رواية في سبيل صهيب الفصل الرابع4 بقلم لبني دراز

رواية في سبيل صهيب الفصل الرابع4 بقلم لبني دراز
جوة الجناح 
بعد ما وصلوا ودخلوا جناحهم واتقفل عليهم الباب، دخل صهيب اوضة النوم وقفل الباب وراه من غير ولا كلمة، خطواته كانت تقيلة زى ما يكون شايل جبل ع ضهره، جوة قلبه مشاعر مختلطة بين غضب من كل اللى بيحصل وكرهه للوضع اللى اتفرض عليه وحبيبته اللى حاسس انه بيخونها، وساب سبيل فـ الصالون قعدت ع الكنبة وحطت وشها بين إيديها، مافيش غير دموعها اللى نازلة شلال ع خدها مش بتقف وفضلت ع الحال ده أكتر من ساعتين، كل لحظة كانت بتعدي عليها كأنها طعـ*ـنة جديدة، كل كلمة قالها صهيب من أول اليوم كانت بتتردد في ودانها، بتقـ*ـطع فـ قلبها حتة حتة.

خرج صهيب بعد الوقت ده كله، كان غير بدلة الفرح ولبس تيشرت خروج أسود وبنطلون جينز بنفس اللون، قرب منها بخطوات هادية وقعد جنبها وهو مخنوق من كل حاجة وبحزن: انتي هتفضلي قاعدة كدا كتير يا سبيل؟ لو سمحتي بطلي عياط عشان خاطري، وقومي غيري فستانك واغسلي وشك. 

سبيل رفعت راسها بكل كبرياء وبصت له وكل الغضب والجرح اللى جواها واضح ع تعابير وشها: مالكش دعوة بيا نهائي، واسمي ده ما يجيش ع لسانك تاني، انت فاهم؟ 

صهيب حاول يسيطر على نفسه، ويحبس غضبه جوة صدره، لكنه كان عامل زي الـNـار اللي كل ما يحاول يطفيها، تزيد أكتر، قرب منها بسرعة مسكها من دراعها زقها ع الحيطة بكل قوته وعيونه كلها غضب، قرب منها أكتر وهمس لها جنب ودانها من بين أسنانه بنفاذ صبر: أسمعي بقى، أنا أتحملت بما فيه الكفاية منك النهاردة، ومابقاش عندي طاقة أتحمل أكتر من كدا، فياريت تخرسي خالص وتسمعي الكلام اللى بقوله لغاية ما أغور من وشك، فاهمة ولا لأ؟

سبيل شدت دراعها من بين إيديه بغضب أشد وزقته بـ إيديها بعدته عنها بكل قوتها وبتحدي: لأ مش فاهمة يا صهيب، ومش هخرس، ووريني هتعمل ايه؟! 

صهيب: ما تتحدنيش يا سبيل وتختبري صبري!!

سبيل بزعيق: هتعمل ايه يعني أكتر من اللي انا فيه ده؟!

صهيب بغضب: قولت لك ما تختبريش صبري عليكي يا سبيل واسكتي

سبيل بعصبية أكتر: مش هاسكت يا صهيب واللى عندك أعمله، انت اصلا ولا حاجة بالنسبة لي عشان اسمع كلامك، وأيًا كان اللى هتعمله مابقاش فارق معايا، خاااالص.

صهيب عيونه بقت حمرا من شدة الغضب اللى جواه، وكل عضلة في جسمه كانت مشدودة، وكأنه على وشك الانـfـجار، قرب منها خطوة، لكنه وقف فجأة، أفتكر كلام جدته اللى قالتهوله قبل كتب الكتاب، اخد نفس قوى بسرعة، ورجع خطوة لورا، سابها ومشي خرج من الجناح والقصر كله، اما سبيل حدفت نفسها ع كنبة الصالون بانهيار وشريط اليوم كله بيمر قصاد عينيها، مر ع اليوم ده أسبوع، والأسبوع جر وراه اسابيع وسبيل حابسة نفسها جوة الجناح ما بتخرجش خالص منه ولا بتفتح لـ حد، ومنعت الأكل والشرب إلا من الفُتات، خصوصا بعد ما عمران وكل اللى فـ القصر عرفوا ان صهيب مشي فـ نفس ليلة الفرح وسابها بفستان فرحها، حاولوا يخرجوها من اللى هي فيه لكنها رافضة تسمع كلامهم، وبعد مرور شهر قررت انها لازم تخرج من الحالة اللي هي فيها وترجع تاني سبيل الشهاوي اللى مافيش حاجة تكـ*ـسرها رغم كل وجعها، وقفت قصاد المراية تشوف انعكاس صورتها فيها قد ايه ملامحها باهتة وحزينة، لكنها قدرت تداريها بلمسات بسيطة من الميك اب، فردت شعرها ورشت برفانها المميز وخرجت من الجناح قربت من السلم ونازلة بكل هدوء وفجأة قبل ما توصل لنهاية السلم شافت صهيب قاعد ع رجله ولد صغير وقاعدة جنبه واحدة اول مرة تشوفها، وكل العيلة قاعدين معاهم فرحانين بالولد وبيلاعبوه، رجعت تاني مكانها قبل ما حد يشوفها وكانت غفلانة عن العيون اللي شافتها وابتسمت بخبث وندهت بصوت عالي قاصدة تسمّعها

نرمين بخبث: سعااااااد، هاتي عصير فريش لـ ياسين أبن سيدك صهيب بسرعة.

سبيل سمعت كلام نرمين وماحسيتش بنفسها غير وهي بتجري ناحية اوضتها القديمة ودخلت قفلت ع نفسها واستسلمت لأنهيارها ووجع قلبها بسبب اللى سمعته من مرات ابوها

فـ الليڤنج

سها ردت بهدوء ع نرمين: مافيش داعي يا طنط، ياسين مش بيشرب عصاير خالص

نرمين بابتسامة مكر: ازاى بقى، هو مش طالع لأبوه وعمه ولا ايه؟! العصير ده حاجة اساسية عندهم 

عمران بغضب لـ نرمين: وبعدها لك يا نرمييين صوتك عالي ليه! 

نرمين بتوتر: ابدا يا بابا، انا بس بنادي ع الشغالة عشان تجيب حاجة لـ ياسين يشربها

عمران بنفس غضبه: نرميييين اوعي تفتكري ان كلامك ده دخل عليا، ومش معنى انى سمحت لك تنزلي تقعدي معانا ابقى نسيت عمايلك السودة، فوقي وخليكي فاكرة كلامي كويس لأني مش هعيده تاني، مفهوم؟! وده أخر تحذير ليكي، وبص لـ صهيب بنفس الغضب.. وانت تعالى ورايا.

وبالفعل قام عمران راح ناحية اوضة المكتب وصهيب وراه وهو عارف ومتأكد من سبب غضب جده وبيستعد من جواه ويحضر دفاعه عن نفسه قصاد عمران، اما نرمين قامت بعد دخول عمران المكتب عشان تطلع اوضتها خوفا من حماها ومن تحذيراته.     

______________________

فـ اوضة المكتب

عمران دخل المكتب وهو متعصب خطواته كانت تقيلة وملامحه مشدودة، عينيه  متوجهة ع صهيب وساكت، اما صهيب دخل وقفل الباب وراه زي ما جده قال ومستنيه يتكلم، الجو في الأوضة كان كله توتر وقلق، الصمت بين الاتنين كان تقيل ويخنق  

عمران واقف فـ مكانه، عينه متثبتة ع صهيب كأنه بيحاول يقرأ أفكاره، فجأة، اتحرك بخطوة سريعة، وإيده طارت ع وش صهيب بضـ ـربة قلم قوية خلّت الصوت يرن في المكتب، وبصوت مليان غضب: قد كدا كلامي مالوش اعتبار عندك؟! 

صهيب حط ايده ع خده من الصدمة، ووقف مذهول قدام عمران، اللي حصل كان أكبر بكتير من إنه يتوقعه، وعقله مشغول، بيدور على تفسير أو كلمة ينقذ بيها نفسه، صدره كان بيطلع وينزل بسرعة من التوتر،  مش قادر يستوعب أن جده مد إيده عليه، بص لعمران بعيون مرتبكة وصوته طالع بالعافية وهو بيحاول يلملم شتات نفسه: أبداً يا جدي... حضرتك كلامك دايماً على راسي.

عمران انـfـجر زي البركان فـ صهيب، وعينيه كانت بتطلع شر*ار من شدة غضبه، وصوته طلع زي الرعد: يبقى بنت عمك رخيصة فـ نظرك؟ عشان تسيبها وتمشي ليلة جوازكم! من غير ما تعمل حساب لأي حد من الكبار؟!

صهيب وطى راسه بخجل وحزنه كان واضح فـ نبرة صوته بيحاول يدافع عن نفسه قدام نظرات جده القاسية اللى كلها لوم وعتاب: العفو يا جدي، سبيل طول عمرها غالية، وربنا يعلم غلاوتها من غلاوة شاهندة بالظبط.

عمران خبط ع المكتب اللى كان واقف جنبه بكف إيده بغضب فاق تصور حفيده: صهييييب، سبيل مراتك مش أختك، انت فاااااهم؟ ومعنى انك تمشي من القصر ليلة جوازكم، كدا بتأكد لـ نرمين انك مصدق كلامها، وأنك ترجع بعد شهر انت والهانم مراتك التانية، اللى أنا قولت انها ما تدخلش القصر طول ما سبيل هنا، يبقى بتستهين بكلامي يا بشمهندس.

صهيب واقف مرتبك مكانه وحاسس انه محاصر بين عتاب جده وغضبه، خرج صوته مهزوز وهو بيحاول يبرر: يا جدي صدقنى، انا عمري ما صدقت كلام عمي ومراته، وهقف قصادهم بكل قوتي عشان مايفكروش يأذوها، ورغم اني مش فاهم سبب منعك دخول سها القصر فـ وجود سبيل لكن عمري ما كسرت كلمة حضرتك.

عمران فضل ع نفس وضعه ساند بكف إيده الخبط بيها ع المكتب وملامحه كلها مشدودة والعصبية باينة فـ حركة وكل كلمة وبنفاذ صبر: أُمال تسمي اللى انت عملته ده ايه يا محترم لو ما كانش عدم سمعان كلام؟!

صهيب رفع إيده بحركة تلقائية، كأنه بيحاول يهدي الموقف، ونبرته كانت متوترة، لكنه حاول يدافع عن نفسه: ابدا والله يا جدي، الحكاية مش كدا خالص.

عمران قطع كلامه بنظرة حادة وصوت أقوى، كأنه عايز يسمع أي مبرر يقنعه: لما هى مش كدا تبقى ايه؟! عايز اسمع.

صهيب أتنهد بحزن، وابتدا يتكلم بنبرة صوت ممزوجة بالتبرير والقلق وهو بيحاول يوضح موقفه: كل الموضوع جاتلي رسالة من رقم غريب بتقول ان جدتي تعبانة جدا وعايزة تشوف ياسين وسها قبل ما....، اتردد للحظة لكنه كمل بصعوبة: عايزة تشوف سها وياسين قبل ما تـmـوت، وانا والله من كتر خوفي عليها جيت جرى من غير تفكير، هو ده كل اللى حصل.

اتنهد عمران تنهيدة غضب لأنه عرف مين اللى ليه مصلحة يعمل كدا، خصوصا انه متأكد ان حفيده مابيكدبش، وع الرغم من انه غضبان من صهيب بسبب خروجه من القصر ليلة فرحه ع سبيل، لكنه حاول يهدّي نفسه وبص له بحزن وبنبرة هادية وباردة فـ نفس الوقت: خد مراتك وابنك واطلع اوضتك، خلاص ما منوش فايدة تمشي تاني بيها، زمان المستخبي بان

صهيب قرب من جده بخطوات هادية وملامحه كلها حيرة، وقف قصاده وبرجاء: انا مش فاهم حاجة يا جدي، ريحني بالله عليك.. مستخبي ايه اللى بان؟

عمران اتنهد تنهيدة تقيلة، وهو بيهز راسه بيأس: ولا عمرك هتفهم يا ابن ابني... حس ان رجليه بتخونه، لحق نفسه وقعد ع الكرسي وهو بيلف وشه بعيد: اطلع يا صهيب وسيبني لوحدي وماتخليش حد يدخل عليا ولا حتى جدتك، اتفضل.

بالفعل سمع صهيب كلام عمران وخرج من المكتب وهو حاسس بتوتر، وقلقان ع جده، لكن بلغهم ان مافيش حد يدخل المكتب خالص حتى فاطمة، لغاية ما عمران يخرج من نفسه، بعدها، أخد سها وياسين وطلع أوضته من غير كتر كلام، اما عمران كان جواه بر*كان بيغلي من تصرفات نرمين اللى كانت واضحة زى عين الشمس، لكنه هيأجل تنفيذ تهد*يداته لغاية ما يشوف هيعمل ايه مع سبيل وصهيب بعد ما ظهرت سها واتعرف انه متجوزها 
تعليقات



<>