
حسيته اتصدم لما لقاني عرفت، يمكن انا متصدمتش عشان عارفه انه هيجيب حقه ومن لما كان صغير وهو دايمًا بيقول انه هيجيب حقه وفلوسه اللي اتاكلت، وحق الليالي اللي عاشها في الشوارع كنت مستنية اليوم ده واهو اليوم جه
اتكلم بتوتر وقال وهو بيبص بعيد عني
_ ماما انا اسف كنت هاقولك بس مكنتش عارف اقولك ازاي، بس انتِ عرفتي منين؟!
_ وهو دا كل اللي هامك عرفت منين يا حضرت الظابط؟! لو انت فاكر نفسك تقدر تعمل اللي عملته وتخبي وتغفلنا تبقى غلطان، زي مانت ظابط ابوك كمان ظابط، متنساش حليم باشا، انا عرفت من معارفه، خليت واحد من صحابه يتواصل معايا ويقولي اخبارك وبتعمل ايه وبتروح فين
اصلك بقيت بتخبي عليا وشكلك مش معتبرني امك زي ما بتقول، شكلها بتطلع كلمة عادية منك وخلاص
قرب مني باس راسي واتكلم بصوت مخنوق والدموع بتتجمع في عينه وقال
_ عمرها ما كانت مجرد كلمة، انتِ هتفضلي طول عمرك أمي، انا مليش غيرك ماتقوليش كدا، انا لو كنت قولتلك كنتي هتمنعيني
قاطعته بعصبية وقولت
_ ويا ترى بقا مسألتش نفسك كنت همنعك ليه، عشان خايفة عليك، عمك انسان مريض وغير سوي، كنت عايزني اضحي بيك وارميك ليه عشان ياكلك ويدوس عليك وعادي ولا هتهمه؟!
انطق، كنت عايزني افرط فيك
رد عليا بعصبية وقال
_ انتِ ليه مش فاهماني، انا كبرت وبقيت اقدر اجيب حقي، انا مش العيل الصغير اللي كان بيبيع ورد، انا كبرت وبقيت ظابط واقدر اجيب حقي، واديني خت حقي وحبسته ورجعت فلوسي وبيتي ورجعت كرامتي وحق ليالي الشوارع، جبت حقي ومحصلش حاجه انتِ ليه مش قادرة تفهميني
سكت، لحظة سكوت تام مني وانا مصدومة انه على صوته عليا وبيزعقلي، مش ذنبي اني كنت خايفة عليه، ما صدقت اقدر اعيش حياة طبيعية بعد دخولهم حياتي واتعافى بيهم، مش سهل أبدًا افرط بحد فيهم وارميه للنار بإيديا
طال سكوتي فاتكلم هو بعد ما ادرك اني سكت من عصبيته وصوته العالي
_ ماما انا اسف والله مش قصدي اعلي صوتي ولا اتعصب عليكِ، بس انتِ دايمًا كنتِ بتمنعيني عشان كدا جبت حقي من وراكي، انا اسف والله
بعدت ايدي عنه وقولتله بهدوء عكس الغضب اللي جوايا
_ انت مرفوض
_ نعم؟!
قالها بتشنجش اصله ليه الحق ما هو مش فاهم انا بتكلم عن ايه، قولتله وانا على نفس الهدوء
_ انت مرفوض يا حضرت الظابط انا لا يمكن اقبل اجوز بنتي لواحد بيعلي صوته على امه ومش بيعرف يتحكم في عصبيته، ويمكن في وقت عصبيه يمد ايده عليها ودا شيء مش هقبل بيه أبدًا
سكت وابتسامة خبيثة بتترسم على وشي وانا براقب ملامحه المصدومة، قولت بنفس الهدوء
_ ايه؟، فاكرني مختومة على قفايا ومش شايفة نظراتك لدرة وانك بتحبها، فاكرني مش شايفة لمعة عنيك اللي بتظهر ليها هي بس، ولا خضتك عليها لما تتعب وعصبيتك لو حد كلمها حرف مش عاجبها
انت بتحبها وانا برفضك
اتكلم بهدوء عكس عصبيته اللي كانت من شويه وقال وهو بيحرك اديه بتوتر
_ انا بحبها اه، بحبها اوي وبعشقها، عايز اتجوزها بس خايف هي متوافقش وتكون شايفاني اخ ليها، ممكن يا ماما يا عسل انتِ تشوفيها وتاخدي رأيها، ولو رفضت حاولي تقنعيها بالعافية و..
قاطعته بعصبية مصطنعة وقولت
_ انت عبيط يلا، انا قولتلك انت مرفوض
اول ما قولت كدا لقيت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ملامحه اتجمدت وهو بيقول بصوت حاد ونظرات تخوف
_ هي سواء موافقه او مش موافقه انا هتجوزها.. دا امر منتهي، أما انتِ بقا يا ست الحبايب يا حبيبة تحبي تاكلي ايه النهارده
شهق بطريقة مصطنعة وقال وكإنه افتكر
_ هو انا ماقولتلكيش، اخص عليا، انا عازمكوا النهارده بمناسبة اني حبست عمي وكده، تحبي بقا تاكلي ايه يا حبيبتي
ابتسم بسمة لزجة فضحكت بسخرية وقولت
_ انت مرفوض يا حضرت الظابط
وسبته ودخلت من غير ولا كلمة زيادة
على الميعاد اللي بتخلص فيه درة شغلها كنا لبسنا وركبت معاه عربيته وروحنا مكان شغلها، استنيناها عشان ناخدها معانا المطعم اللي البيه هيروحه
جت درة وركبت، كان بيبصلها بابتسامة واسعة وعنيه كلها حب، بدأ يحكيلها اللي عمله في عمه ويتكلموا مع بعض وانا... انا تقريبًا كنت شفافة بالنسبالهم، مش موجودة، مكنش حد مركز معايا أصلاً
هم ركزوا في حبهم لبعض وانا سرحت مع حبيب عنيا وحبيب ايامي
افتكرت حليم وذكرياتنا طول السنين اللي عشناهم سوى، اصله كان ابن عمي فا من صغرنا واحنا مع بعض، دايمًا علاقتهم بتفكرني بعلاقتنا سوى، افتكرته ودعيتله كتير اوي واتمنيت اكون معاه في الجنة، متجوزتش بعده عشان افضل مراته دنيا وآخره، كان ونعم الرجل والزوج
ركن العربية ونزلنا دخلنا مطعم وقعدنا كل واحد طلب اللي عايزه، بصيت عليهم لقيت كل واحد منهم سرحان في عالمه الخاص، اتنهدت وسندت راسي على الترابيزة قدامي وانا جوايا موافقة على يزيد، اصل مفيش حد هيحافظ عليها غيره
اما عن يزيد فكان بيفتكر اللي عمله في عمه، رجع بذكرياته وهو بيفتكر لما فضل يراقبه فترة وكان بيروح اماكن مشبوهة، صوره وخد عليه ادله، وبعد فترة من المراقبة راحله البيت وهدده بالادلة اللي ضده وطبعًا بسلاحه انه هيقتله بما إنه ظابط وانه يقدر يحبسه بسهولة، هددة بولاده وخلاه اتنزاله عن املاك والده اللي نهبها، بعدها قدم الادلة ضده في المحكمة بعد ما كان معاه نسخة تانية واتحكم على عمه بـ 25 سنه سجن بعد تجارة المخدرات اللي كان ماشي فيها والأماكن المشبوهة اللي بيروحها
فاق من ذكرياته على صوت درة وهي بتقول
_ يلا يا يزيد الأكل جه
كلنا وقضينا وقت جميل سوى وبعدين روحنا يزيد وراح شغله
الليل أخر وبقينا الساعة 2 ويزيد مجاش ومقالش انه هيبات ولا هيأخر، رنينا عليه تلفونه مقفول، بدأ التوتر يزيد وضغطي وطي، كنت خايفة ليكون حد من ولاد عمه عمل فيه حاجه
لحد ما اتصل خالد صاحبه، رديت بلهفة وانا بقول بقلق
_ خالد، فين يزيد، ادهولي عايزة اكلمه، هو فين
اتكلم وقال
_ اهدي يا طنط سدرة هو كويس
_ طيب هات اكلمه
_ مش هينفع، يزيد اتحبس في قضية قتل