
مر الوقت والايام عدت، مر حوالي 3 شهور ونص، كنت اتعافيت خلالهم بشكل كويس وكمان كريم اتجوز، ابتسمت بسخرية على كل حاجه جهزناها سوى وفيه وحده تاني هتعيش فيها معاه غيري على الجاهز ومن غير تعب
وفي يوم واحنا بنتعشى، اتكلم بابا وقال
_ رؤية، العريس اللي اتقدملك ورفضتيه بسبب انك كنتِ لسه مفشكلة خطوبتك اتقدم تاني خلال الفترة اللي فاتت ورفضته، لكنه اتقدم تاني من يومين وكان عايز على الاقل يعرف سبب رفضك، قولتله ان انا اللي رافض انها تتجوز دلوقتي، لكنه اصر ان يقعد معاكي في رؤية شرعية ويتقدم رسمي يمكن يحصل نصيب
بصراحة انا موافق عليه، هو إمام جامع وواضح عليه انه شاريكِ وانا كل اللي يهمني اني اتطمن عليكِ مع حد انا واثق فيه، وانتِ خلاص اعتقد موضوع كريم خلص بالنسبالك ولازم تشوفي حياتك زي ما هو كمان شاف حياته واتجوز، ها ايه رأيك
_ رأيي من رأيك يا بابا، خليه ييجي وربنا يقدم اللي فيه الخير
كان جوايا فضول اعرف مين هو اللي مصر عليا دا وليه مصر بالشكل دا، وبصراحة مش هوقف حياتي على كريم، هو شاف حياته واتجوز وانا كمان لازم اشوف حياتي، الشهور اللي فاتت زعلت فيها وعطيت زعلي حقه، لكن مينفعش افضل زعلانة وعايشة دور الضحية واسيب حياتي تقف
تاني يوم بالليل جه وقت اني اطلع للعريس، والمرة دي عندي فضول لازم اطفيه
طلعت وكان موجود راجل في سن والدي وشابين معرفتش مين فيهم العريس، رميت السلام وحطيت العصير وقعدت، بعد خمس دقايق من كلام بابا معاهم سابونا لوحدنا
رفعت راسي وشوفته، كان فيه قبول، انجذبتله جدا وكنت حاسة ملامحه مألوفة بالنسبالي
بدأت اسأله بأول سؤال
_ انتَ بتصلي؟
_ اه الحمدلله
_ بتشرب سجاير؟
ابتسم وهو بيقول
_ الحمدلله لأ
_ علاقتك بأهلك عاملة ازاي
_ الحمدلله علاقتي بوالدي زي اتنين صحاب، بحاول وبجاهد نفسي اني اعمل كل اللي يسعده واكون ليه ابن بار، انا واخويا جزء من بعض ومنقدرش نتخلى عن بعض ابدا مهما حصل، ربنا يباركلي فيهم ويحافظ عليهم، ووالدتي متوفية رحمة الله عليها
_ ربنا يرحمها، ازاي تقدر تحافظ على جوازك من البنت اللي هتكون من نصيبك أيًا كانت مين؟
حسيته استغرب السؤال شوية لكنه مفكرش كتير وقال
_ بالمعاملة الحسنة والوِد والرحمة، نوصل لِلغة مشتركة ما بينا نفهم بيها بعض، اغض بصري عن أي ست أجنبية عني زي ما ربنا أمرني فهلاقي كل اللي محتاجه في الست اللي معايا، هلاقي فيها الحنان والحب والاحترام وهشوفها اجمل ست في الدنيا، هكون لها زي ما انا عايز
حسيت اجاباته كويسة واني متطمنة، لكن كله بيقدر يقول كلام حلو ويزيف الحقايق ويخدع عادي
_ دا اخر سؤال هسأله، ليه مصر عليا انا
_ بصراحة انا لما شوفتك اول مرة، لفت نظري لبسك الواسع وتجنبك لأي شاب ممكن يرخم عليكِ، سألت عنك وسمعت كل خير، سمعت اللي احب زوجتي تكون عليه لكن لما سألت عرفت انك مخطوبة، ولما فسختي خطوبتك جيت واتقدمت على طول لكن اترفضت، فأصريت اني اتقدم لحد ما توافقي
_ ردي هيوصلك مع والدي، بعد اذنك
_ طيب مش ناوية تعرفي اسمي
ابتسمت وقولت
_ بابا قالي ان اسم حضرتك مازن، اتشرفت بمعرفتك يا أستاذ مازن
استأذنت وطلعت بس وانا طالعة سمعته بيقول بصوت واطي "يارب توافق"، ابتسمت وانا متأكدة انه اكيد حاسس بمشاعر ناحيتي ومش عشان بس سمع عني كلام محترم
عدى يومين، صليت استخارة لكني محستش بحاجة، مكنتش حاسة براحة ولا عدمها، فقررت اني اوافق وربنا هيقدملي كل الخير اكيد، خصوصا انه كلامه معايا كان كويس ومحترم، وبابا سأل عنه والكل شهد انه انسان خلوق فدا كان مطمني شوية، لكن ميمنعش اني كنت خايفة اتساب سواء بنفس شكل المرة اللي عدت او بأي شكل تاني
فعلاً وافقت واتخطبنا، فترة الخطوبة كانت هادية، كان فيها شخص كويس وخلوق زي ما اتقال عنه، بيحترمني دايما وملتزم بضوابط الخطوبة
برغم ان كريم اتجوز لكنه حاول يتواصل معايا اكتر من مرة في الفترة اللي فاتت، يمكن هو فعلاً محبنيش ولا حاليًا حس بالندم تجاهي لكن بيعمل كدا عشان عايز يكون هو محور الكون، يبقى ضامن ان لو اللي معاه مكملتش يكون فيه غيرها
مش فاهمه راجعلي ليه طالما هو اللي سابني وقال بيحب غيري، ليه يكسر قلب الست اللي معاه دلوقتي زي ما كسر قلبي قبلها
مش فاهمه ليه بيعمل كدا لكنه انسان غير امين
اكيد مش كل الشباب كدا لكن للأسف، اللي زي كريم دول منتشرين في كل مكان، عاملين زي المرض، وكل دا بسبب غياب الدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ انتِ طالق
_ انتَ بتقول ايه، كريم ارجوك بلاش تعمل كدا، دي حاجه مش في ايدي، مش في ايدي اني مبخلفش، دي ارادة ربنا وانا بحبك متبعدش عني ارجوك، بحبك وانت بتحبني، انا تسنيم حبيبتك
كانت بتحاول تستعطفه و تفكره انها حبيبته اللي اتجوزها عن حب، تفكره بنفسها وحبهم، لكنه زاحها وقال بعصبية ممزوجة بالسخرية
_ انا سيبت رؤية عشانك، عشان حبيتك لكن انتِ حتى مش عارفه تجيبيلي حتة عيل، هينفعني بإيه حبك دا وانتِ مش بتخلفي، انتِ وحدة لفيتي عليا وانا خاطب وانتِ عارفة وفضلتِ ورايا لحد ما سبت خطيبتي، مش بعيد تكوني كنتِ عارفة انك مبتخلفيش وعشان كدا لبستيهالي
كف نزل على وش كريم بكل غل وتسنيم واقفة بتترعش، قالت وهي مش قادرة توقف دموعها وصوتها طالع مهزوز
_ انا حقيقي استاهل كل دا لإني كنت هنتظر ايه من واحد محترمش وجود الست اللي معاه وهي لسه مش على ذمته وخانها، كنت هنتظر ايه منك غير قلة الاصل
انا استاهل لإني دخلت في علاقة ربنا حرمها عشان يحافظ عليا لكن انا رفضت ومشيت ورا هوايا لكن دا ميدلكش الأحقية انك تتهمني اني خدعتك وغشيتك، انت مريض ومحتاج تتعالج
كريم مسك تسنيم من شعرها وقال بغل
_ رؤية اتخطبت وحاولت ارجعها ليا لكنها رافضة، بس اكيد هترجعلي، انا عارف انها كانت بتحبني، هرجعها ليا وهي اللي هتجبلي عيل يكون ليا سند، وانتِ همشي وعقبال ما ارجع تكوني مشيتي ومش عايز اشوف وشك تاني، ورقتك هتوصلك على بيت ابوكي
كريم نزل من البيت وتسنيم قعدت وهي منهارة وبتردد على لسانها
_ يارب سامحني انا اسفة، عارفة ان دا عقابي وانا راضية يارب بس سامحني
هو دا نتيجة اي علاقة غير شرعية حللناها احنا تحت مسمى الارتباط
سامني يارب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ تمام يا رؤية متقلقيش
قفلت مع رؤية واستنيت الباشا، استنيت الاهبل اللي فاكر انها قبلت ترجعله، رؤية عرفتني بمحاولاته معاها في انه يرجعها ليه مع انه متجوز، انتظرت شوية في المكان اللي هقابله فيه على اساس اني رؤية وفعلا معداش وقت كتير ولقيت الشخص اللي شوفته في الصور
قربت عليه وانا ببتسم بسخرية وسألته
_ انت كريم؟
_ اه مين حضرتك
_ حضرتي ابقى خطيب الآنسة اللي بتلف عليها، رؤية
خلصت جملتي مع روسية مني ليه هدية، ظبطته وروقت عليه بعلقة مش هينساها، اصل مش بعد كل معاناتي مع رؤية وعايز هو ييجي ياخدها مني عالجاهز، ناس قليلة الحيا
رجعت لبيت حمايا بعد ما بسطت نفسي بضرب الكائن الغتت اللي اسمه كريم واتفقنا انه كتب كتابي على رؤية الاسبوع الجاي
الاسبوع جري بسرعة وتم التجهيزات لِكتب الكتاب وانا كنت في اقصى لحظاتي السعيدة
نزلت رؤية بفستانها الابيض وخمارها الساتر، وكانت جميلة، اجمل بنت في العالم، على طبيعتها من غير ميكب، رقيقة وهادية
تم كتب الكتاب فقربت منها وطبعت بوسة رقيقة بين عنيها وقولتلها بصوت هادي
_ اُحَدِّثُكِ صراحةً
فُتِنْتُ بكِ ولم أستطع غَضَّ البصرِ عنكِ
اليومَ بعدَ عقدِ قرآنِنَا سويًا
أُعْلِنُ استسلامي أمامَ عينيكِ
سحرهما الأسودِ عجزتُ يومًا عن مقاومته
زهرتي الخاصة
لا تُغيثيني من تلكَ الفتنة ودعيني غريقًا بها
كان كريم واقف بعيد بيشوف حبه الأول وهو بيخسرها للأبد، اتمنى لو فكر شوية قبل ما ياخد قرار يدمر كل اللي عمله، لكن بماذا يفيد الندم
في قلوب اتجبرت واتعوضت عوض جميل، صبرت واستحملت فا ربنا كرمها بكل خير، التزموا وأطاعوا ربنا فرزقهم بحب عفيف وحياة يكونوا فيها سَكَن لبعض
أما القلوب اللي اتكسرت، فا مش عشان هم عملوا فعل ربنا حرمه فا كسرهم، لكن عشان فعل بيكسر القلب ويجرح فا ربنا حرمه
أدرَكت الحكمة أم لم تُدرِك، شئت أم أبيت، سيظل الحرامُ بيِّن والحلال بيِّن، سيظل دين الله ينفذ ولو اجتمع كل الحاقدين
تمت بحمد الله