
كان يسترق النظر لها بين الحين والآخر أما هي فكانت في عالم أخر لاتعي شئ من حولها دموعها تحجرت في عينيها النيران التي اجتاحت جسدها بعد ماحدث تركت روحها كركام مندثر
حتى انها لم تنتبه لتوقف السياره
نزل هو من السياره وانتبه لشرودها. ليطرق على زجاج النافذه محاولاً إخراجها من شرودها
انتبهت هي ونظرت له نظرات يغلفها العتاب ويملؤها الحزن
فتح لها الباب وتراجع عدة خطوات إلى الخلف واستدار متجه نحو باب الفيلا
اما هي فقدمها بالكاد حملتها لتتبعه دخل هو ودخلت هي بعده....
وشبح ابتسامه مجروحه رسمت على وجهها وهي ترى تيم الذي يركض بتجاهها فرحا ويقول
_مامي
نزلت لمستواه واحتضنته. بقوه. علها تطفئ الم قلبها المنهك
اخرجها من أحضانه وامسك وجهها بيديه الصغيرين وسألها
_مامي حبيبتي أنت هتعيشي معايا هنا
لتبتسم وتحرك له رأسها بنعم
_طب يلا أوركي أوضتي ونلعب سوا
أومأت له. ثم توقفت لتلقي التحيه على أمينه التي كانت تطالعها بأسئ وما أن وقفت اتجهت نحوها تحضنها بقوه وتقول
_اهلا بيكي يابنتي نورتي بيتنا
تجمد جسدها بين أحضان أمينه وصوتها المخنوق. لسانها الذي ابى النطق
جعل أمينه تكمل وتقول
_حبيبتي أعتبريني زي والدتك
لاتدري امينه انها ومن دون قصد ضغطت على جرح الماضي
الذي ظنت هي انه شفي واندثر
ليرتجف جسدها معلناً انهيارها داخل أحضان أمرأة غريبه. وكم ودت لو كانت هذه الاحضان أحضان والدتها كم تحتاج لها اليوم وكم ودت لوتستطيع الصراخ لتخرج هذا الألم المدفون
حركت أميناه يدها على ظهرها تحاول تهدئتها. وقلبها يملئه الحزن والقلق عليها
_بابي هي مامي بتبكي ليه
سؤال طرحه تيم بخوف على حبيبته بعد أن افزعه مظهرها
ليجيبه أدهم الذي لم يختلف عنه رعبا من انهيارها.. الذي مزق قلبه
_متخافش ياحبيبي مامي بخير
تركتها امينه تخرج ألمها وحزنها بين أحضانها حتى هدأت تماما وخرجت من أحضانها بأرادتها دون أن تنطق بأي كلمه ولا أمينه
التي تجنبت سؤالها وأكتفت بقولها
_يلا ياحبيبتي عشان أوريك أوضتك
لتأخذها هي وتيم نحو الطابق العلوي وما أن رحلت
حتى جاء دوره بلانهيار وبجسد يملؤه الحسره والألم جلس على الكرسي واضع راسه المنحنى بين يديه.. يمسح دموع هربت من عنيه لايعلم حزناً على حاله أم حالها
عادت ولدته بعد قليل لتجده بهذا الحال لتقول له بعتاب
_ليه يابني عملت فيها وفي نفسك كده
رفع رأسه لينظر لامه بعين لوث اللون الأحمر صفائها حزنا وألم
_أنا عملت كده عشان ابني
_متدحكش عليا يابني لو خبيت على الناس كلها مش هتقدر تخبي عليا... أنت بتحبها هي مش حبيبه البنت الي صورتها في محفظتك. فكرك ان أنا معرفتهاش انا عرفتها من أول ماشفتها أول مره... وشفت عنيك الي كانت بتلمع في وجودها
لكن يابني.. الحب مش بالاجبار
محدش له سلطان على قلبه.
انهيارها دموعها بتقول انها مغصوبه.. على الجوازة دي
_بس هي دلوقت مراتي ..
جمله قالها لوادته بتحدي
_مراتك دي صفه رسميه لكن قلبها بيقول ايه. دا الأهم
_قلبها مع حد تاني....
جمله قالها بغصه ومراره
ليسمع شهقه أصدرتها والدته
بعد أن سمعت هذه الجمله
وكطفل صغير. اقترب من والدته وانهار بين أحضانها. يروي
لها خيبته في حب تمناه لكنه كان من نصيب غيره
_بس يبني. دا حقها وفائها لجوزها
دا يتحسب ليها.... ياحبيبي زي ما انت مقدرتش تنساها طول التمن سنين هي كمان متقدرش تنسه جوزها.... دي حاجه مش بأديها
_بس هو م*ات
_دا بنسبالنا... لكن بنسبالها هو موجود. مدام حبه لسه عايش جواها
_يعني مش هتحس بيا؟
سؤال طرحها عليها برجاء
_حاول يابني. حاول تحسسها بحبك ليها... بأهتمامك.بيها حاول تكون ليها السند والأمان... حاول تحتويها وتعوضها
ثم حركت والدته يدها على خصلات شعره كأنها تطمئنه..
لتضحك وتقول
_هتحبك ياولد.. هو حد يتجوز قمر زيك وميحبوش
ليضحك بدوره ويقول
_اه ما القرد في عين امه غزال
ليضحكا سويا
اما في الطابق العلوي فكان المشهد مختلف. كانت ممده على السرير بجانب تيم تقص عليه حكايه قبل أن ينام... ورغم كل ماحدث... لكنها كانت تبتسم على حب هذا الصغير الذي يتشبث بها كأنها ستهرب منه... يبتسم ويحتضنها بين الحين والآخر حتى غفى
أما هي فهرب النوم من عينيها.
حتى أحضان تيم لم تشعرها بالأمان... لتغادر السرير
متجهه نحو الغرفه التي خصصت لها كما قالت لها أمينه...
دخلت الغرفه وفتحت حقيبتها
لتخرج منها صوره علي المغموره بعطره... قبلت الصوره عده قبلات وقالت
_وحشتني ياعلي
استبدلت ملابسها واستلقت على السرير وهي تحتض صوره علي ونامت
لم يستطع هو أيضا النور وهو يعلم انه يجمعهم مكان واحد.
لتسوقه قدماه نحو غرفتها فتح الباب ببطئ شديد
ليجدها تغفو.. وشعرها البني يغطي وسادتها.لقد صدقت خصلاتها المتمرده عندما اخبرته بلونها منذ ثمان سنوات
أقترب منها أكثر
ليعتصره قلبه فجأه حين رأها تحتضن صوره علي
ماذا يفعل ايصرخ بها ان ترحمه وتتوقف عن حبه.. ام يعطيها الوقت و الفرصة كما نصحته والدته....
تركها ورحل نحو الحديقه يدخن سجائره عله يطفئ نيران غيرته بحرقها
*******************************************
لملمت أغراضها وهمت بالرحيل بعد أنتهاء وقت دوامها وسارت بين ضحكات الصغار التي تطرب قلبها الذي حرم منهم... حتى خرجت من البوابه وهي تلوح لبعض الذين وقوفو يلوحون لها بالوداع
سارت خطوات قليله. وسمعت من يقول
_خديجه
صوت. خفق قلبها الغبي له من جديد... لازل.يرتجف عن سماع اسمها منه لتتسمر من دون حراك
_إزيك ياخديجه وحشتيني ياحبيبتي
توقف أرجوك لاينقصني هذا أيضا.. لكنها... استدركت وضعها وبقلب مثلت فيه الثبات وروح افتعلت فيها القوه استدارت
_خير عاوز ايه. (بقلم رشا عبد العزيز)
فاجأته بأسلوبها فهو لم يعهد منها ذلك. أهذي خديجه التي كانت تتغزل به كلما طالتعه....
_مالك ياخديجه بتكلميني كده ليه؟
ارتسمت علامات الغضب على وجهها وقالت
_وعاوزني اتكلم معاك ازاي يابن عمي..؟!
وبنظرت ترجي وشوق قالَ
_خديجه انا مالك حبيبك..
لكن لماذا احس أنك أصبحت غريبا.. لم يعد قلبك موطني
أصبح هناك من يشاركني فيه
_عاوز ايه يامالك انا اتاخرت.
ليجيبها محاول استعطافها
_عاوز نرجع لبعض ياروحي أنا بموت من غيرك ياخديجه ارحميني
وبنره حاسمه إجابت
_ارجع لمراتك وولادك يامالك
واعتبرني.. صفحه انتهت من حياتك إنساني يامالك وسبني اعيش حياتي
لتشعل نيران غضبه التي ظهرت جليا على وجهه
_انساكي انت اتجننتي ياخديجه. عاوزاني انساكي وانسى حبنا الي اتولد وكبر معانا
وبصوت بارد وسكون استوطن عينيها اجابت
_ايوه إنساني يامالك.. اانت دلوقت عندك زوجه واولاد
ليصرخ بصوت عالي جاعل من يمر بجانبه ينته اليه
_مش أنت الي اخترتي.. يكون ليكي شريك مش قلتك هتستحملي وقلتي ايوه استحمل مش كل حاجه تمت برضاكي
اجابته بعيون لسعتها الدموع و ملأتها الكسرة والخذلان
.
_كنت فاكره اني هفضل اول وحده في حياتك حتى لوكان فيه غيري فيها.... كنت فاكره انك عمرك ماهتنساني كنت فاكره انك عمرك ماهتصدق عني كلام غلط... لكن انت يامالك. دست عليا.. وكنت على هامش حياتك... خديجه الي وقت ماتحب تلاقيها مستنياك..
خديجه الي صدقت انها ممكن تاذي ولادك... سبني يابن عمي قبل ما اكرهك
طعنته هذه الكلمه في صميم قلبه العاشق
_يااااه لدرجة دي ياخديجه هي وصلت للكره
لكنه اكمل مستعطف اياها
_طب ياخديجه انا مستعد أصلح كل حاجه وهاخذلك شقه بعيده.. واعدل بينكم... ومش هاجي عليكي... ولا اكون معاهم على حساب وقتك... وصدقيني أنت طول عمرك الأولى في حياتي محدش خد مكانك ياديجا
_مالك... مش معقول
كان هذا صوت ايمن الذي رحمها قبل أن تضعف امام توسلات مالك....
انتبه له مالك وقال بوجهه ممتعض فبعد ان اوشك على استعطافها قطع ايمن تلك اللحظه
_ايمن. ازيك عاش من شافك ياصحبي
احتضنه ايمن. مرحب به... لتستغل خديجه هذا الموقف وتهرب من أمامه....
لم ينتبه هو لباقي حديث أيمن
فقد كانت عيناه تراقب هروبها
وكان يحاول اللحاق بها. لكن أيمن لم يعطي له هذه الفرصه فقد تعمد إطالة الحديث معه. حتى تختفي خديجه من مرمى عينه... فعل ذلك بعد ما رأى العبوس والغضب في عين خديجه وهي تحاور مالك... فقرر قطع هذا الحديث.. بنفسه وانقاذها
************************************'*******
كانت تجلس في غرفتها في المستشفى عندما دخلت عليها نهى متفاجئة.. من وجودها
_حبيبه انت هنا
لترمقها بطرف عينها وتقول
_ومالك مستغربه وجودي كده ليه؟
_لابس هو مش المفروض النهارده
لتبتلع نهى باقي كلامها عندما رأت علامات الغضب ترتسم على وجهها..
لتغير هي دفه الحديث وتقول
_حصل اي في موضوع حنان دكتور يوسف كلم جوزها
لتقطب نهى حاجبها باستفهام
_حنان مين.؟
.... ثم أدركت ماتقصده وقالت
_تقصدي حنان. مريضه الاكتئاب مابعد الولاده... ياروحي صعبانه عليه جوزها الغبي فاكر انها اتجننت..... مش فاهم ان دي حاله مؤقته
لتشرد بخيالها ثم تتنهده بهيام
وتقول
_بس يوسف حبيبي قال هيكلمو النهارده عشان يشرحله الحاله
لتبتسم حبيبه مستهزئه..
_يوسف حبيبي... طب والله مافي مجنون غيرك ياهبله
_حبيبه
قالتها نهى بغضب. (بقلم رشا عبد العزيز)
لتضحك حبيه وتقول
_خلاص متأسفين....
وأكملت بنبره حزينه
_أنا صعبان عليه بنتها تعرفي انها مولوده قبل ميعادها.. بس بقالها اسبوع محدش سأل عليها
لتجيبها نهى بحزن مماثل
_مهو الأطفال دي هي الي بتدفع ثمن المشاكل مع الاسف
تركتها نهى ورحلت بعد حديث طويل.. لتتجه هي نحو غرفه الحضانات
دخلت بعد التعقيم. لتقترب من تلك الطفله الصغيره
ابتسمت عندما رأتها تحرك يدها بعشوائيه... لتمد حبيبه
يدها بتمهل... وتمسك يدها برفق
_ازيك ياقمر ... لا ماشاء الله صحتك بقت احسن كتير...
تعرفي. أنا مش عارفه... اعمل ايه عشان اساعدك.. ابوكي فاكر ان أمك اتجننت مش فاهم أن دي حاله بتصيب ستات كتير...
وانها في الفتره دي محتاجه الي يحتويها ويدعمها.....
مش يقول عنها مجنونه.... هو مش فاهم انها فتره مؤقته.. وبعدها هترجع لطبيعتها....
. الظاهر انها تعرضت لضغط نفسي... جايز عشان عرفت انك بنت وانك هتكون البت التالته.. مش عارفه هو فيه ناس لسه بتفكر كده...
لتنظر للطفله وتسألها.. كأنها تفهما
همه كل الابهات كده والا ابويا وابوكي بس الي مش عاجبهم خلفة البنات
لتبتسم بعد أن تجمعت الدموع في عينيها وتقول
_أنا هسميكي بسمه.... عشان يارب يكون ليكِ من اسمك نصيب...
هااا اي رأيك يابسبوسه؟
شوفي انا اسمي حبيبه... وعشت الحب... وجماله..
لكن فجأه عبس وجهها عندما لاح طيفه أمامها.... لتشرد في حياتها معه وتتذكر كيف اجبرها على الزواج منه من أجل صغيره
وعلى ذكر الاخير. ابتسمت تتذكر كيف استيقضت صباحا على قبلاته.وهو يحضنها ويقول
_مامي أنت لسه هنا؟
فتحت حبيبه عينها وابتسم تنظر اليه لتجد الدموع تملأ وجهه لتهب بسرعه وتعتدل تمسك وجهه بين يديها وتمسح دموعه
_تيمو حبيبي مالك بتعيط ليه ياروحي
ليجيبها ببراءه طفل يعلن عن مابداخله
_خفت تكوني مشيتي وسبتيني
لتحتضنه حبيبه بقوه... وكلما حاولت الهروب من هذه اللعبه يعود هذا الصغير ويكبلها.. بقيود حبه البرئ
_متخافش ياحبيبي. أنا مش هسيبك ياروحي.
ليضحك فرحا... ويقول لها
_أنا بحبك يا مامي. (بقلم رشا عبد العزيز)
لتقبل وجنتيه وتقول.
_وانا كمان بحبك ياروحي
ثم تقترب من اذنه وتهمس.
_تيمو أنا جعانه.. هو انتو بتفطرو أمتى؟
ليهمس هو بنفس الطريقه
_تعالي يامامي معايا. داده. كريمه بتعمل فطار حلو أوي
عادت من شرودها تنظر لبسمه الصغيره
_يارب يابسمه دكترو يوسف يقدر يقنع والدك ويفهمه.. والا انه ميسبكمش وتعيشي مشتته
لتشعر بغصه تخنقها عندما قالت
_يارب يابسمه ماتعيشي الي انا عشته.
****************'***************************(بقلم رشا عبد العزيز)
استيقظ من النوم.... متأخر... لينظر للساعه ويقرل
_يااااه انا نمت كتير هو تيمو مصاحنيش معاه ليه؟
ليتذكر ها ويهب.. واقف بسرعه يبحث عنها.. بحث عنها في غرفه تيم وغرفتها فلم يجدها
لينزل للمطبخ
_داده كريمه هو تيم مصاحنيش معاه ليه
لتضحك كريمه وتجيبه
_من لقى احبابه نسي أصحابه يابني تيم صحي من الصبح مع. ست حبيبه..وفطرو سوا وراحوا المدرسه سوا. حبيبي دا كان
كان فرحان اوي.
ابتسم بتلقائيه. وهو يسمع حديث الداده عن اهتمامها به
_يعني حبيبه راحت المستشفى؟
_ايوه بعد مافطرت تيم خرجت هي كمان معاه...ققالت هتوصل تيم للمدرسه وهي تروح المستشفى
_متشكر ياداده
صعد إلى غرفته التي تتواجد هي بها الان نظر إلى حقائبها.. ثم جلس على السرير... امسك الوساده التي كانت تنام عليها ثم استنشق عطرها الذي تركته عليها...
ليأخذه خياله لأحلام يتمنى حدوثها... هل سيستيقظ في يوم ويجدها تنام بجواره
خرج من أحلامه على قرار لابد منه
اخذ حمام دافئ.. وأخرج حقيبته الصغيره وبدأ يجمع أغراضه.. سيتركها يومين....لعل ثوره غضبها منه تخمد.. خلالها
ارتدى ملابسه.. ووقف يمشط شعره و ينثر عطره امام المرآه عندما فُتح الباب فجأه
حبيبه