
لو أننا استيقظنا في الصباح و وجدنا أن الجميع
أصبحوا من نفس السلالة و العقيدة و اللون ، لأخترعنا أسبابا أخرى للتفرقة قبل حلول المساء .
جبران خليل جبران
صلى على محمد 🌺
_____________________
كان هناك احد ما يجلس خلف المقعد الموجود فى المكتب وظهره موجه لهم ، ...
ولكن كانت اكبر صدمه لوجد فلقد تعرفت عليه بعد ان ادار المقعد بجهتهم ببطئ شديد .
إن ذلك الرجل خلف المقعد لم يكن سوي ماركوس الحفيد الاكبر للوسيڤر .
نظر اكرم الى ابنته بقلق ولكن ما زاد قلقه اكثر ... تلك النظرات الفزعه التى وجهتها له فهو لم يري احد من احفاد لوسيفر من قبل .
فلم يكن يعلمون ان ذلك الشرطى تابع للمافيا .
قال ماركوس ببرود
: اهلا .. اهلا .. يا وجد سررت بلقائك مرة اخرى يا صغيره .
نظر اكرم الى وجه "وجد" نظرة استغراب بمعنى... من هذا ، وكيف عرف اسمك ؟؟!.
ولكن قبل ان تتكلم سبقهت ماركوس
: هاااى وجد الن تعرفينى على والدك .
قالت بتوتر بالغ
: اا . ب . ب . ى . هذا ماركوس حفيد لوسيفر .
نظر لها "اكرم" بفزع لأنه قد كُشف امرهم الان ولن يستطيعوا الهرب .
ماركوس بإستهزاء
: ههه يال خسارتكم الفادحه ، ولكن اتعلمين يا وجد لقد افادك كثيرا هذا التنكر لقد كدت الا اعرفك يا فتاه .
سأله اكرم بحقد ظاهر وخوف دفين من ان يكون هؤلاء قد كشفوا امر موراى
: كيف علمتم اننا هنا .
قال وقد ظهرت علامات السخريه على وجهه
: هاااى وجد الم تخبرى ذاك الرجل الذى يدّعى انه والدك عنا ولو بمعلومه واحده يا فتاه ، وحتى لو لم تخبرك الا تعلم من هى مافيا الديڤا ... يا رجل نحن لدينا اعين فى كل مكان .
: ماذا تريدون منا .
ماركوس بإستهزاء وإهانه
: كم هو سؤال غبى جدا ، لقد شعرت لوهله انك قد تكون رجلا ذكى ولكن قد خاب ظنى بك ....
ثم اكمل بضحكة خبيثه .. ياااا رجل نحن نريدكم انتم ثم وجه نظره الى وجد ... نريد حفيدة لوسيفر ابنة عمتى العزيزه .
ثم اشار للشرطى وقال ببرود
: خذهم .
قام الشرطى بإخراج السلاح الخاص به من الحامل المخصص له ووجهه اليهم
:ستذهبون معى بهدوء وبدون احداث اى اصوات والى افرغت هذا السلاح فى رأسكم ..... هيا .
خرجو من المكتب وعلامات الصدمه ما زالت على وجهيهم وورائهم الشرطى موجهاً السلاح الى ظهر "اكرم" فى الخفاء لكى لا يراهم احد وتحدث ضجه هنا .
وفى نفس اللحظه خرج موراى من السيارة ولكن هناك شئ مختلف به ، لانه كان بلا اى اقنعه فقد كان شديد الوسامه هنا .. .
دلف الى المطار بخطى متوتره فلمحهم من بعيد يسيرون ولكن ورائهم الشرطى موجها لظهر "اكرم" السلاح .
فمشي ورائهم ببطئ شديد لكى لا يحدث اى صوت وينتبه ذاك الشرطى .. فوجده يخرج من باب الطوارئ الموجود بالمطار .
ولكن فى اللحظه الاخيره التى كاد فيها "موراى" بضرب الشرطى كان قد انتبه له وكان هناك رجال ينتظرونه .
فكان "اكرم" و "موراى" و "وجد" ضد تسعه من الرجال الاقوياء جدا وذاك الشرطى .
فكانت معركه طاحنه بالايدى دون استخدام السلاح لكى لا ينتبه امن المطار وتصبح مشكله كبيرة للغايه .
ولكن ما لم يتوقعه احد انه والجميع منشغل بالقتال قام ثلاثه بتخدير وجد تحت مقاومتها الشديده ووضعوها فى السيارة المنتظره لهم ، وفى خضم المعركه انتبه "اكرم" لعدم وجود "وجد" من حوله فنظر الى السيارة الواقفه فوجد الثلاثة رجال يركبونها ويذهبون .
نظر الى السيارة وهى تسير برعب شديد على ابنته وقبل ان يلحق بهم وعلى حين غفلة منه كان هؤلاء الرجال قد طرحوه ارضاً وقامو بضربه ضرباً مبرحاً فلم يستطيع الحاق بهم هما الاثنان ثم تركوهم وذهبوا فى السيارة الثانيه .
كان "اكرم" و "موراى" يقاومون الالم بشده حتى استطاعوا الوقوف فرغم قوتهم الكبيره لكن تظل الكثرة تغلب الشجاعه .
: وجد ... وجد يا اللهى احمي ابنتى .
ثم وقع على الارض مره اخرى من كثرة الالم وقال وهو يبكى ... ابنتى ... نظر الى ذاك الغريب الذى لم يكن يعلم انه "موراى" بلهفة ... ارجوك اذهب ورائهم ارجوك ارجع لى بنيتى ارجوووووك ... انا اسف يا وجد لم استطع حمايتك مرة اخرى انااا اسف يا حبيبة قلبى لقد خنت العهد للمرة الثانيه ولم استطع حمايتك انا اسف سامحى اباك ، اقسم اننى سأرجعك مرة اخرى وانتقم لك يا حبيبتى .
فقال "موراى" بوجع وحزن عليه وعلى "وجد" التى بالكاد تخرج من مصيبه فتدخل فى اخرى يالها من مسكينه لقد كانت تحاول مداواة جرحها والمها من المرة الاولى لكنه سيحاول لاخراجها هذه المره ولن ييأس .
: سنجدها لا تقلق انت يا سيدى .
نظر له اكرم بصدمه ولهفه .
: موراى انت اذا موراى ... وقال ببعض من الامل ... هل سترجعها مرة اخرى ارجوك ارجعها وسأفعل اى شئ تريده فقط ارجعها .
قال مواسياً .
: لا تقلق سأحاول بكل جهدى ان انقذها مرة اخرى .
ثم ساعده على النهوض ووضعه فى السيارة وذهب به الى المشفى لمعالجة جروحه .
( بعد عدة ساعات )
كان يجلس على الفراش الخاص بالمشفى يتذكر ما حدث معه منذ قليل .
فلاش باك
( كانت تلك الطبيبة غاية في الثراء ، فلابد أن أهلها يملكون إحدى جزر الأوقيانوسية بِمَن عليها من بشر وقد كان هذا ظاهراً عليها من ملابسها وطريقتها فى التعامل .
وهذه الأسرة تملك نفوذًا هائلاً ، من الطراز الذي يسترد رخصة القيادة بعد خمس دقائق لو جرؤ رجل مرور على أخذها أصلاً ، ويمكنه أن ينهي إجراءات تجديد الرقم القومي في صالون البيت ، ولديها حشد من أونكل فلان وأونكل علاّن الذين يمكنهم أن ينهوا أي مشكلة بمكالمة من طراز (والله واحشنا يا بيه).. وأي كلام تتكرر فيه كلمتا (يا بيه) و(يا باشا) ألف مرة .
أشهد أن تلك الطبيبه لم تستغل نفوذها قط .. أو على الأقل لم تفعل هذا أمامي .
حسناً انا لم اراها سوى من يومين فقط وعلمت كل هذا بعد الكثير والكثير من البحث .
لكن كان معروفًا أنها تمقت أن يسدي لها أحدهم الأوامر بجفاف أو يتعالى عليها ، حتى مدير المشفى نفسه .
وقد أدرك رؤساؤها أنها لا تهاب أحدًا ولا شيئًا ، لذا كانوا حذرين فى التعامل معها .. أدركوا أن المعركة معها قد لا تأتي بالنتائج المرجوة ، لأنك على الأرجح ستُسحق في النهاية أمام نفوذها . يعني ستفعل وتقول ما تريد ، ولو حاولت أن تعاقبها فلسوف تتدخل جهة أعلى لترفع العقاب وتعاقبك أنت .
لهذا تركوها في سلام وراحوا يمارسون وقاحتهم وسُلطتهم على من هم أصغر شأناً أو أفقر أو أقل نفرًا .. هناك أشخاص صالحون جدًا لممارسة السادية عليهم ، ممن نسميهم (بلا ظهر) ، فلا تحرج نفسك مع هذه . حتى لو لم تجد أشخاصاً أضعف منك يمكنك دائمًا أن تركل القطط في الأزقة .
كانت هناك مريضة مسنه في القسم ، في الستين من العمر ، فقيرة كقطط الشوارع ، وحيدة كسمكة المقاتل السيامي ، مريضة كالمرض نفسه .. ثياب ممزقة رثة .
سمعت انه ذات يوم كانت الطبيبة مشغولة جدًا فلم تقم بالمرور على هذه الحالة ، ويبدو أن العجوز طلبت منها أشياء فلم تفعلها .
كانت الطبيبة تجتاز الممر عندما ظهرت تلك السيده لتقطع الطريق أمامها ، ثم راحت تلومها بكل ضيق خُلُق الشيخوخة المعهود .. لقد تعالى صوتها حتى سمعه الجميع ، وشتمت الطبيبة وأهانتها مرارًا .
فوجئتُ بالطبيبة الثرية التي لا تطيق ربع كلمة من مدير المشفى والتي يرتجف الرؤساء لدى رؤيتها ، فوجئت بها تطرق برأسها في خجل وندم وتكرر
: "أنا آسفة يا أمي.. سامحيني"
المريضة بأناملها المبتورة التي ينزُّ منها الصديد تمسك بذقن الطبيبة حتى لا تطرق برأسها ، وتستمر في توبيخها بقسوة .. بينما الأخيرة تكرر الاعتذار بلا توقف وقد احمر وجهها .. في النهاية تدخلَتْ بعض الممرضات لإنهاء هذا المشهد السريالي ، وتلقت المريضة بعضًا من الشتائم بدورها ، بينما الممرضات يعدنها لفراشها في العنبر .. من المفهوم أن يحمل الناس قدرًا من العدائية والحسد تجاه الطبيبة التي تملك كل شيء .
كان بوسعها نسف المريضة أو طردها في أي لحظة، لكنها أدارت لها خديها تصفعهما كما تشاء ، لسبب بسيط ، هو أن العجوز لا تستطيع عمل شيء على الإطلاق ومعدومة الحيلة تمامًا .
الحقيقة أن الطبيبة لم تكن بهذا السوء وقد تبدل رأيي فيها مئة وثمانين درجة .
موقف هذه الطبيبة يذكرني جدًا بآية سورة الفتح
: "أشداء على الكفار رحماء بينهم".
صحيح أن الرؤساء ليسوا كفارًا لكن المبدأ قريب جدًا من هذا. كلنا ضعيف ، متراخ ، وديع كالأرنب مع رؤسائه أو القادرين على إيذائه ، بينما هو قاسٍ ، وقح ، صارم مع من هم أضعف منه . المعجزة الحقيقية وذروة النبل هما أن تصير ضعيفًا وديعًا مع من تقدر على إيذائهم وتدميرهم ، بينما تعامل الرؤساء بكبرياء وكرامة ولا يطالبك أحد بأن تكون قاسيًا وقحًا !. على طريقة دروس اللغة العربية للصف الأول الثانوي، نقول إن الدرس المستفاد هنا هو : بعض الناس قد يكونون أفضل مما تظن .
الدرس الثاني المستفاد أن الحلم يكون نبيلاً فعلاً عندما تستطيع ألا تكون حليمًا . هناك بيت شعر جميل للمتنبي يقول :
كل حلم أتى بغير اقتدار .. حجة لاجئ إليها اللئام
أنت تخاف فلانًا ولا تقدر على أن تؤذيه ، لذا تتخذ شكل الحليم الذي غفر للكون ذاته ، وكم من مرة تورطت فيها في مشاجرة مع شخص عالي الصوت وقح ، فظللت صامتًا . بعد المشاجرة تقول لمن شاهدوك :
ـ"أردت ألا أخطئ.. ظللت صامتًا وتركته يخطئ.."
لكنك في الحقيقة تتمنى لو مُنحت الفرصة لأن تخطئ ، وأن يعلو صوتك أكثر من خصمك . )
باك
لقد قرر ان يطلب منها ان تسدى له خدمة ما
لا يعلم كيف وقد رئاها فقط منذ يومين لكن مت يعلمه جيداً انها لن تخله .
لقد خرج "موراى" منذ قليل لكى يجلب الطعام
حسنا سيخبره بالخطه عندما يأتى .!!