رواية كوب من الغدر الفصل الاخير بقلم أسماء مصطفي

رواية كوب من الغدر الفصل الاخير بقلم أسماء مصطفي
في اليوم التاني مع الساعة 3 نزلت تسنيم من بيتها رايحة الكافيه، وصلت المكان ودخلت، وقفت ثواني تبص بقرف واشمئزاز

اتلفتت حواليها لحد ما لقيته، قاعد على ترابيزة وبيبصلها نظرات شهوانية مقرفة زيه

راحتله فا وقف قرب منها ومسك اديها جرها وراه بهدوء من غير ولا كلمة، لف المكتبة، او اللي ظاهر انها مكتبة ودخل راح ناحية اوضة ليه

كل ما يمشي خطوة ابتسامته تزيد وهو بيصفر وهي... هي قلبها بيدق بخوف ورعب

كل ما ثانية تعدي التوتر بيزيد عليها، دخل الاوضة وقفل الباب، قرب منها وهي بتحاول تلهيه في اي حاجه، ضربها بالقلم وهو بيقولها بعصبية

_ اثبتي مكانك مش عايز ولا حركة

سكت وهو بيبصل لملامحها الخايفة وبعدها قال بسخرية

_ اديكي جيتيلي برجليكي وبتترجيني عشان مفضحكيش، وهتكوني عاهرة، طب ما كان من الاول

لسه بيقرب منها فجأة لقى الباب بيتكسر ودخل منه شرطة، وقف وهو مصدوم ومذهول من اللي بيحصل، المكان كل اللي فيه بيتقبض عليهم وهو عليه الدور! حاول يهرب بس مقدرش، اتمسك واتاخد على البوكس بس قبل ما يتحركوا بيه خطوة، اتكلمت تسنيم وهي بتقول

_ حضرت الظابط لو سمحت استنوا دقيقه

الظابط عطى اشارة للعساكر يقفوا، قربت هي منه وقالته ببرود 

_ عجبتك المفاجأة مش كدا، بس عندي ليك مفاجأة أحلى

خلصت جملتها ونزلت على وشه بالقلم وهي بتقول

_ دا القلم اللي عطيتهولي من شوية ودا جزء بسيط من حقي وحق كل البنات اللي اذيتهم

خلصت كلامها وعورته بالموس في وشه

جه الظابط وبعدها عنه وهو بيقولها

_ مينفعش كدا يا تسنيم ابعدي وهو هيتحاكم وهياخد جزاته في دنيا وحسابه عند ربنا كبير

خدوه العساكر على البوكس ومشيت الشرطة بعد ما اخدوا كل اللي في المكان وبعدها شمعوه
جه معاذ وحضن تسنيم اللي فضلت تعيط وهي بتترجاه يسامحها

هداها وخدها البيت روحوا عشان هاجر لسه متعرفش حاجه
روحوا البيت وراحت تسنيم لمامتها بسرعة تحضنها وهي بتترجاها هي كمان تسامحها، بعدها اتكلم مازن وهو بيقول بصوت هادي

_ هاجر، اللي عمل كدا في تسنيم وأذاها هي وكل بنت تانيه بأي شكل الشرطة قبضت عليه بعد ما تسنيم اتفقت مع الشرطة، اتقبض عليه لما نزلنا من شويه، لينا معاد في المحكمة بعد اربع ايام

اتنهدت هاجر وهي بتقول بحزن

_ حسبي الله ونعم الوكيل فيه، ربنا لا يسامحه أبدًا على قهرة الأهالي اللي سببها ليهم هم والبنات، ربنا ينتقم منه

مرت الاربع ايام وجه يوم المحاكمة، مكنتش تسنيم بس لكن كان كتير من الاهالي جايه تشوف المجرم اللي بهدلهم وبوظلهم حياتهم وهو بياخد جزاته

اخد شرفهم، منهم اللي قتلها ومنهم اللي شغلها دعارة ومنهم اللي انتحرت عشان اهلها

اول ما دخل الشخص المنحدر لقفص السجن مشيت رعشة خفيفة في ايد تنسيم وصوتها طلع مهزوز وهي واقفة على منصة الشهادة بتدلي بشهادتها وانها احدى الضحاية ليه
خلصت كلامها وراحت ناحية والديها وقعدت تستنى الحكم

بعد شوية وقت طلع القاضي ومستشاريه، رفع القاضي صوته وهو بيقول بنبرة قوية

_"بعد الاطلاع على أوراق الدعوة، وسماع أقوال الشهود، ومراجعة الأدلة والفيديوهات والتحقيقات... ثبت للمحكمة أن المتهم:

«فؤاد أحمد راضي» 

قد ارتكب جرائم بشعة هزّت المجتمع بأكمله، شملت:

استدراج الفتيات القُصر واستغلالهن.

الاعتداء الجنسي والاغتصاب المتكرر.

قتل العمد مع سبق الإصرار.

إدارة وكر لممارسة الدعارة وتعاطي المخدرات والخمور.

الاتجار بالبشر واستغلال القُصَّر بطرق غير إنسانية.

وبناءً عليه، حكمت المحكمة حضورياً:

"بإعدام المتهم «فؤاد أحمد راضي»  شنقاً." 

مع مصادرة جميع ممتلكاته وغلق وتشميع المكان الذي كان يُدار فيه النشاط الإجرامي، حتى يكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه العبث بأعراض الناس وأمن المجتمع."

صوت المطرقة بينزل، القاعة كلها بتتهز. صرخة فرحة ودموع بتنزل من عيون أهالي كتير، اللحظة اللي كانوا مستنيينها... اتحقق فيها العدل

" العدالة بتيجة مهما اتأخرت والظلم عمره ما بيدم"

رجعت تسنيم بذاكرتها من كام يوم وهي بتقعد مع ظابط معرفة لوالدها وهو بياخد منها تفاصل معينة، اتكلم الظابط وهو بيقول

_ متخافيش يا تسنيم حقك هيرجعلك بس محتاجين انك تساعدينا بس وهيكون ليكِ دور كبير ومهم في حاجه زي دي، هسألك سؤالين تجاوبيني عليهم، تمام، أبدأ ؟ 

هزت راسها ليه بحركة بسيطة بمعنى ايوه فبدأ هو يسألها مع وجود والدها معاها عشان متخافش وتتوتر

_ السؤال الاول الكافيه دا اسمه ايه ومكانه فين

_ اسمه ليلتي في مكان***

_ الشخص اللي بيعمل كل الحاجات دي اسمه ايه

_ فؤاد أحمد راضي 

_ ايه اللي وداكي هناك ومع مين

_ روحت مع صاحبتي او اللي كنت فاكراها صاحبتي عشان نقعد مع بعض شويه

_ تمام احكيلي كل اللي حصل معاكِ من اول ما روحتي الكافيه لحد ما قدرتي تهربي

بدأت هي تحكيله كل حاجه وبعد ما خلصت طمنهم الظابط وهو بيقول

_ هنعمل زي ما اتفقنا تسنيم هتبعتله وتروح المكان تاني واحنا هنهجم على المكان ونمسكه المختل دا، وانا دلوقتي هطلع تصريح من النيابه الاول قبل اي خطوه عشان نبقى ضامنين تسنيم ما يحصلهاش اي ضرر، استأذن انا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

فاقت تسنيم من ذكرياتها وباباها ماسك اديها ومامتها ماسكه ايدها التانيه ونظراتهم كلها تشجيع وفخر، اتكلم مازن وهو بيقول

_ حبيبة بابا انا فخور بيكِ ومهما تعدي الايام هتفضلي بطلة روايتي وأميرة حكايتي، بحبك ودايمًا معاكِ

"في لحظة غفلة ممكن تضيع حياة، خليكم حضن أمان لولادكم، هم محتاجين حضن وقت الضعف وحزم وقت الغلط" 

"ربوا أولادكم وكونوا ليهم الدعم والسند"

"حياتكم غالية، متسلموش نفسكوا لصحاب غدر، صاحبك هو مرايتك، يا يرفعك، يا يوقعك، الدنيا لحظة قرار، يا إمّا تمشي مع الصاحب الصح وتنجو، أو مع الغلط وتضيع، ومتنساش، المثل بيقول... الصاحب ساحب" 

"ضاعَ شرفُ أثنى نتيجة صديقة غدر، واستُغلَّت أخرى وقُتِلت نتيجة لشهوانيةِ رجلٍ غير منتظم الفكر، مختل العقل، يعيش حياته كما تعيش الحيوانات، خدعهم بالحب الواهم"

" حافظي على نفسك واختاريها من بين كل الناس، لا تنصتي لقلبك في مواقف لابُدَّ من انصاتك فيها لعقلك، لا لصديقةُ غدرٍ ولا لرجلٍ واهم، اختاري نفسك"
                  تمت بحمد الله 

تعليقات



<>