رواية بين سطور العشق الفصل الخامس5بقلم سيليا البحيري

رواية بين سطور العشق الفصل الخامس بقلم سيليا البحيري 

بعد كام يوم - مكتب أنيق في شركة "الراوي للإنتاج" - مكتب أدهم
(أدهم قاعد ورا مكتبه، قدّامه ورق كتير ونسخة مطبوعة من رواية حلا. حلا قاعدة قصاده، متوترة شوية بس عينيها فيها لمعة حماس)

أدهم (بنبرة هادية وهو بيقلب في الورق): - الرواية فيها روح حلوة، وسردك ناعم، والحبكة مشوّقة جدًا... خصوصًا تطور البطلة وعلاقتها بأبوها... حسّيته واقعي وموجّع.

حلا (بخجل): - فرحانة إنها عجبتك... أنا كتبتها من قلبي، من حاجات شُفتها حواليّا... كنت عايزة أوصل إحساس، مش مجرد حكاية.

أدهم (بيرفع عينه ليها ونظرته فيها إعجاب): - ونجحتي.

(يسكت لحظة، وبعدين يكمل بجدية)

- بصي... لو هنحوّلها لمسلسل، لازم نعيد ترتيب شوية حاجات، خاصة أول كام حلقة. لازم أول ٣ حلقات يبقوا ضربات قوية... يشدوا الناس من أول دقيقة.

حلا (بحماس): - تمام! أنا معاك... أنا عندي أفكار أصلاً أطور بيها البداية وأخليها مشوّقة أكتر.

أدهم (بيبتسم): - جميل... كمان لازم نختار ممثلة تمثّل الدور صح. شايف إن البطلة مش لازم تبقى نجمة مشهورة ولا تريند... عايزين وش جديد، في عينيه نفس البراءة اللي في بطلتك.

حلا (بتضحك بهدوء): - كنت ناوية أقولك كده... ياريت ما نجيبش اسم كبير يبوّظ روح القصة.

أدهم: - بالظبط... وعجبني إنك فاهماه.

(بيسحب ملف من جنبه ويديهولها)

أدهم: - دي نسخة من العقد المبدئي. هنتعامل كشُركا إبداع... هتاخدي نسبة من الأرباح، وكمان هتبقي معانا كمستشارة درامية وقت التصوير.

حلا (باندهاش وهي تبص للملف): - أنا؟ مستشارة؟ بجد؟

أدهم (بنظرة فيها عمق): - إنتي صاحبة الحكاية... ما ينفعش نكمل من غيرك. وبصراحة... نفسي أشوف القصة دي وهي بتنجح من خلال عينك إنتي.

(يسود صمت خفيف... حلا تبص له متفاجئة من كلامه)

حلا (بصوت واطي): - شكرًا... مش مصدقة إن حلمي أخيرًا بيبتدي...

أدهم (يبتسم): - وأنا كمان مش مصدق إن أول مشروع أحس فيه بروح... جالي من كاتبة لسه بتبدأ... بس مختلفة أوي.

(تنتهي أول جلسة ما بينهم... بس الشرارة ولعت، من غير ما ياخدوا بالهم القصة دي رايحة لفين)
********************

(حلا قاعدة جنب أدهم، وبينهم لابتوب بيعرض صور لممثلات مقترحة للدور)

أدهم (وهو بيتنهّد وبيقفل اللابتوب بعد ما قلب شوية صور):
- ولا واحدة تنفع... كله تمثيل وتصنّع، مفيش فيهم واحدة عندها العفوية والبراءة اللي إنتِ كاتباها فالبطلة.

حلا (بتتكلم وهي محتارة):
- والله أنا كمان حاسة كده... في حاجة ناقصة بس مش قادرة أوصفها.

أدهم (بيبص لها نظرة طويلة، بيركّز في وشها، في لمعة عنيها، وبراءة ملامحها):
(ببطء)
- لأ... أنا عارف أوصفها.

حلا (بتبص له باستغراب):
- تقصد إيه يعني؟

أدهم (بيبصلها في عنيها على طول):
- إنتي... إنتي البطلة.

حلا (بتتجمد مكانها):
- إيييييه؟! أناااا؟! لأ لأ لأ... أنا كاتبة مش ممثلة!

أدهم (بهدوء وابتسامة خفيفة):
- أنا بعرف أميز اللي يقدر يوصّل الإحساس... إنتي كتبتي البطلة من قلبك، وعنيكي بتقول كل كلمة في الرواية... مش محتاجة تمثلي، بس كوني نفسك.

حلا (بتقوم من مكانها مرتبكة وإيديها بتترعش):
- مستحيل! إخواتي مش هيوافقوا... خصوصًا مهاب، ده أصلًا مش طايق فكرة الكتابة! لو عرف إني كمان همثّل؟!

أدهم (بيقوم بهدوء وبيقف قدامها):
- أنا مش طالب منك تقرري دلوقتي... فكّري. أنا مش شايف حد غيرك. ولو قلتي لأ، مش هلاقي بطلة بسهولة.

(يسكت لحظة وبعدين يتكلم بصوت أهدى)

أدهم:
- ولو حبيتي... أكلم إخواتك. أشرح لهم، وأحاول أقنعهم.

حلا (بصوت واطي):
- لأ... ماينفعش. مهاب عنيد جدًا... بيعتبرني بنته مش أخته. هيشوف إن ده عار!

أدهم (يقرب منها شوية ويتكلم بهدوء):
- طيب... إبقي بس في البروفات الأولانية، نجرب سوا. ما نحكمش من أول مرة. ولو حستي إنك مش مرتاحة... نوقف كل حاجة.

(حلا بتتنفس بعمق، بتحاول تلم نفسها، وتقف ساكتة شوية، وبعدين تهز راسها بخجل)

حلا:
- هجرب... بس لو إخواتي عرفوا... أنا مش مسؤولة عن اللي هيحصل!

أدهم (بيبتسم ابتسامة خفيفة كده فيها نَفَس انتصار):
- وأنا المسؤول... عن كل حاجة.

(المشهد بينتهي بنظرة طويلة بينهم... مليانة توتر وخوف، بس في نفس الوقت، فيها دفء ولسّه الطريق بيبدأ)
********************

في فيلا عيلة الراوي - أوضة المكتب

(فارس الراوي قاعد ورا مكتبه، الموبايل في إيده ولسه قافل المكالمة. ملامحه شارده، وعينيه فيها لمعة حزن تقطع القلب)

(نادية مراته تدخل عليه بهدوء، في إيدها كباية شاي)

نادية (وهي بتقرب منه): - كانت أسماء اللي كلمتك... مش كده؟

(يهز دماغه بـ "آه" من غير ما يبص لها، وساكت شوية)

نادية (وهي بتحط الكباية قدامه): - بقالك نص ساعة ما نطقتش بكلمة... حصل إيه للمسكينة دي؟

فارس (بصوت واطي وتعبان): - لسه واقفة عند نفس اللحظة... كإن الزمن واقف بيها. 28 سنة، يا نادية... 28 سنة شايلة وجع ما بيتحكيش.

نادية (بحزن): - يمكن عشان كانت بتحب بصدق... والصدمة كانت أكبر من الحب.

فارس (بيبص في الفراغ): - لسه فاكرة كل حاجة... اليوم، الكلمة، النظرة... حتى فستان الفرح لسه في الدولاب، ما قدرتش تلمسه من ساعتها.

نادية (بتقعد على طرف المكتب، وبصاله بحنية): - كلنا انكسرنا في وقت من الأوقات... بس هي كإنها اتكسرت ورفضت تتصلح.

فارس (بغصة وجع): - لأنها اتكسرت من أقرب الناس ليها... من اللي وعدها يكون أمانها.

(يسكت شوية، ونادية سايباه ياخد وقته. باين عليه بيقاوم دمعة حارقة)

نادية (بهدوء): - ولسه مش عايز تقولّي مين هو...

فارس (بيبصلها أخيرًا، بنبرة واهية): - اسمه مش مهم يا نادية... اللي يهم إنه ما يستاهلش حتى نذكره. أسماء محتاجة حد يرجعلها ثقتها في الدنيا... مش حد يفتح جرحها تاني.

نادية (بتحط إيدها على إيده): - ويمكن ربنا يبعَت لها ده قريب...

فارس (بيبصلها بنظرة فيها أمل كداب): - يا رب... بس قلبي مش مرتاح بقاله كام يوم. في حاجة جاية... حاجة هتفتح الماضي كله تاني.

نادية (بقلق): - خير يا فارس؟!

فارس (بيقوم وهو بياخد نفس عميق): - معرفش... بس اللي متأكد منه... إننا لازم نفضل جنب أسماء، مهما حصل.

(يخرج من المكتب بهدوء، ونادية تبص له والقلق مالي وشها...)
*********************
في ساحة الجامعة - نص اليوم

الشمس كانت واقفة فوق في السما، والطلبة رايحين جايين بين المباني والساحات كأن مفيش حاجة تهم غير المحاضرات والدرجات...

بس ريان، اللي كان قاعد لوحده على دكة في الركن، كان بيبص على الدنيا بنص تركيز ونص شرود.

وفجأة... شافها.

ريان (بهمس مش سامع نفسه):
"غزل..."

ظهرت من بعيد... ماشية بخطوات خجولة، راسها لتحت، والطرحة مغطية نص وشّها...

بس الهوا لعب لعبته، ورفع طرف الطرحة... وظهر اللي كانت بتحاول تخبّيه...

وشّها عليه كدمات سودة وبنفسجي... خدها مورّم وتحت عينها فيه زرقة باينة...

ريان (قام واقف فجأة، قلبه اتشل):
"غزل؟! إيه دا؟ مين اللي عمل فيك كده؟!"

غزل ما ردتش... بس دموعها كانت نازلة وهي باصة له تارة، وبتبُص في الأرض ألف تارة...

وفجأة، ضحك عالي جه من وراهم...

صافي ظهرت هي وشِلّتها، بتضحك بصوت عالي ومليان سخرية:

صافي (بوقاحة):
"إيه الرعب دا؟! دا فيلم رعب ببلاش كده؟!" (تضحك وهي بتشاور على وشّ غزل) "قولولنا اسم الفيلم إيه؟ كدمات الغرام؟ ولا ليلة في الرعاية المركزة؟!"

واللي معاها انفجروا ضحك بصوت بشع وقاسي...

لكن ريان ما ضحكش...

ريان (بعين مولعة نار وهو بيقرب منها):
"اسكتي... اسكتي قبل ما أنسى إني واقف في جامعة، مش في خناقة بلطجية!"

صافي (بغرور):
"إيه؟ بتدافع عن دي؟ عن بنت عبيطة؟!"

ريان (بصوت عالي سامعينه كل الطلبة):
"أيوه، بدافع عنها! دي أنضف وأنقى وأشرف بنت شافتها الجامعة دي!
واللي هيقوّل كلمة عليها... يبقى بيكلمني أنا شخصيًا!"

وبعدها لفّ ناحية غزل، وإيده بترتعش وهو بيحاول يطبطب على كتفها بلين:

ريان (بصوت واطي):
"تعالي... ما تفضليش واقفة وسط الوحوش دول... تعالي نروح من هنا، أرجوكي."

غزل بصّت له... والدموع نزلة من غير صوت...

لحظة سُكوت... طويلة، تقيلة... وبعدين:

غزل (بهمس منكسر):
"أنا آسفة... ماكانش المفروض أجي النهارده..."

ريان (بحسم وصدق):
"لا... أنا اللي آسف إني سايب جامعة بيطلع منها أمثال دي يتكلموا...
بس بوعدك... من النهارده، مش هتكوني لوحدك تاني."

ومسك إيدها بلُطف، ومشي معاها بعيد... وسط سكون غريب ساد الساحة كلها...

أما صافي، فوقفت تتفرج، مغيوظة، كأن السما وقعت على دماغها.
*******************
في حديقة عامة - بعد الظهر

كانت الشمس ترسل أشعتها الذهبية على الأشجار، والنسيم يلاعب أوراقها الخضراء في هدوء ناعم...
وفي ركن هادئ من الحديقة، جلست ضحى على المقعد الخشبي، تحت ظل شجرة، تحدّق في الأرض بعينين غارقتين في الهم.
شاردة، متوترة، والدمعة محبوسة لا تريد أن تُذلّها...
تفكر في أختها الصغيرة، وفي الغد المظلم الذي ينتظرها إن لم تجد حلاً.

وفجأة...

صوت مألوف جاء من بعيد، مرح، دافئ، مليء بالحياة:

زياد (بابتسامة واسعة وهو يقترب):
"يااااه... مش معقول! مش قلبي عم بيخبط؟! ولا حضرتك ضحى ديكور العرسان؟!"

ضحى رفعت رأسها بدهشة...
رمشت مرتين كأنها لا تصدق.

ضحى (بخجل مفاجئ):
"أنت... المصور؟"

زياد (يجلس على المقعد بجانبها دون استئذان، يضع يديه خلف رأسه بثقة):
"آه يا ستي! مصور، شاعر، فنان، وبالمرة... مزوّج العرسان لو حبيتي!"
(يضحك ثم ينظر إليها ويتوقف فجأة حين يلاحظ شرودها)
"بس إيه؟... إنتي زعلانة ليه؟ وشك مش زي ما شفته في العرس... كنتي منورة!"

ضحى (تخفض رأسها بصوت خافت):
"مفيش حاجة... بس تعب شوية."

زياد (بقلق حقيقي):
"تعب؟ ولا همّ الدنيا على قلبك؟ عينيك بتحكوا حكاية كاملة، وعيوني محترفة تقرا وجوه..."

ضحى (بنبرة حزينة، كأنها فقدت السيطرة):
"أختي... غزل... أبويا بيجبرها تتجوز راجل بعمره... وهي لسه صغيرة، ورفضت... وضربها... وأنا... مش عارفة أعمل إيه."

صمت...

زياد توقّف تمامًا عن مزاحه، وحدّق فيها بنظرات جدية ما اعتادت ضحى أن تراها من رجل غريب.

زياد (بهدوء لكن بصلابة):
"بصّي... أنا ممكن أكون كلامي هزار طول الوقت، بس مش لما يكون الموضوع جد كده...
أختك عندها حق... ومحدش في الدنيا له سلطة يكسر بنت... مش لأي سبب.
وإنتي... مش لوحدك."

ضحى (بدهشة):
"يعني إيه؟"

زياد (ينهض بحماس):
"يعني لو احتجتي أي حاجة... أنا هنا.
والمصورين مش بس بياخدوا صور، بياخدوا مواقف كمان!"
(ثم يغمز لها بمزاح ليخفف التوتر)
"وما تقلقيش... مش هعملك فوتوسيشن حزينة، أوعدك بالضحك الجاي قريب..."

ضحكت ضحى رغم دمعتها، لأول مرة من أيام...

ضحى (بابتسامة صغيرة):
"شكراً يا زياد... معرفش ليه، بس كلامك ريّحني."

زياد (بمرح وهو يشير لقلبه):
"ده لأنّي زي السكر... بس بدون سكر زيادة!"
(ثم يشير إلى السماء)
"ربنا هيفكها يا ضحى... أنا واثق. وهبقى أسألك عن أختك قريب، تمام؟"
*********************
قص في سطح فيلا العائلة - مساء هادئ، النسيم يحرّك الستائر البيضاء، والنجوم تلمع في السماء.

(يوسف يجلس على الكرسي الخشبي، كوب قهوة في يده، بينما يقف مهاب قرب الحاجز، ينظر إلى الأفق بتوتر)

يوسف (بنبرة هادئة):
"شايف حلا كيف لمعت عينيها لما قالتلي عن فكرتها الجديدة؟ البنت عندها شغف حقيقي، يا مهاب."

مهاب (من دون أن يلتفت):
"عارف... بس الشغف وحده ما بيأكل عيش. الروايات؟ إحنا في زمن الحسابات الدقيقة. البنت لازم تفكر بمستقبلها، مش تضيع وقتها تحلم!"

يوسف (يضحك بهدوء):
"إنت اللي بتحبها بزيادة لدرجة إنك مش شايف قوتها... حلا مش بنت عادية، ومش قاعدة تحلم عبث. كتبت رواية كاملة، وبأسلوب ناضج رغم سنها. مش لازم نخنق موهبتها بحجّة الخوف."

مهاب (يلتفت إليه بنظرة حادة):
"مش بخنقها، أنا بحميها. مش كل اللي يكتب رواية يصير نجيب محفوظ! الحياة مش وردية زي اللي بتكتبها هي!"

يوسف (بابتسامة ساخرة قليلاً):
"وأنا مش طالب منها تترك كل شي وتراهن عليه... بس ادعمها، شجّعها، خلّيها تحس إنها مش لوحدها. إنت أقرب الناس لقلبها، وخوفك بيخنقها حتى لو ما قلت شي."

مهاب (يتنهد ويعود للنظر للأفق):
"أنا بس مش عايزها تصدم... ما أقدر أتحمل شوفة خيبتها لو فشلت."

يوسف (يقترب منه، يضع يده على كتفه):
"ولو فشلت؟ تتعلم. تنهض. وتكتب من جديد. النجاح ما بيجي من أول مرة، ولا بيجي من الخوف... بيجي من التجربة، ومن إنك تكون في ضهرها."

مهاب (بصوت خافت):
"هي صغيرة، وطيبة بزيادة... والناس بره مش طيبين."

يوسف (بحنان وابتسامة صادقة):
"وعشان كده هي محتاجة حد يكون درعها، مش قيدها."

(يصمت الاثنان للحظة، قبل أن يرفع مهاب رأسه ويتنهد بعمق)
"ما بوعدك... بس ممكن أجرب أكون درع، مش قيد."

يوسف (بابتسامة راضية):
"ده هو الكلام... ومش هتندم."
**********************

في أوضة السفرة الكبيرة، الترابيزة الخشب الأنيقة متحوّطة بالعيلة، والأطباق مترتبة بعناية.
الكل قاعد بيتعشى.

زياد (وهو بيغرف في طبقه):
الجو النهاردة غريب... كإني حاسس إن في حاجة هتحصل، صح يا ريان؟

ريان (بيضحك):
أكيد... يمكن مهاب أخيرًا يبتسم؟

يوسف (بابتسامة خفيفة):
مش بعيد، خصوصًا لو سمع خبر يفرّح.

حلا (بتبلع ريقها بصعوبة، وصوتها واطي):
أنا... عايزة أقول حاجة مهمة.

(الكل بيبصّ لها، والملاعق بتقف في الهوا)

مهاب (بقلق):
في إيه يا حلا؟

حلا (بتحاول تتمالك نفسها):
قدّمت روايتي لشركة إنتاج... للمخرج "آدهم الراوي".
و... وافقوا يحوّلوها لمسلسل.

(سكوت تقيل يعمّ الأوضة، عيون زياد و ريان اتوسّعت، يوسف بيبتسم باندهاش بسيط، ومهاب واقف مش مصدّق)

مهاب (بصوت عالي وغضبان):
إييييه؟! عملتي كده من ورا ضهري؟! من غير ما تاخدي رأيي؟!

حلا (بخوف):
كنت خايفة تقولوا لأ... يوسف شجّعني، وقاللي دي فرصة!

مهاب (بيبصّ ليوسف بعصبية):
يوسف؟! أنت اللي دفعتها تعمل كده؟!

يوسف (بيحاول يهديه):
أنا شجّعتها عشان موهوبة، والرواية تستاهل تتشاف.

مهاب (بيخبط بإيده على الترابيزة):
لأ! دي صغيرة ولسه بريئة، ومتعرفش الدنيا فيها إيه!
ولو ما دخلتيش هندسة زي ما اتفقنا...
ما تعتبرينيش أخوكي من النهاردة!

(عيون حلا بتدمع، شفايفها بتتهز، بس ما بتعيّطش، بتهمس بصوت مكسور)

حلا:
أنا آسفة... ماكنتش عايزة أزعلك...

(زياد بيركن الشوكة على الطبق ويتنهّد، و ريان بيهمس بحزن)

ريان:
مهاب، على مهلك شوية...

يوسف (بحزم وهدوء):
مهاب، ما ينفعش تهددها كده. دي أختك، مش مشروع لازم يمشي على مزاجك.

مهاب (متمسّك بكلامه):
أنا خايف عليها! مش كل حاجة موهبة وشهرة! الدنيا صعبة ومابتديش أمان.

(سكوووت... الجو تقيل، حلا باصة في طبقها مش قادرة تاكل، والهدوء عامل زي الصرخة المكبوتة وسط العيلة.)
***********************
طاولة العشاء - الجلسة مشحونة بعد كلام مهاب القاسي.

حلا (صمتت لدقائق، عيناها تدمعان لكنها تحاول التماسك. ثم فجأة تنهض من مكانها بعنف وتصرخ بصوت مختنق):

🔹 حلا:
"كفاية!!! أنا مش طفلة! دايمًا شايفيني صغيرة، بريئة، ما بفهمش! بس أنا تعبت! تعبت منكم كلكم!"

(العيون تتسمر عليها بصدمة، لم يعتادوا منها هذه النبرة)

🔹 حلا (تواصل بانفعال):
"أنا عندي حلم! عندي طموح! ليه لازم دايمًا أمشي ورا اللي انتو عايزينه؟! ليه لازم أدخل كلية هندسة؟ عشان بس أكون الأخت اللي ترضى غروركم؟!"

🔹 مهاب (يحاول التحدث):
"حلا، أنا..."

🔹 حلا (تقاطعه بعينين دامعتين):
"لا تقاطعني يا مهاب! أنت أكتر واحد بحبه، بس كمان أكتر واحد وجعني... لما قلتلي (مش هتكوني أختي)، كسرتني... كأنك ما تعرفش أنا قد إيه بخاف أزعلك!"

🔹 زياد (بهدوء):
"حلا..."

🔹 حلا (تلتفت إليه):
"زياد، طول عمرك ساكت! ساكت على كل حاجة بتحصل، حتى لما شافوني بصغروني وبيكتموني، ما دافعتش عني!"

🔹 يوسف:
"بس إحنا خايفين عليكِ، يا حلا..."

🔹 حلا (بغصة):
"أنا كمان بخاف على نفسي! بس تعبت من العيشة اللي كلها أوامر ونصايح وانتقادات! أدهم الراوي شاف فيّ حاجة محدش منكم شافها! هو آمن بيا، وانتو خفتوا!"

🔹 ريان (بصوت منخفض):
"وإنتي ناوية تعملي إيه؟"

🔹 حلا (بصوت حاسم وهي تنظر إليهم جميعاً):
"أنا قررت أسافر عند ماما وبابا في لندن... يمكن هناك ألاقي حالي... ألاقي اللي يسمعني من غير ما يخليني أحس إني غلطة!"

(صمت ثقيل يخيم على الطاولة، الكل مصدوم، ومهاب يحدق بها بدهشة، بينما تتراجع هي للخلف بخطوات بطيئة، ثم تهرب إلى غرفتها والدموع تغرق وجهها)
**********************

في القعدة العائلية، الجو ساكت ومشحون بعد ما حلا قالت إنها عايزة تدرس أدب وتسافر...

مهاب (مكشر ورافع دراعاته):
يعني باختصار... عايزة تسيبي كل حاجة وتروحي تكتبي روايات وتلفّي العالم؟

حلا (بصوت مكسور):
مش بسيب كل حاجة... بحاول أحقق حلمي، أعيش اللي بحبه.

مهاب (بعصبية):
يا حلا، أحلام إيه؟! إحنا عندنا مستقبل نخططله، شغل، مهنة، مش لعب وتهجيص ونرجع نندم بعدين!

ريان (يحاول يهدّي):
بس يا مهاب، هي مش هتبطل دراسة... هي بس حابة تدرس أدب أو إعلام، مش قاعدة في البيت يعني.

مهاب (مصرّ):
ومين قال إن الأدب فيه مستقبل؟ وبعدين موضوع السفر ده! شايفينه طبيعي يعني؟ بنت تسافر لوحدها كده؟ علشان إيه؟

زياد (بيطبطب على كتف حلا):
اسمعها بس للآخر يا أخويا... دي مش طفلة. كتبت ونشرت ونجحت... يمكن هي شايفة طريقها.

يوسف (بيبص لمهاب بجدية):
مهاب... إنت دايمًا بتفكر بعقلك، بس قلبها المرة دي بيتكسّر... بص عليها.

حلا (بتنفجر في عياط، وتغطي وشها بإيديها):
أنا مش بلعب... أنا بحلم! زيكم لما كنتوا في سني... بس دايمًا لازم أبرر، كل خطوة بعملها كأنها غلطة... تعبت، والله تعبت.

(سكون... نفسها بقى متقطّع وهي بتبعد وتقعد في الركن)

ريان (بصوت واطي):
مش حرام تشوف دموعها وتسكت يا مهاب؟ دي أختنا... المفروض نكون معاها مش ضدها.

مهاب (بيبص لها لفترة، ملامحه بدأت تتغيّر، والعصبية بتقل شوية شوية):
يعني... روايات وسفر وكل ده على مزاجك؟

حلا (بتقرب منه بتردد، وتمسح دموعها):
أنا ممكن أتنازل عن السفر... بس تسيبني أدرس اللي بحبه... وأكمل كتابة... من غير خوف... بالله عليك.

مهاب (بياخد نفس طويل، ويتكلم بهدوء):
خلاص... اسمعي يا حلا...
هتدرسي، بس هنا في بلدنا... وتدخلي كلية محترمة، مش أي كلام... هندسة إعلام، أي حاجة كويسة، بس تتعلمي بجد.
والكتابة؟ كمّلي... بس شغلك يبقى قدامي.
وأي حاجة تخص نشر أو توقيع مع الناس دول... نقعد أنا وإنتي والراجل بتاع الإنتاج ده... اسمه إيه؟ أدهم الراوي؟ لازم أعرف مين بيتعامل معاك.

حلا (بتشهق من الفرح وبتصرخ):
ابييييييه!!! والله بحبك!!!

(بتنط فجأة وتحضنه جامد، وتبوسه بسرعة على خده، وهو واقف متجمد ومصدوم، بس بيبتسم غصب عنه)

مهاب (بيبص لها بحنية مخفية):
يا مجنونة... خليكِ عاقلة شوية.

زياد (يضحك):
أهي بدأت تفضّي كل الشحن اللي كانت مكتملاه من شهور!

يوسف (ضاحك):
ومهاب وقع في الفخ العاطفي زي أي حد فينا!

ريان (بمزاح):
أكيد مش لأنك طيب... أكيد بس عشان كنت خايف من دموعها تغرقنا.

مهاب (يضحك أخيرًا، ويهز راسه):
إنتو عصابة... ربنا يعيني.

حلا (بتنط وتلف حوالين نفسها بفرحة):
أووووه! مش مصدقة! ابيه وافق! أنا أسعد بنت في الدنيا!
************************

في فيلا أدهم - بالليل

(باب الفيلا الفخمة بيتفتح، وأدهم داخل بخطوات تقيلة، لابس بدلة رمادي شيك، بيقلع الجاكيت ويرميه على الكنبة من غير ما يبص، بس عنيه بتدوّر لوحدها... بتدور على السكون... على هدوء مش لاقيه.)

(مازن نازل من الدور اللي فوق، لابس كاجوال، والموبايل في إيده، والضحكة الشقية مش سايباه.)

مازن (وهو بيتاوب تمثيل):
أهلاً أهلاً بالسيد المدير... رجعت بدري النهاردة! الساعة لسه سبعة!

أدهم (من غير ما يبص له):
كان يوم تقيل.

مازن (بيقرب منه، وعنيه بتلمع بمكر):
تقيل؟ غريب... أصل أنا شفتك مبتسم النهاردة في الشركة! وده حدث تاريخي يا صاحبي!
مشهد نادر، يتحط في كتب التاريخ!

أدهم (بيبص له بحدة، بس من غير عصبية):
مازن...

مازن (رافع حواجبه بخبث):
مين البت؟

أدهم (بيحاول يتماسك):
بت مين؟

مازن (بيضحك):
آه كده؟ طيب نعيد السؤال تاني بس أوضح شوية...
مين "الجميلة أوي اللي كانت قاعدة جنبك في اجتماع التسويق النهاردة؟"
اللي خلتك تنسى تمسك القلم... ونسيت تبص في الساعة كل شوية!

أدهم (كأن ابتسامة خفيفة هربت منه):
زميلة جديدة... اسمها حلا.

مازن (يصفق ببطء):
حلا... اسمها حلو على شكلها كده واضح.

(يقرب منه ويقعد جنبه، ونظراته كلها حب أخوي ودفا.)

مازن (بصوت هادي):
أدهم... أنا مش متعود أشوفك كده.
بس حلو إن في حاجة... أو "حد" بيغيّر فيك شوية.
أنا بس عايز أقولك... لو هي فعلاً تستاهل، ما تبوظهاش ببرودك اللي متعودين عليه.

أدهم (ساكت شوية، وبعدين يهمس):
هي مختلفة يا مازن... مختلفة خالص.

(يسكتوا شوية، ومازن بيكتفي بابتسامة هادية كأنه بيقول "أنا فاهمك".)
*******************
- غرفة حلا - ليلاً - الأضواء خافتة

حلا نائمة بعمق على جانبها، وجهها هادئ رغم آثار الدموع الجافة على خديها... الباب يُفتح بهدوء شديد ويدخل مهاب بخطوات مترددة

(يقف عند الباب للحظة، ينظر إليها بحنان، ثم يقترب ببطء ويجلس على طرف السرير دون أن يوقظها)

مهاب (بصوت هامس، شبه مبحوح):
"كنتي بتحلمي تكتبي روايات، صح؟ دايمًا كنتِ تقولي إنك عايزة الناس تقرأ قصصك، تعيشيهم معاكي كل التفاصيل... كنتِ تبني عالم من خيالك، وتخلّي الناس تحس وتبكي وتضحك."

(ينظر إليها بتأثر... لحظة صمت.)

مهاب (بصوت أهدأ):
"أنا مش ضدك... والله العظيم أنا مش ضدك، أنا بس خايف... خايف عليكي من الناس، من الخذلان، من إنك تتألمي بسبب اللي بتحبيه... إنتي مش أي حد، إنتي أختي الصغيرة، جوهرتي... الأمانة اللي سابهالي بابا وماما."

(يتنهد ويخفض رأسه قليلًا.)

مهاب:
"أوقات بنخاف لدرجة إننا نخنق اللي بنحبهم... بس إنتي علّمتيني النهاردة إني لازم أسيبلك المساحة، أصدقك، وأكون ظهرك بدل ما أكون الجدار اللي يمنعك."

(ينظر إليها بابتسامة صغيرة حزينة.)

مهاب:
"كمّلي حلمك يا حلا... اكتبي، وخلّي الدنيا تسمع صوتك. وأنا... هكون أول قارئ، وأكبر مشجّع."

(ينهض بهدوء، يلمّ الغطاء على جسدها، ويطبع قبلة خفيفة على جبينها دون أن توقظه.)

مهاب (بهمس وهو يخرج):
"نامي كويس... بكرة حلمك هيبدأ."

(يخرج من الغرفة ويغلق الباب بهدوء... الكاميرا تبقى على وجه حلا - رغم أنها نائمة، دمعة دافئة تنزل من زاوية عينها... وكأنها سمعت كل شيء.)
*******************

- بالليل - جوّه بيت العيلة - أوضة الصالون
النور خافت، والتوتر مالي المكان، غزل قاعدة على الكنبة ووشّها باين عليه الخوف والذهول، ضحى واقفة جنبها وقلقانة. أبوهم داخل من الباب بعصبية.

الأب (بصوت عالي):
غزل! حضّري نفسك، كتب كتابك بعد تلات أيام. الموضوع خلص، ومفيش مناقشة!

غزل (بتقوم من مكانها ببطء، ووشها بين الصدمة والاشمئزاز):
عليه؟! على الراجل العجوز ده؟! أنا مش هتجوزه، سامع؟ مستحيل!

الأب (بيقرب منها بخطوات سريعة وغاضبة):
بتقولي إيه؟ مستحيل؟! إنتي بتتحديني؟!

غزل (بجراءة مفاجئة):
أيوه بتحدّاك! مش هبيع حياتي لحد زيه عشانك! ده مش جواز... دي عقوبة! وأنا مش هقبلها.

ضحى (بتتدخل وهي بتحط إيدها على دراع أبوها):
بابا، اسمعها بس لحظة... غزل خايفة ولسه صغيرة، بلاش تجبرها بالشكل ده...

الأب (بينفض إيد ضحى بعنف):
إنتي اسكتي! متدخليش! أنا أبوكم، وأعرف مصلحتكم أكتر منكم!

ضحى (بصوت حازم وهي بتحاول تهديه):
بس أنا أختها الكبيرة، ومسؤولة عنها برضو! اللي بيحصل ده ظلم! غزل عندها أحلام، حياتها مش لازم تروح كده...

الأب (بيتحرك ناحيتهم بسرعة، وبيلطم غزل بالقلم):
هي دي نهاية التمرد! بكرة تتجوزي غصب عنك، ومفيش حد هينقذك!

غزل (بتترنح من الضربة، بس بترفع راسها وفي دمعة في عينها):
اضربني زي ما إنت عايز... بس كرامتي مش هبيعها. مش هبقى لعبة في إيدك.

ضحى (بتجري على غزل وبتحضنها):
كفاية! نسيت إنها بنتك؟! دي إنسانة، مش صفقة ولا ملكك!

الأب (بيتنهّد بغضب ووشّه محمّر):
لو البنات دي ما سكتوش... البيت ده هيخرب على إيديكم!

غزل (بصوت متقطع وهي بتبصله):
أنا مش بخرب بيت... إنت اللي بتهدّ مستقبلي بإيدك.

ضحى (ماسكة إيد غزل وبتسحبها بعيد):
تعالي... تعالي يا غزل، خليه يهدى... مفيش كلام يتقال دلوقتي.

الأب (بيزعق من وراهم):
اهربوا زي ما إنتوا عايزين! كتب الكتاب هيتم... ولو على جثتي!
*******************

أوضة غزل، بالليل - 
وغزل منهارة على سريرها، بتعيط، وضحى قاعدة جنبها، قلقانة وبتفكر.

🔹غزل (شهقة وهي بتعيط، وشها مفيهوش روح):
"ليه بيحصلي كده يا ضحى؟ أنا عملت إيه عشان أستاهل الذل ده؟ والله قلبي بيتقطع... مش قادرة أستحمل أكتر من كده!"

🔹ضحى (بتمسح دموع أختها بحنية):
"أنا جنبك، ومش هسيبك. بس لازم نلاقي حل... لازم قبل ما الوقت يفوت."

🔹غزل (بصوت مخنوق):
"مستعدة أهرب... حتى لو هنام في الشارع. بس مش عايزة أتجوز الراجل العجوز ده... ده مش جواز، ده سجن مدى الحياة."

(ضحى بتقوم، وبتتمشى في الأوضة بتوتر، بتحاول تفكر بسرعة، وفجأة بتقف وتبص على غزل)

🔹ضحى (بهمس كأنها افتكرت حاجة):
"استني... في حد ممكن يساعدنا!"

🔹غزل (بترفع راسها، وفي لمعة أمل في عينيها):
"مين؟!"

🔹ضحى (بتفتح شنطتها وبتدور فيها):
"زياد! المصوّر اللي كان في فرح رنا ، كان لطيف واتكلم معايا كتير، وخلاني أضحك وسط الزحمة. إداني رقمه وقال لو احتجت حاجة أكلّمه."

🔹غزل (وعيونها مليانة دموع، شهقت):
"بتثقي فيه؟"

🔹ضحى (بصّت لها بإصرار):
"معنديش اختيارات كتير... بس إحساسي بيقولي إنه هيساعدنا. ماكانش شكله بني آدم وحش. كان محترم وذكي... يمكن يكون أملنا الوحيد."

🔹غزل (بخوف):
"بس لو بابا عرف؟ هيقتلنا!"

🔹ضحى (بصوت حاسم):
"مش هيعرف... مش دلوقتي على الأقل. لازم نتحرك بهدوء. كل دقيقة بتعدّي بتقرّبنا من الكارثة."

(ضحى تلاقي الرقم مكتوب على ورقة صغيرة، تتردد شوية، وبعدين تطلع الموبايل وتتصل. غزل بتبصلها بقلق)

🔹زياد (بيرد بعد شوية، صوته لسه خفيف ومريح):
"ألو؟ مساء الفل! مين معايا؟"

🔹ضحى (بصوت متوتر بس جاد):
"زياد؟ أنا ضحى... كنت مسؤولة التزيين في فرح رنا... فاكرني؟"

🔹زياد (ضحك بخفة):
"طبعاً فاكرِك! إيه؟ ندمتي إنك ما كلمتنيش قبل كده؟"

🔹ضحى (ابتسمت ابتسامة متوترة، لكن رجعت للجدية بسرعة):
"زياد... بالله عليك، محتاجة مساعدتك. الموضوع خطير... جدًا. مش عارفة أروح لمين غيرك."

🔹زياد (بصوت بقى جدي فورًا):
"إيه اللي حصل؟ قوليلي، أنا سامعك."

🔹ضحى (بتاخد نفس عميق):
"أختي الصغيرة، غزل... أبوها عايز يجوزها بعد ٣ أيام... لراجل كبير في السن، شبه جدها. وهي مش موافقة، وبيعاملها بعنف وبيمد إيده عليها، وأنا مش قادرة أعمل حاجة..."

🔹زياد (بهدوء):
"إنتو فين دلوقتي؟"

🔹ضحى (بصّت لغزل، وبعدين ردت):
"في البيت، بس ما بقاش فيه وقت. أنا مش بطلب منك تهربنا أو تعمل حاجة مجنونة، بس بالله عليك... ساعدني أفكر، ساعدنا نخرج من اللي إحنا فيه."

🔹زياد (بصوت مطمئن):
"ضحى... مش هسيبكوا في الموقف ده. هلاقي طريقة. بس محتاج أعرف كل التفاصيل... ساكنين فين؟ وإيه اللي مخططين يعملوه؟"

🔹ضحى (صوتها فيه شوية أمل وشوية خوف):
"هقولك على كل حاجة... بس وعدني إنك ما تتهورش، ومتحكيش لحد."

🔹زياد (بحزم):
"وعد... بس خليكي قوية، وصدقيني، غزل مش هتتجوز غصب عنها، وأنا جنبكم."

                 الفصل السادس من هنا
تعليقات



<>