
كده يا أستاذ خالد شرعًا التركة بالتساوي بينك وبين زوجتك, يعني نصيبك 10 مليون زيها.
وهو ماحلمش ابدًا باكتر من كده!..
-الفلوس دي جاهزه؟ ولا متجمده في عقارات؟
رد وفيق بزهو:
-لا طبعًا مش جاهزة, متقسمة بين أراضي والمصنع, وشوية حاجات تانية, لكن بعون الله بعد ما تستلموا في ظرف شهر هخلص كل شيء ونبيع وتقبضوا الكاش.
----------------------
تاني يوم رجعوا البيت وكان أوراق المحكمة كلها خلصت.
سألته مودة وهو بيلم هدومهم:
_يعني متأكد ان اللي هتعمله ده مش هيخلي الموضوع يقف تاني.
رد عليها وهو بيقفل الشنط:
_لا... مادام المحكمة اوراقها خلصت محدش يقدر يقرب لورثي بقى حقي الشرعي خلاص...
_اتاكدت يعني يا خالد؟؟
قرب منها بضحك:
_انتي حبيتي الدور اللي عشناه هنا ولا ايه!؟
_لا طبعا، بس مش بعد المرار اللي شوفناه مع الزفتة دي الموضوع يبوظ عشان شوية وقت كمان...
_معاكي حق، بس انا اتأكدت متقلقيش، كل حاجه في الأمان دلوقتي.
مد ايده لها وقال بابتسامة:
_يلا؟ يلا نقهر سوزي؟
ضحكت بانتصار وهي منتظرة اللحظة اللي هتعرف فيها الحقيقة ومتشوقة تشوف شكلها وقتها:
_يلا.
----
وقفت سوزان باستغراب وهي شايفة نزول مع مودة وماسك ايدها ومعاه شنطة السفر اللي كان جاي بيها, وقفت قدامه بذهول:
-رايح فين يا خالد؟
جه في بالها اجابه فابتسمت وهي بتفرد ضهرها بغرور:
-اه فهمت, هتأجر لها شقة في مكان تاني؟
رد خالد بابتسامة هادية بصدق المرادي:
-لا, هنرجع القاهرة.
اختفت ابتسامتها تسأله:
-ليه؟ وازاي يعني من غير ما تعرفني؟
-هو انا مقولتلكيش؟
-قولت إيه؟
بصلها في هدوء تام ورد:
-انتِ طالق يا سوزان.
ظهرت شهقة سُرية اللي طلعت من الأوضة على جملته وصرخت فيه:
-انتَ اتجننت يا خالد؟ بطلقها يا كلب بعد ما خدت اللي انتَ عايزه؟
-اه..
قالها ببرود وهو بيرد على جدته, وكمل:
-مش انا اللي يتلوي دراعي, انا مشيت المركب لحد ما اخد حقي, وبعدها كسرته.
رفعت سوزان راسها بتكبر بعد ما اتجاوزت صدمتها:
-حيلك حيلك, مش تعرف الأول اللي عليك!
بصلها بسؤال:
-عليا إيه؟
ردت سُرية بتشفي:
-المؤخر يا بن صادق, عليك 5 مليون مؤخر, إيه هتدفعهم؟
هو مخدش باله من المؤخر وقت الجواز, والمعلومة فاجئته, بص لمودة اللي بصتله بذهول, وبعدين بصلهم وقال:
-كده بتلووا دراعي؟
استهزئت بيه سوزان وقالت:
-ادفع يا شملول, مش عاوز تطلق ادفع, بس يا حرام هتدفع 5 مليون ويفضل معاك نص المبلغ بس؟ هيعملولك المشروع اللي بتحلم بيه؟
وفعلاً في اللحظة دي فكرت سوزان انها بتلوي دراعه, وانه هيتراجع وهيصعب عليه الفلوس وكملت:
-كنت قلقانه تغدر بيا وكنت عارفه إن المؤخر الكبير ده هيرددك لو حبيت تخلع, مش معقول هتاخد الفلوس باليمين وتديلي نصها بالشمال, الورث اللي يخليك تتجوزني عشان تاخده, يخليك تكمل معايا عشانه بردو.
-يعني مؤخرك 5 مليون؟
سكت شوية كأنه بيفكر بعدين قال:
-بصي انا ممكن مطلقكيش, واسيبك متعلقة لحد ما تزهقي وتخلعي نفسك ومتطوليش مني حاجة, بس انا مش عايز وجع دماغ, وإن كان على ال5 مليون هرميهملك على الجزمة بس اخلص منك, اول ما هستلم الفلوس هطلقك رسمي وادفعلك المؤخر.
اتكلمت مودة وعنيها مليانة شماتة:
-نسيت اقولك يا سوز... يا سوزي, خالد هياخد الورث يعملي بيه عملية, وعمل كل ده عشان ياخد الفلوس اللي هيعالجني بيها واللي هي تقريبا 3 مليون, يعني خالد ضحى واتجوزك عشاني.. عشان يسفرني تركيا اعمل العملية هناك وابقى كويسة وافضل جنبه.. مش طمع, ولا مشروع ولا أي هبل من ده.
حضنها خالد وكأن كلمها عن العملية صحى خوف جواه وقال:
-انا عمري ما همني فلوس ولا ورث, بس قبل ابوكي ما يموت بشهر عرفت إن مودة تعبانة, وإنها محتاجة عملية زرع كبد, وللأسف مفيش حد اعرفه لقيناه اطابق معاها انه يتبرعلها, ودورت كتير على متبرع ملقتش, لحد ما عرفت ان تركيا بيعملوا العمليات دي من غير متبرع والفص بيكون من عندهم, بس التكلفة 2 مليون غير السفر والمستشفى وغيره, كنت في دوامة وبحاول الاقي مخرج بأي شكل...وللأسف الشقة إيجار والعربية مكانتش هتلم المبلغ, فضلت في دوامة وكان ناقص ابيع نفسي لو حكم الأمر، لحد ما ابوكي مات
. وقتها لقيت المخرج وعرفت الحل، كنت مستنى الورث, اللي هو حق ابويا اللي ابوكي كلوا عليا زمان وحرمني منه بحجة ان ابويا كان غضبان عليا, واهو خدته.. مش محتاج اكتر من 3 مليون, لو عاوزه تاخدي 8 بدل 5 معنديش مشكلة.
قالها بتريقة وهو بيخرج بمودة من البيت, ووراه سوزان الغيظ اللي جواها اكبر من انفجار بركان نشط, واحساس انها اتخدعت واتلعب بيها مخليها مش طايقة النفس الخارج منها.
--------------------
فتحت عنيها بعدم غياب عن الدنيا متعرفش قد إيه, فتحت عنيها وهي سامعه صوته جنبها بيهمس لها, وكان اول وش شافته هو..
-حبيبة قلبي حمدا الله على السلامة, انتِ كويسة يا حبيبتي؟ سمعاني؟
-سمعاك.
قالتها بتعب وارهاق, لكنها شافت ابتسامته الفرحانة وحست ببوسته على راسها وكأنه بيعبر عن فرحته برجوعها للدنيا بعد أيام في العناية المركزة, كانت بعيدة عن عينه وقلبه كله القلق عليها.
-كنت هموت من الخوف عليكي, بقالك أسبوع مفوقتيش ويدوب النهارده الصبح قالوا ان المؤشرات بتقول انك بدأتي تفوقي, وقعتي قلبي حرام عليكي.
-سلامة قلبك.
قالتها بهمس وكملت:
-انا متمسكة بالدنيا عشانك يا خالد.
وهي فعلاً كده, هي عارفة كويس إنها الشخص الوحيد اللي بيمثله الأمان والسكن والحب, هي عيلته, هي وحسن اخوه كل ما يملك في الدنيا, عشان كده رغم خوفها من العملية مرفضتش تعملها.. مش عشانها.. عشانه, عشانه تفضل جنبه.
-والدنيا من غيرك مش دنيا يا قلب خالد.
وحكاية المرادي بيغلب عليها الحب, الحب اللي ممكن نتحمل حاجات صعبة عشانه, الحب اللي قدامه بيصغر أي شيء, الفلوس.. والمكانة.. والرفاهية.. وأي حاجة قدامه ملهاش معنى, الحب اللي يخلينا نقاتل عشانه, لكن عينا متزغللش على حاجة غيره, ومنطمعش في أي مغريات تانية, الحب الحقيقي هو... هو الحب!!
تمت بحمد الله