
رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل التاسع والثلاثون39 الاخير بقلم اميرة احمد
بعد مرور 6 سنوات.
في أحد المنازل المطلة على النيل، وقفت حياة تعدل هندامها في المرآة بوجه عابس، مال فارس على أذنها و هو يهمس: ايه مزعلك كده يا حياتي؟
صاحت حياة بحدة: فارس أحنا هنرجع تاني لندن أمتي؟
ضحك فارس وهو يضمها: مش قادرة تستحملى هنا أسبوع كمان؟
نظرت له حياة بغضب وقالت: فارس أنت هنا مش معايا خالص... بتكلم ده وتهزر مع ده وتقابل ده... وناسيني خالص...ثم أردفت بصوت ضعيف: انا اتعودت ان اهتمامك بيا بس... دنيتنا مفيهاش غير أنا وانت بس.
ضمها فارس وهمس بصوت دافئ: حبيبتي.... أكيد اهلي واصحابي وحشوني... بقالي 7 سنين مشفتهمش، لكن أنتي يا حبيبتي في قلبي دايما، بابقي قاعد مع الناس وعيني عليكي برضه.
قالت حياة بطفولة: معرفش أنا زهقت وعايزة نرجع.
ضحك فارس بشدة: مش دي حياة اللي مكنتش عايزة تسافر، ثم أردف وهو يقلد نبرة صوتها : سافر لوحدك يا فارس، أنا مقدرش أسيب حياتي هنا.
وكزته في كتفه بخفة وقالت: بس بقي يا فارس.... أتعودت على العيشة هناك.... هناك بقي بيتي.
ضمها فارس إلي صدره وقال بنبرة حنونة: وانا بيتي مكان ما تكوني أنتي.
دفعته بصدره بخفة وقالت: يلا ألبس علشان منتأخرش علي عيد الميلاد.
قال فارس بارتباك وهو يرتدي قميصه: على فكرة نادين بعتتلي رسالة، بتسأل لو عايزين نجرب تاني لما نرجع.
ابتسمت حياة بألم وقالت: انا مش عايزة اجرب تاني يا فارس... انا اقتنعت بكلامك أنت عندك حق... ده نصيبنا وانا راضية بيه.
ضمها فارس إلي صدره ووضع قبلة حانيه فوق جبيتها وقال: يعني مقتنعة.
همست بألم: لو انت مش هتسيبني.
فارس: حياة.... أنا قولتلك مليون مرة... أنا اتجوزتك علشانك أنتى... علشان بحبك... موضوع الأطفال ده فعلا مش فارق معايا.... وأنا عملت كل اللي فات ده وجربنا عمليات أكتر من مرة علشان بس أنتي تبقي سعيدة، لكن أنا سعادتي أنتي يا حياة.
ابتسمت حياة بدمعة تترقرق في عينيها وقالت: وانت كل حاجة في حياتي يا فارس.
ثم هتفت بخفة: يلا بقي هنتأخر عليهم، كمان العفاريت ولاد يوسف دول وحشوني أوي.
ابتسم فارس وهو يضع عطره: يلا خلاص انا جاهز.
---------------------------------
جثا عمر على ركبتيه يربط لحوريته حذائها، ثم اعتدل ليضع لها رابطة شعرها... ضحكت حنين وهي تشاهدهم ثم هتفت: كفاية دلع على بابي يا حورية وروحي كملى لبسك.
رفع عمر عينيه إليها، ثم قال بابتسامة: ده أنتي غيرانة بقي؟
ثم توجه عمر إلي حورية وهتف: روحي يا حبيبتي كملى لبسك في أوضتك.
خرجت الصغيرة تركض وهي تهتف: حاضر يا بابي
أتجه عمر ناحية حنين، فقالت بدلال: هو الدلع كله ليها وأنا اتنسيت خلاص؟
وضع عمر قبلة بين شفتيها وهمس وهو يضمها إلي صدره: ده أنتى الأصل حتي.
قالت وهى تزم شفتيها كالأطفال: مش باين... المفعوصة دي أخدتك مني خالص.
ضحك عمر: محدش يقدر ياخدني منك ابدا... حتى لو كانت بنتك.
ابتسمت حنين بخجل، بينما قال عمر: حنين.
حنين: نعم.
قال عمر بارتباك وتوتر: أنا كنت بفكر نرجع نستقر هنا.... يعني هيبقي صعب تبقي هناك بال3 أولاد لوحدك.
هتفت حنين بسعادة: بجد يا عمر؟
عقد عمر حاجبيه وقال: انتي مبسوطة؟ يعني توقعت أنك مرتاحة هناك أكتر.
حنين: انا بارتاح في المكان اللي أنت هتكون فيه.
ابتسم عمر: انا كنت بفكر أسافر أنا لوحدي انهي كل حاجة هناك، وارجع نفتح مشروع صغير هنا نديره أحنا الأتنين.
هتفت حنين بسعادة: دي فكرة حلوة أوي يا عمر
وضع قبلة حانية على وجنتها وهمس: حبيبتي أنتي
دخلت حورية مرة أخري إلي الغرفة وأمسكت بيد عمر وهتفت: يلا يا بابي هنتأخر على عيد ميلاد أدم.
تبعها عمر وخرج باستسلام، بينما لحقت حنين بهم تشاهدهم بابتسامة.
--------------------------------------------------
ركض سليم حول ليلي وأنس، صاحت ليلي: سليم.. أقعد في مكان.
وجه نحوها مسدس الخرز وصوبه نحو ساقها، فصاحت ليلي بألم، نظرت إلي أنس الذي يقف بجوارها يضحك عليها، وقالت والشرر يتطاير من عينيها: أنت بتضحك... الولد ده واخد الشقاوة منك على فكرة.
ضحك أنس بخفة وقال: حبيبتي أنا كنت طفل هادي وانا صغير... الولد واخد شقاوتك كلها... باين من عينيكي أنك كنتي داهية وانتي صغيرة.
ضحكت جميلة وهي تقترب منهم وقالت: عندك حق، كانت مصيبة وهي صغيرة.
أنس: ووهي كبيرة... بس أنا بامشي حالي في البيت ده... أنتي عارفة مجنونة ممكن تخليني أبات على السلم.
ربت يوسف على كتفه بحماس وصاح بمرح: هو ده الكلام.
وقف مالك في المطبخ يرتب الأطباق، حين وجد الصغير يركض نحوه بسعادة ويصيح: بابي.
انحني يفرد ذراعه بحب، يتلقى الصغير بين ذراعيه وقال: عيد ميلاد مين النهاردة؟
ضحك الصغير بطفولة وقال: انااا.
وضع مالك قبلة حانية على خد الصغير وقال: طيب يلا بتعمل ايه هنا يا أدم... روح ألعب مع أصحابك.
حمله مالك وخرج به إلي الحديقة الصغيرة الملحقة بالمنزل، وعاد يجلس مع الأصدقاء.
صاحت ليلي بسعادة: هتولدي أمتي يا حنين.
ابتسم عمر وهو يحرك يده على انتفاخ بطنها بحنان، بينما قالت حنين: لسة الشهر الجاي.
هتف عمر: بس المرة دي أتنين.
ضحك أنس: ربنا يقويك عليهم... أنا سليم وليان مجنني.
ضحك الجميع، بينما جلست حياة تحمل ياسين الصغير وهي تداعبه ويضحك وهي تهتف بسعادة: قلب عمتو.. وروح عمتو أنت.
اقتربت منها رهف الصغيرة وقالت: وانا يا عمتو؟ هو الحب كله لياسين وانا لأ؟
ضحكت حياة وهي تضمها إلي صدرها بحنان: ده أنتي حبيبة عمتو أوعي تقولي كده.
نظرت جميلة بسعادة ثم هتفت: ايه ده... انتوا عارفين أول مرة أخد بالي أن حنين وحياة عايشين في دولتين عكس بعض تماما.
ضحكت حياة بخفة وقالت: ايوه أحنا عندنا برد طول السنة وحنين عندهم صيف طول السنة.
هتفت ليلي: بس اتعودتوا بقي على العيشة بره؟ يعني مجتمع مختلف وكده.
فارس: بصي في الأول الموضوع بيبقي صعب... بس بعد شوية خلاص بتبقي دي حياتك.
عمر: بس بصراحة يا دكتور، الغربة مهلكة للأعصاب.
فارس: بس أحيانا بتحتاج تبعد علشان تلاقي نفسك.
يوسف: يعني أنا بصراحة مقدرش أبعد عن أهلي واصحابي... أنا بحب الروتين أوي.
ضحكت لارا بخفة: طيب ما تعمل الروتين اللي بحاول أمشيك عليه في البيت بقالي سنين وانت اللي بتصمم تكسره.
ضحك يوسف: يا حبيتي أنا اقصد روتين بأني انام في وقت محدد واصحي في وقت محدد واروح شغل ثابت ، مش أني أخد كيس الزبالة وأنا نازل.
ضحك أنس بشدة، فنظرت له ليلي بحدة فقال: ايوه فعلا لازم تاخد كيس الزبالة في ايدك وانت نازل... انا الصبح بانزل لابس البدلة وفي ايدي كيس الزبالة زي الباشا ولا يهمني.
ضحك الجميع بينما مالت ليلي على أذنه وهمست: برافو يا بيبي.
دخلت جميلة إلي المطبخ تحمل صينية موضوع عليها أكواب العصير، لكن لحق بها مالك، ضمها من ظهرها وهو يمرر يديه على انتفاخ بطنها وهمس بالقرب من أذنها: تعبانة؟
همست بضعف: البنت دي هتطلع شقية ومتعبة أوي... مش زي أدم وأحمد.
همس وهو يأخذ الصينيه من يديها: معلش يا جميلة هانت، خليني أنا أشيل عنك الصينية دي، وانتي جهزى التورتة علشان نطفي الشمع.
جاءت حورية تبكي لعمر وهتفت من بين دموعها: بابي سليم بيشد شعري.
لحق بها سليم وقال برزانه وهدوء تتنافي مع سنه الصغير: والله يا أونكل أنا مشدتش شعرها... أنا مسكته بس... كنت بقولها شعرك حلو وطويل.
نظرت جميلة لمالك بابتسامة ومالت على أذنه وقالت: الولد طالعلك.
ضحك مالك وهمس: بيفهم.
بينما ربت عمر على حورية بحنان: هو ميقصدش يا حبيبتي معلش...
جاء أنس يحمل الكعكة وقال: يلا يا أستاذ أدم علشان نطفي الشمع.
وضع الكعكة في منتصف الطاولة والتف الجميع حولها، وقف أدم في المنتصف بجوار مالك وجميلة التي حملة أخيه الصغير أحمد، بينما حمل مالك أدم، مالت جميلة على أذن مالك وهمست: سيبه هو اللي يطفي الشمع يا مالك السنة دي، مش زي كل سنة تنفخها أنت.
مالك: اعمله ايه اذا كان بياخد وقت طويل جدا علشان ينفخها.
ضحكت جميلة بخفة وقالت: بيدرس قراراته زي أبوه.
أطفأت ليلي النور وبدأ الجميع يغنوا أغنية عيد الميلاد لأدم.... نظر مالك حوله بسعادة، ابتسم لسنوات مضت منحته الألم والمرض، لكنها منحته أيضا السعادة والألم... برغم كل ما مضي وبرغم الظروف، الا أنه كان أقوي وانتصر على كل ألم... نظر حوله بامتنان... لديه كل ما يحلم به، حولته السنين من شاب مريض يائس.... إلي رجل سعيد ورب أسرة ناجح.
وقعت عينيه على حنين التي كانت تغني بسعادة وتنظر لعمر وهو يحمل طفلتهما بين ذراعيه بحنان... وحده هو وجميلة يعرفان حجم الألم التي عانته حنين في الماضي، لكن عمر لم يتركها تستلم لليأس.
أطفأ أدم الشمع ووضع مالك قبلة حانيه على خده، بينما مالت جميله على أذن مالك وهمست: كل سنة واحنا مع بعض.
ومن بين عيون الأطفال اللامعة التي تركض حولهم، كانت الحياة تبتسم لهم من جديد.... أجتمعوا مرة أخري كما فرقتهم الحياة من قبل، لكن هذه المرة لم يكن أحد مستعدا أن يترك يد الأخر.
مضت السنوات وتغيرت الملامح، لكن دفء القلوب كان هو ذاته... دفء يصنعه الحب والأمل... لم يكن طريقهم مفروشا بالورود... لكن نبضاتهم لم تعرف للمستحيل طريقا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل جديد
حصري ورومانسى وشيق ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار بكل جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تمت بحمد الله
لقراءة باقي الفصول من هنا
💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل جديد
حصري ورومانسى وشيق ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار بكل جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تمت بحمد الله
لقراءة باقي الفصول من هنا