رواية اقدار متباعدة الفصل السادس6بقلم هنا محمود


رواية اقدار متباعدة الفصل السادس6بقلم هنا محمود

بعدت عنه و عيوني متسعة بصدمة فقولت بعدم فهم..:
_انتَ تُقصد ايه يا مُهاب؟...

جاوبني ببرود..:
_نتكلم بعدين...

تفكيري كان شارد في كلامة يقصد ايه؟...يعني ايه بخون نوح؟!...و ازي يشك فيا اصلا؟....

اتجمعنا كُلنا سوا و كأننا عيلة واحدة!...بابا و مُهاب و أخوات نوح و باباه و مامته ...الكُل كان فرحان برجوعة بابا كان بيمدح فيه كل شوية و يضمة ليه فرحان برجوعة ....

كُنت متابعاهم بهدوء  ....شاركهم نوح الحديث و هو بيبعثر خصلات مُهاب ببسمة..:
_بس كبرت يا مُهاب و بقا عندك عضلات ...

بعد مُهاب ايد نوح بضيق زائف وقال..:
_اه و بقيت بصاحب بنات كمان ...

كلهم شاركهم الضحك الا انا تابعتهم بعيون دامعة ، مُهاب بيحب نوح و بيعتبرة اخوة الكبير ميعرفش هو عمل ايه في أخته!...

___________

الكُل مِشي مفضلش غيري انا و نوح و بعد محايلات وافق اننا نبات هِنا....

استنيت "مُهاب" في الجنينة عشان لازم نتكلم ...

حاوطت مج النسكافيه بعد ما حسيت بيه بيقعد جمبي التفت ليه بهدوء وقولت..:
_فهمني قَصدك....

مد تليفونة ليا بصمت سحبة منه و شوفة كانت صورتي انا و آدم و احنا قاعدين في الكافية سوا ..:
_صاحبي شافك و صوركم ...

و رغمًا عني ابتسمت بسخرية علي حظي العثر ، استنشقت انفاسي بقوة و انا بمد التليفون ليه و ش ادم مكنش واضح اوي فقولت..:
_انتَ عارف مين ده؟..

نفي ليا فتابعت..:
_ده آدم أخو حسن الله يرحمة ، احنا بينا شغل انا المسؤلة عن مشروعة ...

طالعت بصمت و كأنه بيتأكد من مصدقية كلامي ؟!...ارتفع طرف ثغري بسخرية علي حالي وقولت بغصة..:
_انتَ ازاي تشك فيا كده؟...ازاي تشك في اختك بطريقة زي دي؟!....انا موحشتكش زي ما وحشتني؟...

عيوني اتملت بالدموع رغمًا عني فجاوبني ببعض الخجل..:
_انا مكُنتش اقصد يا هَنا انا بس عشان عارف ان كان في مشاكل بينك و بين نوح خوفت تكون علاقتكم باظت اكتر و خصوصًا اني عارف نوح بيحبك قد ايه ؟...

طالعت عيونة لثواني طوال هو كمان مش مهتم لمشاعري بيفكر في نوح !...ازاي و انا ضحيت بكُل حاجة عشانة....

نبست بنبرة ثقيلة..؛
_انتَ مفكرتش فيا ...شكيت علي طول مفكرتش حتي تحضني و طمني بعد غيابك الطويل ده كل الي فكرت فيه نوح؟!...طب و اختك؟...افرض كنت بخونة بجد كنت هتعمل ايه هتقف ضدي؟..

حسيت بإختناق نهاية حديثة اثر الغصة كُنت بتكلم بضيق حسيت قد ايه انا لوحدي ؟!....حتي اخويا الي استنيتة ضدي؟..

نفي ليا بعد ما شاف انفعالي فتح درعاتة عشان يضمني لكني بعدته حاول تاني لحد ما حضني ليه وقال بنبرة متأسفة..:
_مكنش قصدي و الله كده انا بس اتخضيت لما شوفت الصور انا عارفك و عارف ان عمرك ما تعملي كده ......

كلامة ليا مكنش ليه أهمية هو اتهمني بالباطل من غير دليل مسح علي خصلاتي و هو بيطبع قبلة رقيقة علي مقدمة راسي و تابع...:
_حقك عليا متزعليش مني انتِ عارفة ان مليش غيرك....

اتنهدت بثقل و انا ببادلة العناق كُنت محتاجة اتحضن محتاجة احس بوجود اخويا جمبي...

_____________

طلعت اوضتي فوق ، من بعد ما اتجوزت نوح و انا برفض لما نبات في بيت اهلي اننا نقعد في اوضتي القديمة خايفة وجودة فيها يلطخ برائة ذكريات طفولتي!.....

فتحت الباب بحرص علي امل انه يكون نايم ، لكني لقيتة قاعد قُصادي علي الكنبة مستنيني....

استقام من مكانه و قرب مني بخطوات بطيئة لحد ما وقف قُصادي ، مد ايده و مسك كفي المُزين بالشاش و مسح علية بخفة . طبع بوسة علي كفي ....

مسح دموعي وقال بنبرة منخفضة..:
_انا اسف ، حقك عليا....انتِ دايمًا الي بتوصليني لكده ليه بتقفي ضدي؟...

سحبت كفي منه ببرود و انا برجع خطوة لورا بمنع اي تلامس بينا وقولت بحدة..:
_عشان انتَ دمرتلي حياتي ....انتَ فاكر اتجوزنا ازاي ؟...انتَ هدتني بأخويا الصُغير   ، خلتني اسيب بيت اهلي و استحمل الي بتعملة فيا عشانة هو بس...

قرب مني بإنفعال وقال ..:
_عشان تحبيني ، عملت كُل حاجة عشان تشوفيني و تحبيني وانتِ ولا هِنا مفكرتيش فيا ....

رجعت خصلاتي بإنفعال وقولت بغضب..:
_و لا هحبك سامع انتَ دمرتلي حياتي و مراهقتي ضيعت شبابي كل ندبة سببتها ليا في جسمي و روحي بتخليني اكرهك اكتر انا عمري ما هكون ليك سامع....

لاول مره من وقت اقف قُصادة من غير خوف طاقتي خلصت احلامي راحت روحي دبلت مبقاش عندي قدرة اكتر من كده انا فكرت في الكُل و محدش فكر فيا !...

مسك دراعي بقوة مقربًا محياه مني و انفاسة الغاضبة ضربت نعومي بشرتي ، نبس بقسوة..:
_و لا هتبقي لغيري سامعة!...انتِ هتفضلي معايا بمزاجك او غصبًا عنك لو فكرتي في اي حاجة متنسيش انا ممكن اعمل ايه في اخوكي هخليكي تجري ورا في السجون ...

سحبت ايدي منه بقسوة و خرجت من الاوضة و انا بضرب الباب بحدة...

ايدي كانت بترتجف بكرهه قُربة ليا ....اتجهت لغرفتي القديمة و لذكريات طفولتي ...

فتحت الباب وقفلتة ورايا بالمفتاح عشان ميفكرش يجيلي ....

الحطان عليها نقوش ورد بالون الزهري السرير ابيض زي الاميرات و ريحتها لسه مسك زي ريحة ماما!...

اتحركت فيها بخفة و انا بلمس كل حاجة بأطراف صوابعي و كأني عايزة المس الماضي!....

وقفني صورة ليا انا وحسن !...كان اول يوم مدرسة لينا في ابتدائي ...غُرتي قصيرة و رفعة شعري ديل حصان لابسة لبس المدرسة و مخليا حسن هو الي يشيل شنطتي كالعادة ....

ابتسمت بخفي علي ذكري اليوم ده تمعنت النظر في الصورة لحد ما لاحظتة هو !...و اقف بعيد عننا لدرجة انه مش ظاهر لكني عرفته هو آدم.....

و هِنا سرحت في ذكري لطفولة لينا ...

_آدم ده غريب اوي دايما بيقعد لوحده...

نبسها حد من صحبنا في الحي و احنا بنراقبة من بعيد زي العادة وقفت انا وقولت ..:
_زمانة زعلانة مامته مشيت وسابتة....

اتدخل طفل تاني من جرانا..:
_عشان غريب اكيد خافت منه ....

كنت شايفة مختلف هو بس محتاج حد معاه هو وحيد...دافعت عنه بقوة..:
_متقولش علية كده هو بس لوحده...

اتحداني وقال بسخرية مني..:
_خلاص لو هو كويس و انتِ مش خايفة منه روحيلو ...و لا انتِ بتعملي نفسك شجاعة؟!..

ضميت معطفي ليا بحزم و قولت ..:
_هروحلة انا مش خايفة اصلا...

اتسحبت لمطبخ بينا و اخدت اكل منه بسُرعة ...
هرولت بخطواتي لبرا القصر و روحت بيتهم ...

الخوف سيطر عليا و ندمت اني قبلت التحدي و اداعيت الشجاعة! ، هو الفتي الغامض الي قالة علية بياكل الاطفال الصُغيرة!...بس هو اخو حسن الطف صديق ليا اكيد هيكون زية....

فتحت باب الاوضة بحرص و وقفت قُصادة خليت نظراتة تتوجة ليا بتسأل ، عيونة حادة و نظراتة باردة خلت الخوف يتسلل قلبي اكتر ...

رطبت شفايفي وقولت بسرعة..:
_انا مش جاية ادايقك كلهم بيقولو عليك وحش بس انتَ اخو حسن يبقا اكيد هتكون لطيف انا جيت عشان اثبتلهم انك طيب و مش بتاكل الاطفال...

كرر كلمتي بتسأل..:
_باكل الاطفال؟!...

همهمت ليه و انا مد  الاكل من بعيد ..:
_ايوا كلهم بيقولو عليك كده عشان عنيك بتخوف بس انا عارفة انك زعلان عشان مامتك مشيت بس متزعلش هي اكيد هترجع ...

وقفت قدامة بآدب بعد ما حطيت الاكل قُصادة و قولت..:
_انتَ مش بتاكل ...

طالعني ببردو وقال..:
_انتِ عرفتي منين؟...

شاورت علي بلكونة بتنا مكان صحابي خلتهم كلهم يستخبه بسرعة وقولت.:
_مِن هِناك ....بشوفك علي طول ...

همهم ليا وقال..:
_انتِ دخلتي منين؟!...

جاوبتي بفخر..:
_انا حافظي كل حته في البيت هِنا عشان اعرف اهرب انا وحسن ...

خبيت بوقي بأيدي نهاية كلامي بعد ما ادركت الي قولة انا اعترفت علينا ؟!....

ارتفع طرف ثغرة ببسمة خفيفة علي تصرفاتي ، رتبت خصلاتي وقولت و انا بقعد جمبة...:
_انا هقعد هِنا عشان اثبتلهم انك كويس زي حسن ....

همهم ليا وقال..:
_بس انا مش كويس زي حسن...

نفية ليه بإصرار..:
_مفيش حد وحش ماما دايما بتقولي كده ...

فقت من ذكرياتي و انا بمسح دموعي و ببتسم بهدوء ده كان اول لقاء بينا كُنت بالنسبالة طفلة و هو بالنسبالي شخص غامض....

قضيت مراهقتي عندي فضول ليه و مشاعر مش قادرة افهما و قابلة تاني في شبابي!...

بصيت من البلكونة علي قصرهم و خصوصًا مكان ما كان بيقعد تحديدًا حياتي كانت دافية و هادية قبل ظهور نوح فيها ....

و هِنا فكرت في كلام آدم ، ممكن لو ساعدته يرقع نوح افضل في امان انا و مِهاب!....

_______________

تاني يوم غبت من الشركة و روحت البيت بحجة التعب 
عشان ادور في مكتبة كويس !...

كُنت خايفة يعرف او يشوفني بس مبقاش عندي حل تاني ...فضلت ادور لحد ما لقيت ملف شكلة مختلف محطوط في درج المكتب في الجزء المخفي!...

فتحت بسرعة و بدأت اقرا فية كان لشحنة مخ.درات  لحد ما وقفني الامضاء كانت لبابا!....

                 الفصل السابع من هنا

تعليقات



<>