رواية فات اوان الندم الفصل الثاني والعشرون22والاخير بقلم اماني سيد

 رواية فات اوان الندم الفصل الاخيربقلم اماني سيد

 وقف منصور مندهش من كلام الدكتور 
ـ مين دى اللى حامل يا دكتور 
ـ مدام سميحه اللى اغمى عليها هنا 
حس عبد الظاهر بفرحه وبقى مش مصدق نفسه معقول هيخلف من سميحه 
وقف يضحك بصوت عالى 
ـ بجد يا دكتور 
ـ أه والله حامل وفى الشهر التانى كمان 
ـ طيب هى حالتها الصحية ايه 
ـ كويسه جدا بس أهم حاجة تاخد الادويه والفيتامينات بتاعتها ومتعملش مجهود كبير 
ـ حاضر يا دكتور هنهتم بيها نقدر ندخلها 
ـ أه اتفضلوا
اخد منصور الروشته من الدكتور عشان يجيب العلاج   ودخل عبد الظاهر الاول وكانت فجر قاعده جمبها بتهزر معاها ولما شافت عبد الظاهر قامت عشان يقعد مكانها 
كانت سميحه حاسه بكسوف حاسّة بحرارة بتسري في وشها، مش عارفة تبص في عين جوزها ولا قادره تبص لحد 
سنها، والخطوط اللي حوالين عينيها، ماخليهاش تتخيل إنها ممكن تكون حامل من تاني او فى سن زى ده لما العاده الشهريه مجتش هى افتكرت انها ممكن تكون بطلت تيجى لكن ماشكتش انها تمون حامل تانى 
جواها خليط غريب… فرحة صغيرة بتحاول تطلع، بس مكسوفة تطلّع 
بس رغم كسوفها، كان في رعشة خفيفة في قلبها، رعشة حياة جديدة بتتكوّن جواها… يمكن تكون فرصتها تعيش أمومة مختلفة، أهدى، أنضج، وأصدق.
أما عبد الظاهر فكان واقف جنبيها والضحكة لسه على وشه، بس جواه كان في دوشة مشاعر.
إحساس غريب ما بين الذهول والفرحة، كأن ربنا بيكافئه في آخر العمر بحاجة ماكنش متوقعها.
تخيّل نفسه شايل طفل صغير من سميحة، طفل بيجمع بينهم بعد سنين تعب وسكون.
عينه لمعت، وقلبه اتملّى بحنان مكنش حسّه من زمان…
قرب من سميحه وقعد جمبها ومسك ايديها بحنيه 
ـ مبروك يا ست الكل 
ـ الله يبارك فيك يا عبد الظاهر... انت مبسوط 
ـ مبسوط بس ؟؟ 
ده انا حاسس أنى طاير من السعاده والفرحه مش سيعانى انا بعت احيب عجل ادب**حه وافرقه للغلابه 
ـ يعنى مش مكسوف إننا بعد العمر ده نحمل ونخلف تانى 
ـ وايه المشكلة لما نحمل ونخلف تانى هو إحنا مش متجوزين على سنه الله ورسوله 
إحنا لا بنعمل حاجه غلط ولا حاجه عيب عشان نتكسف او نخجل منها 
ـ أنا مكسوفه أوى مش عارفه رد فعل الاولاد هيبقى عامل ازاى هو صحيح منصور فين اتضايق لما عرف
ـ لا راح يجيب الأدوية وجاى دلوقتي 
ـ طيب رد فعله ايه ماتعرفش 
اثناء كلامها دخل عليهم منصور 
ويقولك هو ليه يا ست الكل ألف مليون مبروك انا لسه بحاول استوعب إن هيكونلى اخ صغير 
ـ نسرين عامله ايه تعالوا نطمن عليها
ـ نسرين خرجت واتنقلت فى غرفه عاديه وفجر معاها والولد فى الحضانه بيطمنوا عليه 
ـ طيب يلا نروحلها بسرعه نطمن عليها 
اتكلم عبد الظاهر بخوف عليها
ـ هنروح هنروح بس خدى بالك من أى حركه هتعمليها قومى بس بالراحه 
بصتله سميحه بحب حاسه بأنها بتعيش لحظات الحمل مع راجل جمبها بيخاف عليها كأنها أول مره تحمل 
خرجوا كلهم وراحوا غرفه نسرين اللى بدأت تفوق وبعدها بلحظات جت الممرضه ومعاها الطفل 
وقتها قام عبد الظاهر وطلع رزمه من الفلوس وبدأ يفرقها على الممرضين والعمال فى المستشفى من فرحته 
فاقت نسرين على صوت منصور وهو بيأذن فى ود ابنها وبيناديه
رفع منصور الطفل بحنان وهو بيأذن في ودنه:
ـ الله أكبر… الله أكبر…
وبعدين بصّ لنسرين بابتسامة واسعة وقال:
ـ سميّناه “آدم”، يارب يكون وشّه خير علينا كلنا.
نسرين دموعها نزلت وهي بترد بصوت ضعيف:
ـ ربنا يخليهولك يا منصور… ويحميه.
قربت سميحة منها، لمست إيدها وقالت بحنية:
ـ ألف مبروك يا بنتي، أهم حاجة إنك بقيتي بخير، وربنا رزقك بولد زي القمر.

عبد الظاهر واقف ووشّه منوّر من الفرحة،
ـ سبحان الله… ربنا كريم أوي.
ضحك منصور وقال:
ـ كريم فعلاً يا بابا، أدانا نعمة ما كناش نحلم بيها.
عقبال مانطمن عليكى يا ماما انتى وفجر وتقوملنا بالسلامة 
كرمشت نسرين بين حواجبها وبصت لمنصور 
ـ قصدك فجر 
ـ لأ ماهى ماما كمان حامل فى الشهر التانى 😂😂 
ـ إيه ده معقول وعرفتوا امته وازاى هوانا بقالى كتير اوى كده فى العمليات 
ضحك الجميع عليها وردت فجر
ـ لا انتى أول ما دخلتى تولدى طنط ضغطها وطى واغمى عليها ولما كشفوا عليها اكتشفوا انها حامل في شهرين 
اتكلمت نسرين بتعب وفرحه وصوت يكاد يكون مسموع 
ـ ايه ده بجد يعنى هيكون عندى اخ أو اخت 
بصلها منصور وضحك بصوت عالى لدرجه إنه دمع من الضحك والكل بقى مصدوم من ضحكه بالطريقه دى 
ـ تخيلى يا نسرين إنه هيكون اخويا او اختى أنا كمان 
يعنى الطفل اللى هيجي ده اخونا 
أنا حاسس إن فى حاجة حرام فى الموضوع بس مش عارفها 
ضحكوا كلهم على كلام منصور وكان الموضوع غريب فعلا يعنى الطفل هيكون فعلاً اخوهم هما الاتنين والاغرب إن ابن نسرسن هيقوله يا خالوا وابن منصور هيقوله يا عمه 
فضلوا يضحكوا فى الغرفه ويتريقوا على الوضع اللى هما فيه 
قريت فجر من منصور وسالته 
ـ هو فارس عرف ؟
ـ لأ خليه يتصدم انا مش ناقص جنانه 
ـ عندك حق 😂😂😂 انا هجبهاله واحده واحده بس ابقى خليك معايا عشان جنانه مايطلعش عليا لواحدى 
ـ حاضر ماتقلقيش 
فى منزل مشيره وولادها كانوا بيتكلموا بخصوص منصور 
ـ ماما عارفه شوفت مين انهارده 
ـ مين ؟
ـ حسين 
ـ شوفته فين بيشحت على اول الشارع ؟؟ قالتها بتريقه
ـ لأ ده رجع فتح المحل تانى وقعد فيه شوفته كان واقف بيشغل العمال عنده 
ـ ايه ده إزاى وأمته حصل كده 
ـ معرفش بس ده  المحل اتجدد وبقى ايه حاجه كبيره ووسعوا المحل ودخلوا جزء من المخزن فى المحل وبقى فرع تانى للمعرض الكبير اللى واخد الشارع اللى بره كله 
ـ إيه ده شكله صعب على عياله ورجعولوا المحل تانى 
ـ استعجلنا إحنا لما طردناه انتى لو شوفتيه مش هتقولى ده حسين اللى كان شبه الموميا وشه ملى كده وبقى يلبس حلو واتغير خالص أنا فى الاول معرفتوش 
ـ معقول ؟! طيب بقولك ايه رأيك اكلمه تانى وأجر معاه ناعم 
ـ مش عارف هيوافق ولا لأ جربى 
فى اليوم التالى جهزت مشيره نفسها ولبست وقررت تروح لحسين تتكلم معاه 
يمكن تقدر تغير رأيه وتخليه يرجعلها تانى وتعيش معاه فى العز اللى بقى فيه من وجهه نظرها 
وصلت مشيره بالقرب من المحل وفضلت مستنيه وصول حسين ولما شافته داخل على المحل قررت تكلمه 
وقفت فى مكان قريب منه ونادت عليه 
ـ حسين حسين انا مشيره انا هنا
بصلها حسين وكرمش بين حواجبه 
ـ فى ايه يا مشيره عايزه ايه وايه اللى جابك هنا
ـ جايه اتكلم معاك بس مش هينفع جوه وسط العمال والصنايعيه تعالى نروح مكان تانى 
ـ مافيش كلام بينا يا مشيره قولى اللى عندك هنا 
ـ وحشتنى يا حسين 
ـ يا شيخه من امته ده إيه نسيتى اللى عملتيه فيه إنتى وولادك 
ـ غيره يا حسين ... أه غيره غيرت لما لقيت حنيت لسميحه دى وبتجرى وراها وعايز تتجوزها تانى بصراحه مكنتش طايقاك وقتها وحسيت إن العشره هانت عليك خصوصاً لما قفلت المحلات ولقيتك مبسوط وانت رايح ترجعها 
ـ لا يا شيخه غيرانه على أساس انها مكنتش فكرتك من البداية أنى ارجعها.عشان اخليها تضغط على العيال ويشاركونى فى المحل هنا 
ـ شوفت واديك نفذت كلامى أهو من غير جواز عشان كده جيت اصالحك 
ـ يعنى أتنى عايزه تقولى إنك جتيلى عشان أنا مارجعتش لسميحه 
ـ أه وعرفت أنها اتجوزت عبد الظاهر عشان كده اطمنت 
وقف حسين يضحك عليها وعلى كلامها 
إزاى كان بيحبها فى يوم ومصدقها وخلاها مراته وفضلها على سميحه اللى ربت ولاده احسن تربيه وكانوا بارين بيه رغم اللى عمله فيهم 

ضحك حسين ضحكة مُرّة وهو يبصّ لها من فوق لتحت:
ـ رجعتي يا مشيرة؟ رجعتي بعد ما انا رجعت اشتغل تانى ووقفت على رجلى 
ـ حسين ما تقولش كده… أنا غلطت، وأنا جاية أصلّح الغلط.
ـ تصلّحي إيه؟ اللى مات ما يتصلّحش يا مشيرة.
سكت لحظة، ونظرته اتغيرت، بقت كلها نار:
ـ كنتِ بتاخدى خيرى وبتدلّعى ولادك وتقولى “دول ولادك اللى هيشلوك لما تكبر ”، وأنا الغبى اللى كنت مصدق إنهم ولادى.
وفى أول مطب… أول ما شُلت إيدى عنهم، اتكشف كل شىء.
ولادك اللى فضّلتهم على دمى لحمى… طلعوا أشباه رجال زى أمهم بالظبط رمونى وسبونى بين الحيا والموت 
ـ حسين بالله عليك، أنا كنت مضغوطة... كنت بخاف تخسرنا.
ـ تخسروا إيه يا مشيرة؟
ده أنا الخسران الوحيد، خسرت سميحة اللى كانت سند، وخسرت ولادى اللى كانوا بيحبونى بجد، وخسرت كرامتى.
وانتوا؟ كسبتوا كل حاجة لما كنت أنا الأعمى اللى بيصرف ويسكت.
قرب منها وقال بصوت واطى بس كله سم:
ـ دلوقتى أنا اللى هعلمك الخسارة يعنى إيه.
زى ما بعتيّنى أول مرة ، انا هرميكى ومش هعرفك تانى روحى يا مشيره انتى طالق بالتلاته وورثتك هتوصلك فى اقرب وقت وابقى اجرى بقى على المحاميين عشان تاخدى النفقه بتاعتك الكام مليم 
ارجعى مكانك يا مشيرة، اللى بينا خلص...
سكتت مشيره واتصدمت من كلامه 
ـ أنا يا حسين بعد السنين دى كلها بتطلقنى .
ـ أه وبالتلاته يا مشيره وغورى من وشى عشان ما امدش ايدى عليكى قصاد الناس 
مشيت مشيره وجواها نا*ر من كلام حسين 
قدر يطلقها ويبعد عنها وكلامها مابقاش يأثر فيه 
وصلت البيت لقت فريد ابنها الصغير بيلم هدومه وماشى 
ـ رايح فين 
ـ مسافر جالى شغل كويس فهسافر 
ـ طيب وانا هتسبنى لواحدى 
ـ فاروق معاكى انا هستفر أدور على مستقبلى بره 
ـ هتسافر فين 
ـ هسافر أمريكا 
ـ هتشتغل هناك ايه طيب 
ـ لسه مش عارف لما اوصل هشوف ايه المتاح واشتغله 
ـ أنت مجنون يا فريد ؟؟ 
ـ لأ انا ابقى مجنون لو فضلت هنا أنا زهقت من الحياه وعايز أسافر واشتغل بره 

قربت  مشيره ناحيته بخطوات متوترة، وهي تحاول تمسك شنطته قبل ما يخرج من الباب:
ـ استنى يا فريد! إنت عارف يعنى إيه تسافر لوحدك؟
بصّ لها ببرود:
ـ أيوه عارف، يعنى أبدأ من الصفر من غير ما أفضل شايف خيبتكم هنا كل يوم.
ـ بتكلمنى كده أنا يا فريد؟ أنا أمك!
ـ أمى؟! انتى طول عمرك بتفكرى فى نفسك بس، لا كنتِ أم ولا كنتِ سند.
فاكرة لما كنتِ بتفضّلى فاروق عليا؟ ولما كنتِ بتقولى “هو ده اللى راجل البيت”؟
أهو راجل البيت قاعد طول اليوم على القهوة بيضيع فلوس حسين القديمة، وأنا اللى كنت بشقى عشان أساعدك فى المصاريف.

حاولت تمسكه من دراعه وهو بيزيحها بعصبية:
ـ بقولك مش هفضل هنا أتحرق فى مشاكل ما تخصنيش.
حسين سابك، والناس كلها بتتكلم، وأنا زهقت من كلام الناس واللى عملتوه فى حسين ارحمينى بقى وابعدوا عنى 
ـ يا فريد حرام عليك… انت ابنى 
ـ لأ، أنا ابن نفسى من النهارده.
وصدقينى يا ماما، كل واحد فينا بيدفع تمن اللى عمله، وإنتِ دورك جِه.
كلماته نزلت عليها زى السكا*كين، وقفت متجمدة مكانها وهو بيخرج من الباب من غير ما يبص وراه.
أول ما سمعت صوت الباب بيتقفل، وقعت على الأرض تبكى بحرقة:
ـ حتى إنت يا فريد؟! 

مر اسبوع وحاله نسرين الصحيه بقت افضل ومنصور عمل عقيقه لابنه وعزم فارس واهله 
جه فارس وفجر وخاله عشان يباركوله 
وصل فارس وفجر الاول زى ما طلب منها منصور انهظ يجوا بدرى عشان يكلم فارس بخصوص حمل امه 
دخل منصور الاوضه وطلب من غارس إنه يدخل معاه عشان عايزه فى موضوع 
ـ ازيك يا فارس عامل ايه والمعرض شغال ازاى 
ـ الحمد لله يا منصور افضل من الأول.
ـ أبوك عامل معاك ايه 
ـ اغلب كلامنا فى الشغل ومن وقت للتانى بخلى فجر تعمله اكل وابعتهوله وهو مضيع وقته فى الاشراف على العمال 
ـ مرتبه مكفيه 
ـ أه مكفيه وبزيادة كمان هو دلوقتي مش بيصرف على حد غير نفسه واكله انا وانت بنبعتهوله وايجار شقته انت اللى بتدفعه 
ـ عشان ربنا يا فارس إحنا بنعامل ربنا 
ـ هو ده الموضوع اللى جايبنى هنا عشانه 
ـ لأ عشان امك 
ـ مالها ماما 
ـ حامل 
ـ نعم ؟!
بدأ فارس وشه يتغير ويتعصب لكن وقف منصور قدامه 
ـ أهدى أهدى يا عم في ايه 
ـ في أننا اتفضحنا يا منصور يعنى عدينا موضوع جوازها كمان تحمل
ـ أراده ربنا انت ايه اللى مزعلك 
ـ هنتفضح قدام الناس يا منصور الناس تقول علينا ايه السن ده امك تخلف وتحمل ثاني 
ـ انت مالك عقبال الناس يا فارس هي ما عملتش حاجه عيب ولا حرام 
ـ مش في السن ده يا منصور هي كبرت على الكلام ده 
ـ لا ما كبرتش على الكلام ده امك عندها 45 سنه عادي ايدي في سنها بيحمل ايه المشكله المهم امك جايه كمان شويه انا مش عايزك تضايقها وتعمل زي ما عملت قبل كده وراعي انها حامل وخد بالك من كلامك معاها لان اي كلمه هتضايقها هتقصر على صحتها 
ـ ما هو ده اللي انا خايف منه افرض حصل لها حاجه وقت الخلفه هنعمل ايه 
ـ باذن الله مش هيحصل حاجه والدكتور قال ان صحتها كويسه 
ـ انت عارف من زمان بقى ومخبي عليا 
ـ ابدا عرفت يوم ولاده نسرين اغمى عليها خدناها كشفنا عليك اكتشفنا ان هي حملت شهرين 
عايزك تهدى يا فارس وما تبينلهاش ان انت متضايق وانت واحده واحده تتعوض على الوضع الجديد 
حاول فارس انه يهدي نفسه وحاول ومنصور انه يبسط له الموضوع لكن هو ظهر انه موافق على الوضع انما من جواه كان متضايق 
ـ طب ابوك هتعمل فيه ايه لما يعرف 
ـ مش لازم تقول له سيبه وهو يعرف بقى زي الناس الغريبه وخلاص 
وافق فارس وبدأ يتعامل  مع والدته بشكل طبيعي وباركلها لكن من جواه مش قادر يتقبل فكره إنه هيكون ليه اخ من سن ابنه او بنته 
مرت الايام وكان عبد الظاهر كل اهتمامه كان بسميحه  بيحرص انه يوديها للدكتور بنفسه ورفض إنه يعرف نوع الجنين وجابلها واحده تساعدها فى شغل البيت 
كانت سميحه بتعيش اجمل فتره فى حياتها من اهتمام ولادها وزوجاتهم وجوزها 
مر سبع اشهر وودلدت فجر وجابت بنت سمتها زهره 
وجه معاد ولاده سميحه 
كل العيله حضرت ولادتها وكانوا قلقانين عليها 
خرجت الممرضه وكان معاها المولود الجديد وسأل
ـ فين أبو المولود 
قرب عبد الظاهر وكانت ملامح القلق ظاهره على وشه 
ـ أنا أبوه فيه حاجه ولا ايه وسميحه عامله ايه 
ـ زى الفل الام والكفل زى الفل ما شاء الله هتسميه ايه بقى 
ـ ايه ده هى خلفت ولد 
ـ أه الف مبروك عايزه حلوتى بقى 
طلع عبد الظاهر ١٠٠٠ جنيه من جيبه واداهم لها وهو مبسوط 
ـ والله مش خساره فيكى ولميلى كل الممرضين هنا بس أهم حاجة تاخدوا بالكم منها ومن الطفل لحد ما نخرج وعايز ممرضه ترافقها الشهر ده فى البيت 
ـ أنا موجوده أهو يا معلم وتحت امركم فى أى حاجة 
خرجت سميحه من العمليات ودخلت غرفه عاديه 
بعد فتره بسيطه فاقت سميحه واطمنت على ابنها إنه بخير 
اخد عبد الظاهر الولد وكبر له فى اذنه وسماه عبد القادر 
وفضل يوزع فلوس على كل اللى بيشتغلوا فى المستشفى وكانت نسرين مبسوطه بأخوها وإن أخيرا بقى ليها سند حتى لو صغير بكره هيكبر دايما كانت بتقول لنفسها كده 
اهتمام منصور بيها خلاها ماتحسش بغيره من موقف باباها بالعكس هى كانت يتحب سميحه واعتبرتها ام وزيارتهم دايما كانت متواصله 
فى منزل مشيره دخل فاروق وقعد قصاد مشيره ووشه كان عليه علامات الغض*ب 
ـ بقولك ايه قومى لمر هدومك 
ـ ليه واروح فين ؟
ـ هتروحى دار مسنين انا سنى كبر ومش لاقى مكان اتجوز فيه والايجارات كلها غاليه انا هاخد الشقه دى اتجوز فيها 
ـ طيب ما تتجوز وانا اعيش معاكم 
ـ العروسه رافضه 
ـ ليه إن شاء الله... خلاص رافضه شوفلها مكان تانى إنما انا مخرجش من بيتى
ـ بقولك ايه الشقه دى ايجار قديم وانا هقدر ادفعه وغير كده العروسه تبقى بنت عمى وبتقولى امك حربايه ومش هتقعد معاكى عشان كده هتروح. تقعدى فى دار مسنين وامشى معايا بالذوق بدل ما امد ايدى عليكى 
ـ أنت اتجننت بتطلمنى كده حسبي الله ونعم الوكيل فيك
ـ حسبنى زى مانتى عايزه المهم لمى هدومك
حاولت مشيره انها تقنعه او تحنن قلبه لكن فتروق كان مصمم 
فاروق الفترة الأخيرة راح لباباه وشغله معاه وشرط عليه عشان يجوزه يطرد امه ونفذ فاروق كلام ابوم وطرد مشيره وداها ظار مسنين 
فى المعرض عند عبد الظاهر جاب عجلين 
ودب*حهم قصاد المحل وفرقهم على كل العمال اللى شغالين عنده وفى المحلات تانيه 
بفرحته بالمولود الجديد 
وصل لحسين الخبر وحس وقتها أد ايه خسر انسانه استحاله يقدر يعوضها او يلاقى ضفرها 
رضى بالأمر الواقع وخلى وقته كله لشغله .
اتجمعت العيله كلها فى بيت سميحه 
وعملوا عقيقه لابنهم هناك وكانت الفرحه والرضا ظاهره على ملامح الكل 
مافيش حاجه اسمها كبرنا او خلاص الوقت فات 
نقدر نبدأ من جديد ونحقق حاجات لو كنا عملناها فى وقت اصغر كان ممكن نفشل فيها 
عشان كده اللى عايز يعمل حاجه يبدأ فيها ويسيبه من كلام أى حد حواليه 
حياتنا بتاعتنا وسيبكم من كلام الناس 

                          تمت           
تعليقات



<>