رواية الحب هو الفصل الاول1 بقلم ناهد خالد

رواية الحب هو الفصل الاول1 بقلم ناهد خالد 

الورث مش هيتوزع غير لما الشرط اللي في الوصية يتحقق وهو جوازك من سوزان بنته. 

-هو هيذلني قبل ما يورثني! انا اصلاً وريثه الوحيد وده حقي. 

قالها بعصبية وهو بينتفض من مكانه, وكل وشه أتمكن منه الغضب, من الأساس هو جاي هنا بالعافية عشان ياخد ورثه ويمشي, مش ناقص تأجيل ولا لعب عشان ياخد حقه. 


-متنساش إن جدتك لسه عايشه, وهي كمان ليها في الورث هي وبنته. 


-مقولتش حاجه, كل واحده تاخد حقها واخد حقي وننفض. 


خرجت جدته "سُرية" عن سكوتها وهي بتقول بتريقة:


-إيه مش قادر تستني على ما تاخد حقك! كنت فاكر هتيجي تلهف وتجري! مش قادر تغيب كتير على البرنسيسة. 


بصلها بغيظ ورد:


-اه مينفعش اسيبها لوحدها في الشقة, وكنت فاكر إني هاجي اخلص وامشي لاني كلمت المتر قبلها وقولتله متكلمنيش اجي غير لما كل حاجه تخلص عشان مش هقعد, لكن دلوقتي كلام جديد يا متر! امتى طلعت الوصية دي؟ 


رد المحامي "وفيق" بيبعد نفسه عن الموضوع:


-والله يا خالد بيه انا زيي زيك, اتفاجأت وانا بخلص اعلام الوراثة إن الحاجة سُرية بتقولي إن المرحوم كتب وصية قبل ما يموت بشهرين وكان سجلها عند محامي في القاهرة, واتواصلت مع المحامي ولاقيت فعلا سايب وصية عنده ومعرفتش اللي فيها غير دلوقتي وانا بقراها قدامك. 


بص "خالد" لجدته وهو بيسألها بعصبية:


-المفروض مني اتجوزها ليه؟ ليه الشرط ابن ال**** ده! هو مكانش عارف اني متجوز من سنتين؟ اتجوز تاني ليه؟ 


ردت "سُرية" بهدوء وكأن الموضوع لا يعنيها:


-عشان سوزان بعد طلاقها محدش دخل عليها تاني, والبت كبرت قربت على ال30, وهو كان عايز يطمن عليها ويبقالها عيلة وبيت. 


-على قفا امي! 


قالها بعصبية وصوت عالي, وكمل بتريقة:


-وانا مالي إن كانت خلت سمعتها زفت بطلاقها.


-هي مش اول ولا اخر واحدة تطلق. 


قاطعته "سُرية" بحدة, فكمل كلامه بجمود:


-لكن اللي عملته في جوزها وأهله قبل الطلاق هو اللي خلى سيرتها على كل لسان, والرجالة بقت خايفة تقرب منها, دي بيعته اللي وراه واللي قدامه, وبهدلته في المحاكم رغم إن الراجل طلقها في هدوء, ابنك الله يرحمه وبنته بيموتوا في الشوشرة والمشاكل, عرفتي ليه محدش اتقدملها ولا فكر يقرب منها! ذنب امي انا إيه بقى؟  


حركت سُرية راسها باقتناع:


-معاك حق, هم جم على طليقها وبهدلوه من غير داعي, بس متقلقش اللي كان مقويها هو عمك الله يرحمه, واهو مات, يعني لو حصل بينكوا مشكلة عمرها ما هتفكر تبهدلك زي ما عملت مع طليقها. 


ضرب كف بالتاني بعصبية وقال:


-هو انا بتكلم على تبهدلني ولا متبهدلنيش! 


فتح درعته وهو بيتكلم زي المجنون:


-انا متجوز يا ناس.. متجوز, اتجوز تاني ليه! 


-وانا معترضتش انك متجوز, مش كفاية هقبل أكون زوجة تانية. 


لف على صوتها, فلقاها واقفة على باب الأوضة لابسة فستان أزرق واصل لبعد الركبة وبنص كم, وسايبة شعرها وراها, وحاطة ميكب رغم بساطته إلا أنه واضح. 


ضحك باستهزاء وهو بيجيبها:


-نفسي يبقى عندي ربع بجاحتك! انتِ كمان ليكي عين ترفضي تبقي زوجة تانية ولا رابعة! ومين قالك إني موافق اصلاً.


الحقيقة هو عمره ما حب سوزان ولا عمه, وهم كانوا سبب رئيسي إنه يسيب المنيا ويعيش في القاهرة عشان يبعد عنهم. 


-مفيش جواز.. مفيش ورث يا خالد. 


قالتها بدنائه واضحة, وهي مبتسمة ابتسامة سخيفة خلت عصبيته تزيد, بصلها من فوق لتحت وكرر النظرة وبعدها قال:


-ألا هو اللي مات كلب! 


-خالد! 


قالتها "سُرية" وهي بتنتفض من مكانها بعصبية لأول مرة من بداية القعدة, وشاورت له بصابعها بتحذير:


-هتغلط في عمك هزعلك, وهقولك لا في جواز ولا ورث, متنساش نفسك يابن صادق. 


شاور على سوزان بيوضح كلامه:


-اصلها لونت وهو مبقالوش أسبوع ميت, يعني لو كان كلب كانت حزنت عليه اكتر من كده. 


-بابا مكانش بيحب الحزن, وانا مش عايزه ازعله في قبره. 


-يا حنينه! 


قالها بتريقة واضحة واتحولت نبرته لضيق وهو بيقول:


-نهايته, شوفلي حل يا متر غير حوار الجواز ده, والا اقولك فكك من الوصية دي كأنها مكانتش, ومشي إجراءات الورث.


هز وفيق راسه بأسف:


-للأسف الوصية طلعت متسجلة في المحكمة. 


-يعني إيه؟ 


قالها بعصبية ومبقاش متحمل الدوامة البايخة اللي وقع فيها, فردت جدته بهدوء:


-يعني زي ما قالت سوزان... فيه جواز, فيه ورث, مفيش جواز, مفيش ورث. 


اتحرك من مكانه بيخرج من المكان كله بعصبية وكأن الشياطين كلها اتجمعت قدامه في اللحظة دي.

 يتبع 

                   الفصل الثاني من هنا 
تعليقات



<>