رواية جرح الياسمين الفصل الحادي عشر11 بقلم رشا عبد العزيز

رواية جرح الياسمين الفصل الحادي عشر11 بقلم رشا عبد العزيز
مر شهر ثاني على وجودي. في دار المسنين.. كنت كل يوم بتعلم حاجات جديده. وفي يوم. دخلت اوضه ماما ابتسام وام محمود
_صباح الخير. ياقمرات... صباح الخير يا بسبوسه.. صباح الخير يا ام محمود. ازيكم
_صباح الخير يا ملاكي إزيك
_الحمد الله..يابسبوستي....بسبوسه..هي مالها ام محمود. شكلها. مش طبيعي.. كأنها معيطه
_ربنا يعينها... امبارح كان عيد ميلاد محمود.. وحاولت تتصل بيه معرفتش الخط بيطلع مغلق.. هي متعوده تكون أول وحده تعايده... عشان كده هي قلقانه
_ام محمود يا عسليه... مالك وماتخفيش ان شاء الله مفيش. حاجه وحشه
_والله قلقانه يابنتي قلبي واكلني عليه... انا كنت متعوده اول وحده اقوله كل سنه وانت طيب.... حتى لما جيت الدار هنا. كنت بتصل بيه.. لكن بقاله فتره تلفونه مغلق
_ متخافيش...يا ام محمود.... استني انا عندي فكره انت عارفه صفحته على الفيس..
_لا والله يابنتي
_استني أنا حبحث عنه
_هو اسمه اي.
_محمود الألفي.. يابنتي. مهندس في شركه الألفي للديكور
_ثواني.اهو الصفحه ظهرت..... هو دا ابنك يا ام محمود..
_ايوه... ايوه... يا حبيبتي هو... ربنا يكرمك.. شوفيه يابنتي.. هو بخير
لكن الي شوفته لما فتحت الصفحه صدمني... محمود عايش حياته بطول وبالعرض.. وعامل حفله عيد ميلاد كبيره..مع مراته وولاده واصحابه.. يعني ماهنش عليه يكلم امه.. اهو يعتبرها وحده من الناس الي حضرو
_متخافيش يا ام محمود ابنك بخير..
_عرفتي ازاي يابنتي. خليني اشوفه
واتدصمت هي كمان لما شافت الصور وكل الي قالته
_ربنا يسعده اهم حاجه اني اطمنت عليه...... قالت الكلام دا. والحسره كانت باينه في عنيها.....
طب هو تلفونه مغلق ليه. كان نفسي اقوله كل سنه وانت طيب
_خلاص يا ام محمود.  خلينا نتصل على تلفون الشركه
واتصلنا. على الشركه لكن الصدمه كانت أكبر لما رفض. محمود يكلمنا.  بحجه الاجتماع. وحتى لما بلغتهم ان والدته عاوزه تتكلم معاه... بلغتنا السكرتيره انه مشغول. وهو هيتصل بعدين... عمي ما هنسى نظرات الخيبه والخذلان الي شفتها في عين ام محمود
سبتها وخرجت عشان ما احرجهاش
لكن الي حصل بعد كده بكم يوم ان ام محمود تعبت كثير واظطرينا نجيب لها الدكتور... الي قال إنها محتاجه تروح المستشفى استاذه رجاء اتصلت بابنها..عشان تبلغه. وعشان. يبقى. على اطلاع وطلبت منه الحضور الفوري... المشكله انه حضر ومدخلش اصلا يشوف امه. واكتفى بانه.. يدفع مبلغ... وطلب من استاذه رجاء ان حد من الدار يروح معاها المستشفى.  استنكر اننا اتصلنا على تلفون الشركه.. هنا انا مقدرتش أسكت وقولتله
_انت. ازاي تعمل. كده بوالدتك. انت مش خايف. من عذاب ربنا
_انتى مين وايه دخلك
_مش مهم انا مين. المهم ان والدتك محتاجالك محتاجه وجودك... مش محتاجه فلوسك
_انا عندي مسئوليات كثير. ومعنديش وقت
_ويعني هي المسئوليات اهم من وجودك جنب والدتك.. اهم من برك بيها. انت فكرك ان ربنا هيرضى عنك ويوسع رزقك وانت عاق بوالدتك
_ماتحترمي نفسك انت ازاي تكلميني كده انا مسمحلكيش
_وانا مش مستنيه انك تسمحلي.. انا بكلمك عشان. اقولك انت بتغلط أكبر غلطه.. بحياتك واخرتك
_وانت مين عشان تعلميني الغلط من الصح
_انت مش خايف ولادك يعملو كده فيك... مش خايف يرموك زي مارميت امك
_اي دا يا استاذه رجاء ماتشوفي موظفينك
_ياسمين اهدي مش كده...
_مش ههدى يااستاذه. انت مشوفتيش وضع ماما عبير دي كانت تتمنى تشوفه.. وتتكلم معاه. وهو ولا على باله
_امي وانا حر. اتعامل معاها ازاي مش على اخر الزمن تجي واحده زيك تعلمني
_انسه ياسمين فيه ايه. اي الي بيحصل... الكلام دا قاله. ياسين الي كان لسه واصل الدار
_استاذ محمود. راجع نفسك قبل فوات الأوان. وتتمنى الزمن يرجع عشان تطلب منها. السماح وساعتها هي مش حتكون موجوده. وشعور الندم ياكلك..... واه على فكره. ابقى احجز مكان ليك في قسم الرجال لان اكيد انت هتحتاجه.. بعد ما ولادك يعملو فيك زي ماعملت فيها.... كماعملتم تلتقون
قلت الكلام دا   وجريت. على اوضه. ماما ابتسام.  وياسين وميلا كانو ورايه
دخلت الغرفه.. وقعدت على السرير... ودخل. ياسين وميلا....
_الظاهر لسانك لسه شغال يا انسه ياسمين... الكلام دا قاله ياسين
_ايوه... شغال وهيفضل. شغال ومش هاسكت.. ولا عمري هاسكت مش حخسر أكثر من الي خسرته. وشي.. والبنت. الي تحامت بيا.  وحياتي. مش هاسكت وارضى بالغلط واشوفه واسكت. مش حخسر اكثر....وهنا بدأ جسمي. يترعش... وانهارت.. وانا بعيط. واقول مش حخسر أكثر من شمس.. اه ياشمس سامحيني يابنتي...
_اهدي يا انسه ياسمين.. اهدي.. انا اسف. مكانش قصدي بس اهدي.  اهدي بس
_ابعد يا ياسين..... الكلام دا قالته ماما ابتسام وقعدت على السرير واخذتني بحضنها... وبدأت تطبطب عليه. واتقول اهدي يا ياسمين. ماما ابتسام كانت عارفه حكايتي. كلها. وعارفه. حكايتي مع شمس... فضلت اعيط في حضن ماما ابتسام. كأني كنت محتاجه الحضن دا...وبعد فتره مش قليله حسيت. بميلا بتقعد جنبي. وتخرجني. من حضن ماما ابتسام وتمسح دموعي
_هو عمو الوحش دا زعلك ياابله
_لا ياحبيبتي خلاص انا مش زعلانه
_بس انت عيطي كثير ياابله
_خلاص ياحبيبتي. متخافيش انا هبطل عياط
_طب انت معملتيش ليا فستان برنسس Anna
_لا يا حبيبتي اكيد عملته... انا اسفه نسيت اوريكي الفستان. يلا تعالي. علشان اوريكي الفستان وتقيسه
اخذت ميلا وخرجنا وسط نظرات الاستغراب والشفقه من ياسين
لبست ميلا فستانها الي كان مضبوط عليها. وكانت فرحانه بيه. كثير وخرجنا انا وهي. وزرعنا ورد الياسمين... في جنينه الدار...
_ها اي رائيك يا ميمو.في الورد
_يجنن يا ابله. حلو اوي انا فرحانه بيه
_اهو الورد دا حنسمي ورد ميمو. عشان انت زرعتيه بأديكي الحلوه
فجأءه. لقيت ميلا بتنده
_بابا.. تعال شوف. انا وابله ياسمين زرعنا ورد.. وسمينا ورد ميمو.. وشوف الفستان الي عملته ليا ابله ياسمين
_الله ياحبيبتي. حلو اوي. والفستان يجنن ادخلي وريه. لتيته ابتسام عشان نروح
_حاضر يا بابا.... قالت ميلا الكلام دا وجريت على غرفه ماما ابتسام
_انسه ياسمين. ممكن اتكلم مع حضرتك...
_اه طبعا. اتفضل يا استاذ ياسين..
اخذ ياسين كرسي. وانا اخذت كرسي. وبدأت أنا بالكلام
_انا اسفه يا استاذ ياسين على الي حصل. انا مقدرتش امسك اعصابي... ويمكن عليت صوتي. عليك اعتذر
_لا محصلش حاجه... بس ماما ابتسام حكت ليا كل حاجه... وعلى فكره. هي ماكانتش عاوزه تتكلم. لكن انا الي الحيت عليها..
_لاعادي..يا استاذ ياسين..ياريت الناس تسمع حكايتي عشان تكون عبره ليهم
_بس انت ملكيش ذنب بلي حصل لشمس.. بالعكس انت دافعتي عنها
_لا.. لا ليا ذنب وذنب كبير اوي.. انا وعدتها اني احميها وهي. وثقت فيا.. لوكنت اتصرف تصرف ثاني ماكنش دا حصل لوكنت بلغت ابوها او بلغت البوليس مكانش دا حصل
_بس دا قدرها. ومكتوب عليها
_بس انا عمري ما حسامح نفسي.. على الي حصل... عمر صورتها وهي بتصرخ بأسمي ويامن بيجرها ماتفارق خيالي.. عمر ماحنسى نظره عنيها. وهي بتستنجد بيا... قلت الكلام دا و ابتدت دموعي تنزل
_خلاص اهدي يا انسه ياسمين. ومتحمليش نفسك فوق طاقته. انتي عملتي الي عليكي والي حسيتي انه صح انت متوقعتيش ان يامن الاجرام حيوصل بيه للمرحله دي
_ولا عمري اتخيل. يمكن داعقاب من ربنا على الي عملته في مرات ابويا بس شمس ملهاش ذنب
_ولا الي عملتي في مرات ابوكي كان بقصد الي حصل مش عقاب الي حصل اختبار.. حاولي تعدي..
_ان شاء الله احاول ويارب اقدر اعديه
_ههههه بس ايه دا الفلستان طلع مظبوط... دا فعلا اينشتاين لو عايش كان انبهر
_مش قولتلك.. عشان تصدق.. امهاتي. ميقولوش حاجه غلط
_لا خلاص هصدق
مشي ياسين وميلا..... و اتنقلت ام محمود للمستشفى مع ممرضه خاصه من الدار
رمضان قرب... وقررت اني اروح أزور بابا.... وفعلا...وصلت كافيه. قريب من البيت... واتصلت بيه... عشان نتقابل. في الكافيه... مكنتش عاوزه اروح البيت واقابل رحمه
بابا اول ماشافني حضني جامدو بدا يعيط. كانه لقى حاجه كانت تايهه منه.
وانا كمان حضنته جامد وقاو مت دموعي
_وحشتيني... وحشتيني.. ياحبيبه بابا كده.. كده يا ياسمين تغيبي عن بابا كل دا هو دا اتفاقنا
_معلش يا حبيبي. انت عارف. الناس في الدار محتاجيني.ومقدرتش..ازورك دا انا حتى النهارده حرجع بيت مي عشان اسافر بكره اسكندريه معاها
_اي دا يا ياسمين يعني مش حتباتي معايا
_والله يا بابا مش حقدر اهم حاجه اني شفتك و اطمنت عليك
اتغديت مع بابا. وفضلنا نتكلم. .. بس مسألتوش ابدا عن رحمه ولاهو جاب سيرتها... وفضلت اكلم بابا عن مشاكل المسنين.. لحد ما ودعته.و.بابا أصر انه يديني فلوس عشان لو احتجت حاجه. بصراحه انا كنت محتاجه الفلوس دي.. كنت عاوزه اشتري هدايه لأ مهاتي. واول ما ودعت بابا  وركبت التاكسي... سمحت لدموعي تنزل. وبدأت اعيط بابا حيوحشني اوي... وصلت عند مي وخرجت انا وهي السوق.. عشان  اشتري عبايات.. لامهاتي في الدار.. مي كانت زعلانه. كان فيه مشاكل.  بينها وبين حسن. كنت خايفه اكون انا سبب المشاكل دي.. لكن مي قالت. ان امه وتدخلها هي السبب
_معلش يا مي دي برضو امه
_امه يا ياسمين مقلتش. حاجه بس مش تدخل بأدق التفاصيل. الي بنا
مش عارفه انا اتعبت. كثير وحاولت اتكلم مع حسن أكثر من مره لكن مفيش فايده
_يلا طولي بالك.. ان شاء الله تتحل
_طب يلا خلينا نستعجل. عشان تلحقي قطر اسكندريه... هههه
_هههههه.. لا ياحبيبتي مش حروح الدار الا لوعزمتيني على العشا
_بس كده احلى عشا في احلى محل كشري هههه
_كشري طب والله. نفسي فيه... هههه 
تعليقات



<>