
مهما فعلت لن تسلم لا يوجد أخطر من السقوط في مستنقع الأفكار الوهمية صرخة صامتة تفتك العقل تجعله ينحني للضعف
ابتعد غيث خطوتين للخلف استدار بجسده قائلاً
ـ أنا بكرهكم انتم الاتنين خلفتوني ليه انتم جايبني الدنيا عشان تعذبوني ابعدوا عني أنا .......
انقطع حديثه عند
سقوط والدته على الأرض فاقدة للوعي
صرخا الاثنان معاً بصوت واحد
ـ ماماااا ، رانيا
ركضا الاثنان نحوها جثى حازم على ركبتيه رفع رأسها يضرب بكفه على وجنتيها قائلاً
ـ رانيا ردي عليا فوقي متوقعيش قلبي
حملها بين ذراعيه متجهاً. بها نحو المستشفى وجه حديثه لابنه قائلاً
تعالى ورايا
استجاب غيث لحديث والده وسار خلفه
في منزل يونس
رغد بعناد
ـ طلقني يا يونس
اتجه يونس نحوها جذبها من ساعديها قائلاً
ـ مش قولتلك بلاش الكلمة دي أنتي فاكرها سهلة كل مشكلة طلاق طلاق أكبري بقى
سحبت ذراعها من داخل كفيه قائلة بنبرة ساخرة
ـ أنا همشي يا يونس قرار نهائي
متقلقش على عيالك أنا هعرف اتصرف معاهم ومش هكسر اللي بنناه في سنين ارتحت كده عن إذنك
أنهت حديثها وسحبت حقيبة ثيابها خلفها
جلس يونس على طرف الفراش واضعاً وجهه بين كفيه همس بصوت منخفض
ـ عنادك يا رغد هيوصلنا لطريق مسدود
فتحت رغد باب الغرفة وجدت روفيدة ومالك يجلسان على الأريكة
ركضا الاثنان نحوها تحدث مالك
ـ رايحة فين يا ماما وايه الشنطة اللي معاكي دي أنتي مسافرة ولا ايه ؟
تحدثت روفيدة
ـ بابا زعلك يا ماما عشان كده ماشية ؟
حركة رأسها يميناً ويساراً قائلة
ـ لا يا حبيبتي جدتك كلمتني عايزاني اقعد معاها يومين وابوكي كان رافض عشان كده صوتنا كان عالي بس في النهاية وافق على طلبي
هرجع تاني واقولك خلي بالك من نفسك واخوكي وبابا يا روفيدة أنتي مكاني لحد ما ارجع
مالك
ـ تحبي يا ماما أوصلك ؟
أجابت رغد
ـ لاء يا حبيبي لم أوصل هطمنكم هما يومين بالظبط مش أكتر .
بعد أن رحلت رغد من أمامهما
تحدثت روفيدة
ـ ماما فاكرانا لسه عيال صغيرة ومش فاهمين اللي بيحصل حوالينا فاكرانا هنصدق الكلمتين اللي قالتهم واضح كده أن الموضوع كبير
مالك
ـ أنا حاسس بكده شكلهم اتخانقوا خناقة كبيرة هحاول أعرف ايه السبب وعشان ايه ؟
روفيدة
ـ صح احنا لازم نعرف السبب عشان نصالحهم
قاطعهم يونس من خلفهما قائلاً
ـ أنتم واقفين كده ليه ؟
روفيدة ...............
في المستشفى
ـ يتحرك حازم خارج الغرفة ذهاباً وإياباً في انتظار خروج الطبيب
زاغت مقلتيه نحو ابنه قائلاً بتهديد
ـ عارف لو أمك حصلها حاجة عقابك عندي هيكون عسير هتشوف وش عمرك ما شوفته قبل كده
اتجه غيث نحو والده ودموعة تسيل على وجنتيه بلا توقف قائلاً بندم
ـ أنا آسف يا بابا أنا مش عارف قولت كده إزاي سامحني وياريت ماما تسامحني كمان لأن لو حصلها حاجة بسببي مش هسامح نفسي أنا مستعد اعتذرلها واسمع كلامها بس متسبنيش
رد عليه حازم بجمود
ـ حالة أمك هي اللي هتحدد تستاهل فرصة تانية ولا لاء
خرج الطبيب من الغرفة ركن حازم نحوه قائلاً
ـ خير يا دكتور ؟
أجاب الطبيب
ـ واضح أن المدام اتعرضت لصدمة أو زعل شديد ده سبب لها انخفاض في ضغط الدم عشان كده نسبه الأكسجين قلت في جسمها هو ده اللي سبب لها الاغماء تفوق هنحدد إذا كانت كويسة ولا لاء لو ضغط جسدي هتكون كويسة لكن لو نفسي لازم تستشير طبيب نفسي ضروري عن اذنكم
في منزل والدي رغد
طرقت رغد باب منزلها
أجابت نادية من الداخل
ـ خير يارب استر يا ترى مين جاي في الوقت ده
فتحت نادية الباب وجدت رغد أمامها قائلاً
ـ رغد ايه اللي جابك في الوقت ده جوزك وعيالك كويسين ؟
أجابت
ـ بابا فين ؟
لفت انتباهها حقيبتها عادت بذاكرتها
( مشهد من الجزء الأول )
نادية وهي تفتح الباب تجد رغد أمامها ومعها حقيبة كبيرة أردفت وهي ترتمي في أحضان والدتها : يونس طلقني يا ماما
وانفجرت في البكاء
نادية
ـ يا لهوي طلقك ليه ، تعالي أدخلي بس الأول وقوليلي اللي حصل........
ضربت بكفيها على صدرها قائلة بصوت مرتفع
ـ أوعي تكوني اتطلقتي تاني يا رغد. تعالى يا علي شوف بنتك
جاء علي من خلفها قائلاً
ـ في ايه ؟ مالها رغد
تركت رغد حقيبتها على الأرض ركضت نحو والدها تتشبث بين ذراعيه قائلة
ـ يونس ضربني يا بابا أنا عايزة حقي منه
ربت "علي" على ظهرها قائلاً
ـ ده نهار أبوه أسود اتجنن ده ولا ايه لم أنا لسه على و ش والدنيا وعمل كده أمال لم أموت هيعمل ايه حقك هيرجعلك تعالي ادخلي
غمغمت نادية قائلة
ـ أنا من الأول وأنا مش راضية عن الجوازة دي منك لله يا يونس يا ابن محمد أنا عارفة يا ختي حبيته على ايه
أجاب علي
ـ مش وقته يا نادية الكلام ده
خلاص بقى نصيبها
عيالها بقوا طولها ، شيلي يونس من دماغك
ده مهما كان جوز بنتك وأبو احفادك أنا مش عارف الخلاف اللي بينكم هيخلص أمته كبرتي يا نادية على شغل الحموات ده
أجابت رغد وسط شهقاتها
ـ بابا عنده حق يا ماما حاولي تصفي من ناحيته
مصمصت شفايفها بغيظ قائلة
ـ شوف البت أنا قايمة قبل ما اتنقط منك ومن أبوكي
استندت على عكازها متجهه نحو غرفتها
بعد أن رحلت وجه علي حديثه نحو رغد قائلاً
ـ احكيلي بقى ايه اللي حصل وصلكم لكده
رغد .............
في الإسكندرية
إلى تلك الفتاة التي تمتلك قلباً رقيقاً گ رقة الفراشة
إلى التي تمتلك روحاً خالية من الدنس تحاوطها البراءة
في عالم يملأه القسوة إلى التي حاربت كثيراً لتتأقلم
مع هذا العالم المزيف إلى التي لم تتغير تغيرا جذرياً عن الماضي مازال هناك بقايا من أثرها اللطيف تذكري دائماً
أنكِ ، من وضعتي أولى خطواتك على دروبك الشائكة
تلك الخطوة دفعتك نحو الأمام بعد مواجهة الكثير من العقبات والدليل الأكبر انتصارك والمحافظة على حماسك الذي يقودك نحو تحقيق رغباتك
إلى التي استطاعت هزيمة الاستسلام والكسل وبلغت القمة
أنتِ فتاة قوية عزيزتي تذكري أن الحياة لا تحارب الفاشل الذي ليس لديه قدرة على المحاولة دائماً تحارب القوي الطموح.
انتهت سهى من كتابة تلك الخاطرة في دفتر مذاكرتها
أغلقت الدفتر ووضعته أسفل وسادتها قاطع شرودها صوت والدتها من الخارج
ركضت خارج الغرفة وجدت والدتها تجلس على الأرض تصرخ باسم شقيقها
اتجهت نحو والدتها قائلة بصوت مهزوز
ـ سراج ماله يا ماما ردي عليا مي ...
يتبع
الفصل الثالث من هنا
لقراءة باقي الفصول الجزء الثالث من هنا
لقراءة الجزء الثاني جميع الفصول كامله من هنا
لقراءة الجزء الاول زواج لم يكن في الحسبان جميع الفصول كامله من هنا
الفصل الثالث من هنا
لقراءة باقي الفصول الجزء الثالث من هنا
لقراءة الجزء الثاني جميع الفصول كامله من هنا
لقراءة الجزء الاول زواج لم يكن في الحسبان جميع الفصول كامله من هنا