
رواية نبضات لا تعرف المستحيل بقلم اميرة احمد
رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل التاسع والعشرون29 بقلم اميرة احمد
خرجت نور من الحمام بتوتر بدي ملحوظ عليها... اتجهت نحو زياد الذي كان يجلس يشاهد التليفزيون ، جلست إلي جواره وهتفت بارتباك وهي تحمل شيئا صغيرا في يدها لا يكاد يتبين ماهيته: زياد... أنا حامل.
ضحك زياد بخفة وهو يأخذ اختبار الحمل من يدها: مش كبرنا علي المقالب دي يا نور؟
ترقرقت دمعة في عينيها وقالت بصوت مختنق: ده مش مقلب يا زياد... انا حامل بجد.... بقالي شوية تعبانة وبحس بدوخة ومغص وبأصحي الصبح نفسي غامة عليا وبرجع... عملت اختبار وطلع إيجابي.
صمت زياد يتأملها للحظات، ثم أطلق ضحكة عالية، واقترب منها يضمها إلى صدره وعلامات السعادة بادية علي وجهه وهتف: مبروك يا حبيبتي.... أنتي مش متخيلة انا فرحان قد ايه؟
بكت نور بين ذراعيه وهمست: انت فرحان يا زياد.... الولاد هيقولوا علينا ايه... نخلف واحنا في السن ده.
زياد: وايه المشكلة السن ده... عادي ناس كتير بتخلف في سننا وأكبر مننا كمان..... بعدين البيبي اللي هييجي ده هيبقي الكريزة اللي تتحط فوق التورتة.
ضحكت نور من بين دموعها: والله أنت فايق يا زياد.
ضحك زياد بسعادة: استني بس لما أكلم طارق واقوله.... علشان يبقي يقولي انت عجزت تاني.
نور: تقول لطارق ايه بس؟ انت هتفضحنا يا زياد.
زياد: فضيحة ايه بس يا حبيبتي....هو احنا بنعمل حاجة عيب ولا حرام.
صمتت نور ونظرت إليه بسعادة: والله يا زياد فرحتك عندي دي بالدنيا بس انا خايفة، مش عارفة الولاد هيتقبلوا الموضوع ازاي... مش عارفة أصلا هنقولهم ايه.
زم زياد شفتيه وقال: يتقبلوا زي ما يتقبلوا.... كل واحد فيهم عنده بيته وحياته ودي حياتنا واحنا حرين فيها.
نظرت إليه نور بعينين يملئهم القلق وهمست: هنعيش لحد اما نربيه يا زياد؟
اطرق زياد برأسه قليلا كأنه يفكر في كلمات مناسبة، ثم رفع رأسه إليها وقال والابتسامة مرسومة على وجهه: عادي يا حبيبتي هنعيش ونربيه و نجيبله أخوات تانيين كمان.
ضحكت نور على كلماته، فامسك الهاتف وقال: تعالي نكلم الولاد نقولهم.
نور: بس هتقولهم انت يا زياد انا هاتكسف.
زياد: ماشي يا نونو حاضر.
أتصل زياد بحياة فاجابت سريعا وهي تهتف: وحشتني أوي يا بابا... اخبارك ايه وصحتك عاملة ايه؟
ضحك زياد: صحتي بمب والحمدلله... استني هاتصل بيوسف أدخله معانا في المكالمة علشان عاوز اقولكوا حاجة مهمة انا وماما.
انتظرت حياة حتي أتصل بيوسف... وقال زياد بنبرة واثقة: انا وماما عندنا خبر عاوزين نقولكوا عليه.
هتفت حياة في قلق: خير يا بابا انتوا كويسين؟
قال زياد بنبرة جادة هادئة، بينما جلست نور إلي جواره مطرقة رأسها: في أخ او اخت ليكوا جاي في السكة.
ضحك يوسف بخفة: بابا بطل هزار و الله قلقتنا عليكوا بجد.
زياد: انا مبهزرش يا يوسف.... ماما حامل بجد.
صاحت حياة بضيق: يعني ايه يا بابا؟؟... ازاي حامل في السن ده أصلا؟... هو احنا نسيبكوا كام شهر تعملوا كده.
بينما هتف يوسف بسعادة: بجد يا باب... ألف مبروك... طول عمري نفسي تجيبولي أخ صغير كده.
صاحت حياة: بطل هبل يا يوسف..... أنت فرحان؟!
يوسف بسعادة واضحه علي صوته: اه طبعا فرحان... ايه هيضايقني.
قالت حياة بضيق واضح على نبرتها: انت فاهم يا يوسف ان البيبي اللي هييجي ده لو ولد هيدخلك الجيش.... هتسيب بيتك وحياتك وشغلك ومراتك وتدخل الجيش؟
ضحك يوسف بخفة: اااه... انا مفكرتش في الموضوع ده... بس ان شاء الله يطلع البيبي بنت... هو انت صحيح يا بابا عاوز ولد ولا بنت.
ضحك زياد: انا عاوز بنت طبعاا.
يوسف: وانتي يا ماما؟
، ضحكت نور بخفة: بصراحة... انا عاوزة ولد.
يوسف: وانتي يا حياة؟
صاحت حياة بنبرة عالية مليئة بالجدية: جماعة انا بجد مش قادرة أفهم انتوا فرحانين علي ايه؟ دي مصيبة.... انتوا فاهمين خطورة ان ماما تبقي حامل وهي في السن ده؟
قال زياد بهدوء: احنا ان شاء الله هنروح للدكتور ونطمن عليها وعلي صحتها واللي الدكتور يقول عليه هنعمله.
هتف يوسف بسعادة: ماما ... قوليلي هتروحي للدكتور امتي وانا هاخد إجازة من الشغل واجي أوديكي بنفسي.
صاحت حياة بضيق: يوسف لو عايز بيبي أوي كده هات بيبي انت ولارا.... انت فاهم ان حياة ماما في خطر بسبب البيبي ده؟
تنهد زياد: حياة... ان شاء الله مفيش حاجة... الكلام اللي بتقوليه ده يقلق ماما أكتر... والمفروض اننا منزعلهاش الفترة دي ونخلي بالنا منها.
حياة: بابا معلش انا مضطرة اقفل علشان فارس زمانه جاي من الشغل.
أغلقت حياة الهاتف والقته إلي جوارها.... جلست بعينين شاردتين والحزن يخيم عليها، حتي انها لم تشعر بفارس حين عاد من عمله، دخل فارس وجدها بحالة الشرود هذه فجلس إلي جوارها وهتف باسمها.... انتفضت حياة، نظر فارس للحزن الكامن في مقلتيها وهمس: مالك يا حبيبتي... ايه مزعلك كده؟
رفعت حياة عينيها بألم وهمست بنبرة باكية: ماما حامل يا فارس.
لم يستطع فارس ان يمنع ضحكة عالية فلتت منه، لكنه سرعان ما ابتلعها حين وجد نظرات نارية من حياة... حاول ان يتكلم بنبرة جادة وقال: طيب وايه يزعلك في كده يا حبيبتي؟
حياة: قلقانة عليها.... مش حلو تبقي حامل في السن ده.
أمسك فارس بذقنها يدير وجهها ليصبح في مواجهته ونظر إلي عمق عينيها وقال: لأ يا حياة أنتي مش قلقانة علي مامتك.... ايه السبب الحقيقي اللي مخليكي زعلانة كده.
أرخت حياة جفونها وقالت بدمعة تلمع داخل مقلتيها: فارس... المفروض انا اللي ابقي حامل مش هي.
ضحك فارس بخفة وضمها إلي صدره: وده اللي مزعلك أوي كده..... احنا لسة بنبتدي حياتنا... متجوزين بقالنا كام شهر بس.... عادي مش متأخرين.
أغمضت عينيها وهي تسند برأسها فوق صدره وقالت: بس أنا نفسي أبقي أم اوي.
وضع فارس قبلة رقيقة فوق جبينها وهمس: ان شاء الله يا حبيبتي بس لسة بدري.
تمتمت حياة بتردد: طيب تعالي نروح لدكتور نشوف سبب التأخير ايه.
ربت فارس علي رأسها وقال: حبيبتي أحنا مش متأخرين.... لسة بدرى.. بعدين أطفال دلوقتي صعب احنا لسة بنبتدي حياتنا هنا.
صمت فارس قليلا ثم أردف ضاحكا: بعدين كفاية يا حبيبتي البيبي اللي هتجيبه مامتك.
وكزته حياة في كتفه وصاحت: يعني لو كانت مامتك اللي حامل كنت هتضحك كده؟
ضحك فارس بشدة وهتف: مش عارف بصراحة بس انا شايف الموضوع بسيط وانتي مكبراه يا حياتي.
نظرت له حياة بعين حزينة ولم تعقب.
فارس: طيب انتوا متأكدين انها حامل أصلا؟
حياة: بتقول عملت اختبار حمل وطلع إيجابي.
صمت فارس للحظات ثم قال: انتي عارفة في السن ده الحمل مش سهل كده.... الأحسن تروح لدكتور تتأكد.
حياة: بابا بيقول هيحجزوا ويروحوا للدكتور.
--------------------------------------
علي الرغم من القلق والخوف الذي كان يعانيه يوسف حين علم بحمل والدته، إلا ان سعادته بالخبر كانت أكبر...حاول ان يكن في رعايتها طوال الأيام المنقضية، حتى أنه أصر ان يذهب معها إلي الطبيب للاطمئنان علي صحتها... ذهب ثلاثتهم عند الطبيب... لكن همست نور بخجل ليوسف قبل ان تدخل غرفة الكشف: خليك أنت هنا.
انصاع يوسف لرغبتها وانتظرهم بالخارج، وفي غرفة الكشف بعد ان استمع الطبيب للأعراض التي تعاني منها نور، وقام بالكشف عليها..... جلس خلف مكتبه، وخلعت نظارته الطبية وقال بنبرة جادة: مدام نور مين اللي قال لحضرتك أنك حامل؟
نظرت له نور بعدم فهم، بينما هتف زياد: عملنا تحليل يا دكتور وطلع إيجابي.
الطبيب: بس للأسف مفيش كيس حمل.
نور: يعني أيه؟
الطبيب: يعني حضرتك مش حامل.
هتف زياد بتعجب: طيب وليه يا دكتور التحليل كان إيجابي... وهي كمان عندها كل اعراض الحمل.
نظر الطبيب في بعض الأوراق امامه، وقال: تحليل الحمل الإيجابي مع عدم وجود كيس للحمل بيبقي ممكن دليل على حاجات كتير.... هنحتاج المدام بس تعمل التحاليل و الاشعة دي و تجيلي تاني.
بوجه قلق ويد مرتعشة شكر زياد الطبيب وانصرف، يضع يده علي كتف نور التي كانت في حالة صدمة، خرجت معه من غرفة الكشف وقابلهم يوسف بابتسامة وصاح بسعادة: ها يا بابا طمني... ولد ولا بنت.
اخفضت نور جفنيها وسقطت منها دمعة، بينما قال زياد بنبرة محبطة: ماما مطلعتش حامل يا يوسف.
اتسعت حدقتي يوسف وصاح: يعني ايه؟ طيب ماما كويسة؟؟
زياد: مش عارفين لسة.... الدكتور طلب منها اشعة بالصبغة وتحاليل.
نظر يوسف الي والدته بحنان، واقترب منها وضمها إلي صدره وقال: متخافيش يا ماما ان شاء الله مفيش حاجة.
رفعت نور عينيها الدامعتين وهمست بصوت بالكاد مسموع: ان شاء الله.
عاد يوسف إلي منزله بعد ان أوصل والديه إلي المنزل.... دخل لي منزله بوجه متجهم وقلب قلق.... صاحت لارا عندما وجدته مقبل عليها بهذه الهيئة: مالك يا يوسف في ايه حصل؟
ألقى يوسف بنفسه بين ذراعيها وهمس: ماما مش حامل.
دارت لارا بعينيها ثم هتفت: ودي حاجة مخلياك متضايق أوي كده؟
زفر يوسف زفرة حارة وقال: ماما تعبانة يا لارا.... الدكتور طلب اشعة وتحاليل.......انا دورت علي الانترنت ولقيت ان احتمال يكون عندها حاجة وحشة.
ربتت لارا على ذراعيه بحنان وقالت: بعد الشر يا يوسف.... عادي ممكن يكون عندها لغبطة هرمونات بس.
يوسف: يارب يا لارا.
--------------------------------------
فتحت جميلة باب غرفة المكتب على مالك المنشغل بعمله على الحاسوب... اقتربت منه، دارت خلف مقعده ووضعت بجانبه طبق به قطعة من الكيك، حاوطت عنقه وهمست بالقرب من أذنه: عملت كيك تفاح... اول مرة أعملها... قولي رأيك.
ربت مالك علي كفيها المرخيتين أمام صدره وقال: معلش يا حبيبتي مشغول شوية.
جميلة: طيب دوقها بس.
من شدة تركيزه على الحاسوب امامه لم يسمع كلماتها...
ابتعدت عنه جميلة ببطء ولفت حول مكتبه وهتفت بضيق كان واضح في نبرة صوتها: مالك النهاردة يوم اجازتك.... وانت قاعد هنا بقالك 4 ساعات وسايبني لوحدي.
لم يرفع مالك عينيه من الحاسوب، وقال: عندي حاجات مهمة.... هاخلص واجي اقعد معاكي.
خرجت جميلة من الغرفة بضيق دون ان تتفوه بكلمة.... توجهت إلي غرفة المعيشة... أمسكت بهاتفها تتصفحه دون اهتمام.
بعد عدة دقائق وجدت مالك يقف امامها ويمسك بطبق الكيك في يده وهتف: حلو اوي بس ناقصة سكر.
لم تعيره جميلة أي اهتمام وظلت تتصفح هاتفها المحمول، اقترب منها وجلس إلي جوارها، لف يده حولها وقال: انا اسف... أنتي عارفة ان عندي تسليم مشروع قريب ولازم أخلصه في ميعاده.
لم ترفع عينيها عن الهاتف، جذب التليفون منها بحدة وهتف: كفاية كده... انا باكلمك واراضيكي على فكرة.
رفعت جميلة عينيها بحدة، لكنها قالت بنبرة هادئة: بعاملك زي ما انت بتعاملني.... انت مبقيتش حاسس بوجودي يا مالك.
مالك: ازاي بس تقولي كده..... غصب عنى والله.
رمشت بعينيها وقالت: يعني الكيك عجبتك؟
وضع قبلة رقيقة على وجنتها وهمس: أي حاجة من ايديكي تبقي أكيد حلوة.
ابتسمت جميلة ابتسامة خفيفة، فأردف: طيب أراضيكي ازاي؟ تحبي نخرج؟
لفت جميلة ذراعيها حول عنقه وهمست: مش عاوزة نخرج، عاوزة تقعد معايا علشان انت بتوحشني.
ابتسم مالك: وانتى علي طول وحشاني يا جميلة.... أنا معاكي اهو مش هاروح في مكان.
------------------------------------
دخل أنس إلي المنزل وهو يتحدث علي الهاتف، ضحك بشدة، لكن خفتت ضحكته حين وقعت عينيه علي ليلي تجلس علي الأريكة تقرأ في كتاب... أنهي مكالمته سريعا، وجلس إلي جوارها، لاحظ نظراتها الحادة له، فابتسم بمكر وقال: في ايه؟
هتفت بضيق وعينيها لازالت معلقة بالكتاب: مين اللي كنت بتضحك معاها أوي كده علي التليفون؟
رفع أنس حاجبة ولازالت ابتسامة ماكرة مرتسمة على وجهه، أقترب منها أكثر، أسند ذقنه فوق كتفها وهمس: ليه؟ غيرانه؟؟
أغلقت الكتاب بحدة، وزفرت وهي تلتفت إليه وصاحت بحدة: انا سألتك سؤال رد عليه!
ضحك بمكر وهو يمرر انامله على وجنتها وهمس: ولو كنت باكلم حد، هتغيري؟
نظرت إليه بحدة ولم تعقب، اقترب منها أكثر.... وجهه في مواجهة وجهها تماما وعينيه مثبتتين على عينيها وقال بنبرة دافئة: معقولة بتغيري؟ ..... كنت فاكر أنك واثقة في نفسك أكتر من كده.
أشاحت بوجهها عنه، أمسك بذقنها يلف وجهها لتواجهه مرة أخري وهمس: بحبها أوي.
ابتلعت ريقها وهتفت بصوت منكسر: مين؟
ابتسم وهو يقترب من اذنها ويهمس: أنتي.
ترقرقت دمعة في عينيها، وتنهدت ببطء، مال ليطبع قبلة رقيقة علي وجنتها همس: وبحبك أكتر وأنتي غيرانة.
ابتعدت عنه وهمست بصوت متحشرج: بجد كنت بتكلم مين؟
قام من مكانه يخلع جاكيت بدلته، وقال ضاحكا وهو يلقي إليها بهاتفه: كنت بكلم مالك.
تركها تجلس واتجه إلي غرفة النوم، لحقت به مسرعة وبدأت تفك أزار قميصه وهمست: اظن من حقي أغير على الحاجة اللي ملكي.
حاوط خصرها بيديه وجذبها إلي صدره وهمس: غيري براحتك يا حبيبتي.
التفت مبتعدة عنه، لكنه جذبها إلي حضنه مرة أخري، يقبلها ليثبت لها أنه ملكها هي فقط.
أسندت ليلي رأسها على صدره العاري..... صدرها يمتلئ برائحة أنس التي اعتادت عليها.... مزيج من عطره ورائحة التبغ التي التصقت به، كان يسند رأسه على قائم السرير وينفث دخان سيجارته في الهواء ببطء.
ابتسمت ليلي وهي تضع رأسها فوق صدره تستمع لدقات قلبه.... ساد الصمت بينهما للحظات، نظر أنس للسقف وهمس: انا مش عارف انا بقيت كده معاكي إزاي؟
رفعت عينيها تنظر إليه للحظة ثم همست: كده ازاي؟
أردف وهو يحرر أخر نفس في سيجارته: ضعيف... معاكي بس .... بحس أني.... بحس أني مليش أي تحكم في نفسي.... بنسي أنا مين.... وببقي عايز أعمل أي حاجة بس أفضل جنبك.
ضحكت ليلي بسخرية: بس الكلام ده مش لايق على واحد مكنش بيطيقني.
لف ذراعه حول كتفها وجذبها إليه أكثر، وضع قبلة حانية على جبهتها وهمس: كنت بحاول أكذب نفسي واهرب منك... ضحكتك، كلامك، شكلك... حتي غلاستك....بس معرفتش أهرب من قلبي.
رفعت عينها إليه وهمست: يعني بتحبني بجد؟
ابتسم لها وقال: انا قلبي محبش واحدة غيرك.... تعرفي أوقات بحس أنك أنتي الوحيدة اللي فاهماني من غير ما أتكلم.... يمكن اول يوم حسيت ده كان في المستشفى يوم عملية مالك.
همست ليلي: عارف.... اقولك على سر.... انا شوفتك في دار الأيتام... اليوم ده لما شوفتك وانت بتلعب مع الأطفال غمضت عنيا وتمنيت أنك تبقي أبو ولادي.
رفع حاجبه باستنكار: انتي شوفتيني ازاي؟ عرفتي ازاي أصلا؟
همست بنبرة دافئة: مش مهم.... كنت هناك صدفة وشوفتك وعنيا طلعت قلوب اول ما شوفتك وسط الأطفال.
همس وهو يضع قبلة رقيقة علي شفتيها: وجع قلبي أنتي يا ليلي.... وأحلي حاجة في حياتي.
ضحكت بخفة: وده مدح ولا ذم؟
همس أنس: ده اعتراف.... اعتراف أني تايه في حبك.
احكم قبضته عليها يضمها إلي صدره ووضع قبلة ممتلئة بالمشاعر بين شفتيها، همست له: مش عايزة أسيب حضنك ابدا.
ضمها إلي صدره أكثر وهمس: ومين قالك أني هاسيبك في يوم تبعدي عن حضني