
(مقدمة والفصل الأول)
مرحبًا بك عزيزي القارئ
لا شيء يهزم المرء إلا نقاط ضعفه
فالطبيعة البشرية عبارة عن مشاعر مختلطة
يحركها إنجاز أو لقاء أو تحقيق أمنية طال انتظارها
يدمرها ضياع أو فراق أو كلمة عابرة احتلت الذاكرة للأبد.
حان وقت اللقاء مرة أخرى بعد مرور أعوام عديدة تغيرت فيها أحوال الجميع انطوت صفحات الماضي ولكن آثره مازال حاضراً.
كل شخص سوف ينال نصيبه وقدره من هذه الدنيا، هي متغيرة كتغيير فصول السنة، أحيانًا لا تعطيك شيئًا تريده بطريقةٍ مباشرة، لكن تعطيه لك عن طريق شعور، أو تجربة.
.
اللي تابع الحزئين في الجزء ده مش هيتوه
يارب تكونوا فاكرين الأحداث والأبطال
نبذة سريعة عن أبطال الجزئين
لابطال وأولادهم
رغد ويونس ( روفيدة ومالك )
مي ويامن. ( سهى وسراج تؤام )
حازم ورانيا. ( غيث)
إياد وعلا. ( أميرة ) هنعرف قصتهم في الجزء ده باذن الله
باقي الأبطال هيظهروا مع الأحداث
إلى أولئك الغرباء :
الذين لم يحالفهم الحظ في بعض الأشياء المرغوبة لديهم هناك بقايا أمل في أشياء أخرى تظنون أنها غيمة عابرة ولكنها حياة كاملة؛ أحياناً لا يكون في وسعنا فعل أي شئ
اليأس گ السرطان يفتِّت الروح يكسر صلابتها أنين مكتوم لا يستمع إليه إلا صاحبه يكابر ضعفه
القوة الحقيقية عندما تعلم أنك مهزوم ومازلت تجازف وتحاول الإستمرار.
" انتقام بمنطق الحب" الجزء الثالث
( الفصل الاول)
القاهرة
في منزل الصاوي
حرام عليكي بتعملي معايا كده ليه أنا مش عيل صغير دي بقت عيشة تقرف
انقض عليه حازم يجذبه من مقدمه ياقه قميصة أردف بصوت عال
ـ متنساش نفسك يالا اللي بتعلي عليها صوتك دي تبقى أمك
وقفت رانيا في المنتصف تفصل بينهما بصوت ضعيف
ـ خلاص يا حازم اكيد مش قصده سيبه
تخلص غيث من قبضة والده ركض من أمامه يغادر غرفتة يغمم
ـ يارب أموت عشان ارتاح واريحكم
صرخ حازم قائلا
ـ عجبك كده يا هانم أخرة دلعك وخوفك عليه أنا زهقت من الوضع ده
وضعت كفيها على وجهها وانفجرت في بكاء مرير تحدثت وسط شهقاتها من حديث فلذه كبدها
ـ ده ابني يا حازم حس بيا أنا أم و معنديش غيره
زفر أنفاسه بعنف قائلاً
ـ ابنك مبقاش صغير كبر يا مدام وانتي مش واخدة بالك مبقاش العيل الصغير اللي لسه خياله في دماغك ده شاب داخل على 18سنة يعني راجل
اقترب منها بضع خطوات ووضع كفيه على كتفيها قائلا
ـ انتي لازم تروحي لدكتور يا رانيا
أزاحت كفيه وصرخت في وجهه قائلا
ـ أنا مش مجنونة عشان أروح لدكاترة خوفي على ابني ده مش مرض اهتمامي بيه ده واجبي ناحيته عشان خاطري سبني اهتم بابني بطريقتي يا حازم
رد عليها
ـ يا رانيا أنا خايف عليكي السنين عدت وابننا كبر وسطنا وزي ما أنتي شايفة هو بخير وطبيعي سيبي الولد يعيش حياته بطريقته الخاصة
ردت عليه
ـ قصدك ايه يا حازم قصدك اني كاتمة على نفسه ومقيدة حريته لا لا أنا مش كده أنا نفسي اشوفه احسن واحد في الدنيا وديما بخير دي دعوتي له ديما
يأس حازم في حديثة مع زوجته مرت سنون كثيرة ومازالت تخشى فقد ابنها الصغير لم يكن يعلم أن التجارب السابقة التي مرت بها لها تأثير كبير عليها حتى بعد أن أنجبت ابنهما غيث مازالت كما هي لم تتغير بدأ يخشى عليها لابد وحتماً من زيارة طبيب نفسي لأجلها ولأجل ابنهما حتى ينعما بحياة مستقرة في المستقبل .
في منزل يونس
دلف يونس داخل شقته قفز مالك من على الأريكة يتجه نحو والده يفرد ذراعيه نحوه قائلاً بمرح
ـ ابويااااااا وحشتني يا حاج حمدالله على سلامتك
رد يونس عليه
ـ غور ياض من وشي بقيت زي الشحط وبتتصرف زي الأطفال عيب على سنك يا أهبل أمك فين
أجاب مالك
ـ هتكون فين يعني في بيتها التاني
رد عليه
ـ ما تجاوب كويس قول أنها في المطبخ
أجاب مالك
ـ امال بتسأل ليه ؟ولا هو تحقيق وخلاص
صفعه يونس بخفه على وجنتيه قائلا
ـ متنساش اني أبوك ها مش عشان بنتعامل مع بعض گ صحاب تسوء فيها ماشي يا حبيبي
ابتعد خطوتين للخلف قائلاً
علم يا حاج وينفذ أنا آسف
أبعده يونس عن طريقة يجلس على الأريكة يخلع حذاءه اقترب مالك منه يفرك يده بتوتر قائلاً
ـ بابا أنا عايز اتجوز
انفجر ضاحكاً على حديث ابنه قائلا
ـ تاني يا" مالك" مش قولنا نأجل الموضوع ده بعد ما تخلص دراستك وتشتغل عيب يا حبيبي مش مكسوف تطلب طلب زي ده ولسه بتاخد مصروفك مني
مالك
ـ ما هو بصراحة بقى أنا خايف عليها تروح مني احجزها من دلوقتي أحسن متطير
يونس
ـ ليه يا حبيبي هي سفرة هما العرائس بقوا بالحجز ؟
هو أنا من كوكب تاني ولا ايه ده انا مكنتش أعرف أني هتجوز أمك الا يوم فرحنا جدودك غفلوني الله يسامحهم
قولي طيب مين اللي امها داعيه عليها اللي أنت عايزها دي
مالك
ـ سهى بنت عمو يامن وطنط مي صاحبه ماما
يونس
ـ يا نهار أبوك أسود دي أكبر منك بسنتين غور ياض من وشي
انحنى بجذعة يخلع حذاءه الأيسر يقذفه نحوه
في تلك اللحظة تخرج روفيدة من غرفتها انحنى مالك بجسدة للاسفل لسوء حظها اصطدم حذاء والدها في وجهها
تأوهت روفيدة بصوت مرتفع قائلة
ـ ربنا يسامحك يا مالك الكلب هو في ايه يا أهل البيت هو انتم لاقيني في الشارع ولا أنا هدف متحرك أنا بني آدمة من لحم دم ارحموني
انفجر ضاحكاً على أخته قائلاً
ـ الدم بيحن يا قلب أخوكي كل حاجة بتجرى على اللي شبهها
فارت الدماء بداخلها نفخت أنفاسها وجنتيها بضيق قائلة
ـ قصدك أن وشي شبه الجزمة يا جزمة
أسقطت الميدالية الخاصة بها قصدا انخفضت بجسدها ابتسمت بخبث تسحب السجادة من أسفل أخيها
سقط مالك على ظهرة يصرخ من الألم
اقتربت منه تمد كفها تعرض مساعدتها له قائلة ببراءة
ـ معلش يا حبيبي تعيش وتاخد أشد منها
داخل المطبخ
قاعدة هنا ولا على بالك ولادك مهما كبروا شغل الأطفال اللي بينهم مش هيخلص
التفت له رغد بابتسامة مشرقة قائلة
ـ حمدالله على سلامتك يا يونس ايه الجديد يا حبيبي كل يوم على كده ربنا يهديهم روح غير هدومك عشر دقائق والأكل يكون جاهز
يونس
ـ وحشتني أوي يا رغد
رغد
ـ قول كلام غير كده ما أنا معاك على طول
يونس
ـ اتغيرتي أوي يا رغد فين رغد بتاعه زمان
انكمشت ملامحها من طريقة حديثة قائلة
ـ في ايه يا يونس ايه اللي مزعلك ؟
رد عليها بنبرة حادة
ـ عارفة كويس أوي ايه اللي مضايقني أنا عايز رغد بتاعه زمان رغد اللي سحرت قلب يونس ووتينه حقوقي اللي اتنست وقتك كله البيت والعيال كل يوم علاقتنا بتصغر انتي ناسية نفسك يا رغد في البيت وانا عامل زي التور اللي بيلف في الساقية وحشتني أيامنا الغازك اهتمامك حتى خناقتنا ونكدك متخيلة
أنا تعبت ومش قادر اتجاهل اكتر من كده
أنهى حديثه وتركها دون الاستماع لردها
تذكرت حديث والدتها
ـ الراجل زي العيل الصغير كل ما تبعديه عن أمه يتعلق بأي واحدة يحس بناحيتها باهتمام اوعي يا بنتي مسئولياتك تخليكي تنشغلي عن جوزك ليتسرق منك وتفوقي بعد فوات الأوان الحاجات دي ملهاش سن مبتفرقش بين شاب وعجوز
فاقت من شرودها قائلة
ـ لالا يونس ميعملش كده حبه ليا يمنعه من الطريق ده أنا واثقة فيه يونس ميخونش لالا أيوة والدليل اهو أنه نبهني ممكن تكون دي إشارة معقوله أنا مهمله وأنا مش حاسة؟!
في منزل مكاوي
يجلس على جهاز اللاب ينجز عمله الخاص به
قاطعته طفلته " أميرة " ذات التاسعة أعوام تركض نحوه بحماس
ـ بابا ايه رأيك في فستاني حلو
ترك عمله وسحبها ناحيته واجلسها على فخذه يقبل وجنتيها الممتلئة
ـ قمر يا قلب بابا
ردت عليه بحماس
ـ تيتا أحلام جابته ليا هدية
أحلام
ـ ممكن يا ميرو اقعد اتكلم مع بابا شوية لوحدنا
قفزت أميرة من أحضان والدتها قائلة ببراءة
ـ حاضر يا تيتا عشان سر الكبار مينفعش يسمعوا الصغيرين صح
ربتت على ظهرها بحنان كبير قائلة
ـ صح يا روحي
ابتسم " إياد " على حديث طفلته التي ركضت للخارج
رفع وجهه نحو والدته قائلاً
ـ خير يا ماما أميرة ناقصها حاجة ؟
أحلام
ـ لا يا حبيبي ربنا يخليك لينا كفاية وجودك وسطنا
إياد
ـ أمال في ايه ؟
أحلام
ـ عايزاك تتجوز يا إياد بنتك محتاجة أم في السن ده
نهض إياد من مقعدة قائلاً
ـ آسف مش هكرر التجربة دي تاني كفاية كده على قد ما كنت مغصوب بس النتيجة كانت أميرة وأنا راضي بقدري معلش يا أمي المرة دي مش هتأثر بكلامك مبقاش ينفع كل حاجة خلصت عن إذنك عندي شغل
أخذ هاتفه ومفتاح سيارته وانسحب من أمامها
أحلام
ـ لا مخلصتش يا ابن بطني المرة الأولي عشان تبدأ حياتك لكن المرة دي عشان أميرة ياريتك تشوف الصورة زي ما أنا شايفة. مش كفاية لا ء حتى بعد السنين دي كلها وجعك لسه مخفش حبها لسه محفور جوة قلبك لدرجة سميت بنتك على اسمها .
ـ أمل أحمد
في الإسكندرية تحديداً في استوديو الدمنهوري
دلفت سهى مكتب والدها بعد ما سمح لها بالدخول قائلة
ـ مساء الخير يا بابا أنا خلصت الشغل اللي حضرتك كلفتني بيه يارب يعجبك
التقط " يامن " الظرف من يدها قائلا بفخر
ـ عارف أنه بيرفيكت من قبل ما اشوفة مغلطتش لم قولت عليكي خليفتي في المجال بنت ابوكي بصحيح
ردت عليه
ـ تربيتك يا باشا
زفر أنفاسه قائلاً
ـ عارفة يا سهى مجال التصوير ده مش مجرد ضوء وعدسة وبس ده فن وشغل الكل بيعرف يمسك الكاميرا بس مش اي حد يعرف يستخدمها ومش أي حد يعرف يظبط الزوايا
ومش أي حد يعرف يطلع شغل مظبوط
الموهبة يا بنتي غير الممارسة غير الدراسة أنا بقى دمجت التلاته مع بعض
في فرق كبير بينهم كل حاجة ليها قواعدها ونتيجتها كل اللي احنا فيه ده مجاش من يوم وليلة ده تعب سنين وسهر وتجارب وفشل ووقوع إصابات وعدم الاستسلام قدرت بفضل ربي ومجهودي اسكندرية كلها والمحافظات التانية تعرف هو مين
" يامن الدمنهوري " بقى أشطر وأحسن مصور فوتوغرافي
فريق يامن الدمنهوري بقى قائد ملوش تابع ولا ترتيب
خديها نصيحة من أبوكي أي مجال عايزة تنجحي فيه حاولي تكوني مختلفة خليكي قائد مش ترتيب متفرحيش بنفسك اوي لم تكوني رقم واحد
الترتيب مع مرور الزمن بتتغير لكن قواعد القائد ثابته حتى لو هو اتغير .
في منزل الدمنهوري
في غرفة " الرائد سراج الدمنهوري "
ينسدل من جسده حبيبات المياة أثر ممارسته لرياضة الملاكمة دفع الكيس بعيداً بقفازاته كأنها ورقة تتطاير في الهواء لسهولة خفتها بالنسبة له
دلفت مي لغرفة ابنها قائلة
ـ بلاش تطلع العملية دي عشان خاطري يا ابني
رد عليها
ـ يا أمي أنا لو أعرف كده مكنتش قولتلك بس أنا عارف قلقك متخلنيش أندم اني عرفتك لولا أنك سمعتي كلامي صدفة مع اللواء مع اني دي أسرار شغل مينفعش تعرفي بيها
صرخت في وجهه
ـ قلقي ده من خوفي عليك كل عملية تطلعها تاخد روحي معاك لغاية لم ترجع لحضني واشوفك سليم قدامي حتى لو رجعت متصاب بتوجع عليك بس بحس أن روحي رجعتلي من تاني لم اشوفك
اقتربت منه ودموعها تسيل على وجنتيها قائلة
ـ بلاش تحرق قلبي عليك يا سراج مش هقدر والله .
رفع كف والدته تجاه ثغره يقبلها قائلا
ـ أنا آسف يا أمي على اللي بيحصلك بسببي ده شغل متخافيش على ابنك هو قدها ادعيلي وكله هيعدي عن إذنك هاخد شاور على السريع وانزل شغلي
جلست على فراشة تضرب بكفيها على فخذيها قائلة
ـ كان يوم أسود يوم ما وافقت تدخل الكلية دي
في القاهرة
في منزل الصاوي
تجلس على فراشها دموعها تسيل دون توقف تشعر بخنجر يخترق نبضات قلبها كلما تذكرت جملة صغيرها
" يارب أموت وارتاح واريحكم " تجهش في البكاء بصوت مرتفع
سمع حازم نحيبها خارج الغرفة يتقدم خطوة ويعود لا يعلم ماذا يفعل كان يظن أن حياتهما ستكون أفضل بعد قدوم ابنهما
شرد بذاكرته للأعوام السابقة
تحدثت وسط شهقاتها
ـ ليه يا حازم بيحصل معايا كده دي رابع مره تحصل والحمل ميكملش ليه هو أنا مينفعش أكون أم هو أنا وحشة أوي كده
ليه كده بس يارب ليه تبعتلي هدية حلوة وبعدها تاخدها مني ملحقش افرح بيها ليه كل لم أحب حاجة تروح مني أنا تعبت يا حازم ليه قلبي يتعلق ويتكسر بعدها
ده عذاب ليه اتوجع الوجع ده نفسي أكون أم عايزة اجرب الاحساس ده حتى لو هموت بعدها مش مهم
نفسي أشيل حته مني قصاد عيني يارب راضيني يارب
ذكرى أخرى أثناء حملها ب " غيث"
تملس بكفها على خصرها المنتفخ قائلة بصوت مهزوز
ـ تعرف يا حازم لو ابني حصله حاجة مش هسامح نفسي أبدا معنديش استعداد اتكسر وفرحتي تضيع مني
زفرت أنفاسها واكملت :
الدكتور قال لو الحمل ده مكتملش نسبه حملي مرة تانية ضعيفة أوي أو منعدمة بسبب الإجهاض الكتير لو ده حصل
هموت نفسي وارتاح من الوجع ده دي آخر فرصة ليا للحياة
سارت اقدام حازم لغرفة ابنه
جلس على فراشه يحدثه بعتاب
ـ ليه يا غيث بنتعامل مع أمك كده دي بتحبك مينفعش صوتك يعلى عليها مهما حصل
رد على والده باقتضاب
ـ حب ؟! هي ليه بتتعامل معايا معاملة الطفل اللي لسه في حضانة أنا بكبر مش بصغر بس شخصيتي مش بتكبر معايا عايز أكون مستقل امشي بدماغي ومش بدماغها كل حاجة لاء
كل حاجة مينفعش دخولي خروجي أكلي مذاكرتي بمواعيد ياريت حضرتك تقولها اني مش طفل وعارف كويس اوي اهتم بنفسي كل اللي محتاجه منها تسبني في حالي اخد قراراتي لوحدي واعمل اللي انا عايزة في الوقت اللي يريحني
ربت حازم على كتفه قائلاً
ـ كل اللي قولته صح وده حقك عشان تعرف تكون شخصيتك بس برضه مفيش شك أن أمك بتحبك دي روحها فيك دي سابت شغلها عشانك أمنيتها في الدنيا انك تكون قدامها على طول وده احساس اي أم
رد عليه
ـ بس أنا امهات صحابي مش كده أنا اتخنقت
أجاب حازم
ـ أنت حالة خاصة عندك أم لو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي حد بيخاف عليك زيها
أمك حالة نادرة أنت جيت لنا بعد تعب سنين رجلينا دابت من اللف على الدكاترة عشان تنور حياتنا أعذر أمك بعدين لم تكبر شوية هتفهم أن معايا حق
في كل كلمة
رد عليه
ـ ديما انت في صفها وهي صاحبة حق هو أنا مش ابنك برضه ليه مش بتعمل معايا كده ذيها
أجاب بغموض
ـ هتعرف كل حاجة في الوقت المناسب
في منزل يونس
ركضت روفيدة تعانق " إياد" تهتف بحماس
ـ وحشتني يا دودو
أخرجها من بين ذراعيه قائلاً
ـ خالو يا بت " دودو " دي كبرت عليها أنا وأنتي عارفة لو قولتي "دودو" دي قدام أميرة بنتي هعلقك في مروحة بتكم
مش هيهمني سنك ولا أبوكي ولا أمك قوليلي
أبوكي فين ؟
روفيدة
ـ هتفضل " دودو" بالنسبة ليا حتى لم تبقى جد أنت عارف يا خالي أنا بحبك قد ايه
ابتسم لها وحاوطها بذراعه يربت على كتفها بحنان أبوي
ـ ربنا يخليكي ليا ، ربنا يعلم معزتك عندي أنتي مش مجرد بنت اختي لاء ده انتي بنتي البكرية يا روڤي
أجابت رغد من خلفه
ـ أخيراً الدكتور إياد عندنا لسه فاكر أن ليك اخت تسأل عليها
فين حبيبة عمتها مجبتهاش معاك ليه
رد عليها
ـ حقك عليا والله ضغط شغل أنا جاي من المركز على هنا مش من البيت الأيام الجاية مش هتزهقي منها
ردت عليه
ـ كلام وحفظته، لا بتعرف تثبتني
المهم أنت كويس وخالتي كويسة
أجاب
ـ الحمدلله كلنا بخير يا حبيبتي
تقدم يونس نحوه وعانقه قائلاً
ـ نورتنا يا صاحبي ؟ خير مبشوفش وشك إلا لو عامل كارثة
ابتعد عنه يمازحة
ـ عشان تعرف غلاوتك عندي بس
نظر إياد لأخته قائلا
ـ ممكن تطلعي بره عايز صاحبي في كلمة سر
رغد بشك
ـ مالك يا إياد سر ايه اللي بينكم عليا الكلام ده
عارف أنت وهو لو اللي في دماغي.......
قاطعها يونس بحده
ـ خلاص يا رغد هو في ايه ؟
نهضت من أمامهما وخرجت من غرفة الضيوف صافعة الباب خلفها بقوة
إياد بضيق
ـ براحة عليها يا يونس عارف لو كلمتها بالطريقة دي قدامي أو قدام غيري أنا اللي هوقف لك فاهم
إلا رغد يا يونس
رد عليه
ـ خلاص يا إياد هصالحها خلينا في موضوعنا ايه الحاجة المهمة اللي مينفعش تتأجل ولازم أعرفها ضروري
)
إياد
ـ في حد بيبعت لي جوابات تهديد بخصوص أميرة بنتي مكتوبه بخط الايد بحبر أحمر
شوفت كاميرات المراقبة اللي عندي في البيت شخص لابس خوذة على موتوسيكل مجهول مفيش عليه أي أرقام كل فترة الساعة 2بالليل يرمي ظرف التهديد ويمشي أنا خايف على بنتي يا يونس مش عارف مين ده وبيعمل معايا كده ليه ؟
روحت القسم اقدم شكوى بالفيديو اللي الكاميرا صورتها للاسف ملوش أي لازمة مش دليل كافي عشان اعرف مين ده أنا مش عارف اعمل ايه ؟
يونس
ـ طيب ايه اللي في ايده اعمله وأنا مش هتأخر
قبض إياد على كف يونس قائلاً بتوسل
ـ خلي بنتي عندك اليومين دول وحياة عيالك متغبش عنك لحظة
أمي زي ما أنت عارف ست كبيرة هي مش مقصرة بس أنا خايف غصب عنها ممكن أميرة تضيع منها خصوصاً عندي مؤتمر طبي ومضطر أسافر بنتي في حمايتك لم أرجع يا يونس
ربت يونس على كتفه قائلاً
ـ متقلقش أميرة في عنيا متشغلش بالك طول ما هي جوه بيتي و معايا مش هسمح لأي حاجة تأذيها .
في الإسكندرية
ارتدى سراج حلته العسكرية يضع قبعته تحت ذراعة الأيسر
خرج من غرفتة رفعت مي رأسها نظرت له بضع ثوان انفجرت في البكاء بصوت مرتفع قائلة
ـ بلاش تروح قلبي مقبوض المكان ده خطر عليك
جثى على ركبته أمامها قائلاً
ـ دي فرصتي عشان اثبت جدارتي لو نجحت في العمليه دي هترقى مش نفسك تشوفي ابنك في مناصب عليا
هبقى المقدم سراج الدمنهوري ولو مرجعتش كفاية هتكوني أم الشهيد البطل اللي.....
قاطعت حديثة واضعة كفها على ثغره قائلة بصوت مبحوح من البكاء
ـ مش عايزة حاجة من الدنيا غير أنك تكون قدام عيني وقلبي يكون مطمن عليك ...أكملت حديثها بتوسل
بلاش سينا روح أي مكان في العالم بس سينا لاء عشان خاطري يا حبيبي سينا لا
وضع يامن كفه على كتفه التفت له سراج برأسه قائلاً
ـ بابا عشان خاطري اشرح لماما اللي بتعمله في نفسها ده غلط أنا مش ناقص قلق عايز امشي اكون مطمن عليكم
عانق يامن ابنه قائلا بفخر وتشجيع
ـ ابني بطل أسد قدها وقدود يفوت في النار ولا يهمه تروح وترجع بالسلامة ربنا ينصرك على أعداءك يا سيادة المقدم
خرج من بين ذراعي والده اتجه نحو شقيقته وضع قبعته فوق رأسها قائلاً بمرح
ـ هتوحشيني يا سوسو خلي بالك من نفسك وعلى ماما
رمت نفسها داخل أحضانه تتشبث به قائلة بصوت باكي
ـ هترجعلي قريب واثقة من كده بالله عليك متغبش عني كتير طمني عنك كل ثانية خلي بالك على نفسك عشاني وعشان ماما وبابا أنت كل حاجة لينا يا سراج
إحنا أرواحنا كلنا مرتبطة بيك
ودع سراج عائلته وحمل حقيبته متجهاً إلى مقر عمله
بعد رحيله أغلق يامن باب شقته بعدها استمع إلى شهقات بكاء عالية تصدر من زوجته وابنته
حين أخبرتُه أن قلبي من طين، سخر مني
لأن قلبه من حديد.
وقريبًا، حين تهطل الأمطار، سيزهر قلبي
ويصدأ قلبه.
— شمس التبريزي
في منزل يونس
دلف داخل غرفته وجدها تجلس على الفراش تحرك قدميها اليسرى بتوتر قائلة بصوت مرتفع
ـ أول وآخر مره يا يونس تتكلم معايا بالطريقة دي قدام أي حد حتى لو كان مين متنساش نفسك ولا تنسى أنا مين
رد عليها بنبرة ساخرة
ـ والله ومحدش قالك أن ده مش أسلوب واحده تتكلم بيه مع جوزها ده أولا ثانياً صوتك ميعلاش ثالثاً وده الأهم
بلاش شغل القمص ده على أي كلمة واي رد فعل
رغد بهدوء
ـ قصدك اني بتلكك يونس أنت بطلت تحبني ؟
يونس
ـ يااااااه آخر مرة سمعت منك الكلمة دي من سنين
مش عارف يا رغد أنا متلخبط ...
رغد بشك واندفاع
ـ متلخبط ؟! قول بقى كده يبقي اكيد تعرف واحدة تانية عليا بتخوني صح عشان كده متلخبط
صدمها برده فعله عندما صفعها على وجنتيها دون سابق إنذار
تجمد جسدها أثر صفعته لأول مره بعد سنوات طويلة من زواجهما يرفع كفه عليها
تحدثت وسط شهقاتها
ـ طلقني
يونس بتوتر
ـ رغد مكنش قصدي ممكن تهدي انتي اللي تخطيتي حدودك معايا .....
قاطعت حديثة عندما صرخت في وجهه
ـ أنا عايزة أطلق مش هكمل معاك......
خارج الغرفة
روفيدة
ـ في ايه يا بابا ماما بتعيط ليه هي كويسة
مالك
ـ افتح الباب يا بابا
يونس بصوت مرتفع من الداخل
ـ مفيش حاجة كل واحد فيكم على أوضته
روفيدة
ـ هما بيتخانقوا صح ده احساسي
مالك
ـ بيتخانقوا ؟ أول مرة عمري ما شوفتهم بيتخانقوا
روفيدة
ـ ولا أنا بس اكيد في سبب عشان كده صوتهم عالي بس أنا قلقانه على ماما أوي سمعتها بتعيط
داخل الغرفة
ـ يونس
ـ ممكن تهدي يا رغد عشان خاطر روفيدة ومالك
متهديش اللي بنناه في سنين في لحظة غضب احنا ماشيين على مبدأ من أول جوازنا أن مينفعش ولادنا يشوفوا خناقتنا عشان صحتهم النفسية حتى لو متخاصمين احنا قدامهم أم وأب مثاليين
ابتلعت غصتها بألم تنظر له بتعجب أردفت بجفاء
ـ أنا فين ؟ كرامتي وشعوري وبعدين الولاد اللي بتتكلم عنهم دول كبروا خلاص
لدرجة دي أنا مش مهمة عندك مجرد زوجة بالاسم وأم وخدامة ولادك اللي خايف على شعورهم لكن أنا عادي أولع
اتجهت نحو خزانه ملابسها تلتقط حقيبة ثيابها من الأعلى قاطعها
يونس قائلاً
ـ رايحة فين ؟ مفيش خروج من البيت احنا كبرنا على الموضوع ده
رغد
ـ الكرامة ملهاش قواعد ولا سن أنا مش جاية من الشارع عشان تمد ايدك عليا مهما حصل مني عارفة اني متسرعة في ردود أفعالي بس توصل بيك انك تضربني لحد هنا لاء
يونس
ـ احنا الاتنين غلطانين بس مصلحة ولادنا أهم عشان احنا معندناش أغلى منهم ياريت تفهمي ده مش هكرر كلامي تاني
رغد بعناد
ـ طلقني يا يونس
يونس ..............
في منزل الصاوي
رانيا
ـ حرام عليك يا ابني أي حاجة متتعبنيش معاك
غيث
ـ قولتلك مش جعان أنا خارج
رانيا
ـ مفيش خروج من البيت من غير ما تاكل فاهم ولا لاء
غيث
ـ افهمي بقى أنا مش عيل صغير أنا اتخنقت من تحكماتك ...
سقط على الأرض أثر صفعة والده
انحنى حازم بجذعة نحوه يحاصر فكيه بأناملة بعنف قائلاً
ـ أنت تخطيط حدودك أنا قولتلك ايه أمك لاء خط أحمر
أنت عايز تتربى من أول وجديد
إزاي شايف حب أمك و خوفها عليك تحكمات وخنقة فوووق يا ابني حرام اللي بتعمله في نفسك وفينا .
حاولت رانيا أن تخلصه من بين يديه قائلة
ـ سيبه خلاص يا حازم عشاني أنا سيبه كده بتوجعه
حازم
ـ شايف بعد كل ده وبتدافع عنك قلب الأم اللي أنت مش عارف قيمته بلاش أسلوبك ده هتندم صدقني
وقفت رانيا في المنتصف بينهما تشير بسبابتها أمام وجه زوجها قائلة
ـ آخر مره تضربه يا حازم لو اتكررت تاني لك رد فعلي مش هيعجبك
التفت رانيا بجسدها قائلة بصوت حنون
ـ حبيبي أنت .......
ابتعد غيث خطوتين للخلف استدار بجسده قائلاً
ـ أنا بكرهكم انتم الاتنين خلفتوني ليه انتم جايبني الدنيا عشان تعذبوني ابعدوا عني أنا .......
انقطع حديثه عند
سقوط والدته على الأرض فاقدة للوعي
صرخا الاثنان معاً بصوت واحد
ـ ماماااا ، رانيا
الفصل الثاني من هنا
لقراءة باقي الفصول الجزء الثالث من هنا
لقراءة الجزء الثاني جميع الفصول كامله من هنا
لقراءة الجزء الاول زواج لم يكن في الحسبان جميع الفصول كامله من هنا