رواية في ظلال القضية الفصل الثاني عشر12بقلم ملك سعيد

رواية في ظلال القضية الفصل الثاني عشر12بقلم ملك سعيد

(بارت التعويض )

_________________

فتح عينيه ببطء وهو يشعر بوجع شديد
بصدره تأوه بألم بسبب جرحه 
وبدأ ينادى بإسمها بهمس مؤلم:

" ل لين ل لين "

انتبه له صديقه سالم فنهض من مجلسه واقترب منه بسرعة وخوف على صديق عمره سمعه يهمس بإسم 
لين فنادى عليه بقلق:

" إياد إنت كويس حاسس بوجع تحب انادى الدكتور؟!"

عاد لإياد مشهد اخذ مراد للين بالقوة 
فإزداد غضبه وتوعد لأخيه بالعذاب 
نهض بسرعة من نومته حتي اشتد عليه الوجع اضعافًا
بسبب حركته السريعة 
فأسنده سالم بخوف قائلا له بعتاب:

" ينفع تتحرك بالطريقة دي؟؟ إنت ناسي إنك واخد طلقة ولازم ترتاح!! "

اجابه إياد بصوت غاضب ممزوج بالتعب:

" لين يا سالم خادها الحيوان مراد مينفعش اقعد مرتاح وهي معاه وأنا عارف انه مجنون وممكن يأذيها أنا لازم اروح الحقها "

طالعه سالم بحزن على حالته فزوجته مختطفة من قبل شقيقه التوأم فطبيعي أن يشعر بكل هذا الغضب و الخوف عليها وخاصًة لأنه يعلم كم أن مراد مجنون ومن الممكن أن يأذي لين .

كاد إياد أن ينهض من على السرير إلا أن يد سالم منعته بسرعة قائلًا له برفض لنهوضه خوفًا عليه و على جرحه:

" إنت رايح فين يا بني آدم؟ إنت لسه طالع من العمليات ولازم ترتاح علشان تقدر توصل للين وتقدر تنقذها من مراد "

نظر له إياد بغضب قائلًا له بصراخ :

" إنـــت مـجــنـون عايـزني ارتاح وهي معاه ، وكمان يا غبي شكلك نسيت إن الخاتم اللي لبساه لين أنا حاطط فيه جهاز تتبع وبسببه اقدر اعرف مكانها ،
والغبي مراد خطفها وهو مفكر اني مش هعرف الاقيها بس المغفل مجاش على باله اني حطيت جهاز تتبع للين ، امبارح علشان كده مينفعش اقعد وارتاح وأنا عارف لين فين ومع مين لازم اروح وارجع مراتي "

أزاح إياد يد سالم الموضوعة على كتفه 
ونهض من مجلسه وهو ممسك بصدره بتعب واضح 
فحرك سالم رأسه بيأس من عناد صديقه 
وإصراره على الذهاب لإنقاذ زوجته وهو بهذه الحالة الحرجة .

_________________

" اتفضل كام ساعة ونوصل؟! "

سألت ريم جواد الجالس بجانبها يقود السيارة بتركيز شديد ، نقل جواد نظراته من على الطريق عليها مجيبًا إياها بغيظ شديد من سؤالها المتكرر :

" دي المرة المليون اللي تسأليني فيها هنوصل امتي إيه مبتزهقيش؟! "

عقدت ريم يديها لصدرها قائلة له ببرود وهي تنظر للطريق أمامها:

" عايزني اعمل إيه؟؟ طبيعي اسأل كل شوية هنوصل امتي من الملل ، حضرتك عامل وضع الصامت وسايبني اكلم نفسي ومش معبرني "

رد عليها جواد ونظره مصوب ناحية الطريق بملل:

" ده اللي عندي عاجبك ولا ارجعك لشقتك واكمل أنا لوحدي؟! "

رمقته ريم بنظرات نارية وهو بادلها النظرات الباردة 
التي استفزتها كثيرًا 
أدارت وجهها ناحية شباك السيارة وهي تحدث نفسها قائلة بهمس:

" عيل سئيل اقسم بالله "

سمعها جواد فرمقها ببرود قائلًا لها باستفزاز:

" تحبي اوريكي العيل السئيل هيعمل فيكي إيه لو ملمتيش لسانك الساعة دي؟! "

استدارت له ريم بعنف صارخة بوجهه بغيظ من طريقته المستفزة التي ستجبرها على ضربه يومًا ما 
و لما يومًا ما فهي تريد ضربه الآن وتخليص البشرية
من بروده المستفز:

" بص بقي علشان أنا جبت اخري منك ملكش دعوة بيا احسنلك ومتكلمنيش تاني "

انهت حديثها وهي تعقد يديها بضيق لطيف جعل الآخر يبتسم على شكلها الطفولي وهو يقود متجاهلًا حديثها
فلتتحدث مع نفسها اذًا فهذا ما تريده هذه المجنونة .

استمر جواد بالقيادة بصمت تام 
وكل فترة ينظر لها من مرآه سيارته الامامية فهي تجلس بجانبه لذلك عدل وضعية المرآه لكي تظهرها له .

إما هي فكانت تعبث بهاتفها تراسل ابن عمها عدي الذي كان يطمئن عليها
بعدما حدثته ريم قبل خروجها من منزلها مخبرتًا إياه بسفرها لأجل قضيتها الجديدة
وهذا ما تسبب لعدي بالضيق الشديد فهو لا يحب الإبتعاد عنها .

هو يهيم بها عشقًا بل مهووس بها كثيرًا 
وفي الفترة الذي غاب بها عنها 
كانت محاولة منه لكي يجعلها تفتقده 
لكن بعد معرفته بسفرها مع هذا الضابط الغريب عنه جعل نيران الغيرة تشتعل بقلبه
لذلك قرر مراسلتها لتشتيت انتباهها لذلك الجالس بجانبها .

_________________

يقف مستندًا بظهره على سيارته السوداء 
منتظر هذه الفتاة الذي سماها سكوبي دو 
الفتاة المغرورة الذي ظل يفكر بها منذ أول لقاء لهم 
لا يعلم لماذا احتلت تفكيره منذ ذلك اللقاء 
من كثرة تفكيره بها شك للحظة أنه وقع لها اسيرًا 
لكنه نفض تلك الأفكار واقنع نفسه أنه يفكر بها فقط لأنه يكرهها .

نظر لساعة يده متأففًا بضيق لتأخرها عليه
فهو ينتظرها منذ حوالي ساعة تقريبًا
بعدما قام بإرسال لها رسالة يخبرها بأنه وصل أمام صالون التجميل الموجودة به 
فأخبرته أن ينتظرها ٥ دقائق فقط .

وبالفعل صدق كذبتها الخبيثة وانخدع بها فمنذ متي 
لا تتأخر الفتيات بتحضير انفسهن وخاصًة هذه الفتاة فهي لا تعرف شيئًا عن الفتيات فبطريقة لبسها و تحدثها ظن أنها تتقمص دور الرجال
ابتسم بسخرية عند تفكيره .

حتي انمحت ابتسامته واتسعت عيناه بصدمة
بسبب رؤيته لهذه الفتاة بل اقصد كتلة من الجمال
بفستانها الأحمر الناري الذي يتعدي الركبة بقليل 
ذو أكمام طويلة فغرام قبلت مرغمة على تغيير نمط لبسها حتي اختارت هذا الفستان فكان الفستان رقيق ويبرز جمالها .

توجهت غرام نحو مروان الذي ما زال يطالعها بصدمة
حتي وقفت أمامه تنظر له باستغراب فطرقت أصابعها أمام عيناه لكي يفيق من شروده .

استفاق مروان من تحديقه بها 
ناظرًا لها بإعجاب واضح لم يخفي على غرام 
فكادت تبتسم على ملامح وجهه المنبهرة بها 
لكنها اخفت ابتسامتها سريعًا قائلة له ببرود وهي تنظر لساعة يدها:

" أكيد مش هنفضل واقفين طول اليوم هنا هنتأخر عن الحفلة خلينا نتحرك "

حرك رأسه بإيماءة بسيطة وتحرك جانبًا مفسحًا لها الطريق لدخولها للسيارة وهو مازال في حالة صدمة من جمالها الفاتن هذه الفتاة سرقت عقله وجميع حواسه برؤيته لها بهذه الحالة ال ... جذابة .

تابع ركوبها السيارة وتحرك هو الآخر وركب بكرسي السائق متوجهًا نحو وجهتهم 
وهو يتطلع لها كل حين و آخر بإعجاب فاستغرب حالته وقال لنفسه:

" إيه اللي بيحصلك ده اعقل و فوق بقي دي نفسها البنت اللي شوفتها امبارح 
بس إزاي؟! أكيد المكياج بيعمل أكتر من كده ده أكيد فعلًا "

ابتسم بسخرية عندما انهي حديثه الداخلي الساخر 
وتابع قيادته وهو يتابعها بعيناه
وهي تنظر للطريق من زجاج السيارة متفادية نظراته التي تشعرها بالخجل الشديد .

________________

الرجل بنظرات شهوانية:

" إيه الجمال ده كله كنتي مخبياها فين يا فوفا كل ده؟! "

ضحكت فيفي ضحكات خليعة بسبب حديث ذلك الرجل
إما مريم فأحاطت جسدها الشبه عاري 
بعد ارتدائها ذلك الفستان العاري الذي جلبته لها فيفي في محاولة منها لإخفاء جسدها عن انظار هؤلاء
الرجال الذين يأكلونها بنظراتهم .

كانت دموعها تسيل على وجنتيها بحرقة وخوف شديد من القادم 
شعرت بيد تجذبها من خصرها بقوة ساحقًا إياها بين احضانه وتفوح رائحة الخمر القذرة من فمه .

حاولت مريم دفعه بكل قوتها لكنه شدد على خصرها 
بقوة جعلها تتأوه بوجع قائلًا لها بسكر وإعجاب:

"
مالك يا حلوة اهدي شوية كده وخلي الليلة تعدي على خير "

نقل انظاره ناحية فيفي التي كانت تراقبهم بابتسامه خبيثة قائلًا لها:

" أنا هاخد الحلوة دي انهاردة ومش عايز حد يزعجنا "

انهي حديثه جاذبًا مريم خلفه وهو قابضًا على يدها بقوة والآخري كانت تصرخ بصوت عالي جاذبة انظار جميع الموجودين بالمكان ترجوهم بأن يخلصوها من هذا الرجل الحقير .

لكنهم كانوا يراقبون ما يحدث باستمتاع جعلها تفقد الأمل أن يساعدها أحد 
حتي سمعت صوت جهوري من خلفها يقول بلهجة آمرة لا تقبل النقاش:

" اوقف عندك محدش هيقربلها "

وقف الرجل الممسك بيد مريم والتفت خلفه بترنح وكذلك مريم التي ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها وهي تنظر لذلك الرجل الذي يقف بهيبته الواسعة 
الذي جذبت انتباه الجميع له بأمل شديد ظنًا منها أنه سيساعدها .

اقتربت منه فيفي بتوتر سائلة إياه بتلعثم:

" إإنت مين؟ومالك ومال مريم وليه محدش هيقربلها؟! "

ابتسم لها غيث بخبث قائلًا بحسم وهو ينقل نظراته على مريم التي ترتجف من الخوف وأثار البكاء على وجهها:

" قصدي محدش هيقربلها غيري "

صدمة قوية تلقتها مريم بعد أن تحطم أملها بأن ذلك الرجل سيساعدها لكنه غير ذلك فهو مثله
مثل ذلك الرجل الممسك بيدها
فشعرت بغمامة سوداء أمامها ولم تشعر بجسدها إلا وهو يترنح بوقفتها 
حتي كادت أن تسقط أرضًا إلا أن يدًا قوية احكمت الامساك بها .

__________________

كانت تصرخ بأعلي صوتها ببكاء 
وهي مقيدة على كرسي خشبي في غرفة بمنزل قديم او بالكاد مهجور 
كل ما كان يشغل تفكيرها إياد وحالته فبعد إطلاق مراد عليه النار واخذها بقوة محضرًا إياها لهذا المكان 
وهي تشعر بقبضة قوية تعتصر قلبها خوفًا على إياد .

سمعت صوت فتح الباب بقوة فرفعت عيونها نحو الباب بسرعة فوجدت مراد يدلف للداخل وهو يبتسم لها بخبث ممسكًا بيده أوراق لا تعرف ما هي .

وجدته يقترب منها وبدأ يحرر قيد يدها بسرعة قائلًا لها بشر:

" لو عايزة تخرجي من هنا من غير ما أئذيكي ولا أئذي اهلك وتخرجي من هنا على بيتك وتلاقيهم هناك وقعي على الورق ده "

عندما انهي تحرير قيدها أمسكت بيدها بوجع بسبب 
ربطة الحبل القوية على يدها .

وعندما استمعت لحديثه رفعت عيونها له بلهفة قائلة له:

" ورق إيه ده اللي هيخليك تسيبني؟! "

جثي مراد على ركبتيه أمامها قائلًا لها بابتسامة مخيفة:

" ورق طلاقك من إياد "

" وإنت مفكر اني هسيبهالك بسهولة"

__________________

يقف أمام سرايا كبيرة وهو ينظر لها بإعجاب واضح 
والآخري كذلك فنظرت له بتساؤل:

" هو احنا فين هو ده بيتك؟! "

رد عليها ببرود وهو مازال ينظر لبوابة السرايا الكبيرة بتمعن: 

" لاء "

كررت سؤالها الفضولي :

" اومال احنا فين؟! "

استغفر جواد بسره بسبب هذه الفتاة الفضولية الذي يريد قتلها بسبب كثرة اسألتها التي لا تنتهي ، ثم
نظر لها بحنق مجيبًا إياها :

" دي سرايا العمدة علشان كده جينا هنا "

سألته بعدم فهم:

" ليه بقي؟! "

صرخ بها بحنق:

" ما تبطلي اسألة بقي إيه مبتزهقيش؟!
مش عايز اسمع صوتك غير لما اكلمك ويلا ورايا "

انهي حديثه تاركًا إياها خلفه متقدمًا من البواب 
مخبرًا إياه أنه يريد مقابلة العمدة فإستقبله البواب بترحاب 
وهو يدلف للداخل بسرعة سابقًا جواد 
لكي يخبر العمدة بمجئ ضيف .

دلف جواد وخلفه ريم التي تنظر له بحنق شديد
حتي دلفوا لداخل السرايا فوجدوا رجل كبير في السن واقفًا بهيبة وهو ممسك بعكازه الاسود ويرتدي جلبابه الصعيدي
ويقف بجانبه رجلين يبدو عليهم الكبر ويشبهوا الرجل الكبير في الشكل فاستنتج جواد انهم أبناء العمدة .

رحب بهم العمدة و أولاده 
فتقدم منهم جواد وظلت ريم واقفة مكانها بريبة من هؤلاء الرجال المخيفين بالنسبة لها
تابعت جواد الذي كان يتحدث معهم بصوت لم يصل لها 
نظرًا لبعدها عنهم .

حتي سمعت سؤال العمدة لها قائلًا بابتسامة بشوشة:

" وإنتِ مين يا بتي؟! "

تحدثت بتوتر :

" انا..."

قاطعها جواد بسرعة وهو يجيب العمدة :

" مراتي "

_________________

كانت ترتب ثيابها في الدولاب حتي سمعت صوت رنين هاتفها يرن بالغرفة فتركت الثياب من يدها وتوجهت ناحية الهاتف ممسكة إياه لترى من المتصل حتي وجدت رقم رحيم 

فتنهدت بإنزعاج بسبب اتصاله بها 
القت الهاتف على السرير بضيق قائلة لنفسها :

" لاء مش هرد عليه هو مفكر علشان قابلته انهاردة اني خلاص مصدقاه ووثقت فيه علشان يتصل بيا مستحيل ارد عليه "

كادت تتوجه لمتابعة ما كانت تفعل حتي صدح صوت رنين هاتفها مرة اخري 
فتأففت بضيق وهي تقف مرة اخري ملتفة ناحية الهاتف تنظر له عن بعد حتي حدثت نفسها بتبرير:

" بما أنه بيتصل تاني فممكن يكون عرف حاجة عن القضية 
فأنا هرد بس مش علشانه لاء علشان اعرف مستجدات القضية مش أكثر "

وبالفعل اتجهت ناحية الهاتف ومسكته وردت على رحيم وكادت تتحدث لكن قاطعها صوت رجل غريب يقول لها:

" لو سمحتي الرقم ده أنا لقيته في تليفون الشاب اللي عمل حادثة وحاليًا هو في مستشفى____
فياريت تيجي بسرعة لإن حالته خطيرة جدًا "

                   الفصل الثالث عشر من هنا
تعليقات



<>