بعد سنتين ، في حديقة الجامعة – نهار مشمس
كانت الزينة تملأ المكان، وأصوات الضحكات تختلط بموسيقى الاحتفال. حلا ترتدي روب التخرج الأسود وقبعتها، وجهها يضيء بفخر وسعادة وهي بين عائلتها.
أحمد (والدها، بعينين دامعتين وهو يضع يده على كتفها):
"كبرتي يا بنتي… لسه فاكر يوم ما كنتي تيجي تمسكي إيدي وتعيطي عشان أوصلك أول يوم مدرسة… والنهاردة بقتي مهندسة برمجيات، أفتخر بيكي قد الدنيا."
فيروز (تدمع وتحتضنها):
"يا روحي إنتِ، تعبتي وسهرتي الليالي… النهاردة فرحتي بتفرّح قلوبنا كلنا."
مهاب (يبتسم بفخر، وهو يلتفت إلى زوجته حور):
"شُفتي يا حور؟ أختنا الصغيرة اللي كنتي تلعبي معاها بديكور الخطوبة، بقت مهندسة… كأنها مبارح."
حور (تصفق بحماس وهي تنظر لحلا):
"مبروك يا حلا… والله إنتِ مش بس تخرجتي، إنتِ كمان علمتينا كلنا إن الأحلام تتحقق بالصبر."
زياد (يحمل الصغيرة رهف التي تمد يديها نحو حلا):
"حتى رهف فرحانة بعمتها… قولي: مبروك يا عمتو."
ضحى (تضحك):
"سيبها يا زياد، هي أصغر من إنها تقول كلمة كاملة… بس نظرتها بتكفي."
ريان (يمسك زين الصغير الذي يتشبث به):
"وأنا مش عارف إزاي أسيب زين دقيقة… بس لما سمع إننا جايين نشوف عمته، كان بيضحك من غير توقف."
غزل (تداعب زين):
"الولد ده مهووس بيكي يا حلا… حتى وأنا أمه ما بحظاش منه زيك."
زين (يمد ذراعيه لحلا وهو يضحك):
"آآه آآه!"
حلا (تضحك وتأخذه بحب):
"حبيبي إنت، يا ملاك قلبي."
ثريا (خالة حلا، تمسك يد ابنتها):
"والله يا بنتي فرحتك فرحتنا… كأنك بنتي التانية."
يوسف (يقف بجانب خطيبته كارما، مبتسمًا بفخر):
"أنا اتخرجت من سنين، بس فرحتي دلوقتي كأني متخرج معاكي، يا بنت خالتي."
كارما (تضحك بخجل وتمسك شهادة تخرجها):
"وأنا كمان متخرجة معاكي النهارده… صدقيني يا حلا، مفيش أجمل من إننا نقفل مرحلة كبيرة سوا."
حلا (بابتسامة دافئة وهي تنظر لهم جميعًا):
"أنتم السبب في فرحتي… والله لو ما كانش عندي عيلة زيكم، ما كنت قدرت أوصل لهنا."
الجميع صفق وضحك بحرارة، وأحمد رفع صوته قائلًا:
"طيب استنوا… ده لسه فيه مفاجأة. عيلة فارس وأدهم جايين كمان شوية… والفرحة تكمل!"
ارتفعت أصوات الفرح مجددًا، وحلا قلبها بدأ يخفق بقوة وهي تتخيل دخول أدهم بعد لحظات، ليشاركها فرحتها الأكبر.
************************
بينما الجميع يضحكون ويحيطون بحلا، سُمِع صوت ندى تنادي من بعيد بضحكة عالية:
ندى:
"فين العروسة… قصدي الخرّيجة؟! 😍"
التفتت حلا بسرعة وصرخت بفرحة:
"نددددى!"
ركضتا نحو بعضهما وعانقتا بعض بحرارة، والدموع في عيون حلا.
حلا (تضحك وهي تمسح دموعها):
"أحلى هدية في تخرجي وجودك إنتِ."
ندى:
"إحنا مع بعض من أول يوم في المدرسة، طبيعي أكون هنا النهاردة… مش هسيبك أبداً."
تميم (دخل بخطوات واثقة وبابتسامة مشاكسة):
"هو أنا مش محسوب برضه؟ يعني يا حلا من غيري إنتِ هتعيشي نص فرحة بس."
حلا (تضحك):
"إنتَ محسوب قوي يا تميم… من غير ما تحلف."
خلف ندى وتميم، ظهر فوزي والد ندى، وهدى والدتها، وآسر شقيقها الأكبر.
هدى (بحنان وهي تفتح ذراعيها لحلا):
"مبروك يا بنتي… كأنك بنتي أنا كمان."
فوزي (يصافح أحمد):
"مبروك يا صديقي… لحظة فخر والله."
آسر (يقترب من حلا مبتسمًا):
"أنا مش هقولك مبروك بس… أنا هقولك إنتِ قدوة. ربنا يحفظك."
وقبل أن تكمل حلا شكرها، مدّ تميم يده فجأة ليبعد آسر قليلًا عن ندى التي كانت تقف بجواره، وقال بنبرة "تميمية":
"خلاص بقى يا آسر، قُربك كفاية… سيب مسافة الأمان."
ندى (تضربه على كتفه):
"ده أخويا يا مجنون!"
تميم (بغيرته المعتادة):
"أخوكي… آه، بس أنا جوزك.
الجميع انفجر ضاحكًا، حتى أحمد وفوزي تبادلا نظرات amusement.
حلا (تضحك وهي تمسك يد ندى):
"والله غيرة تميم دي تخليني عايزة أكتب عنها رواية لوحدها!"
كارما (بمرح):
"وأنا اللي لسه داخلة العيلة، مش فاهمة إزاي ندى عايشة مع جنونه!"
ندى (تضحك):
"عشان أنا كمان مجنونة زيه!"
تميم (ينظر لها بجدية مبالغ فيها، ثم يضحك):
"آه بس جنونك إنتِ أحلى جنون… وممنوع حد يشاركك فيه غيري!"
ضحك الجميع أكثر، والأجواء امتلأت بالبهجة، وصارت الحفلة كأنها تجمع عائلي ضخم.
وفجأة قال أحمد بصوت مرتفع:
"خلاص كده… إحنا مستنيين الضيوف الكبار بقى… أدهم وعيلته. ولما يوصلوا، الفرحة هتكمل على الآخر."
*********************
كان الجميع منشغلًا بالضحك والتهاني، وفجأة رفع تميم صوته وهو يصفق بيديه:
تميم:
"طب سؤال مهم جدًا!… فين العريس الغالي؟! فين أدهم يا جماعة؟ أنا مش فاهم إزاي يسيب خطيبته الجميلة دي واقفة من غيره؟!"
حلا (تضحك بخجل):
"هو قاللي إنه جاي هو وعيلته… يمكن الطريق زحمة شوية."
تميم (يمثل الانفعال):
"زحمة؟! لأ كده مش هاسكت… ده لازم يتعلم منّي! أنا أول ما ندى بتقولي تعالى، بسيب الدنيا كلها وأجري."
ندى (بعيون ضيقة):
"اجري إيه يا تميم؟ أنتَ أوقات بتخليني أستناك نص ساعة عشان الكورة مع صحابك!"
تميم (يرفع حاجبيه بسرعة):
"بس برجع أجري يا ندى… أجري بقلبي كله! 😂"
الجميع ينفجر ضاحكًا، حتى آسر قال ساخرًا:
"يا عم تميم، شكلك غيران من أدهم قبل ما يوصل."
تميم (يضع يده على صدره ويأخذ نفسًا طويلًا):
"أيوة… هاعترف. غيران. أدهم بياخد لقب (أكتر عاشق في العيلة) وأنا مش عاجبني الموضوع ده. اللقب ده ليا!"
كارما (تضحك وهي تهمس ليوسف):
"واضح إن المنافسة قوية جدًا!"
يوسف (يهز رأسه وهو يضحك):
"أنا مستمتع بالعرض الكوميدي المجاني ده."
حلا (تضحك وتغمز):
"على فكرة… أدهم مش بيحب يسيبني أبدًا. بس يمكن بيجهز مفاجأة."
تميم (يفتح عينيه بدهشة مصطنعة):
"مفاجأة؟! هو أنا آخر من يعلم؟! مش معقول يا بنتي ده أنا مستشاره الرومانسي."
ندى (ساخرة):
"مستشاره؟! ده أنت محتاج حد يرشدك إزاي توقف غيرتك الأول."
ضحك الجميع أكثر، والأجواء ازدادت مرحًا، قبل أن يلمح أحمد من بعيد دخول سيارات فاخرة تقترب من البوابة.
أحمد (مبتسمًا):
"واضح إن عيلة أدهم وصلت."
*****************
كانت العيون تتجه إلى البوابة حين توقفت سيارات فاخرة، ونزل منها فارس ونادية بابتسامة فخر، يتبعهم مازن الشاب الوسيم، وشريف وأسماء، ثم لوسي التي اندفعت تحمل ابنها الصغير رائف بينما يسير بجانبها زوجها كريم.
حلا وقفت من مكانها، مبهورة:
"لوسي!! كريم!! أنتو جيتوا…! أووه لا أصدق… رائف كبررر!"
ركضت نحوها، احتضنتها بحرارة، بينما رائف نظر لحلا بعينيه البريئتين وابتسامة صغيرة، ثم مد يديه لها.
لوسي (تضحك):
"شكلك اشتقتيلي أكتر من ما اشتقتي لابن أختك الصغيرة."
حلا (تداعب رائف وهي تحمله):
"مستحيل! وحشني كلكم… أنا مبسوطة إنكم جيتوا مخصوص عشاني."
كريم بابتسامة دافئة:
"مستحيل نسيب يوم زي ده يعدي من غيرنا يا حلا."
في تلك اللحظة… ظهر أدهم، واقفًا بهيبته المعهودة، عيناه مثبتة فقط على حلا وسط الزحام. خطواته كانت بطيئة لكنها تحمل كل الشوق والفخر.
تميم (يرفع صوته ساخرًا):
"آه أخيرًا… سيد العشاق وصل! اتأخرت يا أدهم بيه… كنت فين يا باشا؟!"
أدهم (ينظر له بابتسامة جانبية):
"كنت بحضرلك هدية يا تميم… هدية صمت، عشان تسكت شوية."
انفجر الجميع بالضحك، بينما ندى ضربت تميم بخفة على ذراعه:
"هو ناقصك! سيبهم يعيشوا لحظتهم."
اقترب أدهم من حلا، عيونه لا ترى سواها. أمسك بيدها بلطف أمام الجميع:
"مبروك يا بشمهندسة… اليوم مش بس يوم تخرجك… ده يوم فخري أنا كمان."
حلا (بعينين دامعتين):
"أنت جيت… وكل عيلتي حواليّ… وكل الناس اللي بحبهم… مش محتاجة حاجة تانية."
نادية (والدة أدهم، تبتسم وهي تحتضنها):
"إحنا بقينا عيلة واحدة يا حبيبتي… ومن النهارده رسميًا عندنا مهندسة برمجيات جميلة في العيلة."
فارس (بفخر):
"أنا حاسس إنك بنتي من زمان… النهاردة تأكدت أكتر."
أسماء (بابتسامة حزينة نوعًا ما وهي تتأمل حلا):
"ربنا يسعدك يا بنتي… ويعوضك بكل الخير."
شريف (يضحك وهو يلاعب رائف):
"رائف قرر يسيب لوسي ويجلس مع العروسة المستقبلية… واضح إنه معجب."
لوسي (تضحك):
"يا بابا سيبه… رائف بيعرف يختار القلوب الطيبة."
مازن (ينظر لريان بخبث):
"شوف يا صاحبي، أختك مشيت خلاص… عقبال الفرح الكبير."
ريان (يهز رأسه مبتسمًا):
"إحنا مستنيين موافقة والدي وبس."
في الجهة الأخرى، تميم كان يراقب الموقف، ثم التفت نحو أدهم بافتعال الغيرة:
"خلاص يا أدهم، هتفضل تخطف الأضواء مني كده على طول؟!"
أدهم (يمسك يد حلا بقوة وهو يبتسم):
"الفرق إني مش بخطفها… هي بتنورني من نفسها."
ضحك الجميع من الرد، بينما حلا احمر وجهها خجلًا، وازدادت فرحتها بوجود جميع من تحب حولها.
فيروز (بدموع الفرح وهي تمسك يد ابنتها):
"اليوم ده من أجمل أيام حياتي… الحمدلله إنكِ وصلتي لهنا يا حلا."
أحمد (بصوت دافئ):
"وتستاهلي كل حاجة حلوة يا بنتي… وأنا عارف إن الأيام الجاية أجمل."
الهواء كان مليئًا بالضحك والتهاني، وحلا شعرت أن قلبها يكاد ينفجر من الفرح… العائلة، الأصدقاء، الحب… كل شيء اجتمع حولها في تلك اللحظة.
*****************
في المساء في فيلا العائلة – حديقة كبيرة مضاءة بالفوانيس والشموع، طاولات عامرة بالأكل
الجميع اجتمعوا حول المائدة الطويلة، ضحكات تتعالى، أصوات الكؤوس وهي تُرفع للتهنئة، والأطفال يملأون الجو ببراءتهم.
ريان كان يحاول إطعام زين الذي يصر أن يمد يده للكيك فقط.
ريان (متمسك بالملعقة):
"زين! لقمة رز الأول… وبعدين كيك."
زين (يهز رأسه بعناد ويردد كلمته المفضلة):
"كِيك… كِيك!"
الجميع ضحك، بينما غزل هزت رأسها مستسلمة وهي تضحك:
"سيبه يا ريان… هو أكيد واخد العند منك."
ريان (يمثل أنه مصدوم):
"مني أنا؟! لا، ده من عيلتك أنتي!"
الجميع انفجر بالضحك، بينما ضحى كانت تهدهد صغيرتها رهف التي جلست على حجر جدها أحمد، تلعب بخصلات شعره.
أحمد (يضحك وهو يرفعها قليلًا):
"رهف دي عايزة تبقى مدللة زي أمها… بتعرف تاخد مكانها بسرعة."
زياد (ساخرًا):
"لا يا بابا، دي متعلمة مني! أنا برنس العيلة."
ضحى (تضربه بخفة على كتفه):
"بالعكس… إنت برنس الإزعاج!"
الجميع يضحك، بينما مهاب كان يضع يده حول كتف حور التي جلست بجانبه، يراقب الجو بابتسامة هادئة.
مهاب (بصوت منخفض لها):
"شوفي يا حور… لمتنا كده هي أجمل حاجة في الدنيا."
حور (تبتسم بحنان):
"صح… ولو جه اليوم وبقينا إحنا كمان عندنا طفل يركض معاهم… هتكون السعادة كاملة."
مهاب شد على يدها برفق، عيونه تقول أكثر مما تنطق به الكلمات.
على الطرف الآخر، يوسف وكارما كانا يجلسان معًا، يتبادلان المزاح.
كارما (تضحك):
"يوسف، ما تتعبش نفسك… أنا مش هاكل تلات قطع جاتوه زيك."
يوسف (بمرح):
"أصلاً أنا باخد بالي من الدايت… بس النهاردة استثناء… حفلة تخرج حلا يعني عذر رسمي."
كارما تهز رأسها وتضحك:
"معاك حق… الجو فرحة."
أسماء كانت تجلس بجانب فيروز، تتحدثان بهدوء.
أسماء (بابتسامة مطمئنة):
"بصراحة يا فيروز… بنتك دي جوهرة. مش بس لأنها ذكية، لكن عشان عندها قلب نقي."
فيروز (بعينين دامعتين):
"الحمدلله… وربنا يحفظها ويفرحها مع أدهم."
وفي وسط الضحك والحديث، وقف أدهم فجأة، رفع كأس العصير عاليًا.
أدهم (بصوت قوي يسمعه الجميع):
"أنا حابب أقول كلمة… للليلة دي وللي خلّت حياتي كلها أجمل… حلا."
الكل صمت لحظة، ينظرون له.
أدهم (ينظر في عينيها):
"من يوم ما عرفتك، وأنا عارف إنك قدري… كل نجاح ليا كان بيك ومعاكي. والنهاردة، يوم تخرجك، مش يومك إنتي بس… ده يومنا كلنا. ومهما طال الوقت… الوعد ثابت: إنتي هتكوني زوجتي، وأم أولادي، وحبيبتي الأولى والأخيرة."
حلا لم تستطع أن تمنع دموعها، بينما التصفيق ملأ المكان، وتميم صرخ ساخرًا:
"الله أكبر يا رومانسية! يا جماعة هو بيقول الكلام ده عشان أنا اللي كتبتله الخطاب."
ضحك الجميع بصوت عالٍ، بينما ندى ضربته بخفة:
"عيب يا تميم! سيبهم يعيشوا لحظتهم."
لوسي (بمرح وهي تضم رائف):
"إيه يا تميم، شكلك غيران من حلا."
تميم (يمثل الكبرياء):
"أنا؟! لا يا جماعة… أنا عندي ندى، يعني مش محتاج رومانسية زي أدهم!"
ندى (ترمقه بنظرة غيورة):
"مش محتاج؟ طب أنا هنكد عليك بجد دلوقتي."
الجميع يضحك من شد وجذب تميم وندى، فيما الجو امتلأ بالمحبة والمرح.
في تلك اللحظة، أحمد نظر حوله، ابتسامة رضا على وجهه، ثم همس لفيروز:
"شايفة يا فيروز…؟ الحمدلله، دي اللحظة اللي كنت بحلم بيها… نشوف ولادنا سعداء، متجمعين، وقلوبهم عامرة بالحب."
فيروز أومأت، والدموع تلمع في عينيها.
الليلة كانت لوحة من الفرح، فيها كل شيء: حب، دفء، وضحكات… ليلة عائلية لن تُنسى.
******************
في حديقة الفيلا – بعد انتهاء العشاء، الليل هادئ، القمر مكتمل
الجميع كانوا قد دخلوا إلى الداخل، يضحكون ويكملون السهرة. بقيت حلا وحدها في الحديقة، ترتب فستانها، وتتنفس بعمق بعد يوم طويل.
فجأة، شعرت بيد دافئة تلتف حولها من الخلف… التفتت لتجد أدهم بابتسامته الهادئة التي تذيبها في كل مرة.
حلا (بابتسامة صغيرة):
"ليه لسه واقف معايا هنا؟ كان ممكن تدخل مع الباقيين."
أدهم (ينظر في عينيها بجدية حالمة):
"إزاي أدخل وأسيبك وحدك… وإنتي سبب وجودي هنا أصلاً؟"
أحمرّت وجنتاها بخجل، حاولت أن تتهرب من نظرته لكنها لم تستطع.
حلا (بهمس):
"أدهم… النهاردة كنت مبسوطة جدًا… بس في نفس الوقت كنت بفكر… كل السنين اللي عدّت وإحنا مخطوبين. حاسة إني اتأخرت عليك."
أدهم أمسك بيديها بكل حنان، شدها نحوه أكثر، حتى صار وجهاهما متقاربين جدًا.
أدهم (بصوت منخفض حازم):
"بصيلي يا حلا… مفيش حاجة اسمها اتأخرتي عليا. أنا اخترتك من زمان، ولما اخترتك كنت عارف إني هستنى العمر كله لو لزم الأمر. إنتي مش وقت في حياتي… إنتي حياتي نفسها."
عيناه كانتا تحترقان بالصدق، مما جعل دموع حلا تلمع وهي تبتسم وسط دموعها.
حلا (بصوت مرتعش):
"أنا بخاف يا أدهم… بخاف في يوم تلاقي واحدة في سنك، أقرب ليك… وتنساني."
أدهم (يضع يده على خدها برفق، يمسح دمعتها):
"إوعي تكرري الكلام ده تاني… إنتي الأولى، وإنتي الأخيرة، وإنتي الوحيدة. مفيش قبلِك… ومفيش بعدِك. فاهمة؟"
حلا أومأت بخجل، ثم ابتسمت وهي تضع رأسها على صدره.
حلا (بهمس):
"وعد… مش هقارن نفسي بحد تاني تاني."
أدهم (يشدها إلى حضنه أكثر):
"وعد يا ملاكي… وأنا أوعدك إنك هتفضلي أغلى نعمة في حياتي."
جلسا معًا على مقعد خشبي في الحديقة، بينما الليل يحتضنهما، والقمر يضيء المشهد وكأنه شاهد على حبهما.
أدهم (بابتسامة وهو يلمس يدها):
"على فكرة… الليلة دي اتسجلت عندي كأجمل ليلة بعد يوم عرفتك فيه."
حلا (تضحك بخجل):
"هو في رومانسية أكتر من كده يا مخرج؟"
أدهم (يمثل أنه يفكر):
"ممكن… لو بوسة صغيرة."
احمرّت خديها أكثر، فضحك وهو يقبّل يدها برقة… ثم ساد الصمت الدافئ بينهما، صمت مليء بالحب والطمأنينة.
********************
بعد عدة أشهر ، غرفة حلا – صباح يوم الزفاف
كانت أشعة الشمس الذهبية تتسلل برفق إلى الغرفة، تتراقص على فستان أبيض ناصع علّقته حلا منذ أسبوع كامل في زاوية الغرفة تنتظره. والآن… ارتدته أخيرًا.
وقفت أمام المرآة الكبيرة، تتأمل نفسها بعينين دامعتين من الفرح، يديها ترتجفان وهي تلمس التطريزات الدقيقة على الفستان.
حلا (بهمس لنفسها):
"يا رب… هو ده اليوم اللي حلمت بيه من زمان… النهاردة هبقى زوجة أدهم."
ابتسمت ابتسامة واسعة، لكنها سرعان ما وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة دقاته المتسارعة.
حلا (تضحك بخجل):
"أنا ليه مرعوبة كده؟… ده أدهم، حبيبي، خطيبي، اللي واقف معايا بقاله 5 سنين كاملة… ومع ذلك قلبي بيخبط كإني بشوفه لأول مرة."
جلست على الكرسي أمام المرآة، بدأت تعدل شعرها الذي صففته لها المصففة منذ قليل. نظرت لعينيها اللامعتين، للحمرة الخفيفة على وجنتيها، وابتسمت مرة أخرى.
حلا (تحدث صورتها في المرآة):
"إنتي النهاردة مش بس عروسة… إنتي البداية الجديدة… إنتي اللي أدهم اختارك من بين الدنيا كلها."
لحظة صمت… ثم أخذت نفسًا عميقًا.
حلا (بهمس):
"يا رب أكون زوجة صالحة ليه… وأسعده زي ما بيسعدني دايمًا."
وفي تلك اللحظة… طرق الباب بخفة. دخلت غزل شقيقة ضحى (زوجة ريان) وهي تحمل باقة ورد بيضاء، خلفها ندى صديقة حلا المقربة، وكلتاهما تبتسمان بحماس.
غزل (مبهورة):
"يا بنتي… إيه الجمال ده؟ والله إنتي زي القمر النهاردة."
ندى (بمزاح):
"قمر إيه؟ دي مولعة… أدهم أول ما يشوفك هيفقد النطق."
ضحكت حلا بخجل، وضمت الباقة إلى صدرها، والدموع تلمع بعينيها أكثر.
حلا (بصوت متأثر):
"أنا مش مصدقة… أخيرًا بقت ليلتي."
غزل (تقترب وتعدل طرحتها):
"صدقينا إحنا كمان كنا مستنيين اليوم ده من 3 سنين كاملة… وكنّا متأكدين إنكوا هتتجوزوا مهما طال الوقت."
ندى (بحماس):
"يلا بقى… العريس مش هيستحمل أكتر من كده."
حلا ضحكت بخجل، ثم نظرت مرة أخرى للمرآة… وأغلقت عينيها لحظة لتحتفظ بالصورة في قلبها: هي، بفستانها الأبيض، في يوم طال انتظاره، على وشك أن تبدأ حياة جديدة مع الرجل الذي أحبته بصدق.
********************
في غرفة أدهم – صباح يوم الزفاف
كان أدهم يقف أمام المرآة، يعدل ربطة عنقه بدقة غير معتادة، ملامحه متوترة لكن عينيه مليئتان بلمعة فرح غامرة. كل ثانية يمرر يده على شعره وكأنه لا يرضى عن مظهره.
وفجأة… دخل تميم صديقه الأقرب وخطيب ندى، يتبعه مازن شقيقه الأصغر، والاثنان يبتسمان بمكر واضح.
تميم (ضاحكًا):
"إيه يا عم… هو إنت رايح فرح ولا مقابلة سفير؟ بتتزوق كده ليه؟"
مازن (يمثل الجدية):
"بصراحة يا تميم، أنا شايف إنه متوتر جدًا… يمكن خايف العروسة تهرب في آخر لحظة."
أدهم التفت لهما بنظرة ضيقة، ثم تنهد محاولًا التماسك.
أدهم:
"يا جماعة كفاية بقى… النهاردة يوم مهم مش ناقص تهريج."
تميم (يميل ناحيته):
"مهم؟ ولا مرعب؟ بصراحة إنت شكلك مش داخل على جواز… شكلك داخل امتحان ثانوي عام."
مازن (يضرب على كتفه):
"أقولك يا أدهم، لو إنت عايز تهرب… قول من دلوقتي، وأنا أتصرف ألبس البدلة مكانك وأخد حلا."
أدهم شهق بدهشة ثم انفجر ضاحكًا رغمًا عنه:
"إنت هتخلي ريان يقتلك قبل ما أوصل للقاعة يا مازن."
تميم (مستفز أكثر):
"لا لا… سيبك من ريان. أنا أكتر حد خايف على نفسه… أصله لو ندى شافتك متوتر كده هتقول: إزاي تميم مش بيحبني نفس الحب؟"
أدهم (يمثل الهدوء، يضبط ياقة بذلته):
"يا تميم… يا مازن… ركزوا معايا. النهاردة مش يوم أي كلام. النهاردة أنا هتجوز حلا… بنت أحلامي."
ساد لحظة صمت قصيرة، تبادلا خلالها النظرات… ثم انفجر تميم ومازن في ضحك مجنون.
مازن (ساخرًا):
"يا نهار أبيض! الراجل اتقلب شاعر! لا لا… لازم نكتب كده في الجرائد: أدهم فارس… الرومانسي المجهول!"
تميم (يضربه على كتفه):
"والله لو سمعنا الجملة دي زمان ما كنا صدقنا… أدهم اللي ما كناش نلحقه من الشغل، بقى واقف دلوقتي يحكي عن أحلامه زي البطلات في الأفلام!"
أدهم هز رأسه بابتسامة صابرة، لكنه في داخله كان يشتعل بالفرح.
أدهم (بجدية وهو ينظر للمرآة):
"اسخروا زي ما انتوا عايزين… أنا متأكد إن النهاردة أجمل يوم في حياتي."
**********************
في قاعة الفرح – بعد ساعات من الاستعدادات
القاعة غارقة في الأضواء الذهبية والورود البيضاء، والموسيقى الناعمة تملأ الجو.
كانت حلا تتقدم بخطوات بطيئة، تمسك بذراع والدها أحمد، بفستانها الأبيض البهيّ الذي جعل كل الأنظار تنجذب إليها. ابتسامتها مرتبكة ودموع الفرح تلمع في عينيها.
وقف أدهم في المقدمة، عيونه مثبتة عليها، كأنه نسي كل العالم. قلبه يخفق بقوة حتى شعر أن الجميع يسمع نبضه.
وصلت حلا إلى جانبه، ووقف أحمد أمام أدهم، وجهه مزيج بين الفخر والرهبة والحنان الأبوي.
أحمد (بصوت متهدّج قليلًا، وهو يضع يد حلا في يد أدهم):
"أدهم يا بني… دي مش بس بنتي… دي قطعة من قلبي. أنا ربيتها وحلمت يوم أشوفها مع رجل يستاهلها… رجل يعرف قيمتها ويصونها. أنا عارف إنك بتحبها… لكن عايز أسمع منك وعد… وعد إنك تكون سند ليها طول العمر."
سادت لحظة صمت، عيون الجميع تراقب الموقف، والقاعة كأنها حبست أنفاسها.
أدهم شدّ على يد حلا برفق، ثم رفع نظره إلى أحمد بثبات وصدق يلمع في عينيه.
أدهم (بصوت واثق):
"عم أحمد… أوعدك… أوعدك إن حياتي كلها هتكون وقف على سعادتها. أوعدك أكون سندها وضهرها، زي ما هي روحي وحياتي. أوعدك تكون مطمّن عليها معايا زي ما هي معاك."
أحمد ابتسم، ودمعة صغيرة خانته، ثم وضع يده على كتف أدهم بحنان.
أحمد:
"كده قلبي ارتاح… خلي بالك منها يا أدهم، هي مش أي حد."
أدهم (بصدق):
"دي أغلى حد في الدنيا… حلا حبيبتي، مراتي، وعمري كله."
حلا لم تتمالك نفسها، دمعت عينيها بشدة، فنظر لها أحمد بحب ومسح دمعتها بإبهامه.
أحمد (بنبرة أبوية):
"مبروك يا بنتي… النهاردة بداية جديدة ليكي."
ثم سلّمها رسميًا لأدهم، الذي أمسك يدها بكل قوة وحنان، وكأنه يقول للعالم كله: هي لي وأنا لها.
القاعة دوّت بالتصفيق والهتافات، بينما قلب حلا يرقص فرحًا بجانب أدهم الذي نظر لها نظرة عشق صافية لا يضاهيها شيء.
*****************
الأضواء خفتت فجأة، وأعلنت المذيعة بصوت مرح:
"والآن… حان وقت الرقصة الأولى للعروسين الجميلين… حلا وادهم!"
تصفيق صاخب ملأ القاعة، والكل التفت للثنائي.
تقدّم أدهم بخطوات واثقة نحو حلا، مدّ يده لها بابتسامة هادئة.
أدهم (بصوت منخفض يسمعهما فقط):
"تيجي ننسى كل الناس… ونرقص كأننا لوحدنا؟"
ابتسمت حلا بخجل وهي تضع يدها في يده، ثم اقترب منها بخطوة بطيئة، وضع يده الأخرى برفق على خصرها، فارتجفت قليلاً من شدّة قربه.
بدأت الموسيقى الرومانسية تعزف، وكل الأنظار عليهم، لكن أدهم لم يرَ أحدًا غيرها.
حلا (بابتسامة خجولة ودمعة فرح تلمع):
"مش مصدقة إن اللحظة دي بقت حقيقة… بعد ثلاث سنين انتظار."
أدهم (وهو يقرّبها أكثر):
"أنا كمان… طول الوقت كنت بعدّ الأيام عشان اللحظة دي. وإنتي دلوقتي… مراتي، وحياتي كلها."
حلا وضعت رأسها بخجل على كتفه، وأغمضت عينيها، بينما أدهم همس في أذنها:
أدهم:
"شايفة كل التصفيق ده؟ مش مهم… أنا سامع بس دقات قلبك."
ضحكت حلا بخجل شديد، وقالت بصوت مبحوح:
"أدهم… بحبك."
أدهم (يشدها أكثر):
"وأنا بعشقك… ومهما عشت، عمري كله مش هيكفّي أوصف قد إيه."
الجميع من حولهم يصفق ويبتسم، إخوتها ينظرون بدموع فخر وفرح، ندى و تميم يتهامسان ويضحكان، مازن يصفّر مازحًا، وزياد يرفع ابنته الصغيرة ليراها المشهد، بينما أحمد وفيـروز يتبادلان نظرة حب وراحة بال.
وفي تلك اللحظة… كان واضحًا أن حلا وأدهم لم يعودا مجرد خطيبين، بل روح واحدة اجتمعت أخيرًا، ترقص في وسط الدنيا كلها بلا خوف ولا انتظار.
*******************
بعد رقصة أدهم وحلا الأولى
الموسيقى لم تتوقف، لكن هذه المرة تحولت لنغمة أكثر دفئًا ومرحًا، والمذيعة أعلنت:
"والآن… فلينضم الأحبّة إلى حلبة الرقص!"
تصفيق جديد، وضحكات، ثم بدأت الأزواج تتجه نحو وسط القاعة واحدًا تلو الآخر.
✨ مهاب وحور
تقدّم مهاب أولاً، أمسك يد حور التي كانت تنظر له بخجل ممزوج بالحزن الخفيف، وكأنه قرأ ما بداخلها فورًا.
مهاب (بابتسامة مطمئنة):
"النهاردة مش وقت تفكري في أي حاجة غير إنك ملكة جنبي."
حور (تهمس وهي تبتسم رغم دموعها الصغيرة):
"وأنا بجد مش مصدقة إنك لسه شايفني كده بعد سنتين جواز."
مهاب (يقرّبها):
"إنتي السبب الوحيد اللي مخليني أعيش. صدقيني، حتى من غير طفل… أنا مكتفي بيكي."
أحاطها بذراعيه وهي تضحك بخجل، وبدأا يرقصان ببطء، حور تضع رأسها على صدره، وهو يغلق عينيه كأنه يحتضن العالم كله فيها.
✨ زياد وضحى
زياد لم يضيّع وقته، رفع يديه بطريقة كوميدية وهو ينادي بصوت مسموع:
"تعالي يا ست ضحى… نوريهم يعني إيه رقصة المصورين!"
ضحى (تضحك وتحاول منعه):
"زياد! استر علينا بلاش فضايح."
لكنه جذبها بقوة إلى وسط الحلبة، حملها بخفة مما جعلها تصرخ بخجل:
"زييياد!"
ثم ضحك بخفة وهو يقول:
"إنتي عارفة إنك أجمل لقطة صورتها في حياتي."
ضحكت ضحى، وأمسكت ياقة قميصه تهدده:
"أقسم بالله لو تفضحني قدام الناس هرجعك تنام على الكنبة أسبوع كامل."
زياد (يغمزها):
"مستعد… بس بشرط تنامي جنبي على الكنبة."
ضحكت رغمًا عنها، ثم التصقت به وهي تهمس:
"يا مجنون… بحبك."
زياد (ينظر لها بعشق):
"وأنا بعشقك يا أم رهف."
بينما الصغيرة رهف كانت تضحك في حضن جدها أحمد وهي تراقب والديها.
✨ ريان وغزل
ريان كان أكثر هدوءًا، تقدم نحو غزل برقي، مد يده لها قائلاً:
"تسمحيلي برقصة؟"
غزل ابتسمت برقة وهي تضع يدها في يده:
"دايمًا."
احتواها بين ذراعيه، وبدآ يرقصان بانسجام كأنهما اعتادا ذلك منذ سنين.
ريان (بصوت منخفض):
"عارفة؟ لولا اليوم ده… ما كانش زماني عشت اللحظة دي معاكي."
غزل (بابتسامة دافئة):
"وأنا من غيرك ما كنتش هعرف يعني إيه بيت وأمان."
ريان قبل جبينها وسط الرقص، فابتسمت غزل بخجل، بينما ابنهما زين كان يصفق على أنغام الموسيقى بحماس من حضن جدته فيروز.
✨ يوسف وكارما
يوسف دخل بخطوة واثقة، صافح بعض الحضور وهو يقترب من كارما التي كانت تضحك بخجل:
"يا جماعة… اسمعوا بقى، الرقصة دي مش عادية، دي رقصة ملكة قلبي."
كارما احمر وجهها:
"يوسف! قدام الناس؟"
يوسف (يضحك وهو يجذبها):
"إنتي عارفة إن مفيش حاجة بخاف أقولها قدام الدنيا كلها."
بدأا يرقصان، يوسف يقترب منها وهمس:
"صدقيني، من أول يوم شفتك فيه في الجامعة… قلبي ارتاح."
كارما نظرت له بعينين تلمعان:
"وأنا برضه… ما حسّيتش إن ليا بيت حقيقي إلا لما لقيتك."
يوسف ضمها أكثر وقال ضاحكًا:
"يلا نجهز بقى… عشان قريب جدًا يبقى عندنا فرح زي ده."
ابتسمت بخجل وهي تضع رأسها على كتفه.
✨ تميم وندى
تميم كان آخر من تقدّم، لكنه لم يترك الفرصة ليمر من غير مشهد كوميدي.
اقترب من ندى، انحنى أمامها بطريقة مسرحية وقال:
"آنستي الجميلة… هل تتكرمي بقبول هذه الرقصة؟"
ندى ضحكت بصوت عالٍ:
"إيه الهبل ده يا تميم؟!"
تميم (يغمزها):
"هبل إيه؟ أنا عاشق مجنون، والكل هنا عارف."
مد يده وأمسك يدها بقوة، وجذبها إلى وسط القاعة.
ندى (تضحك وهي تحاول التملص):
"يا مجنون سيبني الناس بتبص!"
تميم (يهمس بغيرة):
"خليهم يبصوا… عشان يعرفوا إنك ليا أنا وبس."
ندى ابتسمت رغمًا عنها وقالت:
"والله إنت غيور بطريقة مرعبة."
تميم (مقربًا وجهه منها):
"ومش هبطل غيرتي… لأني مش عايز أي حد حتى يتخيلك غير معايا."
ابتسمت ندى بدمعة صغيرة من الفرح:
"وأنا برضه مش عايزة حد غيرك."
ثم التصقت به في الرقصة، بينما الجميع حولهما يصفق ويضحك من شدة رومانسيتهما الممزوجة بجنون.
وسط الحلبة اجتمع كل الثنائيات، يتمايلون على أنغام الموسيقى، ضحكات تتعالى، عيون تلمع بالعشق، والأطفال في أحضان الجدات يتابعون المشهد ببراءة.
كانت لحظة دافئة تُظهر أن العائلة كلها… كل ثنائي منهم وجد نصفه الآخر، يجتمعون الآن ليصنعوا لوحة حب لا تنسى.
******************
بعد عدة أشهر ، المستشفى – قسم الولادة
أصوات خطوات متسارعة في الممر، القلوب معلّقة خلف باب غرفة الولادة.
مهاب واقف قدام الباب، متوتر جدًا، عرق على جبينه، ويده ترتجف وهو يحاول يتمالك نفسه.
إخوته وزوجاتهم واقفين حواليه: ريان يمسك كتفه بحزم، زياد يحاول يهرّج ويخفف الجو، وحلا تجلس على كرسي قريب تمسك بطنها المنتفخ – سبعة أشهر – عيونها مليانة قلق وفرحة في نفس الوقت.
مهاب (بصوت منخفض وهو يضرب كفه بكفه):
"يا رب… يا رب تطلع حور بخير… مش مهم أنا."
ريان (بهدوء، يربت على كتفه):
"اطمّن، كله هيعدّي بخير. حور قوية… وأنت كمان."
زياد (يحاول المزاح):
"يعني يا جماعة، مش عارف إيه اللي بيخوفكوا أوي؟ أنا لو مكانك كنت دلوقتي عامل حفلة في الطوارئ."
(ضحك خفيف من العيلة، لكن مهاب يرمقه بحدة)
مهاب (صارخ متوتر):
"زياد! مش وقت هزار دلوقتي!"
زياد (يرفع يديه مستسلم):
"خلاص خلاص… بس حاولت أخفف الجو."
حلا (بابتسامة صغيرة، تلمس بطنها):
"مهاب… صدقني ربنا هيكتبلكم الخير. أنا حاسة إن ابنك هيغير حياتكم."
مهاب التفت لها، عيونه تلمع، اقترب منها وأمسك يدها بحنان:
"وإنتي كمان… قريب قوي هتبقي أم… يا رب البنوتة دي تيجي وتفرّحك زي ما هتفرّحني حور."
حلا (بابتسامة خجولة):
"آمين."
فجأة خرج الطبيب من غرفة الولادة، والكل اندفع نحوه بقلق.
الطبيب (مبتسم):
"مبروك… الأم بخير… والطفل كمان."
الكل صرخ بفرحة، ودموع نزلت من عيون مهاب فجأة، كأنه تحرر من جبل كان على صدره.
مهاب (بصوت مبحوح):
"الحمد لله… ممكن أشوفهم؟"
الطبيب أومأ، ودخل مهاب بسرعة للغرفة.
📍 داخل غرفة الولادة
حور مستلقية على السرير، ملامحها مرهقة لكنها مبتسمة، وطفل صغير ملفوف ببطانية بيضاء في حضن الممرضة.
مهاب تقدّم بخطوات مترددة، ثم مد يديه بحذر شديد وأخذ ابنه بين ذراعيه.
دموعه انهمرت وهو يهمس:
"ده… ده ابني… يا رب لك الحمد."
حور (بصوت ضعيف لكنها مبتسمة):
"شايف… شبهك؟"
مهاب (يضحك وسط دموعه):
"شبه الملاك… زيك إنتِ."
جلس بجانبها، وضع الطفل الصغير بجانبها برفق، وأمسك يدها:
"وعد مني… هفضل أحبكم وأحميكم طول عمري."
حور ابتسمت وغمضت عينيها بتعب وسعادة، بينما مهاب ينظر للطفل كأنه أغلى كنز في الدنيا.
📍 خارج الغرفة
الكل واقف مستني، فجأة خرج مهاب حامل طفله الصغير، وجهه مليان دموع وفرحة.
مهاب (بصوت عالي):
"ابني… ده ابني!"
الكل صرخ فرحان، زياد قفز من مكانه:
"يا جماعة… هاتولي الكاميرا، لازم أوثق اللحظة التاريخية دي!"
ريان احتضنه بحرارة، أحمد والدهم مسك الطفل بحذر والدموع في عينيه:
"الحمد لله يا ابني… ألف مبروك."
وحلا من مكانها، وضعت يدها على بطنها المنتفخ، ابتسمت وهي تهمس لنفسها:
"قريب… قريب كمان هشوف بنتي."
********************
الجميع ملتف حول مهاب وهو شايل البيبي، والكل عايز يشارك في الفرحة… ويبدأ الجدال 😂
زياد (يرفع إصبعه بحماس):
"بص بقى يا مهاب… أنا شايف أن أنسب اسم للبيبي هو زياد… يعني هيطلع زيي كده، وسيم ومرح وأب روحي للعيلة كلها."
ريان (ساخر):
"زياد؟! يا عم ده البيبي هيبقى عقدة نفسية لو سمّيته على اسمك. الأفضل اسمه يبقى ريان… اسم راقي وشيك، وهيطلع زيي… هادي ومتزن."
زياد (يقهقه):
"هادي إيه يا عم، إنت طول النهار مع غزل بتدلعوا في زين كأنكم في فيلم هندي."
غزل (ضاحكة وهي شايلة زين):
"أهو فيلم هندي بس أجمل فيلم في الدنيا."
ضحى (تنظر لرهف الصغيرة):
"أنا شايفة إن لازم اسمه يبقى على اسم بابا أحمد… تكريمًا ليه."
أحمد (محرج وهو يهز يده):
"لا لا يا بنتي… خلّوا الولد يعيش باسمه هو."
فيروز (بحنان):
"وأنا نفسي يسمّوه يوسف… الاسم ده له معزة خاصة عندي."
يوسف (يمثل الجدية وهو يضحك):
"بصراحة أنا موافق."
ندى (تضحك):
"خلاص يا جماعة… يسمّوه تميم وخلاص."
تميم (مصدوم):
"إيه ده! هو ناقصني منافس في البيت؟ لا لا يا ندى."
الكل ينفجر ضحك، بينما مهاب واقف شايل البيبي ووجهه صارم جدًا فجأة.
مهاب (يرفع يده يسكت الجميع):
"اسمعوا يا جماعة… محدش له كلمة في الموضوع ده. ابني هيتسمى مراد. نقطة ومن أول السطر."
الجميع سكت لثانية، بعدين انفجروا ضحك.
زياد (بمزاح):
"يا عم ما تقول من الأول! إحنا عمالين نتخانق على الفاضي."
ريان (مبتسم وهو يربت على كتف أخوه):
"مبروك يا أبو مراد."
حلا (تضحك بدموع فرحة):
"يا رب يكبر مراد مع بنتي ويبقوا سند لبعض زي ما إحنا سند لبعض."
الجميع فرحان ويضحك، ومهاب ينظر لابنه الصغير مراد بفخر وحنان، كأنه لقى معنى جديد للحياة.
****************
غرفة المستشفى – بعد منتصف الليل
الغرفة هادئة، الإضاءة خافتة… مراد نائم بهدوء في السرير الصغير بجانب سرير حور.
حور (تنظر للطفل بدموع فرح وهي ممددة على السرير، بصوت متأثر):
"مهاب… مش قادرة أصدق إني شايفة ملاكنا هنا… بعد أربع سنين صبر وانتظار ودعاء… ربنا رزقنا بيه."
مهاب (يمسك يدها بحنان ويجلس بجوارها):
"صدقيني يا حور… أنا عشت أجمل لحظة في حياتي النهارده لما شفتك بتولديه… لما سمعت أول صرخة ليه… حسيت إن الدنيا كلها ملكنا."
حور (تبتسم وهي تمسح دموعها):
"عارف؟ كنت كل ليلة أبص للسماء وأدعي… وأقول يا رب، ما تحرمنيش من شعور إني أبقى أم. وها هو… مراد هنا… نايم قدامي… ابننا يا مهاب."
مهاب (يقرب رأسه منها، يهمس):
"وأنا كنت دايمًا واثق… حتى لما تعبنا وزعلنا… عمري ما شكيت إن ربنا هيكرمنا. النهارده أثبت إن الصبر بيجيب معجزات."
حور (تضحك بخفة وهي تمسح خد مهاب):
"إنت عارف يا مهاب… إنت اللي كنت معجزة حياتي من الأول. وجودك جنبي، سندك، حبك… هو اللي خلاني أقدر أتحمل كل السنين دي."
مهاب (يميل ليقبّل جبينها برفق):
"وإنتي اللي خليتي حياتي لها معنى… من يوم ما دخلتيها. ومراد… ده بركة من حبنا."
(صوت مراد يتحرك قليلًا ويصدر صوتًا صغيرًا، فيقفز قلب حور فرحًا وتبتسم بحنان شديد.)
حور (بهمس وهي تقترب من سريره):
"شوف يا مهاب… حتى وهو نايم بيوصل لنا رسائل حب. يا ملاكي الصغير… يا روحي."
مهاب (يقف بجوارها وينظر لابنهما):
"مراد… يا ابني… هكبرك راجل قوي، سند لأمك، وفخر لينا. وهخليك تعرف يعني إيه حب… ويعني إيه عيلة."
(حور تميل برأسها على كتف مهاب وهما ينظران للطفل بحب ودموع امتنان.)
حور (بهمس):
"مهاب… أنا أسعد إنسانة في العالم."
مهاب (بصوت دافئ):
"وأنا أسعد رجل… لأنك أنتي ومراد حياتي كلها."
*******************
في فيلا الراوي– اوضة ادهم و حلا في الطابق العلوي
الليل هادئ، القمر يطل من النافذة، والإضاءة الخافتة تعكس جوًا رومانسيًا. حلا تجلس على الأريكة، بطنها بارز قليلًا في شهرها السابع، تضع يديها بحنان عليه. أدهم يدخل ومعه كوب من الحليب ويجلس بجوارها.
أدهم (يضع الكوب أمامها بابتسامة):
"حبيبتي… لازم تهتمي بنفسك وبأميرة بطني الصغيرة."
حلا (تضحك بخفة وهي تأخذ الكوب):
"بطني الصغيرة ولا بنتك المدللة؟"
أدهم (يميل ويقبّل خدها):
"الاثنين… أنتي وبنتنا… أنتو كل حاجة في حياتي."
(يصمتان قليلًا، ثم تتنهد حلا وهي تستند برأسها على كتفه.)
حلا (بحنين):
"أدهم… فاكر أول مرة شفتك فيها؟"
أدهم (يضحك وهو يلمس شعرها):
"إزاي أنسى؟ كنت داخلة عليا في المكتب بعصبية وبتقوليني: أنا عايزاك تساعدني أنشر روايتي وأحولها لمسلسل!"
حلا (تضحك بخجل):
"آه… كنت متوترة جدًا… وعمري ما توقعت إني ألاقي المنتج الكبير أدهم فارس بنفسه واقف قدامي."
أدهم (ينظر لها بعينين تلمعان بالحب):
"وأنا عمري ما توقعت… إني في اللحظة دي بالذات… هلاقي البنت اللي هتغير حياتي كلها. وقعت في حبك من أول نظرة يا حلا."
حلا (تبتسم والدموع تلمع في عينيها):
"وأنا… حسيت بحاجة غريبة وقتها. كنت بقول لنفسي: إيه اللي بيحصل؟! ليه قلبي بيدق بالشكل ده؟ … وطلع إن قلبي عرفك قبل عقلي."
أدهم (يأخذ يدها ويضعها على قلبه):
"وهو لسه بيدق ليكي… من يومها لحد النهارده… ومش هيتغير."
(حلا تميل لتضع رأسها على صدره وتغمض عينيها، وأدهم يلف ذراعه حولها.)
حلا (بصوت خافت):
"قد إيه أنا ممتنة للصدفة اللي جمعتنا في الشركة. لو ما كنتش دخلت مكتبك يومها… حياتي كانت هتبقى ناقصة."
أدهم (يهمس وهو يقبّل جبينها):
"حياتي أنا كمان… أنتي مش بس زوجتي، أنتي قصتي… وروايتي اللي عمري ما هملّ من قراءتها."
حلا (تضحك بخجل ودموع):
"يا مجنون… حتى في كلامك شاعر ورومانسي!"
أدهم (بمرح وهو يرفع ذقنها لينظر لعينيها):
"عشانك إنتي بس. وبالمناسبة… استعدي، عشان بنكتب مع بعض أحلى فصل جديد… مع أميرة حياتنا اللي جاية."
(حلا تلمس بطنها بحب، وأدهم يضع يده فوق يدها… الاثنان يبتسمان والدموع تلمع في عيونهما.)
حلا (بهمس):
"أدهم… وعدني إنك هتفضل تحبني كده طول العمر."
أدهم (بصوت حاسم مليء بالحب):
"بوعدك… أنتي حبي الأول… والأخير… والوحيد
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل جديد
حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار بكل جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل جديد
حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار بكل جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تمت بحمد الله
لقراءة باقي الفصول من هنا
لقراءة باقي الفصول من هنا
