رواية ملاك الادهم الفصل الاول1والثاني2 بقلم عادل عبدالله

رواية ملاك الادهم الفصل الاول1والثاني2 بقلم عادل عبدالله 
أثناء قيادته لسيارته ليلا وفي احد الشوارع المظلمة تماما لم يتدارك الموقف حين ظهرت فجأة أمامه مباشرة فتاة ترتدي فستان أزرق لامع تجري بسرعة وكأنها تهرب من شيئا ما  حتي أنها لم تلاحظ سيارته القادمة بسرعة......

في المستشفي 

الطبيب : ادهم بيه احنا محتاجين نقل د.م حالا ، النزيف شديد جدا وللاسف فصيلة د.مها نادرة ومش موجودة .
أدهم : اتصل ببنوك الد.م اتصرف ، هو انا اللي هقولك تعمل شغلك ازاي ؟!!!
الطبيب : اهدا بس يا ادهم بيه احنا بنتصل ببنوك الد.م فعلا لكن لحد دلوقتي للأسف اللي وجدناه كيسين د.م بس واحنا محتاجين كيسين تانيين علي الاقل علشان تدخل العمليات .
أدهم : هي فصيلة د.مها ايه ؟
الطبيب : - O 
ادهم : دي نفس فصيلتي ، خد مني الكيسين اللي محتاجهم وانقذها .
الطبيب : لكن ده خطر عليك يا ادهم بيه ، ممكن ناخد منك كيس واحد بس ونحاول نتصرف في التاني .
ادهم : اسمع اللي بقولك عليه خد مني الكيسين ، البنت دي لازم تعيش بأي تمن .
الطبيب : مينفعش يا ادهم بيه .
أدهم : نفذ يا دكتور .

وبعد نصف ساعة 
يجلس ادهم وهو يشعر ببعض الدوار ويجد الطبيب خارج من غرفة الفتاة ، فيسأله ادهم : ايه الاخبار يا دكتور ؟ البنت حالتها ايه ؟؟
الطبيب : الحالة صعبة جدا و لازم تدخل العمليات فورا .
ثم وجه حديثه للممرضة : جهزي غرفة  العمليات حالا .
تنصرف الممرضة علي الفور بينما يقف ( أدهم ) يستمع لكلام الطبيب و يكاد لا يصدق أنه ربما سيكون السبب في انتهاء حياة تلك الفتاة !!! 

يقوم طاقم التمريض بادخال الفتاة إلي غرفة العمليات ويبقي أدهم بالخارج .

يخرج أدهم هاتفهه ثم يتصل ب ( نادر ) أحد أصدقاؤه....

نادر : ايه ياعم ادهم أخيرا افتكرت أن لك صاحب اسمه نادر ولا شوفت اسمي بالصدفة قدامك ع التليفون ؟؟
ادهم : مش وقت هزار يا نادر .
نادر : مالك يا ادهم في ايه ؟
أدهم : انا عايزك تجيلي فورا .
نادر : اجيلك فين ، مالك يا ادهم فيه ايه اتكلم ؟؟
أدهم : أنا عملت حادثة بالعربية وصدمت بنت وهي دلوقتي في المستشفي بين الحياة والموت .
نادر : طيب اهدا يا ادهم و هات عنوان المستشفي وانا جايلك مسافة السكة .

الان نبدأ بالتعرف علي بطل روايتنا ....

أدهم الفيومي شاب يبلغ من العمر 31 عاما طويل وسيم ذو عيون سوداء واسعتان تزيد من هيبته ووسامته الكثير ،  بالإضافة إلي جسده قوي البنية مما يجعله فتي احلام كثير من الفتيات التي تعجب به من اول وهلة ، وبالرغم من شدة وسامتة و لكنه ذو شخصية قوية و صارمة ، تصل صرامته الي حد القسوة !!!

وبعد حوالي ساعتين من أنتظار ادهم خارج غرفة العمليات يصل نادر الي المستشفي ويلتقي بأدهم ويحاول تهدأته ويظل بجواره حتي يخرج الطبيب من غرفة العمليات بعد مرور أكثر من ثلاث  ساعات !!!

أدهم : خير يا دكتور ؟ أخبارها ايه ؟
الطبيب : الحمد لله الحالة بدأت تستقر  والنزيف توقف ، لكن الله اعلم هتفوق أمتي من الغيبوبة ؟
أدهم بتوتر :  يعني ايه ؟
الطبيب : الإصابة يا ادهم بيه شديدة جدا في الرأس ، و الحمد لله قدرنا ننقذها من الموت بأعجوبة ، هي دلوقتي تحت الملاحظة لمده 48 ساعة وان شاء الله خير ، بعد اذنك يا أدهم بيه .

أنصرف الطبيب ليجلس أدهم علي المقعد يفكر بتوتر وقلق !!! ويلاحظ نادر توتره فيحاول تهدأته.....

نادر : متقلقش يا ادهم ان شاء الله خير والبنت تفوق وتكون كويسة .
أدهم : انا مش عارف البنت دي لو حصلها حاجة انا هعمل ايه ؟ أنا مش هسامح نفسي ابدا .

وفجأة يرن هاتفه ويجد المتصل والدته .....

الأم : انت فين يا أدهم مرجعتش اسكندرية ليه لحد دلوقتي ؟
ادهم : معلش يا أمي حصلت ظروف ولازم أفضل في القاهرة كام يوم .
الأم : لسه هتفضل عندك تاني يا أدهم ؟ انتا واحشني اوي يا ابني .
أدهم : وانتي كمان يا ست الكل معلش بقي لما اجي هعوضك واقعد معاكي  لحد ما تزهقي مني .
الأم : أنا عمري ما أزهق منك أبدا ، ماشي يا ابني خلي بالك من نفسك .
أدهم : حاضر يا ست الكل متخافيش عليا ، ان شاء الله كام يوم وارجع .
الأم : حاضر يا حبيبي ترجع بالسلامة .
أدهم : الله يسلمك يا أمي ، سلام .

أغلق أدهم هاتفه فيري الممرضة خارجة من غرفة الفتاة .
وبعد انصراف الممرضة يدخل أدهم الي الغرفة وينظر الي الفتاة وبمجرد أن يقع نظره عليها ينبهر بجمالها !!! 
كانت الفتاة تتمدد علي السرير وكانت شديدة الجمال حتي انها تبدو وكأنها ملاك من السماء أو حورية من الجنة بتلك الملامح البريئة الفاتنة وشعرها الناعم المسترسل علي الوسادة .

أدهم يتأمل ملامحها ويقول : سبحان الله ، البنت ايه في الجمال ، معقول يا ادهم هتكون السبب في أنها..... ، لا لا ان شاء الله هتعيش وتخف .

وفجأة تدخل الممرضة الغرفة ...
الممرضة : أدهم بيه ، حضرتك دخلت هنا ازاي ؟؟
أدهم : كنت بطمن عليها .
الممرضة : أنا أسفة أوي لازم حضرتك تخرج حالا لأن وجودك هنا دلوقتي خطر عليها وممكن كمان يسببلي مشكلة كبيرة .
أدهم : حاضر .
تظل أعينه معلقة بالفتاة أثناء خروجه  من الغرفة .
نادر : ها يا أدهم طمني البنت كويسة ؟
أدهم : أنا شوفتها عايشة لكن لسه في غيبوبة ومش حاسة بأي حاجة ، أنا رايح ادفع مصاريف المستشفي والعملية .
نادر : استني انا جاي معاك .

ثم يذهب الي مكتب حسابات المستشفي .
أدهم : انا عايز ادفع تكاليف علاج  الآنسة اللي جاية في حادثة و لسه خارجة من العمليات .
الموظف : حضرتك تقربلها ايه ؟؟
أدهم " بثبات " :  انا اللي صددمتتها بالعربية .
الموظف : يعني حضرتك تعرفها ولا  متعرفهاش ؟
أدهم : لأ معرفهاش .
الموظف : طب حضرتك هي للأسف مش معاها أي اثبات شخصية .
ادهم : يعني ايه ؟
الموظف : يعني بالشكل ده يا فندم هي متنفعش تكمل علاجها في المستشفي الا لو كان معها اي اثبات شخصية نقدر نثبتها به في دفاتر المستشفي !!!
ادهم غاضبا : يعني ايه ؟ هتسبوها تموت ؟ ولا هتخرجوها من المستشفي وهي في الحالة دي ؟؟!

يأتي مدير المستشفي بعد أن تعلو  الأصوات مسرعا ...
المدير : خير يا أدهم بيه ايه اللي حصل ؟
يقص له الموظف الموقف كاملا ...
المدير يوجه كلامة ل ادهم : هو معاه حق فعلا يا أدهم بيه ، دي مسؤوليه احنا مش قدها وممكن تسبب للمستشفي مشكلة كبيرة جدا .
أدهم غاضبا :  يعني انا المفروض دلوقتي اعمل ايه ؟؟  يكون في علمك انا مش هسيبها تمووت !!!
المدير : يا ادهم بيه احنا استقبلنا الحالة وعملنا اللازم ودلوقتي علشان نكمل علاجها لازم يكون معاها أي اوراق تثبت شخصيتها ؟؟
أدهم : انا معرفش الكلام ده الانسة اللي جوه دي مش هتخرج من المستشفي الا لما تخف وتتعالج ، فاهم ؟؟

يتدخل نادر في الحوار قائلا : خلاص يا ادهم اهدا احنا هنتصرف .
أدهم : بتقول ايه ؟ هنتصرف ازاي ؟؟
نادر : تعالي بس وانا هقولك .

ينصرف ادهم معه جانبا ويسأله : ايه اللي انت قولته ده يا نادر ؟؟
نادر : هو فعلا معاه حق يا ادهم . 
ادهم : يعني ايه ؟
نادر : انا هتصرف وهجهزلها أوراق شخصية لحد ما تفوق من الغيبوبة .
أدهم : اوراق مزورة ؟؟؟
نادر : يا عم ادهم مش تزوير ولا حاجة دي بس علشان نخلص من الموقف ده والبنت تكمل علاجها ، وبعد ما تخرج من المستشفي كل الاوراق دي هتتقطع .
يستمع مدير المستشفي لما قاله نادر فيقول لأدهم : وافق يا ادهم بيه اللي قاله الاستاذ نادر صح وأحنا هنثبتها في الدفاتر عادي وكأنها اوراق حقيقية .
ينظر نادر الي مدير المستشفي بغضب ثم ينظر لنادر صديقه ويقول له : طيب يا نادر بس بسرعة اوي ارجوك .
نادر : حاضر يا ادهم ، قولي صحيح عايز اسمها ايه في الاوراق ؟؟
أدهم : أي اسم ، هيفرق في ايه يعني !!
ثم يصمت ادهم متذكرا شكلها الملائكي وملامحها الفاتنة ليقول له ملاك ، اكتب اسمها ملاك .
نادر : طيب أنا هسيبك دلوقتي وهخلص الأوراق كلها بسرعة .
أدهم : في أسرع وقت يا نادر .

مر يومين ولم تزل الفتاه حتي الآن في غيبوبة !!! وقام نادر بتجهيز جميع الأوراق باسم ملاك واعطاها لأدهم .
نادر : الاوراق كلها معاك اهي يا ادهم ، اديهالهم في المستشفي وحاول تخلص نفسك وترجع علشان تشوف شغلك وحياتك .
أدهم : أنا مش هرجع اسكندرية الا لما اطمن علي البنت دي وأشوفها عايشة قدامي وبتتكلم .
نادر : اللي تشوفه يا أدهم ، طيب أنا هسيبك وأرجع اسكندرية ولو فيه اي حاجة كلمني في اي وقت صبح او ليل .

أدهم يجلس خارج غرفة الفتاة وفجأة تخرج الممرضة مسرعة تنادي الطبيب الذي يأتي مسرعا فيدخل ادهم معه غرفتها فيقول له الطبيب : بعد اذنك يا أدهم بيه أتفضل أخرج بره دلوقتي .
أدهم : مقدرش اسيبها واخرج الا لما أطمن .
الطبيب :  انت كده ممكن تضرها ، لو سمحت أخرج برا دلوقتي .
يخرج أدهم من الغرفة ويبدو عليه التوتر و القلق الشديد .
وبعد عشر دقائق يخرج الطبيب ويرى أدهم الذي كاد القلق أن يفتك به .
الطبيب : أدهم بيه عاوز حضرتك في المكتب شوية .
أدهم " بقلق " :  حصلها حاجة ؟؟
الطبيب : متقلقش يا أدهم  بيه هي بقيت كويسة .

يدخل أدهم مع الطبيب الي مكتبه...

أدهم : خير يا دكتور ؟؟
الطبيب : هي دلوقتي محتاجة عملية تانية ضروري وفي اسرع وقت .
أدهم : عملية تانية ازاي ؟ مش لسه عاملها عملية النهاردة ؟؟
الطبيب : العملية الأولي كانت لأنقاذها مش أكتر ، لكن علشان تفوق من الغييوبة وترجعلها وظائفها الحيوية تاني لازم عملية تانية وفي أسرع وقت .
أدهم : ولو مش عملت العملية التانية ؟
الطبيب : هيكون في خطر علي حياتها .
أدهم " بغضب " : طب ما تعمل العملية يا دكتور  ، مستني ايه ؟؟
الطبيب : لازم توقيع ولي أمرها .
أدهم " باستنكار " : نعم !!! يعني ايه ؟
الطبيب : حضرتك دي عملية دقيقة جدا في المخ ولازم توقيع ولي أمرها علشان لا قدر الله لو العملية فشلت ممكن يكون لها تأثير سلبي عليها وهتبقي مسئولية كبيرة علي المستشفي .
أدهم : هي العملية ممكن تفشل ؟؟
الطبيب : ان شاء الله العملية هتنجح لكن دي احترازات و اجراءات قانونية لازمة ، وبفكر حضرتك لو معملتش العملية في أسرع وقت ممكن البنت دي تفقد حياتها !!!
أدهم : يعني لازم توقيع ولي أمرها ؟  مينفعش انا أوقع ؟
الدكتور للأسف لا يا أدهم بيه لازم يكون فيه صلة قرابه بالمړيضة .

يخرج أدهم من غرفة الطبيب وهو يفكر في تلك الورطة !!!
يقول أدهم  لنفسه بشرود : هعمل ايه دلوقتي ازاي اعرف أهلها ؟؟ انا لازم أتصرف البنت دي لو حصلها حاجه انا مش هسامح نفسي ابدا !!!
ليمر عليه أكثر من ساعة وهو مستغرق  في تفكيره .
ثم يتصل بصديقه نادر  ....

أدهم : نادر .
نادر  : ايه يا أدهم ، انت لسه مرجعتش  لحد دلوقتي ليه ؟؟ هي البنت بتاعت الحادثة لسه مش فاقت من الغيبوبة ؟؟
أدهم : لا لسه واسمعني كويس انت لازم تيجيلي تاني بسرعة عايز اتكلم معاك في موضوع مهم .
نادر : اتكلم يا أدهم ، فيه حاجة حصلت ؟ البنت حصلها حاجة ؟؟
أدهم " بعصبية " : لأ محصلهاش حاجة ،  لما تيجي هقولك ، يلا عايزك تيجي في أسرع وقت .
نادر : حاضر يا ادهم ، اهدا بس وانا هجيلك مسافة الطريق ، سلام .

بعد ساعتين  يأتي نادر ويتصل بأدهم ويقابله في المستشفي .
نادر : ايه يا عم قلقتني حصل ايه ؟؟

يحكي له أدهم كل كلام الطبيب مدير المستشفي ...

نادر : اوووف !!! طب وبعدين هتعمل ايه دلوقتي يا ادهم ؟
أدهم : أومال انا قولتلك تيجي عشان ايه ؟
نادر طيب تعالي نقعد في أي مكان ونفكر بهدوء ونشوف هنخرجك من الورطة دي ازاي يا ادهم ؟؟

يذهبا الي احد الكافيهات ويجلسان يتناولان القهوة .....
نادر : خلينا نفكر بهدوء يا ادهم .
أدهم بسخرية : اتفضل يا عم الرايق .
نادر : هو انت لك نفس تتريق ؟!
ينظر له ادهم بغضب فيخاف نادر من مظهره ويقول : خلاص يا أدهم انا هسكت خالص ومش هتكلم !!
يسود جو من الصمت لعدة دقائق ثم يقول نادر بصوت عال  : وجدتها .
ادهم : هي ايه دي بقي اللي وجدتها ؟؟ أكتشفت سر الجاذبية حضرتك ؟؟!!

نادر : لا يا خفيف اكتشفت حل للورطة اللي انت فيها....انا عرفت ازاي هنجيب توقيع ولي أمرها .
أدهم : أتكلم بسرعة قول ازاي وهنعمل ايه .
يصمت قليلا ثم يقول : هنجيب توقيع  جوزها !!!
ادهم بتعجب : جوزها !!! جوزها مين ؟؟؟
نادر : انت .
ينظر أدهم بتعجب !!!!! ثم يقول : نعم !! ده اللي هو ازاي يعني ؟!!
نادر : اهدا بس يا أدهم أنا هفهمك !! انت  دلوقتي متعرفش عنها حاجة حتي اسمها فاكيد مش هنعرف مين أهلها و طالما عملنا ليها أوراق شخصية باسم ملاك لحد ما تفوق ونعرف هي مين وانت لسه قايل أن العملية لازم تتعمل بسرعة وإلا ممكن يحصلها حاجة فأنت هتاخذ بصمتها علي أوراق زواج قانونية و بالتالي انت هتكون جوزها وليك الحق في التوقيع علي اقرار العملية .
أدهم : وازاي هنعمل كده ؟؟ وافرض طلعت متجوزة بجد ؟
نادر : واحنا مالنا يا أدهم هو انت هتتجوزها بجد  !! انت هتعمل كدا عشان العملية بس وبعد ما البنت تفوق هنقطع كل الاوراق دي وترجع هي لحياتها الطبيعية تاني ، اية رأيك ؟؟
أدهم : مش عارف يا نادر .
نادر : براحتك بس خليك فاكر كلام الدكتور أن كل دقيقة خطړ علي حياتها !!! انا همشي دلوقتي وهاجي بكره عشان أعرف قررت تعمل ايه .

يرحل نادر ويترك أدهم يفكر ، وبعد تفكير طويل اتصل أدهم بنادر......
أدهم  :  انا موافق علي اقتراحك يا نادر  .
نادر : تمام يا ادهم ،  أنا هروح للمأذون وأجهز الأوراق و هتبقي واقفة بس علي بصمة البنت عليها .
أدهم : ماشي بس بسرعة عشان العملية تتعمل في أسرع وقت .
نادر : ساعتين بالكتير وهتكون كل الاوراق عندك ، سلام .

ينهي مكالمتة مع نادر  ويظل يفكر بملاك .
وبالفعل يأتي نادر في صباح اليوم التالي الي أدهم ....
نادر  : أدهم انا جهزت الأوراق ، يلا بسرعة أدخل خد بصمتها .
أدهم : حاضر .
يدخل أدهم الي غرفتها ويقف ينظر إلى وجهها الملائكي يقول : معلش سامحيني بقي في اللي بعمله ده لكن انا بعمله لمصلحتك وربنا اللي شاهد .
وياخد بصمتها علي الأوراق لتصبح ملاك زوجة أدهم رسميا !!!!

وبعد عدة ساعات ...
يقف ادهم خارج غرفة العمليات ينتظر ومعه نادر لتمضي عدة ساعات في توتر وقلق ، فمازال أدهم يشعر بالمسئولية عما حدث لهذه الفتاة البريئة ، ولن يهدأ له بال الا حينما يطمئن عليها تماما  .
ثم يخرج الدكتور من غرفة العمليات .
أدهم : خير يا دكتور ، طمني هي كويسة ؟؟ العملية نجحت ؟؟
الطبيب : الحمد لله يا ادهم بيه العملية نجحت وان شاء الله هتفوق خلال وقت قليل .

ملاك الأدهم ( للكاتب عادل عبد الله )

الحلقة الثانية 

وبعد العملية بيومين 

ظل أدهم يجلس علي مقعد بجوار سرير ملاك طيلة يومين ، وفجأة يلاحظ أن يدها بدأت تتحرك قليلا  .
ينتبة لها أدهم : الحمد لله شكلها بدأت تفوق .
ثم ترتعش جفون عيونها قبل أن تفتحها ببطئ شديد .
يرى أدهم لون عينيها الأزرق كلون السماء او ربما لون بحر كتب عليه أن   يغرق فيه !!
يدق قلبه لها بشدة ويستغرق في تأملها ثم ينتبة لصوتها الرقيق وهي تسأله بصوتها الناعم المنخفض : انا فين ؟
أدهم " يبتسم " : انتي كويسه .
ملاك " بصوت منخفض جدا " : انت مين ؟
أدهم وهو يخرج خارج الغرفة سريعا : 
ثواني هنادي الدكتور .
يخرج أدهم ثم يعود ومعه الطبيب الذي اخذ يفحص ملاك ...
الطبيب بابتسامة : تمام ، حمد لله على سلامتك .
ملاك : الله يسلمك أنا حصلي ايه ؟
الطبيب : أنتي كويسة الحمد لله ،  قوليلي بقي انتي اسمك ايه ؟
لتقطب جبهتها ويبدو عليها الألم ثم تقول : مش فاكرة !!!
ينظر لها أدهم في ذهول تااام  من أثر الصدمه !!!!
ثم ينتبة لها وهي تمسك برأسها متألمة .
ملاك : اه .. اه رأسي بتوجعني اوي .
ادهم : انتي كويسة ؟؟
فيظهر عليها الألم بصورة أكبر : اااااه رأسي... راسي بتوجعني اوي ، مش قادرة .
يلتفت أدهم للطبيب : أنت واقف بتتفرج عليها ؟ ما تعمل حاجة بدل ما انت واقف كده !!!
الطبيب يأتي بحقنة مهدئة سريعا ، وبعد أن يحقنها بها تهدأ ملاك ثم تعود للنوم مرة أخري .

أدهم " بعصبية" : انا مش فاهم حاجة يا دكتور !! هو فيه ايه بالضبط ؟؟!
الطبيب : اهدي يا أدهم بيه .
أدهم : اهدي ازاي ؟ دي مش فاكره اسمها !!!
الطبيب : دا كان متوقع يا أدهم بيه ، أنا قلت لحضرتك أن أصابتها كانت شديدة جدا في الرأس وبالتالي كان فيه أحتمال كبير يحصلها فقدان ذاكرة .
أدهم : فقدان ذاكرة !!!! وهترجعلها الذاكرة أمتي بقي ؟؟
: مش كل الحالات بتكون متشابهة ،  ممكن بعد أسبوع او اتنين وممكن شهر  أو حتي سنة وفيه حالات مش بترجعلها ذاكرتها تاني ابدا وممكن تكمل حياتها ناسية كل ماضيها  !!!!!
يقول الطبيب كلماته تلك ثم ينصرف ، بينما يقف أدهم ليقول لنفسه : اعمل ايه دلوقتي في الورطة دي ؟؟ ده معني كده انها لما تخرج من المستشفي مش هتعرف ترجع بيتها ، يعني هتبقي في الشارع !!!!!

في مدينة الاسكندرية حيث تعيش عائلة أدهم الفيومي ...

في فيلا كبيرة تبدو من الخارج كقصر اسطوري لشدة جمالها وفخامتها .

هيا بنا  نتعرف علي عائلة ادهم الفيومي .....

عائلة  الفيومي

الجد سليمان الفيومي : رجل سبعيني ذو حكمة وهيبة كبيرة ، وهو كبير العائلة ، طيب حنون ولكنه صارم في قراراته  ، ولديه ولدين عامر و محمود يعيشان معه في نفس القصر .

عامر الفيومي ( أبو أدهم ) : الابن الاكبر لسليمان الفيومي ٥٤ سنة  متزوج من هاجر ولديه أربعة أبناء أكبرهم هو أدهم وبعده نور وزياد ونانسي ، يحب أبناؤه وزوجته جدا فهو زوج مثالي وأب حنون .

هاجر ( ام أدهم ) : ٥١ سنة ، زوجة عامر وهي أم حنونة تحب ابنائها جدا ، حياتها كلها تتلخص في زوجها وأبنائها أدهم ونور وزياد ونانسي .

أدهم الفيومي  ( بطل روايتنا ) : وهو الابن الأكبر لعامر الفيومي وتعرفنا عليه في بداية الرواية .

نور الفيومي : الابن الثاني لعامر 28 سنه  متزوج من تمارا ابنة عمه ولديه منها بنت صغيرة ، طيب القلب ويعمل بالتدريس في الجامعة بعيدا عن تجارة واعمال العائلة .

زياد الفيومي : الابن الثالث 26 سنة حاصل علي بكالوريوس تجارة طويل وسيم ذو جسد رياضي ، وكثير العلاقات العاطفية .

نانسي الفيومي : الابنة 20 سنة جامعية  جميلة طيبة مرحة وهي أصغر أبناء عامر الفيومي و مازالت تدرس في كلية التجارة . 

اما الأبن التاني لسليمان الفيومي  محمود الفيومي .....

محمود الفيومي : الابن الثاني لسليمان الفيومي  ٥٢ سنة و الأخ الوحيد لعامر ، أرمل ويعيش مع أبناؤه عمر وتمارا وشيرين ين في نفس قصر العائلة .

عمر الفيومي : 27 سنة الابن الأكبر لمحمود الفيومي وهو شاب وسيم ويحب نانسي ابنة عمه منذ الصغر ولكنه لم يبوح لها بحبه حتي الان .

تمارا الفيومي : 25 سنه الابنة الثانية لمحمود الفيومي جميله وطيبة جدا وهي زوجة نور ابن عمها و تحبه جدا .

شيرين الفيومي : 23 سنه وهي فتاه جميله ولكنها مادية و انانيه جدا وتريد أن تتزوج بأدهم ابن عمها ولكنه يتجاهلها  لانه غير مهتم بالزواج والامور العاطفية .

داخل فيلا الفيومي 

الفيلا تبدو من الداخل كقصر من قصور العصور الوسطي ، بمجرد دخولك من باب القصر تجد بهو كبير عال السقف ، تزين سقف البهو العديد من نجف الكريستال الذي يبدو كتحف فنية بينما حوائط البهو عليها العديد من اللوحات الفنية لدافنشي وفان جوخ محاطة ببراويز من الذهب والاثاث يبدو أنه اوربي الطابع ، وفي نهاية البهو يوجد درج  داخلي يصعد الي الطابق العلوي للقصر حيث غرف نوم العائلة .

الأم " هاجر " : أنا نفسي أعرف سبب تأخيره بالشكل ده ؟؟ ده حتي مفيش منه تليفون يطمني ويقولي بيعمل ايه هناك أو هيرجع أمتي !!!!
 نور : أهدي يا ماما أعصابك ، كده الضغط هيعلي عليكي .
الأم : اهدا ايه وزفت ايه ، أنا  قلبي مش مطمن علي أخوكم وحاسة انه في مشكلة كبيرة ومش عايز يتكلم .
زياد : مفيش مشكلة ولا حاجة أكيد أدهم عنده شغل كتير وده سبب تأخيره ، وعموما الغايب حجته معاه .
الأم :  انا مش مطمنه عليه وهو هناك كده ومش عارفة عنه حاجة !!
نور : خلاص يا ست الكل اتصلي انتي عليه واطمني ، ولا أقولك تحبي أسافرله أنا أشوفه أتأخر ليه ؟؟
الأم : لأ متسافرش خلاص أنا هتصل به .

تدخل فجأه عليهم نانسي عائدة من الجامعة وتسألها : ايه يا ست الكل فيه ايه ؟ فيه حد مزعلك ولا ايه ؟
الأم : مفيش حاجة يا حبيبة ماما ، روحي يلا غيري هدومك وتعالي  علشان نتغدا مع بعض .
: أنا فعلا جعانة جدااا ، هطلع اغير هدومي وأنزلكم حالا .

في المستشفى

يدخل أدهم غرفة ملاك ويجدها تبكي بشده والممرضات والطبيب حولها يحاولون تهدئتها وتبدو هي وكأنها منهارة !!!
 يسرع نحوها أدهم ويسألها بقلق : في ايه ؟ مالك ؟ 
تتوقف ملاك عن البكاء قليلا ثم أشارت  اليه أقترب ، أدهم أقترب نحوها بتعجب واذا بها ترتمي بين ذراعيه و تبكي كالأطفال !!!
تعجب أدهم ولكنه لم يشعر بنفسه الا وهو يضمھا و يمسح علي شعرها الناعم المسترسل كالأطفال حتي بدأت تهدأ .
أدهم :  بقيتي كويسة ؟؟
تنظر ملاك إليه بعيناها الزرقاء المليئة بالدموع ...
ملاك " بطفولية " : أنا مش بحبك ، أنت وحش .
أدهم " بتعجب " : ليه ؟!!!
ملاك " ببراءة " : أنت ليه سبتني لوحدي هنا ؟ مش انت جوزي والمفروض تفضل جنبي !!! ليه مشيت وسبتني ؟؟؟
أدهم " متعجبا " : جوزك ؟!! مين اللي  قالك كده ؟؟
ملاك " ببراءة " : الممرضة اللي قالتلي .

أدهم يقول في خاطره " وبعدين في الورطة دي بقي ؟؟ البنت دلوقتي فاكرة اني جوزها بجد !!! وبعدين بقي هعمل ايه ؟؟ ثم يفكر أدهم في أن يخبرها بحقيقة ما حدث و أنه لا يعرفها الا بسبب حادث السيارة ، الا أنه تذكر تحذير الطبيب له أنها لكي تعود الذاكرة لها في أقرب وقت لابد الا تتعرض لأي صدمة من أي نوع !!

تقاطع ملاك تفكيره و تقول : 
انتا مبتردش عليا ليه ؟؟
أدهم : لا أبدا كنت سرحان في حاجة .
ملاك : طب خليك قاعد معايا .
ادهم " يبتسم " : حاضر .
ملاك : أنت أسمك أدهم ؟؟
أدهم : أيوه ، مين اللي قالك ؟ الممرضة بردو ؟
ملاك " بصوتها الناعم " : أيوه ، اسمك حلو اوي يا أدهم .
أدهم : شكرا يا ملاك ، أنتي كمان اسمك حلو اوي .
ملاك : أنا أسمي ملاك ؟
أدهم : أيوه .
ملاك " ببراءة " : أدهم متقوليش يا ملاك ، قولي يا حبيبتي . 
أدهم " بذهول " : نعم !!!
ملاك " ببراءة " : مش انت جوزي حبيبي يعني المفروض تقولي يا حبيبتي مش تناديني باسمي  !! 
أدهم " بضحك " : ماشي يا حبيبتي .
اقتربت ملاك منه وضمته اليها بقوة وهي تبتسم وتبدو عليها السعادة .

يبدو أدهم مصدوما من تصرفها ولا يعرف ماذا يفعل !!!!
دخل الطبيب وطلب توقيع الكشف الطبي عليها .
وحينما اراد أدهم أن يبتعد عنها تمسك ملاك بيديه وهي تقول " بخوف " : اوعي تسيبني وتمشي يا حبيبي .
" لم يكن شكلها الخارجي فقط وجمالها هو ما يجعلها تبدو كالملاك ولكن قلبها البرئ وطيبتها ونقاؤها جعلها تبدو كالملاك حقا !!! "
دق قلب ادهم بشدة وشعر بأن حبها يتسلل الي قلبه !!!
أدهم  يمسح على شعرها بحنان  ويطمئنها : ملاك انا معاكي لكن الدكتور لازم يكشف عليكي .
ملاك :  حاضر بس هفضل ماسكه ايدك .
أدهم " بابتسامة " :  ماشي يا ستي .

يفحصها الطبيب ثم يسالها عن اسمها وعمرها وبعض الاسئلة الأخري عن شخصيتها .
ظلت ملاك تنظر للطبيب ولأدهم وهي صامتة لا تتكلم !! حتي انها لم تتمالك دموعها وظلت تبكي ببراءة حينما فشلت في الأجابة عن كل اسئلته !!!!!
أدهم : مالك ؟ بتبكي ليه ؟
ملاك " ببراءة " : مش فاكرة أي حاجة .
أدهم : طيب اهدي يا ملاك أنا هفضل جنبك لغاية ما تفتكري كل حاجة .
أدهم " للطبيب " : أرجوك كفاية النهاردة اسئلة يا دكتور .
الطبيب : تمام يا أدهم  بيه نكمل بكره .

ينصرف الطبيب ويجلس أدهم بجوارها علي السرير و يقول لها أدهم : خلاص يا ملاك أهدي بقي .
ملاك " بطفولية " : قولي حبيبتي ،  مش ملاك .
يضحك أدهم : حاضر ، حاضر يا حبيبتي .

بعد عده دقائق و ملاك تحتضنه بقوة تنظر في عيون أدهم وتقول أنا جعانة اوي يا حبيبي .
أدهم " برومانسية غريبة عليه " : حبيبك !! بجد انا حبيبك ؟؟
ملاك تضمه اليها بقوة : أيوه أنت حبيبي علشان أنت جوزي الجميل أوي وأنا بحبك اوي أوي .

يضممها أدهم بقوة اليه فتنظر له وتقول : يلا بقي هاتلي أكل  بسرعه وهاتلي شيكولاتة .
أدهم  يضحك : حاضر هجيبلك الأكل و شيكولاتة كمان يا ستي .
ذهب أدهم و بعد قليل عاد ومعه الطعام والشيكولاتة وجلس يأكل معها .

وبعد الأنتهاء من الطعام قالت ملاك :  عايزه انام بقي .
أدهم : طيب يا حبيبتي نامي ، أنتي فعلا محتاجة تنامي علشان لسه تعبانة .

تمسك يده بكلتا يدها وتضغط عليها بقوة !!!
أدهم "  باستغراب " : مالك  يا حبيبتي ؟ فيه ايه ؟
ملاك : انا عايزاك جنبي وأنا نايمة اوعي تسيبني وتمشي ؟؟
أدهم : متخافيش مش همشي .
ملاك : خليك ماسك ايدي عشان انام وأنا مطمنة ومش خايفة .
أدهم : بس كده يا حبيبتي ...
ملاك "  بنعاس " : يلا بقي عايزه انام والنبي يا أدهومتي .
أدهم : أدهومتي !!!
ملاك : أيوه طبعا مش أنت جوزي حبيبي ولازم أدلعك .
أدهم " يبتسم " : طيب نامي يا قلب ادهم  
تعليقات



<>