
رواية عطر الانتقام والحب بقلم سيليا البحيري
رواية عطر الانتقام والحب الفصل الثامن عشر18 بقلم سيليا البحيري
كان إياد يخرج مسرعًا من مكتب كريم، الغضب والقلق مختلطان على وجهه، لا يدري أهو غاضب من شقيقته ليان أم قلق على ضياع موظفٍ محترم مثل كريم.
ركب المصعد بسرعة وهو يتمتم بضيق:
– "إيه اللي بيحصل في الشركة دي؟ ليان ازاي تعمل كده؟!"
وصل إلى الطابق الأخير، حيث مكتب عمه مراد البدراوي، طرق الباب بخفةٍ ثم دخل دون انتظار إذن، فرفع مراد رأسه من بين الأوراق بنظرةٍ متسائلة.
– "خير يا إياد؟ شكلك داخل كأن في مصيبة."
أخذ إياد نفسًا عميقًا وقال بجدية:
– "عمي… كريم قدّم استقالته."
تجمّد مراد في مكانه للحظة، حاجباه ارتفعا بدهشة حقيقية، وضع قلمه ببطء وقال:
– "إيه؟ كريم؟ ليه؟ دا من أكفأ الناس اللي عندي!"
اقترب إياد أكثر وقال بانفعالٍ واضح:
– "بيقول إن السبب أختي ليان."
تبدّل وجه مراد من الدهشة إلى الحذر، ثم إلى نظرةٍ حازمةٍ متفحّصة.
– "ليان؟ هي عملتله إيه؟"
تنهد إياد ومسح وجهه بيده وقال:
– "مش عارف بالضبط، هو رفض يقول تفاصيل، لكن باين إنها قالتله كلام قاسي جدًا… كلام خلاه يحس إنه مش مقبول هنا."
ظل مراد صامتًا لحظاتٍ طويلة، يطرق بأصابعه على المكتب بتفكيرٍ عميق، ثم قال بنبرةٍ صارمة هادئة:
– "هات كريم فورًا. ما ينفعش أسيبه يمشي كده."
بعد دقائق، دخل كريم المكتب بخطواتٍ ثابتة، وجهه لا يزال متماسكًا رغم الحزن في عينيه.
– "صباح الخير يا أستاذ مراد."
أشار له مراد بالجلوس بهدوء وقال بنبرةٍ ودّية لكن فيها هيبة القائد:
– "خير يا كريم؟ إياد بيقول إنك قدّمت استقالتك."
جلس كريم بهدوء، وضع الملفّ الذي يحمله على الطاولة وقال:
– "نعم يا فندم، قرار نهائي. أنا شاكر جدًا على كل الثقة اللي حضرتك منحتني إياها، بس أظن الوقت حان إني أرجع لأهلي."
تبادل مراد وإياد النظرات، ثم قال مراد بلهجةٍ متزنة:
– "طيب، قبل ما نمشي في أي إجراءات… ممكن أعرف السبب الحقيقي؟"
صمت كريم لثوانٍ، ثم قال بوضوحٍ فيه كرامة:
– "خليني أقول باختصار يا فندم، أنا حسّيت إن وجودي في المكان بقى عبء على بعض الناس… وده كفاية بالنسبالي عشان أمشي."
رد مراد بنبرةٍ عميقة:
– "أنا ما بحبش أسمع كلام مبهم يا كريم. لو في مشكلة لازم تتقال. أنا راجل بحلّها، مش بسيبها تكبر."
نظر كريم إلى إياد ثم خفض عينيه وقال بهدوءٍ مؤلم:
– "أخت إياد يا فندم… قالت كلام جارح، وأنا مقدّر إنها بنت العيلة، بس الكلام لما بيكسر كرامة حد، بيصعب يتنسي."
سكت إياد بخجل، لم يجد ما يقوله، بينما بقي مراد ينظر إلى كريم بتركيزٍ صامتٍ لثوانٍ طويلة.
ثم قال فجأة بنبرةٍ دافئةٍ تحمل الاحترام:
– "كريم، أنا عارف إنك راجل محترم، وجدع، واشتغلت هنا بضمير وحققت نجاحات محدش يقدر ينكرها. لكن اللي لازم تعرفه إن الشركة دي مش ملك ليان، ولا لحد تاني غير عيلتنا كلنا، وأنت جزء منها."
تفاجأ كريم من الكلمة الأخيرة، رفع نظره نحوه وقال ببطء:
– "جزء منها؟"
ابتسم مراد وقال:
– "أيوه. من أول يوم اشتغلت فيه هنا، كنت بتعامل كواحد منّا، مش كموظف. وصدقني، الغلط وارد، لكن ردّ الفعل أهم.
ليان بنتي الصغيرة زي عهد، ولسانها ساعات بيجري قبل عقلها، بس أنا واثق إنها ما قصدتش تهينك."
ابتسم إياد وأومأ مؤيدًا:
– "فعلاً يا كريم، هي كانت متوترة جدًا الأيام دي… بس صدقني، بعد ما مشيت، ندمت بشدة على كلامها."
أطرق كريم رأسه للحظاتٍ، ثم قال بصوتٍ منخفضٍ:
– "يمكن فعلاً كنت متسرع شوية… بس الكلمة وجعتني يا أستاذ مراد. أنا طول عمري بتعب عشان أثبت نفسي، ومش مستحمل حد يقيّمني باسم أو نسب."
أجابه مراد بهدوءٍ شديد، ونبرةٍ فيها أبويّة حقيقية:
– "وده اللي بيخليك إنسان عظيم يا كريم.
الناس الكبيرة بتقاس بمواقفها، مش بأصلها. وأنا مش ناوي أضيّع موظف زيه من بين إيدي."
نظر إليه كريم متردّدًا، فقال مراد بابتسامةٍ بسيطةٍ وهو يقف من مكانه ويتقدّم نحوه:
– "بصراحة يا كريم، لو مش عايز ترجع علشان الشغل، ارجع علشانّي أنا. الشركة محتاجاك.
وعلشان خاطرّي، خليك. مش عيب تغفر، لكن العيب نسيب الغلط يكبر بيننا."
سادت لحظة صمت، ثم نهض كريم ببطء، وقال بابتسامةٍ خفيفةٍ متأثرة:
– "حضرتك عارف إن طلبك أوامِر، وأنا فعلاً مش قادر أرفضك."
ضحك مراد ومدّ يده ليصافحه بحرارة:
– "يبقى رجعنا زي الأول وأحسن. خلاص الموضوع انتهى."
ابتسم إياد بسعادةٍ وقال:
– "الحمد لله، كده ارتحت. كنت هزعل جدًا لو مشيت يا كريم."
ضحك كريم أخيرًا ضحكة صافية، وقال وهو ينظر نحو مراد باحترامٍ عميق:
– "شكرًا يا فندم… حضرتك مش بس مدير ناجح، أنت كمان أب حقيقي لكل اللي حواليك."
ربّت مراد على كتفه وقال بنغمةٍ خفيفةٍ فيها دفء:
– "كفاية إنك فهمت ده، يا كريم. روح شوف شغلك، ولسه في حديث بيني وبين أخت إياد الصغيرة."
ابتسم كريم بتوترٍ خفيف وغادر المكتب، بينما قال إياد وهو يراقبه يبتعد:
– "فعلاً يا عمي… أنت عندك أسلوب ما يعرفوش غير الكبار."
ضحك مراد وقال وهو يجلس:
– "ولسه يا إياد… التربية مش بتخلص."
******************
في فيلا ديلان – الصباح الباكر
كانت أشعة الشمس تتسلّل بخجلٍ عبر نوافذ الفيلا الهادئة المحاطة بالحدائق، والعصافير تزقزق كأنها تبارك عودة الحياة لمن ظنّ الجميع أنه رحل منذ زمن.
خرج مجدي من غرفته بخطواتٍ مترددة، يده تستند إلى الحائط أحيانًا كأنه يحاول استعادة توازنه… خمسة أعوامٍ من الغيبوبة جعلت جسده ضعيفًا لكن فضوله كان قويًا.
وقف في الممرّ يتأمّل اللوحات المعلّقة، ثم تابع نزوله ببطء إلى بهو الفيلا الواسع.
من بعيد سمع صوت فتاةٍ تغنّي بخفوتٍ وهي تمسح طاولة الطعام. كان الصوت دافئًا وناعمًا بطريقةٍ جعلته يبتسم دون وعي.
اقترب بخطواتٍ مترددة، وما إن لمحته حتى شهقت بخوفٍ خفيف، وأسقطت المنديل من يدها.
قالت بعينين متّسعتين:
– "يا ساتر! حضرتك خوّفتني!"
ضحك مجدي بخفّة:
– "آسف… نسيت إنّي بقى لي خمس سنين ما طلعتش من أوضتي."
تراجعت ابتسامتها إلى ارتباكٍ لطيف، ثم قالت وهي تمسح يديها في المئزر:
– "أوه… حضرتك مجدي، مش كده؟ أنا ريهام… المدبّرة الجديدة. اشتغلت هنا من سنتين تقريبًا."
تأمّلها للحظة، فتاة في منتصف العشرينات، شعرها البني مربوط على شكل كعكة غير مرتبة، عيناها بلون العسل، فيهما صدق وودّ.
قال بابتسامةٍ هادئة:
– "ريهام… اسم جميل.
كنت بتمشّى شوية، محتاج أفتكر المكان اللي بقيت فيه سنين من غير ما أشوفه."
قالت بسرعة:
– "بس مدام ديلان قالتلي أوصّلك ما تتحركش من أوضتك! لسه جسمك ضعيف جدًا."
ضحك وهو يرفع يديه مستسلمًا:
– "طيب، بس جربي تمنعيني."
رمقته بنظرةٍ تجمع بين الجدّ والمزاح، ثم قالت بابتسامةٍ خفيفة:
– "تمام، بس أنا مسؤولة لو حصلّك حاجة. يلا، أعتبرني مرشدتك السياحية."
سارا معًا في ممرات الفيلا الواسعة، صوت خطواتهما على الأرضية الرخامية كان متناسقًا كأنهما يسيران بإيقاعٍ واحد.
توقّف مجدي أمام النافذة الكبيرة المطلة على الحديقة، تنفّس بعمقٍ وقال بصوتٍ متأثر:
– "كنت فاكر إني مش هشوف النور ده تاني… ولا أشم ريحة الورد."
نظرت إليه ريهام بعينين رقيقتين وقالت:
– "القدر دايمًا بيدي فرصة تانية للّي يستحقها. مدام ديلان قالتلي إنها كانت مؤمنة إنك هتصحى يوم."
ابتسم مجدي بخفة:
– "ديلان ملاك، بس ساعات حاسس إنها شايلة أسرار أكتر من اللي بتقوله."
ضحكت ريهام بخجلٍ وقالت:
– "أكيد… هي مدام قوية جدًا. بس واضح إنها بتحبك فعلاً، بتتعامل مع ملفّك كأنه كنز."
تجوّلا قليلًا حتى وصلا إلى المطبخ. جلس مجدي على أحد المقاعد بينما بدأت ريهام تُعدّ له كوبًا من الشاي بالنعناع.
قالت وهي تضع الماء على النار:
– "أكيد جسمك محتاج دفء. النعناع هيريّحك شوية."
نظر إليها مطولًا، ملامحها البسيطة تشعّ طيبة وهدوءًا نادرًا.
– "شكلك صغيرة جدًا عالشغل ده. المفروض تكوني في الجامعة أو في حياتك الخاصة، مش تنظّفي في فيلا بعيدة كده."
ابتسمت ريهام وهي تحرّك الملعقة في الكوب:
– "الحياة مش دايمًا بتدي كل حاجة. بس على الأقل أنا هنا مرتاحة.
البيت ده هادي، و… حضرتك مش بتعمل دوشة زي الناس التانيين."
ضحك مجدي بخفة وقال ممازحًا:
– "يمكن عشان كنت نايم خمس سنين، اتعلمت الهدوء."
ضحكت هي الأخرى، ضحكتها كانت صافية خفيفة جعلت قلبه يهدأ. ناولته الكوب وقالت:
– "خده بحذر، سخن."
أخذ الكوب ونظر إليها بعينين شاكرَتين:
– "شكرًا يا ريهام.
أول مرة أحس إن في حاجة اسمها طعم للحياة من يوم ما صحيت."
قالت بخجلٍ وهي تتهرّب بعينيها:
– "ده شرف ليا إن حضرتك تقول كده."
سكت كلاهما لحظاتٍ قصيرة، كانت فيها نظرات مجدي تتفحّص ملامحها برفقٍ لا يخلو من إعجابٍ خفي، بينما كانت ريهام تحاول الانشغال بأي شيء لتخفي اضطرابها.
قال بعد لحظة صمتٍ طويلة:
– "تحبي نكمّل الجولة ولا كفاية عليكي كده؟"
أجابت بابتسامةٍ رقيقة:
– "أنا مع حضرتك لحد ما تتعب."
فقال بابتسامةٍ أعمق:
– "يبقى هنمشي كتير النهارده."
ابتسمت بارتباكٍ خفيف وهي تمسك بطرف المئزر:
– "تمام يا مجدي بيه."
ضحك بخفّةٍ وقال:
– "سيبك من البيه دي… قولي مجدي بس. نسيت الألقاب دي من زمان."
ردّت بخجلٍ ناعم:
– "حاضر… يا مجدي."
سارا معًا في أروقة الفيلا، حديثٌ بسيط، ابتسامات خجولة، ودفء خفيف يملأ المكان كأن شيئًا صغيرًا بدأ يتكوّن بينهما، شيئًا لا اسمه واضح بعد… لكنه موجود.
*********************
في شركة آدم – الظهيرة
كان آدم يجلس خلف مكتبه الكبير، منهمكًا في مراجعة بعض الملفات الخاصة بفرع الشركة الجديد في القاهرة. الضوء يتسلل من النوافذ الواسعة، ينعكس على زجاج مكتبه اللامع، بينما كانت السكرتيرة تقف عند الباب تنتظر التعليمات.
رفع رأسه قليلًا وقال بصوته الهادئ الواثق:
– "أدخلي الشخص اللي قال عنده موعد معايا يا منى، بس بسرعة، عندي اجتماع بعد ربع ساعة."
خرجت منى لتعود بعد لحظاتٍ وهي تفتح الباب بخفّة.
قالت:
– "تفضل يا سيدي، السيد… رامي."
رفع آدم رأسه دون اهتمام، ظنّ أن الاسم غريب عليه للحظة، ثم فجأة تجمّد في مكانه، وعيناه اتسعتا بدهشةٍ كبيرة:
– "رامي؟! مش معقول!"
ضحك الزائر بصوتٍ مرتفع، دخل بخطواتٍ واسعة وفتح ذراعيه:
– "آدم يا ابن اللذينة! ولا كأني داخل على مدير كبير! فين راحت أيام الكلية؟!"
نهض آدم من مكانه بفرحةٍ حقيقية، اقترب منه بسرعة واحتضنه بقوةٍ واضحة وهو يضحك من قلبه:
– "إيه ده! أنت فين يا راجل؟! والله ما كنت متخيل أشوفك تاني!"
صفعه رامي على كتفه مازحًا وقال بابتسامته العريضة:
– "هو أنا اللي اختفيت ولا أنت اللي اتجوزت وبقيت رجل أعمال ومشغول بالعالم كله؟"
ضحك آدم وقال وهو يشير له بالجلوس:
– "اقعد يا مجنون! خمس سنين وأنت سايبني من غير خبر؟! حتى ما دعيتنيش لفرحك لو كنت اتجوزت فعلاً!"
جلس رامي على الأريكة المقابلة له وقال بمرحٍ عفوي:
– "اتجوزت فعلاً، من نادين… فاكرها؟"
اتّسعت ابتسامة آدم وقال:
– "نادين؟! ياااه! دي كانت حب حياتك أيام الجامعة، وكنت بتقولي إنها ملاك ومافيش زيها!"
ضحك رامي وهو يهز رأسه:
– "ولسه هي ملاك، بس بقت ملاك عنيد شوية."
جلس آدم أمامه، مائلًا قليلاً إلى الأمام باهتمام:
– "احكيلي بقى، إزاي حصل؟ كنت فاكر عيلتكم كانوا رافضين العلاقة دي."
قال رامي بابتسامةٍ فيها خليط من الحنين والحذر:
– "الدنيا بتتغير يا آدم.
بعد شوية صعوبات اتجوزنا، وقررنا نبدأ حياتنا بعيد عن مشاكل العيلة."
رمقه آدم بنظرةٍ دافئة وقال:
– "فرحان جدًا ليك والله، أنت تستاهل كل خير.
بس ليه ما كلّمتنيش من بدري؟ كنت أعملك شغل عندي في الشركة بدل اللف ده كله!"
أجاب رامي بابتسامةٍ خفيفة:
– "كنت محتاج أبدأ من الصفر بنفسي. بس بصراحة جاي النهارده مش بس أزورك، جاي أعرض عليك مشروع شراكة صغير. حاجة بسيطة بينا زي زمان."
ضحك آدم وقال بحماس:
– "إيه ده؟ يا راجل، أنت تقول مشروع كأنك داخل عليا بمليون دولار!
يا سيدي الشراكة دي موقّعة من أول ضحكتك!
مش محتاج تفاصيل، أنت صاحبي وأخويا قبل أي حاجة."
ضحك رامي بصدق، ثم نظر حوله بانبهار:
– "والله يا آدم، ما شاء الله عليك، الشركة دي كبرت جدًا عن زمان.
فاكر لما كنا بنقعد نحلم بالمكاتب والسكرتيرات والكراسي الجلد؟"
ضحك آدم وهو يعتدل في جلسته:
– "فاكر؟ كنا نقعد في كافيه صغير ونرسم مخططات على المناديل!"
رد رامي بنبرةٍ مرحة:
– "أيوه، وكنت تقولي: هبقى مدير شركة ضخمة، وأنا أضحك وأقولك نفسي أبقى فنان!"
ثم خيّم صمتٌ قصير لطيف، قبل أن يقول آدم بابتسامةٍ صادقة:
– "بس واضح إنك مشيت في طريقك صح يا رامي… شكلك ناجح وسعيد."
تنفّس رامي بعمق، نظر للأرض قليلًا وقال بصوتٍ أخفّ:
– "بحاول أكون سعيد يا آدم.
عارفني… أنا دايمًا بحاول أضحك حتى لو الدنيا مضلمة."
شعر آدم ببعض القلق من نبرة صديقه، فسأله برقة:
– "كل شيء تمام؟ في حاجة مضايقاك؟"
رفع رامي رأسه بسرعة وعاد إلى ابتسامته المعتادة:
– "لا لا، كله تمام. يمكن الشغل ضغط شوية، بس وجودي معاك كده خفف كل حاجة."
ابتسم آدم وقال بلطفٍ:
– "ده بيتك يا رامي.
وبالمناسبة… لازم تيجي أنت ونادين تتعشوا عندي أنا وصوفيا،
اشتاقت تشوفك، دايمًا بتحكي عنك لما نحكي عن الجامعة."
ضحك رامي بخفةٍ وهو يقف:
– "صفقة وعزومة؟
كده أنا كسبت النهارده مرتين!"
وقف آدم أيضًا ومد يده يصافحه بقوة:
– "أهلاً برجوعك يا صاحبي… نورت حياتي."
ابتسم رامي ابتسامةً خفيفة، لكنها كانت تحمل في أعماقها شيئًا آخر…
ظلّ للحظة ينظر إلى وجه آدم وكأنه يقيس المسافة بين الماضي والحاضر، ثم قال بخفوتٍ وهو يبتعد عن المكتب:
– "وأنا كمان يا آدم… يمكن رجوعي ده هيغيّر حاجات كتير.