رواية الضحية
الفصل الحادي عشر11
بقلم نجلاء فتحي
رغم أطمئنان داليا لهذا الشاب ،،لكنها حريصة منه وخصوصا شافته الصبح والليل وجدته أمامها وجلس يراقبها ،،،نزلت لنفق على الكورنيش يستعمل لمرور الجهة الأخرى وظلت على السلالم حتى يحميها من الطامعين فيها كما تعتقد ،،أنتبه الشاب لم تظهر من الجهة الأخرى ولم يراها نهش القلق بداخلة ،،هل تعرضت لشئ نهشها بالأسفل فالدنيا ليل والمكان قليل فية البشر أو معدوم فيه ،،،، فى هذا الوقت المتأخر من الليل وشياطين الأنس تنشط الأن وهى صيده سهلة بحالتها ،،على الفور ذهب للنفق وجدها تتكعور على إحدى درجاته نزل برفق وجلس بجوارها وقال:_ كدة أمان شايفة المكان مناسب لبنت صغيرة وحلوة ،،، معرفش سنك بس ملامح وشك صغيرة
داليا بيأس ودموع / عايز إيه تاخد أبنى مش ببيعة ،،،تاخد جسمى خاف الله، ،تضربى ،موافقة
أتلجلج الشاب فهو يريد المساعدة فقط/ أشمعنا الضرب موافقة عليه
داليا/ دة المتاح ومتعوده عليه
المستشفى إللى سلمتني ليها عايزين أبنى منى ثم حكت إللى حدث بيها وبين الممرضة ،،،،
الأن فهم الشاب حديث الممرضة مع الطبيب وهو تجاهل الأمر ،،كان الكلام والمساومه على تلك الفتاه وهو السبب لكن مهلا ليس قصدة سوء ،،،، النيه خير منذو البداية ،فقال:- أسف مكنتش أعرف يحصل كل دة
داليا/ فلوسك إللى أدتهالى خدتها الممرضة وطمعت فيها معنديش حاجة أحافظ عليها غير شرفى على جثتى أسلمه لحد
الشاب/ جدعة ولأخر نفس حافظى عليه ،،لو حد قرب غصب عنك ربنا يغفرلك علشان أتأخد غصب مش بمزاجك،،،،، بينى وبينك ربنا دلوقتى،،،، مش فى نيتى أذيه تعرفى نقذتينى من الموت ،،أيوة الموت كنت زهقان الصبح قولت أروح على قهوة جنب المحطة أشرب عصير محسوبك ملوش فى الشاى والقهوة ،،،لاقيتك مغمى عليكى جريت بكرسى والعصير وأنتى مش حاسه بالدنيا شلتك فى عربيتى أقصد إللى شغال عليها سواق خصوصى لواحد أبن ولا بلاش ذنوب ،،، فضلت معاكى ونسيت صاحب العربية والسفر ،،،المهم اتصل عليا وبهدلنى أستغليت العربية ليا حاولت أفهمة فى عمل خير طردنى من غير م يعرف السبب وقتها دخلتلك الأوضة وسبتلك عنوانى وتليفونى وفلوس وكنت لازم أمشى وأستنا صاحب العربية يجى يستلمها منى ،شوفتك مع الممرضة ماشية عادى مجاش فى بالى أنها عايزة تبيع أبنك إللى لسة مجاش الدنيا عملت مشكلة كبيرة مع صاحب العربية وأتصل على سواق تانى يوصله برج العرب ،،،صاحبى من شويه كلمنى وقالى العربية عملت حادثة والسواق الجديد مات هو وصاحب العربية لولا ظهورك كنت أنا ميت ،،،جوايه حاجة من يوم معرفت سفرى لبرج العرب قلقان من السفريه دى رغم سفرتها مرتين قبل كدة الصبح أعترضت على عمل الخير ليكى وعيشى أنقطع معرفش أن ربنا كريم ونجانى بسببك علشان خاطر أمى الغلبانه يعنى أنتى جميلك فى رقبتى ،،،حتى مقابلتنا دلوقتى مش مترتبة ومش من هواه سهر الليل ،،كنت مخنوق بقيت عاطل ومفيش مصدر رزق وبرضو ربنا جمعنى بيكى وحاسس ملزومه منى كأنى أعرفك
داليا/ أنا كنت فى سعادة رغم كنت بقول عليها قهر ولما أبويا طردنى شوفت القهر صح وعرفت كنت عايشه سعيدة
الشاب/ تعالى نطلع على الكورنيش لو حد من الحكومة نزل لهنا يقبضوا علينا المكان فاضى وفيه شبهة
لم تعلم لماذا أرتاحت داليا لهذا الشاب رغم شاكة فى نيته ولم تتأكد من صحة كلامه لكنه محق رجعوا على الكورنيش وجلسوا على السور الصغير
الشاب/ أسمى مينا
أتسعت عين داليا من الأسم وقالت:- م م مينا
الشاب بأبتسامة/ أيوة مينا عندك أعتراض ،،،،عادى كلنا بشر محدش بيختار دينه كلنا واحد وبينا صفات مشتركة وهى الرحمة ومساعدة المحتاج ممكن تحكلى حكايتك فى المستشفى قولتى هربانة من جوزك ودلوقتى أبوكى طردك ومش معاكى أى أثبات هوية
داليا/ مش عايزة أتكلم حكيت حكايتى لناس كتير
مينا/ جايز أقدر أساعدك صحيح على قد حالى والدنيا ملطشة معايا بس جايز أساعدك بقولك أنتى نقذتينى من الموت
داليا/ حكت ليه كل شئ بالتفصيل معدا سر محاولات جوز أمها الفاشلة حتى لا تسقط من نظر الناس
مينا/ متزعليش من عيال الراجل الطيب لو مكانهم تعملى كدة غيرانين من حُبة ليكى والزمن وحش ضيع الرحمه واللين ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة ، أسمعى النهار قرب يطلع ،إيه رأيك تقعدى فى مكان مؤقت مش عارف توافقي علية ولا لا
داليا/ مكان إيه
مينا/ فى بيت شبة الفيلا كدة أقصد كان فيلا والست إفون صاحبته عملته للخير وتربى فيه أطفال أيتام
داليا/ بس أنا كبيرة ومش يتيمه
مينا/ الست طيبه أشتغلى عندها ويبقا معاكى فلوس وسكن وأمان ،،،هرش فى رأسه وقال المكان كلة مسحيين ويخدم الأطفال المسحيين مش عارفة تقبلك ولا لا لو وافقتى نروح ليها وأكيد توافق هى ست قلبها كبير محرومه من الأطفال وغنية جدآ
داليا / مش معايا ورق
مينا/أحنا وحظنا فى المشوار دة عندك مانع تعيشى مع واحدة ذى إفون
داليا/ لو المكان أمان موافقة
مينا / شكلك عارفة ربنا وهو يساعدك قولى يارب ،،،،،الست إيفون لو رفضتك أكيد ليها حل خلاص أعتبرتك أختى
داليا/ شكرآ يا أستاذ مينا
مينا بمزاح/ محدش يقول لأخوه يا أستاذ
___________
على الجانب الأخر أبو جابر يدعو بقلب أب يحمى داليا من الشارع
__________
(فى القاهرة)
فتحت رشا باب الشقة وقالت بحزن بسبب مرض أولادها المزمن :- مين حضرتك
رضا/ المعلم رضا جوز بنتك
رشا/ معنديش بنات متجوزة العنوان غلط
وضع رضا كفة على الباب قبل أغلاقة/ الست رشا طليقه متولى وأبو داليا مراتى
رشا بصدمه/ داليا أتجوزت بسرعة كدة
رضا/ هى عندك ناديها ملكش مكان غيرك
رشا/ مش عندى
رضا بغضب/ يعنى إيه طردتها تانى
رشا/ لا ،،،،مجتش تانى وأمشى أعمل معروف البيت هنا فى أخت جوزى لسة نقله جديد ومتعرفش كنت متجوزة قبل جوازى
رضا/ مراتى لو عندك ومخبياها ياويلك منى ثم رحل
رشا/ منك لله يا متولى أطلقت ونسيت الماضى ظهرت بنتك فى حياتى خربتها ولسة يارب تموتى يا داليا وأرتاح منك أنتى الحاجة الوحشة فى حياتى وربطانى بمتولى والماضي
⚘️قسيت القلوب على حتة منها لكن لم تقسى قلوب الرحمه ⚘️
_________
وصلت داليا لمنزل يشبة الفيلا على الطراز الروماني القديم وجلست تنتظر فى الحديقة
_____
أتى مينا وهو حزين وقال يلا يا داليا
داليا/ رفضت وجودى
مينا/ الست إفون ماتت من سنه ومكنتش أعرف والبيت تبع الكنيسة دى وصيتها وطبيعى مش قولتلهم حاجة إللى يشتغل فيها لازم أثبات هويه ،،،، أكيد محلولة ،،،،، ومينفعش أخدك معايا بيتى صعب ومستحيل
داليا/ خلاص طريقنا وقف لحد هنا كتر خيرك سبنى
مينا بحزم/ مستحيل، ،،
أستنى أتصل بحد من أصحابى
داليا/ مش عايزة حد يعرف ظروفى
مينا/ لازم جايز يحن قلبة عليكى صدقينى لو معايا فلوس كنت أجرتلك بيت
داليا/كفايه وقفتك جنبى بص فى محل عايز عامله
مينا/ فين دة
داليا/ مكتوب ورقة على بابه
مينا/ أكيد عايزين ورق رسمى ليكى وتسكنى فين أنسى الشغل لازم بيت الأول
أتى أتصال لمينا وفرح فقد حصل على وظيفة سائق فى مصنع وراتب أعلى من الأول فقال لداليا/ وشك حلو ربنا ساعدني بشغل،، عقبالك ،،مش سايبك غير لما أطمن عليكى تعالى نفطر بقينا الظهر
_________
مر الوقت وداليا قاعدة على مقهى شعبى هى ومينا وتشرب شاى بعد الفطار وهو شرب ينسون ،
داليا/ هى الست بتاعة الخضار دى ينفع أشتغل معاها
مينا/ أنتى دكتورة
داليا بحزن/ قدمت ورقى ومحضرتش ولا يوم فى الكلية يبقا أزاى دكتورة
مينا/ ربنا كبير
داليا بيأس/ البلد هنا مفيش مكان لواحدة زى
مينا/ طالبة الحلال ودة صعب ولو عايزة الحرام زمانك فى قصر ونايمة على ريش نعام
داليا/ لأخر نفس طالبة الحلال
مينا/ جدعة برافو عليكى ودة عجبنى فيكى
قطع كلامهم شخص يرتدى عبايه يبدو علية صعيدى يقول بصوت عالى :- سلامو عليكم يا رجاله أنا بواب عمارة فى المنطقة دى حد يعرف مكتب للخدم قريب من هنا
أحد الرجال/ لا والجميع أجاب نفس الأجابة
جريت داليا للراجل بلهفة وقالت/ عايز خدامه
الراجل/ أيوة لشاب عاذب
جرى ليهم مينا وقطع كلامهم واعتذر للراجل وقال لداليا/ أتجننتى رايحة للهم برجلك
داليا/ شغل
مينا/ مش احترمتى وجودى ،،،
داليا/ أسفة كفاية عليك بهدله
مينا/ تفكيرك غريب ،، بيقولك شاب أزاى تقعدى معاة، ميخدم نفسة ولا يجيب راجل
البواب/ فهمت غلط يا بية الشاب دة عايز واحدة مديرة منزل هو محترم جدا
مينا/ الزمن دة مش بتفرق
البواب / دة راجل شهم وخير لا يمكن أكون وسيط لحاجة تغضب ربنا أنا راجل صعيدى دمى حر وعندى حريم
داليا برجاء/ لو سمحت سبنى أشتغل
مينا/ أقابل الراجل ولو أرتحت تمام
داليا بفرحة/ يلا على البيت
البواب/ البيه فى شغلة
مينا/ فين عنوانه
البواب/ معرفش
مينا ميل بجوار أذن داليا/ مش مرتاح
البواب نظر لداليا بتقييم/ ليكى أهل هنا
داليا بتسرع/ لا
لحقها مينا بحماية/ أمال أنا إيه ،،على العموم شكرا يا حاج وبالليل استناني هنا على القهوة نقابل صاحب الشقة
البواب بمكر/ موافق ،،
أدايق مينا من نظرات البواب لداليا فهو شاب وفهم هذة النظرات الخبيثة ،
داليا/ لسة أستنا لحد بالليل
مينا/ ومين قالك أقابله دة كلام فض مجالس مش مرتاحله مفيش حد يجى على قهوة ويطلب كدة أزاى بواب ومش عارف مكتب الخدم وطريقة كلامه مفهاش حرف صعيدى ورفض يقول عنوان شغل صاحب الشقة ،
داليا بكسوف/ ممكن أرتاح تعبت
مينا/ نسيت أنك حامل ومنمتيش من أمبارح ،،بقينا العصر ،،هو هو مفيش أمل ترجعى لأبوكى حاولى معاة الشارع وحش أو حتى جوزك أهو أمان برضو
داليا بحدة / لا
نفخ مينا/ أى بيت عايز على الأقل بطاقتك ،،أستنى هنا أجيب غدا من أول الشارع
داليا/ مليش نفس
مينا/ لازم علشان الروح إللى جواكى أرتاحى على القهوة هنا مش أغيب
داليا/ خدنى معاك
مينا/ شمس والشارع طويل مفهوش ظل أوعى تتحركي وملكيش دعوة بحد ولا تتكلمي مع حد ولو أى حد طردك قولى أخويا بيجيب غدا وجاى وبس ،،،ممنوع الحركة يا داليا
هزت لة داليا رأسها بنعم،،وجلست على الكرسى بتعب ،نلتمس لها العذر أول حمل لها وصغيرة السن
__________
فى القاهرة جابر يبحث عن داليا حتى يراضى أبوه
____________
أتى مينا للمقهى يحمل فى يدة شنطة بلاستيكية بداخلها طعام وهو سعيد فقد هاتف صديق لية ووافق داليا تقيم عند أخته فى البيت لحين رجوع زوجها من السفر ،،لم يجدها أصبح مثل المجنون سأل الزباين وصاحب القهوة وقال :- أختى كانت هنا محدش شافها ،،كانت الأجابة واحدة وهى لا
ألقى الأكل بأهمال وأخذ يبحث عنها فى المنطقة فص ملح وداب وعقلة يصورة هربت منه ،،كيف وهو يريد مصلحتها لقد حلت مشكلتها أين هى ،،كميه حزن غير طبيعية شعر بيها وقتها كأنه يعرفها من سنين وليس معرفة يوم واحد
