رواية كالنار والنار الفصل السابع7والاخيربقلم ولاء عمر


رواية كالنار والنار الفصل السابع7والاخيربقلم ولاء عمر

    ــ ما تحترم نفسك مش كفاية إنك صاحب أخويا وواقف تعاكسني؟ بني آدم غريب.

مشيت من جنبه وأنا متعصبة، وأحم... يعني نبضات قلبي بتدق بسرعة من كتر الكسوف.

ما انكرش إني من أول مرة شوفته وأنا أعجبت بيه الصراحة بس يعني هو لازم الإنسان يضغط على مشاعره ويكبتها علشان مينفعش حد يعرف.

جات واحدة كبيرة وسلمت عليا:
ــ إزيك يا حبيبتي أنتِ ثريا؟

ــ الحمدلله آه أنا حضرتك تعرفيني؟

ــ إلا أعرفك دا شادي ممبطلش كلام عنك.

جه هو من وراها وهو بيضغط على إيدها وبيقول بصوت واطي لكنه وصل لي:
ــ أنتِ بتقولي إيه بجد يا كريمة إيه دا!! مش كدا !

رفع إيديه وغطي وشه وهو بيقول بهمس:
ــ أقول عليكي إيه بس يا كريمة!

لاحظت فارس اللي ساب التجمع اللي حواليه وجه جنبي .

سلم على الست اللي جنب شادي وقال لي:
ــ ولية أمر الأستاذ شادي لو ضايقك ولا حاجة ممكن تشتكي لها منه.

بص ليه شادي باستنكار وقال:
ــ ولية أمري ؟ أنت شايفني طالب عند أختك ؟ 

ردت هي:
ــ أنا أبقى مرات أبو الواد شادي العسول دا.

رد شادي:
ــ الله يكرمك يا كريمة يا عسل.

إيه العبث اللي بشوفه دا!! حد يفهمني!

بعد ما فارس خطب ولقى نصه التاني، اللي كان بيتريق على  الناس الرومانسية بقى واحد منهم.

ــ قد إيه يا أبو الفوارس الدنيا دي غريبة واللي بيتريق على حاجة بيعيشها.

ــ اشمتي اشمتي.

سكت فهو إتكلم:
ــ شادي كلمني.

ــ وأنا مالي؟

ــ طالب إيدك.

إيدي ارتعشت، نظرة عيني اتهزت وقولت:
ــ أنا رافضة فكرة الجواز أصلاً يا فارس، مش موافقة.

ــ قوليلي سبب.

ــ من غير أسباب أنا مش عايزة أتجوز.

جيت أقوم من جنبه فشدني من إيدي خلاني قعدت .

ــ لاء إتعدلي كدا، لو في حياتك قولي خلينا نخلص.

ــ مفيش حد.

ــ أومال قلبتي ليه ؟

ــ أنت مش واثق فيا وفي أخلاقي ؟؟

ــ ثريا متفكريش تقلبي الترابيزة وقولي سبب رفضك.

بصيت للسما وأنا بحاول أخد أكبر قدر من الهواء وقولت:
ــ التجارب الفاشلة كفيلة تخليني عايزة أعيش مع نفسي، مفكرش أجيب عيل وأرميه للدنيا هي اللي تعلمه، تخيل يا فارس أجيب بنت ومبقاش حنينة عليها؟ أسيبها تشتاق لحضن من مامتها؟ ولا مع أول فرصة إني اسيبها أروح سيباها للدنيا تخبط فيها؟

دموعي نزلت بس كملت:
ــ ولا ممكن اسيبها وبعد سنين أشوفها بس معايا بنتي التانية اللي اديتها كل الحنان.

ــ بس أنتِ مش كدا ولا عمرك هتكوني كدا.

ــ تخيل معرفش أبقى أم كويسة! أو مثلاً معرفش أخلي بيتي بيت كويس! واعيش في صراعات أنا في غُنى عنها.

ــ بلاش تخلي اللي فات يأثر عليكي .

ــ دا مأثر في قلبي يا فارس .

مسحت دموع وكنت نازلة فهو قال:
ــ هتفضلي حابسة نفسك في الدايرة اللي كلها أوهام دي ؟وواجهي نفسك وخليكي قوية في نظرها بدال ما أنتِ عمالة تحسسني اللي حواليكي بإنك strong وأنتِ أصلاً من جواكي ضعيفة، إيه لازمة رسم القوة وأنتِ من أقل خبطة تقعي؟ لا أنتِ أمك ولا اللي هيكون من نصيبك هو أبوكي، ولو كل واحد خد ماضيه شماعه لخوفه محدش هيأخد خطوة لقدام في حياته وهيفضل واقف محلك سر.

لو فاكرين إن كلام فارس آثر فيا، فـ معاكم حق هو أثر فعلاً والنهاردة خطوبتي أنا وشادي.

الموضوع متيسر بشكل أنا مستغرباه.

النهاردة آخر يوم في الامتحانات.

كنت خارجة من البوابة ولقيت ماما واقفة هي وأختي .
شاورت عليا خديجة ليها وقربت مني وحضنتني:
ــ ميس ثريا أنا بحبك قوي، مبسوطة إنك الميس بتاعتي أتمنى ترجعي تديني من تاني.

بادلتها الحضن ورديت عليها بطلف:
ــ وأنتِ كمان هتوحشيني يا ديجا.

ــ أنا عرفت من ماما إنك أختي الكبيرة وفرحت إن أنتِ بالذات اللي أختي لأني بحبك و أتمنى لما أكبر أبقى زيك.

الحماس خدها وراحت وقفت مع صحابها، ماما قربت مني:
ــ أنا فخورة بيكي قوي يا ثريا، فخورة إن بنتي قدوة للطالبات اللي بتدرس لهم، فخورة بانك تخطيتي كل اللي فات وقدرتي تكوني أقوى وأحسن.

في غصة وقفت في زوري، غصة صعبة، كلام لو طلع هيطلع مهزوز.

ــ من غيرك، قدرت أكون كدا من غيرك، محدش يعرف ثريا جاهدت نفسها قد إيه علشان متطلعش الأذى اللي جواها على اللي ملهمش ذنب .

ــ كان نفسي تبقي معايا يا ثريا وتعيشي في حضني وتأخدي حب وحنية زي إخواتك.

ضحكت باستهزاء وقولت:
ــ وأنتِ بقى يا حبة عيني الأم الحنينة اللي مكانش هاين عليها تسيب بنتها وتروح تبدأ من جديد.

ــ كنتي عايزاني أوقف حياتي؟

ــ ولا كنت ولا عايزة، من حقك تعيشي حياتك طبعاً، أنا كدا كدا مفرقلكيش بتعريفة، بس عندي سؤال، أنتِ عارفة تبقي حنينة على باقي ولادك؟

ــ أكيد طبعاً.

ــ طيب الحمدلله، لأحسن يطلعوا فاقدين لشعور دفا حضن الأم زي أختهم.

ــ أنا حاولت إنك تبقي معايا.

ــ مش عيب لما تبقي كبيرة وتكذبي؟ أنا كنت سمعاكي وقت ما قولتي إنك مش عايزة أي حاجة تربط ببابا، كنت صغيرة بس فاكرة كل مرة حسيت فيها إني منبوذة منك، إستحالة بعد كل السنين دي تحني لي.

مشيت وكنت طول الطريق ساكتة بس عقلي مش ساكت، الإنسان غريب، بعد ما يدمرك وترجع تبني نفسك في سنين من تاني.. كفيل بكلمة يهد كل طوبة بنيتها في سبيل إنك تكون إنسان..

النادي، قعدت في ركن من أركانه بعيد عن الناس، سندت رأسي على الترابيزة وأنا باصة لبعيد وبفكر في حاجات كتير.. منهم إني مش عايزة أبقى نسخة منها ..

ــ كنت حاسس إني هلاقيكي هنا.

بصيت عليه وأنا ساكتة ومعنديش طاقة أتكلم.

ــ ثريا أنتِ كويسة؟ مالك ؟

سكوت.. عقلي بس هو اللي شغال،رجع سأل تاني:
ــ مالك يا بنتي؟

رديت من غير طاقة:
ــ إنسان حزين.

ــ أجيب لك آيس كريم وتبقي إنسان سعيد؟

ابتسمت:
ــ في الجو دا يا شادي؟

قام وراح يجيب فعلاً.

جاب ليا وليه وقعد بكل حماس:
ــ البرد بنواجهه بـ آيس كريم متلج، والزعل اللي جوانا بنواجهه ب آيس كريم برضه.

ــ ليه الحاجات اللي بتستناها كتير زمان وقت ما تظهر لما تكبر مش بنكون عايزينها؟ أو اللي هو هي ليه جات بعد ما فات الأوان ؟

عارفة الإجابة بس محتاجة أسمعها بصوت حد غيري.

ــ علشان بنكون كبرنا وعدينا ومرينا فخلاص بقى اللبس القديم اللي كان نفسك فيه وأنتِ صغيرة لا هييجي قدك ولا هيكون شبه لبسك لما كبرتي، كذلك الأمر مشاعرنا بتاعة زمان بتفضل هي هي بس إحنا بنكبر وننضج.

بدأت أكل وأنا بتغلب على الزعل اللي جوايا.
ــ معاك حق.

شادي حلو، بحسه حد ناضج وفاهم، بيقدر يتفهم مشاعري بدون أي تعب ومجهود ودي أكتر حاجة الواحد محتاجها، قدر يخلي في مشاعر جوايا تتحرك تجاهه .
عليه تصرفات بيبان فيها إنه أحن عليا من نفسي، عمري ما تخيلت إن ممكن في مرة قلبي يميل لحد لكن قلبي بدون إرادة مني بيميل له.

ــ قدرت تبطل سجاير إزاي بقى؟

اتنهد وقال:
ــ نفذت وصية أبويا وسمعت كلامه، مهانش عليا إن وقت ما أقابله يعاتبني إني مسمعتش لكلامه، حاجات كتير وأسباب كتير منهم سبب محدش يعرفه.

قولت بحماس:
ــ وإيه هو السبب اللي محدش يعرفه؟

ــ ما أنا قولت محدش يعرفه!

ــ شادي أنا إنسانة فضولية.

ضحك عليا وقال:
ــ كان بقالي مدة تعبان وبحاول اخبي لحد ما روحت كشفت والدكتور قالي إن لازم أوقف تدخين فاعتبرتها إشارة ووقفت، بس الموضوع صعب بجد، خصوصاً إنها كانت من الحاجات اللي بفرغ فيها طاقتي بس كان بقى عندي صعوبة في النفس وكحة وحكاية بقى كان ربو ولو كان تطور كانت الأمور هتكون أسوأ.

ــ ومحدش كان يعرف ليه؟ وأنا ليه مقولتليش؟

ــ الكلام دا قبل الخطوبة أصلاً يعني لو كنت قولت روحت حاولت أفتح معاكي كلام كنتي زقلتيني ــ ضربتيني ــ بالطوبة.

بصيت باستنكار وقولت:
ــ بتظلمني!

ــ بظلمك إيه يا ثريا دا أنتِ اللي كان بيقرب لك كنتي بتأكليه بعنيكي قبل لسانك.

ــ تنكر إن قلبي أبيض وبحب كل الناس؟!

ضحك وقال:
ــ طبعاً طبعاً وأنا أقدر أنكر ؟!

بعد شهور كان فرحنا.

ــ قبل ما ندخل القاعة وقبل ما نكتب الكتاب أقسم بالله يا شادي لو فكرت تقرب مني ولا تزعلني هزعلك.

ــ بموت في رومانسيتك يا ثريا يا حبيبتي بعشقها.

بصيت ليه وقولت والدموع في عيني:
ــ يعني أنت بتحبني يا شادي؟ أنا عزيزة على قلبك ؟

ــ أنتِ ثريا مش عزيزة.

ــ هخبطك بالبوكيه والله.

ــ بحبك والله ومقدرش آذيكي ولا يهون عليا زعلك حتى.

ــ خلاص أنا كدا موافقة .

لقيت مرات أبويا واقفة في القاعة والفرحة مش سيعاها فشاورت لفارس.

ــ بقولك إيه واضح إن أمك متأثرة جامد إني هبعد عنكم.

ضحك وقال:
ــ جداً يا ثريا دي أصلاً مبهدلة نفسها عياط عليكي.

عارفة إنها كانت هتموت وأمشي من وشها واهو حققت لها مناها علشان أنا كمان والله كنت عايزة كدا.

بعد تمن سنين .

ــ يا كريمة اقعدي بالله كفاية تعبتي.

ــ بس ملكيش دعوة الواد عمير حبيب تيتا بحب الأكل من ايدي أنا مش من إيدك.

ــ ابن عاق بأمه قوي يا كريمة بجد.

ــ جدع عنده انتماء ليا أكتر منك أنتِ وأبوه.

رجع شادي هو عمير مع بعض.

جري عمير لكريمة وحضنها.
ــ وحشتيني قوي يا كراميلا.

رديت أنا:
ــ وأمك يا حبيبي مفيش عندك أي إنتماء ليها ليه ؟ موحشتكش؟

ــ كراميلا وحشتني أكتر.

بصيت لشادي:
ــ ابنك دا عاق  أنا رايحة الحضانة أجيب تقى وتميم.

ــ إستني هاجي معاكي.

قبل ما نتحرك قولت:
ــ كريمة إحنا رايحين نجيب العيال وجايين.

وإحنا في الطريق:
ــ قولي بقى يا شادي يا حبيبي ميس  نرمين شكرت في شرحك يا حبيبي؟ آه وقالت إيه تاني؟

ــ آه يا عمير يا فتان.

ــ كمان مش عايز ابني حبيبي يعرفني؟ 

ضحك وقال:
ــ هي بنتها بتأخد معايا درس وبتشكر في شرحي أنا ذنبي إيه ؟

ــ مليش دعوة مش مبرر يخليها تفتح معاك كلام وتبتسم لك هاه يا مستر شادي.

ــ مستر شادي ؟ ربنا يستر من دي قلبة.

ــ تعالى بس أدينا وصلنا الحضانة يلا نجيب العيال امبارح قالوا لي إن في ميس جديدة جات لهم.

دخلنا الحضانة وخلاص بعد ما خدت العيال أنا وشادي وماشيين سمعت واحدة بتنادي .

ــ ميس ثريا.. أستاذ شادي.

بصيت كانت بنت واضح إنها لسة متخرجة شكلها بيقول إنها صغيرة.

جات ناحيتنا بسرعة وقالت:
ــ إزاي حضراتكم أنا فرحت بجد لما عرفت إن تقى وتميم يبقوا أولادكم أنا هحطهم جوة عيني ومبسوطة إني شوفتكم بعد كل السنين دي أنا صفاء اللي كنت طالبة عندكم في يوم من الأيام.

أول ما قالت كدا افتكرتها، هي البنت اللي حصل معاها الموضوع إياه بتاع المستر النطع، فرحت إنها كملت تعليمها قربت منها وحضنتنا.

ــ صفاء إفتكرت عاملة إيه ؟

ــ الحمدلله بخير وقدرت أكون أحسن وأهو بقيت مدرسة كمان زي حضراتكم، ولو أقدر أرد لكم ولو جزء من دينكم اللي في رقبتي مش هتردد لحظة والله.

رد شادي:
ــ دا اللي أي حد مكاننا المفروض كان يعمله مفيش دين ولا حاجة، اللي الواحد ميقبلوش على بنته أو أخته ميقبلوش على أي بنت .

ــ أنا ممتنة ليكم ومديونة لكم بحياتي والله، وأنا تحت خدمتكم في أي حاجة تحتاجوها ومبسوطة إني بعد السنين دي كلها شوفتكم علشان أشكركم.

استأذنت ومشيت.

أنا طول الطريق عمالة ابتسم لشادي وأقول:
ــ أنا فخورة بيها قوي يا شادي، واو.. ماشاءالله.. البنت بقت حاجة تفرح، أنا حبيت المكان اللي ربنا أراد إننا نكون فيه يا شادي.

ــ وأنا حبيتك يا ثريا لأجل جدعنتك دي والله.

الحياة مش وردي، ولا مليانة رومانسية كل شوية بس الدنيا أحلى ومش خايفة وأنا معايا شادي وكريمة والولاد، فارس عاش حياته برة مصر هو ومراته وبقى معاهم أولاد، ماما مدورتش ولا سألت عليا واعرف عنها حاجة ولا تعرف عني، بابا إتوفى من سنة وهو مش حاسس بذرة تقصير منه تجاهي، الدنيا بتمشي وإحنا محطات في حياة بعض لا أكثر.

منهم ناس بتقابلهم في محطة بس بيكملوا معاك طول المشوار، مهما اختلفتوا، اتعاركتوا محدش فيكم بيهون على التاني.

دخلنا البيت ولقيته مضلم.

ــ شادي هي كريمة وعمير بيعملوا إيه ؟ هما راحوا فين؟

النور فتح والشقة كانت متزينة وفي تورتة محطوطة على ترابيزة السفرة.

كلهم في صوت واحد.
" Happy birthday to you"

عيني دمعت.
عمري ما اهتميت بيوم ميلادي ولا اهتميت أحتفل بيه، من يوم ما دخلت البيت دا وكل سنة يفاجئوني.

قربت من كريمة وحضنتها وأنا هعيط من الفرحة:
ــ أنا بحبكم قوي.

سببتها وفتحت دراعاتي ليهم فالولاد كلهم قربوا حتى شادي.

ــ كل سنة وأنتِ معانا يا ثريا.

ــ أنا بحبك قوي يا شادي، أنا ممتنة لوجودكم كلكم حواليا وبشكر ربنا عليكم كل يوم والله.

ــ وإحنا كلنا بنحبك ونتمنى نشوفك دائماً في أحسن حال واحلى حال يا أحلى ثريا منورة قلبي.

ــ بتتريق على اسمي يا  شادي!

ضحك:
ــ أبداً يا حبيب شادي.. خدي بقى هديتك مني.

ــ واو يا شادي أنت عرفت منين إن نفسي في البرفان دا أنت عارف أنا كنت بحوش في تمنه علشان غالي واجيبه.

ــ الغالي يرخص لأجل عيونك يا ثريا.

" ويحدث أن تبقى وحدك لسنوات، أنت تعيش بشعور اليُتم لسنوات وأنت لديك عائلة وهمية، 
تكون كاره لحياتك بما فيها..
فيعوضك الله بعائلة وتعرف معنى الونس 
تشعر بشعور العائلة وتدرك تلك النعمة..
تعيش لسنوات مفتقدًا لشعور الأمان..
فتعوض بالأمان والحب والإستقرار والعائلة..⁦♡⁩".

                          تمت


تعليقات



<>