
ضحكت سوزان بدلع واضح وهي بتبص لخالد:
-لا مهي الأوضة دي هتكون ليا انا وخالد, اصل احنا هنكتب الكتاب دلوقتي فمش هيلحق ينام لوحده.
-دلوقتي؟
رددتها مودة بصدمة وعينها لمعت بالدموع غصب عنها, فضغط خالد على كفها اللي ماسكه وكأنه بيقولها متقلقش.
-ايوه... مش شيفاني جاهزة! والمأذون والمحامي والشهود قاعدين في اوضة الضيوف.
-مش كنتي استنيتي ارتاح شوية حتى!
قالها بضيق واضح, فردت بنفس ابتسامتها:
-نكتب الكتاب وبعده هترتاح على الآخر.
جملتها كانت "منحطة" زي ما قالتها مودة جواها في اللحظة دي وهي بتبصلها بقرف.
-بالرفأ والبنين إيه يا خي تف من بوقك!
قالها خالد جواه تعقيب على جملة المأذون, وانفض الجمع بعده من الحضور, لحد ما قالت سُرية بنبرة باين عليها الضيق:
-البنات جهزولك اوضة تقعدي فيها, بس كان واجب تبلغني يا خالد بيه بدل المفاجئة ال... الحلوة دي.
لوت مودة بوقها وهي ملاحظة ان سُرية مش قبلاها, وقالت لخالد:
-تعالي يا خالد لو سمحت وريني اوضتي.
-البنات هي..
قاطعت كلامها وهي بتقول بحدة:
-خالد!
وقف خالد وهو بيقول بارتباك من ان الموقف يتأزم:
-هوريها الأوضة وراجع.
وخدها من ايدها وراه من غير ما يستنى رد حد منهم, شدت ايدها منه اول مادخلوا الاوضة بطريقة عصبية خلته يبصلها باستغراب زاد لما راحت قعدت على السرير وادته ضهرها, قرب منها وقعد قدامها وسألها باستغراب:
-في إيه؟
انفجرت فيه وهي بتقول بغيرة:
-في إنك مقولتليش إنها حلوة كده! انا كنت فكراها واحدة عادية ولا حتى مبهدلة في نفسها من كلامك عنها, لكن.. مين دي!؟
رفع حاجبه باستنكار:
-هي حلوة؟
-خالد متستهبلش!
صرخت فيه بغيظ, فضحك ضحكة صغيرة وهو بيقول:
-طب والله عمري ما شوفتها حلوة, يا بنتي انا مبطيقهاش, يعني لو هي ملكة جمال مش هشوف حلاوتها, وطول عمري اشوف العفريت ومشوفهاش.
بصتله بشك وهي بتسأله:
-ليه يعني؟ للدرجادي؟
-واكتر.. عشان دايمًا من واحنا عيال هي السبب في كل حاجة وحشة حصلتلي في يوم.. حتى أيام الدراسة, كانت تعمل المصيبة وتلبسها فيا, وكل مشكلة تصدرني انا وهي البريئة قدام العيلة, غير إنها كانت دايمًا قليلة الأدب مع ابويا وبترد وبتبجح فيه, ولا كأنه عمها واكبر من ابوها, وهي اللي كانت بتعمل خلافات بيني وبينه طول الوقت بالوسوسة بتاعتها, ده خالد عمل ده خالد قال ده خالد ده خالد.. لحد ما ابويا ماكنش طايقني في اخر فترة, وستي كرهاني من السمع لها, انا عمري ما عملت معاها حاجة وحشة ولا رديت عليها بطريقة مش كويسة, بس من كتر ما بتسمع وز الحرباية كرهتني وبقى فيه حاجز بينا.
-ياه للدرجادي!
ابتسم وهو بيمسك كفها وبيقول:
-شوفتي بقى إني عمري ما اشوف جملها, مودة لو اللي قدامك ملك جيله مادام هو شخص من جوه وحش ومواقفه معاكي وحشة عمرك ما هتطيقي تبصي في وشه ولا هتعترفي بجماله ولا بأي حاجه حلوة عنه اصلاً.
-خايفة..
قالتها بدموع نزلت على خدها ونبرة بتبين خوفها, مسح دموعها بكفه وهو بيبصلها بعتاب:
-مني؟
هزت راسها بلأ وقالت:
-خايفة مشاعرك تتغير ليها, او حتى تنجذب ليها كراجل, خايفة اخسرك..
اتنهد وقال بثقة:
-اولاً مشاعري مش هتتغير ولا هيكون فيه مشاعر ليها, لان مشاعرك محتلة قلبي كله, هجبلها مشاعر منين بقى!
قال اخر جملته بهزار بيحاول يخفف عنها, وكمل:
-وانا مش راجل بيمشي ورا نزواته عشان انشد ليها ك ست! وعمرها ما تزغلل عيني.. فمتقلقيش.
قربت منه وحضنته وهي بتقوله بتعب:
-كل ده هيخلص امتى؟
-مش هياخد اكتر من أسبوع متقلقيش.
وكأن كل همه انه مايسببش ليها قلق او خوف, رغم ان هو نفسه ميعرفش المستقبل في إيه.
---------------
يومين عدوا وهو متبع الخطة اللي حطها قبل ما ييجي معاها, اول ما بيتقفل عليهم باب بيحطلها المنوم في أي حاجه بياكلوها او بيشربوها, وطبعًا هي فاهمه ان العلاقة بينهم طبيعية لكنها بتنسى تفاصيلها لسبب غريب متعرفوش.
-كل دي كمان من ايدي عشان خاطري.
قالتها وهي بتحطله حتة لحمة في بوقة, فكالها وهو بيقول بابتسامة:
-تسلم ايدك, بس كفاية مبقتش قادر.
ضحكت سُرية وهي بتقول:
-مالك يا سوزان عماله تزغطي فيه كده ليه! كفاية ليفطس منك.
-ملافظ السعد يا... يا تيتا.
وقالت سوزان بدلع:
-بعد الشر عنه يا تيتا, يفطس إيه بس انا بغذيه.
كل ده كان تحت انظار مودة اللي حاسة ان الأوضة بتولع بيها, بصتله بعيون كلها دموع فبصلها بصة سريعة, لكنها كانت مليانة اعتذار وحزن عشانها, لكنه رجع بص لسوزان بسرعة عشان متاخدش بالها.
-مبتاكليش ليه يا ضرتي الاكل مش عاجبك؟
سألها سوزان بسخافة, فتدخل خالد بهزار مصطنع:
-إيه ضرتي دي؟ كلمة بلدي اوي يا سوزي.
-سوزي!!
همست بيها مودة وهي بتضغط على سنانها بغيظ, فضحكت سوزان بدلع وهي بتقول:
-معاك حق يا خالودي, مبتاكليش ليه يا مودة؟
-شبعانة.
قالتها وقامت وهي بتخبط المعلقة في الطبق بعصبية وسابت المكان كله, كتم غضبه وحزنه جواه واستمر في مسايسة سوزان بل وكمان بدأ يبين انه مخنوق من مودة:
-زي مانتوا شايفين كده نكد ليل نهار.
قالت سوزان بمكر:
-اعذرها يا خالد, مش سهل بردو تشوف جوزها متجوز عليها.