رواية الحب هو الفصل الخامس5 بقلم ناهد خالد

رواية الحب هو الفصل الخامس5 بقلم ناهد خالد
اعذرها يا خالد, مش سهل بردو تشوف جوزها متجوز عليها.

رد بضيق مصطنع:

-لالا يا سوزي, مش عشان جوازنا, هي على طول كده, وافضل بقى احايل وادادي.. مالك يا حبيبتي؟ مفيش, طب انا زعلتك؟ لأ, اومال مالك؟ مخنوقة يا خالد وسبني دلوقتي, حاجة تقرف.

-يا خبر! دي نكد خالص. 

قالتها سوزان وكأنه صعبان عليها, فبصلها وهو بيقول بتحذير:

-اوعي تقلبي وتكوني زيها, انا صحيح ماكنتش حابب جوازنا ومش عايزه, بس من وقت ماتجوزنا والدلع والفرفشة اللي شايفهم معاكي حسسوني إني عايش. 

ولأن سوزان مكانتش تعرف خالد لغيابه سنين عنها, فمتقدرش تحدد إن كان بيتكلم بصدق ولا بيأفلم عليها, وصدقته, فقالت بابتسامة:

-لا انا عمري ما كنت نكد, انتَ مش عارفني ولا إيه! على فكرة ال6 سنين مغيروش فيا حاجة.

-بس غيروا فيا انا حاجات كتير.

قالها وهو قاصد, عشان يبعد أي شك ممكن يجيلها عن شخصيته زمان ودلوقتي, عايزها تصدقه بكل حرف بيقوله وتثق في كل اللي بيرسمه عليها ثقة عمياء. 

------------------- 
-إيه بقى يا متر هو لسه كتير عن توزيع الميراث؟ مش شرط الوصية اتنفذ!

كان خالد بيتكلم مع وفيق في التليفون وصوته باين عليه العصبية, بعد ما عدى 4 أيام من وقت الجواز ومفيش خطوة جديدة اتاخدت, ظهر صوت وفيق بيقول بهدوء:

-اهدى بس يا أستاذ خالد, مفيش حاجة بتيجي بالسرعة اللي حضرتك طالبها دي, احنا كده ماشيين صح والأمور كلها مسألة وقت وتخليص شوية أوراق بس.

-يعني على امتى؟

-هو حضرتك مستعجل ليه؟

رد خالد بنبرة ثابتة:

-محتاج الفلوس هعمل بيها مشروع يهمني, عندك مشكلة؟

-لا طبعًا, بس ياريت تهدى شوية ومتقلقش الموضوع مش مطول اديني بس كام يوم كمان. 

-اما نشوف.

قالها خالد وقفل السكة وهو بينفخ بخنقة, مبقاش متحمل وجوده هنا, ولا قرب سوزان منه, وانه مضطر يلطف معاها ويعيش دور ملزق مش نافع معاه, ولا بعده عن مودة اللي معرفش يجتمع بيها ساعة على بعض من وقت ما جم هنا.

-إيه يا خالود واقف كده ليه؟ 

لف على صوت سوزان, فابتسم ابتسامته المرسومة اللي بعيدة كل البعد عن انها تكون طالعة من جواه وقال:

-ابدًا يا سوزي كنت بكلم المتر وفيق.

-ليه؟ 

-بستعجله في الإجراءات.

بصتله بشك وسألته:

-وانتَ مستعجله ليه؟

رد بهدوء:

-اسأليني السؤال الأهم, قوليلي عاوز تعمل إيه بالورث.

بصتله بمعنى السؤال فجاوب:

-عاوز افتح مشروع خاص بيا, بس يكون هنا في المنيا, انا فتحت مشروع في القاهرة من سنين بس مش جايب همه, وفي دماغي فكرة مشروع خطيرة لو اتنفذت هنا هتنقل نقلة تانية.

-طب ومراتك؟

سألها باستغراب:

-وهي مالها؟ 

-يعني انك تفتح مشروع هنا معناها هتعيش هنا, وهي؟

-قبل ما اعرف حوار الوصية والشرط, كنت ناوي على كده, وده اللي جابني عشان اخد ورثي, وهي كانت عارفه وموافقة كمان, وكانت هتنقل وتعيش معايا هنا. 

قالت بذكاء:

-ايوه بس الوضع اختلف, دلوقتي انتَ متجوز هنا.. يعني قعادها هنا هيجبرها تشوفنا مع بعض طول الوقت, يمكن متحبش ده.

رفع اكتافه بعدم اهتمام:

-وانا مفهمها من الأول الوضع وإني هعمل مشروع هنا, وهي كانت موافقة, والله لو اعترضت مش مشكلتي. 

قربت منه ومسكت لياقة قميصه وهي بتقول بدلع اشمئز منه:

-بصراحة بقى ياخالود انا مش مرتاحه لوجودها هنا, مش واخده راحتي وهي راشقة عينها معانا كده, ولو عملت مشروع هنا يبقى الوضع ده هيستمر؟

-لا طبعًا, هشوفلها شقة هنا اجرها وابعدها عنك, انا كمان مش مرتاح, أكون بضحك واهزر معاكي الف وشي الاقيها ضاربه بوز تسد نفسي.

ضحكت سوزان ضحكة عالية وهي بتقول:

-يا حرام حالك صعب خالص.. طب ما طلقها يا حبيبي. 

قالت جملتها الأخيرة وكأنها بتهزر, لكن هو عارف كويس إنها بترمي طعم, فرد بمحايضه:

-شكلها هترسي على كده.. مش مرتاح معاها وبزق المركب بالعافية, بس مش عايز اظلمها سبيها تيجي في وقتها.

بانت الفرحة على وشها وهي بتبوس خده مبسوطة باللي قاله وكأنها متوقعتش إنه يكون فعلاً بيفكر يطلقها او معندوش مانع.

حضنته وهو كان محافظ على ابتسامته تحسبًا انها ترفع راسها له في أي وقت لكن اختفت الابتسامة وهو شايف مودة واقفة في البلكونة اللي جنبهم والدموع مغرقة وشها.

---------------- 
باص راسها وايدها للمرة العاشرة وهو بيقول:

-حقك عليا, والله انا ما مبسوط من قربها ليا, بس لازم اسايرها عشان نخلص يا مودة.

زقته وهي بتقوم من على السرير بعصبية:

-وانا مبقتش قادرة اتحمل.. خلاص فاض بيا, مشيني من هنا, مشيني يا خالد واعمل معاها اللي تعمله.

وقف قدامها وهو بيمسك كتافها بيحاول يهديها:

-طب عشان خاطري اهدي, بلاش العصبية دي, مش انتِ اللي اصريتي تيجي يا مودة من الأول؟ 

ردت من بين عياطها:

-كنت فاكرة هتحمل, كنت فاكرة هبقى مرتاحة اكتر وانا فوق راسك, بس لأ.. لأ يا خالد حرام كده.. حرام والله ما بقتش قادره. 

شدها لحضنه بيضمها ليها بقوة وهو بيطبطب على ضهرها وقال بحزن واضح:

-حقك عليا.. حقك عليا والله انا اسف.

رفعت راسها له وقالت بدموع:

-تعالى نمشي يا خالد, طلقها وتعالى نمشي.. خلاص مش عاوزين لا ورث ولا حاجه.. خلينا نمشي. 

هز راسه بدموع بسيطة زينت عنيه وقال:

-مش هينفع.. مش هينفع والله, اتحملي عشان خاطري.. وانا مش ساكت وقريب كل ده هيخلص.

رجعت لحضنه وهي بتعيط بوجع بيسكن كل خلية فيها في كل مرة بتشوفه قريب من سوزان او بيضحكلها او بيتقفل عليهم باب. 

------------------------- 
بعد ما عدى يومين كمان.. 

نزل من الأوضة بعد ما بنت من الشغالين بلغته ان سُرية طلبته هو وسوزان تحت, دخل اوضة الضيوف ووراه سوزان فتفاجئ بوفيق قاعد جوه, قلبه اتنفض وهو بيتأمل يكون وفيق خلص أمور الميراث, لكن مظهرش تعبير على وشه وهو بيقول:

-ازيك يا متر؟ خير؟ 

رد وفيق بابتسامة:

-كل خير, جاي النهاردة ابلغ كل واحد فيكوا نصيبه, وبكره هنطلع كلنا على المحكمة عشان نخلص الأوراق وتستلموا اخر اليوم. 

حاول كتم فرحته جواه وهو بيقول بهدوء:

-قول سامعينك.

-المرحوم اتقدرت ثروته من غير البيت ده, ب20 مليون جنية, وبناء على التوزيع الشرعي, البنت لها 10 مليون, والحاجة لها 6مليون و600 الف, وحضرتك يا أستاذ خالد نصيبك 3 مليون و400 الف. 

اتنفس خالد بهدوء وجواه ارتاح بعد ما سمع نصيبه, ولكن اتصدموا كلهم لما كمل:

-بس دي مش التوزيعة اللي هتم, هيكون في تعديل بسيط.

-تعديل إيه؟ 

سألت سُرية, فرد وفيق:

-بصي يا حاجة سُرية, المرحوم كتب البيت ده باسمك, وسابلك حساب باسمك في البنك فيه مليون جنيه, وكتب في وصيته ان التركة هتتقسم بين سوزان وخالد بس, وحضرتك متعتبريش وريثة لانه كتبلك نصيب قبل ما يموت. 

هزت سُرية راسها بتفهم وبصت لخالد وقالت:

-عمك عمل كده عشان ورثه ابوك كان له حق فيه وملحقش ياخده, فحب يدهولك عشان يرتاح في قبره, وانا معنديش مشكلة. 

رد وفيق بسخرية:

-حاجة سُرية, البيت ده يعمله اكتر من ال6 مليون اللي كنتي هتاخديهم! يعني انتِ مش مظلومة ولا حاجة.

بصتله بغيط وقالت:

-ودخلك إيه انتَ يا متر؟ خلص كلامك واخلص.

اتنحنح وقال:

-ما علينا, كده يا أستاذ خالد شرعًا التركة بالتساوي بينك وبين زوجتك, يعني نصيبك 10 مليون زيها. 

وهو ماحلمش ابدًا باكتر من كده!..

-الفلوس دي جاهزه؟ ولا متجمده في عقارات؟

رد وفيق بزهو:

-لا طبعًا مش جاهزة, متقسمة بين أراضي والمصنع, وشوية حاجات تانية, لكن بعون الله بعد ما تستلموا في ظرف شهر هخلص كل شيء ونبيع وتقبضوا الكاش.

اختفت فرحته وعقله بيسأل ازاي هيتحمل كل ده شهر كمان؟
كان متخيل الموضوع هيخلص في ظرف اسبوع لكن واضح انه مطول شوية في الهم ده!

تعليقات



<>