرحها ماعليها فعلة ل جدها اقتنع بوجهه نظرها وتركها تذهب لغرفتها، دلفت الغرفة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ ربنا توب علينا وارحمنا وردنا اليك ردا جميلا. 

وائل يسير بسيارته  رغم ضوضاء الخيول والمزمار وزغاريد سيدات البلدة كلما مروا أمام بيت من بيوت البلدة الا انه شرد يحدث  نفسه. 

وائل:  ليه لما شفت زهور بهرني جمالها ومحستش باي حاجه لا حزن ولا فرح كل اللي شغلني جمالها وقارنتها بوصفة معقولة يكون سبب من اسباب رغبتي بالجواز منها هو جمالها وبس، ومفيش اي احساس تجاهها معقولة يا وائل دي هي حقيقة مشاعرك ،  ما انت اهو اتجوزت وصفة وانت مش بتحبها وكل شوية تقعد مع نفسك  تقارن بينها وبين زهور حتي دلوقتي  جواك  قلقان ومتوتر خايف 

لما عينك تقع على وصفة تقارنها بزهور، فوق يا وائل انت مش صغير على الكلام ده، زهور شئ ووصفة شئ، ربن خلقنا اشكال والوان خلقنا بيض وسمر عربي وعجمي وقالنا لافرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى بلاش دماغك توديك كده ولا كده ارضى بالي قسمهولك ربنا  

يوقف السيارة مع توقف الجميع أمام منزل وصفة  يترجل منها بعد عودته من شرودة أخذ الغفر يطلقون الأعيرة النارية، يرحب به أحد أشقاء وصفة ووالدتها يقبل يدها يعتدل على وجهه ابتسامة وهو يستمع لحديث الاطفال بالتهليل بخروج العروس تختفي ابتسامته وهو يرى شقيقها الأكبر يخرج ممسك بيدها يحدث نفسه. 

وائل:  يعني هي فرقت معاكي يا وصفة  هتفاجئ انا بإيه لما تغطي وشك مكنت معاكي من يومين،كنتِ عرى وشك يعنى الكوافير مهما عمل هيغير ايه.

 

يتقدم يقبل شقيقها الذي اوصاه عليها ومد يده لوصفة تضع يدها بيده ويسير معها تجاه السيارة ساعدها بالصعود وودع الجميع وقاد السيارة عائد للمنزل بعد أن أخبر الغفر بتوقف الزفة  انطلق بسيارته  تجاه المنزل لم ينطق بكلمة واحدة  سوى ابتسامة  تشق شفتاه كلما استدار ناحية وصفة وتمحى وهو يدير وجهه لمتابعة الطريق. 

وصل أمام المنزل توقف بالسيارة ترجل منها يدعو الله بعدم رؤيته لزهور يتنهد وهو يتجه للجهه الاخرى يساعد وصفة بالترجل من السيارة ويمد يده لها ويخطو تجاه المنزل يتوقف أمام الباب يسب ويلعن حظه وهو يستمع لحديث بمكتبه المجاور لمدخل البيت. 

يحيى:  أحلام انا مشتاق اوى اشوف البيت اللي كنتِ عايشة فيه مع زهور هنا،  ايه رايك بلاش نرجع بليل ونبات فيه. 

أحلام: بليل ايه يا يحيى احنا لسه لمغرب نسلم على وائل وعروسته ونمشي على طول وانت ناسي انا طلبت من زهور ايه والبنت عملت اللي قولتلها عليه وخلاص هرجع الحق لصحبة. 

يحيى:  وفيها ايه اسمعى الكلام  بس سواقة الليل خطر احنا هنسلم على وائل ونمشي طوالي على البيت نبات والصبح بدري ان شاء الله نعتمد طريقنا ونتوكل على الله. 

أحلام:  مش عارفه مصمم ليه على النوم هنا. 

يحيى  :  هتعرفي كل حاجه لما نوصل البيت قالها وهو يغمز لها. 

تضربة احلام على كتفه انت: هو ده السبب يا يحيى. 

يحيى:  ماهو انا استحالة استحمل لحد مانوصل البيت احنا نبات هنا بدل ما يتقبض علينا والرادار مصورنا فعل فاضح بالطريق العام. 

وائل ينظر لوصفة الواقفة ويلتفت يفتح الباب وهو يود الصراخ:  هو انا ناقصك انت كمان يا عم يحيى مش كفاية عليه البلوة اللي بلتني بيها زهور سى عنتر ابن شداد. 

يمسك بيد وصفة ويدخل مباغته يجوب  بعينه المنزل لايري أحد يتنهد براحة. 

_ الحمدلله  شكله مشي يلتفت للخلف بذهول وهو يستمع  لحديث قادم من غرفة رؤوف السابقة قبل انتقاله تتسع ابتسامتة وهو يستمع لكلام رؤوف. 

وائل:  هههه انت متخيل انا هسيب لك الاوضة،  دى اول حاجه عملتها انى شيلت كل العفش منها وفضتها. 

وصفة بعدم فهم:  ها قصدك ايه. 

وائل:  اصلك متعرفيش كم المعاناه اللي عشته الفترة اللي فاتت بسبب الاوضة دى اول حاجه عملتها اني قلبتها اوضة خزين وفتحت فيها شباك كبير وباب يفتح لبرة عشان اللحظة دى. 

يخرج رؤوف وروحية من الغرفة بذهول وسط ضحكات وائل ونظرات رؤوف المتغاظه منه،  تقترب روحية تجاه وصفة تخفي خجلها من ابنها تهنئهم وتقبل وصفة. 

رؤوف اتجه لوائل يرسم ابتسامة على وجهه يقبله ويربت على كتفة. 

وائل  يهمس له:  مالك لونك مخطوف ليه كده اتخضيت من حاجه. 

رؤوف:  تراك مو سهل يا صديق يومين تركنا الغرفه على حالها لحقت والله ما بعرف انك حاقد هيك علينا. 

وائل:  ههه الهدد مفيش اسرع منه ودول شويه عفش وجدار انهد و يا شيخ ارحم ترحم بتجيب صحة منين لكل ده. 

رؤوف: والله قهرتني هلا يا ولد الغالية مابعرف ويش سويت اجعلك تأسى عليا هيك حتى انا بمقام والدك رحمه الله  لو كان مكاني كنت هتعمل هيك فيه. 

وائل: انت زعلان كده ليه ومش عجب الاوضه دى بالذات على أساس اوضة امي رحمها هى كمان. 

رؤوف:  هاد الغرفة  غرفة الهنا والسعادة فيها عشقت بعد قلبي روحية وفيها قضيت أسعد ايام حياتي وياها ليش ما ازعل على ما سويت فيها. 

وائل: متزعلش ياعم العفش بتاعها شيله بمخزن المصنع بكرة الصبح هيوصلك على بيتكم الجديد ابق حطة في اوضه عندك وعيش ذكرياتك فيها. 

رؤوف:  قصدك أعيد امجادى فيها. 

وائل بحده يلكزه بكتفه: ما تحترم نفسك يا أخى دى امى برده.

رؤوف بضحكه: سورى يا لمبي أصل امك حلوة اوى.

وائل: على اساس انت عم بخه، أنت ثأئيل  يا جدع  

خرج يحيى وأحلام على صوت زغاريد روحية يباركون قدمت أحلام لـ وائل اوراق الارض والمنزل وحدثته. 

أحلام:  مبروك يا وائل يا بني الف مبروك بص انا سالت شيخ وحكتله حكايتنا انا وانت فقالي انك ليك نصيب في بيت وارض ابوك بكر اتفضل ده ورق البيت والأرض بنصيبك الشرعى وتنازل مني ليك بنصيبي نقوطك مني، وقبل ما تتكلم انت ابني يا وائل والابن يرث أمه خد الورق وبلاش تعترض ويلا نستأذن أحنا وان شاء الله هنيجي نزورك مرة تانيه. 

وائل يقبل يدها ويشكرها:  ده بيتك يامه أحلام ماليش حق فيه ابويا كتبه ليكِ تعويض على بهدلتك وظلمك ماليش حق فيه انا. 

احلام مقاطعة:  اسمع الكلام يابني ابوك الله يرحمه كتبه ليا ضمان ليك لانه عارف ومتاكد اني هوفي حق ربنا واديك ورثك خده وابنيه ليك وعيش فيه ولا اعمله جامع باسم بكر الله يرحمه وخلد اسمه فيه يلا بقي عايزة ابارك لعروستك قبل ما نمشي. 

اوم وائل وقبل يدها مرة أخرى وعرفها على وصفة:  وصفة دى امى أحلام اللي حكيتلك عنها وعن طيبتها وجدعنتها معايا وجوزها عم يحيى اجدع واحسن تاجر في سوق العبور ومصر كلها. 

بعد السلام والمباركات رحل الجميع واغلق وائل خلفهم الباب واستدار تجاه وصفة يبتلع لعابه بخوف يخطو تجاهها ويمد يده لها ويصعد بها لغرفته يغلق الباب خلفة ويقف بها بمنتصف الغرفة وضع عباءته على الاريكه ومد يده المرتجفه يرفع طرحة الزفاف عن وصفة ينظر لوجهها بعدم مبالاة حتى رفع الطرحه لاعلي يهز رأسة يتأكد مما وقعت عليه عينيه 

يعاود النظر مرة اخرى يتمعن النظر به يسالها باستغراب. 

وائل:  وصفة  انتى وصفة. 

وصفة بخجل وذهول تومئ برأسها. 

وائل  يجلسها على الاريكه ويجلس جوارها ينظر لوجهها بابتسامة:  مالك مكسوفة كده ليه ارفعي وشك يقترب منها يبعد طرف طرحة الزفاف يظهر وجهها كاملًا. 

وصفة تهب واقفة مع اقترابه منها تحدثه بتلعثم:  انا متوضية ممكن نصلي المغرب في الاول. 

وائل  :  هههه حاضر من عنيا هدخل اتوضاء على ما تغيري فستانك ونصلي المغرب والعشاء والقيام لو حبيتي. 

وائل يدلف الحمام بعد توقفه ينظر لوصفة مطولا ثم يغلقه خلفه ويتجه للمغسلة ويغسل وجهه ويرفع عينها للمرآة ويعاود غسل وجهه مرة أخرى. 

وائل:  هو دى وصفة ولا حد تاني هي تبدلت ولا ايه. 

يتوضأ ويخرج من المرحاض يجفف يده ووجهه يقف مذهولا وه

تعليقات



<>