رواية شرقية غزت قلبي
الفصل الثامن والثلاثون 38 والاخير
بقلم ميار عبد الله
أحبك
كلمة من أربعة أحرف .. كلمة تود المراهقات سماعها دومًا من شخص ساحر .. خارق للطبيعة يأتي من بين خطوط وردية .
أحبك
كلمة سهلة على اللسان .. كلمة تنفجر بها ينابيع من العشق المختزنة داخل كل كائن حي لم يطأ العالم الحقيقي بعد .
أحبك
كالعلكة يقولها أي شخص ساحر .. فاتن لتسقط ضحايا من المراهقات الساذجات او المتعطشات الي الحب .
أحبك
من السهل سماعها .. تتردد في الاذهان لكن من يمتلك مشاعر قوية يجد لسانه يتعثر في قولها .
الحب والحرب وجهان لعملة واحدة ..سواء تم سلب الراء او وضعها فهي لا تختلف كثيرًا .. اذ انه ذا معنى واحد وبنفس التأثير الذي يخلفه .
ليس ما هو يخطف البصر فهو ساحر .. وليس كل ما هو غامض فهو جذاب .. وليس ما هو ذكر يطلق عليه رجل .
العالم هنا يريد شيء واحد للمرأة كي تسير علي استقامه معتدلة بدون اعوجاج او خشية هو سحق قلبها ..
ادفني مشاعرك يا عزيزتي تحت الرماد ولا تتركي الباب خلفك مواربًا فالسارق هو من يذهب إلى البيوت خلسة اما الفارس فهو من يدق الباب .
بـعـد مرور عـام ..
يقولون أن الفتاة حبيبة والدها .. هذا المقولة صحيحة مائة بالمائة ... والدليل هنا ملموس لمشاغبة الصغيرة لوالدها .. اتكأت برأسها على مقدمة الباب وضمت ذراعيها إلى صدرها تنظر بشغف ومرح الي حلقة اليوم .
ثبت زين الصغيرة وهو يغمغم بجدية
- ليان توقفي عن هذا .. لا تغضبي بابا صغيرتي
تألقت عيناها الزرقاوتين شاخصة انظارها بشغف الي ابيها لتهمس بصوت ناعم
- بابا
ضيق زين عيناه بشدة إلى ماكرته الأخري .. انها تتنافس مع ليانه بشراسة في ذلك المكر الطفولي .. وصوت المغناج دائمًا يضرب في الوتر الحساس الخاص به .. لطالما عيناه تغيم بعاطفة ابوية أثر كلمة " بـابـا " ، تعلم ان بعد تلك الكلمة جيدًا انه دائمًا يميل ويرضخ الي طلبات اميرته الصغيرة .. رفعها إلى ذراعيه لتصبح في مستوى طوله .. انزاحت غيمته العاطفية لينظر الي صغيرته بجدية شديدة
- ابدًا ليان .. انه وقت النوم صغيرتي
رضخت مستسلمة وهي تطوق ذراعيها الصغيرتين حول عنق والدها .. مائلة برأسها علي كتفه العريض تصدر تنهيدات ناعمة وهو يهدهدها استعدادًا إلى النوم .. وحينما شعر بارتخاء يدها قام وضعها بعناية علي مهدها ومال يطبع قبلة ناعمة على رأسها هامسًا
- نومًا هانئًا يا قلب بابا
زفر بحرارة وهو يتأملها بشغف .. يرى كيف كبرت في عامها الأول .. بل جعلت لسانه يلجم حينما نطقت بأسمه هو ، يتذكر حبوها في كل يوم حين عودته الى المنزل .. ينعم بسلام آمن حينما يضمها بين ذراعيه ، مسد عنقه وهو يتذكر الأخرى التي تنتظره في غرفة النوم .. دار على عقبيه مغادرًا ليتخشب جسده برهة وهو يتساءل في خفوت
- متى جئتِ ؟
تراه مثل كل ليلة حين عودته إلى منزل الجدة في المساء .. مستنزف .. عيناه غائمة بالحب والشبع ، هزت كتفيها بلا مبالاة
- منذ تدلل تلك الصغيرة عليك يا قلب بابا
تأملت غرفة الصغيرة بعيون لامعة وهي تتذكر كل اثاث اختارته معه لتعود عينها إلى زوجها .. والد صغيرتها .. سترته ملقاة بإهمال على الأرض و ازرار قميصه محلولة حتى منتصف صدره ومشمرًا اكمام قميصه إلى ساعديه وشعره المشعث اضافه شيئًا من البرية العنيفة ببساطة هو .. مهلك .. فوضوي .. جذاب .
تورد تصاعد الي وجنتاها أثر عيونه المتفحصة الى ثوبها .. عدلت الشال على كتفيها لتغمغم بنبرة جادة
- تتفقان كثيرًا .. بل حقًا تتفقان معًا علي اكثر الاشياء التي تثير جنوني
عيناه مشطت جسدها بمنحنايته الرائعة والانثوية بتوق شديد .. فستانها القرمزي لم يزيدها سوي بهائًا .. ساقيها المهلكتين تتوسلانه لالتماسهم .. شعرها الفوضوي تجبرك لدفن وجهك لتشم عبير عطرها .. شفتيها المرتعشتين تجبرك علي الالاف من القبلات التي تسكر العقل .. سار نحوها وهو يغمغم بنبرة اجشه
- ليان
راقب عيناها الواسعتين بأنفاس مسلوبه .. احتضن وجهها برقة بين كفيه ومال علي جبهتها مغمغمًا
- توقفي عن الغيرة لياني .. توقفي حبيبتي
تلك الرجفة التي تصيب جسدها بالدوار والاستسلام الذي تشعر به في حضرته .. لطالما علمت انه خطر عليها... وعلى نبضات قلبها .. لهثت بشدة وهي ترد
- انا لا اغار يا قلب ليانك .. انا فقط اكبح تلك الشقية كي لا تصبح مائعة
رفع ذقنها بانامله وغمغم بعبوس
- مائعة !!
حاوطت عنقه وهي تهمس بغنج
- نعم مائعة .. الا تعلم انها تحبك لانك ترضخ بكل ما تطلبه
يعلم لعبتها جيدًا وهو اكثر من مرحب لتلبيتها .. مال ليقبل شفتيها الا ان صوت الماكرة ارتفع بعبس طفولي
- بابا
شتم من بين أنفاسه وعيناه تنظر إلى ليانه المبتسمة بمكر .. نظر من خلف كتفه وقال
- عيون بابا انتظريني
عاد ببصره نحو المبتسمة وقال بنبرة ماكرة
- انتظريني
مال يلتقط شفتيها بخفة لتزجره موبخة
- الفتاة زين
عاد يقبل شفتيها بقوة وأكثر عمقًا وأشد عاطفة ليبتعد يائسًا
- انتظريني لياني
ابتسمت وهي تهز رأسها موافقة ليستمع إلى نداء الصغيرة تصيح ببكاء
- بابا
انتسلت ليان من احضانه لتعود الى الغرفة الرئيسية مستمعة الى صوت زين الناعم
- هيا لننام صغيرتي
********
بعد حوالي ساعة ونصف نامت مره اخرى .. تلك المرة متأكد انها تأكل الارز مع الملائكة كما تقول ليان .. كون صغيرته تنام بعد محاولاته التي باءت بالفشل جعله فخورًا من نفسه .. ليانه محقة ستصبح مائعة .. أغلق باب غرفتها ليلتفت برأسه إلى النائمة على الفراش .. خلع بنفاذ صبر قميصه وانضم إلى الفراش ساحبًا إياها بقوة إلى ذراعيه ، هامسًا بنعومة
- ليان
لم يتلقى رد .. عبث في خصلات شعرها الفوضوية ليقترب هامسًا في اذنها
- اعلم انك لستِ نائمة
تمللت بين ذراعيه لتزيح خصلات شعرها عن عينها هامسه
- هل نامت مدللتك ؟
نبرة صوتها الجامدة جعله يعبث في منامتها القرمزية الرقيقة بجنون وتهور .. غمز بنبرة ذات مغزى
- نامت .. لكن لياني تحتاج الى النوم
تفحصت عيناه اللامعة بأنفاس محبوسة .. لا تريد أن يرتد طرفها كي تتمتع بأطول فترة ممكنة من النظر لذلك البريق اللامع .. اقتربت حتى لا يكاد يفصلهم سوى إنشات .. تتنفس انفاسه .. تشعر بتلك الهالة القوية المحيطة بهم ..تلك الحبائل التي تربطهم جيدًا دون تدخل من الاخر .. رفعت اناملها تتحس خشونة لحيته مقابل نعومة جلدها لتهمس
- عيناها تلمعان مثلك .. تعلم تلك الزرقة البراقة تجعلني اشعر بالقشعريرة كلما تقابلت اعيننا
تسارعت انفاسه ليضع كفه اسفل عنقها والاخري علي وجنتها ليميل بغتة يقبل شفتيها .. بينما جذبتها يديه الى صدره بقوة واحاطتها ذراعيه بأحكام .. ابتعد لاهثًا
- وكأنك لا تعلمين سحر القهوة عليّ
تنفست بهدر واضعة كفها على مضخته الثائرة .. تتحكم في انفاسها المسلوبة بقوة .. تحاول أن تمقع ذلك التورد من وجنتيها .. ولكنها تفشل في كل مرة رغم انه اخبرها انه يعجبه ذلك التورد الذي يزين وجنتيها جراء قبلاته .. غمغمت بجرأة
- وما هو سحر القهوة عليك زين ؟
همس أمام شفتيها التي تحمل أثر علامته
- يجعلني أود ارتشافه كل مرة .. كل مرة بنفس العمق .. بنفس مقدار الشغف ، بل يزداد شغفي بك لياني
ذابت .. استسلمت .. رضخت .. عيناها الضارعتين تنظران اليه بعاطفة جياشة تريدان منه المزيد .. وهو اكثر من مرحب للمزيد .
نامت مستندة برأسها على نبضات قلبه واناملها تعمل على ملامسة عضلات ذراعه لتهتف بعبوس شديد
- أعلمها كلمات العربية لكنها لا تستجيب لي .. اناديها بالعربية لا تلتفت لي لكن حينما تناديها انت بلغتك البريطانية الجذابة تلتفت فورًا
ما زال دائخًا بتلك الحلوى .. بذلك الانفجار الذي حدث الليلة .. لمس كتفها العاري وصاح
- أنحتاج دروسًا أنا وصغيرتي ؟
رفعت عينيها الى مستوى عينيه لتغمغم بعبث
- نعم .. دروسًا مكثفة عزيزي
ارقدها على الفراش ومال جاثمًا فوقها قائلاً
- لما لا نبدأ الآن ؟!
انفجرت ضاحكة بصوت مغناج متعمد .. لتطوق ذراعيها عنقه هامسة بدلال
- زين .. حبيبي
راقب بافتتان إلي خصلات شعرها التي انتشرت بفوضوية أهلكت نبضات قلبه علي الفراش .. عنقها البض وبداية صدرها العاري المغطي بملاءة لعينة .. تنهد بحرارة ليقول وهو يحاول ان يشتت نفسه بعيدًا عن تلك التي بين يديه الذائبة بإستسلام
- عيد ميلاد ليان غدًا
هزت رأسها قائلة
- اعلم
- سيكون هناك الكثير من الأشخاص
هزت رأسها مرة اخرى
- اعلم
ثم تابعت بمشاكسة لطيفة
- وبعد نصف ساعة ستصرخ الصغيرة طالبة النوم في أحضانك
يعلم تلك النقطة التي تريد الوصول اليها .. مال علي وجهها قائلاً بنبرة ذات مغزى
- وهذا ما أفعله لياني
اتسعت ابتسامتها لتنفجر ضاحكة بمرح .. استقامت جالسة لتهجم عليه هامسة
- احبك
احتضنها بين ذراعيه مغمغًا
- اذوب بك عشقًا لياني
- بابا
خرج ذلك الصوت نشاز عن اللحن الناعم اللذان يسمعانه .. ليسب زين بحنق
- اللعنة
عبست أمام وجهه قائلة بعتاب
- زين
زفر بيأس يتذكر كثيرًا نصائحها عن عدم اطلاق اي شتائم أمام وجه صغيرته التي تعلمت النطق منذ شهرها السابع ، خلل أنامله بقسوة
- اسف .. لكن تلك الماكرة من المؤكد أنها تعلم أنني أحاول منذ فترة اجلب شقيق لها
ابتسامة شقية تلألأت شفتيها لتهمس بإغواء
- عليك ان تبذل مجهود أكبر كي تستطيع النوم لساعات أكثر
وافقها قائلاً
- اووه .. نعم .. هذا جيد
مال ليطبع قبلة على شفتيها ليستمع إلى صراخ ابنته
- بابا
وأدت ليان تلك الضحكة من شفتيها وهي تراه يستقيم واقفًا هارعًا الي غرفتها قائلاً
- قادم صغيرتي
مطت ذراعيها بتكاسل متمتمة بنعومة
-هتوريك النجوم في عز الضهر يا حبيبي
*********
الجميع يعمل على قدم وساق لعيد ميلاد الحفيدة الأولى لعائلة الحديدي ..
صاحت علياء بصوت جامد إلي الذي يعتلي الدرج
- سالم .. لا اهبط بهذة الزينة قليلاً .. قليلاً .. أوه نعم هذا جيد
ابتسامة راضية زينت ثغرها وهي اخيرًا قد جمعت شقيقها وزوجها ولو في عمل بسيط ، نقلت بانظارها إلى الذي يسب ويشتم في كل مرة علي ذلك العمل الذي لا يناسب وضعه لتغمغم بحدة
- خالد .. هذا غير متساوي .. اريده علي نفس التساوي لا اريد شيء أعلى قليلا من الاخر
اطلق شتيمة بذيئة ثم دار وجهه بحده قائلاً
- بربك آلي .. إننا في الردهة من سيهتم بذلك الأمر .. الحفل في الحديقة الخلفية
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة
- عزيزي .. يجب الاتقان في العمل
تأكد من سلامة الزينة ليهبط من الدرج قائلاً بنزق
- كونك سيدة تمتلك متجرين .. لا يجعل الامر انك تجبريني على عمل ذلك الشيء السخيف
- أأسمع تذمرًا من سيادة القبطان ؟!
صاحت سارة بمشاكسة وهي تتجه نحوهم لتسأل علياء
- هل جميع الاشياء جاهزة في المطبخ ؟
أومأت برأسها قائلة
- لا تقلقي علياء كل شيء بخير
هبط سالم هو الآخر من الدرج ليهتف
- ها انا انتهيت
اقتربت علياء وهي تقبل وجنته بنعومة قائلة
- عمل رائع حياتي
ابتسم بنعومة وهو يضم خصرها نحوها ليرفع عيناه بمشاكسة الي الثور ليقول
- لا تنظر الي هكذا .. انا زوجها
عقد خالد ساعديه علي صدره وصاح بتهكم
- مجرد عقد لا شيء أكثر
حرب باردة تنشأ دائمًا بينهما .. حرب بدأ منذ أن أصبحت علياء زوجته في السفارة .. الحفلة التي جمعت والدته وعائلتها الصاخبة .. غمز بعبث
- أأنت متأكد من ذلك ؟
ضمت علياء يدها في كفه تمنعه عن حدوث شجار في ذلك اليوم إلا أنه ابتسم مطمئنًا لتسمع تعليق خالد الساخر
- نعم وإلا كنت اقتلعت ما تفتخر به أمامي
شهقت كلا من علياء وسارة ليصيحًا معًا
- خـالـد
انفجر سالم ضاحكًا وهو يضم جسد زوجته بين ذراعيه ليتابع خالد مغمغمًا
- لم يستخدمه بعد لذلك يحمد ربه كثيرًا علي هذا
هزت سارة رأسها يائسة لتقترب منه هامسه
- حبيبي اريدك
هز رأسه موافقًا وهو يضم اناملها في كفه ليسيرا معًا عدة خطوات الي الدرج .. توقف ثم دار على عقبيه وصاح محذرًا
- لا اريد ان اضبطكما في وضع مخل في ذلك المنزل
اقتربت سارة هامسه في أذنه
- هيا حبيبي
راقب سالم صعودهم على الدرج حتي اختفي عن مرمى بصره ليلتفت إلى علياء متسائلاً
- ما رأيك ؟ ... اظن غرفة النوم افضل شيء
احتقنت وجنتيها بخجل لتصيح موبخة
- سالم بربك
مال الي اذنها هامسًا بحرارة
- اتحبين الرواق ام الأبواب ؟
انفلتت من بين ذراعيه لتصيح بخجل
- لقد أصبحت وقحًا
ضمها بين ذراعيه مدحضًا أي مقاومة للفرار ليهمس
- من عاشر القوم لولي
تنهدت زافرة بحرارة وهي تستند برأسها على كتفه هامسه
- متى سنتزوج سالم ؟
ضحك بقوة وهو يستمع إلى نبرتها اليائسة .. ليغمغم بوقاحة
- نحن متزوجان لولي .. تبقى فقط الجزء العملي
ضربته بقوة على صدره لتصيح موبخة
- سالم
اقترب مائلاً جبهته على جبهتها هامسًا
- بعد اربعة اسابيع
حدقت به بذهول
- ماذا ؟
لمس وجنتها بنعومة ليتابع بنفس الهمس
- لقد اتفقت مع والدك .. يكفيني انني انتظرت شهرين لا أستطيع التحمل أكثر
اقتربت بجرأة إلى وجهه .. همست أمام شفتيه بإغواء
- تشتاق سالم
تثاقلت انفاسه ليبتلع ريقه بتوتر وهو يجيب بلهفة
- اشتاق اليك وبقوة
مالت تطبع شفتيها على خاصته لثوانٍ لتبتعد عنه صائحة بجمود
- يوجد لدينا عمل عزيزي .. هيا
فرت هاربة منه وبقي هو محدقًا في أثرها بشرود .. وضع كفه على مضخته الثائرة وهو يهدأ من نبضات قلبه .. تلك الماكرة التي تذقه دائمًا طعم شهدها ثم تغادر متحججة بإي عمل حينما تصبح بين أربعة جدران سيتعامل معها بنفس المكر والدهاء ، رفع انظاره للسماء هامسًا
- الصبر يا الله
******
اغلق الباب خلفه ليلتفت إليها صائحًا بمشاكسة
- ما الأمر نجمتي .. تسحبيني وبقوة وكأنك اشتقتي لبعض من وقاحتي
تمتمت ببساطة
- نعم اشتقت
اقتربت تطوق ذراعيها حول عنقه لتميل بشفتيها على خاصته بنعومة .. طوق خصرها بقوة ليحتضن جسدها الغض بين صلابه جسده .. غمغم بحرارة وهو يميل يطبع قبلات ناعمة علي عنقها
- هل اشتقت لي ؟
غمغمت بصوت ناعم
- كثيرًا
تحسست خشونة لحيته لتميل تقبل جانب ثغره هامسه
- توقف عن ازعاج شقيقتك لودي .. دعهما قليلا لن يأكلها
غمغم بخشونة
- سيفترسها نجمتي
ابتسمت وهي تضيق عينيها قائلة
- انه زوجها
انامله تعلم جيدًا جهتها .. رفع عينيه الى عيناها صائحًا بسخط
- وهذا ما يشعرني بالغيرة قليلاً
ضمت وجنتيه في كفيها لتهمس بصوت رزين
- انظر الي .. لقد بذلت مجهودًا جبارًا للحفاظ عليها .. اعلم انها طفلتك وانك ربيتها حتى أصبحت بالغة وامراة تستطيع أن تستقل بذاتها ويوجد لديها عمل تبذل فيه جميع جهدها .. لكن تلك حياتها .. حياتها خالد وليس من حق أحد التدخل فيه كل ما تستطيع فعله هو نصيحتها
خمدت تلك النيران المثيرة لنتتشر غيوم رمادية في سحب عينيه .. بللت شفتيها وهي تعلم أنها تضرب في الوتر الحساس لماضيه .. الماضي الذي لم يتجرأ ابدًا طوال اشهر زواجهم عن التحدث .. يكتفي فقط بالتحدث عن عائلته متناسيًا والدته ..
تصلب فكه وصاح بصوت أجش
- لا داعي للتذكر الآن .. الماضي دفن وانتهي
شيء اجثم انفاسه .. شيء وقف كالعلقة في حلقه .. كالشوك في منتصف خاصرته ، ابتعد مسافة آمنه عنها وقال
- كان يجب عليّ ان اكون لطيفًا وهي علي فراش الموت .. لا أعلم من أين جئت بتلك الحماقة
اقتربت بلهفة تعمق عيناها في عينيه تتحداه بقوة إن تجرأ علي اشاحه عينيه من عينيها لتهمس
- رأتك واشبعت عيناها بك خالد .. كون انك جئت يعني ان قلبك ما زال يميل نحوها .. انها والدتك حبيبي
بان التردد على اثر معالم وجهه .. لطالما يعترف أنها أكثر شجاعة منه .. أكثر صمودًا .. تشعل اخر فتيل ليحترق معه او يلوذ بالفرار .. أطبق شفتيه في عجز وقال
- لا احب .. لا احب التحدث عن هذا
اماءت موافقة
- اعلم
بلع تلك الغصة في حلقه وغمغم بنبرة اجشة
- كان يجب ان اخبرك بذلك الأمر
لمساتها الناعمة على جسده وشعره لا يساعده اطلاقا .. لطالما برعت دائمًا في تشتيته عن هدفه .. عقله وكيانه كله أصبح من ساق ومنتظرًا تلك الانامل على جسده .. عيناها الدافئتين أعطته ابتسامة رائعة لتقول
- لا مشكلة
لكنه مصرًا على أن ذلك الحديث لا يفتح مرة اخرى .. يود إحراق مذكراته الماضية لينعم بسلام في مستقبله المشرق معها
- كان يجب ان اخبرك بهذا ليس آلي وابي
انفرجت أساريرها بابتسامة واسعة من الاذن للاذن .. لطالما ظنت انه لن ينطق كلمة أبي أمامها .. بل حرص جميع الحرص علي ان يضع كلمة سيد بدلا من ابي ..
تغضن جبينه بحيرة متسائلاً عن سبب تلك الابتسامة الواسعة
- ماذا ؟
غمغمت بنعومة
- لقد قلت ابي
شيء أشبه بالصعق زلزل كيانه .. تلك الكلمة التي نطقها بعفوية أمامها ، لا يعلم لما هي تظن انه يكرهه .. لا يوجد سبب ليكره بل هو من قرر العيش مع والدته وأن ينسى انه يوجد له أب في لندن وياليت ما فعلها ... هتف بارتباك يظهر لأول مرة على محياه
- أقول هذا معه فقط .. انا فقط لم ...
قاطعته حينما وضعت يدها علي شفتيه لترد
- اعلم ما تشعر به .. واعلم انك تحبه وهو كذلك وان لم تظهر هذا كثيرًا
قبل كفها بقوة ثم مال يضع كفها علي نبضات قلبه الثائرة ليهتف باعتراف
- انه غاضبًا مني
انتسلت يدها عن مضخته لتسحب يده بنعومة تقبل باطن كفه قائلة
- كان كذلك .. لكنك اخترت ما اردته وبرعت فيه وهو فخورًا بك
وضعت يدها الأخرى على وجنته لتتلاقي عيناه الخاملة بعينيها المشعة ببريق قوي لتقترب هامسة في اذنه
- عزيزي .. انا فخورة بك .. و عمي وصهري وشقيقتك وطفلنا ايضًا
اختتمتها بوضع كفه على بطنها ثم ابتعدت قليلا .. تنظر الى انفعالاته .. تراقب بركانه المغلف بالعاطفة والمشاعر الاجشه .
للحظات وقف مبهوتا وكلمة واحدة فقط ترن في عقله "
طفلنا" ، ينظر الي عيناها التي تلمع مثل النجوم التي تتلألأ في السماء الحالكة ليهبط بعينه إلى كفه الموضوع على بطنها ..
صاح بعدم تصديق
- ماذا ؟
تدارك فورًا ما قاله حينما لاحظ امتعاض وجهها والخيبة المرتسمة على ملامحها .. ليغمغم بصوت خافت
- يوجد طفل هنا ؟
هزت رأسها موافقة
- نعم
مرر أنامله على خصرها وهو يتصور وجود كرة صغيرة أمام ذلك الخصر الرشيق نتاج عشقه سيظهر بعد اشهر ، رفع عيناه المغلفة بغشاوة رقيقة على وشك الانهيار في أي لحظة ليتساءل بغلظة
- اهي فتاة ؟
إن المرأة تحب رجلها ليس لأنه أقوى الرجال، ولا أوسمهم، ولا أغناهم، بل لأنه هو.. بضعفه وقوته.. والحب ليس إستعراض قوة لكنه طاقة عطاء دافئة مستمرة.
- أحمد خالد توفيق
ترقرقت عيناها أثر عيناه الغائمة بالعاطفة .. يشهد العالم ولاول مرة خالد يصبح عاجز اللسان وفاقد الاستيعاب في تلك اللحظة .. هزت كتفيها هامسه
- لا أعلم بعد ... لكن اترغب بفتاة؟
تخيل فتاة ذات خصلات رائعة سوداء وبشرة ناعمة مثل بشرتها وعيون تسقط الشباب صرعي .. تصلب فكيه فأجاب بنفي قاطع
- لا .. اريده صبيًا لا اريدها فتاة كي لا اقوم بتشديد حمايتها كما افعل معك
اجفلت بقوة من نبرته العدائية وتراقص الشرر في مقلتيه لتعبس باستياء واضح
- اهكذا تستقبل خبر حملي ؟!
زفر متنهدًا بحرارة
- اووه اعتذر
سحبها إلى ذراعيه ليميل مقبلاً جبهتها هامسًا
- شكرًا لكِ نجمتي .. شكرًا علي انك منحتي لي تلك السعادة
طوقت عنقه بذراعيها ومالت لتخطف قبلة سريعة من شفتيه لتهمس
- نحن نحبك كثيرًا دادي
تلك القبلات السريعة تطيح بصوابه .. تنفلت منه بسرعة قبل ان يخبرها ما معنى القبلات الحقيقية .. تخشب جسده من لبرهة من الوقت وغمغم بصدمة
- دادي !!
ابتسمت بدلال وهي تمرغ أنفها في عنقه
- اعتاد عليها وعلى اوامر ذلك الصغير
ضم جسدها حبًا الي جسده ورد بإستسلام
- كلي لكما نجمتي
*********
- وها هي جميلتي أصبحت نظيفة
صاحت بها ليان بظفر بعد أن انهكتها جسديًا من صراخها عن شيء واحد فقط .. انفجرت ليان في البكاء وصاحت
- حلوي
وضعت ليان السلسال الذهب حول عنقها .. الهدية التي احتفظت بها الجدة لحين قدوم الصغيرة .. اختنقت الدموع من جفنيها وهي تهمس بنفي
- ليس الآن صغيرتي .. الحلوى ضارة
كشرت الصغيرة بتهجم وصاحت بتحدي
- حلوي .. ماما
ضيقت الام عيناها وقالت بتحذير صارم
- ليان
تحولت معالم وجهها المتحدية إلى معالم بائسة ومتوسلة .. غمغمت الصغيرة بتوسل
- ماما
زفرت يائسة وهي تود الآن أن تأتي بحبيب ابنتها الان الذي بفضله تعرفت على انواع الحلويات .. العصابة المتآمرة ضدها ، كتفت ساعديها وبدأت بتحديد خيارين لتضييق سقف أمانيها
- انسي الفستان الازرق
رفعت عيناها الزرقاوتين الي امها بنظرة العطف والبريئة التي دائمًا يستسلم لها زين لكنها تابعت بحزم
- هذا إما الفستان الازرق
تأملت الصغيرة فستانها الرائع الازرق ثم عادت تنظر الى امها قليلاً بالقاء ذلك السلاح البارعة فيه دائمًا ودومًا لكن الام ابتسمت بظفر رغم تقاتل أحشاءها للاستجابة الي طلبها ..
غمغمت الصغيرة بملامح مشرقة وهي ترفع بذراعيها في الهواء طالبة قربه
- بابا
ابتسم زين بعد أن تابع بشغف المشاجرة الصغيرة بينهما وبفوز ليانه ليرفع زين يديه مستسلمًا
- ماما هي الزعيمة صغيرتي
ظهر الاستسلام علي الصغيرة لتتهلل أسارير ليان مقتربًا منها بحنان وهي تطبع قبلة علي وجنتها
- اتعلمين لما ؟
صمتت للحظات تسترعي انتباه صغيرتها
- لأنها فاسدة صغيرتي وتسوس الأسنان
عادت تطبع ليان قبلة على وجنته صغيرتها الأخرى
- لكن اليوم سنأكل كمية صغيرة من الحلوي اتفقنا
هزت ليان رأسها بسعادة لتومض عيناها ببريق لامع يشبه بريق ابيها لتلتفت الي والدها هامسه
- بابا
استجاب فورًا إلى ندائها ورفعها إلى ذراعيه قائلاً
- هيا بنا
مال إلى ليانه وقال بمشاكسة
- ارتدي الأزرق لياني
همت بالرد لتقاطعهم الصغيرة بنفي
- لا
حدق إلي صغيرته بصدمة ثم التفت اليها قائلاً
- انها تثرثر كثيرًا .. هل هي في عامها الأول ؟
هزت كتفيها واجابت
- تتعلم بسرعة عزيزي
ثم تابعت بحماس قوي
- هيا الجميع ينتظركما بالاسفل
وقفت تراقب الثنائي الجميل أمامها .. وصغيرتها التي تلعب بأناملها الصغيرة في لحية والدها واستجابة الأب للمساتها الناعمة .. لمعت عيناها بالسعادة لتجفل من نظرته المتفحصة ثم بالكاد همس من شفتيه
- ارتدي الأزرق من أجلي الليلة
اجابته بهمس مماثل
- اعدك حينما نصبح بمفردنا
عصفت عيناه بلون ازرق قوي وبقي محدقًا إلى مئزر الاستحمام وخصلاتها الندية بتوق .. حمحم بجدية
-تركت فستانك على الفراش
ثم التفت الي صغيرته وهو يميل يطبع قبلة علي رأسها
- هيا صغيرتي سنهبط للأسفل لنرى عمك خالد ماذا يفعل
هرعت فورًا الي الفراش لتجد علبة مخملية الملمس تذكرها دائمًا بالفساتين من اختياره سارقة لب عقلها .. فتحت العلبة لتجد لثاني مرة ثوب ناعم من اللون الأبيض مرفق بداخله حجاب من لون عيناه ... كتمت شهقتها وهي تنظر بانبهار إلى لون حجابها والثوب .. التقطت الكارت الصغير والتهمت الأسطر بسعادة
" ذكري عامنا الأول معًا .. أحبك ليان "
انفجرت في البكاء وهي تدقق الي خطه الأنيق بالانجليزية ثم الي خطه الركيك في العربية لاسمها .. احتضنت الثوب داخل ذراعيها وهي تغمغم بصوت أجش
- وانا ايضًا احبك
********
اخبرهما السائق الخاص بقرب وصولهما إلى منزل المزرعة .. تأمل الطبيعية الغربية والهواء البارد الذي تسلل إلى رئتيه ليلتفت إلى هند صائحًا بضيق
- هنتأخر كدة
ابتسمت هند بنعومة شديدة قائلة
- يامن اهدي .. عشر دقايق وهنوصل
زفر حانقًا وهو ينظر إلى السائق العجوز الانجليزي ثم إليهم
- انا مش عارف الراجل ده ماشي بطيء ليه ؟
يشعر بالتحفز والاثارة لمقابلة الصغيرة .. من التي من المفترض ان تصبح زوجته كما يخبرهم دائمًا لكن أحب الشعور بالمسؤولية تجاه كائن صغير وهذا ما سيحدث بعد أشهر قليلة لقدوم اخت الي عائلته .. نظر إلي انتفاخ بطن هند وبقي يعد الايام والشهور بفارغ الصبر .. انتبه إلى صوت بوق عالي بجوارهم ليرفع بعينه الى سيارة عمة كريم الرياضية الحمراء .. القي عمه سلام ثم زأر بمحركه لينطلق صوب المنزل تاركًا اياه يغلي كالمرجل .. التفت نحوهما بحدة
- شايفه عمو كريم وسلمي سبقونا
ثم عاد بعيناه الي انتفاخ بطن هند واقترب يلمس اصابعه عليها هامسًا
- امتى هتيجى النونو ؟
ربتت هند علي بطنها وقالت
- كام شهر وهتنور العيلة
تألقت رماديته بوميض فضي ليرفع عينيه إلى والده الذي يضم جسد هند الي ذراعيه ليهمس بعبوس
- كان نفسي يبقي ولد بس مش مشكلة هعلمها اللعب معايا
ابتسم راشد وهو يغمز عينه لصغيره
- واثق انت
غمز الصغير بشقاوة
- اكيد يا بوص
ثم عاد ينظر إلى طريق الريف الانجليزي .. أخبره والده أن بعض الأعمال المشتركة بين العائلتين جعلهما يقتربان أقرب إلى حياتهما وما سهل عليه ذلك هو وجود سارة ..
التفت هند اليه بعد ان لاحظت ان الصغير متشاغلاً النظر إلى الخارج
- اللي يشوفك كده ميشوفكش اول ما قولتلك الخبر
ابتسم بشرود وهو يتذكر حينما كان جالسًا علي مقعده يباشر عمله من خلال غرفة منزله لتتقدم هند نحوه وهي تتحدث بطريقة
عملية شديدة
- راشد .. انا حامل
هو لم يكن بكامل عقله .. بل منصب بكل تركيزه علي الاوراق والمحاسبات المالية واعطي فقط تهنئة باردة
- مبروك
استشاطت غضبًا من برودة أعصابه لتضرب بكلتا يديها على سطح مكتبه صائحة بوحشية
- راشد سيب الزفت ده وركز معايا .. انت معايا باللي بقوله
خلع نظارته الطبيه وراقب عضلات وجهها المتحفزة علي الأنقاض ليرد بعقل غائب
- ايوا
أصبحت على شفا أن تخرج نيران مستعرة من انفها لتصيح بتهكم
- قولت ايه ؟
ضيق جبينه بإمتعاض وبقي محدقًا في وجهها الثائر بلذة ليقول
- قولتي ايه ؟
رمت ابتسامة صفراء في وجهه وقالت ببرود
- حامل
انتصب واقفًا من مقعده ودار حول المكتب ليصبح في مواجهتها وقال بذهول
- بتتكلمي جد !!
دقت على الارضية الصلبة بقوة وصاحت بهدر
- هو الموضوع ده فيه هزار برده يا راشد
لم يجد سوي شيء واحد يثبط شراستها .. ذلك الشيء الوحيد الذي يجعل كل ثوراتها تخمد .. استجاب بتحفز وهو يسحبها بقوة إلى ذراعيه مائلاً برأسه مقبلاً شفتيها بقوة ... وعمق .. ببطء أكثر .. وعاطفة مدوخة
لهثت بشدة وهي تستند برأسها على كتفه وتحول جسده إلى كائن هلامي لم تجد سوى أن تتشبث قميصه بقوة هامسه بوهن
- راشد
غمغم باعتذار صادق
- اسف
افاق من شروده علي نظراتها الماكرة ليهمس بحرج من ذلك اليوم الذي لا تنفك الا وتذكره به
- وعلي ايه ما الطيب احسن
رمت ابتسامة باردة في وجهه
- قولت كده برده
صاح يامن بمرح
- وصلنا يا بابا
توقفت السيارة أمام المنزل ليهرول إلى الواقفة أمام المنزل صائحًا بسعادة
- سارة
احتضنته بلهفة بين ذراعيها ثم سارعت بالتحدث إلى والديه وصديقتها المقربة الجديدة هند
- حمدلله علي السلامة .. يا رب تكون الرحلة مريحة
همت هند بالرد ليصيح يامن
- هي فين ؟
تحكمت في ضحكتها لتهمس ببراءة
- جوا
لم يتردد يامن كثيرًا ليهرع الى الداخل ، عادت بعينها اليهم قائلة بترحاب
- اتفضلوا
قابلهم على الباب زين الواقف بتصلب مد راشد يده بترحاب
- مرحبًا بك يا سيد زين .. تشرفت بمقابلتك
غمغم زين ببساطة
- اهلا بك يا سيد راشد .. اسعدني وجودك ، الاصدقاء والعائلة مرحب بهم دائمًا هنا
ثم مال برأسه إلى زوجته
- مرحبًا بك سيدتي .. ارجو ان تكون الرحلة مريحة
تمتمت ببساطة
- نعم انها مريحة شكرًا لك سيد زين علي استضافتك لنا وعيد ميلاد سعيد للصغيرة
السائق تعامل ببساطة مع الهدايا الضخمة لتضعها الخادمة بعناية الذي غرفة للهدايا ..
كاد أن يرد لكنه انتبه إلى صراخ وبكاء ابنته بقوة ليلتفت نحوها ليجدها قابعة على الأرض وبجوارها الصبي المشاكس .. غمغم باعتذار
- اعذراني لحظة
اقتربت هند نحو يامن وهي تغمغم باعتذار خافت الي زين وهو حامل صغيرته لتلتفت بعتاب اللي يامن
- عملتلها ايه ؟
نفخ يامن أوداجه بحنق وصاح بقرف
- انا مش عارفة بتبكى على ايه الزنانة ديه .. ده انا يا دوب لمستها
التفت نحوها عند سماع صوتها وهي تهتف بنعومة
- بابا
راقب يامن بشغف ضم تلك الصغيرة بين ذراعي والدها وبقي متشوقًا على احر من جمر لقدوم صغيرة الى عائلته ليدللها كما يفعل الأب مع تلك .. المائعة !!
صاح بقرف شديد
- مايعة اووي
اقتربت سارة منه وهي تقرص وجنته بمشاكسة لطيفة
- شوفت بقي اللي بتصدعني بيها عاملة ازاي
ألقي نظرة عابرة نحوها وهي تنفجر ضاحكة مع مداعبات ابيها ليهتف بإشمئزاز
- ديه مش ريد فيلفت بالشوكولا دي عرق سوس بالنعناع
- ابقى شوف مين اللي هيجوزهالك
صاحت بها سارة وهي تقترب من ذلك الصغير الذي يرمق الصغيرة بشرز لـ تنظر إليه بأنفه .. غمغم بحقد
- مش عايزها
لطالما يفاجئها ذلك الصغير بكلماته .. قطبت جبينها بعبوس
- بالسهولة دي ؟
تأفف وقد ضاقت به الأرض ذرعًا من تلك الماكرة التي ترسل نظرات باردة نحوه ليهتف
- زنانة وهتصدعني .. انا مش عايز اختي تبقي زي ديه
انفجرت سارة ضاحكة لتهز هند رأسها بقلة حيلة من ذلك الصبي البالغ .. نظرت بطرف عينها نحو راشد الذي يتحدث معه أخيه لتعود النظر إلى صغيرها العابس بإشفاق وهو يبرطم ببعض العبارات الحانقة .. نفس تهكم وعبوس راشد .. كل شيء به يشبه راشد .. انتبهت إلى قدوم سلمي نحوهم وهي تصيح بمرح
- ماذا يقول هذا الشقي ؟
تهللت أسارير يامن وصاح بنعومة
- سلمي
قبلت وجنته بنعومة ثم نظرت بطرف عينها الي صاحبة عيد الميلاد
- أرأيت الصغيرة ؟
غمغم بحنق
- كابوس .. انها كابوس
وضعت كفها على شفتيها مغمغة بأسف زائف
- اووه يا للاسف .. تحملها قليلاً
عزيزي
عقد ساعديه على صدره وهز رأسه نافيًا
- لن اتحملها ولا اريد رؤيتها
- اتتحدث عن ابنتي ؟
صاحت بها ليان بدهشة وهي تكبح ابتسامة شقية تزين ثغرها .. إنتفض جسد يامن بتحفز وهو ينظر إلى ليان بود حقيقي واحترام ونظرًا لوجود سلمي لم يجد سوى أن يتحدث بالانجليزية .. اقترب منها بلباقة وهو يصافح يدها
- سيدة ليان .. من الجميل رؤيتك
عقد عقلها مقارنة صغيرة بين اول مرة رأته وتلك المرة لتجد هناك فرق بين الشرق والغرب .. ربتت على كتفه وهي تنظر الي هند بتقدير
- طفل مهذب
غمغمت هند بعبث
- انه هكذا أمامك فقط يا حماته المستقبلية
انفجرت سلمي وسارة ضاحكتين ليصيح يامن بعنف
- لا يوجد مشروع زواج .. انها مزعجة و مائعة ولا احب المائعات
كبحت بقوة تلك الضحكة لتهتف
- تعجبني صراحتك عزيزي .. اعذروني دقيقة
**********
توجهت بخطواتها الثابتة الي زين وصغيرتهما وهي تبتسم بسعادة في وجه الجميع الذي حضر اليوم لعيد ميلاد صغيرتها .. ذلك المجهود الجبار لم يكن لينفذ لولاه .. راته يدغدغ صغيرته وهي تنفجر ضاحكة بملء فيها لتقول بمشاكسة
- لقد طار اول عريس
نظر نحوها من خلف كتفه وصاح متعجبًا
- اتريدين التخلص منها الان لياني ؟
ثم صمت للحظات وهو يراقب ثوبها الأبيض الذي التف حول قدها بنعومة .. لم يكذب أنه حينما نظر اول مرة للثوب في احدى مجلات الأزياء مع بعض التعديلات التي ستجري عليها ليناسب ليان أنه سيصبح رائعًا عليها .. لكن هذا ...
عجز لسانه عن وصف بدقة إلى هيئتها ليغمغم بصوت أجش
- لياني .. تبدين فاتنة
نظرت الي الثوب ثم إليه لتهمس بمشاكسة
- تحب اللون الابيض زين
غمغم بنعومة وهو ينظر الي حجابها الملتف بعصرية حول وجهها
- والازرق
اقتربت تفصل الحواجز بينهما لتسند بذراعها على كتفه والأخرى تداعب الصغيرة التي تلعب في لحيته المهذبة لتهمس بإغواء
- الأحمر ؟
هز رأسه نافيًا
- اعشق الازرق عليكِ
ثم التفت إلى الجميع المشغولون بالحديث لتهمس
- ايوجد احد اخر ؟
أومأ موافقًا
- نعم يوجد الكثيرون
اقتحمت ليلي كعادتها بمرح إلى بهو الاستقبال وهي تشكر الرب لوجود الخادمة التي اخذت علب الهدايا منها
- مرحبًا بالجميع
التفت الي زين وعيونها تلمع بالسعادة لتهرع إلى ليلى قائلة
- مرحبًا بالثرية التي أصبحت مشغولة بالعمل
اندفع جسد صغير الي ساقيها قائلا بسعادة
- عمة ليان
هبطت ليان الي مستوي الصغيرة ومالت تطبع قبلة على وجنتيها الوردية
- اووه آنا .. كم اشتقت اليك جميلتي
طوقت آنا ذراعيها حول رقبتها لتميل تطبع قبلة على وجنة ليان
- وانا ايضًا اشتقت اليكِ
انتصبت واقفة فورًا من نظرة زين الحارقة الذي أصبح على مقربة منها .. غمغمت نحو آدم
- مرحبًا آدم .. تسرني رؤيتك
صاح آدم بمرح وهو يضم خصر ليلي نحوه
- مرحبًا ليان .. ما اخبار الأبوة زياد ؟
قبل زين ارنبة انف صغيرته الساكنة بين ذراعيه وقال وعيناه تومضان بالسعادة
- ليست سيئة
اقتحم يامن تجمعهما متوجهًا نحو الفتاة الشقراء الخجولة
- اوعي المزة الجديدة
عبست ليلي ونظرت بتفحص نحو ذلك الصبي
- معذرة !!
هزت ليان كتفيها بيأس لتتابع وهي تراه يقدم يده نحو الصغيرة قائلاً
- يامن
بتردد وخجل اكمن انا نظرت الى والديها لترى منهما نظرة مشجعة لتعود بنظرها نحو الصبي قائلة
- آنا
زفر بارتياح كونها لم ترفضه كما فعلت تلك المائعة ذات عيون زرقاء لا تشبه عيناي اللطيفة آنا ، اقترب من والداتها قائلاً
- وانتِ من المفترض ان تكوني والدتها اليس كذلك ؟
حدقت ليلي نحوه بإعجاب شديد
- من هذا الصبي الوسيم ؟
غمغم يامن بثقة
- زوج ابنتك القادم
حدقت ليان نحوه بذهول لتنظر بطرف عينها نحو هند التي هزت رأسها يائسة لتهتف بصدمة
- ده انت مصيبة
صاح صوت مرح آخر لفت انتباه الجميع
- هل يوجد من مرحبين يا اصدقاء ؟!
رفعت عينيها نحو الواقفة أمام عتبة المنزل وهي تسلم بعلبة ضخمة مثل بقيتها إلى حجرة الهدايا ... تمتمت بذهول
- لا لا .. لا اصدق عيناي
ثم اقتربت نحو زين لتدمع عيناها بفرح
- اجلبتها هي ايضًا ؟
لم يكن يريد ذلك اليوم أن يمر مرور الكرام بدون اجتماع جميع احبائها واصدقائها .. يكفي زواجه الصامت منها واعتراضها التام على وجود حفل زفاف بعد ولادة صغيرته .. غمغم ببساطة
- نعم .. انها صديقتك
ابتسمت بنعومة نحوه وقالت بتساؤل
- كيف علمت ؟
اقترب هامسًا في اذنها بنبرة ذات مغزى
- لا يوجد شيء بك لا أعلمه لياني
سارعت ليان الاقتراب من صديقتها التي أصبحت تحدثها عبر تطبيق الواتساب لتحتضنها بمودة
- نورتي البيت .. اتفضلي
ابتسمت نور امام وجهها وقالت وهي تنظر خلفها
- لم آتي بمفردي بل جلبت معي زوجان
ثم أصدرت صفيرًا عاليًا لتتقدم جاسمين بجوار كمال ومعها حقيبة ضخمة من الهدايا تم التعامل معها مع الخادمة .. همست جاسمين بحياء
- مرحبًا ليان
حدقت نحوهما ببلاهة وهي تحاول ان تعرف ما علاقة نور بـ جاسمين ... افاقت من شرودها علي اقتحام ليلي بعدائية نحو جاسمين
- أيتها الحقيرة
سارعت جاسمين بإلقاء جسدها بين ذراعي ليلي
- اشتقت اليكِ صديقتي
سبتها ليلي بعنف ثم صاحت بحنق
- اللعنة تخبرنا بزفافك ثم تختفي كالزئبق والحجة هي شهور عسل وليس شهر واحد والآن نراها دون أي طفل بجوارها
انفجرت جاسمين ضاحكة وقالت
- انتِ كما انتِ لم تتغيري
ضيقت ليلي عيناها نحوها بقوة لتغمغم
- يوجد حديث آخر بيننا
ألقت سلمي نفسها بين ذراعي جاسمين لتصيح موبخة
- سنعاقبها بقسوة ليلي .. وانت كمال ستعاقب على ما فعلته بصديقتنا
حدق كمال نحوهما بدهشة وصاح
- انا .. لم افعل بل هي التي جعلتني الف البلاد لتوافق علي
ربتت ليلى على كتف جاسمين قائلة بفخر
- إنها صديقتي
توجهت جاسمين نحو ليان لتعانقها بمحبة وبقت ليان تحدق في جاسمين .. إنها متفتحة وسعيدة بوجود كمال بجوارها .. غمغمت جاسمين باشتياق
- اشتقت لكما عزيزاتي
صاحت ليان بتساؤل
- كيف تعرفتما على نور
اقترب كمال ضامًا جسد جاسمين بين ذراعيه لينظر إلى نور بامتنان
- نور هي السبب لجمعنا معًا
حدقت ليان نحو نور وقالت
- مصلحة عاطفية ؟!
اتسعت نور ابتسامتها وهي تهز رأسها موافقة لتهتف ليان بتوجس
- هل اتيتِ بمفردك ؟
هزت رأسها نافية
- لم اتي وحدي لكن أمير قال ان سيركن سيارته .. ااه ها هو قد جاء
صاح أمير بمرح
- صباح الخير للجميع ... اين هي صاحبة عيد الميلاد ؟
رفع زين يد ليان وقال
- هنا
اقترب امير ضامًل، جسد الصغيرة بين ذراعيه ويا للدهشة لم تصرخ .. لم تبكي .. بل بقت تحدق به بفضول حتى استسلمت لمداعباته وهي تسمعه يقول
- انظري لتلك الصغيرة .. انها رائعة
اقتربت ليان نحو نور لتمسك كفها وهي تري عيناها تنظر بسعادة إلى العلاقة الرائعة التي تكونت بين صغيرتها وأمير
.. انتبهت نور نحوها لتهمس ليان
- طمنيني عنك
غمغمت نور بثبات
- أملنا كبير في ربنا .. والحمدلله على كل حال
تلعثمت ليان للحظة وهمست بحرج شديد
- انا .. انا
انفرجت أسارير نور وصاحت بسعادة تملع من عيناها
- حامل .. باركيلي
غمغمت ليان بدهشة
- بجد ؟
اسرعت معانقتها وهي تسيل بالتهاني والقبلات لتهمس نور بصوت متحشرج
- بعد ما رضيت باللي ربنا كتبهولي .. ربنا طلع كريم اوووي معانا
تشبثت ليان بيدها أكثر لتستمع إلى صوت علياء المرح
- هيا يا رفاق .. يبدو أن صغيرتنا شعرت بالضجر
*******
راقبت بعيون فخورة الي زوجها الذي يلبي طلبات اميرة الحفل .. جميع من تعلمهم متجمعون حول احتفال طفلتها لعامها الأول .. لم يخلو الجو من مشاكسة يامن نحو الجميع وبعض المزاح الثقيل من خالد لسالم ، للحظة تمنت وجود البقية .. وجود العم زيدان الذي تحجج بالسفر إلى لندن لعمل هام .. والدتها ووالدها ثم ندي وطفلها وابن عمها ... أغمضت جفنيها وهي تزيل دمعة حارة التي هبطت بخبث الي وجنتها لتهتم بالجميع من حولها وحينما هم الجميع بترديد عبارات عيد الميلاد قاطعهما صوت رجولي
- هل ستبدأوا الاحتفال من دوننا ؟
وقع على مسامعها صوته .. ارتفعت عيناها نحو زين الذي ابتسم في وجهها لتلتفت الي أبيها ووالدتها وعم زيدان و.... عم حمزة !!!
هرولت الي ابيها وهي تسارع بمعانقته بمحبة
- بابا
ضمها ابراهيم بين ذراعيه ومال يقبل جبهتها بحنان لتهمس بصوت متحشرج
- وحشتني جدًا
- وانتي اكتر يا بنتي
ثم استدارت نحو والدتها لتغرس نفسها بين ذراعيها .. مغمغة
- وحشتوني اووي
مسحت سعاد دموعها العالقة وهمست
- وانتي اكتر يا قلب ماما
رأت سارة هي الأخرى تسرع بإحتضانهما معًا في آن واحد لتبتسم في خفة وهي تقترب من الرجل الأشيب صائحة بسعادة لقدومه
- عمو حمزة
ابتسم مرحبًا وهو يحتضن كفها بين يده بمحبة
- كل سنة وهى طيبة
هزت رأسها بإيماءة
- وحضرتك طيب .. غيبت فترة طويلة اووي
ابتسم بحنان وقال بنبرة ذات مغزى
- كنت في فترة تقاعد .. مهمتي وقتها انتهت
احمرت وجنتيها وهي تتطلع بعيناها نحو زوجها الذي رحب بحرارة إلى عائلتها ... خفق قلبها حبًا وولعًا نحوه .. لتعيد النظر الى ثوبها ثم اليه ..
صاح زيدان حينما اقترب مقبلاً وجنتي حفيدته ليان
- انظروا ماذا أحضر جدو اليوم لعيد ميلاد صغيرته
تطلعت ليان بانبهار إلى كعكة أكثر ضخامة من السابقة .. لتصفق يدها بمرح
- حلوي
مال يقبل جبهتها هامسًا
- عيد ميلاد سعيد صغيرة عائلة الحديدي
التفت ليان نحو والدتها هامسة
- ماما
ابتسمت ليان وهي تقترب من صغيرتها تشير بيدها إلى مقدار صغير
- قطعة صغيرة
هزت الصغيرة رأسها بسعادة وهي تصرخ بسعادة ليستمعا إلى صراخ علياء الحانق
- ستفسد الحلوي .. هيا
تأبطت ليان ذراع زوجها لترفع بأناملها تطبع قبلة ناعمة على وجنته هامسه
- شكرًا واحبك
عيناه تبوح بالكثير .. الكثير مما ستحظيه حينما يصبحان بمفردهما .. دندن الجميع بسعادة كلمات عيد الميلاد ..
رفعت عيناها نحو السماء ثم الي الجميع هامسه " لقد حققت امنيتك جدتي .. المنزل لا يسوده سوي الحب والدفيء وهذا ما ساحرص عليه في اعوامي القادمة "
انتبهت الي ذراع زين الذي أحاط خصرها .. لتنظر الي ليان التي تصرخ بمرح مع عمها وشقيقتها .. صاح بصوت قوي جاذبًا انتباه الجميع
- اود ان اجذب انتباهكم يا اصدقاء
رفعت عيناها نحوه لتجده عيناه تلمع بسعادة وعطاء شديد .. استرسل بصوت هاديء
- قررت انا وليان اقامه حفل زفاف تعويضًا عن المرة السابقة وبما أن الجميع هنا اردت ان اعترف ان ليان لها فضل كبير علي ما اصبحت عليه الان
صفر كلا من خالد يامن ودوي تصفيق حار من الجميع ليحتقن وجه ليان خجلاً حينما صاحت سارة بوقاحة
- اين ستقضيان شهر العسل ؟
زمجرت بين انفاسها
- سارة
ابتسم زين ورد بلطف
- سنذهب الي بلد احببت رؤيتها للمرة الاولي
انهالت مباركات من الجميع وكأن حفل عيد ميلاد تحول الي ذكري احتفال زواجهما .. عادت ليان القديمة التي تخجل من اي اطراء او تعليق وقح وكل ذلك بفضله .. بالكاد تخلصت من الحشد لتقترب منه هامسه بقلق
- ماذا عن ليان ؟
ضم وجنتيها بين كفيه وهتف بصوت ناعم
- سيهتم بها الجميع .. لا تقلقي لن تبكي .. السفر لمدة اربعة ايام اريدك ان تستغليه جيدًا كي اجلب زياد
دفنت وجهها في عنقه وهي تغمغم بحرج
- لا اريد ان اصاب بزيادة الوزن مرة اخري زين
لثم جبهتها بعمق واجاب
- احب قوامك ليان
ثم مال هامسًا في اذنها بوقاحة
- وضعت في الحقيبة عدة منامات زرقاء جديدة علي ذوقي عوضًا عن الذي اتلفته بيدي
ضربته علي صدره موبخة
- زين
اجاب بنبرة اجشة
- احب الازرق عليكِ
اراحت رأسها تستمع الي نبضات قلبه الخافقة من اجلها .. تعشق ذلك الرجل وبقوة .. لم يكذب حينما اخبرها انه روحها ، استمعت الي ضحكات صغيرتها بصوت ناعم
- بابا
غمغم زين بسخط
- ذلك الطفل بدأ يثير سخطي
راقبت ليان صغيرتها ويامن .. تتعجب من استسلام صغيرتها للصبي لترفع عيناها نحوه هامسة بمشاكسة
- انها مستمتعة معه
اقترب يامن نحوهما وهو يضم جسد الصغيرة بعناية بين ذراعيه ليقول بجدية
- سيد زين .. سيدة ليان ، اعتذر واسحب ما بدر في كلامي سابقًا .. تلك الطفلة المسماة بـ ليان مزعجة ومائعة ولكنها شرسة وهذا اكثر ما احبه في الفتيات
نظرت بطرف عينها الي نظرة العداء الخالصة من زين الي الصغير .. لتهتف بسرعة
- وماذا عن آنا ؟
صمت للحظات ثم هتف بصراحة
- انها خجولة اكثر عن اللازم ..ثم كنت افضل ان يكون شعر ليان اسود لكن لا مشكلة بالشعر الاشقر ما دامت ستتحدث بالعربية مثلي
لاحظ ابتسامة صغيرة تشق شفتي ليان لينظر الي حماته المستقبلية بأمل
- اذا .. هل ستوافقون علي طلب زواجي ؟
- اعتذر يا صغيري لكن الطفلة ستتزوج بأبني
التفتت ليان الي الصوت المرح الذي صدح خلفهما لتصيح بدهشة
- ندي !!
ابتسمت ندي وهي حاملة طفلها الصغير لتهمس بأعتذار
- اسفه علي التأخير لكن للاسف العربية عطلت بينا واحنا في الطريق
هزت رأسها بتحيه نحو شهاب ثم التفت الي ابراهيم الصغير الذي يقارب عمر ابنتها وهمست بإنبهار
- يا ربي ما شاء الله .. حبيب عمتو ده يا ناس
صاح يامن بعبوس
- لا .. الفتاة لي .. وسأتزوجها
انفجرت ليان ضاحكة وهي تهتف بمشاكسة نحو زين
- إنه مُلح علي طلبه
اقتربت هند محرجة منهما وصاحت بعتاب
- يامن
التفت يامن بحدة وهو يضم الصغيرة التي تعبث في خصلات شعره الطويلة ليقول بجدية
- هند .. قوليلهم اني جد في كلامي
مالت ليان نحو يامن وهمست بعقلانية
- حسنًا يا زوج ابنتي المستقبلي .. سانتظرك حينما تكبر بعد ٢٠ عام ونري ان كنت تريدها حقًا ام لا
هز يامن رأسه موافقًا
- موافق
ارسلت غمزة سريعة الي زوجها ثم التفت الي هند وبادرت بمشاكسة
- بشبهه عليكي
انفجرت هند ضاحكة وهي تضم يدها حول بطنها لتهز رأسها نافية
- اووه لا ده كان زمااان
ثم تابعت بعيون لامعة وهي تراقب راشد الذي اختلط بالرجال وخصوصًا سيد زيدان
- انا مش مهتمية غير بعيلتي اللي حواليا وربنا يقدرني واسعدهم دايمًا زي ما بيسعدوني
صاح صوت زين بقوة
- ليان
همست بعبارات خافتة نحو هند
- خدي راحتك .. عن اذنك
اقتربت من زين الذي سحب ذراعها متوجهًا بها نحو الخارج وهي تسير بجواره في طواعية .. فتح باب السيارة لتجلس الي مقعدها ثم دار حول السيارة يتخذ مقعده خلف المقود ينطلق بسيارته خارج المنزل .. بل خارج القرية لتهتف ليان
- الي اين ؟
بقي محدقًا الي الطريق امامه وقال ببساطة
- سنهرب الان
تمتمت بذهول
- ماذا ؟
وكأنها لاتعلم
وكأنها جاهلة بما يبوح عيناه
تلك العاطفة .. ذلك الوعد القادم من عيناه .. تلك الذبذبات التي بينهما .. رفع عيناه نحوها وهمس
- لا اريد اضاعة ساعة واحدة لتلك المدة القصيرة
عبست متسائلة
- الحقائب ؟
رد ببساطة
- في حقيبة السيارة
لاحت عليها ذكري قبلته التي اذابت عظامها داخل سيارته .. تلك القبلة التي تود اعادة تجربتها الان في السيارة علي قارعة الطريق .. اقتربت تضع يدها علي كفه الموضوعة بحرة علي فخذه لتهمس بسعادة
