رواية جزيرة الغموض الفصل الثاني عشر12 بقلم اسماء اسامه

رواية جزيرة الغموض الفصل الثاني عشر12 بقلم اسماء اسامه

       فى قصر ديڤا ...

لوسيفر

: كيف يمكنها الهروب منكم يا أغبياء وهى بتلك الحاله .

مايك

: اقسم لك يا زعيم لا نعرف كيف هربت لقد راجعت كل الكاميرات مرات عديده لكن لم الاحظ اى شئ يثير الريبه .

: كيف هذا .. يعنى انها لم تهرب وفقط اختبأت لكنكم بحثتم جيدا ... او ساعدها احد يعرف مداخل الكوخ جيدا ، ولكن للأسف لا احد يعرف مكانه غيرنا اذا كيف خرجت .

كان ماركوس يسال ويجيب نفسه فى حيره شديده .

: ما نحن متاكدين منه جيداً انها لم تخرج من البلده ولا والدها .

: فقط لا تقل والدها لااااا تقل .

قام الزعيم بقلب الطاوله وجعلها رأسا على عقب من كثرة الغضب .

: موراى فلتأمر الجميع بمراقبة كل مخارج ومداخل البلده لا تجعل احدا يخرج او يدخل بدون اذنى فهمت واشرف بنفسك على الرجال لا اريد اى غلط صغير حتى وان حدث شئ فأنت اول من ستحاسب .

: لا تخف يا زعيم سيكون كل شئ على ما يرام .

: يمكنك الذهاب الان .

: حسنا .

خرج موراى على عجلة من امره ليخبر المنتظرين بأخر الاخبار .

*~~~~~~~*~~~~~~~*

كان "اكرم" يجلس على الفراش وبجانبه "وجد" وهو يمسد على شعرها ذهاباً وإياباً بهدوء حزين .

: يالك من فتاة بائسه يا صغيره لقد ذهب شعرك الجميل كيف كان حالك وهم يفعلون بك هذا حقا لا اريد التخيل ، لقد كان اكثر شئ تحبينه فى حياتك كنتِ دائما تقولين شعرى هو كل ما املك ، عندما كان يمزح احد معك ويرجحو لكى شيئين من بينهم شعرك كنتى تختارينه حتى لو كان الشئ الاخر هو انا ، كنت اعلم انك كنت تمزحين لكنى كنت اتاكد مدى حبك له .

نظر لها فى شرود وابتسامه حزينه للغايه واكمل .
: اتذكر من اكثر من ستة سنوات كان شعرك طويل للغايه كان يصل الى منتصف قدمك كان اخوتك دائما يستغربون ان شعرك به نفس التموج الذى فى شعرى حتى نفس اللون اما هم فشعرهم مثل والدتهم منسدل بدون تموج ، ههه واتذكر ايضا عندما حاول "احمد" الانتقام منك لانك قمت بكسر هاتفه وقام بقص شعرك ووضعه بجانبك وعندما استيقظتى كنتى تبكين مثل الفتاة التى عمرها سنتين وتمسكين شعرك وكأن احد عزيز عليك قد مات كنت عندما امر بجانب غرفتك صدفه كنت اسمع صوت انينك وعندما افتح الباب اراكى تمسكين به فى حسره جلستِ فى ذلك الوقت شهرين كاملين لا تتحدثين مع "احمد" رغم انه حاول كثيرا مصالحتك لقد كان يحبك كثيرا لكنك كنتِ عنيده مع ان شعرك قد كبر اكثر من الاول ، تعلمين ..... لقد كنت احزن كثيرا عندما اراكِ تبكين حتى ولو على شئ صغير كنت اشعر بقلبى ينقبض وكان فى بعض الاحيان ابكِ معك . 

كان يمسد على شعرها وهو يتحدث معها على ذكرياتهم سوياً ومع العائله وكأنها تسمعه وهو ينفعل مع الذكريات كأنها ما زالت حديثه ، وعندما وجد انها ساكنه تماما وانه يتحدث مع نفسه طوال الوقت ، تنهد تنهيده طويله وفرت معها دمعه يتيمه من عينه ، لكنه مسحها بسرعه وكأن احد سيراه فى تلك الغرفه  التى لا يوجد احد بها غيرهما .

&&&&&&&&&

              ( فى صباح اليوم التالى ) "وجد"

فتحت عينى بصعوبه وانا ارمش بعينى بسرعه لوجود ضوء شديد قد جاء على عينى وكأن احد يمسك جفونى ولا يريد تركها ، اشعر كأن كل قطعه من جسدى قد تكسرت وكأنى كنت واقفه امام سياره حديثة وجائت باكثر سرعة عندها واحتضنتنى ااااه .

نظرت حولى بإستغراب ولا اتذكر اى شئ قد حدث لى وكأن ذاكرتى قد مسحت تماما من عقلى ، اين انا ؟؟! وما تلك الغرفه الغريبه التى وللمره الأولى أراها ، لكن ما اخرجنى من شرودى تلك الرائحه المحببه الى قلبى التى لم ولن أنساها أبداً طوال حياتى رائحة خاصه لشخص ما احبه كثيرا ويجلس فى اعماق قلبى ويتربع ايضا ومتاكده من انه لن يخرج منها ابدا ، اشعر وكأنى ما زلت نائمه وانا الآن احلم ، كانت يداى الاثنتين لا اشعر بهما واشعر بأنهم غير موجودين من الأساس ، حاولت بكل جهدى ان احرك يدى اليسرى لكن بلا جدوى ، وكأن احداً يمسكها بكل قوته وكأننى سأهرب ، نظرت بجانبى فإذا بشخص يمسكها فعلا ولا اتوهم ، ذلك المظهر من الخلف لا يمكننى نسيانه ابدا ، شعر يشبه شعرى ههه واين هو الان لكى اقارن بينهم ، حاولت تحريك يدى الاخرى ولكن كانت ملفوفه بشئ ما لا اعلم ولا اريد التفكير ما هو لان راسى تؤلمنى لوحدها ، الان تاكدت انى فى حلم ما الذى جاء بأبى الى هنا من الاساس لكن عندما قام من مكانه مفزوع ونظر لى وشعورى بذلك الحِضن حينها علمت انها حقيقه وليس حلم .

                             "اكرم"

كنت نائم ولا اشعر بمن حولى وانا ممسك بيد صغيرتى وكانها ستذهب فقط كنت اريد الاطمئنان عليها لأنى اشعر وكأنها ستذهب بأى وقت مرة اخرى .

لكنى شعرت بها وهى تتحرك اسفل يدى فشعرت انى اتوهم بالتاكيد لكنها حاولت كثيرا ان تسحب يدها من يدى وفى كل مره كنت اقول لنفسى انى اتوهم حتى قررت ان اقوم واتاكد بنفسى ، وعندما قمت ووجدت انها مستيقظه فعلا ولا اتوهم كما كنت اقول ، كنت فى حاله من الصدمه والفرحه العارمه ولم اعى بنفسى سوى وانا احتضنها بكل قوتى ولم اتركها الا عندما سمعت صوت انينها من الوجع .

: وجد قلبى ، حبيبة والدك ، صغيرتى ، هل انت بخير ، هل تسمعيننى حقا ، لا اصدق نفسى انتى حيه حقا لا اصدق ، انتظرى يجب ان اتاكد ، لكن كيف ، اجل اجل "مسك" الانسه "مسك" ، انتظرينى حبيبتى سآتى حالا ... لا .. لا تقلقى حسنا سآتى بالتأكيد سآتى .

كنت اتكلم بارتباك شديد ولا ادرى ماذا افعل حتى تذكرت ان الطبيبه "مسك" اصرت ان تبيت هنا الليله لرعاية "وجد"رغم انى اعترضت كثيرا كون اننا رجلان فى البيت وهى فتاة وحدها لكن مع اصرارها وافقنا والحمدلله انها اصرت الحمدلله .

خرجت بسرعه وانا اطرق على باب غرفتها بقوه حتى خرجت وعلامات القلق باديه على وجهها بوضوح .
: ماذا هناك يا سيد "اكرم" هل حدث شئ لــ "وجد" هل انت بخير لما تطرق بتلك القوه ما الذى حدث .

: "وجد" ... "وجد"... 

: ماذا بها "وجد" فالتتكلم ارجوك .

: لقد استيقظت وجد استيقظت يا مسك استيقظت لا اصدق .

وعلى ذلك الصوت خرج "موراى" وعندما سمع الجمله الاخيره تهللت اسارير وجهه بفرحه ، ودخلنا جميعا الاطمئنان عليها.

 
                        فى الداخل ...

قامت الطبيبه بفحصها جيدا والغريب انها كانت صامته ولم تنبث ببنت شفه ، وبعد قليل من الوقت طمأنتنا عليها اخيرا .

: وجد حبيبتى هل تسمعيننى تحدثى معى يا صغيرتى .

وهنا كان قد فاض بها الكيل حقا فانفجرت فى البكاء فى ثوانى بكاء لم اراها من قبل تبكى بتلك الطريقه المفزعه فاحتضنتها بسرعه ولم تصمت الا بعد نصف ساعه متواصله من البكاء .

نظرت لها بإبتسامه حزينه .
: وجد حبيبتى لا تخافى انا معك يا صغيره لن يأخذكِ احد منى مرة اخرى ثقى بى ، هيا يا حبيبة ابيك قولى لى ماذا حدث لك ، هيا يا وجد قلبى هيا ، ماذا حدث .

نظرت لى بتلك النظره التى اخترقت فؤادى كسهام قاتله لا ترحم نظرات لن ولم انساها طوال حياتى .

: ابى انظر لقد احرقوا شعرى وقطعوا اظافرى وضربونى وشوهوا وجهي لم اعد اتحمل لم اعد اقسم لم اعد اتحمل ، ااااااااااااه .

واجهشت فى البكاء مرة اخرى فقلت وانا احاول تهدأتها بكل ما اوتيت من قوه لأننى سأبكى بجانبها إن استمرت بهذه الطريقه .

: صغيرتى لا تحزنى ولا تقلقى على شَعرُك سأجلب لكى كل منتجات العنايه الخاصه بالشعر إن تطلب الأمر لا تقلقى وسيكون افضل من الاول بكثير وسيكبر كالعاده حسنا يا وجد ابيك ، اما عن ظفرك هل تتذكرى عندما كنت صغيره ووقعت السكين على قدمك وكسر ظفرك كنت تبكين حينها كثيرا لكن بعدها بقليل من الأسابيع كان يكبر وهذا ايضا سيكبر وجروحك ستصبح افضل ، لا تقلقى حبيبتى ثقى فى والدك يا سكرتى ثقى بى فقط ، حسنا .

نظرت لى بنظره لم اتحملها ابدا يوجد بها الكثير من الخذلان الغير مبرر .

: ههههه ظفر وشعر وجروح هل تمزح معى حقا قل لى انك تمزح معى ، وماذا عن حروق روحى ، وماذا عن تفتت قلبى ، وماذا عن كسر احلامى ، وماذا وماذا وماذا ها كل هذا لماذا كل هذا هل هذه ايضاً ستكون بخير وكل هذا ليس لى ذنب به كل هذا بسببك انت .

واشارت على بإصبعها فى اتهام وانا مصدوم من هذا الكلام الذى تقوله وعينى تذرف الكثير من الدمع لعلها تحن وترحمنى من ذلك الكلام الذى يأتى على هيئة خناجر فى منتصف قلبى لكن لا لم ترحمنى واكملت قائله ودموعها تسبقها ، والجميع يشاهد ويسمع ويبكى .

: كل هذا بسببك وبسبب تلك المنظمه الغبيه التى تعمل بها لا اعلم ما هى وماذا تعمل بها ولكن ما اعلمه جيدا ومتأكدة منه انه بسببك خسرت اربع سنوات من حياتى فى العذاب المستمر ، متأكد انه بسببك عشت اكثر اربع سنوات الماً فى حياتى ولا اعلم ما القادم ، اعلم انه بسببك عشت فى جزيرة ملعونه ثلاث سنوات كاملين واكثر ايضا حتى صرت ملعونة انا ايضا ، عشت الكثير مما لا تتحمله انت شخصياً ، وكل هذا بسببك وبسبب منظمتك التى لا اعلم عنها شئ من الاساس هههههههه اتعذب ويضيع من حياتى اربع سنوات كل هذا لشئ لا اعلم عنه بتاتاً غريب صح ، لا ليس غريب حتى اهلى من فعلو بى ذلك فكيف لا اشك فيك انت وانت لا تقرب لى بأية صله هههههههه ها قل لى الان بعد كل هذا كيف اثق بك وقد قمت بالتضحية بى من أجل شئ ليس له قيمه عندى .

كانت تسأل وتجيب على نفسها وهى تبكى وتضحك فى نفس الوقت بهستيريه ، تفعل كل شئ وتناقضه اما انا فلا استطيع وصف حالتى فقد وقعت فى بئر من الصدمه ولا استطيع الخروج منه .

: هيا تكلم برر لى وانا سأصدقك لا تقلق اقسم بأنى سأصدقك لكن تكلم فأنا اعلم انك لا تستطيع فعل لى اى شئ وأعلم ايضا انك تحبنى اليس كذلك ارجوك برد تلك النار التى فى قلبى .

كانت بين كل كلمة واخرى تجهش من قوة بكائها ولا تستطيع اخذ انفاسها ، وفى نفس الوقت رن هاتف "موراى" فنظر الى "وجد" وعينه مليئة بالدموع وعندما استوعب الشخص الذى على الهاتف وقام بسرعه وخرج ، نظرت له "مسك" بإستغراب ومسحت دموعها هى الاخرى ثم القت نظره اخيره لهم وخرجت وراءه .

اما عن اكرم فاحتضنها بحسره على ابنته التى لم تعد تثق به وهو يجهش ببكاء رجل يتألم على تألم صغيرته بكاء تنفطر له القلوب .

: اعلم ان قلبك ابيض ونقي وستصدقينى ، لكنى تالله لم اكن اعلم ان كل ذلك سيحدث لم تسعفنى مخيلتى لتوقع ما قد يحدث حتى انى طوال هذه المده لم اكن اعلم اين انتى لم اعرف سوى منذ فتره قليله فقط .

: هناك اشياء كثيره تدور فى عقلى مثلا لما الاحداث متشابهةً هكذا يعنى كيف وجدتنى وكيف عرفت لوسيڤر ولماذا يبحث عنك وعن تلك المنظمه ولماذا انت فقط من بين كل اعضاء تلك المنظمه ولماذا انت من بين كل البشر من وجدتنى ؟؟! وكيف ولماذا والكثير والكثير من الاسئله .

نظر لها بهدوء وهو يعلم انه لا جدوى من الفرار هو يعلم جيدا انها شديدة الذكاء ودقيقة الملاحظه حتى وهى فى اشد حالاتها ضعفاً وما زالت تفكر حقا اخشى عليها من ذلك  التفكير الزائد حتما سيأدى الى هلاكها يوماً .

: سأقول لكِ لكن يجب ان تهدئى اولاً وتأكلى جيداً لتستعيدى عافيتك صغيرتى وبعدها سأشرح لكِ كل شئ .

نظرت له بقلة حيله وتعب لأنها تريد الراحة حقاً .

: حسناً

خرجت ورأسى فى الارض ولا اعلم ماذا افعل بعد ذلك فوجدت الطبيبه فى الخارج تضع الطعام على احد الصوانى ثم خرجت .

: اين هو "موراى"

نظرت لى بتوتر غريب .

: لقد ج..جاء اليه اتصال عاجل فخرج سريعاً ويقول لك انه سيتأخر قليلاً .

نظرت لها فى شك ثم قلت بعدها بتفهم .

: حسناً كما يشاء .

: يوجد طعام على الطاوله لك يمكنك تناوله وانا سأدلف لـ"وجد" لكى تأكل .

: حسناً .

 بالداخل "مسك"

: اهلا يا "وجد" ، لم استطه التعرف عليكِ جيداً لكننى كنت مشتاقه كثيرا الى التحدث معكِ من كثرة كلام والدك عنك وحبه لك الظاهر فى عينه وضوح الشمس .

وضعت امامها الطعام وهى تنظر الى فقط ولا تتكلم وانا اطعمها بيدى ، اشعر وكأن نظراتها تلك خاويه لا يوجد بها لمعان يبدو انها تألمت كثيرا بما يكفى لجعلها جسد بدون روح ، من أكثر الكلمات التي أجد فيها ألم هي تلك التي يُخبر الإنسان فيها أنّه كان يتمنى رفاهية الانهيار ولم ينلها.. ظلّ يضغط على نفسه حتى احترقت أعصابه ويزداد هذا القهر لو لم يجد ما يوازي تعبه. أفهم ويفهم أنّ لا شيء يذهب سُدى. ولكنّه يحزن على النتيجة وأكثر من ذلك على ما خلّفته تلك الليالي في نفسه. أتمنى أن تتنزّل الرحمات على الإنسان ويرحم هو نفسه.

: من كثرة حديث والدك عنك اشتقت لرؤيتك وقمت برسمك فى مخيلتى لكنك فى الحقيقه اجمل بكثير ... نظرت لها ومازالت صامته فقررت استفزازها .. تعلمين والدك ذاك يحبك كثيراً حتى اننى من كثرة كلامه عنك كنت احسبه حبيبك وصدمت عندما عرفت انه والدك ورجل خمسينى ايضا يا للاسف ،  لكن لو جئنا للحق فهو وسيم للغايه لا يظهر عليه سنه الحقيقى ويا الله على عينه جميله للغايه وايضـ...

قالت بصوت منزعج وغيره ظاهره على عينها الطفوليه 
: يكفى لا تتكلمى بهذه الطريقه عنه وايضاً هو متزوج وامى امرأة جميله جدا حسناً .

ضحكت على طريقة كلامها المضحكة تلك
: حسنا كنت امزح معك فقط يا غيوره هههه .

: لست غيوره .

: بل غيوره .

وظلو يضحكون هكذا ويتكلمون كثيرا وبالخارج كان "اكرم" جالس يستمع لضحكاتهم ويبتسم بفرحه ان"مسك" استطاعت اخراجها من حالتها تلك .

            (فى اليوم التالى)

كان "اكرم" و "مسك" يجلسون مع "وجد" فى الغرفه يتحدثون قليلا ويصمتون قليلا وبعد قليل خرج "اكرم" من الغرفه لسماعه صوت طرق على الباب وعندما فتحه وجده "موراى" ومعه شخص اخر يظهر على ملامحه الوهن ويشبه "اكرم" بشكل كبير ونفس رسمة العين وكل شئ وكأنه "أكرم " مصغر فنظر له بإستغراب فأشار له "موراى" علامة انه سيقول له كل شئ ولكن فى الداخل .

&&&&&&&&

          ( بعد شهر )

كانت "وجد" تجلس على المقعد الخاص بالطائره المتوجهه الى ارض الوطن اخيرا لكن كانت بمفردها ، نظرت الى النافذه فى شرود وهى تتذكر ما حدث وكل تلك الاحداث التى شتتها وجلست بعدها اسبوع كامل لا تتحدث مع احد لكى تستوعب كل تلك الاحداث فقط وتتأقلم معها .

فلاش باك 

( عندما دلف "موراى" مع ذاك الشاب الى الغرفه ونظرت لهم فى استغراب ، وكان ذاك الفتى ينظر لى نظرات غريبه ومريبه للغايه لكنى لم اهتم ، فكان اول من تكلم هو "موراى" ليكسر حاجز الصمت الذى حل علينا فجأه .

: كيف حالك الان يا "وجد" .

: بخير .

كان هذا كل ما قلته كلمه واحده فقط وعينى على والدى انتظره لكى يتكلم فقد قال انه سيتكلم عندما يأتى موراى وها هو قد جاء وبالفعل لم يخيب ظنى كالعاده وقام يجلس بجوارى على الفراش وبدأ يتحدث وهو ينظر امامه الى الفراغ كأنه يحدث نفسه .

: كنت اعمل فى تلك المنظمه منذ زمن بعيد جداً حتى قبل ان اتزوج والدتك وبدأ الامر عندما اكتشفت مهارتى فى البرمجه والتكنولوچيا ، هذه المنظمه عالميه ويوجد منها فروع فى كل بلاد العالم وهدفها هو الحفاظ على الامن والسلام العالمى من قطاع الطرق والعصابات والمافيا التى من امثال "ديڤا" .

واسم المنظمه هو (MmO)، وهو اختصار للكلمه الروسيه

(Международная миротворческая организация) 
‏ومعناها (المنظمه العالميه لحفظ السلام) وبدأت من زمن بعيد جداً فى روسيا لانها كانت المقر الرئيسى للعصابات والمافيا وغيرها حتى انتشرت المنظمه فى جميع انحاء العالم وكان لي الشرف بالانضمام اليها ولأنها بدأت فى روسيا فكان موت الزعيم "ديڤا" على يد احد افراد المنظمه ولهذا هم يبحثون عن اى احد مشترك فى المنظمه لكى يعلمو من هو مؤسسها لاننى من احد المقربين من المؤسس ، ولأن هذه المنظمه سريه للغايه فلم اكن استطيع اخبارك بها عزيزتى حفاظاً عليكى ..... ) 
‏باك...
‏قاطع شرودها نداء المضيفه التى فى الطائره لربط حزام الامان لان الطائره ستهبط ...
 

&&&&&&&&& 

قال لوسيڤر بمكر حيه .
: هناك مثال يعجبنى جدا يقولونه وهو ( من سرق شئ واراد ان يخبأها فليخبأها فى قسم الشرطه ) 
وانا اعلم امثال "اكرم" جيدا فهم يجيدون التخفى فى اقسام الشرطه ....
نظر الى "موراى" الذى كان يبتلع ما فى جوفه بتوتر لذكاء زعيمه وقال .

: "موراى" ستأخذ اكثر الرجال قوه عندى وستذهب من الناحيه الغربيه فى البلده ومعك هذه الخريطه ، يوجد بها كل الاماكن التى من املاكى ستبحثون فيها جميعها وان وجدتم شيئاً اخبرونى اما انا ... واشار الى احفاده ... وانتم وباقى الرجال فسوف نبحث فى المنطقه الشرقيه هيا .

: حسنا يا زعيم .

خرج "موراى" وهو خائف للغايه لان "اكرم" يختبأ فى احد الاكواخ فى الناحيه الشرقيه .

كان موراى يجمع الرجال بتوتر ليس كعادته ووضع الخريطه على الارض وهو يقسمهم  .

: انت مع فرقتك فى هذه المنطقه ، وانت مع فرقتك هنا ، وانت مع فرقتك هنا ، اما انا مع فرقتى فسوف نبحث فى هذه المنطقه . 

ثم اشار الى فرقته بعد ان افترق الجميع .
: اركبو السيارات حتى آتى فالزعيم يريدنى .

ثم ذهب فى مكان منقطع نسبياً وهو يحاول مهاتفة "اكرم" لكن لا جدوى فهو مغلق حتى واخيرا بعد اكثر من ربع ساعه رد "اكرم" .

: ماذا هناك يا "موراى" لما كل هذه الاتصالات .

: لا وقت للحديث لقد تأخرت كثيرا يجب عليك المغادره الان لا يوجد وقت الزعيم واحفاده قادمين اليك الان .

: كيف عثرو على الم تقل ان المكان امن .

: اجل لقد كان امن لكن الزعيم ذكى انظر هذا ليس وقته سأشرح لك كل شئ فيما بعد هيا اسرع .... لا وقت .

: حسناً سأحوال الخروج الان .

: اسرع فهم فى منتصف الطريق .

: حسناً .

&&&&&

         عند "اكرم"
كان يحاول تجميع ملابسه بأسرع ما يمكن لكى يهرب من تلك العصابه المجنونه حتى انتهى من تجميعها بطريقه غير مهندمه وسريعه على غير عادته دائما وخرج اخيراً من البيت  واغلق الباب ورائه بخفوت وعند التفاته ليذهب وجد الزعيم امامه وخلفه احفاده السته واقفين كسد منيع يحاصرونه وهو يقول  .

: الى اين يا جميل الملامح يا وسيم الن تودعنا قبل ان تذهب حتى .
 
تعليقات



<>