رواية جزيرة الغموض الفصل الثامن8 بقلم اسماء اسامه

رواية جزيرة الغموض الفصل الثامن8 بقلم اسماء اسامه
بعد بضعة ايام لم يحدث بهم اى جديد .

كانت "وجد" ووالدها واقفان خلف احدى المنازل حيث لا يراهم اى احد ... ينتظرون "موراى" .
لم يمض سوى دقائق معدودة وكان موجوداً يقف امامهم .

نظر اليهم جيداً فى تمعن وخاصتاً "وجد" فقد شعر بالضيق الشديد تجاه تلك الملابس رغم انه غير معتاد على الملابس التى ترتديها لكنه تضايق عندما ابدلتها الى ملابس اخرى اقل احتشاماً ، حسنا لقد كانت هيئتهم مختلفة قليلاً فى تلك الملابس ، حتى هو لم يستطع التعرف عليهم بسرعة .

كانت "وجد" ترتدى بنطالاً واسعاً للغاية وفوقها قميصاً واسع وطويل الى منتصف قدمها ، وفوقها حجاب صغير ، وترتدى عدسات لاسقه فى عينها وفوقها النظارات ، وماسكاً على فمها وانفها ، حيث لا يستطيع اى احد معرفتها .

لم تكن تريد ان ترتدى تلك الملابس حتى ان والدها كاد يمزق تلك الملابس لكي لا ترتديها من شدة غيرته عليها لكن مع اصرار "موراى" ارتدتها على مضض .

اما "اكرم" فقد كان يرتدى بنطال من خامة الجينز الاسود وفوقه قميص اسود ، وكان يرتدى مثل "وجد" ايضا ماسك ونظارة وعدسات لاسقه ، الى انه ارتدى قبعة على راسة لكى لا يراه احد .

: هكذا جيد جداً لن يستطيع احد التعرف عليكم .

نطق "موراى" بتلك الكلمات على مضض منه وذهب وهم وراءه ، حتى وصلوا الى احد المطارات الدوليه التى فى روسيا .

ثم قام بإعطائهم التذاكر وجواز السفر الخاص بهم .

: تفضلا هذا طلبكم .... سأذهب الان ولا تقلقوا لن أترككم سأراقبكم من بعيد واذا حدث اى شئ سأتواصل معكم .

اكرم 
: شكرا جزيلاً لك موراى لقد ساعدتنا كثيرا رغم عدم معرفتك بنا لا اعلم كيف اوفي حقك هذا .

موراى 
: انت لا تعرفنى لكن لا تخف ثق بأنى أعرفك حق المعرفه ... فالتوفي حقى بأن تذهب الآن وتعتني بأولادك وكن حريصاً جداً هذه المره لأنه ليس كل مره سأكون موجوداً لحمايتكم ..

:حسناً يا بنى فى أمان الله .

هبط اكرم من السيارة ، فنظرت "وجد" الى "موراى" بهدوء فوجده ينظر باتجاهها فقالت بخجل واحمرت وجنتها وعيناها فى ما ينذر بهبوط دموع غزيره .

: شكراً لك يا صديقى ... ثم نظرت له وسقطت دمعه يتيمه من عينها واكملت ... لن انساك ابداً .

: ولا أنا لكن لا تخافى فلنا لقاء أخر أعدك .

: وأنا أثق بوعدك ... الى اللقاء قريباً .

ثم لوحت له بيدها ببتسامه لم تظهر من خلف الماسك وذهبت خلف والدها  .

ولكنها تعجبت عندما نظر امامه وسار بالسياره دون الالتفات لها والتلويح لها هى الاخرى .

نظر الشرطى الى ملامحهم جيداً والصور الموجودة فى جواز السفر وذلك الاسم المستعار .

الشرطى
 : انتظرونى هنا دقيقة من فضلكم .

نظرت وجد لابيها بقلق مما قاله الشرطى .

فقال اكرم بهمس محذراً 
: قومى بالاتصال على موراى واخبريه بما حدث لكى يأخذ حذره ويكون مستعداً فى أى وقت .

: حسناً .

كان يقف فى مكان بعيد قليلا عن المطار فوجد اتصال من "وجد" فنظر بقلق لقد تركهم للتو فماذا قد يكون حدث فضغط على زر الاجابه .

قال وقد سيطر عليه القلق 
: وجد ما الذى حدث اخبرينى بسرعه .

قالت بصوت منخفض لكى لا يسمعها احد غيره
 : موراى لقد نظر الشرطى الى جواز السفر وظل يحدق بنا بنظرات غريبه وغير مريحة بالمره ثم قام وقال ان ننتظره هنا نحن غير مطمئنين ابداً ، موراى هل تأكدت جيداً أن تلك الجوازات اصليه ام ماذا اخبرنى ارجوك ؟ .

 : اقسم انها اصليه مئة فى المئة انا متأكد من ذلك ولا احد يستطيع معرفة ان من فيها لي انتم انظرى لا تقلقى وانا قادم اليكم ولا تغلقى المكالمة حسنا .

قال هذا ببعض الثبات لكى لا يخيفها ولكن بداخله قلق للغاية .

فقالت وقد ردت اليها بعض الطمأنينة من جديد
: حسنا .

وبعد ان انها هذه المكالمه ذهب الى قصر الزعين

ودلف الى المكتب الخاص بالزعيم بعد ان اذن له بالدخول .

 : انا اسف جدا يا زعيم ، لقد بحثنا فى روسيا كلها ، ولم ‏نترك شبراً على الارض الى وبحثنا عنهم فيها ،
‏ ولم نجدهم بعد ... يبدو انهم قد خرجوا من روسيا
حقاً ول.... 

قاطعه "لوسيفر" قائلا بغضب جحيمى 
: كيف خرجو لماذا عينتكم اذا ابحثو جيدا مرة اخرى انا اعلم انهم مازالو هنا فى روسيا ... هم وحدهم لا يستطيعون الخروج ابحثوا مرة اخرى ، لا تأتى الى هنا مره اخرى الى وهم معك ، هيا اريدهم احياء ... مفهوم .

موراى بطاعه مصطنعه وبداخله غضب لو اطلقه على الذى امامه لاحرقه
 : اوامرك سيدى .

وخرج من المكتب ، لا بل من القصر كله ، ذاهباً الى المطار مرة أخرى بسرعة جنونيه يبحث عن طريقه اخرى لإلهائهم ...

وفى نفس تلك اللحظه ...

جلست "وجد" فى مكانها بجانب والدها ، وقبل ان تقول لوالدها ما قاله لها موراى ، سمعو صوت الشرطى وهو يقول
 : تعالو معى الى المكتب .... ثم قال مطمئناً ... نحن فقط نجرى بعض القوانين اللازمه والضروريه ... لا تقلقوا .

ولكن هذا الحديث لم يطمئنهم ابداً بل زاد خوفهم من القادم .

فكانوا يسيرون خلف ذلك الشرطى حتى اوقفهم امام باب ما ... ثم قام بطرقه عدة طرقات متوازيه قبل ان يسمع احدهم من الداخل يقول
 : تفضل .

قام الشرطى بفتح الباب ودخل ودلفوا ورائه .

كان هناك احد يجلس خلف المقعد الموجود فى المكتب وظهره موجه لهم ... 

ولكن كانت اكبر صدمه لوجد فلقد تعرفت عليه بعد ان ادار المقعد بجهتهم ببطئ شديد موتراً للاعصاب .

إن ذلك الرجل خلف المقعد لم يكن سوي "ماركوس" الحفيد الاكبر للوسيڤر .

نظر"اكرم" الى ابنته بقلق ولكن ما زاد قلقه اكثر ... تلك النظرات الفزعه التى قد ظهرت على ملامح وجهها .

فلم يكن يعلمون ان ذلك الشرطى تابع للمافيا .

تعليقات



<>