رواية معشوقه الصقر الفصل السابع 7 بقلم ساميه صابر

 

 رواية معشوقه الصقر الفصل السابع 7 بقلم ساميه
صابر

انتهي صقر مِن وضعِ المُرطِب علي يديها الناعِمتنـان ، ثُم وضعهُ جانباً مُتطلعاً لملامِحها وكأنها خُلِقت لهُ .. كان يقسِم علي عدم الاعجاب بفتاة او الوقوع ب الحُب ونجح رُغم عدد الفتايات المهول حوله الا ان عليـا كان بها سحرٍ حاص يجذبُه ببطئ ويخف عليها مِن اول مُقابلة لا يعلم لماذا ولكِنهُ يشعُر بذلك.
عنف نفسُه بقوة وقرر عدم السماح لنفسُه ان يشعُر بتلك الاحاسيس التي ليس لديها قيمة نسبتاً لهُ .
اغمض عينيهِ بقوة ثُم نهض بعُنف وذهب لغُرفتهِ للنومِ ..
___
جلس سُليمان فِي بهو القصِر بحُزن شديد علي فُراق حفيدتهِ التي لا يعلم احد انها تكُون حفيدتهُ!
يُريد رؤيتها والأطمئنان عليها ولا يعلم لماذا يخاف بتلك الطريقة عليها مِن هيثم..
قال بصوتٍ عالي للخادِمة ام جمال
=ام جمال.
اتت مُهرولة قائلة بأحترام
=نعم يـا حاج
قال بصرامة
=جهزي زيارة كُويسة .. علشانْ نِروح نزور عليـا.
اومـأت برأسها وذهبت تُنفذ ما قالهُ بينما قالت سناء بضيق
=نزورها ليه مِش كفاية ال هي عملتُـه ..
تابعت صفاء تقُول بحقد
=واحدة حقيرة مِش مُحترمه كُل همها الرجالة وبس .. تاخُد ليها زيارة ليه ؟
قال سُليمان بصرامة وحده
=اسكوتي مِنك ليها .. مِش عاوز اسمع صوتكُم ال هتجي معايا تيجي وال مِش هتيجي تسكُت علي الاخر .
قالها وغادر فِي حين قالتِ صفاء بغل
=لو اطُول احُط ليها سِم كُنت حطيت..
قالتِ سناء بغيظٍ
=ما تقلقيش هنحُطلها حاجة حلوة هتحبها .. تعالي معايا.
اخذت صفاء وذهبوا الي المطِبخ ليضعوا ما يريدوه بحقائب الزيارة.
___
جلست فوزية بغُرفة المعيشة تقرء مِن كِتـاب الله ما ان انتهت حتي رفعت وجهها للسماء تحمد الله، حانت مِنها التفاته لأحدي الصُور المُعلقة علي الحائط وكانت لرجُل كبير بالسِن يبدو علي ملامِحـهُ القسوة ..
ادمعت عينيها المـًا وهب تتذكر كم احبتهُ بل عشقته وصمتت الزواج بهِ حتي تزوجوا كانت تري بهِ فتي احلامِهـا وفارِسها المِغوار ، ولكِن بعد زواجها مِنهُ اتضح انهُ قاسي كالحجز والجبال .. كان دوماً يُعاملها بجفاء وقسوة ، حتي اتي طفلهُما الأول وكان صقر الذي كان يتلقي اشدِ انواعِ العذاب علي يدِ ابيهِ!
وكان يري ابيهِ يخون والِدتهُ دوماً لذلك كان يمقته .. حتي مرت سنواتٍ وهي تتحمله لعشقها لهُ ، لتراه يدلف بأحد المرات ويصطحب فتاة صغيرة بالسِن ويُعلن بكُل برودٍ وقسوة انها زوجتهُ .. حينها اُصيبت بعجز شديدِ بقدمها جعلها جليسة الكُرسي.
سكنت ولكِن شهقاتها كانت تعلو وتعلو ، قالت بألم
=مِنك لله.. مِنك لله.
___
فتحت عينيها الرُماديه تقلبهما يميناً ويساراً، وضعت يديها علي جبهتها مِن فرطِ التعب حتي رأت قُماشة بيضاءِ اللون امسكتها ونظرت لها بتفحُص ، حاولت القيـام الا انها لم تستطيع مِن شدة الم ظهرها ، نظرت حولها بريبة فهذهِ ليست الشقة واين هي الآن فهي لا تعلم!
فُتِح الباب لتظهر روان بأبتسامة مرِحة قائلة وهي تحمل صينيه عليها بعضِ انواعِ الطعـام
=صباح الفُل يا ست عليا .. طب وربنا شكلك بتختبري انا بحبك ولا لا ..
قالت عليا بتعب
=ايه ال حصِل.
جلست روان بالمقعد المُقابل لفِراشها ووضعت صينيه الطعام ثُم قالت بضيق
=لما رنيت عليكِ وما ردتيش جيت ليكِ البيت بس كُنتِ ف حالة غريبة خدناكِ وروحنا المُستشفي وبعدها جبتك علشان ترتاحي.
صمتت عليا لثوانِ تستوعب ما حدث ف ادمعت عينيها ف مُنذ وِلدتها وهي تعيشُ بعذابٍ لا ينتهي ولا يخفّ.
قالت روان بقلق
=بس انـا عاوزه اعرف مين عمل كِدا ؟؟
قالتِ عليا بهدوء
=ما تشغليش بالك.
قالتِ روان بضيقٍ
=لا اشغِل بالي ونُص .. انتِ لازم تـقُولي مين الحيوان دا؟؟
قالتِ عليا بأحتجاج
=عاوزه اجهز علشان الكُلية.. الامتحانات علي الابواب وانـا لسه ناقِلة جديد وفيه مواد مالمتهاش.
رمقتها روان بحُزن قائلة
=طيب هسيبك علي راحتك بس هستناكِ تيجي تقُوليلي!!
اومـأت عليا برأسها فِي هدوء فِي حين قالتِ روان بمرحٍ
=طيب يلا ناكُل وبعدها نروح.
اكملتٓ بنبرة قلِقة
=بس لو انتِ تعبانة ف بلاش.
كادت تُجيب الا ان دِخُول فوزية ومعها صقر بقوتهِ ونظاراته التي لا يتخلي عنها قط ،جعلها تصمُت!
قالتِ فوزية بحنان
=عاملة ايه يا بنتي ؟
قالتِ عليا بأحراج
=انـا كُويسة يا طنط واسفة يعني لو ضايقتكُم.
ربطت فوزية علي ذِراعها قائلة بأبتسامة
=بس ما تقُوليش كدا نورتِ البيت.
ابتسمت عليا بأمتنان لتقُول روان براحة
=طيب هروح اجهز.
قاطعها صقِر قائلاً بتساؤل حاد
=ليه رايحين فين ؟
قالتِ بهدوء
=عليا عاوزه تروح الكُلية لانها لسه ناقلة جديد.
قال صقر بصوتٍ عالي
=كُلية ايه وزفت ايه .. انتِ تعبانة المفروض ترتاحي .
قالتِ عليا بصوتٍ خفيض
=انـا كُويسة جداً صدقني وعاوزة اروح.
قالتِ فوزية بهدوء
=خلاص يا بني وديهُم واهو ما يضيعوش دروس ..
قال صقر بصرامة
=لا لما تخفّ تبقي تروح ومِش عاوز نقاش ولو كان علي المُحاضِرة هكلم الدكتور ييجي بنفسُه.
تركهم وغادر بينما رامقت عليا طيفة بأستغراب لماذا يفعل ذلك ولا يتحكم بها رُغم انها لا تمُط لهُ بصلة!
قالتِ فوزية لتهدئة الأمُور
=ما تزعليش نفسك يا عليا، صقر زيّ اخوكِ واكيد خايف عليكِ.
قالتِ روان بأبتسامة خبيثة
=اه اه اخوها!!
ثُم قالتِ لعليا
=طيب خُدي شاور وجهزي نفسك علشان الدكتور لما ييجي يلاقينا جاهزين.
اومَأت عليا برأسها ونهضت بتعب فعاونتها روان علي النهوض والدِلوف للمِرحاضِ.
ثُم عادت لوالِدتها قائلة بحماس وخُبث
=لاحظتي ال لاحظته!!
قالتِ والِدتها بعدِم فهم
=ايه ال لاحظتيه يا اُم العُريف ؟
قالتِ روان بغرور
=بحُكم خبرتِ احب اقولك ان ابنك المصون صقر بقا بيحب السِت عليا يا ماما.
قهقهت فوزية بسُخرية قائلة
=يحبها ؟! وهُـو اخوكِ يعرف حاجة اسمها حُب اتوكسي يا شيخة.
قالتِ روان بذكاء
=معاكِ حق بس هُـو ابتدي يحبها والا ما كنش خاف عليها وبعتلها دكتور المادة يشرحلها هِنا!!
قالتٓ فوزية بأقتناع
=تصدقي كلامِك صح انـا كمان مستغربة ليه بيعمل كدا.
قالتِ روان بضيق
=بس دا اخويـا وانـا عارفاه مِش هيقتنع بسهولة ابداً.
قالتِ فوزية بضيق
=ايوة صح ، طب تفتكري ايه العملِ ؟
تابعت روان قائلة بخُبث
=عندي خِطة بس تنجح وكدا هُـو هيعترف!
___
دلف دكتور المادة المُشترِك بين روان وعليـا ، ودلف بهدوء الي بهو القصِر ثُم الي غُرفة المعيشة وجلس يتناول احد اكوابِ القهوة ، بينما دلفتـا عليا وروان اليهِ وقام بشرح بعضِ تفاصيل المنهج وهُم يتفاعلون معهُ بجدية.
حتي انتهي ليقُول
=هـا فهمتُم ؟
اومـأوا برأيهم بإيجاب ، ليقُول بسعادة
=طيب كُويس
تابع بهدوء قائلاً
=فيـه لجنة جاية مِن امريكا هتختبركُم .. فِي لُغاتكُم في جميع الأقسام يعني، ف لازم تدربوا فٓي شركة ترجمة وتشوفوا نفسكُم فِي اللُغة قبل الأختبار وكمان هيبقي فيه منحه وجوايز.
اومـأت روان برأسها قائلة
=شُكرًا لحضرتك جداً
غادر بعدما انتهي لتجِلس روان مع عليا الشارِدة فِي غُرفة المعيشة ، لتقُول روان بتساؤل
=بتفكري ف ايه ؟
قالتِ عليا
=تفتكري هنروح انهي شِركة ؟
قهقهت روان بشِدة لتقُول عليا بغيظٍ
=ايه يضحك ؟؟
قالتِ روان بعد ان هدأت
=اصِل مُعمظم شرِكات صقِر شركات ترجمه فورية للُغات العالم والشباب بعدِ ما بيخلصُوا بيشتغلوا عندُه اصِلاً وعلشان كِدا دخلت السُن علشان اشتغل معاه بعدِ ما اخلِص.
صمتت عليا تُفكر ف هذا الصقِر الذي اخذ تفكيرها كُله .. استمعت لصوتِ روان تقُول وهي تنهض
=يلا هنلبس ونروح عندُه الشِركة ونقوله.
قالتِ عليا برفِض
=لا بلاش ..
جذبتها روان قائلة
=يلا بقا.
نهضت معها بسبب جذب روان لها وقامُوا بتجهيز انفسهُم وغادروا حيثُ شركة الصقِر.
__
جلس صقر برفقة امجد يُتابعون العمل بأهِتمام ولكِن صقر كان شارِدًا وينظُر للورق.
فُتِح الباب لتطُل شذا قائلة باحترام
=صقر بيه ، روان هانم ومعها واحدة برا، ادخلهُم ؟
نهض صقر بقلق
=دخليها فوراً.
بينما ظل امجد مُستمراً مكانه حتي دلفت طِفلتهُ الجميلة وعلي ملامِحها ابتسامة زينت ثغرها ، قال صقر بقلق
=فيه حاحة حصلت يا روان ؟؟ ماما كُويسة.؟؟
قالتِ بأبتسامة
=لا هي بخير بس جيت وانـا عليا ، علشان عاوزه اقولك علي التدريب فِي الشركة.
بدءت بسرِد ما قالهُ دكتور المادة ، ليقُول بهدوء
=طيب ، امجد خُودها ووديها لقسِم اللُغه الروسية.
قالتِ بهدوء
=طيب وعليا!
قال وعيناهُ مُتعلِقة بها
=انـا ال هختبرها.
بالفِعل خرجت روان وعلي وجهها ابتسامة خبيثه ومعها امجد المُتوتر.
بينما ظلت عليا واقِفة بتوتر، لتري صقر يـقُول بصرامة
=تعالي اقعُدي.
جلست برفق اعلي المقعد ليجلس امامها ويبدء بأختبارها ليقُوم بقول احد الكلمـاتِ التُركية ويأمرها بأن يُترجمها، لتتسع عينيها ذهولاً قائلة بتوتر
=يعني .. يعني ..بحبك..
اغمض عينيهِ وحانت ابتسامة علي شفتيهِ تُكاد تراها ولكِنهُ اخفاها واكمل باقي التدريبُ.
___
انتهي الوقتِ سريعـاً عِند روان وامجد ليقُوم بتوصيلها كما امر صقر وقال انهُ مازال يختبر عليا ..
جلست بالسيارة معهُ بتوتر كم تُريد بشِدة تجلس معهُ وهَُو زوجها وليس مُجرد صديق اخاها!!
توقف بالسيارة فجأة بأحد الامكان المُظلمة ، نظرت لهُ برُعب ليُغمض عيناهُ قائلاً بتنهيدة
=روان انـا ب...
لم يُكمل جُملته ورأي من يقُوم بالدق علي زُجاج السيارة، هبط مِن السيارة ليري رجُل يُحاول اخراج روان قال بغضب
=سيبها انت مجنون.
امسكهُ واحِداً اخر وقام بضربُه علي رأسه بقوة ويأخذوا روان تحتِ صراخها..


تعليقات



<>