رواية اصفاد الحب الفصل الثامن والعشرون28 بقلم رشا عبد العزيز

رواية اصفاد الحب الفصل الثامن والعشرون28 بقلم رشا عبد العزيز
مرت ثلاثة أيام على وجودهم معًا في إيطاليا ، تجنبت خلالها الاحتكاك به او حتى التحدث معه انشغلت فيها بتدوين ملاحظات والمعلومات من أصحاب الإختصاص والخبراء الذين كانوا يقدمون عصارة خبراتهم في هذا المؤتمر.

عيناه كانت تراقبها وقلبه يحفر صورتها يعلم أن الفراق أمراً لا مفر منه ، عودة دكتور عمر تعني قبول استقالتها 
ورحيلها عن المستشفى ، وربما يكون هذا لقائهم الأخير، استغل انشغالها واستمتع هو بمراقبتها كان يبتسم وهو يرى حماسها . شيئًا أراح ضميره أنها خرجت من الحالة التي كانت تعيشها ، وسوف تنساه مع مرور الزمن هذا ماكان يقنع به قلبه كلما رفَّ لها أما هي فرغم انشغالها وتجنبها له لكنها كانت تقتنص الفرص لتخطف نظرها نحوه قلبها الذي كان يخونها ويجبرها على ان تنظر اليه و يطرب كلما سمع صوته .

كانت تجلس على شاطئ البحر... تشكو. للبحر مشاعرها المحطمة

تواسي قلبها.. الجريح.. وتلملم شتات
روحها و كرامتها المهانة ، حتى داعبت
أنفاسها رائحة عطره التي تحفظها
عن ظهر قلب.. ثار قلبها.. بنبضات
سريعه تسمع الأصم.. أحست به يقف خلفها فقالت ساخرة :

_هو الدكتور العظيم كمان مش جايله نوم؟

_عرفتي أن أنا أزاي ؟

لتحادث نفسها وتقول قلبي الغبي
حس بيك.. لكن لسانها نطق وقال
_ريحة البرفان بتاعك سبقتك. 
لتضحك باستهزاء.. وتقول

-أصلي حافظاها

أغمض عينيه... يسكت صراخ قلبه
الذي يأن  معها... ثم تنهد وقال

_اي الي مصحكي لغاية دلوقت؟

_وقاعدة في البرد هنا؟

قال هذا وهو يجلس بجانبها على الرمل
اضطربت بمجرد جلوسه بجانبها
لكنها تصنعت الجمود.. ولعنت قلبها الغبي
الذي لازال يخفق لقربه تحدثت دون النظر اليه وقالت :

_ابدا بشكي للبحر همومي هو متعود

يسمعني دايما.. مش بيقولو ارمي همومك البحر.
لم يجيب هو بشئ.. لتقطع هي ذلك الصمت وتقول

_الف مبروك الخطوبة ، دكتور رامي بيقول أنك خطبت .

_متشكر

لتتجمع الدموع في مقلتيها وتقررالهروب قبل أن تظهر هذا الضعف أمامه. وقفت بسرعه واستدارت لتغادر

_عن أذنك أنا عاوزة أنام .

ليقف هو أيضا.. ويمسك
بذراعها ويقول :

_أستنى يانهى أنا عاوز أتكلم معاكي

لتنظر هي إلى يده التي تمسك ذراعها

ليفلتها هو مباشرة ويقول :

_أنا آسف يانهى .

_أسف على اي ؟

_أنا كنت قاسي.. معاكي الفتره الي فاتت.. بس كنت متعصب بس من الكلام الي قلتي.. سامحيني أنا مكنتش أقصد

لتنظر اليه نظرات تلومه خانتها. عيناها بدموع حارقه تظهر أحتراق قلبها بين أضلعها وقالت بصوت مهزوز :

_أرجوك سبني أمشي مش عاوزة

أحس أني رخيصة.. مش عاوزة أكره نفسي أكثر من كده .

تمزق قلبه من وصفها نفسها بالرخص هل أوصلها لهذه المرحلة .

-لا يا نهى ليه بتقولي على نفسك كده انت عمرك ماكنتي رخيصة .

لتصرخ في وجهه تلوم حالها تضرب على صدرها بكف يدها

-لا رخيصة وغبية ووهمت نفسي بحاجة مش موجودة . 
لكنها فجأة توقفت و مسحت دموعها بكفي يدها بقوه وأشارت اليه بسبابتها

-بس انت السبب انت الي خلتني أفكر كده اهتمامك وكلامك ، عينيك الي كانت بتقولي بحبك هما الي خلوني أفكر كده وقلبي الغبي صدقهم  لكن شكر  لأنك وفقتني وعرفتني غلطي .

وقف يستمع اليها وقلبه يصرخ بحبها يستجدي عطف لسانه كي يستجيب له ويخبرها بحبه لكنه ظل ينظر اليها 
يود لو لم يتكلم ويثير نيران جراحها الخامدة فضل الصمت الذي كان الحل امام انهيارها أكملت حديثها وتركته ورحلت بخطى راكضة

ظل ينظرا لإثرها بحسرة حتى اختفت من امامه ليتنهد بألم يزفر أنفاسه التي احترقت داخل صدره ألمًا :

-سامحيني يا نهى ، سامحيني ياحبيبتي لكن كده احسن ليا وليكي .

*****'************************************'
شهر ونص غاب عن المنزل مدعيًا انشغاله في مهمة لكن الحقيقه كانت انه يهرب منذ أخر مواجهة بينهم .

استعجب نفسه كيف طلب منها ان تقتل طفله هل انتقامه لكرامته أوصله ان يطلب منها ذلك .

كان يتمنى ان يكون لتيم أخ وان لا يعيش وحيدا مثل ما عاش هو وألا يكون ولده ضحيهة كونه الولد الوحيد كما كان هو فتصبح نقطة ضعف في حياته.

وعندما تحقق ذلك الحلم أراد وأده ليقبض على يده بشدة يحاول كتم غضبه منها فلازل جرحه ينزف منها
 
-هي السبب ، الي قالته ليا هو الي خلاني اطلب منها كده .

ليتهكم عليه قلبه ، ألم يعود اليوم بعد ان اخبرته والدته انها مريضة .

وصل إلى المنزل لتستقبله والدته بحفاوة  وكذلك صغيره الذي أخذ يصفق فرحا لرؤيته.

-بابي حبيبي وحشتني .

قالها تيم وهو يرمي بنفسه بين أحضان والده يتشبث برقبته ليحتضنه ادهم بقوه يشم رائحته التي اشتاقها

-تيمو ياروح بابا انت كمان وحشتني

وبمجرد ان أخرجه أدهم من احضانه أخذ تيم يقص عليه ما يحزنه :

-بابي ماما تعبانة اوي .

تحولت نظراته نحو والدته التي أيدت قول صغيره تلومه على غيابه

-ايوه يابني دي بقالها كام يوم تعبانه أوي .

ليثور عليه قلبه ولم يشعر بنفسه إلا وقدماه تاخذه اليها يندفع نحو غرفتها ينادي عليها بلهفة وقلق :

-حبيبة...

ليجدها تستند بيديها على حافة الحوض في واحدة من نوبات القيء التي باتت تنتابها الاونة الاخيرة .

اقترب منها بسرعة ليقف خلفها أمسك خصلات شعرها يمسكها بيده

-حبيبة انت كويسة ؟

لم تستطع الاجابه فقد خارت قواها وتخدش جوفها

 وأصبحت لاتقوى على الكلام اشارت اليه ليبتعد ، خشيت ان يقرفه منظرها لكنه أبى الذهاب وظل إلى جانبها حتى انتهت ليملئ كفه بالماء يغسل وجهها ، أعاد الكرَّة مرة أخرى  وسألها :

-خلاص ياحبيبة ؟

لتومئ له برأسها فقط ليحمله بين ذراعيه نحو السرير يجلس ويحتضنها كما تحتضن الأم رضيعها يضمها اليه 
لم تمانع هي بل ظلت متشبثه باحضانه  أزاح خصلات شعرها المبللة عن وجهها ليلوم نفسه عندما رأى شحوب وجهها ليرفعها قليلًا يطبع قبلة على جبينها

-حبيبتي نروح المستشفى ؟

لتحرك رأسها رافضة ذلك وبصوت منخفض تمتمت :

-ملوش داعي دا طبيعي .

ليحرك يده على رأسها يعيد ترتيب خصلات شعرها

-خلاص ياروحي براحتك ارتاحي .

الغريب انها استكانت بين احضانه حتى رائحته اليوم

 مختلفة لتسأل نفسها هل تحالف جنينها مع والده  .
ولم تشعر إلا وهي تغفو بين أحضانه .

لم تعلم المدة التي استغرقتها في النوم لكن عندما فتحت عينيها وجدت نفسها لا تزال بين احضانه  تنبث من شفتيه ابتسامة عريضة كم انعشه قربها رغم ألم يده من ثقل جسدها عليها إلا انه كان يشعر بسعادة من هذا القرب

قلبه كان يرقص بين أضلعه وهو يشعر بها تتمسح بصدره كالقطة

-احسن دلوقت ؟

-الحمد الله.      (بقلم رشا عبد العزيز 

تمتمت بها وهي تحاول الخروج من احضانه ابتسم لفعلتها ليقوم هو بتلك المهمة ويسطحها على السرير برفق ويدثرها بالغطاء .

عاد بعد قليل يحمل طعام وضع على جنب وأخذ طبق يحتوي الحساء جلس على السرير وطلب منها الاعتدال لتناول الطعام

-يلا ياحبيبة ، يلا عشان تأكلي .

أشاحت وجهها بعد أن شعرت بالغثيان من رائحة الطعام لتغمض عينيها  وتشير بيدها أن يبعده

-مش قادرة ريحة الأكل بتقلب معدتي .

اقترب منها وغرف القليل من الحساء في ملعقته وقربها من فمها :

-معلش ياحبيبتي لازم تأكلي انت شكلك تعبان ، يلا عشان خاطر ابننا .

لوت شفتيها بسخط وقالت مستنكره بصوت حاد :

-ابننا مش دا الي كنت عاوز تموته .

زفر أنفاسه بضيق وأعاد الملعقة إلى الطبق وحاول ان يحافظ على هدوئه تنهد بحنق :

-حبيبة انت عارفة أنا قلت الكلام دا ليه أنا كنت مجروح لكن الطفل دا مهما كان ابني وأنا سعيد أن تيم هيكون له أخ .

ليرفع نظره اليها حتى واجهت عينيه عينيها ليقول بصوت انبثق منه الحب :

-وسعيد أكثر ان انت أمه  .

ثم امسك يدها وسألها بترجي :

-خلينا ناخذ هدنة ، وقت نقرب فيه من بعض نفهم بعض ، أعتبرينا يا ستي أصحاب عشان خاطر ابننا .

ليحاول مشاغبتها غمز لها بعينه مبتسمًا وقال

-وعلى فكرة أنا صاحب جدع ومميز،  جربيني وإذا منفعتش اعتبريني جوزك ونكدي عليا  .

لتضحك بوهن وأومأت له بالموافقة

ليمسك الملعقة من جديد وهو يحاول ان يطعمها استسلمت هي وبدأت تأكل رغم صعوبة تجرعها للطعام .

وبعد قليل من الطعام اكتفت وأشارت اليه :

-ادهم خلاص والله مش قادرة .

ابتسم لها وآعطاها منديلا ثم ناولها قدح من العصير

-خلاص ياحبيبي بس اشربي العصير عشان نروح للدكتورة .

قطبت حاجبيها باستنكار بعد ان ارتشفت القليل من العصير وإعادته له :

-دكتورة ليه ما انا روحت لدكتورة زميلتي في المستشفى وطمنتني .

اقترب منها يمسح على وجنتها بحنو وبابتسامة أخبرها :

-عاوز أطمن على ابني عندك مانع ؟

فهمت ما يحاول اثباته لها انه يريد هذا الطفل ومتمسك به مثلها وان ماقاله ليس سوى ثرثرة في حالة غضب وانتقام لكرامته

**********'********************************
استغلت مبيت أطفاله عند جدتهم لتقرر أن تفعل ما امرها به قلبها سوف تمنح حياتهم شكلًا جديدًا فهو يستحق أن تعطيه فرصة فالحب الذي يغمرها به أعطاها الأمان لبداية جديدة

تزينت له كما تتزين العروس ليله زفافها وانتظرت عودته
عاد بعد ان أوصل أطفاله إلى بيت جدتهم يبحث عنها بلهفة في كل مكان وهو ينادي باسمها :

-ديجة .... ديجة. انت فين ؟

لكنه لم يجدها ذهب نحو غرفتها وطرق الباب لكن لم يجد إجابة ليفتح الباب

ليجدها تقف كالحورية ، هيئتها خطفت قلبه وعقله ليقترب منها كالمغيب. ويسألها

وهو ينظر لعينيها التي أسرته منذ اول لقاء بينهما.

-متأكدة ياخديجة ؟

تحشرج الكلام في حلقها وعقد لسانها عن الكلام خجلا لتمسك يده بيدها المرتعشة وتحرك له رأسها بالموافقة .
ليشرق وجهه بابتسامة فرحًا كفرحة طفل حصل على ما يريد واخبرها بتلعثم وإرتباك

-خلينا نصلي الأول .

لتشهد تلك اليله عهدًا جديدًا بينهم حياة خطت بإرادتهم و اكتملت أحلامه بها وجبرت جراحها به .

*******************************************

وقف بجانبها يمسك يدها بين يديه عيناه تلمع وهو يستمع لنبض طفله داخل أحشائها ولم يكن حاله بأفضل منها نبض قلبها مع نبض طفلها وأحست بشعورجميل دغدغ مشاعرها ستصبح أم ستحقق حلم تمنته كثيرًا
لم تعد وحيدة سيشاركها ذلك الصغير حياتها وأحلامها 
كلما تحدثت الطبيبة بشئ ووصفت الحالة زاد ضغطه على يديها كانّه يخبرها انه معها ظلت تنظر اليه والى ردود فعله ولم تستمع لإرشادات الطبيبة حتى قالت جملة نبهت حواسها كلها :

-هو فيه حاجه ظاهرة عندي  ثواني اتأكد بس

ليسألها ادهم بلهفة وقلق وهو يدقق النظر إلى الشاشة

-فيه أي يادكتورة هو الطفل فيه حاجه لا سمح الله .

هذا المرة هي من ضغطت على يده تنظر اليه بهلع ودقات قلبها تزداد رعبًا ، ربت على يدها وحرك رأسه يشير لها ان تطمئن وتنتظر

-هما مش واحد ، هما اتنين.   مبروك توأم

تنهد أدهم بارتياح وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه. يوزع نظره مابين الشاشه وبينها لتتجمع الدموع في عينيه عندما رأى دموعها ترتسم على وجنتها

حملت الطبيبة المناديل تمسح المادة الموضوعة على بطنها ثم تولت هي تلك المهمه ليشارك هو أيضاً معها بعد أن ابتعدت الطبيبة واقترب هو منها يزيل دموعها ويطبع قبله على جبينها

-مبروك ياحبيبة عمري .

لتنظر اليه بحيرة وتسأله مستفهمة من بين شهقاتها :

-هي قالت توأم مش كده يا أدهم ؟

عاد يمسح دموعها واحتضنها بخفه ثم عاد يخرجها من احضانه وبابتسامه اخبرها :

-ايوه يا روحي قالت توأم

لتضحك ودموع لازلت تتلألأ في عينيها

-انامش هكون وحيده ولادي هيكونو معايا .

-لسه النوع مابانش معايا يادكتورة

كان هذا صوت الطبيبة التي شعرت بسعادة بعد أن وجدتها تتلفظ بهذا الحديث

ليعقب ادهم على حديثها وهو يساعد حبيبة في النهوض .

-كل الي يجيبه ربنا كويس أهم حاجة صحتهم وصحة حبيبة .

-لا الحمد هما كويسين أطمن يافندم .

اسندها  لتجلس أمام الطبيبة  وتخبرها بإرشاداتها وتحذيراتها كونها ستحتاج لرعاية مضاعفة ، غمرته السعادة وهو يشاركها هذه اللحظات التي سيظل يذكرها 
أما هي فكانت في عالم آخر مشاعر جديدة تجرّبها حتى انتبهت له وهو يخبر الطبيبة بما تناسته هي :

-حضرتك هي أكلها قليل وبتتقئ كتير وكمان هي عملها مجهد فلو فيه حاجه ممكن تساعدها .

ظلت تنظر اليه لقد فضلت هي السؤال عن اطفالها ونسيت نفسها لكنه تذكرها  خوفه عليها واهتمامها بها داعب قلبها المغلق لتجد نفسها تبتسم لا اراديًا عندما رأته يكرر نصائح طبيبتها كي يحفظها

******************************************(بقلم رشا عبد العزيز) 

جلست تشاهد التلفازوهو معها يستلقي على الأريكة ورأسه على ساقيها تداعب يدها خصلات شعره ، كان  يحدق بها بعينين تفيض عشقًا كأنها حلم ، انتبهت على تحديقه بها ..

لتحرك يدها من شعره إلى عينيه تغمضها

-متبصليش كده بتكسف .

ليضحك بقوة ويسحب يدها عن عينيه يقبلها ثم رفع جسده حتى واجهت عينيه عينيها

-مش مصدق يا حبيبتي حاسس إني بأحلم خايف انام يكون الي عشته معاكي حلم مش مصدق انك بقيتي ليا و حلم السنين أتحقق .

كان يتحدث وعينيه تلمع تصرخ عشقًا لها أنفاسه التي اقتربت منها تخبرها مع كل تنهيده بقلبه الذي يرقص بين أضلعه فرحًا

أحنت رأسها قليلاً تقرب وجهها من وجهه حتى باتت أنفاسها تضرب صفحات وجهه ظن انها سوف تقبله فأغلق عينينه ولم يشعر سوى باسنانها تغرس في وجنته تعضه

-اه   اه.  ياعضاضة .

قال هذا وهو يدلك  وجنته  متألمًا ضحكت بقوة وهي تنظر اليه حتى أدمعت عينيها :

-مالك ياحبيبي مش انت كنت خايف ليكون حلم أهو أنا بثبتك انه مش حلم وانه حقيقة .

امتعض وجهه وهو يبتعد عنها يدعي تألمه

-خلاص متشكر صحيت وعرفت انه حقيقة.

لتقترب منه تساله بخبث مبتسمة :

-وأي رأيك في الحقيقة ؟.

ليجيبها مدعيًا حنقه منها وهو يبتعد إلى طرف الاريكة الآخر:

-حلوة

لتزم شفتيها بعبوس تدعي حزنها

-حلوة بس ؟!

ليباغتها بالاقتراب منها بسرعة واحتضانها بقوة

-حلوة وتجنن وعسل وزي السكر.

بادلته هي العناق ، يثلج قلبها وصفه.  لتشعر بأسنانه تغرس في عنقها

-اه. يا غشاش .

قالت هذا وهي تضربه بيدها على كتفه وتدلك عنقها ليضحك ويقول لها غامز بعينيه :

-مش أتاكد من طعم السكرياحياتي

لتضحك هي على قوله ويضحك هو أيضاً مقتربًا منها يضمها اليه ويقبل جبينها .

_ربنا يديمك سعاده في حياتي

لتدفن نفسها بين احضانه تطاوق جسده بيديها

_ويديمك ليا

******************************************
 
كانت تستلقي بجانب تيم تداعب شعره وتمسح على وجهه تقص له حكايه قبل النوم ليسألها :

-مامي هو انت صحيح هتجيبلي اخوات ألعب معاهم .
رفعت حاجبيها مندهشة وهي تنظر اليه وبابتسامة سألته :

-ومين اللي قالك الكلام دا ياحبيبي ؟

وببراءة أطفال أخبرها مباشرة :

-بابي قلي ماما هتجيبلك اخوات تلعب معاهم

-أبوك هو لحق ينشر الخبر دا ينفع يشتغل مراسل في CNN

همهمت بها بينها وبين نفسها

-أي ياماما مش فاهم

التفتت له وتمسح على وجهه وتقرص وجنته بخفة :

-أيوه ياحبيبي صحيح أنا هاجيبلك اخوات تلعب معاهم ان شاءالله.

ضمته اليها واحتضنته بقوة

-حتى لو بقى عندي عشر ولاد هتفضل انت ابني حبيبي وإذا كانوا هما ولاد بطني فأنت ابن قلبي يا تيمو.

نظرت إليه لتجده ينظر اليها ببراءة لايفهم ماتقول :

-يعني أي ؟

لتضحك وتقبل وجنتيه بقوة

-يعني بحبك وبموت فيك ياتيمو وأخواتك انت هتربيهم معايا مش انت اخوهم الكبير.

ليضحك وهو يشعر بسعادة ويقول متفاخرًا

-أيوه أنا اخوهم الكبير ولازم يسمعو كلامي صح يا ماما .
لتعاود احتضانه من جديد

-صح ياروح ماماتي ......

تعليقات



<>