رواية وتين القلب الجزء الثاني2 من كانت انثي الفصل التاسع9 بقلم لولي سامي

 رواية وتين القلب الجزء الثاني2 من كانت انثي الفصل التاسع9 بقلم لولي سامي
بعد أن سمعت شروق سؤال وتين وبصيغة هجومية وقع قلبها في أقدامها ورمشت بعيونها من الجهة المقابلة تحاول أن تدرك الأمر ....
وبنفس الوقت تجاهد في التوصل لطريقة تهدأها بها ...
لا تتوقع أن يدار الحوار عن رائد أو أن تعرف بما حدث من الاساس ...
فقد توقعت أنه لم يتحدث معها وأنه اغلق على نفسه وانهى الموضوع برمته بحظره رقمها .....
ولكن من الواضح أن هناك ما حدث خلف الكواليس وهي لم تعرفه بعد ....
ولكن لحظة فهو حدثها بعد طلاقها إذا ما المشكلة لتسألها شروق / استني بس انا كلمته قبلك ومرضتش اقولك لانه قفل الفون في وشي وعملي حظر فتوقعت أن الموضوع انتهى بالنسباله ومش هيتكلم مع حد تاني فيه .....
ثم أنه كلمك بعد الطلاق فين المشكلة ؟؟؟
_ هو مكلمنيش بعد الطلاق ....
هو كان السبب الرئيسي للطلاق ....
هكذا نطقت وتين بجملة افجعت بها شروق لتسقط الفاجعة على رأس شروق فتخيلت أنها بهذه الطريقة قد أوشت بوتين ....
كما ظنت أنه ربما انتشر عنها احاديث خاطئة ولغط في الأمر ليخفق قلبها رعبا من تحمل ذنب فضيحتها لتطلب بهدوء تام / ممكن تهدي وتفهميني اللي حصل !؟
بدأت وتين تسرد ما تم منذ عودة زوجها وعرضه الطلاق عليها ....
مرورا بعودتها لاهلها حتى مقابلة رائد وانتهت بقولها / مبقتش عارفه اعمل ايه اشكره على المعروف اللي عمله في حياتي وانقاذه ليا....
ولا أبعده علشان مفيش كلام يكتر عليا ولا على اهلي ....
أنا تعبانة تعبانة وحاسة اني بتخنق من كتر مانا مشوشة....
طوال سرد وتين لما تم معها وشروق تشعر بالسعادة الجامة وعيونها كادت أن تخرج قلوبا......
حتى مازن حين عاد وجدها ممسكة بالهاتف من الواضح أنها تستمع لأحدهم والإبتسامة لم تفارق شفتيها وكلما تحدث أشارت له بالصمت وما زالت تبتسم....
ولولا صدوح صوت امرأة عبر الهاتف لكانت أثارت شكوكه بهذه النظرات الحالمة والإبتسامة العذبة التي تزين عيونها وثغرها ......
أطلقت شروق تنهيدة عشق ثم قالت بكل هدوء / وتعبانة ليه يا قلبي لما الموضوع محلول والله ....
الراجل خلصك من مصيبة حياتك كلها ....
وبكل حكمة وهدوء ومن غير ما الزفت ده يضايقك أو يمسك بسوء ......
ثم اللي فهمته من كلامه أن الراجل معجب بس هادي وراسي كدة ....
التفت مازن على إثر كلماتي يزغر لي بنظرات جامدة لاعتدل في حديثي قائلة بعد أن تنحنحت/ أقصد يعني واضح أن غرضه شريف بس طبعا متكلمش في حاجة علشان إنتي في شهور عدة ......
استمعت لتنهيدة وتين من الجهة المقابلة ثم قالت / مانا حاسة بكدة ولازم يعرف أنه مينفعش ....
قلبت شروق عيونها لتسألها بتعجب / ايه اللي خلاه مينفعش بس يا وتين ....
_ علشان ميطلعش علينا اي كلمة إنتي متعرفيش اللي كنت متجوزاه ممكن يعمل ايه!؟
نطقت بها وتين بسرعة وكانها تحاول إقناع عقلها ونفسها قبل من يقابلها .....
لتحاول شروق تهدأة الأمر مؤقتا فقالت / طب يا حبيبتي مش هنتكلم في الموضوع ده دلوقتي لحد ما تهدي ....
أنا بس طالبه منك خدمة وللأسف الخدمة متعلقة برائد محتاجة إنتي تكلميه علشان يهتم ....
رفضت وتين رفض قاطع / لا طبعا دانا بهدلته في بيتنا عايزاني اطلب منه حاجه دانا ابقى بجحة بقى ....
ثم أنه هيفتكر اني بتمسح بيه بأي سبب والسلام ...

حاولت شروق إقناع وتين بالأمر / ما السبب مش تافه ولما تسمعيه انتي بنفسك هتوافقي من غير حاجة لانه لست مظلومة زيك بس الظلم مختلف ....
عقدت وتين حاجبيها ونيران الغيرة بدأت تتوغل بقلبها فقالت بتحفز / ايه عايزاه يتجوز واحدة تانية وينقذها من جوزها برضه!!!!
انطلقت ضحكة صاخبة من شروق وهي تشعر بنيران الغيرة التى نشبت بقلب وتين وكادت أن تطفو على السطح وتظهر في حديثها ومشاعرها....
ثم بدأت تسرد لها عما حدث مع مليكة وكيف أنها تحتاج إلى واسطة ذات نفوذ حتى ترضخ تلك الموجهة عديمة الضمير والأخلاق للقانون ....
استمعت وتين لشكوى شروق لتجد نفسها في مأزق حقيقي ما بين أنها تريد مساعدة غيرها كما كانت تتمنى أن يساعدها أحد....
وبين ما فعلته مع رائد من قلة تقدير واحترام فحاولت أن تتملص من مهمتها لتحاول شروق إقناعها بمحاولة اعتذار من قبلها يليها رجاء في التدخل في أمر مليكة .....
انتهت المكالمة بعد إقناع وتين بالمحاولة من باب إنقاذ مظلومة مثلها لتظل تفكر كيف تبدا الحوار وكيف تهاتفه من الاساس ....
لتنتفض على إثر صدوح هاتفها بجوارها فتنظر تجاهه لتجده هو من يهاتفها ليخفق قلبها بشدة ولا تعلم كيف ستجيبه ....
أمسكت بهاتفها وظلت تنظر إليه وتحاول ترتيب الجمل ولكن انتهت المكالمة لتزفر زفرة ارتياح...
مغلقة عيونها وكأنها أنهت أمر ثقيل عليها ...
وقبل أن تفتح عيونها مجددا كان أعاد الاتصال لتنتفض والهاتف بيدها مما أدى للضغط على زر الإجابة بدون ان تشعر فوضعت يدها على فمها حتى تكتم شهقتها التي صدرت منها عفويا وحاولت تهداة أنفاسها بينما رائد من الجهة المقابلة ظل يردد / الوووو ....
استاذة وتين ...
استاذة وتين أنا سامع نفسك ....
أغلقت عيونها بشدة ثم قربت الهاتف من أذنها لتجيبه بصوت متحشرج / أيوة .... رائد .... باشا ....
ابتسم فور استماعه لاسمه منها ليكمل سؤاله / اتمنى انك تكوني افضل دلوقتي...
اطبقت شفتاها على بعضهم كمحاولة منها لقمع ابتسامتها الحالمة ولكن لغة الجسد قد خانتها لتومأ برأسها وكأنها تخبره أنها أصبحت افضل وكأنه يراها ...
توقع فعلتها ليخبرها أنه لن يراها إذا كانت تجيب بالاماءة / على فكرة احنا بنتكلم بالتليفون لو بتهزي راسك فأنا مش هشوفك ....
شعرت أنه يراها فتلفتت حولها ثم حاولت التحدث بكلمات طفيفة وبصوت خافت يشوبه بعض الرقة/ الحمد لله ....
ابتسم هو ليكمل محاولاته في فتح حوار بينهم / على فكرة اول مرة اعرف انك عصبية كدة .....
علي طول بشوفك هادية أو مظلومة ...
لكن اول مرة اشوفك عصبية ... 
لا وايه تطلع عصبيتك عليا برغم اني مبسمحش حد يتعصب عليا خالص ....
_ اسفة ....
كل ما نطقت به كلمة اعتذار واحدة وبصوت خافت جدا وكأنها لم تفعل شئ خاطئ يستحق الاعتذار مرارا وتكرارا ...
ليبتسم من الجهة المقابلة برغم عدم استماعه لكلمتها ولكنه لم يريد احراجها ليعم الصمت قليلا عليهم فحاوات هي أن تتحلى بالشجاعة فقالت بهمس / ممكن اطلب منك خدمة ...
شعر بالسعادة لشعوره أنها بدأت بفتح الحوار بينهم ليحثها على الاستكمال / طبعا تحت امرك في اي وقت اؤمريني ....
شعرت بدقات قلبها تتزايد مع حديثه الذي برغم أنه يتسم بالاحترام ولكنها تشعر أنه يغلفه مشاعر اخرى كالاهتمام والاعتزاز ....
حاولت ترتيب حديثها لتبدأ بسرد معضلة مليكة ...
تركها تسرد دون مقاطعتها حتى لا تشعر بالاضطراب حتى انتهت ليسالها عن اسمها بالكامل، تفاصيل عملها كاسم الإدارة والمدرسة ...
لتتوقف عند هذه الاسئلة فهي لم تمتلك الإجابة عليها لتنتهي المكالمة على وعد بالاتصال مرة أخرى حين تجمع هذه المعلومات ..
ظلت تعيد أكثر من مرة في حديثه برغم أنه قليل جدا إلا أنه مهم جدا ...
كما أنها بدأت تتذكر كل ما دار بينهم من مصادفات ومقابلات وأحاديث سابقة حتى غفت في فراشها لتبدأ حياة مليئة ببعض من الهدوء النفسي كما تمنت من قبل....
باليوم التالي تواصلت مع شروق التي بدورها تواصلت مع مليكة لتجميع المعلومات اللازمة ثم اتصلت به مرة أخرى لتخبره عنها .....
وبعد يوم اتصل بها ليخبرها بما تم في مشكلة مليكة حتى تخبرها وتريح أعصابها لتتوالى الاتصالات بينهم بسبب التحقيق وما سيتم به ....
حتى انتهى التحقيق بذهابها مع والدها والادلاء بكل اقوالها مع الأدلة التى جمعها رائد....
ليتضح إدانة جميع الأطراف بدءا من مدير الإدارة حتى الموظفة التي كانت معها بالمكتب وتم مجازاة كل فرد واستبعاده عن موقعه ....
عادت مع والدها البلد مرة أخرى وقد نقلت بالفعل مقر عملها والذي ساعدها به رائد في طلب النقل لتمضي اخيرا فترة العدة وتتفاجأ وتين بحضور رائد إليهم بعد انتهاء فترة العدة مباشرة بيوم واحد ...
دلف رائد بعد أن رحب به والدها ووالدتها وجلس وملامح السعادة تبدو عليه لينطق بسعادة بالغة / أنا بطلب منك ايد كريمتك الأستاذة وتين تكون مراتي على سنة الله ورسوله .....
خرجت من غرفتي قبل أن يعطي والدي له كلمة فقد تذكرت أمرا هااااما جدا ربما نسيته في خضم المشاعر السابقة لاوقف ابي قائلة / ثواني يا بابا لازم رائد يعرف حاجه مهمة اوي عني وانتوا كمان لازم تسمعوني ....
نظرت لها كل العيون باهتمام جارف بينما الاب استقام محاولا جذبها خارج الغرفة قائلا / طب تعالي معايا هنتكلم لوحدينا الاول ...
سحبت يدها من والدها وهي تعتذر / اسفة يا بابا بس لازم كل حاجه تتقال هنا ودلوقتي قبل اي حاجه ما تتم ......
نظر لها رائد فقد استشعر وجود خطب ما ورغم أنه ميقن من خطوته ومصر عليها إلا أنه أراد أن يعطيها الفرصة لتفرج عما يدور في ذهنها ونفسها فقال بهدوء / سيبها يا حاج أنا سامع برغم أن اللي هتقول مش هيغير حاجه في قراري.....
اتصرف هي على موقفها قائلة بعناد تام وكأنها تعاند نفسها قبله هو لتتحدث بعصبية واضحة/ اعتقد الافضل تسمع الاول وبعدين تقرر إذا كان هيغير قرارك ولا لا ؟؟
ابتسم لها بكل هدوء وكأنه يرسل لها رسالة تحوي كل الهدوء النفسي والثبات الانفعالي وهو يقول بقلب مطمئن / اتفضلي أنا سامعك .....
نظرت له بتحدي متعجبة من حالة السكينة الذي هو بها لتضغط على أسنانها لتكمل ما تريد قوله وكأنها تريد ان تقول له انتظر حتى تعلم ما أقوله ثم نرى وجهك بعدها ....
لتسأل باستفسار مثير وكأن كل هدفها اثارة الإنتباه إليها / محدش سأل طول فترة جوازي الاولى محصلش حمل خالص ليه ؟؟؟
اتسعت العيون واهتزت حدقتي الاب والام وهم يوزعون نظراتهم بين رد فعل رائد وبين ابنتهم الذي لم يكن منه أي رد فعل سوى أنه ضيق عيونه وكأنه منتظر للحديث بقية ....
لتكمل هي بلا رحمة / وعلى حسب رأي تامر أن العيب من عندي ...
ثم وجهت نظرها تجاهه وهي تطلق الحديث وكأنه طلقات من الرصاص المواجهه له /  هو قالي اني مبخلفش ....
ومن الأمانة لازم تعرف ده كويس جدا قبل ما تخطو معايا خطوة واحدة ....
ابتسم رائد بجانب شفتيه تهكما بينما ظل الاب يتابع ردود الأفعال والام وضعت رأسها بين كفيها ليبدأ رائد بالحديث / هو انتي كشفتي ولا ده كان رأي تامر بيه زي ما بتقولي ؟؟
إجابته وتين بثقة / لا مكشفتش بس ايه اللي هيخليه يقول كدة وهو مش متاكد ....
_ حاجه بسيطة جدا ....
نقول مثلا أنه بلا ضمير وبلا نخوة ...
ثم نظر تجاه والدها معتذرا / بعتذر يا حج بس بغض النظر عن اللي قالته وتين أنا بصر على طلبي واتمنى نقرأ الفاتحة حالا ......
بين نظراتها المندهشة ونظراته المنتصرة بدأ الاب والام بقراءة الفاتحة وتحديد موعد الزفاف والذي كان بعد اسبوع واحد تخوفا من انقلاباتها الغير مستقرة .......
بعد الزواج أصرت وتين الذهاب للطبيب حتى تجري بعض الفحوصات عليها ليطمئن قلبها على قدرتها على الإنجاب من عدمه...
ولكن كان رائد يصر على عدم الخوض بهذه المهاترات على حد قوله...
ويرى أنهم ينتظروا مرور السنة الأولى على الأقل ثم يبدأوا بالبحث عن هذا ......
بعد مرور سبع اشهر على زواجهم شعرت وتين بألم بمعدتها وغثيان شديد لتذهب مع رائد الي الطبيب ليخبرهم أنها تحمل في احشائها نتاج حبهم وتفاهمهم......
.................

قد نلتقي صدفة 
وقد نتباعد قصدا 
ولكن سيظل قلبي يتقرب من وتينه 
حتى يغذيه فيشعر حينها بالحياة 

تعليقات



<>