رواية أنه أبي الفضل السادس6 بقلم مريم السيد

رواية أنه أبي الفضل السادس6 بقلم مريم السيد
المـوقف كان كالتالي، جملة خرجت مني، ريأكشنات آدم كلها أتغيرت! 
مسك معصمي بغضب وهو بيقرب مني بنرفزه: 
-فـاكرة نفسك مين؟ أنتِ فاكره نفسك صغيره وإنه خلاص هعديلك أي غلط بيطلع منك؟ 
كنت بتوجع: 
-آدم إبعد إيديك! 
كمّل وهو بيضغط أكتر وانفاسه بتحتل عينيا: 
-تبقي نسيتي نفسك يا مريم هانم!... شايفه نفسك كبيره وبقى ليكي كلام عليا؟ 
ضحك بسخرية وهو بيلفني وكان الموقف كالتالي "ضهري على صدره وهو بيهمس في ودني وبيقول": 
-النهارده هنام جمبك في الأوضه... وطلاق؟ تنسى يا مريم هانم! 
قعدت على الأرض اعيط لما مشي وسابني وساب البيت خالص، دخلت جنى تعرف في اي؟ كل اللي عملته اني إترميت في حضنها وانا بشهق: 
-آدم مبقاش يحبني... مبقاش يحبني يا جنى! 
ربتت جنى على رأسي وهي واخداني في حضنها: 
-شششش إهدي يا حبيبتي... آدم لسه بيحبك والله.. مصيرك هتعرفي آدم بيحبك قد اي؟! 

•مـرحبًا زوجي العزيز.. 
ربما غفلت عنكَ كَثيرا، لم تصلكَ احرفي بعد، ولم تقرأها بعد! أتمنى لو تفهم يومًا ما حروفي؟ كلماتي؟ تفهم كل شئ في كُل شئ!  ، أريدك قاࢪئا، أو كاتبًا، أو ربما ليس بذاكَ وذاك، لكنّي أريدك تفهم كلامي... مشاعري، لست مجبره لأشرح لكَ كيفَ حروفي وما معانيها؟ أريدك أن تفهم حينما أخبرك" اكّي ساوسِ"تفهمها، وتفهم أن مشاعري فاضت بي؛ حتّـى عبّرت لكَ ببلد النـوبيين... بلد التاريخ والأسرار! 

-تفتكري إني زودتها فعلاً مع آدم؟ وإنّي بقيت أوڤر أوي في رد فعلي؟ 
أبتسمت ليا وقالت: 
-أأنتِ عارفه كويس أوي بردود أفعالك إزاي؟ وكمان متأكده آدم محبش ولا هيحب غيرك! 
كمّلت بهدوء وهي بتلم الورق اللي قدامها لما شافت آدم وهتدخل أوضتها: 
-أدي لقلبك فرصه يعبر عن شوقه لحبيبه! 
بعد ما مشيت بصتله ببرود ورجعت أبص على زحمة الشوارع، حسيت بوجوده وهو قاعد جمبي على الأنتريه: 
-على فكرة أنا مقصدتش خالص أخـوفك مني! 
كُنت مدياه ضهري وهو ساند بإيديه على فخذه، حسيت بصوت خشخشه، لكني قتلت فضولي ومبصتش ورايا، لقيته قدملي كيس إسود كبير وبيقول بهمس: 
-أنـا أسف.. 
بصتله بعشوائيه وقلت بضيق طفولي: 
-على فكره أنتَ مش مجبر خالص تجيب أي حاجه! ولا مجبر تعتذر على حاجه! لإنّه مش فارق معايا. 
إتعصبت لما لقيته بيبتسم، اتعصبت علشان عيونه كـانت جـميله أوي، وخدوده... بجد كان تحفه فنيه قدامي... شاب مراهق في سن تلاتيني... وبنت مراهقه حقيقي... وجوده غريب قادر يمحي كُـل مبادئ، وكل عصبيه وكل خناق، قادر يمحي ذكريات مؤلمه كانت بدونه، وقادر يمحي الشوق المتعب اللي كان في غيابه، لمجرد قادر يطمن الطفله اللي جوايا! 

-واحد عميل بيقولك صوتك أحلى من السكرتيره الأولى... تقولي ليه مش أحسن من أمك؟ 
أتكلم بغضب تحت برودها وكإنها لم تبالي، رمي الأقلام والورق على الأرض وقال: 
-أنتِ مبتتكلميش ليه؟ متعصبيش أهلي... هي كانت ناقصه مصايب!! 
رمقته الاخرى بضيق لما شهقت من صوته وصوت الأقلام اللي اترمى على الأرض: 
-ما براحة يا عم أنتَ... واحد بيمعمع وبيتغزل!! قالوله فتاة ليل؟؟ ولا اي؟ 
تمتمَ تحتَ أنفاسه بغضب: 
-فتاة الليل أحسن منك والله! 
وقعت عليها الكلمه كالصاعقه، وجسمها كله تلج.. رددت بهمس: 
-تقصد اي؟ 
كل الغضب تلاشى، وكإنه الجملة أصابت شرفها، نظر لها بهدوء، أدركَ بخطأه، او ربما الذنب احتوائه، فهتف وقال: 
-أنا مقصدش خالص... أنا بس ك... 
قاطعت كلامه ببرود: 
-عـن أذنك أنا رايحه أكمل شغلي. 

كان باصص لأثرها بندم وذنب، وكإنه حس بإنه زوّدها أوي معاها. 
عدّى نص اليوم لحد ما العميل وصل، كان النقاش كالتالي على سعر الصفقه، حتى نظر العميل لنور وقال بطريقه غير مريحه بالنسبة لها: 
-القـمر ما تدينا رأيها كده في الصفقه؟ 
بصتله ببرود بعدما كانت هتقوم تهد الشركه كلها راسه، عقّبت بهدوء وجديّه: 
-كَـلامي مش هيعدّل كلام الأستاذ عُمر، هو قال السعر وده أقل شئ عندنا، ده غير إنه العميل الأجنبي كان مصر على الشراكه الشهريه بتاعتنا، وعجبه السعر جدا، بس إحنا زي ما بنقول كده ولاد بلد، ومبنحش نتعشم بالأجانب زي ولاد بلدنا. 

تصنعت هي بأن هاتفها يرن فردت قدامهم بـلغة أجنبية: 
-We will see our client; if they do not agree to our price, we will contact you soon. 
"سنرى العميل الذي لدينا إذا لم يوافق على سعرنا، سنتواصل معك قريبا" 

كان كُل ده تحت نظرات عمر المذهوله، قال العميل بلهفة: 
-لا لا خلاص أنا موافق جدا على السعر! 
أبتسمت له بهدوء وقالت: 
-على بركة الله. 
اردفت بيها وهي بترص الورق قدامه بإنشكاح وأنتصار، بعد أنتهاء الأجتماع، كانت هتمشي كالعاده لكنها وقفت لما سمعت صوته بيقول: 
-أنتِ شاطره جدًّا!... بس خليكي مقتنعه الحيله دي مبتمشيش مع كل العملاء!! 
ابتسمت ليه ببرود وقالت: 
-إنّ كيْدَهنّ عظيم... بلص كمان ياريت كلامنا بعد كده بحدود، وبالنسبه لخناقاتنا فأنا هتجنبها جدا... لأنك في الاول والآخير مدير شغلي ولازم أحترم مكانته. 

سابته ومشيت تحت نظراته الهاديه، شخصيتها غريبه بس جميله، حياتها عشوائيه بس مريحه، اتكأ على الكُرسي وهو بيتصل ومبتسم: 
-حبيبة قلب عمر اللي وحشتني! 
على الطرف الآخر: 
-دلوقتي افتكرت ليك حبيبة قلب؟ مانتَ تلاقيك مشغول مع السنيوره الجديده بتاعتك مانا عارفاك وحافظاك! 
ضحكَ وقال: 
-سنيوره مين بس تشغلني عن حبي الأول والأخير؟ 
-نُـور ولا كمان هتنكر كلام آدم إبن أختي؟ 
اعتدل في مكانه أول ما سمع أسمها وقال تحت انفاسه وهو يسب في آدم، ثم أضاف بصوت هادئ للطرف الذي على الخط: 
-يا عيوني والله ما في حاجه بيني وبينها... هي بس صديقة لمرات آدم وهو دبسني في انها تكون سكرتيره! 
أبتسمَ وهو بيتكلم: 
-دي غريبه جدا أوي... معتقدش تنفع لحياني البائسه والروتين المتكرر! 
مصمصت الأخرى على الهاتف: 
-ده أنتَ كمان فكرت انها متليقش بحياتك؟ 
أضافت بخبث وهي تضحك: 
-وقعت يا إبن بطني؟! 

•زوجي العزيز... 
هذه رسالتين في قصتي، هذا غريبٌ بالنسبة لي.. لكنني أشتقت لكَ، لماذا لم تعد تزورني بأحلامي، أعلمُ أن وجهكَ مخفي في كُل منامي، لكنّك فجأة أختفيت، ماذلتُ أشعرُ أحتوائك لي حينما نمتُ باكيه، وعلمتُ بكذبه أحدهم اخبرتني أنتَ بالأبتعاد عنهم، مرّ يومين وأنا تائهه... عليكَ المجئ لترشدني، وتخبرني بماذا افعل وماذا لا أفعل؟! 
زوجي العزيز، الذي آراهُ بمنامي بدون ملامح، لكنّي أحببتَ وجودك بمنامي،أشتقتُ لكَ...فـ عُـد لي... أودّ أخبارك بالمزيد... 

-يا بنتي أنا مش مصالحك إمبارح واليوم عدّي؟ قالبه وشك ليه النهارده؟ 
بصتله ببرود وكمّلت في عمل الشاي، زفر بضيق وقال: 
-مريم أنا مش بكلمك؟ 
بصتله بضيق وقلت: 
-أيوه مفهمتش عاوز اي؟ ممشتش ليه من البيت؟
بصلي وهو رافع حاجب: 
-دي هرموناتك؟ هي مواعيدها ولا اي؟ 
ضربته على صدرته على بجاحته وقلت بضيق: 
-أنتَ قاعد هنا ليه؟ أنتَ مش كلمت الهانم وقلتلها وأنتِ كمان وحشتيني؟ خلاص روحلها! 
فركَ شعره بخنق وقال: 
-عمرك ما هتفهمي... عاوزاني أروحلها؟ 
أضافَ بخبث: 
-دلوقتي حالاً هروحلها وأنام في حضنها كمان.. مدام الهانم التانيه مش فاضيالي! 
بصتله بعتاب وأديته ضهري وكملت أعمل الشاي.. زفر بضيق وخرج. 

الحقيقه؟ إني رجعت أحبه... ورجعت أحس بوجوده أكتر... بس هي وجودها عائق، على قد ما مستغربه تقبلها العادي إنه متجوز عليها، على قد ما بردوا مضايقني إني بعد ما كنت حبه الأول، بقيت زوجته التانيه؟ 

-أنتَ فين يا آدم؟ 
ردّ عليها الآخر وفي ذراعه زوجته الأولى: 
-في بيتي التاني يا جنى خير في اي؟ 
قالت بجمود: 
-أنتَ معندكش دم؟ لما طول الوقت مع مراتك دي.. اتجوزت مريم ليه؟ 
زفر بضيق: 
-يادي مريم... أنتوا خنقتوني بجد، وأنا حاولت كتير أكون معاها، بس هي راكبه دماغهاا!!! 
عقّبت جنى على كلامه بضيق: 
-براحتك يا آدم... في الاول والآخر مريم تربيتك... وأنتَ اللي عودتها على ده... ولا نسيت يا آبيه آدم؟ 
قفلت السكه في وشه من غير ما يرد، بينما الأخر أبعد نفسه عنها، جلست هي وراه وهي بتدلك كتفه وبتقول: 
-ما بكَ آدم؟ هل تشعر بالضيق من أجل هذه الصغيره؟ اخبرتك كثيرا لا تتزوجها والآن جلبت لنفسك مأزق غريب! 
أبعدها عنه بخنق وقال: 
-إنتبهي لفمك الغبي هذا... ولا تتظاهري بالزوجه المثاليه، فكلانا نفعل ذلك لأجل والدك حتى يرضي عنكِ ولا يزوجك لرجل في عمره، ولكي أحصل على شراكتي وأتم مهمتي.. لا تنسِ ذلك ريڤانا حسنا؟ 
زفرت هي بضيق وأعطته ظهرها بخنق: 
-كما تشاء يا منقذي! 

آدم قام من مكانه ولبس هدومه وسابها ومشي، مكنش ينفع يرجع من الأول مصر... ولا كان ينفع يقابلها من جديد... بنت مراهقه قادره تهد جدران راجل وجوده تقيل في السوق وبين رجال الأعمال،وصل بعربيته قدام البيت، جلس بالأسفل لحظات حتى هبّ وخرجَ. من العربيه. 

لما دخل اتخضيت... مكناش عاملين حسابنا إنه جاي... والغبيه جنى أكدت ليا إنه مع مراته التانيه، كنت لابسه بيجامه كرتونيه وسايبه شعري مفرود وبنسمع كرتون أنا وجنى، لما لقيني محروجه وبدور على حاجه البسها قال بسخرية: 
-هو حد غريب دخل يعني؟ ده أنا جوزك يا مريم! 
بصيتله ببرود وقلت: 
-مش فاهمه مطلوب مني اي بردوا؟ 
شهقت لما لقيته بيجذبني ناحيته وبيتكلم بضيق: 
-عادي جدا تقعدي كدا قدام عمّك... بس العيب كله لما وجودي يحضر.. وكإنك بتخافي على نفسك منّي؟! 
همس بخنق: 
-أنتِ بتخافي مني أنا يا مريم؟ ده أنا باباكي قبلهم كلهم وأكتر منهم كلهم! 
كمّل بيأس: 
-ده أنتِ المفروض تكوني جمبي وتكوني حضنك ليا لما أحتاجك؟... بتخافي مني أنا؟ ده أنتِ تقلقي منهم كلهم وتتحامي فيّا! 
ضغط على معصم إيدي وهو بيهمس ومقربين جدا من بعض وعينيه كانت محمره وكإنه بيواجه دموعه: 
-ده أنا باباكي... عملت وحاربت جدي بسببك أنتِ.. أنتِ السبب الوحيد اللي كُـنت بحاربه علشانها... دورت على حقك بدل ما أدور على حق والدي وأختي... أعملك أيه تاني علشان بس تقبلي بيا؟ 
لما لقيني ساكته زعق وقال: 
-ما تردي هو أنا مش بكلمك؟ 
جنى لما قربت تبعده بصلها بتحذير وقال: 
-راجل ومراته بيتكلموا قسمًا بالله اللي هيقرب ولا اللي هيتكلم لهتتصدموا من رد فعلي كلكم! 
والده خرج ووالدته ردد نفس الكلام ليهم، بصلي وقال بهدوء غريب.. لكنه زيي العاصفه: 
-ساكته ليه يا هانم؟ عاوزاني أعمل اي؟ أطلق اللي متجوزها... حاضر هطلقها.
كان باصص لعيوني اللي مدمعه رد بجمود وقال وهو لسه باصصلي: 
-جنى إعملي حسابك من النهارده هتنامي لوحدك. 
شد على معصم إيدي ودخل بيا أوضته، سابني قاعده على السرير وهو دخل الحمام غيّر هدومه،خرج وهو لابس بيجامه رياضيه، جاتله مكالمة تليفون من والد مراته وهو بيعاتبه انه ساب بنته لوحدها، هتفَ آدم بضيق: 
-لا تقلق سأتركها لك... لم أعد مرتاحا معها بعد الآن.
أضاف  الطرف الآخر: 
-لكن هذا سيمنع شراكتنا معا! 
صمتَ آدم شويه وبصلي بضيق بعدها أضاف: 
-اللي أنتَ شايفه اعمله سلام!  
بصلي بخنق وهو بينام على السرير، قلت بضيق: 
-أنتَ بتعمل اي؟ أنا عاوزه أخرج لأوضتي. 
شهقت لما لقيته قرّب منّـي وهمس وقال: 
-طَـيّب حماڪي مستني ولي العـهد! 
نظرت له بعدم فهم، فكمّل بهدوء وهو بيبوس كف إيدي: 
-حابب نفاجأه سوا! 

تعليقات



<>