رواية مذكرات عاشق الفصل السادس عشر16بقلم صفاء حسني
جهزت نفسها ريم بالفعل ورحوا عند الدكتوره
دخلوا غرفة الدكتورة نسرين بعد ما خلصت ريم التحليل والكشف، وقعدت ريم على السرير وهي قلبها بيدق بخوف وفضول… وحسام واقف جنبها، ماسك إيديها كإنه خايف عليها من الهوا.
الدكتورة بعد ما بصّت على السونار والنتيجة قالت بابتسامة هادية:
الدكتورة: "مبروك يا ريم… الحمل ثابت، وكل حاجة تمام بس محتاجة راحة شوية."
اتسعت عيون ريم بفرحة وقلق في نفس الوقت:
ريم: "يعنى الحمل سليم؟"
الدكتورة: "سليم… بس جسمك ضعيف شوية ولازم تاخدي بالك أول شهرين."
بصّ حسام للدكتورة بنظرة معناها "قوليلها انتي"، وبعدين قال بصوت غلب عليه القلق:
حسام: "يا دكتورة بالله عليكي… خليكي صريحة معاها. هي غاويــــة مغامرات ومطاردات وتعب… صحفية بقى! ياريت تمنعيها شوية، تقعد ترتاح بدل ما تجري ورا التحقيقات والنار."
لفت ريم بحدة وبصّت له بغيظ:
ريم: "تقصد إيه؟! يعني عايز تقعدني في البيت؟! عشان حامل؟!"
رفع حسام صوته بنرفزة مكتومة:
حسام: "آه! أقعدك… على الأقل لحد ما نطمن. ولا انتي مستنية يحصل لك حاجة؟"
ريم بصوت مخنوق من الغضب:
ريم: "أنا شغلي جزء مني… مش هسيبه، وأنا عارفه صحتي!"
الدكتورة رفعت إيدها كإنها بتحكم في اتنين أطفال:
الدكتورة: "استنوا بس… حسام عنده حق."
اتصدمت ريم:
ريم: "إيه؟! حضرتك كمان؟"
الدكتورة: "يا ريم… الحمل في بدايته حساس جدًا، والتوتر والمجهود الكتير خطر. محتاجة راحة فعلًا. على الأقل أول شهرين. وبعدها هنشوف."
اتنهد حسام بقوة كإن حد أخد من على صدره صخرة:
حسام: "شايفة؟ مش أنا لوحدي اللي بقول."
ريم ضربته بكعب كلامها:
ريم: "ماهو باين… متفقين عليا من قبل ما أدخل!"
ضحكت الدكتورة بخفة:
الدكتورة: "اتفقنا ولا لأ… المهم مصلحتك. وإنتي لازم تفهمي إن الحمل ده محتاج اهتمام."
قعد حسام جنبها ولمس إيديها وهو بيهديها:
حسام: "يا ريم… أنا مش ضد شغلك… أنا ضد إنك تتعبي. وبيني وبينك… انتي مابتعرفيش تشتغلي من غير ما تدخلي النار برجلك."
ريم بصوت واطي وهي مكسوفة شوية رغم عنادها:
ريم: "يعني… تقصد أعمل إيه؟"
الدكتورة: "إجازة… راحة… أكل كويس… فيتامينات… وأهم حاجة تبعدي عن أي ضغط."
ريم اتنهدت بضيق:
ريم: "حسيت إني اتحكم عليا بالسجن المؤبد."
حسام ضحك:
حسام: "ولو سجن… فده سجن في حضني."
بصّت له ريم بنظرة قتّالة:
ريم: "ماتستهبلش."
الدكتورة ضحكت وهي بتكتب الروشتة:
الدكتورة: "اتنين دول محتاجين رقابة مش كشف."
---
… وبدأت تظهر صورة الطفل… أو الجزء البسيط من تكوُّن الطفل… مع دقّات القلب."
في اللحظة دي حسّ حسام بشيء يهزّه من جوّاه.
افتكر… افتكر اليوم اللي كانت هي فيه وسط الأجهزة… وهو كمان كان في المستشفى.
كان فاكرها وهم… فاكر إن عقله بيصوّر له ريم قدّامه.
البنت اللي قلبه اتعلّق بيها… ومقدّرش يقول ولا كلمة.
حبّها من أوّل مرة شافها فيها… وكان بيفكّر فيها ويتابع أخبارها من بعيد…
لأنه مقتنع إنها حلم صعب المنال.
وفجأة… تم إبلاغ المديرية:
"تم الاقتحام بنجاح… وتم إنقاذ الصحفية."
سامح:
"حمد الله على السلامة يا بطل."
حسام:
"الصحفية بخير؟"
سامح:
"آه… انت اللي أخدت الرصاصة. هي مجرد خدش بسيط."
حسام:
"الحمد لله… طيب… أغمى عليها ليه؟"
سامح:
"هو الاكشن اللي كانت فيه عايز إيه؟
وبعدين… إنت عارف الصحفية اللي انت أنقذتها دي تكون بنت مين؟"
حسام (بحدة):
"لا… ومن إمتى احنا بننقذ حد علشان ابن حد؟"
سامح (ساخر):
"هتفضل طيب كده لحد إمتى؟
لولا إنها بنت النقيب مروان السيوفي…
ما كانش جت الكتيبة كلها تساعدني في اقتحام المكان."
حسام (متصدم):
"بتقول بنت مين؟"
سامح:
"هو ودانك اتأثرت يا ابني؟
بنت مدير الأمن!"
صدمة تانية ضربت قلب حسام… قبل ما يدخل الممرض بسرعة:
الممرضة:
"الآنسة محتاجة دم… نزفت كتير."
حسام (بانفعال):
"مش قلت خدش بسيط؟!"
سامح:
"بنات فافي يا ابني…"
الممرضة:
"لأ… إحنا اكتشفنا إن في رصاصة تانية في رجلها."
حسام:
"هي فين دلوقتي؟"
الممرض:
"في العمليات… ومحتاجين دم."
هنا حسام شال كل الأسلاك اللي متعلقّة في إيده… ورماها على السرير… وجرى.
دخل غرفة التبرع… وهو موجوع… وبيجلد نفسه:
“كان لازم أكون أحرص… كان لازم أحميها أكتر من كده…”
وبعد ما اتبرع لها، بدأ يحقّق بنفسه مع الفريق…
وعرف إن الرصاصة اللي في رجلها كانت قبل الاقتحام… لما المجرمين عرفوا إنها صحفية وبلّغت عنهم… فاضطروا يضربوها.
وتم القبض على كل الرجال.
بعد السيطرة على ضغط العقيد مروان وتحذيره من الانفعال… فاق.
جرى على المستشفى… بس ما لاقاش حسام،
لإنه كان خد إذن وخرج.
رجع حسام البيت… خد شاور… بدّل هدومه…
ورجع على المستشفى من تاني.
دخل الجامع اللي جوّا المستشفى…
صلّى…
ورفع إيده للسماء:
"يارب… أنقذها… يارب خليها تقوم بالسلامة…"
وبكى.
بعد نص ساعة، خرجوا من العمليات.
العقيد (بقلق):
"بنتي عاملة إيه دلوقتي؟"
الطبيب:
"الإصابة بسيطة، وتمّت العملية بنجاح."
العقيد:
"طيب الحمد لله… ممكن أشوفها؟"
الطبيب:
"هي دخلت في غيبوبة… جسمها ضعيف، والمواقف اللي اتعرّضت ليها صدمها."
فجأة ظهر حسام، جاي جاري شبه المصدوم:
حسام (بانفعال):
"إنت بتكذب علينا! هي بخير!"
ودخل على الغرفة بعصبية، واقتحم الباب…
قرب منها، ضمّها لحضنه… وفضل يبكي بحرقة.
حسام وهو ماسك إيدها وبيهمس:
"لازم ترجعي… إنتي قوية مش ضعيفة… إنتي الصحفية الشاطرة… القوية.
ارجعي ليا… أنا بحبك، ومقدرش أعيش من غيرك.
الحياة من غيرك… مافيهاش أمل.
حتى لو هفضل أحبك من بعيد طول العمر… بس لازم ترجعي.
لازم تكوني بخير علشان كل اللي بيحبوكي…"
وبعينين حمراء، خرج من الغرفة.
دخلت الممرضة بعدها بلحظات…
واكتشفت إن الصحفية فاقت وفتّحت عينها…
ولمحت حسام من بعيد وهو خارج.
اللحظة دي قلبها اتنفض.
نادَت الممرضة على الطبيب، اتعمل الكشف، واتطمّنوا عليها،
وبعدها نقلوها لغرفة تانية.
كان حسام كل يوم يروح في الليل… يطّمن عليها من بعيد،
من غير ما تشوفه…
لحد ما في يوم راح… ملقاشها.
وقف مصدوم قدّام السرير الفاضي…
إلا من ملابسها اللي محطوطة فوقه.
مسكهم… ضمّهم لصدره… وعيونه لمعت بالدموع.
حسام (بكسر):
"كنت نفسي أودّعِك… ولو من بعيد.
أنا عارف إني مجرد ضابط في أول حياتي… ولسه بدري عليّا أترقى،
ومستوايا على قدّي…
ومقدرش أكون في مقامِك… ولا أتجرأ حتى أحلم بيكي.
أوعدِك… هتفضلي جوّه القلب ده…"
سيب الملابس… وخرج من الغرفة.
وفجأة… وهو خارج…
لقاها قدّامه.
واقفة… والدموع ماليّة عينيها.
وانتهت الذكرى فجأة…
وفاق حسام على صوت ريم وهي بتنادي عليه.
ريم (بحماس):
"تعال شوف يا حبيبي… صورة ابني على الشاشة!"
حسام (ضاحك):
"بس أنا عايز بنت جميلة زي القمر… شبهِك."
ريم:
"وأنا عايزة ولد… يبقى شبهك."
تضحك حنين والدكتورة.
الدكتورة:
"لسّه بدري يظهر نوع الجنين… يعني بدري على الخناق!"
حنين:
"عندِك حق يا دكتورة."
الدكتورة:
"هي ضعيفة شوية… محتاجة فيتامينات وحديد، وراحة أول شهرين علشان الحمل يثبت."
حنين (مداعبة ريم):
"أكيد كله هيتنفّذ… يعني هتاخدي إجازة يا إعلامية! وارتاح بقى منك ومن نطّاتك كل شوية على المكتب عايزة أخبار وتحقيقات!"
ريم (تطلع لسانها):
"بعينك… أنا هكون فوق قلبك."
حسام (مصدّق ومش مصدّق):
"نفسي أعرف… إنتي بجد هتكوني أم؟"
ريم:
"آه… ليه؟ في مانع؟"
حسام كان لسه واقف جنبها، ماسك إيديها بخوف متخفي وبيقول بنبرة فيها دلع وقلق:
حسام: "علشان انتى طفلة يا حبيبتي…. هو إلا هنقوله هنعيده مفيش شغل."
اتسعت عينين ريم، واتعدل جسمها فجأة كإن حد كبّ عليها بنزين:
ريم: "ليه باقي؟! وتعدّل نفسها ؟! انت بتتكلم جد؟!"
ضحكت حنين بخوف وارتباك:
أيوه يا جماعة اكيد بيهزار… إيه الجو ده!"
الدكتورة ضحكت بخفة وهي بتبص للتلاتة:
الدكتورة: لازم تخلي بالها من نفسها."
هز حسام دماغه بحدة بسيطة:
حسام: "انتي مش عارفها يا دكتورة… دي صحفية مغامرة، بتحب تجري ورا الخطر."
اتنفست ريم بسرعة وغمزته بنظرة نار:
ريم: "يعني انت مش بتجري ورا الخطر؟! وبتتعرض لمخاطر أكتر كمان!
وبعدين… أنا بحب شغلي زيّك يا حضرة النقيب."
حنين حاولت تهدي التوتر اللي في الهوا:
حنين: "يا حبيبتي… هو ميقصدش. كلنا بنحب شغلنا، بس علشان تكوني أم لازم تضحي بحاجة بسيطة من طموحك.
يعني الشغل يكون مكتبي… مش جري ورا مواضيع مشوقة وخطيرة."
ريم رفعت صوتها ووشها احمرّ من الزعل:
ريم: "والله؟ ولو قصّرت… تبقوا اتكلموا.
أنا خلصت يا دكتورة، صح؟"
الدكتورة قدمت لها الروشتة وقالت بهدوء:
الدكتورة: "أه يا مدام ريم… ودي الأدوية، التزمي بيها."
ريم: "شكراً."
خرجت بسرعة وهي مدايقة ومخنوقة.
لحقت بيها حنين من وراها:
حنين: "ريم! استني يا مجنونة! رايحة فين؟!"
وفي اللحظة دي… حسام خارج وراه غضبان، بس ندهت عليه الدكتورة:
الدكتورة: "ممكن دقيقة يا حضرة النقيب."
وقف حسام بقلق:
حسام: "نعم يا دكتورة؟ في حاجة تاني؟"
ابتسمت الدكتورة ابتسامة فاهمة:
الدكتورة: "أكيد… أي واحدة في بداية حملها… على قد ما بتكون فرحانة… على قد ما بتكون مدايقة."
اتصدم حسام شوية:
حسام: "يعني ريم مدايقة إنها حامل؟!"
الدكتورة: "طبعًا لا… بس الهرمونات بتتغير.
وكل شهر ليه طبيعته ومشاكله."
حسام لف وشه عليها باستغراب:
حسام: "مش فاهِم… تقصدي إيه؟"
الدكتورة: "يعني هتتعصب… وممكن تغلط في الكلام… وممكن تدخل في خناق على أي كلمة، حتى لو مش قصده.
وأكتر حاجة… إنها هتكون حسّاسة جداً الفترة دي."
حسام زفر بقلق:
حسام: "بس ده ممكن يطوّل… أتعامل معاها إزاي؟"
الدكتورة: "تعرفها غلطها… بس من غير ما تجرح مشاعرها.
ولو أصرت تشتغل… ما تغصبهاش.
هي لازم تحس بنفسها إن في خطر… مش حد يجبرها."
أومأ حسام بقناعة:
حسام: "أنا عمري ما هاغصبها… وأنا بحترم شغل الست.
بس في وقت… لازم تتنازل علشان طفلها."
ابتسمت الدكتورة:
الدكتورة: "في سيدات كتير بيعرفوا يوفقوا… وهي كده.
بس سيب المساحة ليها."
حسام: "تمام يا دكتورة… إن شاء الله خير."
خرج حسام وهو شايل كلام الدكتورة على كتفه زي همّ تقيل.
برا عند العربية…
حنين كانت واقفة مع ريم تحاول تصلّح اللي اتكسر:
حنين: "مالك يا ريم؟ انسحبتي ونزلتي من غير ما تستني.
إحنا كنا بنتكلم عادي."
وقفت ريم فجأة، والدموع ماليه عنيها بس مصرة ما تنزلش:
ريم: "عادي؟!
لما تحرجيني قدام الدكتورة؟
وتقولي بجري ورا الخطر؟
وتقولي بنط عليكي آخد أخبار؟!
ما تنسيش يا ماما… أنا مين.
ولولا فضلي… ماكنتيش اشتغلتي في المكتب ده أصلاً.
وأما عن ابني…
أنا أعرف أحافظ عليه…
مش هرميه لحد تاني يربيه."
حنين اتكسرت ملامحها، صوتها اتغير وحزنها بان:
حنين: "أنا آسفة يا ريم…
وشكراً… يا مرات عمي."
ريم: "العفو."
في اللحظة دي… حسام كان سامع كل كلمة… واقف ساكت، وعينه فيها غضب وحيرة وحب وخوف عليها.
ركب العربية… سكت… وساق.
ريم جنبه… وحنين ورا.
والسكوت كان أتقل من الكلام.
بعد نص ساعة وصلوا البيت…
حنين نزلت من العربية بسرعة وطلعت على أوضتها من غير ما تبص وراها.
ريم دخلت أوضتها هي كمان… لسه مقفلة الباب، لقيت حسام داخل وراها بخطوات هادية بس مليانة غضب مكتوم.
حسام (وهو واقف قصادها):
– مش كان ضروري تجرحي حنين كده؟
ريم (بتكشّر):
– أوف… باقي حنين وحنين! هو أنا عملت إيه للبرنسيسة حنين؟
حسام (بيرفع حواجبه):
– إنتي مش شايفة إنك عملت حاجة؟
ريم (بعند):
– لأ طبعًا… عملت إيه؟
حسام (نبرة صوته بتتعلى بصبر خلاص هينفد):
– يعني شايفة إنك منّيتي علينا إنك نزلتي لمستوانا وقبلتي تتجوزيني… صح؟
الكلمة خبطت فيها…
ريم اتجمدت، عينيها بدأت تلف، تستوعب هي قالت إيه وفين جرحت.
ريم (بتتلجلج):
– أنا… أنا مش قصدي كده يا حسام.
حسام (بهدوء موجوع):
– لكن تصرّفك بيدل على كده… شوفي يا بنت الحلال، أنا ألف مرة كنت بهرب منك علشان اليوم ده… اليوم اللي تعيريني فيه إنك بنت مدير أمن… وأنا مجرد ظابط بسيط.
قرب من الباب وفتحه:
– سيبك تفكّري في هدوء… يمكن تفهمي.
وخرج.
ريم قعدت على طرف السرير، حطت إيدها على وشها، صوتها مكسور:
– هو أنا عملت إيه… جرحت أكتر اتنين بيحبّوني؟
عينيها غصب عنها رجّعتها لفلاش باك… اليوم اللي قابلت فيه حسام أول مرة في المستشفى.
ريم بعد ما خلصت شوية تحاليل قبل خروجها من المستشفى…
وقتها شافته واقف قدامها.
ريم (مندهشة):
– مش حضرتك الظابط اللي أنقذنا مرتين وتبرعت بدمك؟ أنا كنت بسأل عليك… كنت نفسي أعرف مين الظابط الشهم اللي أنقذنا… بس تطلع إنت السواق!
وقفت قصاده وهي متلخبطة:
– دورت عليك كتير بعد ما خرجت من مكتب بابا… كل مرة أحاول أوصل ليك يتم نقلك… ولا كنت عارفة أوصل لك.
نظرت له بنظرة فيها حب ولهفة:
– أنا… عمري ما نسيتك.
حسام (بياخد نفسه):
– مفيش أي شكر يا فندم… ده واجبي، والحمد لله إنك بخير.
ريم:
– بس انت السبب في شفايا…
وقبل ما يكملوا كلام، دخل العقيد مروان.
العقيد مروان:
– شكرًا جدًا ليك يا ابني.
حسام:
– ده واجبي يا فندم.
العقيد مروان:
– ممكن تعدّي عليّ يوم الخميس؟
حسام:
– أكيد يا فندم… تحت أمرك.
ــــــــــــــــــ
وفي المعاد…
حسام دخل المكتب، لقى العقيد واقف ومستنيه.
العقيد:
– شكرًا إنك جيت يا حضرة النقيب.
حسام (مندهش):
– نقيب؟! أنا لسه ملازم تاني يا فندم!
العقيد مروان:
– ده قبل المهمة العظيمة اللي عملتها… اتبعت جواب ترقيتك أنت وصاحبك سامح… وأنا اللي أصريت أسلمهولك.
حسام وقف مش مصدّق…
وبعدين العقيد قال الجملة اللي هزّت قلبه:
مروان:
– بتحبّها من إمتى؟
حسام اتلخبط، وبص لتحت:
– كنت بعمل شغلي يا فندم…
العقيد:
– ردّ على سؤالي .
حسام:
– من أول يوم قبلتها شدني صراحتها هدوه وقوته فى نفس الوقت لكن هربت صعب … كنت بتابع اخبارها من بعيد أحوال اشوفها وهى خارجه من الجريدة لكن اقسم بالله العظيم عمري ما فكرت أتعدى حدود لكن يوم ما لقيت صورتها في حقيبتها يوم الخطف… ساعتها بس عرفت إن القدر جمع ما بينا مرة ثانية ودعيت ان ربنا يحفظها
العقيد ابتسم ابتسامة أبو… مش ظابط.
– كنت محتفظ بصورة لبنتي عارف … وبتتابع أخبارها رغم نقلك… انا كنت خايف تكون بتلعب عليها علشان منصب… لكنك في كل مكان كنت بتثبت إنك راجل… وشهم… وكل الناس بتحبك.
حسام وقف مش قادر يتنفس من كمية الكلام اللي بيسمعه.
وبعدين العقيد قال الجملة العظمى:
مروان:
– وأنا… كمروان… مش كعقيد… موافق تكون زوج بنتي.
حسام حسّ الدنيا بتلف بيه …
حلمه المستحيل … الحب اللي كان شايفه مستحيل… فجأة بقى قدّامه.
دخول ريم
دخلت ريم بعد ما سمعت اعترافه على المكتب، شافت حسام واقف.
ريم:
– بابا؟ آسفة دخلت وإنت بتشتغل…
العقيد مروان:
– لا يا حبيبتي… أنا اللي بعت لك… حضرة النقيب طلب إيدك النهارده… إيه رأيك؟
ريم (صرخة فرح مكتومة):
– بجد يا بابا؟
العقيد:
– شايفاه واقف قدامك غرقان في شبر ميّه؟
حسام (مكسوف وبيحاول يبان ثابت):
– إن شاء الله أجي أنا وأخويا ونطلبها رسمي.
العقيد:
– تنورونا الأسبوع الجاي… بس عندي شرط واحد قبل ما نكمّل أي حاجة.
ريم (بخضة):
– خير يا بابا…؟
...........
العقيد مروان:
– تشتغلي في مجال الموضة… وتسيبي التحقيقات.
حسام:
– ده يرجع ليها طبعًا… بس تكون حريصة في الموضوعات اللي هتحقق فيها… وتبعد عن الخطر.
ريم (بتمسّح دموع كانت هتنزل من الخضة):
– أنا بحب شغلي قوي… بس أوعدكم.
العقيد يشهق نفس بسيط… وبعدين يكمل:
– وفي شرط تاني… إنكم تعيشوا معايا.
حسام وقف، بص للعقيد بعين راجل ثابت… مش خجلان، مش خايف… لكن محترم.
حسام:
– أنا آسف يا حضرت العقيد… بس أنا أحب أرعى مراتي… وأعيّشها على قد مستوايا. لو ده مش هيكون مانع عندك. ولو في يوم حسيت إنها ناقصها حاجة… يبقى أنا مش قدها… ولا قد حبها… وساعتها حضرتك حاسبني.
الكلام وقع زي السهم… بس مش سهم أذى، سهم رجولة.
العقيد مروان ابتسم… ابتسامة أبو فخور.
العقيد:
– أنا بحترمك يا ابني… وبعد الكلام ده احترمتك أكتر… إنت فاكرنا بنفسي وأنا في بداية حياتي فعلاً.
تمت الزيارة… وتم القبول.
---
ريم تفوق من شرودها…
ريم خرجت من أوضتها بعد ما غرقِت في تفكير طويل…
لقيت حسام قاعد برا في الصالة، ممدّد جسمه على الكرسي الكبير… ماسك سيجارته، وعينه معلقة في السقف… شكله غرقان في مليون فكرة.
ريم قربت بخفة… وبعدين نامت جنبه على الكرسي ولفت دراعها عليه.
ريم (بصوت واطي، متكسّر):
– أنا آسفة… والله ما عارفة قلت الكلام ده إزاي.
حسام ما ردش…
