
( اختطا'ف )
ذهبت بخطوات بطيئة الى الباب وقبل أن تفتح تلك المرة وجدت ظل أحدهم تحت الباب ،
وقفت قليلاً وكأنها تتوهم .
وبعد ان استوعبت الموقف ، فتحت الباب ببطئ شديد ، ففوجدت بشخص طويل القامة ، له عضلات مخيفة ، لا تتبين معالم وجهة من ذلك القناع الموجود على رأسه .
نظرت بصدمة وقد سيطرت عليها هالة من الذهول والاندهاش ، هذه اول مرة منذ ثلاث سنوات تري فيها أحداً .
ظلت بعض من الوقت على وضعها هذا وهى تحاول ان تستوعب بعد ، وهو لم يتحرك من مكانه .
قالت بصوت مبحوح من أثر الصدمه
: من انت و و كگ كيف جئت الى هنا .
ظل ساكنا مكانه ولم يتحرك كأنه لا يراها ولم يسمعها
فأعادت السؤال مرة أخرى ولكن بعد أن استعادت صوتها .
وبرودها المعتاد وقالت بصيغة مختلفة
: من انت ومن ارسلك الى .
هنا سمعت صوته كان صوتاً مخيفاً جدا وعميقا كانه يأتى من أعماق اعماقه
: لقد ارسلنى اليك الزعيم سأظل هنا بعض الايام
حتى يبعث لى واخذك الى هناك .
نظرت له بإستغراب لقد عاشت ثلاث سنوات
ولا تعلم عن اى زعيم يتكلم هذا الشخص .
قالت
: عن اى زعيم تتكلم ، ماذا تقصد ؟
سمعت منه صوت ضحكة استهزاء
: حقا الا تعلمين من هو الزعيم .
قالت
: لا
هبط إليها حتى أصبح فى نفس مستوى وجهها ولكنها أيضا لم ترى اى معالم على وجهه فقد ظلام مخيف وكأن ذلك القناع مصنوع من الظلام .
قال ببرود جعل القشعريرة تسرى فى كامل جسدها
: هذا هو كوخ ديڤا وهذه جزيرة .... جزيرة الموت
اما عن الزعيم فستعرفينه عندما تلتقين به .
بعد هذة الجملة وقفت فى مكانها وكأنها شلت تماما ، وقالت بصوت منخفض وهى لا تفهم اى شئ
: جزيرة الموت وكوخ ديڤا
نظرت اليه وقالت بحذر
: ماذا تقصد ، اثبت لى ذلك .
نظر داخل الكوخ ببطئ وهى تتبعة بنظرها وأشار لها الى ثعبان محنط على الحائط
وقال
: هذا هو رمزنا .
وأشار لها الى يدة فوجدت نفس الثعبان موشوم على طول يدة .
كان الثعبان ملتف حول ذراعة ، ولونه أخضر باهت ، وهناك خط اسود رفيع يلتف مع الثعبان ، وكانت عيناه حمراء كالد'ماء ، وفمة مفتوح على وسعه وكأنه على وشك التهام الفريسة ، او التهمها بالفعل ،
لانه هناك بعض من قطرات الد'ماء على انيابه .
ثم نظر إليها وقال
: الان ... هذا ليس وقت الحديث ، لقد جئت بأمر من سيدى الزعيم ، ستأتى طائرة استكشافيه الى هنا
لأول مرة ستحط طائرة على اراضى الجزيرة ، فقد علموا مكانها من خلال اجهزة متطورة وعالية .
تقدم منها قليلا وعلى حين غفلة منها ونثر بعض من مسحوق ابيض اللون عليها حتى تكون مخفية ولا يستطيع احد أن يراها غيرة .
وقال
: الان أصبحت غير مرئية إن حاولت
فعل اى شئ يثير الشك منك سوف أُريكِ العذاب بعينه ، انتظرى هنا حتى اتخلص منهم وسوف أتى مجدداً .
ثم ازاحها بقوة حتى وقعت بداخل الكوخ واغلق عليها الباب بالمفتاح وهو يعلم جيداً انها ستفعل المستحيل حتى تخرج فلقد علم من سيدة عنادها الشديد .
ظلت (وجد) تصرخ وتضرب بقوة على الباب وهى تعلم انه لا يوجد اى نافذة او اى مصدر اخر للخروج الا من هذا الباب .
هذه هى فرصتها الوحيدة فدائما ما ترى
من بعيد الطائرات الاستكشافية وهى اتيه الى الجزيرة ولكن فجأة تنفجر من بعيد وتسقط فى المحيط ، ولا تجد لها اى اثر بعد ذلك .
ولكن دائما كان يقينها بالله اكبر من ذلك ، ولم تحبط ابدا وكانت تدعوه فى كل صلاة تصليها هنا على الجزيرة ان ينجيها الله من هذا العذ'اب وتعود لمنزلها سالمه .
كان ذلك الرجل الضخم يقف على الباب وهو يشاهد
بإستمتاع مق'تل هؤلاء المستكشفين الذين كانوا علي متن هذه الطائرة ، يُق*تلون من أناس مجهولي الهيئة قد استدعاهم هو بضربه كف واحدة وكأنهم كانوا ينتظرونه .
ينظر إليهم وكأنه يشاهد فيلم كوميديا وهو يسمع صراخ ( وجد ) ولم يهتز ابدا .
وبعد القليل من الوقت كان كل شئ قد انتهى ومات هؤلاء المستكشفين ، وتخلص مجهولي الهيئه من جث*ثهم ولم تبقى سوى الطائرة الخالية ، كروحها الخالية تماما .
ذهب ذلك الرجل الى الكوخ بخطوات بطيئة وفتح الباب ببطئ لكى يطمئن عليها لان صوتها قد اختفى ، وعند فتحة للباب
وجد ضربة عني*فة منها على ظهرة بعصى غليظة وقبل أن تجرى الى الطائرة كان قد امسكها من ملابسها .
وجد بعنف
: اتركنى قلت اتركنى .
وكانت تض*ربة ضر*بات عني*فة لأنها كانت تتعلم قبل مجيئها الى هنا فن الدفاع عن النفس .
لكن مهلاً عزيزتي لن تستطيعى انت ولا غيرك الفرار من بين ايدى الوحش .
قال ببرود
: اهدئى يا فتاة فقد ما*توا او كما يقول دينكم قد ذهبو الى خالقهم .
وجد بصدمة
: ما*توا حقاً .
قال بعد أن تركها وقد ظن انها سوف تبكى مثل اى فتاه ولكن يا عزيزى هذه ليست اى فتاة .
: بل نقل قد قت*لوا .
كانت واقفة امامة ساكنة ولم تسقط منها دمعة واحدة فقد تنظر للطائرة ببرود وقد استغرب هذا كثيراً .
قال لها بعد أن نثر قليلا من مسحوق لونة اسود على رأسها مرة أخرى
: سوف أكون هنا معك الى ان يأمرنى
سيدى بأن أتى بك انتظرى قليلا من الوقت فقط .
وجد بضحكة خاليه من اى مرح
: عندما جئت الى هنا
ايضاً وجدت ورقة مكتوب عليها انتظري قليلا من الوقت فقط وسوف القاك ، وقد مر الان ثلاث سنوات ولم القى احداً ، يبدو أن سيدك هذا يريد أن يرانى وانا فى قبرى .
سارت قليلا حتى وصلت الى الطائرة وقد كان يتبعها
للتأكد انه لا يوجد اى وسيلة للتواصل الخارجى بينها وبين العالم .
نظرت الى الطائرة من الخارج لبضع من الوقت
وكأنها تقيمها ثم صعدت على درجات المصعد حتى وصلت الى داخل الطائرة كانت طائرة استكشافيه صغيرة .
ظلت تعبث قليلا فى الطائرة وكان ( موراى ) يراقبها من الخارج .
اخرجت الحقائب والاشياء الخاصة بهم ، وجلست على أرض الطائرة
وهى تفتح الحقائب وكان يوجد فى بعضها
ملابس والاخر فيها طعام والأخرى كان فيها بعض من الكتب .
ظلت تعبث فى الكتب لترى ما هى اللهجة الخاصة بهم ومن اى بلد هم فوجدت الكثير من الكلام الذى لم تفهم منه شئ ، ولكنها فهمت بعض الكلمات فقط وعلمت انها اللغة الفرنسية اى انهم من فرنساً .
تنهدت بضجر وقالت : حتى وإن لم تق*تلهم فأنا لم أكن لأفهمهم او ليفهمونى لاننى لا استطيع التحدث باللغة الفرنسية .
تركت كل شئ على أرض الطائرة وأخذت الطعام معها وخرجت من الطائرة وهو يتبعها بعد أن جعلته يحمل الطعام فى استغراب كأنه جاء ليخدمها ليس لمراقبتها .
كانت تسير فى الغابة وتضع الكثير من الطعام التى جلبتة من الطائرة فى الغابة .
وبعد أن انتهت وذهبوا الى الكوخ قال لها
: لماذا فعلت هذا .
وجد
: فعلت ماذا .
موراى
: لقد رميت بالطعام فى الغابة .
وجد
: انا لن اكل من هذا الطعام ولو تركتة فسوف يفسد فقلت أن اضعة للحيوانات هم سينتفعون اكثر .
نظر إليها قليلا باستغراب ثم ذهب خارج الكوخ .
حل الظلام على الجزيرة وأصبح الجو موحشاً وكان ( موراى ) يجلس أمام الكوخ .
خرجت له وجد واعطته غطاء ثقيلا وقالت
: الجو بارد هنا
خذ هذا لكى تدفأ قليلا واعطته بعضا من الحساء الدافئ .
وذهبت الى داخل الكوخ واغلقت الباب عليها جيدا
تحت استغرابه الشديد منها فقد ظن انه جاء الى هنا ليخيفها اكثر ...
حسنا تلك الفتاة غير متوقعة ابدا .
وذهبو فى سبات عميق .
====================
في الصباح .. هناك سعادات مُخبأة في دفء الشمس .. في ابتسامة عابرة أو كلمة جميلة .. صباح مليئ بالمفاجئات
وفى مكان بعيد جدا عن الجزيرة هذه أول مرة سنذهب اليه
ولن تكون الأخيرة بإذن الله .
مكان بعيد فى شرق الأرض ، وفى حى جميل ومتوسط لكنة ، يمتاز بالمحبة والألفة بين الأهل والجيران .
كان هناك طرق على الباب عنيف واحد ينادي
: يا خالة يا خالتى يا خالة ام احمد .
ام احمد
: حسنا حسنا إهدأ قليلا يا عمر انا اتيه .
كانت تلك السيدة تتكلم وهى ترتدى ملابسها والنقاب كى تكون محتشمة وتخرج له وتفتح الباب وهى تقول
: ما بك يا فتى لقد افزعتنى .
عمر باسف
: انا اسف جدا يا خالة ولكنى مستعجلا جدا
تفضلى هذة الأشياء التى طلبتها من عمى ( اكرم ) ويقول لكى أنه سوف يتأخر اليوم قليلا فانتظرية على الغداء .
الام
: حسنا يا ولدى فى رعاية الله وحفظة .
ثم اغلقت الباب وهى تقول
: أين انتى يا حبيبت امك لقد
اشتقنا اليك اللهم احفظها أينما كانت .
وذهبت الى المطبخ لتعد الغداء .
كانت الام منهمكة بإعداد الطعام وفجأة احتضنها أحدهم من الخلف وهو يقول
: ماذا تفعلين يا امى .
الام بفزع
: حرام عليكى يا ايسل لقد افزعتنى .
ايسل
: سلامتك من الفزع يا حبيبتى .
الام
: هيا هيا كفاكى حديثا وتعالى ساعدينى فى اعداد الطعام .
قالت بخفوت
: ليتنى لم اتى .
الام
: ماذا تقولين حبيبتى .
ايسل
: لا لا امى لا شئ .
الام
: حسنا قومى بإعداد الارز .
ايسل بضجر
: حسنا .
وبعد بضعة ساعات كانو قد انتهو من اعداد الطعام
وضعت ايسل الاوانى على الطاولة وكان كل شئ جاهز .
وبعد قليل كان قد جاء الاب ومعه ابنة احمد وجلسوا جميعا على الطاولة ليتناولوا طعامهم فى هناء .
وبعد انتهائهم من الطعام سمعوا طرقات على الباب .
الاب
: قم يا احمد انظر من هناك .
احمد
: حسنا يا ابى .
ذهب احمد وفتح الباب فوجد شخصا غريبا يقول
: أليس هذا بيت العم اكرم .
احمد
: نعم هو ... من انت ؟ .
قال
: هذا الطرد بإسمة ارجو منك أن توقع هنا فقط دليل على استلامك للطرد .
احمد
: حسنا .
وبعد أن وقع ذهب إلى الداخل حيث الجميع وقال
: هذا الطرد لك يا ابى .
الاب
: حسنا اعطني اياه .
وقام بفتحة فوجد في الطرد ورقة يبدو عليها انها رسالة .
فأخرجها الاب وقام بقراءتها بصوت منخفض وبعدها
قام من مكانه مفزوعاً
وقال
: وجد ابنتى .