رواية كالنار والنار الفصل الثاني2بقلم ولاء عمر


رواية كالنار والنار الفصل الثاني2بقلم ولاء عمر

ــ أبو سيجارة؟

ــ على فكرة أنا ليا اسم، وبعدين إيه أبو سيجارة دي!

رحبت المديرة بيه وأنا باصة لهم بقرف، بعدها سيبتهم دخلت الفصل .

بدأت معاهم ولاحظت بنت صغيرة قاعدة بتعيط، روحت ناحيتها علشان أراضيها وأشوف بتعيط ليه.

فضلت أطبطب عليها لحد ما هديت، بعدين سألتها عن اسمها و أنا ليه حاسة إن فيها ملامح مني وأنا صغيرة؟ أو.. ملامح من مامتي!

سألتها عن اسمها فقالت:
ــ اسمي خديجة.

ــ دموعك أغلى من إنها تنزل يا خديجة، وبعدين بتبكي ليه؟

ــ البنات بيتريقوا على شعري يا ميس .

بصيت على شعرها، كان كيرلي وعسول.

ــ وماله شعرك يا خديجة ما أهو زي العسل، وبعدين إحنا ربنا خلقنا في أحسن شكل واحلى شكل خلق كل حاجة فينا متناسقة سبحان الله وشعرك بجد عسول وأنا لما أروح هعمل نفسك تسريحتك دي عشان عجبتني.

بدأت معاهم وبدأت أشرح وحبيتهم وأتمنى ربنا يزرع في قلبهم حب ليا.

في الفسحة كنت واقفة ساندة على السور وباصة للطريق ومركزة معاه لحد ما شميت ريحة سجاير فبصيت جنبي، أستاذ شادي كان بيني ما بينه مسافة لكن الريحة واصلة لي.

ــ أنت يا بني آدم يعني المفروض تحترم إننا في المدرسة ومعانا أطفال هنا أنت ممكن تضرهم.

ــ معرفش أنتِ طالعة لي في البخت ولا إيه الحكاية، دي تاني مرة تعترضي ليا على سيجارة إيه القرف دا؟

ــ والله ما في قرف غير اللي بتشربه.

ــ أقسم بالله أنا عامل إحترام إنك بنت ومش هينفع أقل أدبي ولا أرد بطريقة مش كويسة معاكي دا أولاً،وثانياً إننا في مكان شغل غير كدا مكنش حصل طيب.

ــ ليه خليه يحصل يا أستاذ.

طفى السيجارة في السور وبعدين رماها.

ــ إيه القرف دا! بتطفيها في السور؟!! مش المفروض ترميها في أي باسكت؟

ــ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أنا ماشي قبل ما أخرج عن شعوري.

بعد ما خلصت وكنت طالعة من المدرسة شوفتها... مهما عدت سنين وفاتت أنا عمري ما هقدر أنسى ملامحها.
شكوكي طلعت صح وخديجة طلعت طلعت بنتها.

وقفت قدامها هي وخديجة، بصت ليا خديجة وابتسمت بفرحة وقالت لها بحماس:
ــ دي ميس ثريا يا ماما، لما شافتني بعيط قالت لي إني أحلى واحدة أنا بحبها.

كانت باصة ليا وأنا واثقة إنها بتحاول تجمع أو... أو وصلت لأنا مين.

ــ ثريا؟ ثريا بنتي؟

الدموع لمعت في عيني بس أنا اللي رفضت إنها تنزل.

رديت عليها وقولت بهدوء وأنا بأكد كلامها:
ــ ثريا بنتك.

كان في نظرة فخر كنت أتمنى أشوفها في كل الأوقات اللي كنت محتاجة أحس إنها جنبي فيها .

ــ مش معقول يا ثريا، كبرتي وبقيتي أستاذة ثريا.

المكسورة ثريا، الموجوعة ثريا
المتسابة 
المهمشة
بس الحمد لله.

ــ تخيلي كبرت فعلاً، لدرجة إني مخدتش منك غير ملامحك اللي حتى خديجة بنتك ورثتها لدرجة إني لاحظت الشبه من قبل حتى ما أعرف.

عدى اربعتاشر سنة على كسرة ثريا اللي كانت ومازالت بتتجدد كل يوم.

ــ أنا فخورة بيكي يا ثريا فخورة ببنتي.

رددت بـ استنكار:
ــ بنتك؟ وفخورة بيا كمان؟! غريبة، أصل حتى قبل ما أنتِ وبابا تطلقوا كنتي سيباني كدا ولا بتدوري عليا، قال فخورة بيا! عامةً اتشرفت بإني شوفت مامت خديجة اللي عمالة تحكي لي عن حنيتها معاها، أصل وأنا صغيرة مدوقتش غير كره من من مامتي.

زعقت:
ــ ثريا.

ــ اتفضلي حضرتك.

ــ عمرك ما هتتعودي تحترمي الأكبر منك.

ــ معلش بقى مكنش عندي أم ولا أب يربوني.

كانت هتزعق تاني بس أنا قولت وأنا ماشية:
ــ استأذنك بقى علشان متأخرة عن معادي.

مشيت علشان أروح السنتر بس كان في لوح إزاز فجأة ومن اللاشيء وقع من اللي كان ماسكه على إيدي.

وقع على دراعي فصرخت، إيدي من  أول المعصم لحد الكوع بتجيب في دم.

هو طالع لي في البخت يعني ولا إيه ؟

كان واقف جنبي و راح معايا للمستشفى اللي كانت على بُعد شارع من مكاننا.

كنت ماشية بعيط بس والله عمره ما كان من ألم إيدي قد ما هو من وجع قلبي وزعله، وكإنها القشة اللي قطمت وكسرت ضهري.

مبدأتش أهدى غير لما الممرضة خيطت الجرح وحطت اللزق الطبي .

"كيف ستُشفي و أنت كلما خدشتك الحياة بكيت علي طعـ-نة قديمة؟"!

ــ كل دا عياط علشان الجرح دا؟

ــ التعويرة كبيرة وخدت أربع غُرز .

كان بيطلع من جيبه المحفظة .

ــ  ثانية بس أنت هتعمل إيه ؟

طنش كلامي وكان بيدفع وراح حاسب وخلص وجاب مسكن معاه.

ــ أستاذ شادي لو سمحت كدا مينفعش ــ طلعت الفلوس وأنا بمدها ــ إتفضل فلوسك كدا مينفعش.

ــ قومي بس يا آنسة خلينا نمشي.

ــ يا أستاذ بقولك خد فلوسك كدا مينفعش .

ــ قومي بس يا آنسة خلينا نمشي.

ــ يا أستاذ بقولك خد فلوسك كدا مينفعش .

ــ لا حول ولا قوة إلا بالله، قومي يا آنسة شوفي هتروحي على فين.

طلع قدامي وهو عامل نفسه مش سامعني.

ــ أنا بكلمك رد .

ــ يعني المفروض أنتِ كبيرة وتفهميها لوحدك.

ــ أفهم إيه ؟ لاء أنا محبش حد يبقشش عليا.

ــ آنسة ثريا، يعني المفروض إنك تعبانة ومنهارة و كنتي من شوية عمالة تعيطي, فجأة الطاقة مسكت فيكي دلوقتي ؟ رُوحِي روَحِي، تحبي أوصلك ؟

كنت مكنسلة كل تعبي بسبب كرهي الشديد إني محبش حد يكون له جميلة عليا.

مشي وهو مطنشني وأنا رنيت على السنتر لغيت الحصص اللي عندي وروحت.
دخلت البيت والحمدلله النطع ابنها مكانش موجود ولا هي فدخلت خدت مسكن ونمت.

صحيت على صوت الموبايل وهو بيرن وكان فارس أخويا بيرن فيديو كول.

ــ أنت كويس يا ابني أنت اللي رانن؟

ــ كل دا علشان قولت أطمن على أختي ؟!

رديت بابتسامة:
ــ أختك تعبت يا أبو الفوارس، لابقيت قدها ولا هي قدي.

قولتها وأنا برفع إيدي وبوريه الجرح.

ــ  مالك يا ثرثر؛ وايه اللي عورك كدا؟

ــ  إهدأ يا ابني متخافش حاجة بسيطة يعني كلهم أربع غُرز. 

ــ يعني دي حاجة هينة؟ ليه بتتكلمي كأنهم مجرد حاجة بسيطة؟!

ــ يا فارس ما الواحد شاف اللي يوجع أكتر هـ أجي أقعد أعيط من الوجع دا؟

ــ يا فارس ما الواحد شاف اللي يوجع أكتر هـ أجي أقعد أعيط من الوجع دا؟

ــ شكل في جديد حصل وأنا معرفش.

قولت بحزن:
ــ أبدًا يا سيدي أمك عايزاني خدامة تحت رجلها ولما رديت عليها معجبهاش وقالت لأبوك وضربني بالعصاية، أخوك النطع الكبير مقيم عندنا وبابا بيقولي قال زي أخوكي، يا فارس دا مريب ومفيش حد في البيت أنا قاعدة وحدي وخايفة.

زعق وقال:
ــ قومي بسرعة أكدي على باب أوضتك وإتأكدي إن معاكي حاجة تدافعي بيها علشان أنا مش مرتاح له... في حاجة تاني حصلت ؟

ــ شوفت بنوتة صغيرة بتعيط في الفصل وقعدت أهدئ فيها وقعدت تتكلم معايا عن قد إيه مامتها حنينة وفي الآخر طلعت مامتها هي هي أمي.

ــ في مسلسل هندي إحنا!

ــ إضحك يا أخويا أضحك.

ــ يعني بابا يتجوز أمي يتطلقوا بعد ما يخلفوني ويتجوز أمك صغيرة وبعد كام سنة يطلقها دا طبعاً ما أنتِ شرفتي ويروح مرجع أمي بعد ما هي كمان اتجوزت وخلفت النطع بتاعها اللي بليانا بيه وترجع لأبونا.

ــ وأمك تعيش معايا دور مرات أبو سندريلا

ضحكت على وكستنا وإن محدش اتضرر غيرنا .

ــ هم يبكي، وهم يبكي برضوا بس إحنا بنحاول نعمل منه كوميديا سوداء.

ــ إتعورتي إزاي؟

                    الفصل الثالث من هنا
تعليقات



<>