رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الخامس والعشرون25بقلم جني محمد السمنودي

رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها بقلم جني محمد السمنودي 
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الخامس والعشرون25بقلم جني محمد السمنودي 
قال تعالى وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾

— سورة البقرة 155–156

سلسلة ✧صغيرة إبليس✧

الموسم الثاني ✧لكل منتقم ضحية لا ذنب لها✧ا

الفصل الخامس و العشرون 

نظر إليها قليلا ثم نكس رأسه مجيب إياها "يعني كاعتذار مني عشان عاملتك بأسلوب وحش فحبيت و كمان انتي ام عيالي مش هعمل مشكلة بينا عشان حاجة تافهة زي دي"

ابتسمت بسخرية معقبة على كلماته "ام عيالك يعني مش عشان حبيبتك"

صمت قليلا فتجاهلت هي ما حدث و اتجهت لتجلس جوار طفلتها التي فتحت التلفاز و اخذت تشاهده بالفعل

اتجه هو الاخر ليجلس معهم و ينقضي اليوم هكذا

ربما لم تكن الليلة المثالية لكن على الاقل هو يرى أنها الان تعرف تمسكه بها حتى لوكان من أجل أطفالهم

في تمام الساعة الثالثة و أربعة و أربعين دقيقة فجرا هبطت طائرة آلية من مصر إلى مطار ألمانيا و بالطبع كان راكبها الوحيد هو مارتن فهي طائرة خاصة به فقط

نزل من الطائرة يجر حقيبة كبيرة جدا .....سار في الشوارع يتفقدها الاضواء الكثيرة ...الشوارع المزدحمة و قال محدثا نفسه "كم أحببت جو مصر حقا لكنك في النهاية مطني و الذي سأظل اعشقه لكن هناك من تنتظرني الان و لكن اكذب ..انا اعشقها اكثر منك"

تبسم بهيام ثم سار بسرعة ليجد كل من في طريقه يقابله بالسلام فمعروف في ألمانيا انه ضابط لكن معاملته مع الجميع حسنة عدا اعداءه

بعد قليل كان قد وصل إلى قبرها بدا من الخارج فاخرا بني بعيدا عن البقية نظر اليه باسف و تحدث "و في النهاية المظهر خاظع"

نظر مارتن إلى أشجار الازهار الذي وضعهم رأى إحداهما على يمين القبر مترعرعة بينما الأخرى على يسار القبر ذابلة اقترب منها و ملس عليها بحنان قائلا "و كأن احداكما تعكس جمالها و براحتها بينما الأخرى تعكس ذولي بعد موتها لكن لا تقلقي يا صغيرتي سأسقيك مرة و أخرى و اوصي العامل ان يهتم بك"

قال كلماته ثم اخرج من حقيبته علبة صغيرة جدا و مربعة الشكل اخرج مربعات من المربعات الورقية التي كتب بها رسالته كعادته و وضعه بالنبتة الذابلة ثم اقترب من مكان قريب من القبر و احضر دلو ماء و اخذ يرويهما و تفوه بكلماتك كأن ليا أمامه

"حبيبتي ليا اعلم اني تأخرت هذه المرة فقد كنت آتي في بداية اليوم هذا اليوم الثامن عشر من نوفمبر لن تصدقي كم اكرهه فهو ذكرى مماتك لكن اعتذر إياها كأن كأن من المفترض أن ازورك في منتصف الليل حيث يبدأ هذا اليوم أود أن أخبرك اني استطعت الإمساك بجاكلين و سأقتلها حتما "

صمت قليلا ثم نظر إلى خاتم زواجه منها الذي لا زال يرتدي في يده اليمنى و ابتسم يتخيلها تقف أمامه تستمع إلى حديثه فاكمل

"تعلمين وجدت شخصا متعلقات بحبيبتي مثلي اسر العراقي عاشق ولهان لحبيبته لكن القدر مصمم على تفرقتهما أمامه اسر فمتمسك بها انا حقآ معجب به "

ظل يحدثها و يقص لها مغامراته و قصة اسر و حياة لم يترك شيئا إلا و قاله

بلغت الساعة السابعة صباحا و بالطبع تعرفون من يستيقظ في هذا الميعاد دائما اسر

الذي استيقظ بالفعل و فتح هاتفه ليا رسالة من مارتن يقول بها

"اسر بالطبع ستتفهم موقفي قد سافرت لازور حبيبتي سآتي في العشرين من نوفمبر و جاكلين تحت رقابة مشددة اتمنى ان تتحرك انت ايضا و تمسك بجاك كي ننتهي من هذا الأمر المزعج "

ضحك اسر على اسلوبك مارتن الذي أظهر ضيقه من أمر جاكلين ثم ارسل له رسالة قائلا

"أود لو رآك عاصم فيقول لك...تبا لك أيها اللعين

ثم اكمل اسألها امزح مارتن معك كل الوقت"

اتجه اسر إلى المطبخ ليعد الطعام لهم جميعا و بعد نصف ساعة كأن قد انتهى تناول طعامه في عجلة من أمره ثم ايقظ صغيرته و قال

"حياة صحي ماما يلا و افطروا انا رايح الشغل "

حياة "حاضر يا بابي

لم يتجه هذه المرة إلى الشركة او القسم ظعادته فقد اتجه إلى منزل جنى دق الجرس فإذا بها تتحدث بصوت مرتفع كما عهدها

"ثواني يا عم الحاج"

ضحك بصوت عال ثم اجابها " هتفضل طول عمرك كده صوتك عالي "

فتحت الباب و قالت " اه و ان كان عاجبك و بعدين ايه اللي جابك"

رمقها بصدمة ثم نظر إلى جواد الذي قد جاء خلفها و قال " شوف مراتك بتقول ايه "

جواد " و انا مالي يا باشا مهي اختك "

رفع حاجبيه و علق "معاك حق برضه"

ثم دفعها عن الباب و دخل قائلا "بت انتي متوجعيش دماغي "

ثم اكمل بعد ان دخل " اخبارك ايه يا جواد "

جواد " كله تمام الحمد لله "

ادار الاخر وجهه تجاه جنى قائلا " و انتي ياقردة"

جنى " هعمل نفسي مش واخدة بالي بس عامة انا اللي المفروض اسال مش انت عايزة افهم و بعدين البت حياة قاعدة معاك ليه و انت مطلقها"

اسر"بصي هو موال طويل نهايته ان انا و حياة حصل بينا مشاكل و طلقتها و رديتها زي ما شوفتي كده و الموضوع انتهى و انا و هي دلوقتي عايشين مع بعض بس تحسي ان كل واحد في وادي "

جنى " انتوا أغرب اتنين بيحبوا بعض انا شفتهم في حياتي علفكرة معرفش انتوا بتحبوا بعض ازاي "

اسر "ايا كان يعني المهم كنت جايلكم في طلب"

جواد "قول يا اسر و انا اعمل اللي اقدر عليه ""

اسر "انا كلها فترة قصيرة و هسافر أمريكا عايز عينكم على حياة و الشركة مش عايز الشغل يقع ولا عايز حياة تتعب "

جنى "بس كده اعتبره حصل"

جلس اسر مدة قليلة معهم ثم غادر متجها إلى عاصم الذي قد هاتفه ليخبره انه في انتظاره

دخل اسر إلى عاصم فوجده يتحدث في الهاتف بصوت عال باللغة الألمانية دون التراث لكونه في المشفى

نظر اليه اسر بتعجب و قال "صوتك يا استاذ "

رمقه عاصم بغضب و اكمل حديثا في الهاتف و بعد ان أنهى المكالمة اقترب من اسر بغضب و تحدث

"يعني تعرف ان مارتن سافرت و لوحده و تسيبه كل مرة كنت بتاكد ان معاه حد عشان هو بيقلب خالص في الأيام دي و انت عرفت و سكت "

اسر "و انا كنت هعرف و بعدين انت كنت بتزعقله ليه سيبه يقضي وقته هنام معاها بطريقته"

عاصم "اه عامل انت فيها بقى الحبيب اللي مفيش منه "

اسر "و ده مثال على دكتور نفسي هو نفسه مش عارف يتحكم في نفسه"

ضحك عاصم و عقب "طيب مش كفاية نفةس بقى ...كنت عايز ايه "

اسر "انا ولا انت اللي عايز"

عاصم "بتكلم على الشغل و جاكلين و كده انا عايز اعرف ايه الجديد معاك انت و الست حياة"

.

اسر "لو عل. الشغل انا عايز اعرف مقر جاك و دي شغلة هشام ....بالنسبة لحياة بقى معرفش انا باجي اظبط الدنيا ببوظها "

عاصم"مش مهم المهم عاملها حلو و افضل محافظ على الهدايا و هدوءك و في الاخر خالص ابقى عرفها انك مسافر"

اسر "طيب ماشي و مريم يا عاصم اهم حاجة تخلي بالك منها انا لو قلتلك ان انا بعتبرها بنتي مش هتصدقني بس مريم مهمة عندي"

عاصم "مريم في عيوني متقلقش "

ظلا يتحدثان و يخططان سويا للسفر و الإيقاع

استيقظت حيا على صوت مزعج فإذا بطلتها ممسكة بملعقة و تضرب بها احد الأطباق و ترتدي الطبق الاخر على رأسها

ضحكت على مظهرها ثم قالت "لسة بدري انتي قايمة بدري ليه و بعدين مين هيغسل الطبق اللي على شعرك ده ""

الصغيرة "انتي يا مامي و يلا عشان بابا عمل الاتل قبل ما يمشي و قالي اصحيتي عشان ناتل"

قامت حياة و سارت معها حتى جلست على الطاولة نظرت إلى الطعام بشهية و تحدثت " انا مش فاكرة اخر مرة كان هو اللي عمل الاكل امتى "

بدأتا تتناولان الطعام و بعد مدة قامت حياةو تحدثت "تعالي يلا اغسلي ايدك و بعدين نروح الشركة سوا "

و بعد فترة وجيزة دخلت حياة الشركة و طفلتها تسير ممسكة بيدها لتسقط عين حياة على اسر زوجها يقف يتحدث مع موظفة الاستقبال في الشركة شعرت بالضيق و اقتربت منه لكن الصغيرة كانت هي الأسرع فقد اقتربت منه اسر قائلة

"بابي احنا جينا"

اقترب منها حاملا إياها قائلا "نورتي يا قلب بابي"

تحدثت حياة هي الأخرى " في حاكة مهمة اساعدك فيها ولا ايه "

اسر "لا ابدا انا بس كنت بشوف مين جه الشركة في غيابي و شوية حاجات يعني تخص الشغل"

اتجهوا جميعا إلى مكتب اسر و في الداخل جلس على الكرسي رافعات رأسه إلى السقف بشروك فتحت حياة "بقالنا كتير متكلمناش"

اسر"و في ايه اصلا نتكلم فيه""

حياة "مش شرط حاجة معينة ممكن مثلا هنسمي ابننا او بنتنا اللي جايين ايه"

اسر "صراحة انا بحب اسم بحر و قصيرة جدا لو عاجبتني نختار واحد منهم و لو بنت سميها انتي اللي يعجبك "

حياة"خلاص لو بنت هسيمها ملاك و لو ولد كنت عايزة اسميه عاصي"

اسر "بس كده انتي تأمري يا حياة نسميه عاصي"

أشرق وجهها بحب و أخذا يعملون سويا

وقف جاك في المشفى التي تقبع فيه جاكلين يتفحص شكل الغرف باحثا عن غرفتها فقاطعه احد الممرضين قائلا "حضرتك مين"

اخرج جاك بطاقة من جيبه يعطيه إياها و يجيبه"جاك تبع الشرطة جاي اتابع جاكلين بالنيابة عن مارتن"

ابتسم العامل بدوره بسمة رسمية و أخذه إلى غرفة جاكلين قائلا "مسموح بنص ساعة يا فندم"

هز راسه و دخل الغرفة ثم اخذ يسير ببطئ يلامس بيدها كل شيئ بها ثم اقترب من جاكلين و تحدث "جاكي كيف حالك بالطبع لن اتحدث العربية كي لا يتم الاستماع إلينا ايا يكن ما شعورك"

جاكلين "كيف دخلت مارتن شدد الحراسة "

جاك "انسيتي حضرة الضابط جاك ام ماذا يا فتاة "

جاكلين "حسنا حسنا أود الخروج من هنا قبل أن يأتي مارتن "

جاك "لا تقلقي هوفي ألمانيا الان ذكرى وفاة حبيبته افيقي يا فتاة"

جاكلين "حقا تناسيت الأمر حسنا و الان أود أن اقضي على اسر "
جاك "دعيه لي لكن هيا الان نهرب

تعليقات



<>