
بعد مرور سبع سنين....
في شركة كبيرة.....
خاصتا في القاهرة....
كان مالك قاعد بيشتغل بتركيز، قاطع تركيزه دخول ماهر اللي قال: مالك أبوك هيطربق الدنيا فوق راسنا!!
مالك ببرود: وهو حضرتك بتعمل إيه يا ماهر؟!
ماهر: ماهر غير موجود بالخدمة ياخويا؛ إنت عاوز أبوك يقتلني ولا إيه؟!
مالك: طيب إنت عاوز إيه دلوقتي؟؟
ماهر: إنت مش ناوي تريحهم وتتجوز؟!
مالك: كنت إنت إتجوزت وريحتنا منك!!
ماهر بهدوء: مش هتجوز خلاص، من اليوم ده وأنا عاهدت نفسي أني متجوزش غيرها.
مالك: يبقي تخرس!!
دبدب ماهر علي الأرض بغيظ طفولي، وسابه ومشي....
ضحك مالك علي صاحب عمره....
في بيت مالك....
كانت زينة قاعدة بحزن علي حال إبنها اللي تم الخمسة وعشرين سنة، ومش بيفكر في الجواز.....
قعد مروان جنبها وأخدها في حضنه وهو بيقول: مالك يا حبيبي بس زعلانة ليه؟؟
زينة بحزن: يعني إنت مش شايف حالة إبنك يا مروان؟!
مروان بحنان: وماله إبنك؟ إبنك اللهم بارك بقا مهندس معماري قد الدنيا، وكون نفسه خلاص، إيه اللي مزعلك بقا؟!
زينة: ده بقا عنده 25 سنة ولسة متجوزش!!
مروان بحنان: يا حبيبي الجواز ده قسمة ونصيب، ونصيب إبنك لسة مجاش، دي حاجة بإيد ربنا عز وجل.
زينة: ربنا ييسر الحال يارب.
ونرجع عند مالك في الشركة....
كان مالك قاعد وسرحان في موقف بينه وبين تاج من 7 سنين....
FLASH BACK
كانت تاج قاعدة وبتقرأ، بس المره دي كانت بتقرأ قرأن....
قرب مالك منها وقال: لو سمحتي يا تاج.
مرفعتش تاج عيونها من علي المصحف وصدقت: صدق الله العظيم، في حاجة يا مالك؟
مالك: أحم كنت عاوز الدرس الثالث في الوحدة الثانية إذا سمحتي علشان محضرتوش!!
تاج: مالك ممكن تطلب الدرس من أي حد من زمايلك الولاد، ومينفعش وقفتك معايا كده!!
بصلها مالك لثواني بإعجاب بس قال وهو بيبعد عيونه عنها: تمام يا تاج؛ أنا أسف لو أزعجتك.
مردتش تاج، وكانت خدودها حمرا من الخجل بسبب كلامها معاه، وفضلت تستغفر ربنا كثير.
END BACK
رجع مالك من شروده وقال بحزن: ياتري أنتي فين يا تاجي؟!
وفي بيت بسيط....
دخلت تاج من الباب وقالت: السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين، ماما يا نوري أنا جيت!!
خرجت نور من المطبخ وقالت بحنان: حمدالله على السلامة يا قلب نور، أدخلي أتوضي وصلي العصر، وتعالي علشان تتغدي.
إبتسمت تاج، وباست أديها، وبعدين دخلت أوضتها وأدت فرضها، وخرجت إتغدت مع عيلتها بكل حب.
تاني يوم....
دخلت زينة عند مالك وقالت: صباح الخير يا مالك.
مالك وهو بيبوس إيد مامته: صباح الفل والياسمين يا زوزو.
زينة: إنت مش ناوي تقابل البنت اللي إخترتهالك؛ يا أبني عاوزه أفرح بيك!!
مالك ببرود: لأ يا ماما.
قال مروان اللي كان متابع الحوار: بص بقا يا مالك من الأخر كتب كتابك يوم الخميس ومفيش نقاش.
مالك بوجع: أنتو... أنتو ليه مش عاوزين تفهموني؟؟
مروان: مالك أنا قولت كلمتي هتكسر كلامي!!
مالك حاول يداري دموعه: العفو يا بابا.
وبعدين سابهم وخرج....
وعند ماهر....
قال ماهر بعصبية: يعني إيه يا ماما أتجوز وأنا مش عاوز؟!
مامته: يعني اللي سمعته يا حبيب أمك أنا معادش عندي صبر!!
ماهر: مستحيل ده يحصل أنا مش هتجوز!!
أبوه بعصبية: إنت بتعصي كلامنا يا ماهر!! عاوز تسود وشنا قدام الناس؟؟
ماهر: يا بابا أنا....
الأب: ولا كلمة يا ماهر!! اللي أمك قالت عليه يتنفذ، خطوبتك وكتب كتابك يوم الخميس فاهم!!
سابهم ماهر ومشي، وهو مش طايق نفسه.... قلبه بيوجعه، وبيفتكر هنا....
ماهر بوجع وهو بيسوق العربية: ياتري هشوفك تاني ولا لأ يا هنايا؟!
في بيت في منطقة شعبية.....
قال الأب بعصبية: هتتجوزيه ورجلك فوق رقبتك فاهمة يا بت!!
هنا بعياط: بس.... بس أنا مش عاوزه!!
ضربها الأب بالقلم: اللي بقوله يتسمع، مش كفاية مستحملك أنتي وبنتك!! يلا علي أوضتك....
جريت هنا علي أوضتها، وقعدت تعيط جامد: ماهر يا ماهر إنت فين؟؟
عند تاج....
قالت نور بحنان: أستخيري يا بنتي وربنا يقدم اللي فيه الخير.
تاج بحزن: بإذن الله يا ماما.
إتوضت تاج، وصلت إستخارة، وإرتاحت جداً....
بليل كانت تاج نايمة وبتحلم....
كانت تاج قاعدة في حديقة مليانة بالورد.....
ظهر نفس الشاب اللي من سبع سنين، وقال بصوته العذب: أبشري يا تاج أبشري.
تاج بإبتسامة: قبلت البشري بس إنت مين؟!
الشاب: أنا حلالك بمشيئة الرحمن.
حست تاج بقلبها بدأت نبضاته تزيد، بس قبل ما تتكلم كانت صحيت من النوم....
تاج بسعادة: أبشري يا تاج أبشري، يارب... يارب يكون هو يارب.
مرت الأيام بسرعة، وجه يوم الخميس....
في بيت تاج....
كانت نور واقفة بتحضر أكل وحلويات للضيوف....
تاج بإبتسامة: محتاجة مني مساعدة يا ست الكل؟
نور: لأ يا حبيبتي، روحي جهزي نفسك.
دخلت تاج أوضتها، وبدأت تجهز وهي مستبشرة خير....
وعند مالك....
صحي وأدي فرضه، وبعدين بدأ يجهز وهو متضايق....
دخلت زينة وقالت: بسم الله تبارك الرحمن، إيه القمر ده يا مالك!!
متكلمش مالك، إكتفي بإنه يبتسم إبتسامة هادية....
زينة: والله يا مالك البنت اللي مختراها ليك ربنا بيحبك علشان هيرزقك بيها.
مالك: تمام.
وعند ماهر كان واقف قدام المرايا وهو بيشيط من العصبية....
والده دخل عليه، وإتنهد وهو بيطبطب علي كتفه: متزعلش مني بس الوقت بيعدي بيك، وهتندم إنك متجوزتش وكونت أسرة.
ماهر في نفسه: أنا هندم إذا إتجوزت حد غير هنايا، يارب صبرني!! يارب داوي وجع قلبي يارب!!
في بيت هنا....
كانت هنا واقفة قدام المرايا، وبتعيط وهي لابسة الفستان الأبيض لتاني مره....
بليل في بيت تاج....
وصلت عيلة مالك ومعاهم المأذون، ورحب أبو تاج بيهم....
كان مالك قاعد وباصص في الأرض....
بدأ المأذون في كتب الكتاب وبعد دقايق قال جملته الشهيرة: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وعلي خير.
حس مالك إن من جواه مرتاج ومش عارف السبب....
بعد دقايق من شروده، حس بإنسحاب الكل ودخول شخص تاني....
رفع مالك عيونه ببطئ.... بس إتسمر مكانه لما شافها، حس إن الزمن وقف، دموعه نزلت من غير إرادة منه وقال: أنتي حلالي؟!
رفعت تاج عيونها لأول مره فيه، وهي مبتسمه بدموع.... وأخيرا قدرت تدقق في ملامحه: إنت حلالي؟!
وقف مالك بسرعة، وإتجهلها وهو مش مصدق عيونه، وحضنها بقوة كبيرة.... كان نفسه يدخلها بين ضلوعه: أنا.... أنا مش مصدق.... مش مصدق أنتي.... أنتي إزاي؟؟
تاج بشهقة خفيفة: مالك.... مالك إنت بجد ولا.... ولا أنا بحلم؟!
كانت دموعهم وشوقهم كبير.... سبع سنين فراق وحرمان.... بس يا سادة كانت دي مكافئة من ربنا ليهم علشان صبرو، وصانو قلبهم من الفتن، ونقول دايما إن بعد الصبر جبر؛ فأصبرو فربكم هو رب المعجزات.....
بعدت تاج عنه بخجل واضح....
مسح مالك دموعها، وقال بكل الحب اللي ربنا زرعه في قلبه ليها: أنا بفضل الله أسعد إنسان النهاردة،، ماما قالتلي ربنا بيحبني علشان هيرزقني بيكي، وأنا بقول ربنا رضاني بيكي بعد صبر سنين الحمدلله يا تاج المالك.... أنا بحبك أوى يا تاجي!! يا تاج راسي وضي عيني!!
إبتسمت تاج بخجل: وأنا بحبك أوي يا مالك من زمان أوى، وكنت بدعي ربنا إنك إنت تكون حلالي....
وفي بيت هنا....
كانو عيلة ماهر قاعدين مع أبو هنا، وبيكتبو الكتاب....
جريت بنت صغيرة في حدود ال6 سنين علي ماهر وقالت بطفولة: عمو يا عمو هو إنت هتكون بابي؟!
بصلها ماهر بصدمه علشان هي شبه هنا بطريقة كبيرة؛ بس شالها وقالها بحنان: أنتي إسمك إيه يا قمر؟
قالت الطفلة ببرائة: أسمي ملاذ يا عمو.
دق قلب ماهر؛ ملاذ الإسم ده عارف إن هنا بتحبه فقال: أيوة يا ملاذي أنا هكون بابا ناديني بابا.
قال المأذون جملته الشهيرة: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وعلي خير.
وقف ماهر بسرعة وهو لسة شايل ملاذ، عيونه بتدور في المكان.... حاسس إنها موجودة....
دخلت هنا وهي منزلة عيونها للأرض، وبتحاول تداري وشها الوارم من ضرب أبوها....
خرج الكل وسابوهم....
دمعت عيون ماهر وهو شايفها قدامه بعد سبع سنين.... بعد دعاء طويل في قيام الليل.... بعد إشتياق.... أخيرا هي بقت حلاله....
رفعت هنا عيونها... وأول ما شافته مقدرتش تمنع نفسها من إنها تعيط....
ملاذ بحزن: بتعيطي ليه يا مامي؟؟
مقدرتش هنا ترد عليها....
قرب ماهر منها بخطوات بتترعش، دموعه بتنزل....
ماهر وهو بيلمس خدها بحنان عاشق: هنايا بتعيطي ليه ومين ضربك كده؟؟
هنا بدموع: إنت هنا بجد؟
ماهر: أيوة يا هنايا أنا هنا!! مين اللي ضربك قوليلي؟!
هنا بعياط: بابا!!
غمض ماهر عيونه بوجع، وضمها ليه هي وملاذ وقال: خلاص يا عيون ماهر، خلاص معادش فيه وجع، خلاص أنا هنا يا هنايا!! أنا بحبك.
كلمة نطقها خلت قلبها يرفرف في السما، ورفعت عيونها ليه بخجل وقالت: وأنا ك... كمان بحبك يا ماهر.
ماهر قال لما لاحظ لبسها: إنتي إختمرتي هو عليكي حلو أوي علي فكرة....
خجلت هنا جداً: ش... شكرا....
وعند تاج ومالك.....
قال مالك بسعادة لما لاحظ خمارها: أنتي إختمرتي يا تاج؟!
تاج بخجل: أيوة أول لما دخلت الكلية.
مالك: اللهم بارك زي القمر، ربنا يباركلي فيكي يارب علشان أنتي حلالي....
تمت