
لم تصدق حبيبه ماسمعت من نهى أن خديجه قد جائت إلى المستشفى في حاله انهيار عصبي ومحاوله انتحار.. حتى راتها ممدده على السرير بوجه شاحب والهالات السوداء تحاوط عينها هزيله لاتشبه خديجه التي رأتها منذ سنوات جلست أمامها هي ونهى
يشعرون بالحزن لما حل بها
حتى بدأت خديجه تفتح عينها ببطئ تنظر لهم كأنها تنظر إلى المجهول
وكأنها كانت غريقه في عالم أخر
بدأت نهى تناديها
_خديجه... خديجه... أنت سمعاني
لكنها لم تجيب فعاوده. نهى مناداتها
_خديجه... أنت كويسه. حاسه بأي
بدأت خديجه تحرك عينيها يمينا ويسار وبلسان ثقيل قالت
_أنا فين؟
اجابتها نهى
_انت في المستشفى.. أنت شايفني باخديجه؟ أنت كويسه
لتسألها خديجه مستفهمه
_أنت مين؟
لتجيب عليها
_أنا نهى... أنت فكراني
أقتربت حبيبه بقلق وبدأت تحرك يدها على وجهها وترتبت خصلات شعرها التي خرجت من حجابها المفتوح
وقالت لها
_خديجه حبيبتي أنت فكراني أنا حبيبه
حبيبه الدكتوره بتاعه كشك الشاي.
نظرت لها خديجه بتيه تحاول تذكرها
حتى بدأت تجهش بالبكاء وقالت حبيبه...
أحتضنتها حبيبه وبدأت تهدئها
_أهدى حبيبتي أهدي ياخديجه أهدى
لكنها استمرت بالبكاءكأنها كانت تنتظر أحد تبكي بين أحضانه
وبعد مرور فتره من الزمن هدأت خديجه وأعتدلت في جلستها وقالت
_وحشتوني مكنتش أتوقع أني اشوفكم تاني. حتى لمعت الدموع مره اخرى في عينها وقالت
_مكنتش أتمنى اتشوفوني كده
لتجيبها حبيبه
_خلاص ياخديجه أهم حاجه اننا شفناكي....
ثم أكملت معاتبه
_ليه باخديجه تعملي في نفسك كده
اي الي وصلك للانتحار؟
لتجيب بصوت مبحوح
_مالك
شهقة صدرت من نهى التي وضعت يدها على فمها ونظرت إلى حبيبه المصدومه هل يعقل أن يكون من كان
يوماً سبب سعادتك أن يكون هو أيضاً سبب تعاستك
حبيبه :وازي مالك خلاكي توصلي للمرحله دي
لتبدأ خديجه تقص عليهم ماحدث
_كنا أنا ومالك بنعيش حياه طبيعيه.
سعيده زي اي أثنين أتحقق حلمهم وبقو من نصيب بعض
لكن بعد سنه من جوازنا....محصلش حمل عشان كده قررنا اننا نروح للدكتور الي بلغنا أننا عندنا مشاكل في الخلفه وأننا عشان فيه بنا صله القرابه
نسبه الخلفه هتكون ضعيفه.... الخبر دا تعبني جدا لكن مالك فضل يصبرني
ويقلي أن أنا عنده أهم من الاطفال
قررنا نعمل حقن مجهري لكن برضو فشل. مالك فضل يقنعني أن الأطفال مش أهم حاجه. الأهم أننا مع بعض. أقتنعت ورجعنا نعيش حياه سعيده
لحدبعد تلات سنين مالك أتنقل لفرع الجرنان في اسكندريه.
ورجعنا نعيش مع بيت عمي في اسكندريه ومن وقت مارجعنا عندهم وبدأ عمي ومرات عمي يزنو علينا عشان الخلفه
لحد مايوم لقيت عمي ومرات عمي دخلو عليه وطلبو مني أني أطلب من مالك أنه يتجوز تاني لتتذكر خديجه ماقاله عمها لها
(ياخديجه يابنتي مالك أبني الوحيد وأنا من حقي اشوف ولادو أنا عارف أن الموضوع صعب. عليكي بس ارجوكي. مالك عمره ماهيسمع مني لكن لو أنت الي طلبتي منو يتجوز أكيد الموضوع هيختلف عشان خاطري يابنتي. أنا برجوكي رجاء اب نفسه يشوف أحفاده)
لتسالها حبيبه...متعجبه
وطلبتي فعلا من مالك أنه يجوز تاني؟
نكست خديجه رأسها وملئت الدموع عينيها وقالت بنبره صوت يكسوه الالم
_ايوه
نظرت نهى وحبيبه لبعضهم البعض متعجبين لتسألها نهى
_ ومالك كان رده اي؟
لتتذكر خديجه تلك اللحظه المؤلمه
فلاش باك
كنت وافقه قدامه ورجلي مش شايلاني قلبي بيتنفض وبيصرخ جوايا أني متكلمش وأطلب منه يتجوز
وعقلي بيدفعني وصوره عمي مش مفارقه عنيا. وهو بيتوسل ليا أني... افكر فيه كأب
قربت منه. ولما حس أني قدامه رفع عنيه وسحب أيدي وقعدني على رجليه وحضني بقوه وقال
_حبيبي الي واحشني
رديت عليه وأنا في حضنه مغمضه عنيه و رحته الي بعشقها محوطاني
_ولحقت اوحشك دا انت سابني من كم ساعه
جاوبني وهوه بضمني أكثر ليه
_أنت بتوحشيني وأنت بحضني
بلعت ريقي وقررت اتكلم
_مالك... أنت لازم تتجوز تاني لازم يكون عندك اولاد
لقيته جسمه اتشنج واتنفض وخرجني من حضنه وهو مفزوع وبص في عيوني
_أنت أتجنني أنت بتقولي ايه
ماقدرتش أواجه عينيه وقولت
_لازم تتجوز
_عاوزاني اتجوز عليكي ويكون فيه واحده تشاركك فيه... وتنام في حضني ويمكن احبها و تشاركني حبك
لقيت دموعي بتغرق وشي وبرد عليه
_لازم يكون عندك اولاد احنا سوى مش ممكن يكون عندنا أطفال دا كلام أكثر من دكتور
بصلي مالك وقال
_ دا مش كلامك
معرفتش ارد واقول اي سكت ودموعي هي الي ردت
_كنت متأكد أنه مش كلامك أنا عارف دا كلام مين
رجعني لحضنه تاني وحضني بقوه حسيت انه عاوز يخبيني بين ضلوعه وقال
_عشان ننهي الموضوع دا وتوصلي الكلام للي طلب منك تقولي الكلام دا أنا عمري ما هتجوز تاني ولادي لو مش هيكونو منك أنا مش عاوزهم
فرحت اوي بكلامه كانه طبطب على قلبي
عوده
-امال اي الي حصل بعد كده؟
سؤال طرحته حبيبه عليها
فضل والده والدته يزنو عليه لكن مالك صدهم بقوه ومسمحش حد يجرحني او يكلمني كلمه واحده وقال لهم خديجه خط أحمر
لكن بعد كده حصل الي مكنتش عامله حسابي عليه لما جارنا عمي حسن كان بيموت ووصه عمي ومالك على بنته الوحيده وطلب من مالك أنه يتجوزها يتجوز... ريم.
البنت الي كنت بشوف نظرات أعجابها لمالك بعنيا. (بقلم رشا عبد العزيز)
رفض مالك ومرضاش أنه يجوزها وخاصمه عمي تلات شهور بحجه أن بيخون الامانه وبيضيع البنت اليتيمه
مالك عرض على عمي أن يشوف حد من صحابه يتجوز ريم
لكن عمي طبعا رفض لان لقاها حجه عشان يخلي مالك يجوزها
كنا عايشين في جحيم حقيقي كاننا بنحارب لحد ما انا استسلمت لما زاد ضغط عمي على مالك وعليه
وطلبت من مالك يجوزها... كنت بتقطع حرفيا وانا بوافق عمي رأيه
وبطلب من مالك يجوز
وبعد كده رضخ مالك للضغط دا واتجوز ريم...
ولقيت عمي ومرات عمي بيجهزو كل حاجه شقه جديده جهاز... استعدادات. وفي وقت قياسي كأنهم ماصدقو. مالك في الوقت دا كان بيبصلي بلوم وبيقلي هتقدرى تتحملي تشوفيني مع غيرك
بكيت. لكن ماكنش بأيدي أعمل حاجه خلاص جوازه كان واقع
وفي يوم كتب الكتاب روحت عند اهلي لكن بالليل لقيت مالك بيخبط على بابنا و بيطلب يشوفني
-مالك؟!
_مش قادر ياخديجه مش قادر المسها مش قادر المس غيرك
في اللحظه دي أنا نهارت وخذته بحضني وعيطت أنا وهو. بس استجمعت قوتي وقلتله وانا بامسح دموعه
_روح يامالك لعروستك. روح ياحبيبي ميصحش تسيبها و تكسرها في ليله زي دي... روح ياحبيبي
بصلي مالك بنظره عمري ما هنساها. وكأني تخليت عنه
وسابني ومشي.... بس أنا ماكنش فأيدي حاجه أنهارت من بعده وحسيت أن قلبي أتحرق
ومرت الايام وكنت بصبر نفسي. بالايام الي بيكون فيها مالك معايا كان بعوضني عن غيابه.
لحد اليوم الي عرفنا فيه ان ريم حامل
وشفت الفرحه في عيون مالك صحيح كان بيداريها عني لكني شفتها
رغم دا عمره ماحسسني بحاجه وكان بيخاف يجرحني بكلمه
وولدت ريم. .. وجابت ولد... ولمت نفسي وأنا شايفه مالك وفرحته بابنه
كأن الدنيا مش سيعاه وهو شايل حته منه.... سماه حسن والكل كان فرحان بيه حتى أنا كنت بحبه كان شبه مالك أوي
لكن الي حصل بعد كده أن مالك بقى ليه حياه شغلته عني...
وريم كانت بتتعمد كل مايكون عندي تتصل بيه وتقله حسن تعبان أو حسن محتاج كده... بس عشان يرجعلها
وبقيت بشوف مالك يوم في الاسبوع
بحجه ان ابنه بيحبه ومش بينام الا بحضنه. كنت بستسلم للنوم عشان
ما افضلش استناه لحد اما احس بيه جنبي وبياخني بحضنه وينام كنت ساعات بحس انه محتاجني زي ما انا محتجاه
لكن كنت بشوف الغيره في عين ريم
_وهي بتشوف اهتمام مالك بيه وازاي بيدعلني ويتغزل بيه حتى في وجودها
لكن انا ديما كنت بحس اني الطرف التالت وانا بشوفهم بيلعبوا مع ابنهم
عشت أصعب سنتين في حياتي وانا بحسن أنا مالك بينشغل عني أكتر سنه وره التانيه.. وزاد انشغاله لما حملت ريم مره تانيه. وبقتت تتصل بيه كل مايكون معايه بحجه انها تعبانه وحسن تاعبه.. وبتطلب منه يرجع عشان حسن كنت بشوف حيره مالك مابيني وبنهم
ومكتفتش ريم بكده... بقت تفهم مالك اني باذي حسن
لتتذكر... خديجه ماحصل عندما كانت تطعم حسن في مره من المرات
ليختنق فجاه
فتتهمها ريم انها تعمدت ذلك لكن مالك دافع عن خديجه
أكملت خديجه وصوتها يختنق
لحد اليوم
الي كان حسن مع جدته ومعاها بيلعب عشان مالك ووالدته راحو الدكتور...
وخالتي راحت المطبخ وخبط الباب
رحت افتح الباب ورجعت على صريخ لقيت حسن واقع على الا رض وفي جرح كبير في راسه ود*م مغرق وشه
وفي اللحظه دي دخل مالك وامه الي انجننوا لما شافو ابنهم كده....
ولقيت خالتي بتقول انا سبته مع خديجه
وريم بتقول أكيد اهملته وسابته متعمدة
لكن الي حطمني لما مالك صرخ فيه وقال
_مش تخلي بالك منه.. شفتي حصل اي بسبب اهمالك
فضلت مصدومه وانا ببصله.... هو صدقهم وصدق اني ممكن أذى ابنه
وفضل اسبوع متجنبني.. وبيقضي وقته مع ريم وحسن. (بقلم رشا عبد العزيز)
حسيت في اللحظه دي.. أني خسرت نفسي خسرت خديجه ولو فضلت كده هخسرها أكثر عشان كده استغليت انهم متجمعين
دخلت عندهم وكلهم نظرات لوم ليه
وقفت قدام عمي الي كان واقف جمب مالك وقلتله.
_ارجوك ياعمي أنا عاوزه اطلق
صرخ مالك في وشي
_انت بتقولي اي انت اتجننتي
وطيت على ايد عمي وقلتله
_ ابوس ايدك ياعمي خليه يطلقني
اتجنن مالك أكثر وصرخ فيه
_ أنت بتقولي اي انا مستحيل اطلقك
أنا بحبك وما اقدرش اعيش من غيرك
التفت ليه وقلتله
_ابوس ايدك لوبتحبني طلقني. مش عاوزه أكرهك يامالك
_لا ياخديجه ماتحلميش أني اطلقك
جات مرات عمي وريم
رحت لمرات عمي... وقلت
_ الله يخليكي أنتو مشفتوش مني حاجه وحشه خلي يطلقني. ارجوكي
ومالك يصرخ
_أعقلي ياخديجه انت اتجننتي
وعمي ومراته بيبصو ليا بشفقه ومش عارفين يقولو اي
التفت لريم ومسكت ايديها وقلت
وحياه ولادك خليه يطلقني
كنت هوطي ابوس ايديها لان متأكده ان مالك مش هيرضالي الذله دي.. وقلت..
ابوس
مكملتش كلامي ولقيت مالك بيقول
_خديجه أنت طالق
كلمه كانت زي الرصاصه الي قتلت قلبي
لملمت نفسي ورجعت بيت ابويا
_فضلت اسبوع منهاره ومالك كل يوم يجي عاوز يقابلني وانا أرفض وكنت بطلب من بابا انه يطلقني عند مأذون
ومالك كان بيرفض
ماما وبابا. كان حزانى عليا عشان عارفين انا بحب مالك اد اي
لكن اختي مها كانت واقفه معايا وقالتلي اني عملت الصح
واقنعتني اني عشان اخرج من دا لازم اطلع واشتغل وشافتلي شغلانه في مدرسه... وبعد شهرين من طلاقي فعلا بدأت أشتغل
في اذاعه مدرسه خاصه وكنت بدأت اتأقلم على حياتي الجديده
لكن مالك ظهر من جديد... وكان عاوز يردني واقنع بابا وماما انه هيسكني في شقه بعيده. وهيعدل في الأيام بنا بس ارجع له لكن انا رفضت
وبدأ يلاحقني ويضغط عليا
لحد اليوم الي رجعت البيت ولقيته قاعد مع بابا بيستناني ولما شافني جري عليه بلهفه وقال
مالك :خديجه وحشتيني ياحبيبتي
خديجه :عاوز اي؟
مالك:عاوزك ترجعلي ياخديجه أنا ما اقدرش اعيش من غيرك انا بتخنق ياخديجه ارحميني
خديجه:وانا مش عاوزه ارجعلك يامالك
بصلي بغضب وقال
مالك:هترجعلي غصب عنك ياخديجه
أنا هردك لعصمتي
بصتله بتحدي وقلت
خديجه :لو عملت كده هموت نفسي
بصلي وكان فاكر اني بهزر.. وهو مش عارف أن فعلا الموت في اللحظه دي كان اهون من اني ارجعله واعيش الحياه دي تاني واخسر نفسي واخسره لان لو رجعت كنت هكرهه
قال مالك
_ موتى نفسك لكن هترجعلي غصبا عنك
مسكت سكينه الفاكهه ومن غير تردد قطعت شرياني قدامه
ثم علت شهقاتها وقالت انا تعبت ياحبيبه مش عاوزه ارجع عاوزه اخلص من لعنه الحب دا.
احتضنتها حبيبه.... وقالت
_اهدي ياخديجه اهدي..
أنت صح ياخديجه والي عملتي صح بعدك عن مالك هو الحل عشان ترجعي خديجه من جديد
تركتها نهى وحبيبه بعد ان أطمئنو عليها.. برفقه شقيقتها
مها. (رشا عبد العزيز)
******************************************
حل المساء وكانت حبيبه تجلس بشقه خالها وعائلته يتناولو ن وجبة العشاء كانت حبيبه تجلس شارده الذهن حتى انتبه لها خالها وقال
محمود:مالك ياحبيبه سرحانه في أيه
انتبهت حبيبه له وقالت
حبيبه:ابدا ياحبيبي بس تعبانه شويه
محمود :ماترحمي نفسك يابنتي انت مابين المستشفى الحكومي والخاص
وغرف الحضانات.. ارحمي نفسك يابنتي
لترد حبيبه في ابتسامه
حبيبه:ما تخافش ياحبيبي.. هو بس عشان النهارده كان فيه حالات كتير
محمود:ربنا يعينك يابنتي
لتتحدث فرح ابنة خالها وتقول
فرح:بابا انا عاوزه فلوس عشان درس الكيميا
محمود:لما اقبض هديكي أن شاء الله
لتتكلم حبيبه بسرعه
حبيبه:عاوزه كام يافرح؟ بعد العشا هديكي فلوس الدرس ياقمر
فرح:متشكره يا ابله
محمود:لاياحبيبه يابنتي.. مش كفايه إيجار الشقه والمصاريف الي بتدفعيها
لتنظر له حبيبه بلوم وتقول
حبيبه:كده ياخالي انت بتحسسني اني غريبه وبتحسب انا بد فعلك اي... لو معتبربني غريبه. انا اسيب المكان واروح شقتي
ليقف محمود ويرد بحنق
_بتهدديني يابنت شريفه
لتقف حبيبه وتذهب اتجاه تقف امامه
تقبل يده وتقول
_انا عمري ما كنت بنت شريفه ولابنت محمد انا بنت محمود... وانا عمري ما هنسى انتو عملتو اي عشاني الي بعمله نقطه في بحر فضلك... انا لولا فضل ربنا وفضلك عمري ما كنت هكون دكتوره والا ابقى الي انا عليه دلوقت... فلو بتعتبرني بنتك سيبني اراعي اخواتي
احتضنها. محمود بقوه وقال
_بنتي واغلى من روحي كمان دا انا الي رافع راسي بيكي
قطع هذه اللحظات طرقات على الباب اتجه مصطفى إلى الباب وفتحه
ليجد شخص يسأل ويقول
_دا بيت دكتوره حبيبه؟
اتجهت حبيبه نحو الباب وقالت متفاجئه
_أدهم!!