رواية في سبيل صهيب الفصل الحادي والعشرون21 بقلم لبني دراز

رواية في سبيل صهيب الفصل الحادي والعشرون21 بقلم لبني دراز
هناك لحظات لا تُقاس بالزمن، بل تُقاس بعدد النبضات التي ارتجف فيها القلب، وذرف فيها الدمع من فرط السعادة…
لحظات يغلق فيها الماضي أبوابه، وتُفتح فيها نوافذ الروح على ضوء حبٍّ وُلد من رماد الانتظار، لحظات تتلاقى فيها الأرواح قبل الأجساد، تتعانق النظرات قبل الكلمات، وهُنا… في حضرة العيون التي تعرفنا، والأصوات التي طمأنتنا،
عرفنا أن الأقدار مهما تأخرت… فإنها حين تُهدي، تُهدي بحُب لا يُشبِه أحدًا، ولا يُشبهه شيء…
وهكذا التقينا، لا كما يلتقي العشاق، بل كما تلتقي الحياة بأمانها، والوطن براحته، والحلم بيقظته، وهكذا، بدأت حكايتنا...
من كلمة أُحبك، التي انتظرنا عمرًا لنقولها، فكانت 
بداية العمر، لا نهايته.
فـ مرسى علم

بعد ما خرج صهيب من الشركة وهو بيجري، ركب عربيته وإيده بترتعش ع الدريكسيون من التوتر، قلبه كان بيرفرف جوة صدره، بيعد الدقايق، عشان يوصلها ويصالحها، وصل ع المطار بسرعة، أول ما دخل، عينه وقعت ع أقرب كاونتر، حجز ع اول طيارة رايحة مرسى علم، كان نفسه يختصر اليوم كله فـ غمضة عين، يعدي الزمن بأي طريقة، المهم تيجي اللحظة اللي يلاقيها فيها واقفة قدامه، يسمع صوتها، ويبص فـ عينيها، ويقولها كل حاجة محبوسة جواه، بمجرد ما طلع الطيارة، قعد فـ الكرسي بتاعه وهو بيحاول يهدى أنفاسه، ربط الحزام بإيد مهزوزة، وغمض عينه، وساب نفسه لـ الذكريات تحديدًا الليلة اللي فاتت، والاتفاق اللي حصل بينه وبين جده.

"فلاش باك"

صهيب اتأثر بكلام سبيل وانهيارها مع البنات، حس ان قلبه بيتكسر بين ضلوعه، نزل جري يدور ع جده فـ القصر لحد ما لقاه قاعد فـ المكتب، خبط الباب بخفة، واستأذن ودخل، ووشه باين عليه الهم من بعيد، قرب منه بنظرة كلها حزن ووجع، وبنبرة مخنوقة: ممكن اتكلم مع حضرتك شوية يا جدي؟

عمران شاف التعب فـ وش حفيده، ونظرة عيونه الحزينة، وبنبرة حنونة: تعالى يا صهيب، خير يا حبيبي مالك؟

صهيب رد وهو بيحاول يخبّي رجفة صوته: تعبان اوى يا جدي، حاسس ان دماغي هتتشل من كتر التفكير.

عمران قعده جنبه وبابتسامة هادية: بعد الشر عنك يا حبيب جدك، ما تفكرش كتير يا ابني.

صهيب اتنهد تنهيدة طويلة: مش عارف اعمل ايه؟

عمران رد وهو بيرفع حاجبه بمكر: إخـtـفها.

صهيب بذهول: نعم!! أخـtـفها؟! ازاى يعني؟!

عمران بضحك: عاملها بنفس اسلوبها.

صهيب بص له باستغراب: مش فاهم.

عمران: ما تبقاش غبي، مش هى خـtـفت شاهندة ويمنى عشان تحميهم من اللى كان عايز يأذيهم؟! 

صهيب هز راسه وهو لسة مش مستوعب: رغم اني مش عارف لحد دلوقتي هى عملت كدا ازاى، بس عملتها.

عمران ابتسم بهدوء: ابقى خليها تقولك بعدين، المهم دلوقتي انك تعمل زيها، وتقولها كل اللي جواك، وما ترجعوش غير وانتوا متصالحين، فاهمني؟.

صهيب اتحرك من مكانه بقلق: ايوة، بس اعملها ازاى؟

عمران بتنهيد: انا هساعدك واقولك.

صهيب عيونه لمعت بسعادة: بجد يا جدي؟

عمران بابتسامة صافية: اسمع، بكرة بعد ما تخلص شغل، تخرج من الشركة ع المطار، وطير ع مرسى علم استناها هناك، بس مش هوصيك، هدية حلوة تليق بيها وبيك، وظبط انت بقى الحاجات اللى بيعملوها شباب اليومين دول، وانا هبعتها لك بطريقتي، بس بشرط.

صهيب بص له بريبة: شرط!! شرط ايه ده؟!

عمران رد بحزم: هتقضي الوقت معاها لطلوع النهار، من غير ما تقرب منها اوتلمسها.

صهيب بغيظ: نعععم؟! ده اللى هو ازاى يعني؟! بقى تبقى مراتي وسهرانين بنتصالح، وفي مشاعر وحاجات كدا، وما اقربلهاش؟! ده اسمه كلام يا جدي؟!

عمران رفع حاجبه بمكر: ان كان عاجبك، ولا أغير رأيي؟

صهيب بغيظ ونبرة مستسلمة: أمري لله، حاضر، بس ليه؟

عمران: من غير ليه، ومش بس كدا.

صهيب قاطع كلام جده بتسرع: ايييه تاني؟

عمران كمل كلامه: اول ما النهار يطلع، تطلعوا ع المطار، ترجعوا القاهرة، ومنه ع اوتيل(....) هتلاقي حجز اوضتين باسمكم، كل واحد فيكم يترزع فـ اوضته وما تشوفوش بعض لأخر اليوم.

صهيب: ده ليه بقى؟!

عمران وهو بيعدل قعدته: وقتها هتفهم.

صهيب بتوسل: ما تفهّمني دلوقتي ينوبك ثواب.

عمران برفعة حاجب: عايز تصالحها؟ ولا هتفضل ترغي كتير؟

صهيب بتوسل: ابوس ايدك يا جدي، عايز اصالحها.

عمران بنبرة نهائية قاطعة: يبقى تعمل اللي قولتهولك من غير كتر كلام، وسيب الباقي عليا

"عودة للوقت الحالي"

صهيب فتح عينه، وابتسامة خفيفة مرسومة ع وشه، وحاسس قد إيه هو محظوظ لأن جده جنبه وسنده، وعارف مشاعره كويس، الطيارة وصلت، وبعد ما خرج من المطار، راح ع المكان اللي عمران قاله عليه، وابتدى يجهّز كل حاجة واحدة واحدة، زي ما رسمها فـ خياله، وزي ما قلبه بيتمناها.

____________________

فـ مجموعة شركات الشهاوي
مكتب سبيل

سبيل قاعدة فـ مكتبها، عينها ع شاشة الكاميرات، بتتابع سمر وهى بتسلم شغلها لـ السكرتير الجديد، لاحظت فجأة خروج صهيب من مكتبه بسرعة، وملامحه مش طبيعية، قلبها اتقبض وسألت نفسها بصوت داخلي مهزوز: رايح فين ده؟ وبيجري كدا ليه؟ يا ترى فى حاجة حصلت؟ كلها شوية ونعرف.
اتنهدت واخدت نفسها، ورجعت تركز مع سمر لحد ما خلصت اللى طلبته منها، وجات تبلّغها إن كل حاجة تمام، وبعد ما خرجت سمر من الشركة نهائى، سبيل أخدت نفس عميق وخرجته بهدوء، وحست انها ارتاحت، والحمل اتشال من ع قلبها، لكن الهدوء ده ما استمرش، ثواني ورن موبايلها بيعلن عن رسالة من رقم مجهول، محتواها: لو عايزة تنقذي جوزك وابنك من خطر حقيقي، قومي حالا، اخرجي من الشركة واركبي العربية السودة اللى هتلاقيها واقفة قدام الباب وعشان اقصر عليكي الوقت رقم العربية هو(...) اول ما توصلي العنوان ده(...)، نفذي اللى هينطلب منك بالحرف الواحد، وخليكي فاكرة، أى اعتراض منك او أى تأخير، هتكون حياة ابنك وجوزك التمن، يللا اتحركي، وخلي بالك، انا متابعك.

جسمها اتشنّج فجأة، وعينيها اتجمدت ع شاشة الموبايل، كأن الزمن وقف عند الرسالة دي، الصدمة شلّت عقلها، وقلبت معدتها، عينيها اتملت دموع وهي مش قادرة تتحرك، بس قلبها كان بيصرخ: "الحقّيهم!" بخطوات متلخبطة، قامت من مكانها وجريت برة المكتب كأن الأرض بتولع تحت رجليها، كل صوت حواليها اختفى، مش سامعة بس غير دقات قلبها اللى بتخبط فـ ودانها بعنف، ولما لمحت العربية واقفة، حسّت إن رجلها مش شايلها، قربت وهي بتطوح، والسواق فتح الباب بصمت مرعب، ركبت، ودموعها غرقت وشها، بس من غير صوت، بتحاول تكتم الرعب جواها، وتحبس الصرخة، بس الحقيقة؟ انها كانت منهارة، جوة العربية كانت حاسة انها فـ قبر متحرك، وكل اللى بيدور فـ دماغها وبتفكر فيه، مين اللي بعت لها الرسالة؟ ويا ترى ليها علاقة بخروج صهيب بسرعة قبلها؟ 
أسئلة بتنهش فـ عقلها من كل جهة، مش قادرة تركز، حاسة إن روحها بتتسحب منها، وإنها فـ دوّامة مالهاش نهاية، العربية فضلت ماشية لحد ما وقفت قدام عمارة فـ وسط البلد
نزل السواق وفتح لها الباب تاني، وهي لسه مش مصدقة اللي بيحصل، رن موبايلها برسالة جديدة: اطلعي الدور التاني اول شقة شمال، ادخلي ونفذي كل اللى هيطلبوه منك ساعتين بالظبط وانزلي هتلاقي نفس العربية تركبيها وانتي ساكتة، ومش محتاج افكرك، كله من حياة ابنك وجوزك، فخليكي شاطرة واسمعي الكلام.

سبيل، خلصت قراية الرسالة وما فكّرتش، جريت ع السلم، ووقفت قدام الشقة بتنهج، وقبل ما تمد إيدها ترن الجرس الباب اتفتح لوحده، دخلت وهي مرعوبة، قلبها واقع فـ رجليها،
قابلتها بنت مبتسمة، وشها هادي بشكل مريب، دخلتها أوضة منعزلة شوية عن باقى الشقة،
مجرد ما دخلت، عينيها اتفتحت ع آخرها من الصدمة!
______________________

مكتب رسلان

فـ نفس الوقت بعد ما خرج رسلان من الشركة رجع مكتبه
وهو تايه فـ أفكاره، دماغه مشغولة بشاهندة من ساعة ما سمع من صهيب عن موضوع ورث سها، حسّ وقتها بحاجة بتتحرك جوة قلبه، زي شعاع نور بيحاول يشق الضلمة، ويديله أمل، ويشجعه يطلب إيدها منه من غير قلق من الرفض، قطع تفكيره صوت تليفونه بيعلن عن مكالمة من أخوه، رد بتنهيدة تقيلة: السلام عليكم ورحمة الله، كيفك يا عمر؟.

عمر رد بهدوء وابتسامة باينة فـ صوته: وعليكم السلام، يا متر، انا زين جوي، كيفك انت؟ طمني عليك.

رسلان حاول يخبي قلقه وبنبرة مهزوزة: انا زين يا اخوي، نحمد الله.

عمر حس إن صوته مش طبيعي، فسأله بنبرة فيها قلق: مالك يا واد ابوي؟! صوتك مش مريحني، فيك ايه؟ تكونش كلمت البشمهندس عشان خيته؟

رسلان نفخ بضيق: لا يا عمر ما لحجتش.

عمر رفع حاجبه باستغراب: كيف يعني ما لحجتش؟ 

رسلان مسح ع شعره وبتنهيد: بعد ما خلصنا شغل، كنت لسة بفكر اكلمه، دخلت مرته فچأة إكده جلبت الدنيا فوج راسه وطردت السكرتيرة بتاعته ومشيت.

عمر: واااه، هو لحج اتچوز بعد هنادي؟

رسلان: لا يا عمر، دى بت عمه اللى جال انه اتچوزها غصب عنيه، بس ايه يا اخوي، دخلت مرة واحدة المكتب كيف الجطر، وجفت الكلام ع لساني.

عمر سكت لحظة، وبنبرة استفسار: انت چسيت نبضه ولا لأ؟ 

رسلان هز راسه: لا ما احتاچتش أچس نبضه، اللى حوصل وانا بجوله آخر التطورات فـ الاوراج اللى بخلصها، شچعني اتكلم.

عمر: ايه اللي حوصل بالظبط خلاك تتشچع إكده.
 
رسلان ابتدى يحكي اللى حصل من وقت ما راح الشركة لحد ما دخلت سبيل المكتب، وسرد له اللي حصل حرف بحرف، وعمر كان بيسمع وهو مش مصدق
تفكير عيلة الشهاوي بالطريقة دي، أزاى أصلا الفلوس بتاعتهم ونرمين واخداها من غير علمهم، ويعملوا اعلام وراثة بعد موتها؟ 
وازاى بعد اللى عملته سها فيهم، يورّثوها فـ نرمين، اتكلموا كتير الاتنين، وفـ نهاية المكالمة أكد رسلان لـ عمر انه هيستنى يومين ويروح تاني لـ صهيب يتكلم بشكل مباشر فـ طلبه الجواز من شاهندة.
______________________

عند سبيل

اول ما دخلت الاوضة فضلت تلفّ بعينيها فـ كل ركن فيها، كأنها بتدور ع مخرج، ع أى حاجة تفسر كل اللى هي فيه، المكان بالنسبة لها غريب، الاوضة مافيهاش غير مراية طويلة كلها لمبات ع الـ 3 أطراف وجنبها استاند مستطيل قدامه كرسي وحامل سيلفي بحلقة ضوئية، وركن متغطي بستارة تقيلة، سبيل جسمها ارتعش وكأنها دخلت فريزر، وضربات قلبها زادت من كتر خوفها لدرجة انها سمعاها، بصت للبنت اللي واقفة قصادها بنظرة كلها رعب وتيه وقلق ونبرة صوتها طالعة مهزوزة: انا فين؟ وفين ابني وجوزي؟ 

البنت لسة مبتسمة نفس الابتسامة: ورا الستارة دي هتلاقي التويلت، ادخلي خدي شاور، ولما تخلّصي هتلاقي كل حاجة تخصك موجودة ع الشماعة، البسي واطلعي.

سبيل صرخت فيها بكل قوتها: بقوووولك فيييين جوزي وابني، عملتوا فيهم اييييييه يا مجرمين؟ انطقققييي.

البنت ردت بهدوء قا*تل: أدخلي، نفذي اللى قولتهولك، من سُكات، وما تنسيش، هما ساعتين بس وكل دقيقة تأخير هتتحسب من وقتك!!

سبيل رجلها خانتها وقعدت فـ الارض عند رجليها وشها غرقان بدموع الخوف ونظرات عينيها بتتوسلها: أبوس رجلك قوليلى هما فين، ريحي قلبي وهعملك كل اللى انتى عايزاه، بس طمنينى عليهم.

البنت صعبت عليها سبيل وحست بالذنب ناحيتها، بس ردت بصوت هادي: صدقيني ماعرفش، وماعنديش اى تعليمات غير اللى قولتلك عليها، يللا قومي، عشان تلحقي وقتك.

قامت من مكانها ببطء، كأن رجليها مربوطين بسلاسل، دخلت ورا الستارة، خطواتها كانت تقيلة، بدأت تنفذ اللي اتقال لها، بس حركاتها كانت آلية زي الروبوت، من غير روح، من غير إرادة، جواها كان في برkـان قلق وخوف، بيغلي ويهدد ينـfـجر، حتى أنفاسها اتكتمت جوة صدرها، مش قادرة تطلعها، وعقلها تايه وسط مليون علامة استفهام، بعد شوية خرجت سبيل من الحمام ولبست الفستان اللى كان متعلق قدامها وطلعت قعدت ع الكرسي زى ما طلبت منها البنت، بس وهى بتقعد عينيها وقعت ع أدوات تجميل كتيرة مترصصة ع الاستاند، رفعت راسها ودموعها مغرقة وشها، ملامحها تايهة ومحتارة، بصت لـ البنت بنظرة كلها استغراب وخوف، وبنبرة مليانة توتر: ايه ده؟! انا مش فاهمة حاجة؟ انتوا مين وعايزين مني ايه بالظبط؟ وديتوا جوزى وابني فين؟ أرجوكي ريحي قلبي وقوليلي هما فين؟

البنت ردت عليها بهدوء غريب وابتسامة صافية: صدقيني انا ما اعرفش حاجة، يعنى لا اعرف فين جوزك ولا ابنك اللى بتتكلمي عنهم دول، انا ميكب ارتست، والحكاية كلها ان في حد طلب مني أعملك ميكب سيمبل، واختي هتعملك شعرك، فـ خلال ساعتين بس وهييجي ياخدك، أكتر من كدا؟ ما نعرفش حاجة.

سبيل قلقها زاد وضربات قلبها بتخبط فـ ضلوعها، بصت لها برجاء وهى بتقرب منها خطوة، وبنبرة كلها خوف: مين ده؟ قالك اسمه ايه؟ ابوس ايدك قوليلي هو مين.

البنت هزت راسها من غير أى تعبير: ما قالش، وماعرفش هو مين اصلا، ياريت بقى تهدي شوية عشان الوقت بيجري، خلينا نبتدي عشان نلحق نخلص قبل ما ييجي.

سبيل فقدت أعصابها، قامت بسرعة من ع الكرسي، وعصبيتها كانت طالعة فـ كل حركة منها وطلعت تجري ناحية باب الاوضة: مش هعمل حاجة، وسعي كدا خليني أمشي، اوعييي سيبيني.

البنت مسكتها حاولت تهديها وفجأة دخلت أختها ومدت إيدها بالتليفون لـ سبيل بعد ما فتحت الاسبيكر وسمعت صوت مجهول: لو عايزة تشوفي جوزك وابنك مرة تانية، اسمعى كلام الناس اللى عندك وانتي ساكتة.

اتقفل الخط، وكل حاجة جوة سبيل انهارت، إيديها بترتعش ورجليها مش شايلاها، بصت للبنتين بنظرة مكسورة وقعدت من غير ما تنطق حرف ع الكرسي، زى العروسة اللعبة من غير روح، وبالفعل بعد مرور الساعتين خلصت الميكب والشعر، وقبل ما تنزل رن تليفونها بيعلن عن رسالة جديدة: يللا، انزلي السواق مستنيكي، ولأخر مرة مش محتاج أفكرك، جوزك وابنك حياتهم فـ إيديكي، يعني تسمعى الكلام وتنفذيه من غير اعتراض.

خرجت سبيل من شقة الميكب ارتست، ونزلت السلالم بخطوات بطيئة جدا، كل خطوة بتسحب من روحها شوية، قلبها هيقف من كتر الخوف، لما وصلت عند العربية شافت السواق فاتح لها الباب باحترام غريب، ركبت وهى ساكتة ومغيبة عن العالم تماما وكل تفكيرها فـ صهيب وصهيل، العربية مشيت مسافة كبيرة، الوقت بيمر والشمس غربت، والدنيا هديت، والنجوم بدأت تلمع في السما، فجأة لاقت نفسها فـ مكان غريب وفيه طيارة هليكوبتر مستنياها، جات لها رسالة جديدة: أركبي الطيارة

من غير ما تعترض، نزلت من العربية وركبت الطيارة، كأنها ماشية بجسمها بس، إنما روحها؟ فـ حتة تانية خالص. 

تعليقات



<>