رواية عشق يحيي الفصل الخامس عشر15 بقلم سلمي جاد

رواية عشق يحيي الفصل الخامس عشر بقلم سلمي جاد

في صباح يوم جديد…
شعاع الشمس الذهبي دخل من شباك الجناح، ووقع على وش يحيى اللي كان نايم على جانبه.
فتح عينيه ببطء…
وأول حاجة شافها كانت ليلى، نايمة بعمق، نفسها هادي، ووشها بريء لدرجة تأسر القلب.

البارت 14

ابتسم ابتسامة واسعة وهو بيتأمل ملامحها…
خصل شعر نازلة على خدها

قرب شوية…
وفجأة ليلى فتحت عنيها.

أول حاجة شافتها كانت وش يحيى قريب منها قوي ارتبكت.

هو قال بنبرة صباح هادية تذوّب أي واحدة:
ـ "صباح الورد والفل… على أجمل عيون في الدنيا."

قرب أكتر من ودنها…
وصوته نزل واطي، دافي، كأنه بيغني لها:
ـ "صباح الـافندر … يا قلبي."

الخجل شدّ لون خدودها وردي:
ـ "صباح النور…"

وبسرعة سألت وهي بتشد الغطا:
ـ "الساعه كام؟"

يحيى بص عالساعة اللي على الحيطة وقال:
ـ "داخلة على أربعة."

ليلى قعدت فجأة، قلبها وقع:
ـ "أربعة!! ده أنا أول مرة أنام للوقت ده!"

ضحك يحيى وهو بيقرب منها:
ـ "حبيبتي… إحنا طول الليل ــــ

ولسه هيكمل…
موبايله اهتز.
كان عامله سايلنت… لكنه شاف شاشة الاتصال وكانت والدته 

رد :
ـ "أيوة يا ماما؟"

صوت منال كان كله قلق:
ـ "عاملين إيه؟ أنا بقالي كتير بتصل عليك… إنت وليلى ومحدش بيرد! قلقت عليكم."

هو بص لليلى اللي كانت مخبية نص وشها في المخدة من الإحراج:
ـ "إحنا كويسين… اطمني. و… احم لو تقدري تبعتي حد من الشغالين يطلع لنا الغدا فوق عشان مش هننزل."

منال سكتت ثانيتين…
وبعدين نبرة صوتها بقت فرحانة زيادة عن اللزوم:
ـ "يحيى… هو اللي في دماغي صح؟"

يحيى ابتسم غصب عنه وبص لليلى وقال:
ـ "أيوة."

منال زغردت زغرودة .
ـ "ألف مبروووك يا حبايبي! ربنا يتمم بخير!"

يحيى قفل وهو مبتسم…
لكن ليلى؟
خجلت لدرجة إن وشها بقى نبيتي مش وردي.

قامت من السرير بسرعة:
ـ "أنا… داخله الحمام."

ومشت بسرعة، هربانة من كل نظراته اللي كانت بتشرب خجلها شرب.
___________________________  
  في شركة الريان جروب…

لينا كانت قاعدة على مكتبها، قدّامها علبة هدية صغيرة، وإيديها بتلعب فيها بعصبية.
عينيها تايهة، وملامحها كلها توتّر.

قالت لنفسها بغيظ خفيف:
ـ "أنا هجيبله هدية بصفتي إيه؟… وإيه دخلي أصلاً؟"

سكتت لحظة، عضّت شفايفها، وبعدها قالت بصوت واطي كإنها بتقنع نفسها:
ـ "بس… أنا عرفت بالصدفة إن النهارده عيد ميلاده. وبعدين… لازم أشكره. يوم ما كنت هقع من المبنى… هو اللي أنقذني."

مدّت إيدها على العلبة، عدّلت شكلها، وزبطت الشريط اللي عليها.
ـ "هعطيهاله… وقوله إن ده شكر على إنقاذه ليا يومها …
وف نص الكلام… هقوله كل سنة وإنت طيب. بس كده… الموضوع عادي."

وقفت وهي واخدة نفس طويل، وصوت كعبها بيرن في الممر.
خرجت من مكتبها متوجّهة لمكتب ريان.

لكن قبل ما توصل…
سمعت همهمات مجموعة موظفين واقفين بيهرّجوا بهدوء عند ماكينة القهوة.

واحدة فيهم قالت بصوت واطي بس واضح:
ـ "شكلها حبيبته… دي بقالها ساعة مخرجتش من مكتبه من ساعة ما جات. بس الحق يتقال… البِت زي القمر.
وشكلها لايقة على ريان باشا."

الكلمة دي اخترقت أذن لينا زي سكينة.
وقفت لحظة، رمشت ببطء، عنيها اتسعت بدهشة ووجع خفيف هي مش فاهمة أصله.
سرّحت خصل شعرها بسرعة، وشدت ضهرها وكمّلت مشي.

وصلت لباب مكتب ريان.
خبطت خبطة صغيرة…
وفتحت الباب…

ولقطة واحدة كانت كافية تخلي قلبها يقع.

ريان واقف…
وبنت جميلة… في حضنه.
مش حضن عادي…، حضن رومانسي صريح.

لينا تجمّدت مكانها.
عينها اتسعت… وبطنها اتقبضت.

ريان لما شافها، بعد عن البنت بسرعة ووقف مستقيم:
ـ "خير يا بشمهندسة… عايزة حاجة؟"

لينا بسرعة خبّت العلبة ورا ضهرها كأنها جريمة.
حاولت تتكلم بصوت ثابت… بس خرج مهزوز:
ـ "كنت… كنت بسأل حضرتك… هانروح الموقع إمتى عشان نتمّم على العمال؟"

ريان قال وهو بيحاول يرجّع الأمور طبيعية:
ـ "بعد ساعه هنتحرك."

ـ "تمام…"
قالتها وهي مش قادرة تبص في عينيه.

طلعت بسرعة، وهي حاسة قلبها بيقرصها وجسمها بيسخن ويبرد في نفس اللحظة.
دخلت مكتبها وقفلت الباب بقوة خفيفة.

رمت الهدية على المكتب، كأنها فجأة بقت تقيلة على قلبها.
قعدت على الكرسي ومسحت خدها…
بس الدموع كانت سبقاها.

قالت لنفسها باستنكار موجوع:
ـ "هو… هو حر يعمل اللي هو عايزه… وأنا مالي؟"

بس دموعها كانت بتنزل…
غصب عنها…
لأنها عارفة إن في حاجة جواها اتحركت… وهي مش عارفة توقفها.

_______________________________

في الدور اللي تحت… عند المطبخ الكبير بالقصر
ميادة كانت معدّية من قدام المطبخ، ولقت الخدامة بتجهّز صينية كبيرة ومليانة أكل.

وقفت ميادة:
ـ "الصينية دي مودّيها لمين؟"

الخدامة قالت ببساطة:
ـ "دي رايحة لجناح يحيى باشا وليلى هانم."

الكلمة وقعت على ميادة زي حجر.
رَمشِت ببطء… مش مصدّقة اللي سمعته.

ـ "آه… ماشي. امشي انتي."

سلوى خرجت وهي مستغربة نظرتها.

ميادة تفكر… ودقايق بسيطة كانت كفاية تخليها تتحرك بسرعة.

طلعت الدور اللي فوق…
ووقفت قدام جناح عمر وعائشة.
خبطت خبطة تقيلة شوية.

فتحت عائشة وهي لابسه بيجامة بسيطه .
ـ "أهلاً يا طنط … اتفضلي."

ميادة دخلت خطوة صغيرة وسألت بحدة ظاهرة:
ـ "بتعملي إيه؟ عمر فين؟"

عائشة ردت:
ـ "بياخد شاور."

ميادة رفعت حواجبها :
ـ "أول ما يخلص… قوليله يجيلي."

عائشة هزت راسها:
ـ "تمام يا طنط."

ميادة خرجت…
وسابت وراها هواء تقيل متوتر.

عائشة دخلت الجناح 
قعدت على السرير…
عنيها في الأرض…
وحسرة صغيرة ماسكة قلبها بسبب طريقة ميادة معاها، وكأنها مش مقبولة كفاية.

بعد ثواني…
خرج عمر من الحمام، منشّف شعره بالفوطة، ريحته طالعة صابون رجالي دافي.

ـ "مين اللي كان بيخبط؟"

عائشة حاولت تبين إنها عادية:
ـ "مامتك… عايزاك."

عمر اتنهد بضيق بسيط:
ـ "تمام… أنا رايح لها."

عند ميادة…
عمر دخل .
ميادة كانت قاعدة، ضامة إيدها، ملامحها مش عاجبها الوضع.

ـ "من ساعِت ما جبتلنا البِت دي…… وأنا مش عارفةاتكلم معاك."
قالتها بحدة.

عمر اتنرفز، بس كتم نفسه:
ـ "يا ماما… مسمهاش بت اسمها عائشة. وكلامك ده… ملوش لازمة."

ميادة طنشت كلامه، ودخلت فالموضوع اللي شاغلها بجد:
ـ "عملت إيه فموضوع قربك من ليلى؟"

عمر رفع حاجبه ببطء:
ـ "ما عملتش حاجة ."

ميادة قامت واقفة، واقفة قدّامه بنظرة أمر:
ـ "لازم تبدأ… بسرعة.
لأن ليلى ويحيى بدأوا يقربوا من بعض… جداً.
وكل ما تتأخّر… الموضوع مش في صالحك."

عمر سكت…
عنيه راحت في الفراغ…
وشرود تقيل خيّم على وشه.

كلامها وقع جوّا قلبه…
بس ملامحه اتشدت، كأنه مش فاهم هو عايز إيه، ولا مكانه الحقيقي فين ....

___________________________________

ليلى كانت واقفه بتنشف شعرها وفجأة سمعت رنة موبايلها وكانت ضحى 
فتحت السماعة وردت

ضحى ردت فورًا بنبرة قلق:
ـ إيه يا بنتي! بكلمك من الصبح! وبدل انتي مش هتيجي الشركة النهاردة مقولتليش ليه؟ أنا مكنتش هروح أنا كمان!
( بتمثلني مع صحابي لو مش رايحين بغيب أنا كمان 🌚)

ليلى وهي بتزق خصلة من شعرها ورا ودنها:
ـ والله صحيت متأخر… ومكنتش أعرف بصراحة إني أصلاً مش هروح.

ضحى قلقت:
ـ طب انتي كويسة؟ فيكي حاجة؟ مجتيش ليه طيب؟

ليلى سكتت شوية وقالت بخجل:
ـ أنا كويسة… كويسة يا ضحى، بس… هبقى أحكيلك بعدين، تمام؟

ضحى اتنهدت وقالت:
ـ ماشي… بس بجد قلقتيني. كلميني أول ما تقدري.
وقفلوا المكالمة.

ليلى لسه بتنزل الموبايل من ودنها… باب الحمام فتح وخرج منه يحيى وهو بينشف شعره 

قرب منها خطوة بخطوة، وبصوته الهادي اللي ليلى بقت بتحس إنه بيهزّها من جوه قال:
ـ جاهزة؟

ليلى رفعت عينيها له مستغربة:
ـ جاهزة لإيه؟ احنا رايحين فين؟

ضحك ضحكة صغيرة وهو بيقرب أكتر وقال:
ـ مفاجأة.
وبعدين مال شوية وقال:
ـ بس يلّا قومي بقى اجهزي وابسي حاجه مريحه…

ليلى قامت وهي حاسة قلبها بيجري من الفضول ..
ومع كل خطوة بتاخدها قدّامه، كانت حاسة إن المفاجأة دي مش مجرد خروجة…
فيه حاجة تانية… حاجة هو مخبيها.
____________________________________
في جناح عمر وعائشة…

عائشة كانت قاعدة على مكتب صغير، قصادها كومة كتب وملازم رياضيات، شعرها سايب ونازل على ضهرها، ولسّه مبلول من الشاور اللي أخدته من شوية.
شكلها كان بريء ومرتبك في نفس الوقت، وماسكة القلم

الباب فتح…
عمر دخل.

وقف لحظة يتأملها…
مستغرب قدّ إيه شكلها هادي وجميل وهوّ على عكسه جواه عواصف مش راضية تهدى.

قرب منها بخطوات بطيئة وقال:
ـ بتعملي إيه؟

عائشة رفعت عينيها له، وقالت بنبرة يائسة:
ـ بذاكر استاتيكا… ومش فاهمة أي حاجة والله.

عمر بص للكتب، مد إيده وخد الكتاب والملزمة، قلب فيهم كإنه بيدوّر على حاجة معينة…
وبعدين قال:
ـ طب تعالي، اشرحهولِك.

هي قامت من المكتب وقعدوا سوا على الكنبة…
عمر مسك القلم وقال بصوت هادي:
ـ بصي يا ستّي… الدالة دي تتحلّ كده…

بس صوت عمر؟
كان آخر حاجة عائشة مركّزة فيها.

هي كانت في عالم تاني… عالم تفاصيله.

كانت بتبص له من غير ما تاخد بالها:
شكله الرجولي…
شعره الأسود الغزير اللي فتح بابه لخيالها يقارن بينه وبين شعر يحيى والجد واضح إن الغزارة دي صفة وراثة في عيلتهم.
عيونه الرماديّة المستخبية ورا نظارة القراءة اللي لبسها عشان يشرحلها واللي ذودته وقار ووسامه … 
بشرته الحنطية…
وجسمه الرياضي اللي مالي المكان بثقة.

كانت سرحانة فيه لدرجة إن صوته جه قطع تأملها:
ـ عائشة… ركّزي معايا. انتي سرحتي في إيه؟

هي اتخضّت وردت بسرعة:
ـ لا لا… مركّزة.

وبعد نص ساعة شرح، هي فعلاً فهمت.
لدرجة إنها قالت بإنبهار:
ـ أنا أوّل مرة أفهم الاستاتيكا! إنت بتشرح حلو قوي…

عمر ابتسم ابتسامة خفيفة… ابتسامة بقت بتطلع معاها هي وبس

وبعدين سمع صوتها بتسأل بتردد:
ـ هو… ليه مش بتشتغل في الهندسة؟ أنا… سمعت إنك متخرج منها.

سؤال بسيط…
بس وقع في قلبه زي حجر.

اتسحب من عينه لمعة قديمة…
لمعة شاب كان عنده حلم.
شاب اتخرج من هندسة وهو لسه في أول العشرينات، واشتغل في شركة كبيرة من ممتلكات العيلة…
بس القدر وقّعه مع
أصحاب سوء، سهرة ورا سهرة، طريق غلط…
وهو ماشي، غرق، وجري العمر…
فجأة لقى نفسه ٢٨ سنة ومفيش ولا حاجة في حياته يقول عليها "إنجاز" أو خلت منه قيمه .

غمّ عينه وقال باقتضاب:
ـ ماحبتش مجال الهندسة… فسبتها.

وقام فجأة…
كإن السؤال وجّع حتّة كان بيهرب منها.

دخل الحمّام، فتح الميّة الساقعة…
ورغم إن الجو بارد، هو ما اتأثرش.

كان حاسس إن كلام عائشة صحاه… فكّره تاني بكل اللي ضاع.
أول مرّة يحس بجد إنه لازم ياخد قرار… قبل ما يضيع أكتر.

___________________________________

قصاد يخت ضخم راسي عند النيل…
الإضاءة عليه كانت عاملة هالة نور كإنه قطعة سما نازلة على الميّة.
الزينات، اللمبات الصغيرة المعلّقة، والورود اللي متوزعة بعناية…
منظر يخطف النفس.

ليلى وقفت مبهورة.
عنيها وسعت وبان عليها الانبهار الطفولي:

ـ ده… ده أول مرة ف حياتي أشوف يخت بالحجم ده!

يحيى بص لها بابتسامة فيها شوية فخر وشوية عشق:
ـ طب يلا نطلّع.

هي سألته بصدمة وهي واقفة مكانها:
ـ إحنا… هنطلع باليخت ده؟ في النيل؟

رد بثقة هادية، وهو ماسك بإيده يدها كإنه بيطمنها :
ـ أيوة… يلا بينا.

طلعوا على اليخت…

كان متزين بطريقة تخطف القلب:
ورد أبيض وأحمر مرشوش على الأرض كأنه بساط حب…
إضاءة دافية، خافتة…
مزيكا هادية في الخلفية…
الجو كله شبه حلم.

يحيى وقف قصادها…
قرب منها بخطوة.
عنيه ماسكاها من غير ما يرمش.

وقال بصوت خفيض، راجل، وهادئ:
ـ تسمحيلي بالرقصة دي؟

ليلى قلبها وقع…
هزت رأسها بخجل وعيونها بتلمع.

الموسيقى عليِت…
وشتغلت أغنية "في قلبي مكان " لمحمد محسن
أول نغمة فيها هزّت الهوى حوالينهم.

يحيى مد إيده ولفّها من وسطها…
قرب منها لدرجة إنها حسّت نفسه على خدّها…
ولدرجة هو كمان قادر يسمع دقات قلبها اللي بيدق بجنون

بدأوا يتحركوا بخطوات هادية، ناعمة…
ماشين مع رتم الأغنية الهادي…
وهي حاسة إنها اتنقلت لعالم تاني، عالم مفيهوش غير دفا حضنه وريحة البحر وصوت الأغنية.

وهو حاسس…
إنه أخيرًا ماسك الحاجة اللي قلبه كان بيدور عليها من سنين.

«« في قلبي مكان
مكانش بيوصل له إنسان
لإنه أمان
مكانش بيدي حد أمان
فتحته أنا ليك
دخلته إنت وقفلت عليك
بقى ملكك
ولا قبلك ولا بعديك

«خليني معاك
ده أنا راحة قلبي معاك
هو اللي يحس هواك
في إيه بعده يكفيه؟
من بين الناس
أنا عشت معاك إحساس
بعد ما جربته خلاص
ما اقدرش أعيش غير بيه
 يحيى قرب منها وهمس بصوت اخترق قلبها قبل سمعها:

 بحبك يا ليلى ...

«بحس معاك حاجات مش حلوة إلا معاك
بطعم هواك
جميلة وطالعة من جواك
ترد الروح
تنسي قلبي أي جروح
أنا ملكك
وآديني قلتها بوضوح
________________________________
في مخزن كبير، ضلمة، ريحته تراب وقديم…
لمبة متدلية من السقف بتنور نص المكان وتسيب نصه غارق في السواد.

راجل واقف قدام كرسي…
وعلي الكرسي قاعد شخص بهيبة تقيلة، ضهره متسند، ووشه مش باين غير في الضلمة اللي بتقطعها اللمبة.

الراجل قال بصوت واطي:
ـ كل حاجة تمام يا بيه… البضاعة اتسلّمت.

الشخص اللي على الكرسي حرّك رأسه بس، وقال بصوت بارد:
ـ ويحيى الصياد؟ عملت إيه ف الموضوع اللي كلفتك بيه؟

الراجل ابتلع ريقه وقال بخوف:
ـ زي ما أمرت… بعت الصور على موبايل مراته.

سكت التاني ثواني…
ثواني مش طبعية…
كأن المكان حبَس نفسه مستني رد فعله.

وبعدين قال بنبرة ما تعرفش هي هادية ولا مرعبة:
ـ تمام… تامر بحاجة تانية يا آدم بيه؟

آدم حرّك إيده بإشارة:
ـ امشي.

الراجل خرج بسرعة… وصوت خطواته اتلاشى.

فضل آدم لوحده…
رفع رأسه…
نار في عينيه…
قلب أسود شايل سنين وجع وغِلّ.

قال ببطء، كل كلمة فيها سم:
ـ هَدْمَر حياتك يا يحيى… زي ما دَمَرت حياتي زمان وخسرتني شغلي .

مد إيده و رفع كمّ قميصه…
وظهر جرح طويل، حفر علامة قاسية بطول دراعه.

لمس الجرح بأطراف صوابعه…
كان لسه الوجع مستقر في ملامحه كأنه لسه بيعيشه.

عنَيّه غيمت…
اتملت بنار الانتقام اللي مكفاهاش السنين.

وقال بصوت خافت لكنه مليان غضب:
ـ ده دورك اني أكسر قلبك… زي ما عملت فيا.

والكاميرا كأنها بتمشي لورا…
الضلمة بتزيد…
وليل القاهرة برا المخزن بيبتدي يديّها نذير…
إن العاصفة قربت.....


تعليقات



<>