
ظلام دامس يحيط بالمكان حيث لا يوجد اى مصدر للحياة لايوجد غير ضوء البرق الشديد ينير عتمة المكان الموحشه
كان هناك بعض الأصوات المتداخلة تعطى دوياً مرعباً
صوت الرعد يأتى فجأة بأعلى صوت قد تتخيله فى حياتك ،
ثم يأتى بعده ضوء البرق فيظهر من خلالة شاطئ بحر واسع جداً ومخيف يحيط بكامل الجزيرة ،
تتصادم امواجة مع بعضها من جميع جهات الجزيره وكأنها فى صراع عنيف
وصوت عواء الذئاب الجائعة مع صوت الرياح الشديده التي تتصادم في الأشجار العالية ، فتعطى دوياً يزلزل القلب .
لنعلم أن كل هذا ليس إلا في جزيرة كبيرة جداً ، كلها أشجار خضراء ، يدب القلب رعبا من مظهرها
ويوجد هناك فى منتصف الجزيرة كوخ صغير مظلم لا يظهر من كثافة الأشجار حوله .
وفجأة ينير البرق مرة أخرى فتظهر في هذه اللحظه فتاة جميلة
قد اغرقتها دموع الغيوم فمحت آثار دموعها وكأنها تهون عليها معيشتها ،
يتداخل صوت صراخها العالى مع صوت صراخ الرعد وكأنه يقول لها ليس انتى فقط الحزينة وكانت تصرخ بشدة حتى تظن انت ان احبالها الصوتية قد تقطعت .
لم تكن تبكى خوفا من تلك الأصوات ، ولا من تلك العتمة بل كانت تبكى على وحدتها .
كانت دائماً ما تُشبة نفسها بسماء تلك الجزيرة فلا تجد اى اختلاف ، فالسماء كل يوم تبكى بغزارة ، وهى كل يوم تبكى بغزارة ، ومع ذلك تمسح السماء دموعها .
هى لا تريد شئ من تلك الجزيرة سوى احد يؤنس وحدتها ويحتضنها .
هذا الطلب بالنسبة لها صعب جداً على تلك الجزيرة الملعونة والعجيبة كما تسميها .
لقد أصبح ذلك المكان هو ملاذها الوحيد فأصبح لا يوجد أحن من أصوات الرعد عليها أصبحت كاللحن الجميل
ولا يوجد أدفئ من قطرات المطر الغزير على وجهها تغرقها فكأنها تمسح على ظهرها وراسها وتقول انا ايضا مثلك ، ولا أجمل من مداعبة مياه البحر لقدميها بعد الكثير والكثير من البكاء والصراخ المستمر كل يوم لمدة ....... ثلاث سنوات كاملين .
كانت تفكر كثيراً وهى عائدة الى الكوخ .
اجل يا عزيزى عاشت وحدها على تلك الجزيرة لمدة ثلاث سنوات .
ثلاث سنوات وهى لا تعلم لماذا هى على قيد الحياة
الى الان وكيف ومن اجل ماذا كل هذا .
ثلاث سنوات وهى هنا لا تعرف ماهو اسم تلك الجزيرة ، ولا موقعها من الخريطة ولا حتى من ارسلها الى هنا ، ولماذا جاء بها الى هنا .
اشتاقت كثيراً الى بلدها والى بيتها وأبيها وأمها وأخواتها واصدقائها .
ذهبت إلى ذلك الكوخ المظلم بعد أن ودّعت المكان بعينها الخالية من الحياة .
وعندما دخلت ذهبت إلى ذلك السرير الصغير الموجود فى منتصف الغرفة وجدت بجانبة طاولة الطعام وقد وضعت عليها الكثير من أصناف الغداء اللذيذ والشهى ، لا تعلم من أين أتي ولا من صنعه لها ، فهى وحيدة على متن جزيرة كبيرة مخيفة .
ولكنها لا تريد أن تعلم فقد تعلمت خلال تواجدها هنا
ان تكبت اى فضول حول تلك الجزيرة .
فعندما تدخل الى اى غرفة من غرف ذلك الكوخ يتكسر كل شئ بداخله ويشتعل .
وعندما تخرج فزعة تقع على الأرض مغماً عليها
وعندما تستيقظ فى الصباح تجد كل شئ كما كان وأفضل
وتجد الكثير من الكدمات المؤلمة الموجودة فى كل أنحاء جسدها وكأن احدا ما قام بضربها بعنف .
وهناك أيضاً الكثير من الغرف الواسعة الموجودة فى الكوخ رغم صغر حجمة وهذا ما استغربته عند مجيئها هنا .
وغير مسموح لها بالدخول إلى اى غرفة منهم ابداً ولا تعلم لماذا.
ودائما ما تسمع أصوات تأتى من أسفل الأرض
وكأن هناك سجن مليئ بالوحوش بالأسفل وتسمع صراخ احد ما يُعذب .
وهذا اقل شئ إن انتصر عليها فضولها.
ذهبت بخطى بطيئة الى ذلك الطعام ووضعت بعض اللقيمات الصغيرة من اى شئ موجود غير الحوم
فما بها ليس جوعاً
فهى لا تحب ذلك الطعام
لأنه مصنوع من لحم الخنزير وغيرة من الأشياء المحرمة
تأكل فقط تجنباً للعواقب الوخيمة إن لم تأكل .
نامت على ذلك السرير الصغير الموجود عند دخولها للكوخ
وذهبت فى سبات عميق على أصوات الرعد وكأنه لحن من الألحان الجميلة الهادئة التى تسمعها قبل النوم .
فى صباح اليوم التالى لا نعلم ما هو اليوم ، ولا كم الوقت .
فقد استيقظت علي طرق الباب وكأنه ينبهها أن تستيقظ .
لم تعيرة اى من الاهتمام فهكذا تستيقظ كل يوم
وعندما تفتح الباب لا تجد اى احد .
ولكن يا عزيزتى اليوم مختلف ، اليوم غير اى يوم من أيامها السابقة
اليوم ستنكشف لها بعض الأسرار المخفية عن تلك الجزيرة الغامضة .
ازداد طرق الباب وأصبح عنيفاً جداً لدرجة انها فزعت
ذهبت بخطوات بطيئة الى الباب وقبل أن تفتح تلك المرة وجدت ظل أحدهم من اسفل الباب فارتعبت فهذه اول مره تراه