
رواية مغرم مجنون الفصل التاسع عشر19والعشرون20 بقلم خديجة أحمد
دخل الغرفة لكن ملقاش حد، كانت هادية بشكل غريب… السرير متوضب، والملاية متنية بعناية .
عيونه فضلت تتحرك في كل ركن، فتح الدولاب الصغير، بصّ ورا الستارة، حتى تحت السرير… مفيش.
وقف في النص، أخد نفس تقيل، والإحباط مالي صوته وهو بيهمس:
— يمكن فعلاً كانوا بيكذبوا!
خرج راكان من الغرفة، ماشي ف الممر وعيونه مليانة حزن، حاسس إن الأمل اللي كان ماسكه بإيده بدأ يفلت منه.
لكن وهو ماشي، لمح من بعيد واحده قاعده ع كرسي متحرك بيتحرك بيها ممرضتين.
وقف مكانه، قلبه دق بسرعة وهو بيبص كويس.
كانت الست اللي على العربية شعرها أبيض ومش مرتب، عينيها مفتوحة بس تايهة، بتبص للسقف وتضحك ضحكة خفيفة من غير سبب.
قلبه وقع مكانه، حس إن روحه اتسحبت منه، قرب منها بخطوات مترددة، وكل خطوة كانت بتكتم أنفاسه أكتر.
وقف جنبها، صوته خرج مبحوح وهو بيقول:
— ماما؟
اميره بصّت له للحظة، وبعدها ابتسمت ابتسامة بريئة كأنها بتشوف الدنيا لأول مرة، وقالت بهدوء:
— إنت… إنت جيت تلعب معايا؟
وقف راكان مكانه مصدوم، صوته اختفى، عيونه مش مصدقة اللي شايفاه.
كل السنين اللي عاشها وهي بعيد عنه وكل الوجع اللي جوه قلبه، اتحوّل في لحظة لصمت مؤلم.
قرب منها خطوة بخطوة، ركبته ضعفت، وقع على الأرض قدامها، دموعه نزلت من غير ما يحس.
مدّ إيده ناحية إيدها، مسكها بخفة كأنه خايف توصلها رجفته.
قال بصوت مبحوح وهو بيحاول يكتم بكاه:
— أنا جيت يا ماما… أنا راكان… ابنك.
هي بصّت له بعينين فاضيين، وبعد لحظة صغيرة ابتسمت وقالت:
— راكان؟ اسم جميل… كنت أتمنى يكون عندي ابن بالاسم ده.
الكلمة كسرت قلبه، دموعه نزلت أكتر وهو بيهمس:
— أنا هو يا ماما… أنا هو.
لكنها سابت إيده، ورجعت تبص للسقف وتضحك بهدوء، كأنها في عالم تاني بعيد عنه.
راكان نزل راسه، صوته اتكتم بين دموعه، وهو بيقول بصوت مهزوم:
— سامحيني إني اتأخرت عليكِ…
الممرضة قالت وهي باصّة عليهم بشفقة حقيقية:
— أنا أول مرة أعرف إنها عندها ولاد.
بصلها راكان بعينين حُمر من كتر الدموع وقال بصوت مبحوح:
— وأنا أول مرة أعرف إنها هنا.
سكتت الممرضة ثواني، كأن الكلام وجعها هي كمان، وبعدها حطت إيدها على دراعه بخفة وقالت:
— خد راحتك معاها يا أستاذ، الكرسي بتاعها هنا، لو حبيت تخرجها شوية في الجنينة.
وسابته ومشيت بهدوء، وهو واقف قدام أمه مش عارف يبدأ منين.
قرب منها، مسك الكرسي وبدأ يحركه بهدوء ناحية الجنينة، عينه عليها طول الوقت، بتضحك لوحدها وهي بتبص ع الشجر والسماء كأنها طفلة صغيرة.
وفي كل خطوة كان وجعه بيزيد… بيندم على كل لحظة صدّق إنها ماتت، وعلى كل لحظة عاشها من غيرها.
همس لنفسه بصوت بالكاد مسموع:
— والله ما كنتش هسيبك لو كنت عارف إنك عايشة…
قعد راكان على الكرسي في الجنينة، والهوا كان بيحرك شعر أمه اللي قاعده جنبه، عيونها بتدور في كل حتة، مش ثابتة على حاجة، كأنها بتدور على ذكريات تاهت منها.
اتنهد، صوته كان مهزوز وهو بيقول:
— فاكراني يا ماما؟
سكت لحظة، كأنه مستني رد مش هييجي، وبعدين كمل:
— فاكره لما كنت بزعل وكنتِ تطبطبي عليا؟ لما كنت بغلط وتزعلي مني وأفضل أصالحك بالساعات؟
ضحك بخفة فيها وجع وقال:
— فاكره أيام المدرسة؟ لما كنت برجع معيط عشان مشيتي وسبتيني في المدرسه، وكنتي تقوليلي الرجالة ما تعيطش… اجمد يا ولد.
رفع عينه ليها، عايز يشوف أي لمحة من الوعي، أي رد، لكن مفيش… كانت قاعدة تبص للفراشة اللي طايرة قدامها وتضحك بخفة بريئة.
ساعتها راكان عض شفايفه، الدموع غرقت عيونه، قال بصوت واطي كأنه بيحكي لنفسه:
— حتى وأنا راجل يا ماما… لسه بعيط.
عند عبدالرحمن
كان بيقدّم لياسمين فوطة من ورا باب الحمام، وحاول يكون هادي ولطيف، عشان ميبقاش فيه إحراج.
بعد كام دقيقة، خرجت ياسمين لابسة تيشرت وبنطلون من بتوعها.
ابتسم عبدالرحمن بخجل وهو بيقول:
— معلش بقى… عارف إن الحاجة واسعة عليكي شوية، بس دا اللي لقيته.
ياسمين خدت نفسها بخجل، وابتسمت بخفة:
— لا… كتر خيرك، شكراً بجد.
عبدالرحمن ابتسم بخفة، وقال:
— مفيش شكر بينا.
اقترب من الكومود، وطلع منه مرهم صغير.
بص لياسمين وقال بلطف:
— تعالي، أحطلك مرهم على الكدمات.
ياسمين اتوترة وخدت خطوة لورا:
— إ… أنا هحط لنفسي…
عبدالرحمن اقترب منها أكتر، صوته صار أهدى لكنه حازم:
— بطلي عناد بقى… قربي.
نظر لها بعينين مليانين حنان وقلق، لدرجة تخليها تحس بالطمأنينة رغم كل الخوف اللي جوانها.
اقترب منها عبدالرحمن بخفة، ومدّ المرهم في إيده.
ياسمين وقفت قدامه شوية متوترة، بس عيونها ما قدرتش تبعد عنه.
بلطف، حط عبدالرحمن إيدها في إيده، وقال:
— ما تقلقيش، هحط المرهم براحه، كل حاجة هتكون تمام.
حسّت ياسمين بدفء لمساته، قلبها بدأ يدق أسرع، وصوتها خافت وهي بتقول:
— شكراً…
ابتسم عبدالرحمن بخفة، وعيونه متعلقة بيها:
— مش محتاجة تشكري… أنا هنا عشانك.
وببطء بدأ يحط المرهم على الكدمة، كل حركة منه كانت حريصة وحنونة، وهي تحس إنه قريب منها أكتر من أي وقت فات.
الجو صار هادئ ومليان دفء، وبرغم كل الألم اللي حصل، لحظة صغيرة من الحنان بينهم خلتها تخفف عن قلبهم.
ياسمين وهي بتحاول تخفف التوتر والجو المشحون وقالت بابتسامة خفيفة:
— أنا سامعة صوت كلب عمال يهوهو من الصبح… انت عندك كلب؟
عبدالرحمن ضحك بخفة وقال:
— لا يا بنتي، دا بتاع راكان… سايبه عندي كام يوم، وهو هيجي ياخده النهارده.
كمل بابتسامه وقال بخفة:
— تحبي تشوفيه؟
ياسمين اتوّسعت ابتسامتها وقالت:
— أه… أووي!
ضحك هو وقال لها بتحذير لطيف:
— بس خدي بالك… بيعض جامد!
رفعت حاجبها بخفة وقالت واثقة:
— لا متقلقش… أنا هعرف أتعامل معاه.
فتحوا باب الغرفة، لكن بشكل غير العادة، بدأ روي يشمشم في ياسمين كأنه متأكد إنها لسه معاهم.
هي طبطت عليه بحنية، وابتسمت وهو بدأ يلحس فيها بحب وولع صغير.
عبدالرحمن بصّ لها مصدوم وقال بنبرة مزاح:
— يا بن المفتريه يعني… هي تيجي تلحس فيها وأنا؟ تفضل تعض فيا!
ياسمين ضحكت ضحكة عالية على كلامه، وعيونها بقت لامعة.
عبدالرحمن حاول يكمل مزاحه وقال:
— ولا عشان هي مزه يعني ف بتتمحك فيها؟
روي هوهو كأنه بيزعقه له، كأنه عارف إنه غلط!
ضحكت ياسمين بخجل، صوتها كان ناعم ومهزوز من الكسوف،
عبدالرحمن فضل باصص لها وهو مبتسم، ملامحه بقت هادية، والعينين فيها دفء غريب.
قال بصوت منخفض:
— بقالك كتير ما ضحكتيش كده…
هي سكتت، وبصّت له لحظة، بعدين حركت عينيها بعيد كأنها بتحاول تهرب من النظرة.
مدّ إيده بلطف وشال خصلة شعر كانت نازلة على وشها،
لمسته كانت دافية وهادية لدرجة إن قلبها وقف لحظة.
قال بخفة:
— أهو كده، الوش الحلو لازم يبان.
ابتسمت وهي بتحاول تمسك ضحكتها،
لكن جواها كانت حاسة بحاجة غريبة… مزيج بين راحة وأمان، وحاجة تانية هي مش قادرة تسميها.
بعد ما افتكرت اللي هي فيه، وشها قلب حزن ودموعها بدأت تلمع في عيونها.
قالت بصوت متقطع وهي بتحاول تمسك نفسها:
— ابن عمي مش هيسيبني… هيفضل يدور عليا، ولو لقاني ممكن يأذيك ويأذيني، وأنا مش عايزه أكون سبب في أذيتك.
عبدالرحمن بصّ لها بثبات وقال بهدوء فيه غضب مكبوت:
— محدش يقدر يمس شعرة منك وأنا موجود.
سكت لحظة، وبعدين قال وهو مركز في عينيها:
— بس قوليلي الحقيقة كلها… حاسس إنك مخبية حاجة.
اتوترت، وبصت في الأرض وهي بتلعب في صوابعها وقالت بخفوت:
— هو… عايز يتجوزني.
عبدالرحمن ضحك بسخرية خفيفة، فيها قهر أكتر من الضحك:
— كنت حاسس.
وقف فجأة، والغضب باين في كل ملامحه، كأنه ناوي على شر.
لكن قبل ما يتحرك، ياسمين قامت بسرعة ومسكته من إيده برجاء، صوتها كان بيرتعش:
— أرجوك يا عبدالرحمن، لو أذيته مش هيسيبك… ده ممكن يعمل أي حاجة!
عبدالرحمن وقف مكانه، إيده متشنجة وعينه كلها نار،
بصّ لها وقال بصوت خافت بس غاضب:
— يعني سايباه يضربك ويهينك، وكمان عايز يتجوزك غصب؟!
ياسمين دموعها نزلت أكتر، هزت راسها بخوف:
— أنا مش عايزه مشاكل، كفاية اللي حصلي.
قرب منها بخطوة، صوته هدى بس بقى مليان وجع:
— انتي فاهمة إنك مش لوحدك؟ من أول لحظة دخلتي من الباب دا بقيتي أمانتي، ومش هسمح لحد يلمسك تاني.
بصتلُه بعيونها المبلولة، قلبها بيرتعش بين خوف وامتنان.
حاولت تتكلم لكن صوتها خانها، فكل اللي قدرت تعمله إنها تمسك في إيده أكتر، كأنها بتستمد منه أمان الدنيا كلها.
هو وقتها حس بإحساس غريب… وجع وغضب وحنية متلخبطة في بعض.
مد إيده التانية ومسح دموعها بلُطف وقال بصوت واطي:
— طول ما أنا هنا محدش هيقربلك، دي كلمه وعد.
قطع كلامهم صوت خبط على الباب،
عبدالرحمن بسرعة قال لياسمين:
— ادخلي جوه دلوقتي.
ياسمين هزّت راسها بخوف ودخلت الأوضة.
عبدالرحمن راح يفتح الباب، ولما شاف راكان قدامه ابتسم وهو بيسلّم عليه:
— إيه يا عم كل التأخير ده؟
دخل راكان وهو باين عليه الإرهاق.
قال وهو بيتنهد:
— دا في كمية حاجات حصلت مش قادر أستوعبها لحد دلوقتي.
عبدالرحمن باستغراب:
— خير؟ طب استنى أعمل كوبايتين شاي ونتكلم على رواقة.
دخل المطبخ وبدأ يحضر الشاي، وراكان واقف بيحكي من بعيد:
— أنا شوفت أمي.
عبدالرحمن ضحك وهو بيصب المية السخنة:
— حلمت بيها؟ يا عم مين قدك.
راكان بصله بنظرة حزينة:
— لا يا عبدالرحمن، شُفتها فعلاً… وجهًا لوجه.
عبدالرحمن لف عليه بسرعة وهو ماسك الكوبايتين:
— إزاي يعني؟!
راكان:
— نِيهال وسمير لما حبستهم، اعترفوا إن أمي لسه عايشة… وإنها محجوزة في مستشفى للأمراض النفسية.
عبدالرحمن وقف مكانه والكوبايتين في إيده، عيونه اتسعت بذهول:
— مستشفى أمراض نفسية؟!
راكان عقد حواجبه وقال بصوت مخنوق:
— أيوه… متخيل يا عبدالرحمن؟ أمي عايشه، بس في حاله صعبه… مش بتفتكرني، ولا حتى عارفه أنا مين.
عبدالرحمن قرب منه وهو مش مصدق:
— ياااه، طب ازاي محدش عرف دا قبل كده؟
راكان اتنهد وحط إيده على وشه:
— اللي حواليها خبّوا كل حاجة، محدش قالّي، وانا كنت فاكرها ماتت… ولما شوفتها النهارده، كانت قاعدة قدامي ومش شايفاني، عينيها فاضية، مفيش فيها أي إحساس… كأنها عايشة بجسدها بس.
عبدالرحمن سابه يتكلم وهو متأثر، وبعد لحظة قال بهدوء:
— بس المهم إنها عايشة، دي لوحدها نعمة كبيرة، يمكن تقدر ترجع واحدة واحدة، ما تفقدش الأمل.
راكان اتنفس بعمق وقال بصوت واطي فيه وجع:
— نفسي تصدق، بس اللي شوفتوا النهارده كسرني… أول مرة في حياتي أحس بالعجز بالشكل دا.
عبدالرحمن حط إيده على كتفه وقال بابتسامة حزينة:
— هتعدي يا راكان، والله هتعدي… بس خليك جنبها، يمكن وجودك يساعدها تفوق.
وقبل ما يكمّل كلامه، صوت حركة خفيفه جه من ورا الباب…
راكان التفت بسرعة، وقال وهو بيبص ناحية الصوت:
— في حد هنا؟
لكن الهدوء رجع تاني،
عبدالرحمن تنهد وقال بهدوء:
— اطلعي يا ياسمين.
خرجت ياسمين بتردد ووشها باين عليه التوتر،
وقالت بصوت منخفض وهي بتحاول تبرر:
— أنا آسفة… كنت جوه ووقعت حاجة غصب عني.
راكان بص لها بدهشة وقال بحدة:
— ياسمين؟! بتعملي إيه هنا؟
اتلخبطت في الكلام، عيونها مليانة قلق:
— أنا… كنت بس…
عبدالرحمن قطع كلامها وقال بسرعة:
— هي هنا عشان حصلها شوية مشاكل، وأنا ساعدتها.
راكان ضيّق عيونه وبص بينهم بريبة:
— مشاكل؟ مشاكل من نوع إيه؟
عبدالرحمن:
— ابن عمها كان عايز يجبرها على جواز، ولما رفضت ضربها… كانت محتاجة أمان ومكان ترتاح فيه، فجاتلي.
ياسمين نزلت راسها بحزن مستنيه رد فعله
راكان بعد لحظة صمت قال بهدوء فيه جدية:
— محدش هيقربلك طول ما إنتِ هنا ..... ومتقلقيش انا وعبدالرحمن هنتصرف في الموضوع دا.
عبدالرحمن بصلها بابتسامة وقال:
— اكيد.
ياسمين بصتلهم بامتنان ممزوج بفرحه وقالت:
_شكرا بجد
راكان سكت لحظة، بص لياسمين بنظرة فيها خبث بسيط وغمز لعبدالرحمن وهو بيقول بنبرة فيها مزاح خفيف:
— بس واضح إن وجودك هنا مش صدفة… القدر شكله ناوي يلعب لعبته معاك يا عبدالرحمن.
عبدالرحمن اتنحنح في محاولة يخفي توتره وقال بسرعة:
— يا عم بطل كلامك ده، البنت في مصيبة ومحتاجة أمان مش هزار.
راكان ضحك بخفة وقال:
— ما قلتش حاجة وحشة، أنا بس بلاحظ… عيونك اتغيرت وإنت بتكلمها.
عبدالرحمن حاول يرد عليه وهو محرج شوية:
— ركّز في مشاكلك إنت الأول وبعدين تعالى حلللي نظراتي.
ياسمين كانت قاعدة في صمت، ملامحها بين الخجل والارتباك، بتحاول تبص في أي اتجاه غير عيونهم.
لكن ضحكتها الخفيفة خانتها، طلعت منها غصب عنها، فبصّوا الاتنين عليها في نفس اللحظة.
راكان ابتسم وهو بيقوم:
— خلاص يا سيدي، أنا ماشي أسيبكوا في أمان الله… بس واضح إن الجو هنا دافئ زيادة عن اللزوم.
عبدالرحمن رفع حاجبه وقال وهو بيضحك:
— يلا امشي قبل ما أزعلك بجد.
راكان ضحك وهو خارج وبياخد روي قال بصوت واطي قبل ما يسحب الباب وراهم:
— ما تنساش تشكر القدر بقى يا صاحبي.
بعد ما راكان خرج وقف عبدالرحمن مكانه ساكت، ماسك كوباية الشاي وبياخد نفس عميق.
ياسمين كانت قاعدة، بس ملامحها اتغيرت تمامًا، الخوف واضح في عينيها، صوت راكان وكلامه عن “الحبس والعذاب” لسه بيرن في ودانها من اللي سمعته قبل ما تدخل.
عبدالرحمن لاحظ ارتباكها وقال بهدوء:
— مالِك يا ياسمين؟ شكلك اتبدّل فجأة.
هي قامت بخطوة لورا، عينيها مليانة قلق:
— هو اللي قاله دا حقيقي؟
عبدالرحمن باستغراب:
— تقصدي إيه؟
ياسمين بصوت مهزوز:
— إن مستر… راكان… كان حابس ناس وبيعذبهم!
عبدالرحمن اتجمد مكانه لحظة، وبعدين حاول يهدّيها:
— الموضوع مش زي ما سمعتيه، في حاجات ليها خلفية كبيرة، هو ما عملش كده إلا بعد ما اتظلم جامد.
ياسمين بخوف ودموعها بتلمع:
— حتى لو اتظلم، دا مش مبرر! إزاي تفضل صاحبه وساكت على اللي بيعمله؟ إزاي مخفتش تبقى زيه؟
عبدالرحمن قرب منها بخطوة وقال بصوت واطي لكنه حازم:
— ياسمين، لو كنتي عارفة اللي عملوه فيه، كنتي عرفتي إن أي إنسان مكانه كان ممكن ينهار.
سكت لحظة، عيونه ناعمة لكنها حزينة:
— وأنا مش بدافع عنه، بس الراجل ده اتكسر قبل ما يتحول.
ياسمين بعدت عنه بخطوة، دمعة نزلت على خدها:
— بس الخوف إني أكون وثقت فيك… ومتكونش مختلف عنه.
الكلمات دي وجعت عبدالرحمن، سكت وهو بيبصلها بنظرة عتاب:
— أنا مختلف يا ياسمين… وهثبتلك.
عبدالرحمن وقف قدامها بحذر، عيونه مليانة صدق وحنية:
— ياسمين… اسمعي كلامي كويس. أنا عارف إن اللي سمعتيه عن راكان خلى قلبك يخاف، بس أنا مش زيّه… عمري ما هأسيب حد يتأذى حوالي.
هي بصت له، عيونها لسه مليانة دموع، لكن بدأت تسمع صدقه في كلماته:
— بس… إزاي أقدر أثق فيك؟
ابتسم ابتسامة هادية، وحط إيده على قلبه:
— صدقيني، الثقة مش بالكلام بس… أنا هثبتلك ده بالافعال. مفيش حاجة هتجرحك طالما أنا موجود.
ياسمين خدت نفس عميق، وقالت بتوتر.
— طيب… بس… أنا لسه خايفة.
ابتسم لها وهو بيخفض صوته:
— طبيعي تخافي… بس والله انا مش وحش ...
الجو حواليهم صار أهدأ شوية، لكن الخوف لسه موجود في عيون ياسمين،
كانت حاسة إنها محبوسة، مفيش مكان تهربله هتضطر تقعد معاه حتى لو خايفه منه، مفيش حد تروحله… كل الطرق قدامها مقفولة.
راكان ركب عربيته، وروي قاعد جمبه وهو متحمس كأنه عارف إن الرحلة هتكون ممتعة.
اتجهوا للفيلا عشان يوصلوا لهاجر…
وصل راكان للفيلا، فتح الباب ونزل روي، واتجه للداخل كأنه عايز يفاجئ هاجر.
طلع الدور اللي فوق بخطوات هادية، خبط على الباب برفق، وفتح…
لكن الصدمة كانت .....!
الفصل العشرون
اتصدم راكان لما فتح الباب…
الأوضة كانت مقلوبة فوق تحت — المراية مكسورة، الكراسي واقعين، وكل حاجة فيها باين عليها إنها كانت ساحة حرب.
عينه وقعت على هاجر… قاعدة على السرير، ضهرها للحايط، نفسها متقطع، وعيونها بتنزف دم بدل الدموع.
قرب منها بخطوات بطيئة، صوته كان مبحوح من الصدمة:
— هاجر… في إيه اللي حصل هنا؟
هاجر صرخت فجأة، صوتها عالي ومليان رعب وغضب:
— متقربش مني!! انت فاهم؟ كنت فاكر إني مش هعرف؟!
راكان وقف مكانه مصدوم، بلع ريقه بتوتر، صوته واطي ومتلخبط:
— فهميني بس… مش هتعرفي إيه؟
هاجر ضحكت ضحكة قصيرة مجنونة، فيها قهر وسخرية:
— ماما اللي انت حابسها تحت… هي وأبوك!
يعني ماما ماشي، أقدر أفهم إنك بتكرهها، بس أبوك؟!
ازاي قدرت تحبسه بين أربع حيطان؟!
انت… مجنون يا راكان!
راكان وشه قلب، العرق بدأ ينزل من جبينه، صوته كان مكسور وفيه رجفة غريبة:
— أنا يا هاجر؟
هاجر بصتله بعيون كلها غضب ودموع:
— أيوه، إنت!
إنت مجنون… ومحتاج تتعالج من الجنون اللي جواك دا!
راكان قرب منها خطوة، عيونه كانت مولعة ومليانة وجع:
— أنا لو مجنون… فمجنون بيكي يا هاجر.
هاجر اتجمدت مكانها، صوتها اتلخبط وهي بتقول:
— إنت بتقول إيه؟
راكان بابتسامة باهتة كلها وجع:
— بحبك يا هاجر… يمكن انتي مش عايزة تعترفي، بس أنا متأكد إن في حاجة جواكي ليا.
هاجر شدت نفسها لورا وقالت بحدة، عيونها مليانة قهر:
— كان يا راكان، كان!
بس بعد اللي عرفته… أنا كرهتك.
كرهتك أوي كمان
هاجر صرخت الكلمة الأخيرة، وصوتها كان بيرن ف ودانه.
لكن راكان فضل ساكت لحظات، ملامحه اتبدلت، عيونه بقت مظلمة، والابتسامة اللي كانت ضعيفة اتقلبت لهوس.
ضحك ضحكة قصيرة وغريبة، وقال بصوت هادي بس مرعب:
— كرهتيني؟
حلو… بس على فكرة يا هاجر، اللي بيكره… بيفكر.
يعني لسه جواكي حاجة ليّا.
هاجر اتراجعت خطوتين، وقالت بخوف واضح:
— إنت مجنون فعلاً.
راكان قرب منها بخطوات بطيئة، وقال بصوت متقطع من الغضب:
— أنا مجنون؟
ممكن…
بس كل اللي عملته كان عشانها، عشان أمي، عشان حقي اللي اتسلب… وعشانك إنتي كمان! عشان اخد حقك من امك
كنتِ الحاجة الوحيدة اللي مخلّياني أفتكر إن فيّ جزء مني لسه حي.
هاجر كانت بتبصله بخوف ودموعها بتنزل:
— إنت محتاج تتعالج يا راكان، دا مش حب… دا مرض!
راكان صرخ فجأة وهو بيضرب بإيده على الدولاب:
— لااااا، دا حب!
حب ، وجعني أكتر من أي حد، بس عمري ما هسيبك تروحي… ولا حتى لو العالم كله وقف ضدي.
هاجر بصتله بغضب وقالت وهي بتصرخ:
— هتفضل حابسني هنا تمام… بس أنا عمري ما هحبك!
الكلمة الأخيرة وقعت عليه زي السكينة،
راكان وقف مكانه، عيونه سابت الأرض وبقت مركزة فيها بنظرة مجنونة، صوته لما خرج كان واطي جدًا بس مرعب:
— عمرك ما هتحبيني؟
ضحك ضحكة مجروحة، وبعدين رفع صوته فجأة:
— ماشي يا هاجر… بس برضه عمرك ما هتكوني لحد غيري!
اتجه ناحية الباب وقفله بالمفتاح،
هاجر صرخت فيه:
— افتح الباب يا راكان! انت بتعمل ايه؟!
، ملامحه مليانة وجع وجنون في نفس الوقت، وقال بصوت متكسر:
— كنت بحلم اليوم اللي أسمع فيه صوتك وانتي بتناديني باسمي بحب…
بس شكلك هتخلي أول مره تناديني فيها كدا تكون من خوف.
هاجر قالت وهي بتعيط:
— إنت بتخوفني يا راكان… سيبني أمشي.
راكان بهدوء، قال:
— أنا مش عايز أؤذيكي… بس كمان مش هقدر أسيبك تروحي.
قعدت هاجر ورا الباب، ضهرها لازق في الخشب البارد،
دموعها نازله بغزارة وبتحاول تكتم صوت بكاها علشان محدش يسمعها.
كل نفس بيطلع منها كان مليان وجع وخوف.
بصت حواليها في الأوضة، الحيطان الأربعة اللي كانت شايفها عادي قبل كدا،
بقت دلوقتي عامله زي سجن بيقرب منها كل لحظة.
همست بصوت مبحوح:
— ليه يا راكان؟ ليه تعمل كدا؟ أنا كنت فاكراك طيب…
اتكورت على نفسها،
حطت راسها بين ركبها،
صوت أنفاسها المتقطعة كان هو الوحيد اللي بيكسر صمت الأوضة.
عبدالرحمن رجع من الشغل، ماسك المفاتيح في إيده،
لكن أول ما قرب من الباب اتجمد مكانه…
الباب مفتوح، ونَفَسه بدأ يتقل.
في صوت حركة جوا…
دق قلبه بسرعه، دخل بخطوات حذرة،
وفجأة وقف مصدوم!
شاب ف أواخر العشرينات، ملامحه غليظة،
ماسك ياسمين من شعرها وهي بتصرخ وتحاول تفلت منه.
عبدالرحمن صرخ بصوت هز الشقة:
— إنت بتعمل إيه يا ابن الـ...!
الشاب لفّ ناحيته بعصبية، شدّ ياسمين أكتر وقال:
— دي مراتي، وأنا جاي أخدها بالعافية!
عبدالرحمن عيونه ولعت،
رَمى الشنطة من إيده واتجه ناحيته بخطوات تقيلة كلها غضب،
وقال بصوت غليظ:
— لو ما سيبتهاش دلوقتي حالًا، والله هتندم إنك اتولدت.
ياسمين كانت بتعيط بصوت مبحوح:
— سيبني يا حيوا*ن… سيبني!
عمر زقّها جامد على الأرض وقال:
— هترجعي غصب عنك!
في اللحظة دي، عبدالرحمن ما استحملش،
انقض عليه، مسكه من قميصه، شدّه بعيد عن ياسمين
وخبطه في الحيطة بكل قوته،
صوت الضربة كان عنيف، والولد وقع على الأرض.
عبدالرحمن بصوت متقطع من الغضب:
— لو قربت منها تاني، والله لأدفنك مكانك.
ياسمين كانت مرعوبة،
مسكت في إيد عبدالرحمن جامد، صوابعها بتترعش،
نفسها متقطع وعيونها مليانة دموع.
عبدالرحمن حاول يهديها، طبطب على إيدها وقال بهدوء رغم الغليان اللي جواه:
— خلاص… متخافيش، أنا معاكي.
لكن فجأة، عمر قام من على الأرض،
يمسح الدم اللي نازل من فمه،
صوته مليان غضب وغل:
— قاعده في شقة مع واحد غريب؟!
والله لفضحك يا ياسمين… هخلي الناس كلها تعرف إنك مش متربيه!
ياسمين شهقت بخوف،
رجعت ورا خطوة وهي بتقول بصوت مخنوق:
— إنت مريض! انا جيت هنا هربانه منك!
عبدالرحمن لفله بخطوة واحدة،
مسكه من قميصه تاني، صوته خرج واطي بس كله تهديد:
— جرب بس تفتح لسانك بكلمة عنها، وشوف أنا هعمل فيك إيه.
عمر حاول يفلت، بس عبدالرحمن زقه لحد الباب وقال بحدة:
— برا بيتي دلوقتي… قبل ما أفقد أعصابي فعلًا.
عمر بص لياسمين بغل وقال:
— الحركه دي مش هتعدي على خير.
وبعدين خرج ضارب الباب وراه بقوة.
عبدالرحمن اتنهد وهو بيبص على ياسمين اللي كانت لسه ماسكة إيده بخوف،
قال بهدوء:
— خلاص يا ياسمين… هو مش هيرجع تاني، أنا مش هسمحله يقرب منك.
عبدالرحمن طبطب على شعرها بحنية، حاول يديها إحساس بالأمان.
ياسمين بخوف وحزن:
— عبدالرحمن… عمر معندوش مانع يلطخ سمعتي… حتى وأنا بنت عمه. أنا مش هينفع أقعد معاك، هو عنده حق.
عبدالرحمن متعجب:
— يعني إيه؟
ياسمين بخوف وعيونها مليانة دموع:
— أنا هشوف أي مكان بعيد عنه… مكان ميعرفش يوصلي فيه.
عبدالرحمن بابتسامة ضعيفة وحزن في صوته:
— زي ما وصلك وانتِ عندي… ممكن أوصلك لأي مكان، مفيش داعي للخوف.
ياسمين تنهدت، بصوت حزين ومتقطع:
— مفيش حل… إنت عارف كلام الناس يا عبدالرحمن. مينفعش أقعد معاك أكتر من كده. شكراً على كل حاجة… بس أنا مضطرة أمشي.
حاولت تتحرك بعيد عنه، لكنه شد يديها شوية وقال بغضب ممزوج بالوجع:
— مشكلتك إنك قاعده معايا وأنا غريب عنك؟ تمام النهارده هكتب
عليكي
ياسمين بصت له مستغربة وقلق:
— إيه؟
عبدالرحمن ابتسم ابتسامة واثقة، عيونه مليانة حنية وجديّة:
— هكتب عليكي… يعني هتكوني رسميًا مراتي.
ياسمين اتجمدت، قلبها بدأ يدق بسرعة، عيونها مليانة دموع وخوف:
— إنت… إنت بتتكلم جد؟!
عبدالرحمن قرب منها خطوة، صوته هادي لكنه مليان حزم:
— آه، جد يا ياسمين. مش قصدي اضغط عليكي … بس أنا عايزك تعرفي إن مكانك عندي مضمون، ومفيش حد يقدر يقرب منك.
ياسمين حاولت تبعد، لكنها حسّت بالأمان في حضوره، رغم خوفها:
— و… وده معناه إيه بالظبط؟
عبدالرحمن ضحك بخفة، ماسك إيدها بحنان:
— معناه إن مهما حصل، هتفضلي ملكي… وده وعد مني.
ياسمين سحبت إيدها شوية، ونظرت له بعينين مليانين دموع وخوف:
— عبدالرحمن… مش محتاج تضغط على نفسك وتتجوزني عشان تحميني… أنا مقدّرة كل اللي عملته عشاني، بس مش عايزة تكون مضطر تعمل حاجة مش عايزها قلبك.
عبدالرحمن اتنهد، وعيونه مليانة صدق وحنان:
— مش بضغط… أنا عايز أعملها عشان أنا بحبك… مش عشان أي حد تاني.
ياسمين باصطناع الصدمه :
— بتحبني؟
ابتسم ابتسامة مليانة دفء وقال:
— آه… بحبك يا ياسمين وعارف انك عارفه اني بحبك… وعارف إنك كمان بتحبيّني، بس خايفة تعترفي لنفسك…
ياسمين ابتسمت بخجل، وخدّت نفس عميق، محاولة تهدّي نفسها:
— أنا… أنا فعلاً في شوبه مشاعر يعني كدا… بس الخوف مسيطر عليا…
عبدالرحمن قرب منها أكتر، ماسك إيدها بحنية و ضحك بخف:
— شويه مشاعر،؟
مش مهم مع الوقت هتبقى اكتر من شويه مشاعر
وكمل بصوت هادي:متخافيش… أنا هنا… ومش هسيبك لحظة.
ياسمين حسّت قلبها بدأ يهدى، وكل الخوف اللي كان فيها بدأ يتلاشى شوية…
لأول مرة بعد كل الصعوبات، حست إن الحب بينهم صادق وآمن.
كان راكان قاعد لوحده، قلبه مليان حزن وغضب من اللي حصل. فجأة، ابتسامه ارتسمت ع وشه بعدا ما افتكر انه قابل مامته كأنها شعاع نور وسط عتمة قلبه.
روي كان واقف قدامه بيهز ديله بحماس، وكأن الدنيا لسه فيها أمل. راكان طبطب ع روي وقال بصوت فيه شوية ارتباك:
— عارف يا روي… أنا فرحان أوي إني شفت أمي من تاني.
سكت شويه، وبعدين كمل:
— وعمته… أكيد هتفرح أوي لما تعرف. أنا هتصل بيها وأعرفها كل حاجة.
مسك التليفون بإيد مرتجفة واتصل. بعد لحظات، ظهر صوت رقيه، مليان حنية:
— إيه يا حبيبي، عامل إيه؟
راكان أخد نفس عميق، وابتسم بصعوبة:
— الحمدلله يا عمتو… عندي خبر… حلو ليكي.
رقيه:
— إيه هو؟
بدأ يحكي لها عن كل اللي حصل… عن أميره اللي لسه عايشه. صمتت
سكتت رقيه للحظة، وبعدين الدموع مليت عينها وهي بتهمس:
— لازم أرجع… لازم أشوفها.
وفي قلبها، كان شوقها لأميره أقوى من أي حاجة… رغم إنها كانت مسافره عشان الشغل، لكن الخبر ده قلب كل خططها.
قفل راكان المكالمة واتجه بخطوات سريعة نحو الغرفة اللي حابس فيها نيهال وسمير.
فتح الباب ودخل، وعيناه مليانة شمئزاز وهو بيلمحهم.
سمير بصوت متقطع ومتوتر:
— قابلتها؟ كلامنا طلع صح… مش كده؟
راكان أومأ برأسه بتأنٍ، بصوت هادئ لكنه مليان حزم:
— أمم… صح. أنا هخرجكم دلوقتي… عشان أنا قد كلامي… وكمان عشان هاجر.
وقف للحظة، يبص في وجوههم، وكأن كل كلمة خرجت منه وزنها ثقيل، والجو حوالينهم مليان صمت مش طبيعي.
وقف راكان لحظة، عيونه ماشية بين نيهال وسمير، وكأن كل كلمة بيقولها تقطعهم من جوه.
نيهال حاولت تتحكم في صوتها، لكن الخوف والارتباك كان واضح:
— يعني… هتخرجنا دلوقتي؟
راكان نظر لها بنظرة حادة، بس فيها قليل من الرحمة:
— أيوه… هتخرجوا. بس لازم تعرفوا حاجة… لو فكرتوا تعملوا أي حاجة ضدي، محدش هيرحمكوا مني.
سمير ابتلع ريقه، وحاول يثبت شجاعته:
— إحنا مش هنخليك تندم، بس…
راكان قاطعه بحدة:
— كفاية كلام! دلوقتي اتحركوا قبل ما أغير رأيي.
نيهال وسمير تبادلوا نظرات، ومع كل خطوة خارج الغرفة، حسوا بالخوف والترقب. باب الغرفة اتقفل وراهم، وراكان وقف شوية يتنفس بعمق، يحس بمزيج من القوة والانتصار… وفي نفس الوقت، ثقل القرار اللي خده بس عشان هاجر